logo
عكس ما تتوقع.. قد تتصبب عرقا خلال عطلتك بالقطب الشمالي

عكس ما تتوقع.. قد تتصبب عرقا خلال عطلتك بالقطب الشمالي

CNN عربيةمنذ يوم واحد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في السابق، كان هناك أماكن يقصدها الناس هربًا من الحر خلال عطل الصيف. إذ يمكنك السفر إلى النرويج لمشاهدة مضائقها الشهيرة عالميًا، أو القيام برحلة إلى اسكتلندا للاستمتاع بجولة غولف معتدلة المناخ. أما زيارة لابلاند في السويد، فقد كانت تمنحك فرصة لرؤية حيوانات الرنّة عن قرب.
لكن قبضة القطب الشمالي الجليدية بدأت تضعف مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض، وأصبحت هذه الوجهات الباردة والبعيدة أكثر عرضة لموجات الحر على نحو متزايد.
وقد عانى السيّاح في جنوب أوروبا خلال السنوات الأخيرة من حر شديد، من إسبانيا وفرنسا إلى إيطاليا ودول البلقان، لكن هذا الصيف، شهدت درجات الحرارة المرتفعة انتشارًا غير معتاد شمالًا، إذ ضربت موجات حر حقيقية دولًا لطالما ارتبطت بالبرد والثلوج شتاءً، وبالطقس المعتدل صيفًا، أي السويد، وفنلندا، والنرويج.
واندلعت حرائق غابات في أنحاء أوروبا وكندا، تزامنًا مع تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة هناك وفي مناطق معتدلة أخرى مثل اليابان.
لذلك، فالرسالة التي يرسلها الكوكب واضحة، مفادها لا يمكنك الهروب من الاحتباس الحراري أو تجنّب آثاره، خصوصًا وأن المناطق الأقرب إلى القطب الشمالي هي الأسرع في الاحترار.
وقد شهدت المملكة المتحدة هذا الصيف، أربع موجات حر شديدة. وأصبحت مسألة الجفاف مصدر قلق هناك، في ظل الوتيرة المتكررة لموجات الحر، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC وقناة "سكاي نيوز".
واجتاحت موجة حر شديدة مناطق إسكندنافيا وفنلندا لمدة تراوحت بين أسبوعين وثلاثة أسابيع في شهر يوليو/تموز، نتيجة مرتفع جوي قوي وبطيء الحركة أدّى إلى هبوط الهواء، وصفاء السماء، وتسجيل درجات حرارة مرتفعة غير مألوفة.
وقد ارتفعت درجات الحرارة في أماكن صُمّمت مبانيها للاحتفاظ بالحرارة، عوض طرد الهواء الساخن. وتوقفت حيوانات الرنّة عن الرعي في بعض المناطق، مفضّلةً الظل في القرى، ما أثّر على سبل عيش رعاة الرنّة.
أصبح من المتأخر منع ذلك..القطب الشمالي سيكون خاليًا من الجليد بصيف عام 2050
وارتفعت حالات الأمراض المرتبطة بالحر، بل وحتى الوفيات، بشكل ملحوظ مع تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، لا سيّما في شمال فنلندا، والسويد، والنرويج.
وفي دراسة تناولت أثر الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري على هذه الظاهرة، خلص العلماء إلى أن احتمال حدوث موجة حر بهذه الشدة في أقصى الشمال قد تضاعف منذ العام 2018.
وأشار الباحثون إلى أنّ موجة حر كهذه أصبحت الآن أكثر احتمالًا بعشر مرات بالحد الأدنى، ممّا كانت عليه قبل ازدياد التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري، وهي إحصائية يرجّح أنها تقلّل من حجم الواقع.
هذا الرجل تسلق أعلى الصخور في غرينلاند لمعرفة آثار التغير المناخي
ووجد علماء من مجموعة "World Weather Attribution" أن موجة الحر في شمال أوروبا كانت أكثر سخونة بمقدار لا يقل عن نحو درجتين مئويتين، مما كانت ستكون عليه لولا تأثيرات تلوث المناخ.
ومع ذلك، أشاروا إلى أن هذا الرقم ربما تكون أدنى أيضًا من الحقيقة.
موجة الحر في دول الشمال ليست سوى مثال واحد على تحوّل وجهات الصيف التي كانت باردة في السابق إلى أماكن أكثر عرضة للحرارة الخطرة، وهذا الأمر يستدعي من الدول التفكير في كيفية التعامل مع هذا التغير وحماية الناس من آثاره.
بالطبع، تعد "الحرارة الشديدة" مفهوما نسبيًا، إذ تعتبر موجة حر في منطقة ما طقسًا معتدلًا في منطقة أخرى، لكن تأثيرات الدفء غير المعتاد يمكن أن تكون قاتلة على أي حال.
وأشار تقرير "World Weather Attribution" إلى أن موجة الحر في يوليو/ تموز كانت الأطول في تاريخ فنلندا، حيث استمرت الحرارة بتخطي 30 درجة مئوية، لمدة 22 يومًا متتالية. وفي بلدة "Ylitornio" الواقعة على بُعد حوالي 32 كيلومترا جنوب الدائرة القطبية الشمالية، بقيت الحرارة فوق درجة 25 مئوية، لمدة 26 يومًا متتالية، وهو أمر لم يُسجّل من قبل في أقصى شمال أوروبا.
وقال ميكا رانتانن من المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية، إن موجة الحر هذا العام شكّلت ضربة مزدوجة: "الصيف الماضي كان الأشد حرارة منذ ألفي عام، وها نحن هذا العام نواجه أطول موجة حر مسجّلة على الإطلاق".
وشهدت النرويج والسويد أيضًا درجات حرارة مرتفعة وطويلة المدى، وكانت استمرارية هذه الموجة هي ما جعلها تبرز مقارنة بموجات الحر السابقة في هذه المنطقة.
خطر الذوبان يهدد أقرب مطار إلى القطب الشمالي في العالم
وقال إريك شيلستروم من المعهد السويدي للأرصاد الجوية إن عدد حالات الوفاة غرقًا ارتفع بشكل ملحوظ خلال يوليو/ تموز الماضي، بينما كان الناس يحاولون التخفيف من حرارة الجو بالسباحة.
وقالت فريدريكه أوتو، باحثة المناخ بكلية إمبريال لندن ومديرة مشروع "World Weather Attribution"، في بيان: "ينبغي أن تُؤخذ موجة الحر في يوليو كتحذير إضافي بأن لا دولة آمنة من تغير المناخ".
وتعد موجة الحر في دول الشمال أحدث مثال على كيف أن الأماكن التي اعتادت على الطقس البارد بدأت تتعرض لموجات حر خطيرة. إذ شهدت السنوات الماضية أيضًا موجات حر شديدة وحرائق غابات في كندا، إلى جانب ارتفاعات غير معتادة بدرجات الحرارة وذوبان الجليد في غرينلاند.
ورغم أن المجتمعات تعمل على التكيّف مع الفيضانات، والجفاف، والظواهر الجوية المتطرفة الأخرى، فإن السنوات الأخيرة سلّطت الضوء على الحاجة إلى أن تستعد حتى المناطق التي كانت باردة تاريخيًا لمواجهة الأمراض والوفيات المرتبطة بالحرارة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عكس ما تتوقع.. قد تتصبب عرقا خلال عطلتك بالقطب الشمالي
عكس ما تتوقع.. قد تتصبب عرقا خلال عطلتك بالقطب الشمالي

CNN عربية

timeمنذ يوم واحد

  • CNN عربية

عكس ما تتوقع.. قد تتصبب عرقا خلال عطلتك بالقطب الشمالي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في السابق، كان هناك أماكن يقصدها الناس هربًا من الحر خلال عطل الصيف. إذ يمكنك السفر إلى النرويج لمشاهدة مضائقها الشهيرة عالميًا، أو القيام برحلة إلى اسكتلندا للاستمتاع بجولة غولف معتدلة المناخ. أما زيارة لابلاند في السويد، فقد كانت تمنحك فرصة لرؤية حيوانات الرنّة عن قرب. لكن قبضة القطب الشمالي الجليدية بدأت تضعف مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض، وأصبحت هذه الوجهات الباردة والبعيدة أكثر عرضة لموجات الحر على نحو متزايد. وقد عانى السيّاح في جنوب أوروبا خلال السنوات الأخيرة من حر شديد، من إسبانيا وفرنسا إلى إيطاليا ودول البلقان، لكن هذا الصيف، شهدت درجات الحرارة المرتفعة انتشارًا غير معتاد شمالًا، إذ ضربت موجات حر حقيقية دولًا لطالما ارتبطت بالبرد والثلوج شتاءً، وبالطقس المعتدل صيفًا، أي السويد، وفنلندا، والنرويج. واندلعت حرائق غابات في أنحاء أوروبا وكندا، تزامنًا مع تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة هناك وفي مناطق معتدلة أخرى مثل اليابان. لذلك، فالرسالة التي يرسلها الكوكب واضحة، مفادها لا يمكنك الهروب من الاحتباس الحراري أو تجنّب آثاره، خصوصًا وأن المناطق الأقرب إلى القطب الشمالي هي الأسرع في الاحترار. وقد شهدت المملكة المتحدة هذا الصيف، أربع موجات حر شديدة. وأصبحت مسألة الجفاف مصدر قلق هناك، في ظل الوتيرة المتكررة لموجات الحر، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC وقناة "سكاي نيوز". واجتاحت موجة حر شديدة مناطق إسكندنافيا وفنلندا لمدة تراوحت بين أسبوعين وثلاثة أسابيع في شهر يوليو/تموز، نتيجة مرتفع جوي قوي وبطيء الحركة أدّى إلى هبوط الهواء، وصفاء السماء، وتسجيل درجات حرارة مرتفعة غير مألوفة. وقد ارتفعت درجات الحرارة في أماكن صُمّمت مبانيها للاحتفاظ بالحرارة، عوض طرد الهواء الساخن. وتوقفت حيوانات الرنّة عن الرعي في بعض المناطق، مفضّلةً الظل في القرى، ما أثّر على سبل عيش رعاة الرنّة. أصبح من المتأخر منع ذلك..القطب الشمالي سيكون خاليًا من الجليد بصيف عام 2050 وارتفعت حالات الأمراض المرتبطة بالحر، بل وحتى الوفيات، بشكل ملحوظ مع تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، لا سيّما في شمال فنلندا، والسويد، والنرويج. وفي دراسة تناولت أثر الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري على هذه الظاهرة، خلص العلماء إلى أن احتمال حدوث موجة حر بهذه الشدة في أقصى الشمال قد تضاعف منذ العام 2018. وأشار الباحثون إلى أنّ موجة حر كهذه أصبحت الآن أكثر احتمالًا بعشر مرات بالحد الأدنى، ممّا كانت عليه قبل ازدياد التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري، وهي إحصائية يرجّح أنها تقلّل من حجم الواقع. هذا الرجل تسلق أعلى الصخور في غرينلاند لمعرفة آثار التغير المناخي ووجد علماء من مجموعة "World Weather Attribution" أن موجة الحر في شمال أوروبا كانت أكثر سخونة بمقدار لا يقل عن نحو درجتين مئويتين، مما كانت ستكون عليه لولا تأثيرات تلوث المناخ. ومع ذلك، أشاروا إلى أن هذا الرقم ربما تكون أدنى أيضًا من الحقيقة. موجة الحر في دول الشمال ليست سوى مثال واحد على تحوّل وجهات الصيف التي كانت باردة في السابق إلى أماكن أكثر عرضة للحرارة الخطرة، وهذا الأمر يستدعي من الدول التفكير في كيفية التعامل مع هذا التغير وحماية الناس من آثاره. بالطبع، تعد "الحرارة الشديدة" مفهوما نسبيًا، إذ تعتبر موجة حر في منطقة ما طقسًا معتدلًا في منطقة أخرى، لكن تأثيرات الدفء غير المعتاد يمكن أن تكون قاتلة على أي حال. وأشار تقرير "World Weather Attribution" إلى أن موجة الحر في يوليو/ تموز كانت الأطول في تاريخ فنلندا، حيث استمرت الحرارة بتخطي 30 درجة مئوية، لمدة 22 يومًا متتالية. وفي بلدة "Ylitornio" الواقعة على بُعد حوالي 32 كيلومترا جنوب الدائرة القطبية الشمالية، بقيت الحرارة فوق درجة 25 مئوية، لمدة 26 يومًا متتالية، وهو أمر لم يُسجّل من قبل في أقصى شمال أوروبا. وقال ميكا رانتانن من المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية، إن موجة الحر هذا العام شكّلت ضربة مزدوجة: "الصيف الماضي كان الأشد حرارة منذ ألفي عام، وها نحن هذا العام نواجه أطول موجة حر مسجّلة على الإطلاق". وشهدت النرويج والسويد أيضًا درجات حرارة مرتفعة وطويلة المدى، وكانت استمرارية هذه الموجة هي ما جعلها تبرز مقارنة بموجات الحر السابقة في هذه المنطقة. خطر الذوبان يهدد أقرب مطار إلى القطب الشمالي في العالم وقال إريك شيلستروم من المعهد السويدي للأرصاد الجوية إن عدد حالات الوفاة غرقًا ارتفع بشكل ملحوظ خلال يوليو/ تموز الماضي، بينما كان الناس يحاولون التخفيف من حرارة الجو بالسباحة. وقالت فريدريكه أوتو، باحثة المناخ بكلية إمبريال لندن ومديرة مشروع "World Weather Attribution"، في بيان: "ينبغي أن تُؤخذ موجة الحر في يوليو كتحذير إضافي بأن لا دولة آمنة من تغير المناخ". وتعد موجة الحر في دول الشمال أحدث مثال على كيف أن الأماكن التي اعتادت على الطقس البارد بدأت تتعرض لموجات حر خطيرة. إذ شهدت السنوات الماضية أيضًا موجات حر شديدة وحرائق غابات في كندا، إلى جانب ارتفاعات غير معتادة بدرجات الحرارة وذوبان الجليد في غرينلاند. ورغم أن المجتمعات تعمل على التكيّف مع الفيضانات، والجفاف، والظواهر الجوية المتطرفة الأخرى، فإن السنوات الأخيرة سلّطت الضوء على الحاجة إلى أن تستعد حتى المناطق التي كانت باردة تاريخيًا لمواجهة الأمراض والوفيات المرتبطة بالحرارة.

الخفافيش... "أكثر الحيوانات عرضةً للظلم على الأرض" وجدت من يدافع عنها
الخفافيش... "أكثر الحيوانات عرضةً للظلم على الأرض" وجدت من يدافع عنها

CNN عربية

timeمنذ 4 أيام

  • CNN عربية

الخفافيش... "أكثر الحيوانات عرضةً للظلم على الأرض" وجدت من يدافع عنها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحظى الخفافيش بسمعة سيئة. فالأساطير، والحكايات الشعبية، والتغطية الإعلامية السلبية غالبًا ما تجعل الناس يربطون هذه الثدييات الطائرة بمصاصي الدماء أو يلومونها على تفشي الأمراض. لكن أعداد الخفافيش حول العالم تُسجّل تراجعًا، ومن دونها تفقد النظم البيئية فوائد رئيسية مثل مكافحة الآفات، والتلقيح، ونشر البذور. ومن خلال التعليم والبحث والدعوة، قرر رودريغو ميديلين، أستاذ علم البيئة البارز في جامعة المكسيك، أخذ مهمة تغيير نظرة الناس إلى هذه الحيوانات، على عاتقه. بدأ شغف ميديلين بالخفافيش عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، حين أمسك بواحدة منها لأول مرة بيديه. وقال: "في تلك اللحظة قرّرت أن أكرّس حياتي لدراستها وحمايتها". ومنذ ذلك الحين، أصبحت الكهوف هي مكانه المفضل. وميديلين، الذي هو جزء من مبادرة "روليكس الكوكب الدائم" وفائز بجوائز عدة على عمله، قال: "السكينة، والظلام، والصمت باستثناء صرير الخفافيش، يشعرنني بالراحة في الكهف، وكل ما أفعله هو محاولة نقل هذا الإحساس إلى من يرافقونني". أسّس ميديلين أيضًا "شبكة أمريكا اللاتينية لحماية الخفافيش" و"الخفافيش في الجنوب العالمي"، وهي شبكة تضم علماء خفافيش من مختلف الدول النامية. هناك أكثر من 1,400 نوع من الخفافيش، وهو ما يشكّل حوالي خمس جميع أنواع الثدييات المعروفة على مستوى العالم. وتعد الخفافيش، الثدييات الوحيدة القادرة على الطيران الحقيقي (وليس فقط الانزلاق)، ما سمح لها بالانتشار في مختلف أنحاء العالم. وتستخدم الخفافيش نظام تحديد الموقع بواسطة الصدى المتطور للغاية للتنقل والعثور على فرائسها ليلًا، وبعضها يستطيع الإحساس بأجسام صغيرة بحجم شعرة الإنسان. ورغم أن بعض الأنواع تعيش لأكثر من 30 عامًا، إلا أن الخفافيش تتكاثر ببطء، فعادةً ما تلد صغيرًا واحدًا فقط في السنة. وهذا يجعل من الصعب على أعدادها أن تتعافى بعد التراجع. وأوضح ميديلين "أنها مخلوقات غامضة للغاية. الكثير من الناس يخشونها، أو يهاجمونها، أو يحتقرونها. إنها على الأرجح هي أكثر الحيوانات التي تُعامل بظلم على وجه الأرض". وغالبًا ما يُنظر إلى الخفافيش على أنها رموز للشر والظلام، ومرد ذلك إلى ارتباطها بمصاصي الدماء وعالم ما وراء الطبيعة في الفولكلور الغربي. وعلى مرّ التاريخ بأوروبا المسيحية، ارتبطت الخفافيش بالشيطان، والأرواح الشريرة، والساحرات. أما الثقافات الشرقية، فتميل إلى النظر إليها من منظور أكثر إيجابية. فعلى سبيل المثال، تُعتبر الخفافيش في الثقافة الصينية رمزًا للحظ والسعادة. لكن الصورة السلبية عن الخفافيش تفاقمت مع ظهور فيروس "كوفيد-19"، حيث يعتقد البعض أنه نشأ من الخفافيش، وغالبًا ما يُنظر إليها بسلبية لارتباطها بالأمراض. وشرح ميديلين: "الخفافيش ليست أكثر امتلاءً بالأمراض من كلبك أو قطتك. لقد تمت المبالغة في ذلك بشكل فظيع". وبين أهم الخدمات التي تقدمها الخفافيش هي مكافحة الآفات. ولفت ميديلين إلى أن ثمة نوعًا واحدًا فقط من الخفافيش على طول الحدود الشمالية للمكسيك يصل عدده إلى 30 مليون خفاش، وهي تلتهم مجتمعةً نحو 300 طن من الحشرات كل ليلة. لكن الخفافيش تقوم بما هو أكثر من مجرد السيطرة على الحشرات، فهي تتغذى على الفاكهة وتلعب دورًا حيويًا بنشر البذور، إذ تطير لمسافات طويلة بحثًا عن الطعام. وشرح ميديلين أنه "من خلال إسقاط البذور بعيدًا عن الشجرة الأم، تساهم الخفافيش في تجديد الغابات، والحفاظ على تنوّع النباتات، ودعم دورات حياة عدد لا يُحصى من الكائنات الأخرى. إن استعادة الغابات تعتمد بشكل كبير على الخفافيش". إضافة إلى ذلك، تعد الخفافيش ملقّحات رئيسية لمجموعة واسعة من النباتات، وفقًا لميديلين، ضمنًا نبات الأغاف، الذي يُستخدم في صناعة مشروب التكيلا. ورغم أدوارها البيئية الحيوية، فإن أعداد الخفافيش في جميع أنحاء العالم تواجه العديد من التحديات، معظمها ناتج عن الأنشطة البشرية. وتعد فقدان المواطن الطبيعية، وتوربينات الرياح، واستخدام المبيدات، وأخيرًا مرض متلازمة الأنف الأبيض، وهو مرض فطري، عوامل أثّرت بشكل خطير على هذه الكائنات. ونتيجة لذلك، أصبحت العديد من الأنواع اليوم مهددة بالانقراض أو مصنفة كأنواع مهددة. "كهف الخفافيش"..هل تجرؤ على دخول هذه الوجهة بسلطنة عُمان؟ وودعا ميديلين إلى تخيّل "ماذا سيحدث لو فقدنا الخفافيش بين عشية وضحاها. من دونها، ستتعرّض المحاصيل للتلف بسبب الحشرات الجائعة، وسترتفع أعداد البعوض بشكل هائل، ما سيغيّر نمط حياتنا بشكل جذري". وهو ملتزم بإقناع الناس بأن الخفافيش مهمة لرفاههم اليومي، ويؤمن بأن زيادة الوعي يمكن أن تحوّل المواقف، وتبدّل الخوف إلى شغف وانبهار. ومن خلال مبادرات مثل زراعة الأغاف الصديقة للخفافيش، وتتبع هجرتها لمسافات طويلة، وشبكات الحفظ الدولية، يعمل ميديلين على حماية أعداد الخفافيش، مع تسليط الضوء على دورها في التلقيح، ومكافحة الآفات، وصحة النظم البيئية. وقال: "أُقدّم للناس الحقائق، والصور، والأدلة، وبشكل تلقائي يقعون في حب الخفافيش. ومن خلال خبرتي، أي شخص يقترب من الخفافيش يُبقي على هذا الاتصال، بل يبدأ بتوسيعه". وخلص إلى "إذا كان ما زال هناك من يخاف من الخفافيش، فأود دعوته للتعرّف عليها أكثر.. ستكسب قلوبكم".

"عرّاب" الذكاء الاصطناعي يحذّر: "سنكون بمأزق" إن لم تطرأ تغييرات
"عرّاب" الذكاء الاصطناعي يحذّر: "سنكون بمأزق" إن لم تطرأ تغييرات

CNN عربية

timeمنذ 7 أيام

  • CNN عربية

"عرّاب" الذكاء الاصطناعي يحذّر: "سنكون بمأزق" إن لم تطرأ تغييرات

تحدث جيفري هينتون، رائد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والذي يُطلق عليه غالبًا لقب "عراب الذكاء الاصطناعي" بعدما ساهمت أبحاثه الرائدة في تمهيد الطريق للذكاء الاصطناعي، إلى مذيع شبكة CNN، أندرسون كوبر، حول التأثيرات المروعة المحتملة للذكاء الاصطناعي على البشرية وما يمكن فعله لمحاربته. نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما: أندرسون كوبر: البروفيسور هينتون، من الواضح أن ملاحظاتك قد حظيت باهتمام كبير. لقد تحدثتَ عن قيام المهندسين بدمج غرائز الأمومة في نماذج الذكاء الاصطناعي. ما الهدف من ذلك؟ وماذا سيفعل؟ وهل هو ممكن أصلًا؟ جيفري هينتون: يعتقد معظم خبراء الذكاء الاصطناعي أنه في وقت ما خلال السنوات الخمس إلى العشرين القادمة، ستُصنع أنظمة ذكاء اصطناعي أذكى من البشر، وربما ستصبح أذكى بكثير منهم. وهناك أمثلة قليلة جدًا نعرفها عن أشياء أذكى تُسيطر عليها أشياء أقل ذكاءً. في الواقع، المثال الوحيد الذي نعرفه تقريبًا هو أمٌّ يتحكم بها طفلها. ولجعل ذلك يحدث، غرس التطور غرائز الأمومة في الأم. وإذا لم نفعل شيئًا كهذا مع هذه الكائنات الفضائية التي نخلقها، فسنصبح من التاريخ. أندرسون كوبر: ما مدى صعوبة بناء غرائز الأمومة من منظور تكنولوجي؟ أعني، هل يوجد مثال على ذلك أصلًا، أو هل حدث ذلك أصلًا؟ جيفري هينتون: المثال الحقيقي الوحيد لدينا هو التطور. من الواضح أن التطور قد أحسن التعامل مع الأمهات. لم يُركز الناس على ذلك، بل ركزوا على جعل هذه الأشياء أكثر ذكاءً. لكن الذكاء ليس سوى جزء من الكائن. علينا أن نجعلهم يتعاطفون معنا، وما زلنا لا نعرف كيف نفعل ذلك. لكن التطور تدبر أمره، وينبغي أن نكون قادرين على ذلك أيضًا. أندرسون كوبر: كما تعلم، لقد سمعنا من العديد من الأشخاص، من رواد مجال التكنولوجيا، الذين يقولون: حسنًا، انظروا، إذا لم تفز الولايات المتحدة بهذه الحرب، هذه المعركة للسيطرة على عالم الذكاء الاصطناعي، فإن دولة مارقة، دولة عدوة للولايات المتحدة - الصين أو روسيا - ستسيطر على الذكاء الاصطناعي. إذا لم تُطور الصين الذكاء الاصطناعي الذي يمتلك غرائز الأمومة، وكانت الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تمتلك غرائز الأمومة، ألا يجعلهم ذلك أضعف في هذه الحرب من أجل الهيمنة؟ جيفري هينتون: حسنًا، هناك العديد من مخاطر الذكاء الاصطناعي، مثل الهجمات الإلكترونية وفقدان الوظائف وظهور فيروسات خبيثة. لكن أحد هذه المخاطر هو هذا التهديد الوجودي المتمثل في سيطرة الذكاء الاصطناعي. ومن أجل هذا التهديد، ستتعاون جميع الدول لأنها جميعًا في نفس القارب. لا تريد أي دولة للذكاء الاصطناعي أن يسيطر. فكما تعاون الاتحاد السوفيتي والأمريكيون في ذروة الحرب الباردة، ستتعاون الدول في كيفية منع الذكاء الاصطناعي من السيطرة على البشر. أندرسون كوبر: هل تعتقد أن الطبيعة البشرية لن تشجع قائدًا ما أو حكومة ما على الاعتقاد بقدرتهم على السيطرة عليها، سواء كان ذلك ممكنًا أم لا؟ جيفري هينتون: حسنًا، لدينا مثال جيد في الولايات المتحدة لحكومة مصممة على السيطرة عليه. لا أعتقد أن هذا سينجح. قد ينجح هذا ضد دول أخرى، لكن عندما يصبح الذكاء الاصطناعي أذكى من البشر، فلن ينجح الأمر. فكرة أن البشر بحاجة إلى الهيمنة والذكاء الاصطناعي بحاجة إلى الخضوع، هي فكرة تكنولوجية لا أعتقد أنها ستنجح عندما يصبح أذكى منا بكثير. أندرسون كوبر: هل تؤمن حقًا.. هل ما زلت تعتقد أن احتمال القضاء على البشر بواسطة الذكاء الاصطناعي ممكن بنسبة 10 إلى 20٪؟ جيفري هينتون: بالتأكيد. إذا لم نفعل ذلك، إذا لم نتمكن من إيجاد حل لكيفية بقاءنا على قيد الحياة وهم أذكى منا بكثير وأقوى منا بكثير، فسنكون في مأزق. أندرسون كوبر: ما رأيك.. أعني، من المذهل بالنسبة لي أن هذه التكنولوجيا تُغير الأمور بالفعل، لكن موجة التغيير العارمة التي سنشهدها قريبًا، والتي نراها بالفعل، يديرها أشخاص غير منتخبين. هؤلاء أشخاص، كما تعلم، يجنون مليارات الدولارات من هذا. لم ينتخبهم أحدٌ قط. لم يكن هناك إجماعٌ على أن هذا، نعم، مفيدٌ للبشرية. هل تعتقد أن الشخص العادي، وأنا منهم، يدرك ما سيحدث هنا؟ جيفري هينتون: لا، أعتقد أنهم لا يدركون. وأعتقد أنه من المهم أن يفهم الجمهور ذلك. نحن بحاجة إلى ضغطٍ مضادٍّ على خبراء التكنولوجيا الذين يدعون إلى إلغاء أي لوائح تنظيمية للذكاء الاصطناعي، كما نحتاج إلى أن تفهم الدول ضرورة تعاونها في كيفية تجنب التهديد الوجودي. أندرسون كوبر: ما رأيك في تأثير ذلك على المبادرة؟ لديّ طفلان في الثالثة والخامسة. أنا قلق جدًا بشأن العالم الذي سيعيشونه بعد 10 سنوات. عندما تتفوق الآلات في كل شيء على البشر، ما هي المبادرة التي تدفع الناس للسعي ليصبحوا بارعين في شيء ما؟ جيفري هينتون: من المعروف عن الأمهات أنهن يهتممن بأطفالهن اهتمامًا حقيقيًا، ويبذلن قصارى جهدهن لجعل حياتهم ممتعة، ولينموا ويحققوا كامل إمكاناتهم. لذا، إذا كان لدينا ذكاء اصطناعي فائق الذكاء يعتني بنا، فقد نتمكن من تحقيق الشيء نفسه. أندرسون كوبر: جيفري هينتون، من الرائع فعلًا الحديث معك. شكرًا لك. جيفري هينتون: شكرًا لك. قراءة المزيد الذكاء الاصطناعي تقنية وتكنولوجيا ذكاء اصطناعي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store