logo
التغيير في دائرة مغلقة… وأحلام الحكومات الحزبية تتأجل

التغيير في دائرة مغلقة… وأحلام الحكومات الحزبية تتأجل

الأنباط -
أ.د. بيتي السقرات / الجامعة الأردنية
في كل مرة نشهد تعديلًا وزاريًا في الأردن، يتكرر المشهد ذاته: قرارات تُتخذ خلف الأبواب المغلقة، بصمت مطبق، ودون أدنى شفافية أو مشاركة فعلية من ممثلي الشعب في البرلمان.
هذا ليس مجرد خلل إداري، بل هو جرح عميق في جسد العملية السياسية الوطنية، يعكس فشلًا صارخًا في تحقيق أبسط مبادئ الإصلاح التي طالما نادت بها الأوراق النقاشية الملكية.
كيف يمكن الحديث عن حكومات حزبية منتخبة تستمد شرعيتها من الشعب، بينما يُترك تشكيلها لتوازنات فردية وشللية ضيقة لا علاقة لها بالكفاءة أو البرامج؟
في أقل من عام، شهدنا تعديلًا وزاريًا طالت أعضاؤه ثلث الحكومة، كأن التشكيلة الأولى كانت مجرد مزحة سياسية، دون أي مساءلة أو مراجعة حقيقية.
الاختيار المنغلق، المرتبط بالعلاقات الشخصية والولاءات الضيقة، يقود إلى حكومات بلا رؤية، بلا روح، ولا تمثيل حقيقي للجغرافيا الوطنية أو تنوع الكفاءات.
في بلد يزخر بالمواهب والكفاءات المؤهلة، يظل هذا النهج بمثابة رصاصة في قلب الإصلاح السياسي، تزيد من فجوة الثقة بين المواطن والدولة.
أما الحياة الحزبية، فتعاني من استبداد "مايسترو' برلماني يتحكم في المشهد، ما يحول الأحزاب الرسمية إلى أدوات تنفيذية بلا استقلالية أو مصداقية، ويقتل الحراك الشعبي الحي.
كما أكد جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله في أكثر من مناسبة على أهمية الإصلاح السياسي وتعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار، حيث قال:
> "لا إصلاح حقيقي دون مشاركة شعبية حقيقية، ولا استقرار دون بناء مؤسسات قوية تمثل إرادة الشعب وتعبر عن تطلعاته."
هذه الكلمات تضع مسؤولية كبيرة على عاتق الجميع، خصوصًا القائمين على تشكيل الحكومات، ليكونوا عند مستوى الثقة التي وضعها جلالته، وليترجموا هذا التوجيه إلى واقع ملموس يلامس حياة الناس ويعيد الثقة بين المواطن والدولة.
لقد حان الوقت لإنهاء هذه المسرحية السياسية التي تُعاد بلا جديد.
لا بد من إعلان معايير صارمة وشفافة لاختيار الوزراء، وإشراك البرلمان حقًا في مراقبة التشكيلة، مع ضمان تمثيل عادل لكل محافظات المملكة.
كما يجب أن تنفصل الأحزاب عن الهيمنة الحكومية، لتكون أدوات حقيقية لمشاركة المواطنين في صناعة القرار.
الخطاب الإصلاحي لن يثمر شيئًا ما لم يُترجم إلى أفعال ملموسة، يشعر بها المواطن في معيشته اليومية، في فرص العمل، في الخدمات، وفي شفافية الحكم.
كل يوم يستمر فيه هذا الوضع هو خسارة للدولة، وتعميق للأزمة السياسية والاجتماعية.
إن لم يتغير هذا الواقع، سنبقى أسيرين لدائرة مغلقة لا تملك غير تدوير الأسماء، في حين تبتعد محطة الحكومات الحزبية التي نحلم بها، وتزداد حالة الإحباط والاستقطاب في المجتمع الأردني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رجل من قلب إربد .. عصام ماجد ارشيدات
رجل من قلب إربد .. عصام ماجد ارشيدات

عمون

timeمنذ 7 دقائق

  • عمون

رجل من قلب إربد .. عصام ماجد ارشيدات

في قلب مدينة إربد، حيث التاريخ العريق والنسيج الاجتماعي الأصيل، يبرز اسم عصام ماجد ضيف الله ارشيدات كرمز للعطاء والانتماء. رجلٌ حمل هموم مدينته ووطنه على مدار أكثر من ثلاثة عقود من العمل الدؤوب، متنقلاً بين مواقع المسؤولية بهمة لا تعرف الكلل، واضعًا نصب عينيه خدمة الناس وحفظ كرامتهم. بدأ مسيرته منذ أوائل التسعينيات في صندوق المعونة الوطنية، وتدرج في المناصب حتى شغل مواقع قيادية وإدارية كان لها أثر كبير في تطوير أداء المؤسسة وتوسيع خدماتها للفقراء والمحتاجين. لم يكن مكتبه يومًا بابًا مغلقًا، بل كان ملاذًا لكل صاحب حاجة، وصوتًا لكل من لا صوت له. لم يكتفِ ارشيدات بعمله الوظيفي، بل انخرط في العمل العام والمبادرات المجتمعية، فكان عضوًا فاعلًا في المجالس المحلية والبلدية، وساهم في إطلاق مبادرات إنسانية وخيرية، أبرزها مبادرة الوفاء لإربد التي عززت قيم التضامن والتكافل بين أبناء المدينة. نال العديد من كتب الشكر والتقدير، وحصل على درع 'القائد القدوة' وجائزة أفضل مبادرة، ليؤكد أن التقدير الحقيقي هو في ثقة الناس ومحبتهم. عصام ماجد ارشيدات… رجل من قلب إربد، يجمع بين المهنية العالية والقلب الكبير، وبين الإخلاص في العمل والوفاء للأرض والناس. سيرته شاهدة على أن الرجال يُعرفون بمواقفهم قبل مناصبهم، وبعطائهم قبل ألقابهم.

الصحفي أنس الشريف: هذه وصيّتي ورسالتي الأخيرة
الصحفي أنس الشريف: هذه وصيّتي ورسالتي الأخيرة

سرايا الإخبارية

timeمنذ 7 دقائق

  • سرايا الإخبارية

الصحفي أنس الشريف: هذه وصيّتي ورسالتي الأخيرة

سرايا - نشرت صفحة مراسل قناة "الجزيرة" في غزة، الشهيد أنس الشريف، على منصّتي "فيسبوك" و"إكس"، وصيته ورسالته الأخيرة. وتاليا نص المنشور: "هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ. عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف. أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة. أُوصيكم بأهلي خيرًا، أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم. وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي. أدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء. وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان. أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل. إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى. اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي. سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل. لا تنسوا غزة… ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول. أنس جمال الشريف 06.04.2025 هذا ما أوصى بنشره الحبيب الغالي أنس عند استشهاده. إدارة الصفحة". واستشهد 5 فلسطينيين بينهم 4 صحفيين، مساء الأحد، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي غرب مدينة غزة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" . وأفادت الوكالة، بأن الاحتلال استهدف خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد الزملاء الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع، مراسلا قناة "الجزيرة"، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إضافة لإصابة مراسل قناة "الكوفية"، الصحفي محمد صبح. وكان جيش الاحتلال شن حملة تحريض واسعة النطاق على الصحفيين في غزة، وتحديدًا أنس الشريف، علمًا بأن عشرات الصحفيين استشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة

وصية الصحفي أنس الشريف الأخيرة تهز القلوب ..  نص
وصية الصحفي أنس الشريف الأخيرة تهز القلوب ..  نص

السوسنة

timeمنذ 7 دقائق

  • السوسنة

وصية الصحفي أنس الشريف الأخيرة تهز القلوب .. نص

السوسنة يواصل الاحتلال الإسرائيلي، استهداف الصحفيين والمصورين في قطاع غزة، لايقافهم عن نشر الحقيقة وعرض المجازر التي يرتكبها جيشه بحق آلاف المدنيين المدنيين والجوعى. وقبل ساعات قليلة، استهدف الاحتلال خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع، مراسلا قناة "الجزيرة"، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إضافة لإصابة مراسل قناة "الكوفية"، الصحفي محمد صبح. هذا ونشرت صفحة مراسل قناة "الجزيرة" في غزة، الشهيد أنس الشريف، على منصّتي "فيسبوك" و"إكس"، وصيته ورسالته الأخيرة. وتاليا نص المنشور:"هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ.عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف.أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم.أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام،فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران.أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة.أُوصيكم بأهلي خيرًا،أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم.وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة.أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي.أدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء.وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان.أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل.إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.لا تنسوا غزة…ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول.أنس جمال الشريف06.04.2025" وكان جيش الاحتلال شن حملة تحريض واسعة النطاق على الصحفيين في غزة، وتحديدًا أنس الشريف، علمًا بأن عشرات الصحفيين استشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store