logo
أخبار العالم : لغز الأنفاق الرومانية.. مغارة "كابيتولين" تكشف عن تاريخ منسي في إيطاليا

أخبار العالم : لغز الأنفاق الرومانية.. مغارة "كابيتولين" تكشف عن تاريخ منسي في إيطاليا

نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هناك سبب وراء عدم قدرة عالمة الآثار، إيرسيليا دامبروزيو ،على كبح حماسها وهي تقود الطريق عبر ممرات خافتة الإضاءة عميقًا تحت هضبة "كابيتولين"، التي كانت ذات يوم في قلب روما القديمة.
وفي مدينة كُشفت فيها تقريبًا كل كنوزها التاريخية، تُعد هذه المتاهة الضخمة تحت الأرض عالمًا غير مكتشف.
وقالت دامبروزيو لـCNN بينما واصلت الغوص في الظلام: "لم يرَ أحد هذه الكهوف والأنفاق منذ أكثر من قرن".
وتمتد هذه الغرف التي تغطي حوالي 3,900 متر مربع، أي نحو ثلاثة أرباع مساحة ملعب كرة قدم أمريكي، في منطقة تقع تحت المنتدى الروماني القديم ومسرح "مارسيلو" الذي يعود عمره إلى ألفي عام. وفي أعمق نقطة، تمتد إحدى الكهوف إلى حوالي 300 متر تحت السطح.
تُعرف هذه الأنفاق باسم "مغارة كابيتولين"، وكانت جزءًا من نسيج روما حتى قبل أيام يوليوس قيصر، رغم أنها نُسيت في الأجيال الأخيرة.
وقد تم تطويرها بشكل شامل في العصور الوسطى، وكانت قيد الاستخدام المستمر حتى عشرينيات القرن الماضي، وكانت تأوي في أوقات مختلفة مجتمعات بأكملها، بالإضافة إلى المتاجر، والمطاعم، كما أنّها استقبلت أشخاصًا احتموا داخلها من القنابل المتساقطة أثناء الحرب العالمية الثانية.
فوق الأرض، في صباح يومٍ حار في يوليو/ تموز عندما حصلت CNN على فرصة دخول حصرية إلى شبكة الكهوف، كان السياح يتصببون عرقًا بسبب درجات الحرارة التي بلغت 35 درجة مئوية أثناء استكشاف ساحة الكابيتولين التي صممها مايكل أنجلو في القرن الـ16، ومجمع متاحف الكابيتولين.
ولكن الأجواء أبرد بكثير على عمق 22 مترًا تحت الأرض داخل الكهف، إذ تبلغ درجة الحرارة نحو 13 درجة مئوية تقريبًا.
مغلقة منذ قرن
بعض الممرات مبنية بشكل أنيق ومبطنة بالطوب، وذلك دليل على تطورها واستخدامها في القرن الـ19، بينما نُحِتت ممرات أخرى بشكل أكثر خشونة من حجر التوف، وهو صخر بركاني لين تكوّنت منه تلال روما السبع الشهيرة.
ويعد المشي عبر هذه الأنفاق بمثابة رحلة عبر الزمن، حيث تنكشف طبقات التاريخ المعقدة لروما أمام أعين الزائر.
اليوم، وبعد نحو قرن من إغلاقها بأوامر من الديكتاتور الفاشي الإيطالي، بينيتو موسوليني، أصبحت الأنفاق مزينة بالأضواء، وتشير السقالات وغيرها من معدات البناء إلى أنها لم تعد مهجورة.
في الواقع، يجري الآن العمل على تجهيز الشبكة لاستقبال الزوار.
وفي أواخر عام 2026 أو أوائل عام 2027، ستُفتح الأنفاق لتصبح واحدة من أحدث المعالم السياحية التاريخية في روما.
بالنسبة للخبراء الذين يعملون على تجهيزها، لا تزال زيارة المغارة رحلة استكشافية.
ورُغم خضوع جزء كبير من المنطقة، بما في ذلك المنتدى الإمبراطوري والروماني والكولوسيوم القريب، لعمليات ترميم واسعة النطاق في السنوات الأخيرة، إلا أن الأنفاق بقيت على حالها.
وأشارت دامبروزيو إلى أن تجربة الزيارة مصممة لتجمع بين علم الآثار وعلم الكهوف، وستجذب نوعًا مختلفًا من الزوار عن أولئك الذين يركزون على المواقع المعروفة فوق سطح الأرض.
وأضافت: "هذه تجربة غامضة من نواحٍ عديدة". ورغم أنها بنت مسيرتها المهنية في مواقع مماثلة، فإن دامبروزيو تدير الجوانب الإدارية لهذا المشروع تحديداً، لكنها تقول إن شغفها الحقيقي يكمن في العمل الميداني والانخراط المباشر.
ولا يزال هناك الكثير مما يدهش الزوار. وعند التحديق إلى الأعلى في فراغ يمتد عالياً فوق أحد الأنفاق المصطفة بالحجارة، يمكن رؤية الأساس الرخامي الأبيض لمعبد "جوبيتر"، وهو كنز آخر من هضبة "كابيتولين" تم الانتهاء منه في القرن السادس قبل الميلاد.
الحب تحت الأرض
وقد خدم المجمع تحت الأرضي العديد من الأهداف على مر القرون، فكان في البداية عبارة عن محاجر حجرية، ومن ثم تحول لاحقًا إلى خزانات للمياه، قبل أن يُستخدم في نهاية المطاف كموقع للهياكل التجارية والمخازن.
Credit: CNN
وفي القرن الـ19، كانت الكهوف المركز الاقتصادي لمجتمع من الطبقة العاملة كان يعيش في مساكن عامة متواضعة بُنيت على جوانب التل.
وقيل إن عملاق الأدب الألماني، يوهان فولفغانغ فون غوته، وقع في حب امرأة كانت تعمل في إحدى الحانات هناك، وقد كتب عن هذه التجربة في مذكراته، "Italian Journey".
ولا يعرف الكثير من التفاصيل عن ما كانت تحتويه كل من الكهوف تحت الأرض تحديدًا أو متى، ولكن النقوش التي أعدها عالم الآثار والفنان الكلاسيكي الإيطالي في القرن الـ18، جيوفاني باتيستا بيرانيزي، تُظهر أنها كانت جزءًا نابضًا بالحياة من مركز المدينة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : لماذا تسابق "ناسا" الزمن لبناء أول مفاعل نووي على سطح القمر؟
أخبار العالم : لماذا تسابق "ناسا" الزمن لبناء أول مفاعل نووي على سطح القمر؟

نافذة على العالم

timeمنذ 18 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : لماذا تسابق "ناسا" الزمن لبناء أول مفاعل نووي على سطح القمر؟

نافذة على العالم - (CNN)-- وجه القائم بأعمال مدير وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) شون دافي، الوكالة لتسريع خطط بناء مفاعل نووي على سطح القمر. ووفقا لتوجيه من دافي صادر في 31 يوليو/ تموز حصلت عليه شبكة CNN.، فإن "تسريع العمل لبناء مفاعل على سطح القمر لدعم جهود استكشافه سيُبقي الولايات المتحدة متقدمة على الصين وروسيا، اللتين أعلنتا ثلاث مرات على الأقل عن جهد مشترك لتطوير مثل هذا المشروع بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الـ21". وأضاف: "إذا نجحت دولة أخرى في تحقيق هذا الإنجاز أولا، فقد تُعلن منطقة حظر من شأنها أن تمنع الولايات المتحدة فعليًا من تحقيق هدفها المتمثل في ترسيخ وجودها على سطح القمر من خلال برنامج أرتميس التابع لناسا". قد يهمك أيضاً ومن المتوقع أن تُعيد مهمة أرتميس الثالثة، المخطط لها حاليًا في 2027، البشر إلى سطح القمر لأول مرة منذ أكثر من 5 عقود لكن البرنامج لا يزال أمامه عدة مراحل رئيسية لتحقيق هذا الهدف. وقال دافي، للصحفيين في مؤتمر صحفي عُقد الثلاثاء حول الطائرات بدون طيار: "نحن في سباق نحو القمر، في سباق مع الصين نحو القمر، ولإنشاء قاعدة على القمر، نحتاج إلى الطاقة". وتنص توجيهات دافي أيضًا على تعيين مسؤول تنفيذي في غضون 30 يومًا لقيادة البرنامج. يذكر أن صحيفة بوليتيكو كانت أول من أورد عن التوجيه الجديد. وسبق أن عملت "ناسا" على مشاريع مماثلة بالتعاون مع وزارة الطاقة وجهات أخرى، بما في ذلك مشروع طاقة سطحية انشطارية من شأنه أن يزود القمر بما لا يقل عن 40 كيلوواط من الطاقة- وهو ما يكفي لتشغيل 30 منزلًا بشكل مستمر لمدة 10 سنوات، وفقًا لموقع "ناسا" الإلكتروني. وسيساعد المفاعل النووي على إطالة مدة الإقامة على القمر، لكن الخطط التي كُشف عنها حديثًا لم تُحدد بعد موعد بناء القاعدة. وتبلغ احتياجات سطح القمر من الطاقة ما لا يقل عن 100 كيلوواط كهربائي للعمليات البشرية طويلة المدى، وفقًا لتقديرات ناسا. وقال دافي: "الطاقة مهمة، وإذا أردنا استدامة الحياة على القمر، ثم الوصول إلى المريخ، فإن هذه التكنولوجيا بالغة الأهمية". ويُعد هذا التوجيه أول مبادرة كبيرة لدافي منذ تعيينه قائمًا بأعمال مدير ناسا في يوليو، وهي وظيفة إضافية تعرض لانتقادات لقبوله إياها إلى جانب وزير النقل، وهي وكالة شهدت عامًا مضطربًا في التعامل مع حوادث سلامة الطيران. كما أصدر توجيهًا ثانيًا، الخميس ، من شأنه تسريع الجهود المبذولة لإنشاء محطة فضائية تجارية تحل محل محطة الفضاء الدولية. وستسعى "ناسا" للحصول على المزيد من المقترحات في غضون 60 يومًا، وسيتم منح شركتين على الأقل عقدًا في غضون 6 أشهر من طلب الوكالة لتقديم المقترحات، وفقًا للتوجيه. يُغير هذا الأمر طريقة منح الوكالة للعقود من خلال إضافة بعض المرونة. واجهت محطة الفضاء الدولية القديمة مشاكل تسريب في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع إيقاف تشغيلها بحلول 2030.

أخبار العالم : نبوءة أينشتاين تحققت.. كيف رصد العلماء أضخم اندماج بين ثقبين أسودين بالتاريخ؟
أخبار العالم : نبوءة أينشتاين تحققت.. كيف رصد العلماء أضخم اندماج بين ثقبين أسودين بالتاريخ؟

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : نبوءة أينشتاين تحققت.. كيف رصد العلماء أضخم اندماج بين ثقبين أسودين بالتاريخ؟

الثلاثاء 5 أغسطس 2025 04:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تم رصد تصادم بين ثقبين أسودين، يفوق حجم كل منهما مئة شمس. ويُعد هذا الاندماج الأكبر من نوعه الذي يتم تسجيله في التاريخ، وفقًا لأبحاث جديدة. فقد اكتشف فريق من علماء فلك هذا الحدث الذي أطلقوا عليه اسم GW231123، عندما التقط مرصد مقياس التداخل الليزري للأمواج الثقالية (LIGO)، تموجات ضعيفة في نسيج الزمكان تنتج عن اصطدام ثقبين أسودين ببعضهما البعض ويطلق عليها الفيزيائيون اسم "الأمواج الثقالية. ومرضد مقياس التداخل الليزري للأمواج الثقالية عبارة عن أداتان متطابقتان موجودتان في ليفينغستون بلويزيانا، وهانفورد بواشنطن. وكان ألبرت أينشتاين تنبأ في العام 1915، بوجود الأمواج الثقالية كجزء من نظريته في النسبية، لكنه اعتقد أنها ضعيفة جدًا بحيث لا يمكن للبشر اكتشافها يومًا ما. لكن في العام 2016، رصد مرصد LIGO هذه الأمواج لأول مرة عندما تصادمت ثقوب سوداء، ما أثبت صحة نظرية أينشتاين مجددًا. وفي العام التالي، حصل ثلاثة علماء على جوائز تقديرًا لمساهماتهم الأساسية في تطوير ما يُعرف شعبيًا باسم "تلسكوب الثقب الأسود". منذ الاكتشاف الأول للأمواج الثقالية، رصد مرصد LIGO وأجهزته الشقيقة، فيرغو في إيطاليا، وكاغرا في اليابان، إشارات تدلّ على حوالي 300 اندماج لثقوب سوداء. وقال مارك هانام، رئيس معهد استكشاف الجاذبية في جامعة كارديف بالمملكة المتحدة، والعضو في التعاون العلمي لـLIGO: "هذه الكواشف المذهلة هي فعليًا، أكثر أدوات القياس حساسية التي بناها البشر. فنحن نرصد أعنف وأشد الأحداث تطرفًا بالكون من خلال أدق القياسات التي يمكننا القيام بها". مرصد مقياس التداخل الليزري للأمواج الثقالية (LIGO) في ليفينغستون، لويزيانا. وهو أحد جهازين متطابقين استخدمهما علماء الفلك لإجراء هذا الرصد. Credit: Xinhua/Shutterstock ويُعد الحدث GW231123 استثنائيًا بين الـ300 عملية اندماج لثقوب سوداء، ليس لكونه الأضخم من حيث الكتلة. فبحسب تشارلي هوى، زميل باحث في جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة وعضو في التعاون العلمي لـLIGO، فإن الثقبين الأسودين الفرديين في هذا الحدث مميزان، لأنهما يقعان ضمن نطاق من الكتل لا يُتوقّع أن تنتج فيه عن نجوم تحتضر. وتابع: "كأن ذلك لم يكن كافيًا، يبدو أيضًا أن هذه الثقبين الأسودين يدوران بسرعة تقارب الحد الفيزيائي الأقصى الممكن. إن حدث GW231123 يُشكل تحديًا حقيقيًا لفهمنا لتكوّن الثقوب السوداء". قد يهمك أيضاً "فجوة الكتلة" تعتبر الأمواج الثقالية الوسيلة الوحيدة التي تتيح للعلماء رصد تصادم في نظام ثنائي تدور فيه ثقوب سوداء حول بعضها. ولفت هانام إلى أنه "قبل أن نتمكن من رصدها عبر الأمواج الثقالية، كان هناك حتى تساؤل عمّا إذا كانت أنظمة الثقوب السوداء الثنائية موجودة أصلًا"، مضيفًا أنّ "الثقوب السوداء لا تصدر أي ضوء أو إشعاع كهرومغناطيسي، لذلك فإنّ أيّ تلسكوب تقليدي غير قادر على رصدها". ووفقًا لنظرية أينشتاين في النسبية العامة، فإنّ الجاذبية هي انحناء في الزمكان، وتجبر الأجسام على التحرّك عبر فضاء منحني. وعندما تتحرك الأجسام بسرعة هائلة، مثل الثقوب السوداء الدوّارة، فإنّ هذا الفضاء المنحني يُولد تموجات تنتشر للخارج مثل الأمواج. ولفت هانام إلى أنّ هذه الأمواج الثقالية "ضعيفة للغاية، بشكل لا يصدّق"، وهناك حدود للمعلومات التي يمكن الحصول عليها منها. فعلى سبيل المثال، لا تزال هناك شكوك حول المسافة التي تفصل GW231123 عن الأرض، فقد يكون على بُعد يصل إلى 12 مليار سنة ضوئية. أما بالنسبة إلى كتلة الثقبين الأسودين، فيشعر هانام بثقة أكبر، ويعتقد أنّ كتلتهما تقارب 100 أو 140 ضعفًا لكتلة الشمس. قد يهمك أيضاً لكنّ هذه الأرقام تثير الحيرة. فبرأي هانام "هناك آليات قياسية نعرف من خلالها كيف تتكوّن الثقوب السوداء، عندما تنفد طاقة النجوم وتموت ثم تنهار. وثمة نطاقًا معينًا من الكتل نعتقد أنه يستحيل تكوّن ثقوب سوداء جراءه. والثقوب السوداء الناتجة عن الحدث GW231123 تقع تمامًا في منتصف هذه (الفجوة) الكتلية. لذا يبقى السؤال: كيف تشكّلت؟ وهذا الأمر يجعلها مثيرة جدًا للاهتمام". تشير "فجوة الكتلة" التي يتحدث عنها هانام إلى نطاق يبدأ من حوالي 60 ضعف كتلة الشمس ويصل إلى نحو 130 ضعف كتلة الشمس. لكن بما أن هذا النطاق نظري، أي لم يُرصد بشكل مباشر، فإن هناك عدم يقين بشأن النقطة التي تبدأ منها هذه الفجوة وتنتهي عندها. وإذا كانت الثقوب السوداء الناتجة عن الحدث GW231123 تقع فعلاً ضمن هذه الفجوة، فإن هذا يُشير إلى أنها لم تتكوّن من انهيار نجوم محتضرة، بل تكونت من خلال آلية مختلفة تمامًا. وفي دراسة نُشرت على موقع مستودع الأبحاث مفتوح الوصول Arxiv، الإثنين، اقترح هانام وزملاؤه أن "فجوة الكتلة" يمكن تفسيرها إذا كان الثقبان الأسودان في هذا الحدث ناجمين عن اندماجات سابقة لثقوب سوداء أخرى، وليس عن نجوم منهارة، مشيرًا إلى أن "هذه آلية ناقشها الباحثون في السابق، وقد لاحظنا بعض الدلائل عليها من قبل". الحدث GW231123 كما تم رصده بواسطة جهازي LIGO المتطابقين. Credit: LIGO-Virgo-KAGRA Collaboration في هذا السيناريو، تحدث تفاعلات متسلسلة من اندماجات الثقوب السوداء. ويرى هانام أنه "ممكن أن تبدأ عملية يتم فيها تكوين ثقوب سوداء أكبر فأكبر تدريجيًا. ونظرًا لأنّ الثقوب السوداء في الحدث GW231123 تقع عند كتل لا يمكن تكوينها بالآليات المعتادة، فإن هذا يشير بقوة إلى أن عملية أخرى، ألا وهي الاندماجات المتعاقبة، قد تكون هي المسؤولة عن ذلك". إذا تأكدت هذه الفرضية، فإنها ستُشير إلى وجود مجموعة غير متوقعة من الثقوب السوداء، تقع كتلها في منطقة وسطى بين الثقوب السوداء الناتجة عن موت النجوم الضخمة، وتلك فائقة الكتلة الموجودة في مراكز المجرات، وفق دان ويلكنز، الباحث بمعهد كافلي لفيزياء الجسيمات الفلكية وعلم الكونيات في جامعة ستانفورد، غير المشارك في اكتشاف GW231123. وبحسب ويلكنز: "تفتح الأمواج الثقالية نافذة شيقة جدًا على عالم الثقوب السوداء، وتكشف لنا ألغازًا محيّرة. فقبل ظهور علم فلك الأمواج الثقالية، لم نتمكن من رصد الثقوب السوداء إلا إذا كانت تنمو عبر سحب المواد المحيطة بها، فتنتج مصدرًا ضوئيًا قويًا. أما الآن، فالأمواج الثقالية تكشف لنا جانبًا مختلفًا من الثقوب السوداء، تلك التي تنمو عبر الاندماج مع ثقوب سوداء أخرى". دوران سريع للغاية الميزة الأخرى المثيرة للدهشة في حدث GW231123 تتمثل بالسرعة الهائلة التي يدور بها الثقبان الأسودان حول بعضهما. وأشار تشارلي هوى: "حتى الآن، معظم الثقوب السوداء التي رصدناها عبر الأمواج الثقالية كانت تدور ببطء نسبي. لذا فإن الدوران السريع في GW231123 قد يشير إلى أن هذا الحدث نتج عن آلية مختلفة عن باقي الاندماجات التي تم رصدها، أو قد يكون دليلاً على أن نماذجنا النظرية تحتاج إلى تحديث". فمعلوم أن إنتاج دورانات بهذه السرعة أمر بالغ الصعوبة، لكنه يعزز كذلك فرضية أنّ الثقوب السوداء قد اندمجت مسبقًا. فالثقوب السوداء الناتجة عن اندماجات سابقة يُتوقع أن تدور بسرعة أعلى، بحسب هانام. وقالت صوفي بيني، باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد كاليفورنيا للتقنية (Caltech)، وعضوة في تعاون LIGO–Virgo–KAGRA: "الحدث GW231123 يتحدّى نماذجنا لإشارات الأمواج الثقالية، لأنه من الصعب نمذجة مثل هذه الدورانات السريعة. إنه حدث استثنائي يصعب تفسيره". وأضافت: "ما أدهشني حقًا مقدار ما نجهله عن الأمواج الثقالية. وأتمنى أن نتمكن في المستقبل من رصد أحداث مشابهة لـGW231123، حتى نُحسّن فهمنا لهذه الأنظمة". الرقم القياسي السابق لأضخم اندماج لثقوب سوداء تم رصده كان للحدث GW190521، الذي لم تتجاوز كتلته 60% من كتلة GW231123. لكن هانام يعتقد أنّ العلماء قد يكتشفون اندماجات أعظم حجمًا مستقبلًا، وقد يصبح ممكنًا رصدها باستخدام أجهزة أكثر دقة في العقود التالية، مثل التلسكوبات المقترحة Cosmic Explorer في الولايات المتحدة وEinstein Telescope في أوروبا. قد يهمك أيضاً ورغم اتفاق إيمري بارتوش، أستاذ مساعد في جامعة فلوريدا وغير المشارك بهذا البحث، مع الفرضية القائلة إنّ اندماجات سابقة يمكن أن تفسر كلًا من الكتلة الكبيرة والدوران السريع للثقوب السوداء، إلا أنه أشار إلى احتمالات أخرى، مثل: التصادمات المتكررة داخل عناقيد النجوم الشابة أو انهيار مباشر لنجم ضخم غير معتاد غير أنه أوضح أنّ تلك السيناريوهات أقل احتمالًا أن تُنتج ثقوبًا سوداء تدور بهذه السرعة الكبيرة.

أخبار العالم : من موقع سري في الحرب الباردة إلى وجهة سياحية.. اكتشف قاعدة صاروخية في ليتوانيا
أخبار العالم : من موقع سري في الحرب الباردة إلى وجهة سياحية.. اكتشف قاعدة صاروخية في ليتوانيا

نافذة على العالم

timeمنذ 2 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : من موقع سري في الحرب الباردة إلى وجهة سياحية.. اكتشف قاعدة صاروخية في ليتوانيا

الاثنين 4 أغسطس 2025 04:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أعماق منتزه "Žemaitija" الوطني غرب ليتوانيا، وهي منطقة تتخللها بحيرات خلابة وأراضٍ رطبة وقرى قديمة وغابات تبعد نحو 50 كيلومترًا عن بحر البلطيق، كان مشغلو الصواريخ السوفييت ينتظرون في الخفاء، مستعدين لتدمير أوروبا الغربية. اليوم، أصبح المجمع السري سابقًا، والمعروف باسم قاعدة "بلوكشتيني" الصاروخية، الوجهة الأكثر زيارة في المنتزه، وهو يُعرف الآن بـ"متحف الحرب الباردة". وفي عام 2024، زار هذا العالم السفلي الغامض 35 ألف شخص من جميع أنحاء العالم، واستكشفوا الغرف والممرات وصومعة الصواريخ المتواجدة على عمق 30 مترًا تحت سطح الأرض. معرض يحكي قصة القاعدة. Credit: Pavlo Fedykovych يستقبل الزوار خطوط الأسلاك الشائكة عند الوصول إلى المنشأة. ثم تظهر أربع قباب بيضاء في الأفق، متباينة مع خضرة الغابة، وهي المخابئ التي كانت تضم يومًا ما أسلحة دمار شامل. وتعكس قصة القاعدة منطق الحرب الباردة وسباق التسلح النووي. كانت ليتوانيا الغربية، والتي كانت آنذاك جزءًا من جمهورية ليتوانيا السوفييتية الاشتراكية التابعة للاتحاد السوفييتي، موقعًا مثاليًا لتخزين الرؤوس الحربية التي تستهدف دول حلف الناتو. وبموقعها المواجه لدول اسكندنافيا عبر بحر البلطيق، تحولت ليتوانيا إلى منطقة عسكرية شديدة التحصين. لا يزال بإمكان الزوار النزول تحت الأرض لرؤية القاعدة Credit: Pavlo Fedykovych قدّمت غابة "بلوكشتيني"، الواقعة في مكان ناءٍ تمامًا، ظروفًا مثالية لبناء مجمع سري تحت الأرض إذ وفّرت بحيرة "بلاتلياي" القريبة، التي تبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترًا مربعًا، مصدرًا للمياه اللازمة لأنظمة التبريد، كما أن عدد سكان القرى المحيطة كان قليلاً. السرية التامة يمكن للزوار إلقاء نظرة على أعمدة الصواريخ الأصلية. Credit: Pavlo Fedykovych تم الانتهاء من بناء قاعدة صواريخ "بلوكشتيني" في عام 1962 بعد عامين من العمل، شارك فيها أكثر من 10 آلاف عامل من مختلف أنحاء الاتحاد السوفييتي. ولم يمر هذا المشروع الضخم دون أن يلاحظه السكان المحليون. قالت المرشدة في "متحف الحرب الباردة"، أوشرا برازديكيت: "لم لكن الأشخاص يعرفون نوع الأسلحة التي كانت مخزّنة هناك، لكننا كنا نعرف بوجود هذا المكان". وُلدت برازديكيت في قرية قريبة من القاعدة، وقضت حياتها كلها في تلك المنطقة. أصبح الجنود جزءًا من الحياة اليومية للسكان، وأصبح سماع صوت الآليات الثقيلة التي تنقل المعدات العسكرية أمرًا معتادًا. يمكنك أيضًا رؤية محطة الطاقة داخل المخبأ. Credit: Pavlo Fedykovych أوضحت برازديكيت: "كنا نعمل بجانب جنود من جمهوريات سوفييتية مختلفة في المزارع الجماعية، لكننا لم نتحدث أبدًا عن المواضيع العسكرية". كان المجمع محاطًا بإجراءات أمنية مشددة، حيث امتد سياج كهربائي لمسافة 3 كيلومترات تقريبًا حول القاعدة. وجعلت الغابة الكثيفة الوصول إليها أكثر صعوبة، لذلك لم يحاول السكان المحليون الاقتراب منها. تعطي التماثيل المصنوعة من السيليكون إحساسًا غريبًا بأن القاعدة لا تزال نشطة. Credit: Pavlo Fedykovych كانت السرية مفيدة، إذ لم تكتشف الاستخبارات الأمريكية القاعدة إلا في عام 1978 من خلال عمليات استطلاع بالأقمار الصناعية. وبحلول ذلك الوقت، كان السوفييت قد أخرجوا المنشأة من الخدمة كجزء من اتفاقيات نزع الصواريخ بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة. تحت أعماق الأرض شكّلت فتحة في الأرض مدخل المنشأة. وكانت قاعدة الصواريخ مشروعًا عسكريًا معقدًا ومثالاً نموذجيًا لمنشآت من هذا النوع في الاتحاد السوفييتي. وتمحورت القاعدة حول مركز قيادة تحت الأرض متصل بشبكة من الممرات، وكانت تضم أربع فتحات بعمق 30 مترًا تحتوي على صواريخ أرض-أرض من طراز "R-12 Dvina". وكانت هناك محطة كهرباء تحت الأرض لتوليد الطاقة في حالات الطوارئ. هناك مجموعة من الأدوات السوفيتية الأصلية تحت الأرض Credit: Pavlo Fedykovych بعد أن أعلنت ليتوانيا استقلالها عن الاتحاد السوفييتي عام 1990، وسقوط الستار الحديدي لاحقًا، تم التخلي تمامًا عن القاعدة ونهبها بحثًا عن المعادن. وبفضل تمويل من الاتحاد الأوروبي، تمكن المسؤولون المحليون من إنشاء متحف مثير، افتُتح في عام 2012، ما أتاح للجمهور الوصول إلى مركز القيادة، ومحطة الكهرباء، وإحدى الصوامع. ويمنحك السير عبر هذا المتاهة المظلمة تحت الأرض شعورًا غريبًا، ليس فقط بسبب الأجواء، بل لما تحتويه من مقتنيات سوفييتية مثل تماثيل للينين وستالين، وأعلام تحمل رمز المطرقة والمنجل. لا تزال عبارة "امسح قدميك!" مرئية فوق المدخل. Credit: Pavlo Fedykovych تشمل أكثر المعالم إثارة للإعجاب بقايا التكنولوجيا العسكرية المهجورة. وتبدو هياكل محطة الكهرباء السابقة وكأنها خلفية مثالية لألعاب الحاسوب. تُعد بحيرة "بلاتيلياي" بحد ذاتها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة، مع توفر مسارات للدراجات الهوائية والمشي لمسافات طويلة، ومواقع تخييم على ضفاف البحيرة، ومطاعم ذات إطلالات خلابة. كانت قاعدة "بلوكشتيني" للصواريخ السر الأكبر في منتزه "Žemaitija". أما اليوم، فإن المنطقة نفسها تُعد جوهرة مخفية للسفر الأوروبي البطيء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store