logo
هل تحمل خريطة المبعوثة الأممية جديداً في معضلة توحيد الجيش الليبي؟

هل تحمل خريطة المبعوثة الأممية جديداً في معضلة توحيد الجيش الليبي؟

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد
تهيمن أجواء الترقب على المشهد الليبي، انتظاراً لخريطة طريق للحل السياسي، التي من المقرر أن تطرحها مبعوثة الأمم المتحدة، هانا تيتيه، أمام مجلس الأمن في 21 أغسطس (آب) الحالي، وسط تساؤلات عما إذا كانت ستحمل جديداً بشأن توحيد الجيش الليبي داخل بلد يغرق في الانقسام السياسي منذ 2011.
من جلسة سابقة لأعضاء مجلس الأمن حول الأزمة الليبية (المجلس)
ويرجح المحلل السياسي الليبي، محمد الأمين، أن «تتناول خريطة تيتيه المرتقبة ملف توحيد المؤسسة العسكرية بشكل غير مباشر، عبر تضمين عناصر إصلاح القطاع الأمني، وربطها بإنجازات سياسية محددة، وليس عبر طرح خطة تفصيلية للتوحيد»، وفقما قال لـ«الشرق الأوسط».
كان لافتاً أخيراً أن المسار العسكري الليبي لم يغب عن أجندة تيتيه، وتحركاتها المحلية والدولية، قبل أسبوع من إحاطتها المرتقبة أمام مجلس الأمن، إذ كان لقاؤها مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في تونس، والمشكلة من قادة عسكريين من شرق وغرب ليبيا.
نائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي خلال اجتماع مع قادة عسكريين في طرابلس (المجلس الرئاسي)
لكن لوحظ أن البيان، الذي صدر عقب اللقاء، لم يتطرق إلى ملف توحيد المؤسسة العسكرية، واكتفى فقط بالالتزام «بتثبيت وقف إطلاق النار، وخروج القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة»، مع الإشارة إلى «أهمية إحراز تقدم في العملية السياسية لتسهيل المسار الأمني».
ومن هنا تسعى البعثة الأممية ربما إلى «تفادي الصدام المبكر مع الأطراف المتحفظة، وترك الباب مفتوحاً أمام تقدم تدريجي إذا نضجت الظروف»، وفق تقدير الأمين، الذي يلفت إلى أن تيتيه ربما «لا تملك حلولاً تنفيذية جاهزة، بل تسعى لتهيئة بيئة مناسبة، عبر تثبيت وقف إطلاق النار، ودفع ملف خروج القوات الأجنبية، والدفع نحو سلطة سياسية موحدة».
يشار إلى أن قوات «الجيش الوطني»، بقيادة المشير حفتر، تسيطر على شرق وأجزاء من جنوب البلاد، في مقابل تشكيلات مسلحة تخضع لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة.
وحسب عدد من المحللين، فإنه يصعب على البعثة الأممية «فرض أي حل لتوحيد الجيش، دون وجود تصور أميركي وروسي وتركي لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية»، وهي وجهة نظر الباحث السياسي، عبدالحكيم فنوش، الذي يبدو في حديثه لـ«الشرق الأوسط» غير متفائل برؤية المجتمع الدولي والغرب لملف توحيد الجيش، قائلاً إنه «يمضي بالخطوات السابقة نفسها، التي تثبت رغبة الأطراف الخارجية في استمرار الأزمة وإدارتها، لا البحث عن حلها،وإنهاء حالة الفوضى القائمة».
ورغم أن اجتماع تيتيه مع (5+5) لم يتطرق على نحو مباشر إلى توحيد الجيش الليبي، فإن إحاطتيها السابقتين أمام مجلس الأمن في أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) الماضيين لم تأتِ إطلاقاً على الملف ذاته.
تبدو عقبات عنيدة تقف في طريق توحيد الجيش الليبي، ذلك أن «فكرة توحيد الجيش راهناً لا تبدو منطقية»، حسب فنوش، الذي يؤكد أن «الجيش في شرق ليبيا لن يقبل أن يتحد مع أطراف لا رأس لها حتى هذه الساعة».
وتساءل فنوش: «إلى أي جهة يتبع القادة العسكريون الخمسة الممثلين لطرابلس؟ وبأي قوة يتفاوضون؟ وكيف لهم أن يفرضوا ما قد يتعهدوا به في ضوء تناحر واقتتال الميليشيات في طرابلس؟».
في غضون ذلك، يسجل المشهد العسكري في ليبيا تطوراً مهماً يتصل بالخلاف التقليدي حول منصب القائد الأعلى للجيش، إثر قرار حفتر تعيين نجله صدام نائباً له، وهو ما عارضه عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، بدعوى أن «التعيينات العسكرية من اختصاصه فقط».
وسبق أن قرر البرلمان الليبي في سبتمبر (أيلول) الماضي سحب اختصاصات القائد الأعلى للجيش من المجلس الرئاسي، وهي التي أوكلت للأخير بموجب اتفاق جنيف عام 2020.
حفتر خلال مشاركته في احتفال ذكرى تأسيس الجيش الليبي (إعلام القيادة العامة)
وهنا يقول الأمين إن «الحلول النهائية في ملف توحيد المؤسسة العسكرية ستظل رهينة التفاهمات بين القيادات العسكرية في الشرق والغرب، مع دور أممي ودولي في الرقابة وتقديم الضمانات».
وانبثقت لجنة «5+5» عن اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف، عقب الحرب على العاصمة طرابلس (2019-2020)، علماً أنها تتخذ من سرت مقراً لها، وتتشكل من عسكريين من شرق ليبيا وغربها لمراقبة وقف إطلاق النار، وبحث ملف «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب.
وتأتي إحاطة تيتيه أمام مجلس الأمن محصلة عمل لجنة خبراء استشارية، تشكلت بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن من 20 شخصية ليبية، وتوصلت في ختام أعمالها إلى 4 اقتراحات لحل الأزمة الليبية.
وتتنازع السلطة السياسية في ليبيا حكومتان: «الوحدة الوطنية المؤقتة»، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، وأخرى برئاسة أسامة حماد في بنغازي، مكلّفة من مجلس النواب، ويدعمها قائد «الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصادر: «التهدئة» موقف يسود شمال شرقي سوريا
مصادر: «التهدئة» موقف يسود شمال شرقي سوريا

الشرق الأوسط

timeمنذ 17 دقائق

  • الشرق الأوسط

مصادر: «التهدئة» موقف يسود شمال شرقي سوريا

​رغم التوترات والتحشيد العسكري في مناطق شمال شرقي سوريا، لا تزال دمشق تجنح نحو التهدئة، بحسب مصادر في دمشق شددت على أن التهدئة على الأرض في شمال شرقي سوريا، هي «موقف مبدئي للحكومة السورية صرحت به مراراً وتكراراً»، مستبعدة شن دمشق عملية عسكرية في تلك المناطق، إلا أن ذلك لا يمنع استمرار المناوشات الجارية بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والعشائر العربية في المنطقة. ويقول مصدر مطلع على مجريات الأمور في مناطق الإدارة الذاتية، هو الباحث في مركز «جسور»، عبد الوهاب عاصي، في تعليق لـ«الشرق الأوسط» على اجتماع مظلوم عبدي في الرقة، مساء السبت، مع ممثلي المجتمع هناك، إنه جرت خلال اللقاءات نقاشات حول معايير العفو، وملاحظات العشائر ومخاوفهم، إضافة إلى مساعي قيادة «قسد» لإعادة بناء الثقة مع المكون العربي بعد مؤتمر وحدة موقف مكونات شمال وشرق سوريا، الذي لم يحضره كثير من القيادات والزعامات العشائرية. اللقاء يأتي بعد سلسلة من الزيارات أجرتها قيادات في «قسد» خلال الأيام الماضية، التقت بقيادات عشائرية بارزة مثل شيوخ عشيرة البكارة، والجبور، والعقيدات، وشمر، والنعيم، إضافة إلى وجهاء عشائر فرعية وممثلين عن مجالس محلية في الحسكة ودير الزور والرقة، استعداداً لإصدار عفو عام يشمل تهم الإرهاب والتعاون مع النظام السابق. «الشرق الأوسط» حاولت من جهتها، التواصل مع المكتب الإعلامي لـ«قسد»، للحصول على تعليق حول خبر الزيارة، لكنها لم تتلقَّ إجابة حتى نشر التقرير. استقبال الرئيس أحمد الشرع وفداً من الفاعليات المجتمعية في محافظة إدلب (الرئاسة السورية - إكس) وكانت وسائل الإعلام السورية الرسمية، قد نشرت، الأحد، تصريحات للرئيس أحمد الشرع التي انتقد فيها «بعض» ممارسات «قسد» على الأرض، وقال إنها «أحياناً تختلف عما يدور في المفاوضات». مع تأكيده مواصلة المفاوضات حول آلية تنفيذ اتفاق 10 مارس (آذار)، وأن «أشهراً قليلة تفصلنا عن تنفيذ الاتفاق مع (قسد) على الأرض»، مشيراً إلى دفع الأطراف الدولية في اتجاه حل للمشكلة في شمال شرقي سوريا. تصريحات الرئيس السوري، التي جاءت في جلسة حوارية، مساء السبت، مع أكاديميين وسياسيين وأعضاء من نقابات مهنية ووجهاء من محافظة إدلب، تصادفت مع ورود أنباء حول قيام قائد «قسد» مظلوم عبدي، بزيارة إلى مدينة الرقة، وعقد لقاء مع شيوخ عشائر ووجهاء في الرقة بترتيب من قوات التحالف الدولي. مظلوم عبدي يتوسط زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي بافل طالباني (يمين) وقائد التحالف الدولي ضد «داعش» ماثيو ماكفارلين 2022 (متداولة مواقع كردية) وتسود أجواء من التصعيد في مناطق شمال شرقي سوريا مع مواصلة «قسد» تخريج دفعات من المقاتلين والمقاتلات، وشن حملات دهم واعتقالات في مناطق دير الزور والرقة، وسط حالة غليان لدى العشائر العربية المطالبة بتسليم مناطقهم للدولة السورية، ترافقت مع تقارير إعلامية عن تحشيد لقوات وزارة الدفاع السورية في ريفي حلب والرقة، وتأهب القوات التركية على الحدود الشمالية. ونفى السياسي والباحث السوري، رياض الحسن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، وجود أي تحشيد للقوات الحكومية في شمال شرقي البلاد، وقال إن «التهدئة على الأرض في شمال شرقي سوريا هي موقف مبدئي للحكومة السورية صرحت به مراراً وتكراراً»، وقد أظهرت دمشق مقداراً عالياً من ضبط النفس تجاه استفزازات «قسد» وانتهاكها لاتفاق 10 مارس في نواحيه العسكرية والسياسية. الفرقة 66 في الجيش السوري تواصل إزالة الألغام من أحياء بدير الزور من مخلفات الحرب في سوريا (سانا) واعتبر الحسن أن موقف دمشق «ينسجم مع الموقف الدولي ويتجاوز المصالح الضيقة التي تسعى إليها (قسد)، نحو مصالح السلم والأمن الدوليين في عدم حدوث فوضى تستغلها التنظيمات الإرهابية». كما «يتبنى هذا الموقف جميع دول التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والبالغ عددها 84 دولة». وفسر تباطؤ «قسد» في تنفيذ الاتفاق، «بوجود جناح متشدد فيها يتبع إيران وحزب العمال الكردستاني PKK ويرفض اتفاق 10 مارس، وهو متضرر منه». وهذا الجناح، يضيف الحسن، «يسعى بتحريض من جهات خارجية بدأت بنشر إشاعات حول تحشيد تقوم به الحكومة السورية لمهاجمة (قسد)»، وهو أمر تكذبه الوقائع على الأرض، ويكذبه تصريح الرئيس الشرع في أن الحل سلمي وليس عسكرياً. المصادر المحلية في مناطق سيطرة «قسد»، تشدد على أنه لا حشود من طرف الحكومة السورية، وأن هناك محاولة لجر الجيش السوري إلى صراع على الأرض، أو استفزاز «فزعة عشائرية» تقود إلى اتهام الحكومة بانتهاكات شاركت بها، أو تراخت في وقفها. ويأمل هذا التيار منذ ذلك الوقت، في وقف أي قرار أميركي بسحب القوات من سوريا، وبتدويل ملف شمال شرقي سوريا تحت ستار حماية الأقليات.

موسم جديد للإثراء باسم النبي.. المليشيا تبدأ حملة جبايات باسم 'المولد النبوي'
موسم جديد للإثراء باسم النبي.. المليشيا تبدأ حملة جبايات باسم 'المولد النبوي'

حضرموت نت

timeمنذ 17 دقائق

  • حضرموت نت

موسم جديد للإثراء باسم النبي.. المليشيا تبدأ حملة جبايات باسم 'المولد النبوي'

قبيل الـ12 من شهر ربيع الأول من كل عام هجري، يوم مولد النبي محمد (ص) بأسابيع، تبدأ مليشيا الحوثي الإرهابية في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرتها خططها لنهب أموال اليمنيين وأقواتهم باسم النبي. ومنذ أكثر من 10 سنوات من انقلابها على مؤسسات الدولة بدعم إيراني، حولت مليشيا الحوثي هذه المناسبة إلى مجرد موسمٍ سنوي للنهب، ومصيدةٍ لجمع الأموال، وعملية إثراءٍ غيرِ مشروعةٍ لقياداتٍ تتغذى على آلامِ شعبٍ بات الجوع والفقر جزءًا من حياته اليومية. هذا العام، وفي الوقت الذي تتفاقم معاناة ملايين اليمنيين- في جميع المناطق المنكوبة بسيطرة المليشيا الحوثية- من وضع هو الأسوأ عالميًا، ولعل موت الطفلة 'أشواق' جوعًا مؤخرًا في أحد مخيمات النازحين بمحافظة حجة، شاهدٌ على ذلك.. تسيرُ مليشيا الحوثي في طريقها لإقامة احتفالاتٍ صاخبة بهذه المناسبة تُنفق عليها أموالًا طائلةً تنهبها من جيوب الجائعين أنفسهم. مصادر محلية في صنعاء قالت لـ'وكالة 2 ديسمبر'؛ إن المولد النبوي في نظر هذه المليشيا ليس مجرد مناسبة دينية، بل فرصةً للنهب وابتزاز التجار والمواطنين لرفد خزائن قياداتٍ تنعم في بحبوحة العيش، غير مكترثة بشعب غارق في الفقر والجهل والمرض، وبات توفير لقمة العيش- في ظل سياساتها- بالنسبة له يحتاج إلى معجزة. وأكدت المصادر أن التجار في تلك المناطق يُجبرون على دفع مبالغ مالية ضخمة، تتراوح من 50 ألف إلى 200 ألف ريال، وقد تصل إلى مبالغ مضاعفة عدة مرات للمتاجر الكبرى. أحد المواطنين في محافظة ذمار يقول لـ'وكالة 2 ديسمبر': 'المركز الصحي عندنا يفتقر إلى أبسط الأجهزة، ومع ذلك تنهب المليشيا منه 50 ألف ريال للمولد، بينما تُجبِر التجار على دفع مبالغ طائلة أقلها 200 ألف ريال، غير عابئة بما تسببت فيه جباياتها المستمرة من إفلاس العديد منهم واضطرارهم إلى الإغلاق'. هذا الابتزاز المالي، الذي يُمارس تحت مسميات 'دعم الفعالية'، يأتي في وقت يئن معظم اليمنيين تحت وطأة ظروف اقتصادية وإنسانية قاسية، سببها انقطاع المرتبات وتدهور الاقتصاد بشكل غير مسبوق. يُؤكّد صحفيون لـ'وكالة 2 ديسمبر'، أن مليشيا الحوثي الإرهابية حوّلت ذكرى المولد النبوي الشريف بالمناطق الخاضعة لسيطرتها بقوة السلاح إلى 'موسم سنوي ممنهج' لابتزاز المواطنين ونهب أموالهم. يقول الصحفي 'وليد الجبر'، في حديث مع 'وكالة 2 ديسمبر'؛ إن 'ما كان يُعدّ مناسبة دينية يحتفي بها اليمنيون، أضحى أداة قسرية لتمويل مشاريع المليشيا الطائفية، تحت شعارات دينية زائفة'. ويشير إلى أن الحوثيين يستغلون البُعد الديني للمناسبة والقيم الروحية التي تحملها في وجدان اليمنيين لتحويلها إلى ذريعة لفرض جبايات وإتاوات مالية باهظة على جميع فئات المجتمع. ويرى 'الجبر' أن هذا النهج أفرغ هذه المناسبة من جوهرها الروحي، وحوّلها إلى عبء مالي، ما دفع بالعديد من أصحاب المشاريع الصغيرة إلى الإغلاق في ظل هذا الضغط المتزايد. ويوضح أن 'الاحتفاء الذي كان يُفترض أن يُحيي قيم التراحم، أصبح وسيلة منظّمة لاستنزاف ما تبقى من القدرة المالية للمواطنين'. ووفق 'الجبر'، فإن الأمر لا يتعلق بالمال فقط، بل يتجاوزه إلى فرض مظاهر احتفالية قسرية، حيث تجبر المليشيا أصحاب المحال على تزيين واجهاتها ورفع شعاراتها باعتبار ذلك جزءًا من الاحتفاء يحدد مدى الولاء لها. مصادر محلية في عدة محافظات أكدت لـ'وكالة 2 ديسمبر'، أن مليشيا الحوثي ألزمت الجميع 'طلابًا وموظفين ومواطنين وتجارًا، وغيرهم' بدفع 'جبايات' وشراء مستلزمات وشعارات خاصة بالمناسبة.. لافتة إلى أن 'الجميع هناك ينفذ هذه الأوامر قسرًا؛ خوفًا من أن تطالهم اتهامات أو يُصنفوا ضمن فئة 'المعارضين'. حتى الأسر الفقيرة أيضًا لم تسلم من هذا الابتزاز، حيث تفرض عليها المليشيا 'تبرعات إجبارية تتراوح ما بين 5 إلى 10 آلاف ريال، رغم ضيق حالها وافتقارها لأدنى مقومات الحياة الكريمة'. يضيف الصحفي وليد الجبر أن هذا النهج الحوثي نجح في تحويل المولد النبوي إلى مورد اقتصادي ضخم يمول أنشطة المليشيا، وأصبح مناسبة سياسية تُظهر بها قوتها وسطوتها، على حساب معاناة الناس وأولوياتهم المعيشية المُلّحة. من جانبه، يؤكد الصحفي 'أحمد حوذان' أن هذه الممارسات تُبرز التناقض الصارخ في سلوك مليشيا الحوثي. ويضيف لـ'وكالة 2 ديسمبر': 'فبعد عقد من القتل والتهجير وتدمير المساجد والمدارس القرآنية، تحتفي المليشيا بما تسميه 'المولد النبوي' على أشلاء ضحاياها'. ويلفت 'حوذان' إلى أن اليمنيين كانوا يحتفون بهذه المناسبة حبًا في رسول الله. أما اليوم، فقد حوّلتها المليشيا إلى مناسبة للابتزاز ونهب أموال الضعفاء لخدمة مشروعها الطائفي والعنصري. ويرى أن استغلال الحوثيين لهذه المناسبة ليس نابعًا من حبهم للنبي، بل هو توظيف ديني لخدمة أجندات سياسية طائفية. مضيفًا أنهم 'يسعون من خلال ذلك إلى تأكيد شرعيتهم المفقودة، واستعراض قوتهم وقدرتهم على حشد وتوجيه الرأي العام، وإرسال رسالة إلى وكلائهم الإقليميين'. حب النبي الحقيقي- وفق 'حوذان'- لا يكون بالاحتفال على طريقة 'الطغاة واللصوص'، بل باتباع هديه وسنته.. معتبرًا مزاعم المليشيا بحب رسول الله 'كذبة' هدفها 'نهب اليمنيين' تتسع دائرة السخرية والتهكم المشوب بالحسرة، في صفوف المواطنين في المناطق المنكوبة بالمليشيا الحوثية، جراء ما وصفه البعض بـ'موسم الإثراء النبوي الحوثي'، فيما يرى آخرون أن ممارسات المليشيا إساءة إلى النبي محمد، الذي بُعث ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وليس لاستعبادهم باسمه وآله، كما تزعم إيران ووكلاؤها. مناسبة دينية عظيمة حولتها ذراع طهران الحوثية إلى لعنة وعبء يضاعف الأثقال على كاهل الملايين من الأسر المطحونة بالجوع والمليشيا، التي تتلذذ بتعذيب اليمنيين وتجويعهم وتركيعهم، واستنزاف أموالهم المسروقة في تغذية حروب لا نهاية لها يسقط كل يوم آلاف الأبرياء من الشعب تحت صرختها المستوردة من إيران.

ليبيا: دعوات أممية ومحلية لاستكمال الانتخابات البلدية «المُعطّلة»
ليبيا: دعوات أممية ومحلية لاستكمال الانتخابات البلدية «المُعطّلة»

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

ليبيا: دعوات أممية ومحلية لاستكمال الانتخابات البلدية «المُعطّلة»

وسط دعوات أممية ومحلية لاستكمال الانتخابات البلدية «المُعطلة» في شرق ليبيا وجنوبها، تحدثت السلطات في غرب ليبيا، عما وصفته بـ«نجاح الجولة الثانية من انتخابات المجالس البلدية في 26 بلدية». وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات بدء عملية الفرز والعدّ داخل مراكز الاقتراع بعد إغلاقها في 26 بلدية، مشيرة إلى مشاركة نحو 162 ألف صوت في عملية الاقتراع، بنسبة مشاركة بلغت 71 في المائة. وأعلنت حكومة «الوحدة» المؤقتة مباشرة 157 موظفاً إدخال البيانات ومطابقتها وفق الإجراءات المعتمدة، تمهيداً لإعلان النتائج الأولية، تحت رقابة اللجان المختصة، وبحضور ممثلين عن المراقبين ووسائل الإعلام. وصول صناديق الاقتراع إلى مقر الفرز بغرب ليبيا (مفوضية الانتخابات) كانت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» قد أكدت مجدداً أن العملية الانتخابية سارت «بشكل منظم وسلِس دون تسجيل أي عراقيل أو مشاكل»، مشيرة إلى أن مديريات الأمن والأجهزة الأمنية «نفّذت الخطة الموضوعة لتأمين هذا الاستحقاق الانتخابي». وبارك عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة»، ما وصفه بـ«نجاح الاستحقاق المُهم»، الذي قال إنه أُقيم في «أجواء آمنة ومنظمة»، على حد تعبيره. وبعدما أشاد بجهود وزارة الداخلية التي ضَمِنت سيرها بـ«سلاسة ودون تسجيل أي خروقات أمنية، وبوعى المواطنين وإصرارهم على ممارسة حقهم الديمقراطي»، تعهّد الدبيبة بـ«مواصلة الحكومة دعم المجالس البلدية المنتخَبة، بوصفها شريكاً أساسياً في تحقيق التنمية المحلية وتعزيز اللامركزية؛ لتكون قريبة من المواطن وتستجيب لأولوياته اليومية». بدوره، رحّب «المجلس الأعلى للدولة» بـ«نجاح هذه الانتخابات البلدية»، مشيداً بسَير العملية «في أجواء اتسمت بالأمن والتنظيم والانضباط». كان المجلس قد أشاد، في بيان، مساء السبت، بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التي قال إنها «ساهمت في تأمين العملية الانتخابية، وضمان سلامتها دون تسجيل أي خروقات تمسّ الأمن العام»، مسجلاً «تقديره العميق لوعي المواطنين الذين مارسوا حقهم الانتخابي بإصرار، في خطوةٍ تعكس نضجاً سياسياً متقدماً وإيماناً بالتداول السِّلمي للسلطة». من انتخابات المرحلة الثانية للمجالس البلدية (أ.ب) واستنكر «المجلس الأعلى» «منع إجراء الانتخابات في عدد من البلديات في شرق ليبيا وجنوبها»، وعَدَّ ذلك «انتهاكاً واضحاً للحقوق السياسية للمواطنين وعرقلة لبناء الدولة»، مشدداً على أن «حق الانتخاب مكفول دستورياً ولا يجوز مصادرته تحت أي ذريعة». وفيم حين هنّأت بعثة الأمم المتحدة سكان الـ26 بلدية على «نجاح الانتخابات بها»، أشادت «بنِسب المشاركة والتنظيم السلمي للعملية»، كما أثنت على «مهنية مفوضية الانتخابات والأجهزة الأمنية». وأكدت البعثة، فى بيان لها، مساء السبت،أهمية استئناف التصويت بسبع بلديات بمدينة الزاوية، في 23 من الشهر الحالي، بعد حرق المواد الانتخابية، كما شددت على ضرورة استئناف الاقتراع في 16 بلدية أخرى جرى تعليق العملية فيها؛ «لضمان مشاركة شاملة وسلمية في كل أنحاء البلاد». من جهتها، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية لدوله الأعضاء في ليبيا، عن دعمها الكامل للشعب الليبي بمناسبة إجراء هذه الانتخابات، وعبّرت، في بيان مشترك، عن «قلقها البالغ» إزاء إعلان مفوضية الانتخابات تعليق العملية الانتخابية في عدد من البلديات، من بينها مدن كبرى مثل بنغازي وطبرق وسبها وسرت. كما أدانت «بشدة» الهجمات التي طالت مكاتب المفوضية في كل من زليتن والزاوية والعجيلات، مؤكدة «رفضها القاطع أي أعمال ترهيب تهدف إلى عرقلة المسار الانتخابي أو حرمان المواطنين من حقهم في اختيار ممثليهم المحليين». وعَدّت أن هذه المحاولات «تتعارض مع القانون الليبي وقرار مجلس الأمن رقم 2755 (2024)»، داعيةً «جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك الأجهزة الأمنية، إلى دعم إجراء الانتخابات في أجواء حرة ومنظمة في جميع أنحاء البلاد». كما شددت على ضرورة «فتح تحقيقات عاجلة في الانتهاكات الأخيرة، ومحاسبة المسؤولين عنها دون استثناء». لقاء المنفي وتيتيه في طرابلس السبت (المجلس الرئاسي الليبي) في غضون ذلك، قال رئيس «المجلس الرئاسي»، محمد المنفي، إن رئيسة بعثة الأمم المتحدة، هانا تيتيه، أطلعته، مساء السبت، فى طرابلس، بحضور نائبتها للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، على خطة البعثة لدعم العملية السياسية، والحوار بين الأطراف الليبية لإنهاء المراحل الانتقالية على أساس قانوني ودستوري. كما أوضح أن المبعوثة الأممية ناقشت معه الاستعدادات الجارية لإحاطتها المقبلة أمام مجلس الأمن الدولي، والمتعلقة بالتطورات السياسية والأمنية في ليبيا وآخِر مستجدّات المسارين السياسي والدستوري، والخيارات المقترحة من قِبل اللجنة الاستشارية ولجنة (6+6) المشتركة بين مجلسى النواب و«الدولة»، ودور «المجلس الرئاسي» في الحفاظ عليهما، في ظل التحديات الراهنة. اجتماع صالح وبلقاسم حفتر في شرق ليبيا السبت (مجلس النواب الليبي) من جهة أخرى، قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إن مدير «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا» بلقاسم حفتر، أطلعه، مساء السبت، بمدينة القبة، على أبرز المشاريع التي ينفذها الصندوق في عدد من المدن والمناطق، وما تحقَّق منها على أرض الواقع، إضافة إلى «خطط التوسع في المشاريع المقبلة بما يضمن استمرارية عملية الإعمار والتنمية بوتيرة متسارعة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store