
خريطة لناسا تكشف 100 ألف جبل محيطي مخفي
توصل علماء من وكالة ناسا إلى رسم خريطة جديدة عالية الدقة لقاع المحيط. تُظهر وجود ما يقارب من 100 ألف جبل تحت الماء لم تكن معروفة من قبل، وهو ما يساعد الباحثين على تتبع تدفق الحرارة في المحيط، وهو عامل رئيسي في التنبؤ بأنماط الطقس على المدى الطويل.
وحسب دراسة نشرت في مجلة "علوم" (Science) استطاعت خريطة الأقمار الصناعية الجديدة رصد الجبال البحرية التي يقل ارتفاعها عن 500 متر، ومن خلال التركيز على نتوءات الجاذبية الصغيرة على سطح الماء، تعرفت على موقع هذه القمم، مما يرفع عدد الجبال البحرية المعروفة من 44 ألفا إلى ما يقارب من 100 ألف.
وتعتمد تقنية الخريطة على الجاذبية، وليس على الكاميرات، ولأن الجبال البحرية والتلال في الأعماق السحيقة أكبر كتلة من قاع البحر المحيط بها، فإنها تجذب المحيط فوقها بقوة أكبر قليلا.
ويُحدث هذا السحب ارتفاعات طفيفة في سطح الماء، يصل ارتفاعها أحيانا إلى بضعة سنتيمترات فقط، وتمكن قمر "سووت" (SWOT) الصناعي من رصد هذه التغيرات الطفيفة وترجمها إلى خرائط مفصلة توضح ما تحتها.
وتعرف الجبال البحرية بكونها مرتفعات تحت الماء ترتفع في قاع المحيط، تشكلت نتيجة نشاط بركاني، وشكل بؤرا حيوية للحياة البرية، وكان من الصعب في السابق رصد هذه المعالم إذا كان ارتفاعها أقل من ألف متر.
وأضيفت النتائج التفصيلية لهذا الكشف الجديد إلى الملاحظات المتقدمة التي أجريت بواسطة الأقمار الصناعية، حيث كانت مهمة "سووت"، التي تم إطلاقها في ديسمبر/كانون الأول 2022، أساسية لجمع البيانات المهمة التي مكنت جهود رسم الخرائط هذه.
وتغطي الأقمار الصناعية، مثل "سووت" حوالي 90% من الأرض كل 21 يوما. ورغم أنها لا تضاهي دقة السونار، فإنها تعوّض عن ذلك بالسرعة والحجم وتواتر الرصد.
وتستطيع السفن المجهزة بأجهزة السونار مسح قاع المحيط مباشرة، ولكن لم يُرسم بهذه الطريقة سوى 25% من قاع المحيط تقريبا، ودفعت هذه الفجوة المعرفية العلماء إلى اللجوء إلى بيانات الأقمار الصناعية للحصول على صورة أشمل.
وفي بيان صادر عن وكالة ناسا، قالت نادية فينوغرادوفا شيفر: إن "رسم خرائط قاع البحر أمر أساسي في الفرص الاقتصادية القائمة والناشئة، بما في ذلك استخراج المعادن النادرة في قاع البحر، وتحسين طرق الشحن، واكتشاف المخاطر، وعمليات الحرب في قاع البحر".
ويؤدي فهم الديناميكيات هياكل قاع المحيط وتياراته التي تنقل الحرارة والمغذيات عبر العالم إلى رؤى أفضل حول كيفية تأثير أنماط المحيطات على المناخ والنظم البيئية البحرية، والتنوع البيولوجي، كما يمكن تحويل هذه المعلومات إلى خريطة طبوغرافية لسطح البحر، والتي تعكس ملامح القاع.
وحتى في أحلك بقاع المحيط، تُعتبر هذه التكوينات بمثابة مغناطيس للحياة. يساعد رسم خرائطها العلماء على تحديد مواقع الأنظمة البيئية الهشة التي قد تحتاج إلى الحماية من التعدين في أعماق البحار والصيد بشباك الجر.
وتُشكّل الجبال والتلال تحت الماء منحدرات تتباطأ فيها التيارات المائية بما يكفي لإسقاط المغذيات. تُصبح هذه المناطق الغنية بالمغذيات مواقعَ تجمعٍ للعوالق والأسماك والشعاب المرجانية في أعماق البحار، مُشكِلة بذلك بؤرا للتنوع البيولوجي.
ويساعد هذا الكشف الباحثين على رسم خرائط التضاريس في الأماكن التي لا تزال بيانات السونار من السفن شحيحة فيها. كما يُكمّل جهود مشروع "قاع البحر 2030" لمسح قاع البحر العالمي بالكامل بحلول نهاية هذا العقد.
وتلعب البيانات نفسها دورا في نمذجة المناخ. وتساعد الباحثين في قياس الأعماق بشكل دقيق، وتتبع تدفق الحرارة في المحيط، وهو عامل رئيسي في التنبؤ بأنماط الطقس على المدى الطويل وتحديد المناطق المعرضة لتغيرات مستوى سطح البحر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
بمحطة الفضاء الصينية.. اكتشاف بكتيريا جديدة لم تُسجل على الأرض من قبل
في اكتشاف علمي مثير، أعلن علماء صينيون العثور على نوع جديد من البكتيريا يُدعى "نياليا تيانغونغينسيس" داخل محطة الفضاء الصينية "تيانغونغ"، وهو نوع لم يسجل من قبل على كوكب الأرض. رصدت هذا النوع من البكتيريا خلال مهمة "شنتشو 15" في مايو/أيار 2023، إذ أخذ رواد الفضاء مسحات من أسطح المحطة، ثم أُعيدت العينات إلى الأرض لتحليلها وقد حُددت هذه السلالة الجديدة، من خلال الملاحظة المورفولوجية وتسلسل الجينوم والتحليل التطوري والتنميط الأيضي، على أنها سلالة جديدة تنتمي إلى جنس النياليا ضمن فصيلة العصيات الخلوية، بحسب دراسة نشرها الباحثون في دورية "جورنال أوف سيستماتِك آند إيفولوشِنَري مايكروبيولوجي". بكتيريا متكيفة تتخذ البكتيريا المكتشفة حديثا شكلا عصويا، وهي بكتيريا هوائية، بمعنى أنه لا يمكنها العيش إلا في وجود الأكسجين، لأنها تستخدمه لإنتاج الطاقة من الغذاء (مثلما يفعل الإنسان). ووجد الباحثون أن هذه البكتيريا من النوع الذي يكوّن أبواغا، وهي أشبه بخلايا حجمها صغير جدا (ميكروسكوبي)، تُنتجها بعض الكائنات الحية (مثل الفطريات، وبعض أنواع البكتيريا، والطحالب)، وتكون مغطاة بجدار سميك جدا يجعلها مقاوِمة للجفاف والحرارة والمواد الكيميائية. وبمجرد أن تجد بيئة مناسبة، أي رطبة ودافئة وبها غذاء، تبدأ في النمو والتحول إلى بكتيريا كاملة. وجد الباحثون أن بكتيريا "نياليا تيانغونغينسيس" تُظهر قدرة على تحمّل الظروف القاسية في الفضاء، مثل الإشعاع والبيئات ذات المغذيات المحدودة، إذ إنها قادرة على تكوين أغشية حيوية تحميها من الظروف البيئية الصعبة. وبحسب الدراسة، تمتلك هذه البكتيريا القدرة على مقاومة الإجهاد التأكسدي، وتقوم بتحليل الجيلاتين كمصدر للنتروجين والكربون في بيئات فقيرة بالمغذيات. هل تعد ضارة للبشر؟ وجد الباحثون أن البكتيريا الجديدة ترتبط بسلالة تُعرف باسم "نياليا سيركولانس" رصدت من قبل على الأرض. ليست نياليا سيركولانس ممرضة بشكل شائع، لكنها قد تُسبب عدوى نادرة، فهي تعيش بشكل طبيعي في التربة والماء وأمعاء بعض الكائنات. وفي حالات نادرة، وخصوصًا في الأشخاص الذين لديهم ضعف في المناعة، قد تُسبب التهابات في الدم أو عدوى في مواقع جراحية. وحتى الآن، لا توجد أدلة على أن "نياليا تيانغونغينسيس" تشكل خطرًا على البشر. ومع ذلك، نظرًا لارتباطها بسلالات قد تكون ممرضة على الأرض، يواصل العلماء دراسة خصائصها بعناية. ويعد فهم سلوك هذه البكتيريا مهما في نطاق طب الفضاء، إذ يمكن لفهم آلية نشأتها وطرائق تكيفها أن يفيد في تطوير إستراتيجيات للحفاظ على صحة رواد الفضاء ومنع التلوث الميكروبي داخل المركبات الفضائية. وقد تُستخدم هذه البكتيريا في تقنيات إعادة التدوير أو إنتاج الغذاء في الفضاء، لقدرتها على البقاء في بيئات فقيرة بالمغذيات.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
نبضات غامضة من نجم يشبه الشمس.. هل هي إشارة من حضارة فضائية؟
قبل أكثر من 60 عاما، بدأت الجذور العلمية الجادة للبحث عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض عبر مشروع"أوزما"، الذي أسسه عالم الفلك الشهير فرانك درايك. كان الهدف من المشروع هو رصد إشارات راديوية مستمرة أو ذات ترددات محددة قد تشير إلى وجود حضارات فضائية متقدمة، فقد افترض درايك أن مثل هذه الحضارات قد تستخدم موجات الراديو لتبادل المعلومات، لذا تم استخدام التلسكوب لرصد الإشارات القادمة من نجوم شبيهة بالشمس. ورغم أن مشروع "أوزما" لم يُسفر عن رصد إشارات مؤكدة من حضارات ذكية، إلا أنه وضع الأسس لتقنيات البحث الحديثة التي لا تزال تتطور حتى يومنا هذا. من الراديو إلى الضوء اليوم، وبعد عقود من التطور التقني، يعلن عالم ناسا المخضرم ريتشارد ستانتون عن اكتشاف مثير باستخدام تقنية أكثر حداثة تعرف بـ"رصد النبضات الضوئية السريعة"، فبدلا من البحث عن موجات الراديو، ركزت هذه التقنية على التقاط ومضات ليزرية فائقة السرعة قد تمثل إشارات من حضارات متقدمة. وبفضل هذه التقنية، تمكن ستانتون من رصد نبضات ضوئية غامضة من نجمين قريبين نسبيا، مشيرا إلى أن هذه النبضات ربما تكون وسيلة أكثر فاعلية ودقة للتواصل بين الحضارات الذكية، ما أعاد فتح الباب أمام فرضية وجود إشارات فضائية من حضارات متقدمة. وفي دراسة حديثة نشرت في دورية"أكتا أسترونوتيكا"، وصف ستانتون تفاصيل اكتشافه، الذي جاء نتيجة مسح طويل شمل أكثر من 1300 نجم شبيه بالشمس باستخدام تقنية رصد النبضات الضوئية. وكانت النتيجة اللافتة هي رصد نبضتين ضوئيتين متطابقتين بفاصل زمني 4.4 ثوان صدرتا من النجم " إتش دي 89389″، الذي يقع على بعد نحو 100 سنة ضوئية في كوكبة الدب الأكبر. 4 ألغاز محيرة ما جعل هذه النبضات لغزا علميا محيرا هو مجموعة من الخصائص الفريدة التي يصعب تفسيرها: أولا: تغير سطوع النجم بسرعة مذهلة، إذ يزداد بشكل مفاجئ، ثم يخفت إشعاعه، ثم يعود إلى حالته الطبيعية، كل ذلك خلال 0.2 ثانية فقط، وهذا التغير السريع جدا يستحيل أن يكون نتيجة ضوضاء عشوائية أو اضطرابات جوية، وقد تساءل الباحثون: "كيف يمكن لنجم يبلغ قطره أكثر من مليون كيلومتر أن يختفي جزئيا خلال عشر الثانية؟". ثانيا: تكرار نبضتين متطابقتين، ففي 3 مناسبات منفصلة، تم رصد نبضتين متشابهتين للغاية يفصل بينهما فاصل زمني يتراوح بين 1.2 إلى 4.4 ثانية، والأغرب أن مثل هذه النبضات لم ترصد إطلاقا خلال أكثر من 1500 ساعة من الرصد لنجوم شبيهة. ثالثا: تطابق البنية الدقيقة، فتفاصيل النبضة الأولى تكررت بشكل شبه مطابق في النبضة الثانية، في نمط يصعب تفسيره من خلال أي آلية طبيعية معروفة. رابعا: لا يوجد أثر لأجسام متحركة، فباستخدام أجهزة تصوير واستشعار دقيقة، لم يتم رصد أي أقمار صناعية، طائرات، شهب أو حتى طيور في الخلفية يمكن أن تفسر هذه الومضات، وهذا يُسقط معظم الفرضيات الاعتيادية. ولم يتوقف ستانتون عند الاكتشاف الجديد، بل عاد إلى تحليل بيانات أرشيفية، ووجد إشارتين ضوئيتين مماثلتين من نجم آخر شبيه بالشمس هو "إتش دي 217014″، والمعروف أيضا باسم " 51 بيغاسي"، وهذا النجم مشهور بكونه أول نجم اكتشف يدور حوله كوكب خارج المجموعة الشمسية، وذلك عام 1995. والغريب أن هذه النبضات رصدت سابقا، لكن تم رفضها آنذاك باعتبارها ناتجة عن مرور طيور أمام التلسكوب، أما الآن، فتحليل ستانتون الحديث استبعد هذه الفرضية تماما، ما يزيد من احتمال أن ما رصد قد يكون بالفعل ظاهرة غير مفهومة حتى الآن. فرضيات متعددة وفي دراسته، استعرض ستانتون عددا من الفرضيات البديلة، مثل "تأثيرات الغلاف الجوي للأرض"، "انكسار الضوء بسبب أجسام داخل النظام الشمسي"، "موجات الجاذبية"، و"ظواهر طبيعية غير معروفة"، لكن أيا من هذه الفرضيات لم يتمكن من تفسير الظاهرة بالكامل. أما الاحتمال الأكثر إثارة للجدل، فهو أن هذه النبضات قد تكون إشارات من حضارة فضائية ذكية، خاصة أن مصدر التذبذب يبدو قريبا نسبيا من الأرض، وربما داخل نظامنا الشمسي ذاته. وبناء على ما توصل إليه، دعا ستانتون إلى توسيع نطاق البحث باستخدام شبكة من التلسكوبات المتزامنة موزعة على مسافات كبيرة، وسيساعد ذلك في تحديد اتجاه النبضات، وسرعتها، وحجمها، وبعدها بدقة. ويؤمن ستانتون أن هذه الخطوة قد تكون نقطة تحول في تاريخ البحث عن الحياة الذكية خارج كوكب الأرض.


جريدة الوطن
منذ 2 أيام
- جريدة الوطن
بطاطا في المريخ
في محاولة تحاكي أفلام الخيال العلمي، يسعى علماء إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق، وهو زراعة البطاطا على كوكب المريخ، فهل اقترب تحقيق الحلم؟. منذ عرض فيلم «The Martian» عام 2015، الذي ظهر فيه رائد فضاء يزرع البطاطا للبقاء على قيد الحياة في المريخ، استحوذت الفكرة على اهتمام العلماء، ولكنها لم تعد مجرد خيال سينمائي، بل أصبحت هدفا علميا حقيقيا يعمل عليه في المختبرات. والهدف من هذه المحاولات التي يقوم عليها علماء من وكالات فضاء ومراكز أبحاث زراعية، هو التأكد من إمكانية إنتاج غذاء ذاتيا في بيئة المريخ القاسية، خاصة مع خطط وكالة ناسا وشركات مثل «سبيس إكس» لإرسال بشر إلى الكوكب الأحمر خلال العقود المقبلة. يقوم باحثون، من بينهم فريق تابع للمركز الدولي للبطاطا، بالتعاون مع وكالة ناسا، بمحاكاة ظروف المريخ على الأرض باستخدام تربة بركانية مشابهة لتربة المريخ، وضغط منخفض، ودرجات حرارة متجمدة، وإضاءة تحاكي شمس المريخ. وقد استخدموا صنفا خالصا من البطاطا عالي التحمل، قادر على مقاومة الجفاف والملوحة. وتمت الزراعة داخل حاويات محكمة تعرف بـ«CubeSat» تحاكي الغلاف الجوي للمريخ، مع نظام دعم حياة داخلي.