logo
الرواية وتحديات الثقافة والسير الذاتية في ملتقى رابطة الأدباء

الرواية وتحديات الثقافة والسير الذاتية في ملتقى رابطة الأدباء

اختتم ملتقى «مئة عام على الحركة الثقافية في الكويت»، فعالياته أمس، بعد 3 أيام من الجلسات الثقافية المتنوعة، بمشاركة وحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين، احتفالاً بالكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025، وذلك بمقر رابطة الأدباء في العديلية، وبرعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وتضمنت فعاليات اليوم الثاني للملتقى جلسة حوارية بعنوان «سيرة ليلى... تاريخ الرواية الكويتية»، تحدَّثت خلالها الروائية ليلى العثمان حول مسيرتها الأدبية وتجربتها الإبداعية، وأدار الجلسة شيماء الأطرم.
وأشارت العثمان إلى أن وسائل الإعلام المختلفة كان لها دور كبير في انتشار أعمالها، وتعريفها بالجمهور، وهو ما ساعدها لاحقاً في تقديم أعمالها إلى شريحة من القراء، الذين ساهموا في صقل تجربتها الإبداعية على مدى أكثر من 50 عاماً من الكتابة، مؤكدة أن أهم ما حققته خلال هذه السنوات هو حُب الجمهور، وهو أكبر إنجاز ممكن أن يحققه الإنسان من خلال عمله وعطائه.
صمت إبداعي
وكشفت العثمان عن دخولها فترة صمت إبداعي، نتيجة معاناتها من شعور بالاكتئاب في أعقاب أزمة كورونا، التي توقفت خلالها عن الكتابة والقراءة والعلاقات الاجتماعية، ولجأت فيها إلى العُزلة والصمت، وابتعدت عن الساحة الثقافية، مما ترتب عليه توقف أعمال وروايات ومجموعات قصصية غير كاملة، وسط شعور تام بالعجز عن الكتابة، حتى استطاعت بعد سنوات التخلص من تلك الحالة، بإصدار مجموعة قصصية جديدة بعنوان «رجل مختلف» العام الماضي.
وفي الجلسة الثانية، تحدَّث رئيس تحرير مجلة العربي إبراهيم المليفي، وسكرتيرة تحرير مجلة البيان أفراح الهندال، في جلسة حوارية أدارتها هدى كريمي بعنوان «المجلات الثقافية في الكويت... تحديات وصراع بقاء... العربي والبيان أنموذجاً».
من جانبه، أكد المليفي وجود تخوُّف من الذكاء الاصطناعي وهيمنة التكنولوجيا على كل مناحي الحياة، لافتاً إلى تصالحه مع تلك الفكرة، وترحيبه بكل عوامل التطوُّر، حيث كانت مجلة العربي أول من أنشأ موقعاً إلكترونياً منذ عام 2000 لمواكبة هذا التحوُّل بوسائل النشر، وهو ما يُعد قفزة إعلامية واقتصادية بالدرجة الأولى، حيث باتت الصحف الآن، ومنذ سنوات، تعتمد بشكل رئيسي على مواقعها الإلكترونية مهنياً وتمويلياً، لذلك فإن المجلات هي أول ما خرجت من صراع البقاء نتيجة تحديات التمويل، ولا تزال الصحف تكافح لمواكبة التطور، حيث تواجه هذا التحدي الاقتصادي من خلال التطور الرقمي، وإنشاء استديوهات داخلها، جنباً إلى جنب مع إصداراتها الورقية.
قوة ناعمة
وأضاف المليفي أن مجلة العربي تتميز بانتشارها خارج الكويت بالوطن العربي وعلى مستوى العديد من الدول مع تباين مستوياتها الاقتصادية، لذلك حاولت المجلة المحافظة على التوازن بين الإصدار الورقي والإلكتروني، لضمان وصولها إلى جمهورها حول العالم، باعتبارها القوة الناعمة التي تخاطب شريحة كبيرة في عصر أصبح الوصول الرقمي أسرع وأقوى انتشاراً.
بدورها، قالت الهندال إن الصعوبات التي تواجهها الصحافة الورقية اقتصادية، لكنها لا تعني التخلي عن الكتاب، رغم إغلاق العديد من المجلات، وتقلُّص الصحف ذات النهج الثقافي الرصين، كما أصبحت الصفحة الثقافية في الصحف أولى ضحايا الإعلانات، مما يتطلَّب إيماناً حقيقياً بأهمية الثقافة بحسها الإنساني والتوعوي والمعرفي، بعيداً عن التلقين والرأي الرسمي، وتوفير المورد المالي، حتى لا تتساقط الصحف.
وحول تجربة مجلة البيان، ذكرت الهندال: «نعاني بشكل كبير، خصوصاً في ظل التغيُّرات الأخيرة التي طرأت على المجلة، تقليص سُبل وموارد الدعم، وتوقف الأنشطة الربحية والجوائز التي تساند المجلة، ورغم ذلك نكافح من أجل البقاء وطباعة المجلة وتطويرها ووصولها للقراء، وإن واكب ذلك انتقادات من بعض القراء، فيما عبَّرت شريحة أخرى عن استحسانها».
السيرة الذاتية
واختتم ثاني أيام الملتقى فعالياته بمحاضرة تحدَّث خلالها د. محمد الداهي من المغرب حول «تجربة الكتابة عن الذات في الكويت»، وأوضح خلالها أن كتابة السيرة الذاتية بشكل عام مُحاطة بالقيود والرقابة، مما يحد من إبداع الكاتب، لأن السير تتناول شخصيات قد تطولهم إساءة أو مساس بحقوقهم، على عكس الرواية، التي تمنح الكاتب منافذ للروح الإبداعية.
وأوضح من خلال دراساته النقدية في هذا المجال أن العرب القدامى أعطوا أولوية كبرى للجوانب الفكرية على حساب تجارب الذات، مما أضعف جنس السيرة الذاتية العربية.
وشمل برنامج اليوم الثالث والأخير للملتقى جلسة حوارية بعنوان «الترجمة أداة للديمومة والبقاء»، تقديم د. محمد حقي من تركيا، وإدارة نسيبة القصار، وأخرى بعنوان «الحركة الشعرية في الكويت»، تقديم د. سالم خدادة، وإدارة د. سيد هاشم الموسوي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فإن المرء على قدر حنينه يهان
فإن المرء على قدر حنينه يهان

الأنباء

timeمنذ 4 أيام

  • الأنباء

فإن المرء على قدر حنينه يهان

في رحلة الحياة، نتعلق بذكريات الماضي، نسترجع اللحظات الجميلة، ونحنُّ إلى الأيام التي ظننا أنها كانت أكثر إشراقا. لكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون هي أن الحنين قد يكون قيدا، يقيدنا ويمنعنا من المضي قدما. فكلما تمسك الإنسان بالماضي ولم يستطع التحرر منه، أصبح فريسة سهلة للألم والتجارب التي انتهت، لكنه لا يزال يعيش تحت تأثيرها. الحنين قد يبدو شعورا دافئا، لكنه في بعض الأحيان يتحول إلى سيف مسلط على القلب، يجعلنا أسرى لما كان، بدلا من أن نكون صانعي ما سيكون. هناك من يعتقد أن الالتفات إلى الوراء ضرورة لفهم الحاضر، ولكن ماذا لو كان الماضي يحمل جراحا لم تندمل؟ ماذا لو كان الرجوع إلى الذكريات يعني إحياء الألم الذي ظننا أننا تجاوزناه؟ هنا يصبح الحنين ضعفا، أداة تستخدم ضد الإنسان، لتشتيته عن المستقبل وسحب طاقته إلى أمور لا يمكن تغييرها. فالتعلق بالماضي قد يحرم الإنسان فرصا جديدة، ويجعل نظراته متجهة دوما إلى الخلف بدلا من أن تكون نحو الأمام حيث النمو والتطور. المرء يهان حين يكون حنينه نقطة ضعفه، حين يسمح للأحداث القديمة أن تتحكم في قراراته ومشاعره، بدلا من أن يكون هو سيد الموقف. الشخص الذي لا يستطيع تحرير نفسه من الماضي قد يجد نفسه مترددا، خائفا من التجربة، غير قادر على تقبل التغيير الذي قد يكون أفضل له. الأذكياء هم من يأخذون من الماضي دروسا، لا قيودا، ويجعلون الذكريات مصدر إلهام وليس سببا للمعاناة. لكن التحرر من الحنين السلبي لا يعني نسيان الذكريات الجميلة، بل يعني استبدال الألم بالنضج، والتعلم من التجارب بدلا من إعادة إحياء الجراح القديمة. على الإنسان أن يدرك أن الماضي مجرد فصل في كتاب الحياة، يجب ألا يحجب عنه رؤية المستقبل. القلوب التي تنظر للأمام قادرة على خلق فرص جديدة، والتعامل مع الحياة بإيجابية، بدلا من أن تبقى أسيرة أحداث ولت وانتهت. في النهاية، لا أحد يستطيع إنكار أن الحنين جزء من الطبيعة البشرية، لكنه يجب أن يكون شعورا يساعد الإنسان على المضي قدما، لا عائقا يجعله رهينة لأيام ولت. الماضي لن يعود، ولا يجب أن يعود، لأن الحاضر يحمل فرصا أكثر، والمستقبل ينتظر من يصنعه بقلب قوي وعقل متحرر من قيود الذكريات. السؤال الأهم ليس ماذا تركنا وراءنا، بل إلى أين نحن ماضون؟

المسباح يوثق الذاكرة الكويتية في «منارات»
المسباح يوثق الذاكرة الكويتية في «منارات»

الجريدة

timeمنذ 4 أيام

  • الجريدة

المسباح يوثق الذاكرة الكويتية في «منارات»

يقدِّم الباحث في التراث صالح المسباح برنامجاً يومياً بعنوان «منارات» عبر شاشة قناة العربي ومنصة 51، من السابعة حتى السابعة والنصف مساءً، ويُعنى بتوثيق التراث الكويتي، من خلال استعراض شخصيات بارزة ومطبوعات نادرة تناولت تاريخ الكويت من زوايا مختلفة. وقال المسباح إن البرنامج يسلِّط الضوء على التراث الكويتي، بمكوناته الثقافية والأدبية والتاريخية، لربط الأجيال الجديدة بإرثهم الوطني، وتعزيز الوعي بأهمية حفظ هذا التراث، مضيفاً: «نعمل على توثيق التراث، من خلال مصادر مكتوبة ومقابلات متخصصة، والتركيز على رموز كان لها دور بارز في بناء الثقافة الكويتية». وبيَّن أن أول حلقة من البرنامج تناولت سيرة الباحث الراحل صالح المذن، وأنه استعرض جهوده في مجال التراث وإسهاماته، فيما خصصت الحلقات التالية لاستعراض عدد من الكُتب عن الكويت التي طُبعت في الكويت وخارجها. وأعطى المسباح نبذة عن الكتب التي تناولها في البرنامج، منها كتاب «الموطأ» للإمام مالك بن أنس، الذي خطه الشيخ مسيعيد بن أحمد نزيل جزيرة فيلكا عام 1682، وكتاب «نيل المآرب بشرح دليل الطالب» للمؤلف عبدالقادر بن عمر بن عبدالقادر، وطبعه الحاج علي بن الإبراهيم عام 1871 على نفقته الخاصة، إضافة إلى كتب وأعمال الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، منها: «صفحات من تاريخ الكويت»، و«الملتقطات»، وأيضاً تحدَّث عن «أيام الكويت» للشيخ أحمد الشرباصي المطبوع عام 1953. وأشار إلى أن البرنامج لا يقتصر على استعراض الكُتب فحسب، بل يتناول أيضاً السياق التاريخي والاجتماعي الذي ظهرت فيه هذه المؤلفات، ودورها في تشكيل الوعي الكويتي، مؤكداً أن البرنامج يسعى إلى تقديم محتوى موثق ومدروس يُسهم في حفظ الذاكرة الوطنية، وتعريف المشاهدين بأبعاد منسية أو غير معروفة من تاريخ الكويت الثقافي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store