logo
شولتس يرفض تدخل واشنطن في الانتخابات الألمانية لمصلحة اليمين المتطرف

شولتس يرفض تدخل واشنطن في الانتخابات الألمانية لمصلحة اليمين المتطرف

الإمارات اليوم١٦-٠٢-٢٠٢٥

رفض المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس، أي تدخل أجنبي في الانتخابات الألمانية، وذلك بعد أن دعا نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في كلمة ألقاها في ميونخ إلى فتح الباب أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة.
في حديثه على المنصة نفسها في مؤتمر ميونخ للأمن، رد شولتس على خطاب فانس اللاذع في اليوم السابق، فدافع عن المحرمات الألمانية ضد التعاون مع اليمين المتطرف في الائتلافات الحكومية.
وقال شولتس، الذي تنظم بلاده انتخابات في 23 فبراير: «لن نقبل تدخل الغرباء في ديمقراطيتنا وفي انتخاباتنا. هذا غير لائق، خصوصاً بين الأصدقاء والحلفاء».
واستهل شولتس خطابه بالإشارة إلى زيارة فانس السابقة لمعسكر الاعتقال النازي «داخاو» قرب ميونخ، وتعهده عدم السماح بارتكاب مثل هذه الجرائم «أبداً مرة أخرى».
وقال شولتس، إن «جرائم الهولوكوست هي السبب وراء معارضة الأغلبية العظمى من الألمان بشدة لأولئك الذين يمجدون أو يبررون النازيين».
وأوضح أن ذلك كان شيئاً فعله أعضاء حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف في ألمانيا من خلال التقليل من شأن جرائم النازية. وقال شولتس: «لا يمكن التوفيق بين الالتزام بعدم تكرار ما حدث ودعم حزب البديل من أجل ألمانيا».
وأضاف: «لهذا السبب لن نقبل تدخل الغرباء في ديمقراطيتنا وفي انتخاباتنا، وفي التشكيل الديمقراطي للرأي لمصلحة هذا الحزب».
وتابع: «هذا غير لائق خصوصاً بين الأصدقاء والحلفاء. نحن نقرر بأنفسنا كيف ستمضي ديمقراطيتنا». وعندما سئل بإلحاح بشأن تصريحات فانس، خلال جلسة أسئلة وأجوبة، قال: «نحن واضحون تماماً في أن اليمين المتطرف يجب أن يظل خارج عملية صنع القرار السياسي، وأنه لن يكون هناك تعاون معهم».
وشن فانس، يوم الجمعة الماضي، هجوماً واسع النطاق ضد أوروبا وألمانيا بشكل خاص، واتهمهما بفرض قيود على حرية التعبير، واستبعاد الأحزاب التي تعبر عن مخاوف قوية بشأن الهجرة.
ويأتي الصدام بين الحلفاء التقليديين، قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات التشريعية الألمانية. ويحتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط بقيادة شولتس، حالياً، المركز الثالث في استطلاعات الرأي مع نحو 15% من نوايا الأصوات.
ومن المتوقع أن يحقق حزب «البديل من أجل ألمانيا»، أفضل نتيجة له على الإطلاق، إذ يحتل الآن المركز الثاني عند نحو 20%. وتتقدم السباق الانتخابي كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظة، مع نسبة تأييد تبلغ 30% تقريباً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دبلوماسية الظل وخطوط النار: من أوكرانيا إلى غزة
دبلوماسية الظل وخطوط النار: من أوكرانيا إلى غزة

صحيفة الخليج

timeمنذ 42 دقائق

  • صحيفة الخليج

دبلوماسية الظل وخطوط النار: من أوكرانيا إلى غزة

تتسارع التحولات في السياسة الدولية وسط أزمات متشابكة وصراعات مفتوحة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط. وتتصاعد الأسئلة حول كيفية اتخاذ القرارات المصيرية خلف الكواليس، في وقت تواجه فيه النظم الديمقراطية اختبارات قاسية. ما الذي يدور فعلياً بين القادة؟ وما الذي يُقال في السر ولا يظهر في البيانات الرسمية؟ في كتابه الجديد «الحرب» الذي حظي فور صدوره في بدايات 2025 بمكانة مرموقة على قوائم الكتب الأكثر مبيعاً، يواصل الصحفي الأمريكي المخضرم بوب وودوارد استكشافه العميق لكواليس السلطة وصناعة القرار في الولايات المتحدة، لكن هذه المرة في سياق مشحون بالصراعات الدولية والتحديات الداخلية. من أوكرانيا إلى غزة، ومن البيت الأبيض إلى الكرملين، يقدّم وودوارد بانوراما سياسية مكتوبة بعين الصحفي الوثائقي، الذي لطالما عرف كيف يدخل إلى قلب الأحداث من دون ضجيج، مسلّحاً بأرشيف كبير من الشهادات والمقابلات والمصادر المباشرة. يركز الكتاب على واحدة من أكثر الفترات حساسية في السياسة الدولية المعاصرة، حيث تتقاطع تطورات الحرب في أوكرانيا مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، بالتوازي مع مرحلة انتقالية دقيقة في النظام السياسي الأمريكي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024. إدارة الأزمات الدولية ما بين الواقع والخطاب يتتبع وودوارد في كتابه هذه الطريقة التي تعامل بها الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن مع مجموعة من الأزمات الخارجية المتزامنة، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية. يكشف الكتاب كيف حاولت الإدارة الأمريكية موازنة الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا مع تجنّب التصعيد مع موسكو، وفي الوقت ذاته التعامل مع تحديات متزايدة في الشرق الأوسط، أبرزها تصاعد التوتر بين إسرائيل وحركتي حماس وحزب الله. ومن خلال وصفه لكواليس الاتصالات بين بايدن وعدد من القادة الدوليين، من ضمنهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يسلط وودوارد الضوء على المساحة الرمادية التي تتحرك فيها الدبلوماسية الدولية في زمن الحرب، حيث لا مكان للثقة الكاملة، ولا ضمانات دائمة حول النيات أو النتائج. كما يشير إلى التباين بين البيانات الرسمية الصادرة عن البيت الأبيض، التي غالباً ما تصف الاتصالات بالبنّاءة، وبين الوقائع التي تظهر في الأروقة الخلفية، بما فيها توتر واضح بين الرئيس بايدن ونتنياهو على خلفية الأداء العسكري في غزة ومسألة ما بعد الحرب، وهي نقطة يظهر فيها الكتاب كنافذة نادرة على ما لا يُقال علناً في العلاقات الأمريكية–الإسرائيلية. يقول المؤلف: كان إحباط الرئيس بايدن وانعدام ثقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتراكمان منذ سنوات، وفي ربيع عام 2024 انفجرا أخيراً. قال الرئيس بايدن بشكل خاص لأحد أقرب مستشاريه: (ذلك اللعين بيبي نتنياهو، إنه شخص سيئ. شخص سيئ جداً بحق!) (شخص سيئ جداً بحق!) (إنه لا يهتم بحماس، هو يهتم فقط بنفسه). كان الرئيس منشغلاً بشعور من المرارة وفقدان الثقة تجاه نتنياهو، الذي قال إنه كان يكذب عليه بشكل متكرر. كان نتنياهو يدمر كامل منطقة غزة، ويقصف واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم بما يقدّر ب45,000 قنبلة. ما يقرب من نصف سكان غزة – أي 47 في المئة من أصل 2.2 مليون نسمة – كانوا من الأطفال دون سن الثامنة عشرة. وكانت مئات القنابل التي أُسقطت على غزة من النوع الضخم الذي يبلغ وزنه 2000 رطل. وكان حجم الدمار يشبه بعضاً من أسوأ القصف الذي وقع خلال الحرب العالمية الثانية. واصل نتنياهو القول بأنه سيقتل كل فرد من حركة حماس. وكان بايدن قد قال له إن ذلك مستحيل، مهدداً – علناً وسراً – بوقف شحنات الأسلحة الهجومية الأمريكية إلى إسرائيل. وعد نتنياهو بايدن بأن إسرائيل ستغيّر استراتيجيتها، وستلاحق حماس من خلال عمليات أكثر دقة وتطوراً. وقال إنهم سيكررون أسلوب المطاردة المنهجية والصبورة، التي استمرت عاماً كاملاً، لاستهداف عناصر منظمة «أيلول الأسود» الفلسطينية الذين قتلوا 11 فرداً من أعضاء الفريق الأولمبي الإسرائيلي في ميونيخ عام 1972. ويضيف الكاتب: لا مزيد من الكتائب التي تدخل وتطلق الصواريخ والمدفعية دون استراتيجية، ولا مزيد من القنابل الضخمة على المناطق الحضرية. ومع ذلك، واصل نتنياهو إصدار الأوامر ذاتها بالضبط. قبل 7 أكتوبر، كانت القيادة السياسية لنتنياهو في حالة انهيار. فقد كان يواجه اتهامات جنائية بالاحتيال والرشوة تم تأجيلها عدة مرات، وتعرّض لانتقادات واسعة بسبب دفعه نحو إصلاحات قانونية وقضائية اعتُبرت أنها تُضعف استقلال القضاء في إسرائيل. وكان قريباً من الإطاحة به من منصب رئيس الوزراء. لكن بعد الهجوم الواسع الذي شنّته حماس في 7 أكتوبر، أثناء فترة ولايته، تمكّن نتنياهو من تجاوز التساؤلات حول الإخفاقات الاستخباراتية والأمنية الكارثية، ونجح في إعادة تقديم نفسه كقائد قوي في زمن الحرب. وتوحدت إسرائيل حول رئيس وزرائها. لقد وفّرت له الحرب الجارية حماية سياسية. ويوضح أيضاً: قال الرئيس بايدن لأحد أصدقائه إن نتنياهو يعمل الآن بجدّ من أجل إنقاذ نفسه سياسياً وتجنّب دخول السجن. وقد أعرب بايدن عن دهشته من استمرار قيادة نتنياهو، قائلاً: «لماذا لم تحدث انتفاضة داخلية؟» «انتفاضة قوية تؤدي إلى إخراجه من المنصب بطريقة أو بأخرى! فقط تخلّصوا منه!» واشتكى الرئيس بايدن بمرارة من أن نتنياهو لم يخصص أي وقت لوضع خطة لغزة والمنطقة بعد انتهاء الحرب. وكان يعلم ذلك من خلال العديد من المكالمات الآمنة التي أجراها مع نتنياهو، ومن خلال عدة اجتماعات قدّم بلينكن تقارير عنها خلال الأشهر الستة الماضية. وكان البيت الأبيض يصدر بيانات موجزة إلى وسائل الإعلام حول مكالمات بايدن-نتنياهو، تُظهر أنها كانت مثمرة وودية وبنّاءة. المشهد السياسي الداخلي: ترامب، بايدن، وهاريس يغوص كتاب «الحرب» بعمق في المشهد الداخلي الأمريكي، وخاصة ما يسميه وودوارد «رئاسة الظل» التي مارسها دونالد ترامب، خلال فترة ما بعد مغادرته البيت الأبيض. يُظهر الكتاب كيف سعى ترامب، من خلال الخطاب الشعبي والدعم التنظيمي، إلى تعزيز حضوره السياسي في مواجهة إدارة بايدن، في سياق انتخابي محتدم بلغ ذروته مع اقتراب انتخابات 2024. ويبرز الكتاب أيضاً التحول الذي حصل داخل الحزب الديمقراطي مع انسحاب الرئيس بايدن من سباق الترشح لولاية ثانية، وما أعقبه من صعود نائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشحة الحزب المحتملة. في هذا السياق، يرصد وودوارد محاولات هاريس للتمايز عن بايدن من دون القطيعة معه، وهي معادلة صعبة بين الوفاء للإرث السياسي من جهة، وبناء هوية قيادية مستقلة من جهة أخرى. ما يميز هذا الكتاب هو منهجيته الصحفية التي ترتكز على الاستماع، التوثيق، والتقاطع بين الشهادات. يعتمد وودوارد على مئات الساعات من المقابلات، والاطلاع على وثائق رسمية وغير رسمية، ليقدم رواية لا تخلو من المفاجآت، لكنها منضبطة بالسياق والتحقق. ومن خلال هذا التناول، يصبح الكتاب مرجعاً لفهم كيف يتم اتخاذ القرارات في أوقات الأزمات، وكيف تؤثر الحسابات السياسية الداخلية على الخيارات الخارجية. وفي عالم باتت فيه المعلومات تتسرب عبر وسائل التواصل قبل أن تُنشر في الصحف، يحافظ فيه وودوارد على تقليد الصحافة الاستقصائية العميقة التي تعطي الوقت للسرد، والمساحة للتحقق، والرؤية للتحليل. يشكّل الكتاب وثيقة حية تطرح أسئلة حول مستقبل القيادة العالمية، وتوازن القوى، ومكانة الولايات المتحدة في نظام دولي يعاد تشكيله من جديد.

«الطلاء الأخضر».. لون جديد لـ«الخصومة» بين إسرائيل وفرنسا
«الطلاء الأخضر».. لون جديد لـ«الخصومة» بين إسرائيل وفرنسا

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

«الطلاء الأخضر».. لون جديد لـ«الخصومة» بين إسرائيل وفرنسا

وسط توتر في العلاقات بين باريس وتل أبيب، تفجرت قضية جديدة وضعتها إسرائيل في سياق "الخصومة الإشكالية" مع فرنسا. وندّدت السفارة الإسرائيلية في فرنسا السبت بـ"هجمات معادية للسامية منسّقة" ضد كنس ومطعم ونصب تذكاري لضحايا الهولوكوست في باريس، واصفة إياها بأنها "مروّعة". وأشارت السفارة، في بيان، إلى "سياق من التنافر بين بعض المسؤولين الفرنسيين والإسرائيليين". وجاء في بيان السفارة "نحن متضامنون مع المجتمع اليهودي ونثق تماما في السلطات الفرنسية التي ستتمكن من العثور على الجناة وسوقهم إلى العدالة". وتابع البيان "في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نتجاهل الخصومة الإشكالية التي شهدناه في الأسبوعين الأخيرين". وشدّد البيان على أن "الكلام له تأثيره"، وقال "المواقف التي أطلقت ضد الدولة اليهودية ليست بلا تداعيات ليس فقط على إسرائيل بل أيضا على المجتمعات اليهودية في العالم أجمع". وتشهد العلاقات بين فرنسا وإسرائيل توترات بعد إعلان باريس عزمها على الاعتراف بدولة فلسطينية وإمكان تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. والجمعة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تشديد الموقف الجماعي" ضد إسرائيل "إذا لم تكن هناك استجابة ترقى إلى مستوى الوضع الإنساني في الساعات والأيام المقبلة"، في قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ 20 شهرا. وردا على ذلك، اتّهمت الخارجية الاسرائيلية الرئيس الفرنسي بأنه "يخوض حملة صليبية ضد الدولة اليهودية". وليل الجمعة السبت تم إلقاء "طلاء أخضر" على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست وعلى ثلاثة كنس في باريس. وأشارت النيابة العامة الباريسية الى أنها كلّفت السلطات الأمنية المحلية التحقيق في أعمال تنطوي على "إلحاق أضرار تم ارتكابها بسبب الدين"، وفقا لـ"فرانس برس". بيان الرئيس الإسرائيلي وأبدى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ "استياءه" مساء السبت إزاء "هجوم على مؤسسات يهودية" في باريس، مشيرا إلى أن جده الأكبر كان أول حاخام لأحد الكنس التي تم تخريبها، وفق بيان لمكتبه. وجاء في البيان "أدعو السلطات الفرنسية إلى التحرك بسرعة وحزم لسوق الجناة إلى العدالة، ولحماية المجتمع اليهودي من الكراهية ومن كل أنواع الهجمات". aXA6IDQ2LjIwMi4yNTIuNDcg جزيرة ام اند امز AT

احتجاجات عاصفة في قلب حزب نتنياهو.. الغضب يقتحم أسوار «الليكود»
احتجاجات عاصفة في قلب حزب نتنياهو.. الغضب يقتحم أسوار «الليكود»

العين الإخبارية

timeمنذ 3 أيام

  • العين الإخبارية

احتجاجات عاصفة في قلب حزب نتنياهو.. الغضب يقتحم أسوار «الليكود»

في مشهد لم تعهده إسرائيل من قبل، اقتحم عشرات المحتجين، مساء الأربعاء، المقر المركزي لحزب «الليكود» في مبنى «ميتزودات زئيف» وسط القدس. ورغم أنه تحرك رمزي إلا أنه بالغ الدلالة، إذ يكشف عمق الأزمة التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي، على خلفية استمرار احتجاز رهائن في قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوم. لم يكن هذا الاقتحام مجرد احتجاج على طول أمد الأزمة، بل تطورًا لافتًا في منحى الحراك الشعبي، الذي بدأ بمسيرات ووقفات تضامنية لعائلات الرهائن، لينتهي بمواجهة مباشرة مع الحزب الحاكم، في قلب العاصمة السياسية لإسرائيل. ضغوط أهالي رهائن غزة منذ الهجوم المباغت الذي شنته «حماس» في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل المئات وأسر عشرات الإسرائيليين، تعيش إسرائيل في ظل أزمة متفاقمة لا تزال دون حل. ويُعتقد أن 58 من الرهائن ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم نحو 20 فقط على قيد الحياة، وفق التقديرات الإسرائيلية. الصدمة الأولى تحوّلت إلى غضب، والغضب تحوّل إلى اتهام مباشر للحكومة بأنها تتلكأ عمدًا في إنجاز صفقة تبادل، إما خشية من الكلفة السياسية التي قد تدفعها، أو نتيجة حسابات أمنية تتعارض مع المصلحة الإنسانية. تحوّل استراتيجي في الاحتجاجات الاقتحام الذي شهدته القدس لم يكن مجرّد خروج عن السلوك الاحتجاجي التقليدي، بل بمثابة رسالة صريحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: لم يعد الشارع يثق في وعود الحكومة ولا في قدرتها على إنجاز تسوية. الشرطة الإسرائيلية أعلنت تدخلها لفضّ الاحتجاجات بالقوة، ووصفت التظاهرة بأنها «غير قانونية»، مشيرة إلى إصابة أحد عناصرها واعتقال العشرات. أما حزب «الليكود» فقد أصدر بيانًا غاضبًا، هاجم فيه المحتجين واصفًا إياهم بـ«الأناركيين من أقصى اليسار»، واتهمهم بـ«التحريض على الفوضى وتخريب الممتلكات». لكن الرد الغاضب من الحزب لم يُخفِ المأزق السياسي، فالهجوم المباشر على مقره يعكس تراجعًا غير مسبوق في هيبة السلطة، وغيابًا شبه تام لثقة الجمهور بالقيادة. لم يعد الاحتجاج مقتصرًا على أهالي الرهائن، بل امتد إلى قطاعات أوسع في المجتمع الإسرائيلي. مراقبون اعتبروا أن مشاهد الأربعاء تعبّر عن «أزمة ثقة بنيوية» تهدد بتفكيك التماسك السياسي الداخلي، حيث يواجه نتنياهو ضغطًا متزايدًا من المعارضة، بل ومن داخل حكومته الائتلافية، التي تضم أطرافًا يمينية ترفض تقديم أي تنازل لحماس. ليئات فايس، والدة أحد الرهائن، عبّرت بمرارة عن هذا الانقسام قائلة: «لم نعد نحتمل الوعود الفارغة. كل يوم يمرّ دون صفقة هو جريمة إضافية ترتكبها هذه الحكومة بحقنا». خيارات محدودة وشارع ينفجر نتنياهو اليوم أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما مواصلة الحملة العسكرية في غزة على أمل تحرير الرهائن بالقوة، وهو خيار أثبت محدودية جدواه. أو المضي قدمًا في صفقة تبادل مع حماس، وهو ما قد يثير موجة غضب في معسكر اليمين ويهدد استقرار ائتلافه الحكومي. وفي ظل هذا الانسداد، تخشى الأجهزة الأمنية من أن يشكّل اقتحام مقر الليكود سابقة قد تتكرر في مقار حكومية أو حزبية أخرى، ما دفع بعضها لرفع درجات التأهب، وسط دعوات متزايدة لتشديد الإجراءات الأمنية. وبينما تتصاعد الدعوات لاستقالة نتنياهو، يبدو أن مشهد ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول لم يعد يطال فقط غزة، بل يُعاد إنتاجه في قلب القدس، بأدوات مدنية لكنها لا تقل خطورة عن الحرب ذاتها. aXA6IDE5Mi45NS44MC4xNTMg جزيرة ام اند امز CH

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store