
ماذا يكشف لنا تسريب سيجنال عن قرار الحرب داخل ادارة ترامب؟
يوفر التسريب الذي كشف عنه قبل اسبوع تقريبا فرصة نادرة لفهم الية اتخاذ قرار الحرب داخل البيت الابيض خلال ولاية ترامب الثانية، ما كشفه لنا هو انه في يوم 13 اذار الماضي عقد اجتماع لمجلس الامن القومي في البيت الابيض برئاسة ترامب وعضوية نائب الرئيس ووزيرا الدفاع والخارجية ومديرة المخابرات ومستشار الامن القومي وغيرهم...
يوفر التسريب الذي كشف عنه قبل اسبوع تقريبا فرصة نادرة لفهم الية اتخاذ قرار الحرب داخل البيت الابيض خلال ولاية ترامب الثانية، ما كشفه لنا هو انه في يوم 13 اذار الماضي عقد اجتماع لمجلس الامن القومي في البيت الابيض برئاسة ترامب وعضوية نائب الرئيس ووزيرا الدفاع والخارجية ومديرة المخابرات ومستشار الامن القومي وغيرهم وقرر المجلس شن ضربات على الحوثيين في اليمن لضمان عدم مهاجمتهم السفن التجارية والحربية.
بعد الاجتماع تولى مستشار الامن القومي عملية متابعة ما تمخض عنه. وهنا وباستخدام تطبيق سيجنال - وهو بالمناسبة اكثر التطبيقات التجارية امانا لكنه يظل تطبيق تجاري - يطلب من باقي اعضاء مجلس الامن القومي ان يرشح كل منهم من ينوب عنه للمتابعة والتحديث.
يرشح هؤلاء نوابهم - يطلق على هذه اللجان عادة لجنة النواب. ثم يقول مستشار الامن القومي ان بيانات رسمية ستعلن وسترسل عبر وزارتي الدفاع والخارجية لاطلاع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في منطقة الشرق الاوسط عن الهجمات.
وهنا يقول نائب الرئيس انه لا يعتقد ان الهجوم على الحوثيين ضروري لان تجارة الولايات المتحدة لا تمر عبر قناة السويس وان الاوروبيين هم الذين عليهم شن مثل هذا الهجوم لان اقل بقليل من نصف تجارتهم تمر عبر مضيق باب المندب، كما انه يخشى ان ترتفع اسعار النفط بعد الهجوم. ولهذا يقترح التأجيل لشهر، ويرد عليه ممثل مديرة المخابرات الوطنية بان التأجيل لن يغير من الامر شيئا. كما انه من المحتمل ان تشن اسرائيل هجوما على الحوثيين وحينها ستطالب الولايات المتحدة بدعمها.
اما مدير المخابرات المركزية فيقول ان التأجيل لمدة شهر ليس مشكلة وانه قد تتوفر معلومات اضافية عن الاهداف خلال شهر، ويتدخل وزير الدفاع ويقول ان التأجيل لشهر او اشهر لن يغير اي شيء. وان من الافضل التركيز على فشل بايدن ودعم ايران للحوثيين.
ويضيف ان هناك خطر من تسرب المعلومات عن الهجوم - وهو ما حدث فعلا لكن التسريب كشف عنه بعد الهجوم وليس قبله - او ان اسرائيل تضرب الحوثيين في حال انهار وقف اطلاق النار في غزة - وقد انهار فعلا - وحينها ستضطر الولايات المتحدة لضرب الحوثيين في توقيت لم تختاره، ولهذا فان وزير الدفاع مع ضرب الحوثيين الان لاستعادة الردع وفرض حرية الملاحة.
اما مستشار الامن القومي فيقول ان الحوثيين يعرقلون 30% من تجارة الحاويات في العالم وان ما يذهب لاوروبا يعود للولايات المتحدة بسلع مصنعة. وان الاوروبيين لا يمتلكون قدرات كافية لصد صواريخ ومسيرات الحوثيين. وانه عاجلا ام اجلا سيتعين على الولايات المتحدة فتح خطوط الملاحة بضرب الحوثيين وان ترامب طلب ان تتم دراسة تكاليف العملية لكي يطالبون الاوروبيين بدفع هذه التكاليف.
ويعود نائب الرئيس ليقول انه اذا كان هذا ما يعتقده وزير الدفاع فانه موافق على ضرب الحوثيين الان ويشدد على اهمية حماية منشأت النفط السعودية. ويجيب وزير الدفاع انه سيبلغ الاوروبيين ومصر بالهجمات وما تطلبه ادارة ترامب بالمقابل.
في يوم 15 اذار يقوم وزير الدفاع بتحديث اعضاء المجموعة عن العمليات التي ستنطلق الان. ويقول ان القيادة المركزية جاهزة لبدء الضربات، ثم تبدأ الضربات بغارات تشنها طائرات البحرية الامريكية اف 18 وطائرات مسيرة. وان هناك شخصية يمنية يتم استهدافها في موقع ما في اليمن - واضح من خلال معلومات استخبارية على الارض. ثم تنطلق موجة ثانية من الضربات بطائرات اف 18 وصواريخ توماهوك.
ثم يقوم مستشار الامن القومي بتحديث اخر ويقول ان مسؤول الصواريخ لدى الحوثيين قد استهدف في منزل عشيقته وان المبنى انهار وان الضربات مستمرة وستستمر...
ماذا يكشف هذا التسريب عن ادارة ترامب؟
اولا ان ادارة ترامب هي اكثر الادارات الامريكية صراحة فما تقوله هو ما تفعله - ولا توجد هناك اجندات سرية ولا بروتوكولات حكماء صهيون ولا باقي خزعبلات نظريات المؤامرة التي يؤمن بها العرب.
ثانيا هل لاحظتم غياب العراق (محور الكون) تماما عن المناقشات؟ هناك ذكر للسعودية ومصر وايران واسرائيل والاوروبيين -والحوثيين بالطبع - لكن لا ذكر لاغنى دولة في العالم التي يسكنها اذكى شعب والذي يؤمن بان الكون كله يتأمر عليه كما لا يوجد اي ذكر لقوة ساحقة ماحقة ولا عقوبات ولا اسقاط النظام ولا فائق الشيخ ولا احمد الابيض المتوسط!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
تقرير أميركي يكشف: هذا كان الهدف من رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط
ذكر موقع "World Politics Review" الأميركي أنه "في الأسبوع الماضي، قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجولة استغرقت أربعة أيام شملت ثلاث دول خليجية: المملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة. إحدى هذه الدول، المملكة العربية السعودية، لطالما كانت شريكًا مميزًا، إن لم تكن حليفًا رسميًا، للولايات المتحدة. أما الدولتان الأخريان فهما شريكتان اقتصاديتان وأمنيتان رئيسيتان لأميركا في المنطقة. وأشار الكثيرون إلى دولة رئيسية في الشرق الأوسط لم تكن على قائمة ترامب وهي إسرائيل". وبحسب الموقع، "في حين أن غياب إسرائيل عن جدول أعمال ترامب جدير بالملاحظة، إلا أنه ربما لم يكن ازدراءً مقصودًا. فلا تزال إسرائيل من بين أكبر المتلقين للمساعدات العسكرية الأميركية، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول زعيم يزور البيت الأبيض بعد عودة ترامب إلى الرئاسة. ووفقًا للتقارير الأخيرة، يبدو أن ترامب لا يزال ينوي المضي قدمًا في خطة للولايات المتحدة للعب دور في حكم وإعادة إعمار غزة بمجرد أن تكمل إسرائيل عملياتها العسكرية و"تحتل" القطاع. علاوة على ذلك، أوضح ترامب في زياراته إلى عواصم الخليج رغبته في أن تقوم هذه العواصم في نهاية المطاف بتطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال التوقيع على اتفاقيات إبراهيم. وإن لم يكن الهدف من الرحلة ازدراء إسرائيل، فإنها تثير تساؤلاً حول سبب رغبة ترامب في زيارة هذه الدول تحديداً، إلى جانب البذخ والحفاوة والهدايا التي أُغدِقَت عليه هناك. قد تكون الإجابة مفاجئة: لقد أراد إعادة ضبط السياسة الأميركية تجاه الدول الإسلامية في الشرق الأوسط بعد سنوات، بل عقود، من النهج الفاشل". وتابع الموقع، "على غرار جولة الرئيس السابق جو بايدن في الشرق الأوسط عام 2022، تناولت هذه الرحلة أيضًا إيران. ولكن في حين كانت رحلة بايدن موجهة نحو تعزيز التحالف ضد إيران، كان هدف ترامب متسقًا مع الهدف العام لزيارته: إعادة ضبط السياسة الأميركية تجاه خصم واشنطن الإقليمي اللدود. قدّم ترامب غصن زيتون لطهران، قائلاً: "أنا مستعد لإنهاء صراعات الماضي وإقامة شراكات جديدة من أجل عالم أفضل وأكثر استقرارًا، حتى لو كانت خلافاتنا عميقة للغاية، وهو أمرٌ واضح في حالة إيران". وتتماشى مبادرات ترامب تجاه إيران مع إشادته بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ولقاءاته به خلال ولايته الأولى، ومحاولاته لاسترضاء روسيا في بداية ولايته الحالية. وبالطبع، وكما باءت جهوده الدبلوماسية مع كوريا الشمالية بالفشل، وكما يبدو أن مبادراته تجاه بوتين قد فشلت إلى حد كبير، فإن مسألة ما إذا كان ترامب سينفذ عرضه لإيران، أو ما إذا كانت طهران ستمدّ يد العون له إن عرضه، تثير بعض الشكوك". وأضاف الموقع، "في عام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي وافقت إيران بموجبه على فرض قيود صارمة على برنامجها النووي المدني، بالإضافة إلى رقابة صارمة عليه لضمان عدم تحويل البرنامج لإنتاج أسلحة نووية. للإنصاف، بدأ جزء من "إعادة ضبط" السياسة في الشرق الأوسط التي يتبعها ترامب في عهد بايدن. فقد سمح الانسحاب النهائي للقوات الأميركية من أفغانستان، الذي بدأه ترامب خلال ولايته الأولى، للولايات المتحدة بإنهاء "حروبها الأبدية" في المنطقة. وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد ونهاية الحرب الأهلية الطويلة والدموية في ذلك البلد، ألغى بايدن أيضًا مكافأة قدرها 10 ملايين دولار كانت الولايات المتحدة قد وضعتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحمد الشرع. وكان الشرع، الرئيس المؤقت لسوريا حاليًا، زعيمًا سابقًا لجماعة متمردة صنفتها وزارة الخارجية الأميركية، منظمة إرهابية. ومهّد قرار بايدن الطريق لترامب ليس فقط للقاء الشرع خلال زيارته للرياض، بل أيضًا للدعوة إلى إنهاء العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، مما أثار دهشة حتى مساعديه، الذين يسعون جاهدين الآن لإيجاد طريقة لرفع العقوبات". وختم الموقع، "بشكل عام، حملت رحلة ترامب وعودًا كثيرة. لكن هل ستًترجم هذه الوعود إلى نتائج ملموسة؟ لا يتعلق السؤال بالمشاريع التقنية والتجارية بين الولايات المتحدة وهذه الدول التي أُعلن عنها خلال الرحلة، بل بالهدف المتمثل في إعادة صياغة السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط بشكل جذري. وسيكون من المفارقة أن يُحقق رئيسٌ مُصرٌّ على تقليص دور الولايات المتحدة في العالم النتيجة المرجوة التي سعى العديد من أسلافه جاهدين لتحقيقها، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ 2 أيام
- ليبانون 24
تقرير أميركي يكشف: هذا كان الهدف من رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط
ذكر موقع "World Politics Review" الأميركي أنه "في الأسبوع الماضي، قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجولة استغرقت أربعة أيام شملت ثلاث دول خليجية: المملكة العربية السعودية ، وقطر، والإمارات العربية المتحدة. إحدى هذه الدول، المملكة العربية السعودية ، لطالما كانت شريكًا مميزًا، إن لم تكن حليفًا رسميًا، للولايات المتحدة. أما الدولتان الأخريان فهما شريكتان اقتصاديتان وأمنيتان رئيسيتان لأميركا في المنطقة. وأشار الكثيرون إلى دولة رئيسية في الشرق الأوسط لم تكن على قائمة ترامب وهي إسرائيل". وبحسب الموقع، "في حين أن غياب إسرائيل عن جدول أعمال ترامب جدير بالملاحظة، إلا أنه ربما لم يكن ازدراءً مقصودًا. فلا تزال إسرائيل من بين أكبر المتلقين للمساعدات العسكرية الأميركية، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول زعيم يزور البيت الأبيض بعد عودة ترامب إلى الرئاسة. ووفقًا للتقارير الأخيرة، يبدو أن ترامب لا يزال ينوي المضي قدمًا في خطة للولايات المتحدة للعب دور في حكم وإعادة إعمار غزة بمجرد أن تكمل إسرائيل عملياتها العسكرية و"تحتل" القطاع. علاوة على ذلك، أوضح ترامب في زياراته إلى عواصم الخليج رغبته في أن تقوم هذه العواصم في نهاية المطاف بتطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال التوقيع على اتفاقيات إبراهيم. وإن لم يكن الهدف من الرحلة ازدراء إسرائيل، فإنها تثير تساؤلاً حول سبب رغبة ترامب في زيارة هذه الدول تحديداً، إلى جانب البذخ والحفاوة والهدايا التي أُغدِقَت عليه هناك. قد تكون الإجابة مفاجئة: لقد أراد إعادة ضبط السياسة الأميركية تجاه الدول الإسلامية في الشرق الأوسط بعد سنوات، بل عقود، من النهج الفاشل". وتابع الموقع، "على غرار جولة الرئيس السابق جو بايدن في الشرق الأوسط عام 2022، تناولت هذه الرحلة أيضًا إيران. ولكن في حين كانت رحلة بايدن موجهة نحو تعزيز التحالف ضد إيران، كان هدف ترامب متسقًا مع الهدف العام لزيارته: إعادة ضبط السياسة الأميركية تجاه خصم واشنطن الإقليمي اللدود. قدّم ترامب غصن زيتون لطهران، قائلاً: "أنا مستعد لإنهاء صراعات الماضي وإقامة شراكات جديدة من أجل عالم أفضل وأكثر استقرارًا، حتى لو كانت خلافاتنا عميقة للغاية، وهو أمرٌ واضح في حالة إيران". وتتماشى مبادرات ترامب تجاه إيران مع إشادته بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ولقاءاته به خلال ولايته الأولى، ومحاولاته لاسترضاء روسيا في بداية ولايته الحالية. وبالطبع، وكما باءت جهوده الدبلوماسية مع كوريا الشمالية بالفشل، وكما يبدو أن مبادراته تجاه بوتين قد فشلت إلى حد كبير، فإن مسألة ما إذا كان ترامب سينفذ عرضه لإيران، أو ما إذا كانت طهران ستمدّ يد العون له إن عرضه، تثير بعض الشكوك". وأضاف الموقع، "في عام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني ، الذي وافقت إيران بموجبه على فرض قيود صارمة على برنامجها النووي المدني، بالإضافة إلى رقابة صارمة عليه لضمان عدم تحويل البرنامج لإنتاج أسلحة نووية. للإنصاف، بدأ جزء من "إعادة ضبط" السياسة في الشرق الأوسط التي يتبعها ترامب في عهد بايدن. فقد سمح الانسحاب النهائي للقوات الأميركية من أفغانستان، الذي بدأه ترامب خلال ولايته الأولى، للولايات المتحدة بإنهاء "حروبها الأبدية" في المنطقة. وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد ونهاية الحرب الأهلية الطويلة والدموية في ذلك البلد، ألغى بايدن أيضًا مكافأة قدرها 10 ملايين دولار كانت الولايات المتحدة قد وضعتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحمد الشرع. وكان الشرع، الرئيس المؤقت لسوريا حاليًا، زعيمًا سابقًا لجماعة متمردة صنفتها وزارة الخارجية الأميركية، منظمة إرهابية. ومهّد قرار بايدن الطريق لترامب ليس فقط للقاء الشرع خلال زيارته للرياض، بل أيضًا للدعوة إلى إنهاء العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا ، مما أثار دهشة حتى مساعديه، الذين يسعون جاهدين الآن لإيجاد طريقة لرفع العقوبات". وختم الموقع، "بشكل عام، حملت رحلة ترامب وعودًا كثيرة. لكن هل ستًترجم هذه الوعود إلى نتائج ملموسة؟ لا يتعلق السؤال بالمشاريع التقنية والتجارية بين الولايات المتحدة وهذه الدول التي أُعلن عنها خلال الرحلة، بل بالهدف المتمثل في إعادة صياغة السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط بشكل جذري. وسيكون من المفارقة أن يُحقق رئيسٌ مُصرٌّ على تقليص دور الولايات المتحدة في العالم النتيجة المرجوة التي سعى العديد من أسلافه جاهدين لتحقيقها، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك".


النهار
منذ 3 أيام
- النهار
ترامب ومزاعمه الخاطئة عن إبادة جماعية للبيض في جنوب أفريقيا... ماذا تقول الأرقام؟ FactCheck#
واجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا باتهامات بارتكاب جرائم قتل جماعي ومصادرة أراضٍ من البيض، خلال لقائهما في البيت الأبيض، الأربعاء 21 ايار 2025، بينما ترفض جنوب أفريقيا الاتهامات بأن البيض مُستهدفون بالجرائم على نحو متناسب. في تفاصيل ذلك اللقاء الذي أعاد إلى الأذهان ما حصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الابيض في شباط الماضي، عرض ترامب مقطعاً مصوراً ومقالات مطبوعة يُفترض أنها تُظهر أدلة لدعم مزاعمه أن البيض في جنوب أفريقيا يتعرضون للاضطهاد. وقال ترامب في واحدة من سلسلة اتهامات: "يهرب الناس من جنوب أفريقيا حفاظا على سلامتهم. تُصادر أراضيهم، وفي كثير من الحالات، يُقتلون"، وفقا لما أوردت وكالة "رويترز". وأظهر المقطع المصوّر الذي عرضه ترامب، صلباناً بيضاء قال إنها قبور لآلاف البيض، وزعماء يُلقون خطابات تحريضية. وطالب بضرورة اعتقال أحدهم، وهو جوليوس ماليما. ثم عرض نسخاً مطبوعة من مقالات قال إنها تُظهر قتلى من البيض في جنوب أفريقيا، وكان يقول: "الموت، الموت" وهو يُقلّب صفحاتها. من جهته، قال رامابوزا إن هناك جرائم في جنوب أفريقيا، وإن غالبية الضحايا من السود. لكن ترامب قاطعه قائلا: "المزارعون ليسوا سودا". وردّ رامابوزا: "هذه مخاوف نحن على استعداد للتحدث معك عنها". وحافظ الزعيم الجنوب أفريقي على رباطة جأشه طوال المشهد. ولكن هل البيض مستهدفون في جنوب أفريقيا بجرائم قتل جماعي ومصاردة اراضيهم، كما يزعم ترامب؟ نعم، قُتل مزارعون بيض في جنوب أفريقيا. ولكن هذه الجرائم لا تُمثل سوى أقل من 1% من أكثر من 27 ألف جريمة قتل سنوية في جميع أنحاء البلاد. ويقول خبراء إن هذه الوفيات لا ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وإن ترامب يُضلّل الرأي العام بشأن مصادرة أراضي البيض. ويقول رئيس برنامج العدالة ومنع العنف في معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا غاريث نيوهام لموقع Politifact إن "فكرة حصول إبادة جماعية للبيض في جنوب أفريقيا خاطئة تمامًا". ويضيف: "بصفتنا معهدا مستقلا يتتبع العنف والجرائم العنيفة في جنوب أفريقيا، إذا وُجد أي دليل على وقوع إبادة جماعية أو عنف مُستهدف ضد أي جماعة على أساس عرقها، فسنكون في طليعة من يدقّون ناقوس الخطر ويُقدّمون الأدلة للعالم". في جنوب أفريقيا، يوجد نحو 2.7 مليوني أفريكاني أبيض من نسل المستوطنين الهولنديين والفرنسيين. ويُشكّل السود نحو 80% من سكان البلاد. من عام 1948 حتى أوائل تسعينيات القرن العشرين، عاشت البلاد تحت حكم الفصل العنصري، الذي أعطى البيض السلطة، وأجبر السود على العيش منفصلين عنهم. تُظهِر أحدث البيانات الرسمية لشرطة جنوب افريقيا أن البلاد شهدت 19696 جريمة قتل من نيسان 2024 إلى كانون الأول 2024، وان ضحية واحدة من 36 فقط، أي نحو 0.2%، كانت مرتبطة بمزارع أو ملكيات زراعية صغيرة. علاوة على ذلك، كان سبعة فقط من الضحايا الـ36 من المزارعين، علماً ان هناك مزارعين من السود ايضا في جنوب أفريقيا، والبيانات الرسمية غير مقسّمة بحسب العرق. وكان من الضحايا الـ29 الآخرين موظفون في المزارع، وهم في الغالب من السود. وتظهر ايضا البيانات الصادرة عن مجموعات تمثل المزارعين في جنوب أفريقيا أن عدد حالات القتل في المزارع يصل إلى العشرات سنويا، وهي نسبة ضئيلة للغاية من إجمالي حالات القتل في البلاد، وفقاً لما توصل اليه موقع "سي أن أن". ويبقى الدافع الرئيسي وراء معظم هجمات المزارع السرقة، وفقاً لنيوهام، وهو أمرٌ موثقٌ منذ زمن طويل. ويقول: "الهجمات التي قد تحمل دوافع عنصرية أو سياسية نادرةٌ للغاية، ولا تُشكل سوى نسبة ضئيلة من الحالات المُسجلة". ويشير الى أن غالبية ضحايا جرائم القتل على مستوى البلاد هم من الشباب السود الفقراء، أو الذين يعانون نقصا في العمل، أو البطالة. ويتدارك: "يرتبط وقوع ضحايا جرائم القتل بالطبقة الاجتماعية والجنس والموقع أكثر بكثير من ارتباطه بالعرق". وتظهر الارقام ان نحو نصف جرائم القتل في 12% تقريباً من الضواحي، "في المقام الأول في البلدات أو المناطق الفقيرة في المدن الكبرى، التي يسكنها في الغالب أفارقة سود"، على قوله. بالنسبة الى م راسل شبكة "سي أن أن" في جنوب أفريقيا لاري مادوو، فإن كل ما قاله تقريباً الرئيس الاميركي دونالد ترامب "غير دقيق، أو تمّ كشف زيفه على الفور". ويقول إنه فحص البيانات، ولم يجد أي دليل على إبادة جماعية للبيض في جنوب أفريقيا. ويضيف: "لا أعتقد أنه من الممكن أن يكون ألف مزارع قُتلوا ودُفنوا على جانب الطريق، وأن آلاف السيارات تُحيي ذكرى الضحايا من دون أن يلاحظ أحد ذلك". إبادة؟ في التعريف، تقول الأمم المتحدة إن الإبادة الجماعية أفعال تُرتكب "بقصد تدمير جماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، كليًا أو جزئيًا". وما يحصل في جنوب أفريقيا لا ينطبق عليه هذا الوصف، وفقاً لخبراء. تقول ليزيت لانكستر، مديرة مشروع مركز معلومات الجريمة والعدالة التابع لمعهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا، بأنه عند النظر في جرائم القتل والعنف عموما في جنوب أفريقيا، لا يوجد دليل على استهداف المزارعين البيض. وتوضح انه "بناءً على الأدلة المتاحة، فإن البيض هم الأقل عرضة لخطر القتل، بينما يُعد الأفارقة (السود) الأكثر عرضة لخطر القتل"، على ما ينقل عنها موقع وتشرح أنه "لو كان هناك دافع عنصري للجريمة وجرائم القتل في جنوب أفريقيا، لكان معدل قتل البيض أعلى من نسبتهم من إجمالي السكان". وتوضح أنه "يرتبط وقوع ضحايا جرائم القتل بالطبقة والجنس والموقع أكثر بكثير من ارتباطه بالعرق. نحو 50% من جميع جرائم القتل تقع في نحو 12% من الضواحي، بينما تقع 20% منها في أقل من 3% أو 30 مركزًا. وجميع هذه المناطق هي في الغالب بلدات أو مناطق فقيرة في المدن الكبرى، ومعظم سكانها من الأفارقة". وتتوصل الى أن "جرائم قتل المزارعين لا تشكل سوى نسبة أقل بكثير من 1% من إجمالي جرائم القتل في جنوب أفريقيا". وفقًا لبيانات جمعها اتحاد ترانسفال الزراعي في جنوب أفريقيا، وهو اتحاد مزارعين تجاري يتألف في معظمه من الأفريكانيين، سُجِّلت 32 جريمة قتل في المزارع عام 2024، بانخفاض مقارنة بـ50 جريمة عام 2023، و43 عام 2022 (بلغ إجمالي جرائم القتل في المزارع نحو 2300 منذ عام 1990). وكان معظم الضحايا- وليس جميعهم- من البيض. ولكن هل صحيح انه تتم مصادرة أراضي البيض في جنوب أفريقيا؟ في الأشهر القليلة الماضية، انتقد ترامب قانون الإصلاح الزراعي وقضية الإبادة الجماعية، التي رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، وفقا لما تذكر وكالة "رويترز". وألغى ترامب المساعدات إلى جنوب أفريقيا، وأمر بطرد سفيرها وقرر منح اللجوء للأقلية البيضاء بناء على مزاعم التمييز العنصري التي تنفيها بريتوريا. وترفض جنوب أفريقيا مزاعم الرئيس الأميركي. وعانت التمييز الوحشي ضد السود لقرون خلال فترة الاستعمار والفصل العنصري، قبل أن تصبح ديموقراطية متعددة الأحزاب عام 1994 في عهد نلسون مانديلا. خلال فترة الفصل العنصري، فقدت العائلات غير البيضاء منازلها وأراضيها. ومع انتهاء نظام الفصل العنصري في منتصف التسعينيات، أصدرت الحكومة قوانين لمساعدة السود في التعافي من عقود من التمييز والإساءة. في كانون الثاني 2025 ، وقّع رامابوزا مشروع قانون يُحدّد إجراءات الحكومة للاستيلاء على الأراضي لأغراض عامة. ويتيح هذا القانون الجديد للإصلاح الزراعي، الذي يهدف إلى معالجة مظالم الفصل العنصري، مصادرة الأراضي من دون تعويض عندما يكون ذلك في المصلحة العامة، وعلى سبيل المثال إذا كانت الأرض بورا. ولم تُنفذ أي عملية مصادرة من هذا القبيل، ويمكن الطعن بأي أمر صادر عنها أمام القضاء، وفقاً لما تذكر "رويترز". ويوضح نيوهام إن هذا القانون الجديد يهدف إلى السماح للحكومة بالاستيلاء قانونيا على الأراضي المهجورة أو غير المستغلة، مثل مئات المباني في جوهانسبرغ التي هجرها مالكوها، واستولى عليها ملاك الأحياء الفقيرة والمتورطون في الجريمة المنظمة. ووفقا لخبراء، لم تحصل أي عمليات مصادرة للأراضي حتى اليوم. ويقول أنطوني كازيبوني، الباحث الأول في مركز التنمية الاجتماعية في أفريقيا بجامعة جوهانسبرغ، إنه "لا يوجد دليل على مصادرة ممنهجة للأراضي تستهدف المزارعين البيض أو أي شخص آخر". صور ومشاهد عرضها ترامب في غير سياقها الحقيقي التدقيق يطاول ايضا صوراً ومشاهد عرضها ترامب خلال لقائه رامابوزا في البيت الابيض. ويبيّن انه تم تغيير سياقها الحقيقي في شكل مضلل. احدى الصور التي أظهرها الرئيس الاميركي زاعما أنها تظهر الإبادة الجماعية للبيض في جنوب أفريقيا كانت في الواقع لقطة شاشة من فيديو مصوّر في جمهورية الكونغو الديموقراطية ومنشور على يوتيوب في شباط، وفقا لما توصلت اليه كل من وكالتي "فرانس برس" و"رويترز". ويظهر الفيديو "عناصر من الصليب الأحمر وهم يستجيبون بعد اغتصاب نساء وحرقهن أحياء خلال هروب جماعي من السجن في مدينة غوما الكونغولية". وبالنسبة الى الفيديو الذي وصفه ترامب بأنه "موقع دفن" لـ"أكثر من ألف" مزارع أبيض، ملتقط عام 2020 لتحرك تضامني مع غلين وفيدا رافرتي، وهما زوجان مزارعان من البيض قُتلا في نورمانديان، ويظهر "دعم الناس لمكافحة جرائم قتل المزارعين"، وفقًا لتعليق مجلة The Bulletin. استياء في جنوب أفريقيا بعد إطلاق ترامب مزاعمه الخاطئة بشأن البيض في جنوب أفريقيا، ع بّر مواطنو جنوب أفريقيا ، أمس الخميس، عن استيائهم، بعدما هيمنت ما قالوا إنها مزاعم كاذبة من ترامب عن إبادة جماعية للبيض على محادثته مع الرئيس رامابوزا، وشكك كثيرون في ما إذا كانت رحلة رامابوزا إلى واشنطن تستحق كل هذا العناء. وكتبت ريبيكا ديفيس من صحيفة "ديلي مافريك": "لم يتحول إلى زيلينسكي آخر... لم يتعرض لإهانة شخصية من قبل أفظع ثنائي متنمر في العالم". وبالنسبة إلى البعض، أثارت رباطة جأش رامابوزا تساؤلات عما تحقق من جراء تعرضه للانتقاد. وقال سوبيلو موثا (40 عاما)، العضو في إحدى النقابات العمالية، في شوارع جوهانسبرغ: "نحن... نعلم أنه لا توجد إبادة جماعية للبيض. لذا كانت تلك الزيارة بلا جدوى بالنسبة الي".