logo
الضربة الأمريكية على منشآت إيران النووية ذروة التصعيد أم خطوة مدروسة لاحتواء الصراع؟

الضربة الأمريكية على منشآت إيران النووية ذروة التصعيد أم خطوة مدروسة لاحتواء الصراع؟

البيانمنذ 4 ساعات

وفاء عيد ومصطفى عبدالقوي ومحمد أبوزيد
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً على خط التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، والذي اندلع قبل أكثر من عشرة أيام، موجّهة ضربة عسكرية خاطفة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان. هذا التطور العسكري المفاجئ يضع الصراع أمام مفترق طرق بالغ الخطورة، حيث بات السؤال الأبرز: هل تمثل هذه الضربة بداية لانزلاق نحو حرب شاملة، أم خطوة مدروسة لاحتواء الصراع وإنهائه؟
الضربة الأمريكية، رغم قوتها الرمزية والاستراتيجية، تثير جدلاً واسعاً بين من يعتبرها ذروة التصعيد ونقطة تحوّل نحو التهدئة، ومن يراها إعلاناً ضمنياً لبداية حرب متعددة الأطراف؛ ففي حين تشير بعض التحليلات إلى وجود تفاهمات غير معلنة تهدف لوقف التصعيد، يرى آخرون أن استهداف منشآت نووية يُمهد لتصعيد خطير. وتتضارب المؤشرات بين تصريحات أمريكية توحي برغبة في السلام، وتحذيرات من احتمال توسّع الصراع، ما يضع العالم أمام مشهد إقليمي شديد الحساسية.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في كلمة له بعد تنفيذ الضربة الأمريكية في الساعات الأولى من صباح أمس: «إن إيران أمامها إما السلام أو ما وصفه بـ «مأساة»، مهدداً بمزيد من الأهداف حال إن لم تلتزم طهران بمسار السلام»، فيما توعد مسؤولون إيرانيون بالرد الحازم .
ويتبنى الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أحمد فؤاد أنور لـ «البيان» الرأي القائل بأن الضربة الأمريكية لسلسلة مواقع نووية إيرانية «كانت دراماتيكية سينمائية إلى حد بعيد»، وربما كانت بناءً على اتفاقات غير معلنة (لإنهاء الحرب)، لأن الرد الإيراني قد يكون رمزياً، وقد انطلق بالفعل تجاه إسرائيل وأوقع إصابات. ويرى أنور أن كلا الطرفين بعد ذلك سيحرص على تقديم نفسه كمنتصر، وأنه أفشل مخططات الآخر، ويُكتفى بهذه الجولة التي استمرت عشرة أيام، مشيراً إلى أن «هذا هو السيناريو المرجح في تقديري.. ولكن في الوقت ذاته قد تحدث خيانات لتلك الاتفاقات»، على حد وصفه. كان ترامب قد قال، إنه سوف ينتظر أسبوعين ثم يقرر ماذا سيفعل حيال إيران قبل أن يتم تنفيذ الضربة الأمريكية سريعاً دون انتظار انقضاء المهلة التي حددها.
ويقول أنور: «كان الجانب الإسرائيلي منهكاً، وكذلك الجانب الإيراني، وثمة توازن رعب بين الطرفين، ما يسهّل في سياقه الوصول إلى تهدئة غير معلنة وتخفيض حدة التصعيد بعد الضربة الأمريكية»، مردفاً: «نحن هنا نتحدث عن إشارة من ترامب بأن السلام قد بدأ، وهناك إشارات من الخارجية الإيرانية بوجود إمكانية للانخراط في تسوية سياسية.. وهذه المؤشرات هي على الأرجح ما سيغلب، وسيتم تقديمها للرأي العام في كلا الجانبين، لأن الأمر قد ينزلق إلى حرب موسعة».
ويوضح أنور أن الجانب الذي تلقى خسائر سيحاول التقليل منها، وكذلك الجانب الإسرائيلي. لذا «أرى أن السيناريو المرجح هو تفعيل تهدئة أو وقف غير معلن لإطلاق النار بين الجانبين».
بينما تشير تقارير أمريكية إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستعد لاحتمال ردٍّ انتقامي من إيران في أعقاب الضربة التي استهدفت منشآت نووية رئيسية، وسط حالة تأهب قصوى خلال الساعات الثمانية والأربعين المقبلة، التي وصفتها مصادر أمريكية لشبكة «إن بي سي نيوز» بأنها مثار «قلق بالغ». وأوضح المسؤولون أن طبيعة الرد الإيراني لا تزال غير واضحة حتى الآن، سواء من حيث النطاق أو الجغرافيا، مرجّحين أن يشمل الرد مواقع داخلية أو خارجية أو كليهما. ووفقاً لما نقلته الشبكة عن مسؤولين مطّلعين على التخطيط العسكري، فإن إيران تمتلك بالفعل خططاً معدّة سلفاً لاستهداف القواعد والأصول الأمريكية في الشرق الأوسط، في حال قررت اللجوء إلى التصعيد العسكري.
تصعيد أوسع
من جانبه، يقول مستشار المركز العربي للدراسات، أبو بكر الديب، لـ «البيان»: «إن استهداف المنشآت النووية يُعدّ عملاً عدائياً من الدرجة الأولى، ومن الصعب أن تتجاهله إيران دون ردّ حاسم. وقد تعتبر طهران هذه الضربات إعلان حرب، فتردّ عسكرياً بشكل مباشر أو عبر حلفائها في المنطقة».
لكنه يضيف: «من ناحية أخرى، قد تكون الضربة رسالة ردع محدودة تهدف إلى إجبار إيران على التراجع والقبول بشروط تفاوض جديدة. وقد تراهن واشنطن على أن إيران لن تردّ بشكل واسع لتفادي حرب شاملة. في هذا السيناريو، تُعدّ الضربة أداة ضغط لا بداية لحرب مفتوحة»، معتبراً أن تصريحات ترامب قد تكون اختباراً لردّ الفعل الإيراني؛ فإذا جاء الرد محدوداً، قد تسعى واشنطن لاحتواء الموقف سياسياً. أما إذا كان الردّ قوياً، فسنكون أمام تصعيد تدريجي قد يشمل إغلاق مضيق هرمز أو استهداف منشآت في الخليج.
بالتالي، فإن الوضع الحالي - في تقدير الديب - لا يعكس نهاية حرب، بل دخول مرحلة جديدة من التوتر، قد تتطور إلى مواجهة أوسع إذا لم يتم احتواؤها سريعاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"أكسيوس": ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة
"أكسيوس": ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

"أكسيوس": ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة

وحسبما نقل "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين فإن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفيا عقب ضرب المنشآت الإيرانية "أن هدفه التالي هو التوصل لاتفاق مع إيران". كذلك فقد ذكر مسؤول أميركي للموقع أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف "بعث رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يبلغه فيها أن العملية الأميركية ضربة واحدة". وأضاف المسؤول الأميركي أن "ويتكوف أكد لعراقجي أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي وتريد من إيران العودة إلى المفاوضات بعد ضرب المنشآت النووية". وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن إسرائيل ستقبل بوقف إطلاق النار إذا أوقف المرشد الإيراني إطلاق النار وقال إنه يريد إنهاء الحرب. وأضافت الصحيفة نقلا عن المصادر أن تل أبيب ترغب بإنهاء الصراع بأسرع وقت وربما هذا الأسبوع وأنها لا تريد حرب استنزاف، لكنها مستعدة لذلك. كما وقالت المصادر إن إسرائيل ترى فرصة ضئيلة للدخول في مفاوضات لاتفاق نووي حاليا وخاصة وأنها نجحت في تدمير مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب. وعلى الصعيد العسكري، قالت المصادر للصحيفة إن إيران تملك الآن نحو مئتي منصة إطلاق صواريخ ونحو ألف وخمسمئة صاروخ.

كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟

ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية شارك فيه أكثر من 125 طائرة". ووفق المسؤولين ألقت "قاذفات الشبح بي-2 قنابل ضخمة (خارقة للتحصينات) على منشأتي فوردو ونطنز الإيرانيتين، بينما ضربت صواريخ توماهوك موقعا في مدينة أصفهان". وكانت وزارة الدفاع الأمبركية قد أعلنت، يوم الأحد، أنها قصفت مواقع نووية إيرانية بأكثر من 182 طنا من المتفجرات، مستخدمة 75 سلاحا، في أكبر عملية تنفذها طائرات الشبح "بي-2" في تاريخ الولايات المتحدة، وقد استغرقت العملية 25 دقيقة فقط. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، صباح الأحد، أن الجيش الأميركي نفذ عملية استهدفت مواقع نطنز وفوردو وأصفهان النووية الإيرانية. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "تم تدمير موقع فوردو". وذكر وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، في مؤتمر صحفي عقد الأحد، في مقر البنتاغون ، أن الضربات التي نفذتها القوات الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية كانت "دقيقة ومباشرة وحققت نجاحا مذهلا"، مضيفا أن "الهدف من العملية لم يكن إسقاط النظام، بل حماية إسرائيل". من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، دان كين، إن "عملية مطرقة منتصف الليل"، بدأت مساء الجمعة بإرسال قاذفات "بي-2" إلى مواقع مختلفة. وأوضح كين أن سبع قاذفات من طراز "بي-2" حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات. ووفقما ذكر ترامب، مساء الأحد، فإن "طياري قاذفات (بي-2) وصلوا بسلام إلى ميزوري". وأكد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس ترامب الأحد أن الغارات الجوية على مواقع نووية إيرانية ليست تمهيدا لتغيير النظام. ولم تكن عملية "مطرقة منتصف الليل" معروفة إلا لعدد قليل من الأشخاص في واشنطن وفي مقر القيادة العسكرية الأميركية لعمليات الشرق الأوسط في تامبا بولاية فلوريدا، وفقما ذكرت "رويترز".

مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار
مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار

وأضافت الصحيفة نقلا عن المصادر أن تل أبيب ترغب بإنهاء الصراع بأسرع وقت وربما هذا الأسبوع وأنها لا تريد حرب استنزاف، لكنها مستعدة لذلك. كما وقالت المصادر إن إسرائيل ترى فرصة ضئيلة للدخول في مفاوضات لاتفاق نووي حاليا وخاصة وأنها نجحت في تدمير مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب. وعلى الصعيد العسكري، قالت المصادر للصحيفة إن إيران تملك الآن نحو مئتي منصة إطلاق صواريخ ونحو ألف وخمسمئة صاروخ. وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل "تعتقد أن الرسائل التي بعثتها إيران عقب الهجوم الأميركي (لا تبشر بالخير)". ونقلت "هآرتس" عن المصدر قوله إن إسرائيل "تأمل أن يتغير موقف خامنئي من إجراء محادثات بعد الضربات الأميركية". ولم يستبعد المصدر "احتمال التصعيد في الأيام المقبلة إذا شرعت إيران في تنفيذ تهديداتها باستهداف المواقع الأميركية". وكان المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون قد قال خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الأحد، إن الولايات المتحدة أنقذت العالم من كارثة نووية. وأوضح دانون أن "إيران استخدمت المفاوضات للتمويه لكسب وقت لبناء صواريخ وتخصيب اليورانيوم. وأضاف: "تكلفة عدم التحرك كانت لتصبح كارثية. هذا هو ما يبدو عليه آخر خط دفاع عندما تفشل كل الخطوط الأخرى". وشدد على أنه "إذا أصبحت إيران دولة نووية كان ذلك سيصبح حكما بالإعدام".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store