logo
مفتي سلطنة عمان يدعو مصر والأردن لفتح المعابر مع فلسطين.. ويناشد شيخ الأزهر بالتدخل

مفتي سلطنة عمان يدعو مصر والأردن لفتح المعابر مع فلسطين.. ويناشد شيخ الأزهر بالتدخل

الشبيبةمنذ 6 أيام
مسقط - الشبيبة
طالب سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام لسلطنة عمان، جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية قادة وشعوبا للدفع في اتجاه التعجيل يفتح المعابر مع الأراضي الفلسطينية.
وقال سماحته في بيان له نشره على حسابه الرسمي بموقع "X": تتابع بكل أسف وألم مأساء غزة العزيزة من الحصار الخانق المضروب عليها فكلما وكيف أدى إلى تساقط الناس جماعات ووحدانا من أثر الجوع، ومن العجب أنها مأساة تسجلها وسائل الإعلام لحظة بلحظة، فلا يهتز لها ذوو قرابة من دم ودين ولا من يزعمون أنهم ذوو مواثيق وقوانين كأنما يرقبون التتمة بعد أن لم يرقبوا إلا ولا ذمة فبالله كيف سيجيبون إذا سئلوا بين يدي الله تعالى بأي ذنب قتلت ؟
وأضاف: "وبهذا، فإذا تناشد الدول الإسلامية عموما والعربية خصوصا أن يهبوا عاجلا غير اجل إلى مناصرة إخوانهم فإن هذا حق للإنسانية كلها، وما كان المسلم صادق ولا لعربي أصيل أن يرضى بهذا الظلم في أي بشر، مسلما كان أو غير مسلم على أن حق المسلمين بين إخوانهم في الإسلام هو أعظم لقوله تعالى: وَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الخونا السيرات ... ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره، ولا يسلمه ".
وتابع : "تنخص بهذه المناشدة الأشقاء في جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية قادة وشعوبا للدفع في اتجاه التعجيل يفتح المعابر وإغاثة المنكوبين من جيرانهم واخوتهم في غزة وفلسطين ولا تنسى هنا أن نذكر إخوتنا العلماء الأفذاذ في البلدين أن يسارعوا إلى القيام بما عليهم من الحقوق في هذا الشأن. لا سيما الأزهر الشريف متمثلا بشيخه الإمام الأكبر وعلمائه الكرام".
وختم حديثه قائلا: "وبالجملة فإننا نرجو من جميع أصحاب الضمير الإنساني الحي في العالم بأسره أن يسارعوا إلى ذلك فالكل مسؤول أمام الله تعالى ولا يعضى أحد من هذه المسؤولية".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عُمان خط أحمر.. فلننتبه جميعا
عُمان خط أحمر.. فلننتبه جميعا

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 ساعات

  • جريدة الرؤية

عُمان خط أحمر.. فلننتبه جميعا

د. أحمد بن علي العمري هناك كثير من الدول التي تضع أهمية أوطانها أولاً، ومن ضمنها ربما وأشهرها الولايات المتحدة الأمريكية وهو الشعار الذي يرفعه الرئيس دونالد ترامب "أمريكا أولاً"، ومن حقنا كعمانيين أن نقول "عمان أولا" و"عمان خط أحمر". لقد لاحظت في الآونة الأخيرة بل وحزّ في نفسي اتجاه بعض الكتاب والمغردين والناشطين الاجتماعيين إلى انتقاد الوضع الداخلي العماني، وهذا حق مشروع لأن سقف الحرية عندنا مرتفع جدا، ولا يوجد عندنا أي مهددات لإبداء الرأي ولله الحمد، وهذا ما لا يوجد في بلدان أخرى، وإن كنت أتفق في بعض المطالب المعيشية الحتمية التي يتفق عليها الجميع دون اختلاف، ولكنني أرفض تماما أن ننشر "غسيلنا" أمام الآخرين وعبر جميع القنوات الإعلامية المختلفة ولدينا القدرات والكفاءات للتغلب عليها، وكذلك لدينا جهات تستقبل أي مظالم وتستمع للرأي مهما كانت حدته، وخاصة إذا كان رأي هادف وذو مدلول ومعنى وطني، وتنصت له بكل تمعن وتتعامل معه بكل احترام وتقدير لمن تبناه، وبعد ذلك لدينا المجالس البلدية المنتخبة في كل المحافظات، ولدينا مجلس عمان بجناحيه الشورى والدولة وهو السلطة التشريعية في بلادنا. ولذلك، علينا أن نناقش أمورنا بهدوء تام وعقلانية ومنطقية، ونسمع للرأي والرأي الآخر في حوار مثمر لتحقيق المصلحة العامة. ثم إن النهضة المتجددة التي يقودها بكل حكمة واقتدار مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تنتهج هذا النهج، وأي مسؤول لا ينتهج هذا النهج ولا يقوم بمهماته المسندة إليه سيغادر وظيفته،ـ والبديل جاهز وعمان ولّاده ورجالها كثر ولله الحمد، ثم إن مرحلة التشريف المقرونة بالتكليف قد انتهت وانتهى التشريف وبقس التكليف فقط. لقد شهدنا أول تشكيل وزاري للنهضة المتجددة ونصبر لنرى ثمار ذلك، وبالتأكيد سوف تتوالى التشكيلات مع مرور الوقت. إن ربنا جلّ في علاه عندما خلق السموات والأرض خلقهما في 6 أيام حتى يعلمنا الصبر والتروي، وهو القادر على فعل ذلك في لحظة بقدرة "كن فتكون". أما عن الشركات، فأكيد أسندت لمسؤولين ظن فيهم الخير، وبالطبع اجتهدوا ولا يمكن لأي مسؤول أسندت له مهمة إلا ويريد النجاح فيها، فان أصاب قلنا له جميعاً شكراً وجزاك الله خيراً، وإن أخطأ الهدف والمبتغى نقول له مع السلامة، وهذه هي سجية الكون والتكوين الرباني وإرادة الله في خلقه. لماذا ننظر للجزء الفارغ من الكأس وهو القليل، ولماذا لا ننظر للجانب المليء من الكأس، فهناك شركات كثيرة ناجحة وبامتياز ومربحة، وأذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر أسياد وأوكيو ومطارات عمان والمناطق الخاصة بالدقم ومدائن وكثير غيرها، وجهاز الاستثمار العماني يعمل بكل جدية وتفاني ويدقق ويتابع كل شاردة وواردة خلف هذه الشركات. لقد حققنا في السنوات الخمس الماضية إنجازات اقتصادية مهمة، وهذا مبشر بالخير لمستقبل أكثر إشراقا، كما شهدت السلطنة تحسنا ملحوظًا ماليا واقتصادياً وارتفع التصنيف المالي العماني دوليا، فلا يمكن أن نعالج جميع أمورنا في ليلة وضحاها.. فالصبر طيب. أنا اتفهم غيرتكم وحبكم لعمان ووطنيتكم التي لا تضاهى، وليس هذا سوى من حبكم لعمان ونحن جميعاً نحب عمان، والأغلبية الصامتة في المجتمع العماني تحب عمان وجميعنا ندين بالولاء والطاعة لجلالة السلطان حفظه الله ورعاه.. ولكن لنصبر ونرى ولا نحكم على الأمور في بداياتها ولننتظر ونتحقق من خواتمها.. وسرنا لا يعرفه غيرنا. تحية لكم جميعا وتحية لسلطاننا الأمين وتحية لأبناء عمان الأوفياء.. حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.

لا يحك جلدكم إلا ظفركم يا أهل فلسطين
لا يحك جلدكم إلا ظفركم يا أهل فلسطين

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 ساعات

  • جريدة الرؤية

لا يحك جلدكم إلا ظفركم يا أهل فلسطين

د. علي بن حمد بن عبدالله المسلمي aha.1970@ نرى الواقع في غزة من إبادة جماعية بكل صنوفها، من قتل، وتجويع، وتعطيش، وحصار -برًا وبحرًا وجوًا- وتضييق الخناق على أهلها؛ لإجبارهم على مغادرتها قسريًا، وحشرهم في مكان ضيق في جيتو يهودي هولوكستي؛ تمهيدًا لتصفيتهم والتخلص منهم خارج حدود فلسطين المحتلة. بالمقابل نسمع النداءات، ونشاهد الشعارات، ونتلمس العقوبات، ونرى المظاهرات، ونستمع للمناشدات سواء تصدر عن طريق قلة من الساسة الأوروبيين، أو بعض من العرب والمسلمين، أو المنظمات الدولية التي أثبتت عجزها وقلة حيلتها تجاه ما يحدث في غزة من إبادة مكتملة الأركان رغم إصدار قرارات دولية ملزمة من قبلها ضد الكيان الغاصب، وخير مثال على ذلك محكمة الجنايات والعدل الدوليتين لاعتقال مجرمي الحرب في الكيان، علاوة على ذلك علامات الصمت المطبق الذي يخيم دون حراك عالمي حقيقي تجاه ما يحدث في غزة والضفة الغربية ما عدا مظاهرات هنا وهناك من قبل الأوروبيين، وطلبة الجامعات سابقًا في الولايات المتحدة، وبعض دول الاتحاد الأوروبي، والموانئ الأوروبية من قبل العاملين فيها، وقوافل الحرية البرية والبحرية (كاترين) و(حنظلة) والحملة البرية "قافلة الصمود" التي انطلقت من تونس الخضراء التي يضيق عليها الخناق من أول وهلة قبل وصولها غزة. وأيضا صمت لم نعهده في فلسطين المحتلة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، و"عرب 48" والمدن الفلسطينية المحتلة، والمهجرين في أرض الشتات في بقاع الأرض، لا كما كان يحدث في الانتفاضات السابقة من إيقاد وهج الشرارة ضد المحتل. إن ترك أهل غزة المكلومين أطفال ونساء وشيوخ وحدهم بمقاوميهم الأبطال أمام هذه الآلة الإسرائيلية الهمجية الغاشمة التي أظهرت للعالم حقيقتها بتطبيق نظام الغاب، وشعب الله المختار، ومن يقف وراءها من طغاة العصر يحمل في طياتها كثير من الأسئلة. أين عموم أهل فلسطين والمهجرين مما يحدث في غزة؟ أين العرب مما يجري في غزة؟! أين موقف المسلمين مما يجري في غزة؟! أين الشعوب العربية ومثقفيها وعلمائها وقادتها مما يجري في غزة؟! لماذا نستجدي الحلول من المحتل والحلول بأيدي دول الجوار؟! وللإجابة على ذلك يتضح ذلك من خلال الآتي: بالنسبة لأهل فلسطين فإننا نجد وفق قراءة الواقع أنه لا يوجد وحدة بين الأطراف الفلسطينية المختلفة " وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ". إن الفرقة والاختلاف بين الإخوة الفلسطينيين مصدر ضعف، ويولد كثيرًا من الحقائق، والناس تطرح تساؤلات... فإذا كان المجتمع الفلسطيني مختلفًا فيما بينه، فكيف نستطيع مساعدتهم وهم متفرقون؟! فنجد هنا أن المثل العماني ينطبق عليهم تمامًا "إذا سلمت ناقتي ما عليّ من رفاقتي". إن ترميم البيت الفلسطيني أولى، ووحدة الصف مطلب حتمي وضروري لرأب الصدع، فكما يقال: "ما يحك جلدك إلا ظفرك" فنحن ندرك تماما أن القوة في الاتحاد، والهزيمة في الضعف. أمّا حال أبناء جلدتهم رغم قرارات جامعتهم العربية في القمم السابقة واللاحقة التي تدعو إلى حل الدولتين ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة إلا أنها تبقى "حبرًا على ورق" وكذلك حالهم المعاش، صمت مطبق يدعو للغرابة بين صامت وشامت، وبين مؤيد وداعم وفق الإمكانات المتاحة. ولا يوجد حراك عربي دبلوماسي قوي يضغط على الوضع القائم ما عدا عبارات الشجب، والندب، واللطم على الخدود، رغم أن لديهم عناصر قوة يستطيعون من خلالها الضغط على الدول العظمى المنخرطة مع الكيان الصهيوني المحتل، وأبرز مثال على ذلك: ما فعله الملك فيصل بن عبد العزيز في حرب أكتوبر 1973. وعلى الرغم من ذلك، لا أحد ينكر دور القطريين الذين يبذلون جهودًا حثيثة للتوصل لحل وقف إطلاق النار في غزة هاشم مع نظرائهم المصريين والأمريكيين، وهناك جماعة أنصار الله في اليمن الذين يساندون غزة عن طريق إمطار إسرائيل بالصواريخ بين الفينة والأخرى، والتحكم في الملاحة في مضيق باب المندب، وكذلك حزب الله الذي كان مساندا لأهل غزة في بداية الحرب، ومحور المقاومة كإيران وسوريا سابقا. ورغم ذلك البصيص من الأمل تتكشف الحقائق المؤسفة التي تخص العرب ساعة بعد ساعة؛ من خلال الأخبار المرئية والمسموعة التي تبين مدى هذا الذل والهوان الذي وصلت إليه أمتنا العربية.... فهل هناك بصيص من نور سيخرج أمتنا من ظلامها وغياهبها الذي جعلها تحيد عن الطريق المستقيم؟! أمّا حال المسلمين مثل: حال العرب رغم قرارات القمم الإسلامية إلا أنها لم توضع موضع التنفيذ، بل بقيت حبرًا على ورق أيضا. وبالرغم من هذا الصمت العربي الإسلامي الذي طال أمده، ونأمل أن ينطوي عهده، إلا أن ضمائر بعض المسلمين لا تزال فيها النخوة، والغيرة، ونصرة الضعيف. وهذا ما لاحظناه من خلال حركات المقاطعة التي انتشرت في شتى بقاع الأرض -لا سيما في أواسط المجتمعات الإسلامية- وهذا يدل على مدى الرغبة الجامحة التي يمتلكها المسلمون لتحقيق العدالة، بالرغم من الخذلان السياسي الذي تشهده الأمة قاطبة. وكذلك حال العلماء، والمثقفين، والكتّاب، حيث إنه لا يوجد حراك تنسيقي بين علماء المسلمين وغيرهم لحل أزمة غزة، ومعالجتها، والضغط على المسؤولين؛ لإيجاد قرارات فاعلة تصب في مصلحة القضية الفلسطينية. في حين دول الجوار لديها الحلول الممكنة، ولكن وضعها لا يختلف عن وضع عموم العرب والمسلمين المشغولة بنفسها ومشاكلها الداخلية التي لا تتيح لها ممارسة دورها السيادي. نستنتج من ذلك أن الوضع الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي وصل إلى مرحلة الضعف الأخلاقي والإنساني تجاه ما يحصل في غزة، وعموم فلسطين، والله غالب على أمره.

دعوة تأبين.. للقانون الدولي الإنساني
دعوة تأبين.. للقانون الدولي الإنساني

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 ساعات

  • جريدة الرؤية

دعوة تأبين.. للقانون الدولي الإنساني

أبو الخطّاب سُلطان اليحيائي ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾. تكريمٌ إلهيٌّ لم يُفرِّق بين لونٍ أو لسان ولا بين شِمالٍ وجنوب ولا بين مسلمٍ وغير مسلم. لكنّ هذا التكريمَ اليوم يُهان جهارًا في غزّة ويُغتال بصمتٍ دوليّ وتُطوى معه آخر ورقةٍ من أوراق "الضمير العالمي". فهل ثمّة قانونٌ بعد حيّ يُذكَر؟! إنّها دعوةُ تأبينٍ رسميّة نرفعها للعالم أجمع. فقانونُكم الإنسانيُّ لم يُقتَل برصاصة، بل طُمر حيًّا تحت الأنقاض وجُرِّد من معناه وتحوّل إلى مسوّدةٍ جوفاء لا تحمي طفلًا ولا تردع مجرمًا، بل تُستخدم غطاءً للخراب. هل يُعقَل أن يُشرَّع قانونٌ باسم "الإنسانيّة" ثم لا يكون الإنسانُ المسلمُ العربيُّ فيه شيئًا مذكورًا؟ هل يُعقَل أن تُبجَّل معاهداتٌ تُجرِّم العدوان وتحظر استهداف المدنيين وتكفل الحمايةَ للنساءِ والأطفالِ ثم تُنتهك هذه كلُّها في كلّ غارة ويتبادل المجرمون والمطلوبون للعدالةِ الدوليّة التهاني على الهواء مباشرة من منهم الأحقُّ بجائزة نوبل للسلام؟! أين الإنسانيّةُ التي تتغنّون بها؟ أين مبادئُكم حين تُقطَع المياهُ عن الأطفال وتُنسف المستشفياتُ على رؤوس المرضى ويُدفن الناسُ أحياءً تحت الركام ولا يُسعفهم أحدٌ إلّا الدّعاء؟! أيُّ خزيٍ هذا الذي تجرّعته الأنظمةُ العربيّة بصمتها؟! وأيُّ سقوطٍ أخلاقيٍّ هذا الذي جعل بعضَها شريكًا في الحصار وبعضَها الآخر يُبرِّر المجازرَ تحت شعار "مكافحة الإرهاب" وكأنّ الصهاينة يقصفون شياطين لا بشرًا من بني آدم؟! العربُ اليوم ليسوا على الحياد.. فلم تُحرِّكهم دماءُ الأطفال، ولا صرخاتُ الأمهات، ولا نداءاتُ الجرحى، بل حرّكتهم "قوائمُ التطبيع" ومناصبُ الدبلوماسيّة وخوفُهم المزمن من غضب البيت الأبيض وضياعِ دُوَلِهم إن دخلوها حربًا مع واشنطن. غزّة ليست مجرّد مدينةٍ تُقصف، بل مرآةٌ عاكسة عرّت الأنظمة والمنظمات وكشفت أن القانونَ الدوليَّ ليس أكثر من وثيقةٍ هشّة لا تقوى على حماية طفلٍ واحدٍ في بيت حانون أو رفح. غزّة قتلت الكذبة الكبرى أن "العالم المتحضّر يحمي الإنسان" فبانت حقيقة الإنسانُ العربيُّ المسلم، دمه رخيصٌ في الميزان الغربي، وحقُّه مُعلّقٌ على توقيع الفيتو. نحن لا نرثي القانونَ الدولي فقط، بل نرثي منظومةَ القيم التي صدّع بها الغرب رؤوسنا. تلك القيم التي سقطت أمام مشهدِ أمٍّ تحت الأنقاض، تُمسك يد رضيعها وقد توقّف نبضه، بينما ترفع إحدى السفارات علم "حقوق الإنسان" في احتفالٍ مشبوهٍ مخزٍ. كفى خضوعًا للسرديّات الكاذبة. كفى تبريرًا للقهرِ باسم "الشرعيّة الدوليّة". فلا شرعيّةَ لشيءٍ يقتلُ الإنسانَ باسم القانون ولا قانونَ يُحترم إذا فُصِّل على مقاس الدم الغربي فقط. لا تظنّوا أنّنا نبكي ضعفًا، بل نصرخ من شدّة القهر والغيظ. نحن لا نرثي القانون، بل نغضب لكرامةٍ تُهدَر، ولإخوانٍ مسلمين يُبادون، والذي يتحسّس من هذا الوصف الربّاني، فليضرب رأسه على جدار المبكى المزعوم فليس هو منهم ببعيد. وفي المقابل تنعقد القممُ العربيّة تحت القبب المكيّفة وتخرج ببياناتٍ باهتةٍ مزيّفة لا تُسمن من الحقّ شيئًا ولا تُغني غزّة عن دمعة أو شهيد. إنّهم لا يملكون شجاعة أن يُسمّوا الجريمة جريمة، ولا أن يوصّفوا المجزرة مذبحة، بل يخطّون بياناتهم بمداد الخزي تصلح لدفن القضيّة لا لنُصرتها. غزّة لم تَكفُر، بل آمنت بحقّها وصبرت وثبّتت ووقفت على ثغرٍ من ثغور الإسلام. وأرادت أن تُعيد تعريف الإنسان بوجهه الحقيقي، لا بتصريحات اليونسكو، ولا بمعايير مجلس الأمن، بل بقول الله تعالى ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ فهل بعد هذا تكريم؟! هذا العالمُ الذي لم يَعُد يرى لا يستحقّ أن يُرى. وهذا القانونُ الذي لا يحمي إخوانَنا المسلمين لا يستحقّ أن يُحترم. وغزّة التي تسكن في كلّ قلبٍ حرّ ستُحرِّر القوانين من نفاقها كما حرّرتنا من أوهامنا. فيا مَن تحمّلتم أمانةَ الحفاظ على أوطانكم حرّة وكرامةَ شعوبكم محفوظة. إمّا أن تنهضوا بما عليكم من واجبٍ شرعيٍّ وتاريخيّ. وإمّا أن تلحقوا بمأتم القانون الدولي الإنساني وتُدفنوا معه في حفرةِ النسيان. فلا أنتم مأسوفٌ عليكم ولا هو قانونٌ يُبكَى عليه. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ؟ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store