
'ناشيونال إنترست': الحوثيون تفوقوا على واشنطن ووضعوها في مأزق استراتيجي
يمن إيكو|ترجمة:
قالت مجلة 'ناشيونال إنترست' الأمريكية إن قوات صنعاء تمكنت من التفوق على الولايات المتحدة من خلال إنهاك البحرية الأمريكية، وخلق تحديات عملياتية كبيرة قللت من فعالية السفن الحربية وحاملات الطائرات، الأمر الذي وضع واشنطن في مأزق استراتيجي.
وتحت عنوان 'كيف تفوق الحوثيون على واشنطن' نشرت المجلة، اليوم الثلاثاء، تقريراً رصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'، جاء فيه أن قوات صنعاء 'تمكنت من استغلال حالة الإرهاق التي تعاني منها البحرية الأمريكية بمهارة'.
وذكر التقرير أن 'الحوثيين اليمنيين يرفضون التوقف، برغم جهود البحرية الأمريكية وحلفائها'، مشيراً إلى أن واشنطن فشلت في الحفاظ على حركتها الملاحية في إحدى أهم نقاط الاختناق البحري في العالم، وهي مضيق باب المندب.
ووفقاً للتقرير فقد 'أتاحت الثورة التكنولوجية في الحرب البحرية، التي أحدثتها أنظمة الصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيرة، لمجموعة متمردة صغيرة القدرة على إغلاق مضيق باب المندب الاستراتيجي في البحر الأحمر، ويحمل هذا الوضع المتوتر المستمر تداعيات خطيرة على الولايات المتحدة كقوة بحرية عالمية'.
واعتبر التقرير أن الدرس الأول من معركة البحر الأحمر هو 'التكنولوجيا'، موضحاً أن 'الطائرات المسيّرة وأنظمة الصواريخ الأرضية أصحبت قادرة الآن على تدمير السفن الحربية السطحية على بُعد مئات أو حتى آلاف الأميال من السواحل'.
وأضاف: 'إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تبرز الوضع الصعب الذي تواجهه البحرية الأمريكية، فبعد أن فقدت مكانتها كأكبر قوة بحرية في العالم- وتخلت عن هذه المكانة للصين- تبحث البحرية عن أساليب جديدة للتعامل مع الطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للسفن، فقد أثبتت حاملات الطائرات والسفن الحربية القديمة، المجهزة بطائرات مأهولة باهظة الثمن ومتطورة وأنظمة صواريخ، أنها غير مُلائمة تماماً لهذا العصر الجديد من الحروب، ويُعدّ تطوير هذه الأسلحة لمواجهة تلك الصواريخ والمسيرات عملية قد تستغرق سنوات من البحرية والكونغرس في التطوير والتحسين'.
وبحسب التقرير فإن 'الدرس الثاني' الذي قدمته معركة البحر الأحمر 'هو أن البحرية مُرهَقةٌ للغاية، فقد اضطرت إلى إبقاء ما يصل إلى مجموعتين من حاملات الطائرات مُرابطتين في منطقة البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين على السفن الحربية والتجارية، ورغم هذه القوى الجبارة، لا يزال البحر الأحمر مُغلقاً تماماً'.
وأوضح أنه: 'في غضون ذلك لا تزال التحديات المُتنافسة في أجزاء أخرى من العالم تستدعي اهتمام البحرية، ولا سيما الصين، حيث يواجه أسطول المحيط الهادئ الأمريكي، الذي يتألف من حوالي 200 سفينة، أكثر من 400 سفينة حربية تابعة لجيش التحرير الشعبي مباشرةً'.
وبحسب التقرير فإنه 'من المشكوك فيه للغاية أن تتمكن البحرية الأمريكية يوماً ما من بلوغ حجم البحرية الصينية، فأحواض بناء السفن الأمريكية المتقادمة لا تملك القدرة الإنتاجية الكافية'.
وأضاف أنه 'إلى جانب الصين والحوثيين، يجب على البحرية أيضاً أن تكون مستعدة لمواجهة إيران، ففي وقت سابق من هذا العام، طُلب منها المساعدة في حماية إسرائيل من موجات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية، بينما كانت تصدّ في الوقت نفسه هجمات الحوثيين في البحر الأحمر'.
وفي مواجهة كل هذه التحديات المتنوعة، أوضح التقرير أن 'ضرورة ربط مجموعة أو أكثر من حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمرــ للمشاركة في لعبة مكلفة وخطيرة مع هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيارــ تصبح مهمة مكلفة، وفي نهاية المطاف، غير قابلة للاستمرار على المدى الطويل'.
واعتبر التقرير أن تصعيد إدارة ترامب ضد قوات صنعاء يأتي من واقع إدراك التحديات التي تواجهها البحرية الأمريكية، لكنه في الوقت نفسه أوضح أن 'النتائج الأولية تشير إلى أن القوة الجوية المُسرّعة قد لا تكون كافية'.
وأضاف: 'على الرغم من الإنفاق المُعلن عنه لأكثر من مليار دولار على الذخائر الجوية في ثلاثة أسابيع فقط، استمرت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بلا هوادة، وإذا لم تتمكن القوة الجوية من إسكات الحوثيين بشكل دائم، فسيكون أمام واشنطن قرارٌ صعبٌ'.
وبحسب التقرير فإن أحد الخيارات التي ستواجهها الولايات المتحدة سيكون 'الانسحاب ببساطة من البحر الأحمر وترك الأمر للحلفاء الأوروبيين لمواصلة التعامل عسكرياً مع الحوثيين، فأوروبا الغربية، في نهاية المطاف، تعتمد اقتصادياً على الوصول إلى طريق النقل في البحر الأحمر أكثر من الولايات المتحدة'، لافتاً إلى أن 'هذا ربما كان يدور في ذهن نائب الرئيس جيه دي فانس بلا شك عندما انتقد مؤخراً الأوروبيين ووصفهم بأنهم متطفلون في حملة البحر الأحمر'.
ولكن التقرير أوضح أن 'انسحاب الولايات المتحدة من القتال سيكون رسالة خاطئة' و 'سيُفسر على أنه علامة أخرى على التراجع الاستراتيجي الأمريكي'.
وأضاف: 'لقد وضع الحوثيون الولايات المتحدة في مأزق استراتيجي، ولم يتركوا لها خيارات جيدة، فلا يمكن لمصداقية واشنطن أن تستمر في تحمل تعادل طويل الأمد ومُجمد.. هذا صراع يجب على الولايات المتحدة حلّه، وإلا ستدفع ثمنه الاستراتيجي، وقد يأتي وقت لن يكون فيه أمام واشنطن خيار آخر سوى التصعيد أكثر، أو مواجهة نكسة أخرى شبيهة بانتكاسة أفغانستان، وهذه المرة على يد الحوثيين'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
ماذا قال مفتي سلطنة عمان عن دور قوات صنعاء في كسر الحصار على غزة؟
يمن إيكو|أخبار: أشاد مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي، الثلاثاء، بدور قوات صنعاء، في إدخال قوافل المساعدات إلى غزة، بعد العمليات العسكرية والحصار الذي تفرضه على الموانئ والمطارات الإسرائيلية، منتقداً موقف الدول العربية وواصفاً قرار قمتهم بأنه 'أبرد من الصقيع'. وأشار الخليلي في بيان نشره على حسابه بمنصة (إكس) رصده موقع 'يمن إيكو'، إلى دخول بعض قوافل المساعدات إلى غزة، 'وإن كانت دون ما تحتاج إليه بكثير جداً'. وأضاف 'نشكر جميع الذين كانوا السبب في ذلك، فنشكر أبطال اليمن المغاوير الذين ما فتئوا يواجهون كيان العدو المتعنت بالقوة والصرامة'. كما نشكر 'الدول التي ضغطت على ذلك الكيان وكانت حاسمة في هذا الأمر'، مؤكداً أن 'ما يروجه الصهاينة من السماح بدخول ما يكفي من المساعدات ما هو إلا ذر الرماد في العيون وحيلة ماكرة يتجنب بها ضغوطاً دولية طالما كانت إلى صفه'، حسب قوله. ودعا الخليلي من وصفهم بـ' العالم الحر' إلى مواصلة ضغوطه لفتح المعابر وإيصال المساعدات الغذائية والدوائية وغيرها كاملة 'وأن تحتشد القوى الدولية في الشرق والغرب لردع عدوانه الذي يهلك الحرث والنسل في غزة، ويكاد يأتي على ما بقي من فلسطين'. وانتقد مفتي سلطنة عمان موقف الدول العربية وبيان قمتهم الأخيرة بقوله: 'كم كنا نتمنى من الأشقاء أن يكونوا أسبق إلى ذلك ولكن قرار قمتهم الذي صدر في هذا كان أبرد من الصقيع بدلاً من أن يكون أحر من السعير- كما كان يرتجى- فلم يكن يسمن أو يغني من جوع'.


اليمن الآن
منذ 17 ساعات
- اليمن الآن
القائد السابق للدفاع الجوي الإسرائيلي: مفتاح حل قضية الحوثيين هو إنهاء الحرب في غزة
يمن إيكو|أخبار: قال القائد السابق لقوات الدفاع الجوي الإسرائيلية، زفيكا هايموفيتش، إن إسرائيل تعرف أنها لا تستطيع ردع قوات صنعاء بالغارات الجوية، مشيراً إلى أن مفتاح الحل لوقف الهجمات من اليمن هو إنهاء الحرب في غزة، وحتى ذلك الحين ستكون إسرائيل مضطرة لتعليق آمالها على أنظمة الدفاع الجوي غير المحكمة. وفي مقال نشره موقع 'والا' العبري، أمس الإثنين، ورصده وترجمه 'يمن إيكو'، قال هايموفيتش: 'إن إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، تعرف أن منظمة مثل الحوثيين لا يمكن ردعها (وهو مفهوم لسنا متأكدين من أننا أوضحناه وعرفناه، وبالتالي لا يمكن تحقيقه) بالغارات الجوية، وليس في شهر ونصف من الحملة الجوية، ولا في 19 شهراً من الهجمات التي نفذتها إسرائيل، فالحروب والحملات العسكرية لا يمكن كسبها بالضربات الجوية وحدها، وبالتأكيد ليس ضد المنظمات الموجودة على هذه المسافة البعيدة'. وأضاف: 'يجب على إسرائيل أن تعتاد على روتين إطلاق النار من اليمن وتجعله طبيعياً طالما استمرت الحرب في غزة، وأن تعتمد على دفاع قوي غير محكم، وتأمل أن تقع إخفاقات عمليات الاعتراض ضمن منطقة ضبط النفس، ومن وقت لآخر، عندما تتراكم حوادث الإطلاق من اليمن، سنطلق موجة من الهجمات، وهذا ليس مفهوماً للأمن القومي، بل هو إدارة عملياتية لحملة تعتمد على قطاعات متعددة ولا يمكن فصلها، وهذا بالتأكيد ليس الإجراء الذي سيؤدي إلى إنهاء الحملة ضد الحوثيين'. وتابع هايموفيتش، الذي يعمل كمستشار في منظمة 'مايند إسرائيل' البحثية: 'إن الحصار الجوي المفروض على إسرائيل ليس كاملاً، ولكن في الأسبوعين الأخيرين شهدنا وقف رحلات العديد من شركات الطيران، وهو ضرر اقتصادي هائل، وتؤد تهديدات الحوثيين وإطلاقاتهم المستمرة إلى تأخير عودة الشركات إلى الطيران من وإلى إسرائيل'. واعتبر أن 'مفتاح الحل يكمن في إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن، لأن هذا من شأنه أن يؤدي على الفور إلى وقف إطلاق النار من اليمن، وليس القضاء على التهديد'. وأضاف: 'حتى ذلك الحين، سيضطر ملايين الإسرائيليين إلى النزوح إلى المناطق المحمية كل بضعة أيام أو أكثر، على أمل أن يتم اعتراض التهديدات بواسطة أنظمة الدفاع الجوي، وسنسمع بين الحين والآخر عن عملية جوية أخرى تهاجم نفس الموانئ البحرية والجوية في اليمن، وهكذا دواليك'. واختتم بالقول: 'يمكن للحوثيين أن يستمروا بنفس الأسلوب المزعج في إطلاق الصواريخ على إسرائيل لفترة طويلة، فهم يملكون مساحة في الإنتاج والإمداد ولديهم الدوافع الأيديولوجية إلى جانب المصالح المحلية التي تلبي احتياجاتهم، وهكذا تبدو المعركة التي لا نهاية لها'.


اليمن الآن
منذ يوم واحد
- اليمن الآن
تصاعد السخط الدولي على إسرائيل يهوي ببورصة 'تل أبيب'
يمن إيكو|أخبار: أغلقت بورصة 'تل أبيب' تعاملاتها، اليوم الثلاثاء، على تراجع ملحوظ، متأثرة بتصاعد السخط الدول وإعلان الحكومة البريطانية تعليق مفاوضاتها حول اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، في ظل استمرار الحرب على غزة، بحسب تقرير نشره موقع صحيفة كالكاليست العبري ومنصة 'انفستينج' ورصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'. وحسب الصحيفة الإسرائيلية، سجل مؤشرا TA 35 وTA 125 انخفاضاً بنسبة 0.2% و0.4% على التوالي، بعد أن كانا قد حققا ارتفاعاً بنسبة 0.5% قبيل الإعلان، وتراجعت أسعار السندات الحكومية الإسرائيلية، كما هبط سهم شركة 'بيزك' للاتصالات بنسبة 4%، مع تحسن طفيف في قطاعي البنوك وتأجير السيارات. فيما أكدت منصة 'انفستينج'، انخفاض أسهم إسرائيل بعد إغلاق يوم الثلاثاء، حيث أدت الخسائر في قطاعات الاتصالات والتكنولوجيا والعقارات إلى انخفاض الأسهم، إذ نزل مؤشر TA 35 بنسبة 0.20%، في نهاية الجلسة الختامية. وأكدت المنصة أن سهم شركة بيزك الإسرائيلية للاتصالات كان الأسوأ أداءً في الجلسة، حيث انخفض في ختام الجلسة، بنسبة 4.00% أو 22.80 نقطة ليتداول عند 547.60 عند الإغلاق. كما انخفض سهم شركة إنلايت للطاقة المتجددة بنسبة 3.55% أو 241.00 نقطة ليغلق عند 6,549.00، وانخفض سهم شركة نايس بنسبة 2.27% أو 1,350.00 نقطة ليغلق عند 58,200.00. واليوم أعلنت كندا، إلى جانب المملكة المتحدة وفرنسا، وإسبانيا عن استعدادها لاتخاذ 'إجراءات ملموسة' ضد إسرائيل إذا لم توقف هجومها العسكري المتجدد في غزة وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ، كما أعلنت لندن وقف مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل بعد يوم واحد من توجيه وزراء خارجية أكثر من 22 دولة- من بينها كندا، فرنسا، ألمانيا، اليابان، المملكة المتحدة، أستراليا، السويد، وغيرها- إلى جانب ممثلين من الاتحاد الأوروبي، تحذيرات شديدة اللهجة إلى إسرائيل بسبب استمرارها في منع دخول المساعدات للقطاع.