نتنياهو هو التعبير الاصدق عن توجهات المجتمع الإسرائيلي
وكان عمليا يمثل التوجهات السياسية، والدينية للمجتمع الاسرائيلي الأكثر تطرفا وغلوا ووحشية ، وهو التعبير الاصدق عن الطموحات، والتطلعات اليهودية التاريخية.
والمجتمع الإسرائيلي المتعطش للدم لم يكن ليكتفي بتجريد الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة في وطنهم ، والاستيلاء على ارضهم بالقوة، وإلغاء هويتهم الوطنية، وتعريضهم للإبادة الجماعية، وقتلهم بلا هوادة، ، ورفض خيار حل الدولتين على الاطلاق، وانما كان ينظر الى تحقيق حلمه التاريخي في إقامة دولة إسرائيل الكبرى .
وكان نتنياهو يعد المجتمع الإسرائيلي لهذه المرحلة، وسيبقى يبني قدرات عسكرية، وتحالفات قادرة على تغير موازين القوى في الشرق الأوسط.
ونتنياهو سعى وخطط ونفذ لبناء دولة يهودية قوية تملك سلاح الجو الأقوى في المنطقة وليكون قادرا على التوسع حسب الرؤية التوراتية في المستقبل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب يعد العدة لهذا المشروع، وعمد الى ملاحقة كل قوى المقاومة التي هددت الامن القومي الإسرائيلي في ظل واقع عربي مؤسف ساعد على ذلك.
ونتنياهو يؤمن بشعبه وبتوجهاته السياسية وبعقيدة اليهود، وهو الخادم الأمين، والممثل الاصدق لاحلام وتطلعات الصهاينة الاستعمارية ، وهو والقادة الإسرائيليون من قبله بنوا الاجيال اليهودية على كره العرب، وعلى عدم الإيمان بادميتهم ، وحقهم المشروع في الحياة.
ولم يكن نتنياهو يخفي نواياه الخبيثة إزاء الاردن، وكان وهو والصهاينة الذين تولوا المسؤولية يعدون الاجيال اليهودية للمواجهة القادمة، ولمعركة الوجود مع العرب، وليس للاستيلاء على فلسطين فحسب .
وهو امتداد طبيعي لسلسلة من القادة الإسرائيليين الاشرار الذين سعوا الى تكبيل دول الطوق بالمعاهدات، واخراجها من توازن المنطقة، ولغاية الانفراد بالفلسطينيين أصحاب الأرض المقدسة وحدهم في المرحلة الأولى من الصراع.
الا ان الفلسطينيين كانوا على قدر المحنة التاريخية التي حاقت بهم وبأجيالهم ظلما وبهتانا ودخلوا في مواجهة أسطورية مع الصهاينة المدعومين من كل دول العالم الغربي ، ولم يفت ذلك في عضدهم، او يقلل من ايمانهم بعدالة فضيتهم وضرورة الاستمرار في مقاومتهم الوطنية الباسلة والممتدة منذ نحو قرن الى اليوم .
ورغم حجم الرعاية والاحتضان الغربي الذي تحظى به دولة الاحتلال الصهيوني ، ومنحها التفويض السياسي المفتوح والغطاء في المنظمات الدولية، وهو ما تجلى أخيرا في الهجمة الصهيونية الشعواء على غزة والتي طالت البشر والشجر والحجر ولم تبق موبقات في عرف البشرية الا واقترفتها بحق الأبرياء والمدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ الا ان المجاهدين الفلسطينيين ضربوا أروع الأمثلة واصدقها في مقاومتهم الباسلة
وكان اهل غزة يتصدون للعدوان الصهيوني الأشد همجية في التاريخ المعاصر في ظل نظامهم العربي المشلول ، وباجسادهم العارية، وسيل دمائهم الطاهرة. وظلوا يقارعون العدوان الاثم، ويواجهونه في منازلة تاريخية لم تتوقف، ولم تسقط الراية من أيديهم رغم فداحة العدوان وحجم التضحيات الجسام .
وقد تواصلت فصول المأساة الفلسطينية ، والتي الهمت الشعور العالمي، وحققت المقاومة الفلسطينية موقع الصدارة في التضحية والفداء كأسمى وارفع حركات المقاومة الوطنية في العالم الحر.
وحسب غزة اليوم انها تضم خيرة البشرية على الاطلاق من المؤمنين، والصابرين، والابرار ، ومن المجاهدين والشهداء، والشباب الأقرب الى الله تعالى، والاكثر طهرا وصفاء على مستوى الأرض.
والشعب الفلسطيني البطل الذي تفانى، وفني في الدفاع عن ارضه ومقدساته هو الأكثر رفعة وشرفا في المعمورة ، وهو أسطورة في العمل الوطني، و ما برح يقارع العدوان الصهيوني الاثم.
وكان في تواصل عمليات المقاومة الفلسطينية واستمرارها مصلحة عربية لمنع توسع إطار الشر الإسرائيلي ليشمل الإقليم باسره، وهي خط الدفاع الأول في المنطقة العربية، والفلسطينيون في مقاومتهم يستنزفون الوجود الإسرائيلي الذي يشكل خطرا داهما على كل المنطقة العربية الا انهم تركوا وحدهم في المواجهة المصيرية امام مرأى العالم العربي والاسلامي .
واسرائيل عمليا لم تكن تريد السلام يوما ، ولكنها كانت بحاجة للوقت ولمهلة لكي تقتل في المجتمعات العربية روح المقاومة، وتبث فيها سموم الهزيمة، وتحرك التناقضات في النسيج الاجتماعي للدول العربية، ولكي تضعف من قدرة العرب على مواجهتها وصولا الى تحقيق أهدافها الرئيسية المتمثلة في إقامة دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل الى الفرات، وتعتبرها مهمة ربانية كما يتبدى اليوم.
وكانت الدولة الصهيونية معنية بان يلحق الخراب بدولنا، وبجر الويلات على الشرق الأوسط، واشغلتنا عن معركة التنمية، ودست من خلال المنظمات الدولية مطالبها الخاصة بتدمير ثقافة وحصانة المجتمعات العربية والإسلامية، وصولا الى افقاد العرب القدرة على تقرير المصير.
والقضية الفلسطينية عموما هي التي حافظت على قيم ووعي الاجيال العربية المتلاحقة لعقود.
واليوم وعلى تناقضات الواقع العربي المؤلم يدشن نتنياهو العصر الذهبي للصهيونية ، ويبلغ بها ذروة مرحلة الاستكبار اليهودي ، ويعربد في الاقليم وحده بلا رادع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 31 دقائق
- أخبارنا
في جاهة عائلتي أبو خليل والخطاطبة .. د. قشوع يرفض "التصريحات العدائية والمقيتة" التي تصدر عن الاحتلال الإسرائيلي.
أخبارنا : دعا الوزير الأسبق، الدكتور حازم قشوع، إلى مسيرات مليونية في جميع محافظات المملكة، وذلك رفضًا "للتصريحات العدائية والمقيتة" التي تصدر عن الاحتلال الإسرائيلي. جاء ذلك خلال حديثه في جاهة عائلتي أبو خليل والخطاطبة، حيث أكد قشوع أن "التفافنا خلف قيادتنا الهاشمية هو الرسالة، وهو الرد، وهو التعبير عن فحوى 'كلنا الأردن' في مواجهة التحديات". وأضاف قشوع أن "كلنا الأردن في ردع الأطماع التوسعية لحكومة الاحتلال، وكلنا الأردن في الدفاع عن الأمة وقضيتها المركزية التي عنوانها فلسطين أيقونة الحرية". وفي السياق نفسه، أكد الوجيه خيرالدين هاكوز على الثوابت الوطنية، داعيًا إلى المحافظة على الأردن كبلد للأمن والأمان، ومباركًا للعروسين عماد جمال أبو خليل وتيماء عبد الرحمن الخطاطبة، سائلًا الله أن يبارك لهما ويجمع بينهما في خير.


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
خالد دلال : نتنياهو وكذبة إسرائيل الكبرى
أخبارنا : هو نفسه يعلم أنها كذبة، لكنه الرعب الذي يسيطر عليه من سقوط حكومته، والوقوع في شرك محاكمات الفساد والرشوة التي تنتظره، ولذلك فهو يسعى، بين الحينة والأخرى، لاسترضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف وقطبيه، وزير المالية العنصري، تسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الفاشي، إيتمار بن غفير، عبر إطلاق تصريحات تداعب فكرهم التلمودي المنحرف الضال. نتنياهو داهية في السياسة وهو براغماتي الفكر ونرجسي في الوقت نفسه، ولذلك فهو لا يأبه إلا بمستقبله السياسي، وتراه يراوغ الجميع، بدأ من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، محاولا استعطافه لمساندته داخليا وقد فعل، إلى ملاطفة أعضاء حكومته، في سبيل البقاء في السلطة، حالما أن يكون يوما تشرشل الشعب اليهودي، كما كان الثعلب الإنجليزي، رئيس الوزراء البريطاني الأشهر في العصر الحديث، ونستون تشرشل، زعيما لأمته في انتصارها على النازية. أما ما تحدث به مؤخرا، في مقابلة أدارها صحفي يميني إسرائيلي، وهو شارون غال، من قناة i24 الإسرائيلية، حول كونه في "مهمة تاريخية وروحية"، وأنه متمسك برؤية إسرائيل الكبرى، فهو مجرد أحلام تقف عند حدود الأوهام، نتنياهو نفسه يعلم أنها ضربا من الخيال. هو مدرك أن جيشه منهك وفاشل وحائر في السيطرة على منطقة صغيرة جغرافيا مثل غزة، وبالتالي فالترويج لكذبة إسرائيل الكبرى لا تأتي إلا في سياق الإفلاس السياسي، ومحاولة خلق واقع زائف لإثارة البلبلة في المنطقة لهدفين: أولا، التغطية على حجم الخسائر الإسرائيلية في غزة، وعلى جرائم الاحتلال الدموية هناك، والتي ستزداد قريبا بعد إعلان قرب احتلال القطاع والعمل على تنفيذ سياسات التهجير بكل الطرق. وثانيا، لتعزيز وحدة الصف الداخلي الإسرائيلي بعد تقارير عن صدامات علنية بين نتنياهو وجنرالات الجيش الذين باتوا يرون تخبط رئيس وزرائهم في مستنقع غزة، وكان من ذلك الفشل في تأمين الأغلبية اللازمة للتصويت على تمديد خدمة جنود الاحتياط، وسط رفض واسع من الجنود للأمثال لأوامر الاستدعاء. ورغم ما تقدم، فهناك من يرى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، هي تتويج للفكر الإسرائيلي الاستعماري من منطلق التفوق العسكري في المنطقة بعد ترويض إيران وتحجيم أذرعتها، وبعد أيام من إقرار الكنيست الإسرائيلي ضم الضفة الغربية، وبالتالي فلا بد من التصدي لهذه العقلية، وأقلها عبر الطلب مباشرة بتوضيح رسمي مباشر من نتنياهو نفسه حول تصريحاته مثار الجدل والتراجع عنها. لكن اليقين لكشف جدية مهاترات نتنياهو الاستفزازية من عدمها ليس بيده، بل بيد سيد البيت الأبيض. فبدون الدعم الأميركي، لن يستطيع نتنياهو ولا غيره من قادة تل أبيب من الانتصار لا في غزة ولا في غيرها من خطط توسعية. وعليه، فالتعهدات الأميركية هي ما على العرب العمل على ضمانه في وجه التهديد الإسرائيلي لهم. الأغلب أن كل ما تقدم لا يغدو أكثر من زوبعة في فنجان للفت الأنظار عن المجزرة القادمة عند احتلال غزة. وهذا ما على العرب الالتفات إليه أكثر من خرافة الأرض الموعودة لبني إسرائيل، والتي روجها حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء، مناحيم بيغن، في سبعينيات القرن الماضي. على العرب طرق باب واشنطن بقوة، والحصول على ضمانات أميركية حاسمة تضع حدا للهوس الإسرائيلي، حاضرا ومستقبلا، في الترويج لأسطورة إسرائيل الكبرى، أما غير ذلك، فلا يعدوا كونه ذرا للرماد في العيون.

عمون
منذ 7 ساعات
- عمون
قشوع يدعو لمسيرات مليونية لمواجهة التحديات الخارجية
عمون - دعا الوزير الأسبق، الدكتور حازم قشوع، إلى مسيرات مليونية في جميع محافظات المملكة، وذلك رفضًا "للتصريحات العدائية والمقيتة" التي تصدر عن الاحتلال الإسرائيلي. جاء ذلك خلال حديثه في جاهة عائلتي أبو خليل والخطاطبة، حيث أكد قشوع أن "التفافنا خلف قيادتنا الهاشمية هو الرسالة، وهو الرد، وهو التعبير عن فحوى 'كلنا الأردن' في مواجهة التحديات". وأضاف قشوع أن "كلنا الأردن في ردع الأطماع التوسعية لحكومة الاحتلال، وكلنا الأردن في الدفاع عن الأمة وقضيتها المركزية التي عنوانها فلسطين أيقونة الحرية". وفي السياق نفسه، أكد الوجيه خيرالدين هاكوز على الثوابت الوطنية، داعيًا إلى المحافظة على الأردن كبلد للأمن والأمان، ومباركًا للعروسين عماد جمال أبو خليل وتيماء عبد الرحمن الخطاطبة، سائلًا الله أن يبارك لهما ويجمع بينهما في خير.