رحيل القمص عبد المسيح بسيط صوت المعرفة في الكنيسة.. أحب المسيح بعقله وقلبه.. لم يكتف بالإيمان وفتش عن أسراره
في هدوء يشبه طريقته، غاب القمص عبد المسيح بسيط عن عالم طالما خدمه بالكلمة والروح، بعد أن أعلنت كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بمسطرد رحيل كاهنها الذي ظل لعقود واحدًا من أبرز وجوه المعرفة داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأكثرهم حضورًا في ساحات الجدل اللاهوتي والتنوير العقائدي.
من هو القمص عبد المسيح بسيط ؟ ولد الأب الراحل في 15 ديسمبر عام 1955، والتحق بكلية الآداب جامعة عين شمس، وحصل على البكالوريوس، قبل أن يرسم كاهنًا، تحت اسم القمص عبد المسيح بسيط، في كنيسة العذراء بمسطرد، التي بقي فيها حتى لحظة الرحيل.لكن بسيط لم يكن مجرد كاهن رعوي، بل مثقف لاهوتي من طراز خاص، خاض معارك فكرية وعقائدية بشجاعة هادئة، وعرفه المثقفون والإعلاميون كأحد الأصوات العاقلة التي دافعت عن الإيمان المسيحي من منطلق علمي وروحي، وواجهت شبهات طالما أُثيرت حول الكتاب المقدس، مستخدمًا في ذلك أدوات التاريخ، والنقد، والفهم العميق للنصوص.إرث عبد المسيح بسيطكتب القمص عبد المسيح بسيط الكثير من المؤلفات، وحاضر في ندوات لا تُحصى، لم يرد أن تكون الكنيسة منغلقة على ذاتها، فقرّب الكاهن من الناس، إذ كان بسيطًا كما اسمه، لكنه عميق في منطقه واسع المعرفة، حريصًا على الحوار لا الصدام.واليوم الأربعاء، تُقام صلاة الجنازة على روحه، بكنيسة العذراء بمسطرد، التي كانت بيته وخدمته وسيرته فيما يُستقبل العزاء غدًا الخميس، في قاعة الكنيسة ذاتها، وسط محبيه وأسرته وتلاميذه.موعد صلاة الجنازة على القمص عبد المسيح بسيط وأعلنت كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بمسطرد، عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن رحيل القمص عبد المسيح بسيط، كاهن الكنيسة، بعد حياة مليئة بالخدمة والعطاء الروحي والمعرفي.ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة على روحه اليوم الأربعاء، في تمام الساعة الرابعة عصرًا، داخل كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بمسطرد، وسط حضور محبيه من أبناء الكنيسة وأسرته وتلاميذه.كما أعلنت الكنيسة أن العزاء سيُقام مساء غد الخميس في تمام الساعة السادسة، بقاعة كنيسة السيدة العذراء بمسطرد.وقدمت الكنيسة خالص تعازيها لشعبها ومحبي الأب الراحل، داعيةً أن تشمل الجميع تعزيات الروح القدس، وأن يمنح الله العزاء والسلام لكل من تألم برحيله. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 5 دقائق
- فيتو
تفسير رؤية لبس الإحرام في المنام وعلاقتها بالتوبة والابتعاد عن المعاصي
تفسير رؤية لبس ملابس الإحرام في المنام، ملابس الإحرام ترمز إلى الطهارة والنقاء والتقرب إلى الله. هذا الحلم يعكس رغبة الحالم في تحسين حالته الروحية والتوجه نحو الأعمال الصالحة. كما يمكن أن يكون دلالة على بداية جديدة أو مرحلة جديدة في حياة الشخص مليئة بالخير والبركات. ومع ذلك، تفسير الأحلام يعتمد بشكل كبير على حالة الشخص وظروفه الواقعية. إذا كان الحالم يعيش فترة من التوتر أو القلق، فقد يكون الحلم تذكيرًا له بأهمية التوجه إلى الله والبحث عن السلام الداخلي. أما إذا كان الحالم في حالة جيدة ومستقرة، فقد يكون الحلم إشارة إلى استمرار الخير والبركة في حياته. تفسير رؤية لبس الإحرام في المنام إذا كان الرجل متزوجًا ورأى نفسه يرتدي ملابس الإحرام فى المنام ، فقد يكون ذلك دلالة على امتناعه عن الجماع مع زوجته لفترة معينة، بينما إذا كان عازبًا، فقد يشير ذلك إلى رغبته في الزواج أو اقتراب موعد زواجه. كما أن رؤية لبس الإحرام قد تعكس رغبة الشخص في التوبة والابتعاد عن المعاصي والمشاكل، وهي إشارة إلى الصفاء الداخلي والسعي للتقرب من الله. وإذا رأى الشخص صديقًا أو شخصًا يعرفه يرتدي ملابس الإحرام أثناء مناسك الحج، فقد يكون ذلك دلالة على قرب حج هذا الشخص. أما بالنسبة للشاب العازب، فإن ارتداء ملابس الإحرام في المنام قد يرمز إلى زواجه القريب من فتاة صالحة وملتزمة، أو إلى هدايته وزوال همومه ومشاكله. ولكن إذا كانت ملابس الإحرام سوداء اللون، فقد يشير ذلك إلى وجود نفاق في قلب الشخص الذي يرتديها وأن عباداته ليست خالصة لوجه الله. وفي حال رؤية مسافر يرتدي ملابس الإحرام أثناء أداء مناسك الحج، فإن ذلك يدل على سلامته وأمنه خلال سفره وعودته بصحة وعافية. تفسير رؤية لبس الإحرام في المنام لابن شاهين يعتبر الإمام ابن شاهين أن الإحرام علامة على تجريد المسلم من عبادته بحس الذنب بسبب خطاياه، وذلك لأن الإحرام يعتبر من الأمور التي تغفر الذنوب وترد العبد المسلم كأنه طفل صغير لم يرتكب أي إثم أو معصية. الرجل الذي يرتدي ملابس الإحرام قد يدل على حياته العاطفية خاصة إذا كانت الملابس نقية وبيضاء اللون وكان الإحرام وقت أداء فريضة الحج فقد يعني ذلك استقرار الزواج والحياة. قد يكون لباس الإحرام دلالات سلبية في الحياة الواقعية لأن أداء فريضة الحج يعني تغييرًا في الحياة العاطفية للإنسان، فإذا رأى الرجل متزوجًا فهذا يعني أنه سيطلق زوجته، أما إذا كان الرجل الأعزب فهذا يعني أنه سيتزوج قريبًا. كما جاء في تفسير ابن شاهين أن الرجل إذا رآه وهذا الرجل مريض في الحياة الواقعية فهذا الحلم يدل على وفاته ونهاية حياته. لبس الإحرام في الحلم يشير إلى أشياء كثيرة وذلك لأنه يرمز إلى رغبة العبد المسلم في الاقتراب من الله تعالى وزيادة إيمانه وتقواه ولكنه في الحلم علامة على رغبة العبد ليطهر نفسه من الذنوب ويبتعد عن الذنوب، والله أعلم. تفسير رؤية لبس الإحرام في المنام للعزباء إذا رأت العزباء فى المنام أنها ترتدي ملابس الإحرام وتسافر إلى الكعبة فهذا يدل على أنها ستتزوج قريبًا وسترتدي ملابس الزفاف والفرح وستعيش حياة زوجية سعيدة للغاية، كما أن رؤيتها أنها تجهز الملابس للإحرام دون أن تلبسها يدل على أنها تستعد للاختبارات ومرحلة مهمة في حياتها العلمية وأن الله يوفقها ونجاحها فيها بأمر الله تعالى. أما إذا أتى شاب إليها بملابس الإحرام وتقدم لها فهذا يدل على أنها ستحصل على خيرات كثيرة وتتزوج من رجل صالح ويتقي ربه. تفسير رؤية لبس الإحرام في المنام للمتزوجة إذا رأت المتزوجة نفسها وهي ترتدي ملابس الإحرام فهذا يدل على أنها مطيعة لزوجها وتسعى للحصول على موافقته، كما يدل على أنها عابدة صالحة لربها. ملابس الإحرام للمتزوجة يشير أيضًا إلى زوال كل الهموم والألم الموجود في حياتها الحقيقية ونهاية كل المشاكل التي تعاني منها، والله أعلم. كما أن اذا رأت المتزوجة انها ترتدي ملابس الإحرام يدل ذلك على صلاح حالها مع الله تعالى وخوفها منه، وإذا كانت ملابس الإحرام بيضاء فهذا يدل على أنها ستسمع البشارة قريبًا. رؤية ملابس الإحرام للمرأة المتزوجة قد تشير إلى أنها ستلد قريبًا لكن إذا كانت حاملًا فهذا يدل على سهولة الولادة. إذا رأت المتزوجة زوجها وهو يرتدي ملابس الإحرام فهذا يدل على السعادة الزوجية واستقرارها، كما تشير إلى انتهاء المشاكل الحالية وقد تشير أيضا إلى أن الزوج قد سدد جميع ديونه. لبس الإحرام من الأخبار السارة للمسلم في حياته، فإذا كان ينتظر موافقة أحد الأشخاص فيكون الرد عليه جيدًا ، والذهاب إلى الكعبة مرتديًا الإحرام يدل على تحقيق الرغبات في حياة الإنسان وتحقيق ما يسعى إليه في حياته والوصول إليه بأمر الله تعالى والله أعلم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الجمهورية
منذ 8 دقائق
- الجمهورية
7 ازمنة التعرض لنفحاتها سبباً لصلاح الحال
وقد أستشهدت عليه بقوله صل الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا" أخرجه الطبراني. وأكدت أن الامر الشرعى ورد بالتعرض لتلك النفحات فى الازمنة المُباركة واغتنامها -ومنها الاشهر الحُرم ومن رحمها الايام العشر - وقد أوضح الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الازهر الشريف أن "من تشريف الله تعالى للزمان:" الاتى 1. أنَّ الله تعالى شرَّف ساعةً في جوف الليل لمناجاة الله وتقبُّل الدعاء: جعلها الله وقتًا لا يُردُّ فيه سائل، ولا يُخيَّب فيه داعٍ، وهي أقرب ما يكون العبدُ من ربِّه. 2. أنَّ الله تعالى شرَّف ساعةً في يوم الجمعة ، فجعلها ساعةً عظيمة يُستجاب فيها الدعاء، ولا يُرد فيها السائل، وقد أخفاها في اليوم ليتحرَّاها المؤمن، فيظلّ مقبلًا على ربِّه برجاءٍ وخشوع. 3. أنَّ الله تعالى شرَّف يومًا في الأسبوع وهو (الجمعة): سيِّد الأيام، فيه خُلق آدم، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة إجابة لا يُردُّ فيها الدعاء. 4. أنَّ الله تعالى شرَّف ليلةً في العام وهي (ليلة القدر): ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، أُنزل فيها القرآن، وتتنزَّل فيها الملائكةُ بالرَّحمة والسَّلام. 5. أنَّ الله تعالى شرَّف يومًا في العام وهو (يوم عرفة): يومُ العتق الأكبر، ويوم إكمال الدين، ويوم المغفرة، وخير أيام الدنيا. 6. أنَّ الله تعالى شرَّف شهرًا في العام وهو (رمضان): شهرُ القرآن، والصِّيام، والقيام، والرَّحمات، والفُتوحات. 7. أنَّ الله تعالى شرَّف أيّامًا هي تاج الزمان (عشر ذي الحجة): أحبُّ الأيام إلى الله، والعمل فيها أعظم أجرًا، ويوم عرفة فيها هو ذروتها، وخير أيام الدنيا على الإطلاق.


بوابة الأهرام
منذ 13 دقائق
- بوابة الأهرام
غير الحجاج وحج القلوب والعقول.. والفرص الضائعة
جميعنا تأتي إلينا فرص "غالية" لنكون أفضل دينيًا، وكثيرًا ما لا ننتبه إليها -مع الأسف- لتورطنا في الانشغال الزائد بهموم الحياة. ولا حياة بلا بعض من الهموم، ومن يركز عليها طوال الوقت يخذل نفسه ويحرمها من الفرص التي يستحق الاستفادة منها. في أيام الحج، يتألم ملايين المسلمين في أنحاء العالم؛ لأنهم لم يذهبوا للحج لينعموا بأداء الفريضة بأفضل ما يمكنهم، ويعودوا وقد تطهروا من كل ذنوبهم، وعادوا كما ولدتهم أمهاتهم؛ مستبشرين بقبول الحج، وكلهم حماس وعزيمة لطرد كل ما يتناقض مع نعمة الحج، ويحتضنون ما يجعلهم يحافظون على حجتهم نقية بلا شوائب. وإذا اقترب منها ما قد يخدش نقاءها من قول أو فعل أو نية؛ يسارعون بطردها مستغفرين ونادمين، ويجددون طهارة الحج في قلوبهم وعقولهم. ويستطيع غير الحجاج إسعاد أنفسهم والتشبث بهذه الفرصة الغالية، وعدم السماح بإضاعتها والفوز بها، ليس استغناءً عن الحج بالطبع، ولكن ليحسنوا روحانيتهم -ما استطاعوا بجدية ومثابرة- حتى يستطيعوا أداء الحج ماديًا وصحيًا. نستمع بحب واشتياق لتلبية الحجاج ونقول: يا ليتنا كنا معهم وهم يقولون بقلوبهم وعقولهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. ونستطيع فعل ذلك دومًا متى أدركنا مفهوم التلبية. فلبيك اللهم تعني نأتي طاعة إليك سبحانك وتعاليت، ولماذا لا نطيع الرحمن نحن أيضًا ونحسن من طاعاتنا، ونجتهد للتقرب من الرحمن بالتفكير والتصرف كما يحب ويرضى عز وجل؟ وأن نركل بأقدامنا وقلوبنا وعقولنا كل ما يحرمنا من رضاه ومحبته سبحانه وتعالى. لماذا نؤجل ذلك ونخذل أنفسنا؟ لماذا لا نسعى بجدية لملء أعمارنا بما يفيدنا دينيًا؟ وسينعكس ذلك على الدنيا أيضًا؛ فمن أراد خيري الدين والدنيا فليتقرب إلى الرحمن والعكس صحيح دومًا. وفي التلبية أيضًا: "لا شريك لك لبيك"؛ أي تجديد العبودية لله عز وجل وحده، والتخلص من كل مظاهر الشرك بالله، وأكثرهم شيوعًا القول -والعياذ بالله-: فلان يستطيع فعل ذلك ولكنه يرفض. فمن يقل ذلك يتجاهل أن الله سبحانه وحده هو العاطي والمانع، والمعز والمذل، وأن البشر جميعهم لا يملكون من أمرهم شيئًا، وأنهم مجرد وسيلة للإعطاء أو للمنع بأمر الله وحده، وسبحانه القائل: "يدبر الأمر". يلبي الحجاج قائلين: "إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"؛ أي أن كل الشكر لك وحدك يا الله، فسبحانك المنعم ذو الفضل العظيم ولا شريك لك في منحها، فلك سبحانك وتعاليت الحمد والشكر والثناء والإقرار بفضلك علينا جميعًا دائمًا وأبدًا. ولنتدبر قول الله سبحانه وتعالى: "إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". ولنجتهد في تطهير قلوبنا أولًا بأول، وتحسين كل أعمالنا، وطرد الادعاء الخبيث بأن ما يهم هو القلوب فقط، فهذا كذب صريح والآية الكريمة ربطت بين القلوب والأعمال؛ ونتساءل: هل يمكن القول في العمل أن قلبي يريد الاجتهاد في العمل بينما أتكاسل عنه أو لا أؤديه كما يجب؟ في الحج درس للربط بين القلوب والأعمال من حيث أداء الشعائر والمناسك، وبها مشقة ويؤديها الحجاج برضا وفرح وشكر للرحمن الذي رزقهم نعمة الحج، وغير الحجاج أيضًا باستطاعتهم الاستفادة من فرصة الحج والمسارعة بتنقية القلوب وتزكية الأعمال، ليس وهم متأثرين بوقت الحج فقط، فيكونوا كمن يتناولون قرصًا من الفوار ينتهي سريعًا، ولكن يجعلونه برنامجًا يجددون اختياره لمعرفتهم بمكاسبه الهائلة، أليس كذلك؟ وكما يخاف الحاج أثناء الحج من ارتكاب ما يفسد حجه، ويخاف أيضًا بعد الحج إضاعة فرصة العيش بطهارة الحجاج، يمكن لمن لم يحج بعد فعل ذلك أثناء الحج وطوال العمر. في تأدية شعائر الحج في الطواف والسعي تتلاشى الفروق بين الغني والفقير وصاحب النفوذ والعامل البسيط؛ فالجميع سواسية كما خلقنا الخالق عز وجل جميعًا من طين. ويتقارب الجميع من كل الجنسيات ومن كل لون في اتحاد وتناغم جميل وكيف لا يحدث؟ والجميع اتفقوا على الهدف من الحج وهو قصد بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج. والقصد مهم جدًا، فلابد من توافر النية والاستعداد النفسي والقلبي والعقلي لأداء المناسك وتعظيم الشعائر؛ وفي الآية الكريمة: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب". وهو ما نود فعله والاستمرار عليه أثناء الحج وبعده، وإن لم نكن من الحجاج، فتقوى القلوب يمكننا البدء بها فورًا وكذلك طرد التكبر على الناس ورفض تكبرهم أيضًا، وصدق القائل: "التكبر على المتكبر صدقة"، وعدم التفرقة بين المسلمين ومحبتهم جميعًا من كل الجنسيات، والتنبه للسياسة الاستعمارية البغيضة التي يتبناها كل المستعمرين الذين يريدون سرقة أوطاننا ومقدراتنا واستقلالنا أيضًا، وينفذون حيلتهم الخبيثة التي تنجح كثيرًا وهي: فرق تسد. قبل الحج يجب رد الحقوق إلى أصحابها. فلماذا لا نسارع بالتوبة وعدم الإصرار على الذنب والندم عليه، ونية بدء حياة جديدة نتطهر فيها من كل أخطائنا وكلنا نخطئ ونصيب، ولتكن توبة دائمة وليست مؤقتة بسبب الحج، ولا توبة دون إعطاء الناس حقوقها كافة. ننسى كثيرًا أن باب التوبة مفتوح دومًا ولا يقتصر على يوم عرفة الذي نؤكد بالطبع على أهميته؛ فلنجتهد في التوبة يوميًا لننجو ونسعد في الدارين. ففي الحديث الشريف يقول رسولنا الحبيب: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".