
الحيتان القاتلة تهدد أرزاق الصيادين.. البرلمان يطالب بحلول مبتكرة
في أعماق المياه المغربية، وعلى غير العادة، ظهرت حيتان الأوركا بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة، تاركة وراءها علامات استفهام وأحيانًا خسائر مادية جسيمة.
ولم يعد مشهد هذه الحيتان الضخمة وهي تسبح بين الأمواج مجرد ظاهرة طبيعية تثير الفضول، بل تحول إلى هاجس يطارد الصيادين المغاربة الذين يعتمدون على البحر كمصدر رزق وحيد لهم.
وحذر المراقبون من أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى انخفاض حاد في مخزون الأسماك، مما يهدد اقتصاد الصيد البحري الذي يُعتبر ركيزة أساسية لآلاف الأسر المغربية.
في الوقت ذاته، لا تزال الأضرار المادية الكبيرة التي لحقت بالقوارب والمعدات البحرية تشكل عبئاً إضافياً على الصيادين الذين يعانون أصلاً من صعوبات أخرى تتعلق بتغير المناخ وقلة الموارد البحرية.
ووسط هذه الأجواء، قرر البرلمان التدخل، حيث وجه إدريس السنتيسي، النائب البرلماني عن الحركة الشعبية، سؤالاً كتابيا إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري حول الخطط المستقبلية لمعالجة هذه الظاهرة.
كان التساؤل يدور حول إمكانية استخدام تقنيات متطورة مثل الأجهزة الصوتية الطاردة أو أنظمة الحماية البحرية، وهي تقنيات يُعتقد أنها قد تكون فعالة في تقليل احتمالية اقتراب الحيتان من القوارب.
كما أشار السنتيسي إلى ضرورة البحث العلمي لتطوير حلول مستدامة تُحافظ على التوازن البيئي وفي نفس الوقت تُقلل من المخاطر التي تواجه الصيادين ومعداتهم.
ولم يتوقف تفاعل إدريس السنتيسي مع هذه القضية عند هذا الحد، بل تضمن دعوات إلى تخصيص دعم مالي وبرامج تأهيلية للصيادين المتضررين، لضمان استمرارية عملهم وتحسين قدراتهم في مواجهة هذه التحديات الجديدة.
لكن، رغم هذه الجهود، يبقى السؤال الأهم هو كيفية التوفيق بين حماية أرزاق الصيادين والحفاظ على هذه الكائنات البحرية الفريدة، التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من التنوع البيئي للمحيطات.
شارك المقال

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أريفينو.نت
٣١-٠٣-٢٠٢٥
- أريفينو.نت
الوزير يحمل أخبار سارة لاسر تلاميذ التعليم العمومي في المغرب؟
كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد برادة، عن تحقيق تقدم كبير في رقمنة المؤسسات التعليمية بالمغرب، حيث تم ربط 96% منها بخدمة الإنترنت وتجهيز 90% بالوسائط الرقمية الأساسية، في إطار الجهود المبذولة لتنفيذ أهداف خارطة الطريق 2022-2026. وفي رد كتابي موجه إلى رئيس فريق الحركة الشعبية، إدريس السنتيسي، حول موضوع التعليم الرقمي، أوضح الوزير أن الوزارة تسعى لاستكمال تجهيز المؤسسات التعليمية ببنية تحتية رقمية متطورة. تتضمن هذه الخطوة إدماج أحدث التكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي، القاعات متعددة الوسائط، واللوحات التفاعلية، بالإضافة إلى الحقائب الرقمية والسبورات الذكية. وأكد برادة أن الوزارة قامت بتزويد أساتذة المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمؤسسات الريادة، وأساتذة المواد العلمية بالمرحلة الثانوية بأجهزة حواسيب محمولة مع توفير الإنترنت. كما جرى إعادة تأهيل مدارس الريادة وتجهيزها بأجهزة العرض وأجهزة الكمبيوتر، وإتاحة دروس رقمية تم تطويرها بالكامل من قبل هيئة التدريس. ويمكن للكوادر التربوية الوصول إلى هذه الموارد عن طريق منصة 'ريادة'. وأشار إلى تطوير منظومة لإدارة التعلم (LMS) وربطها بنظام 'مسار' للتدبير المدرسي، بهدف تقديم خدمات تعليمية إلكترونية متكاملة. ستتيح هذه المنظومة للمتعلمين الوصول المجاني إلى الموارد الرقمية والدروس التفاعلية عبر المنصة الإلكترونية أو من خلال تطبيق خاص. كما تسمح بمتابعة تقدم التلاميذ، تقييمهم وتقديم الدعم المناسب لهم، إضافة إلى تقديم خدمات أخرى. في سياق آخر، أشار الوزير إلى منصة 'المسارات الرقمية البيداغوجية' التي تهدف إلى تعزيز تدريس المواد العلمية في المرحلتين الإعدادية والثانوية. وتتميز المنصة بتوفير موارد تعليمية غنية تُستخدم في التعليم الحضوري على شكل مسارات تعليمية رقمية، يمكن للمتعلمين الوصول إليها عبر خوادم محلية وشبكات لاسلكية دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت. إقرأ ايضاً وبشأن تعزيز تعليم اللغات، أكد الوزير توظيف منصات متخصصة لتدريس اللغة العربية، الأمازيغية، الفرنسية، والإنجليزية. يستهدف هذا البرنامج حالياً دعم 150 ألف تلميذ مع التطلع للوصول إلى 1.5 مليون تلميذ بحلول عام 2026. وفي إطار مشاريع الرقمنة التعليمية، تحدث برادة عن مبادرة القافلة المتنقلة التي تهدف إلى نشر الثقافة الرقمية وتحفيز الإبداع بين التلاميذ والأساتذة. تعمل القافلة على تنظيم ورشات تدريبية لتلاميذ السنة السادسة ابتدائي في المناطق القروية لتعلم البرمجة والروبوتات واكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي. ومن المقرر أن يرتفع عدد المستفيدين من هذه المبادرة من 75 ألف تلميذ هذا العام إلى 625 ألف تلميذ بحلول موسم 2026-2027. كما أشار الوزير إلى إنشاء مختبرات جهوية لتطوير الموارد الرقمية داخل كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين، مما سيشكل بيئة داعمة للابتكار واستخدام أحدث التقنيات، بما فيها الذكاء الاصطناعي. بالتوازي مع ذلك، تم إنشاء مصالح خاصة بالتعليم عن بعد في كل جهة، كخطوة محورية نحو التحول الرقمي للتعليم. وتهدف هذه الجهود إلى ضمان استمرارية التعليم في ظل بعض الظروف الاستثنائية مثل جائحة كوفيد-19، وتوفير بدائل مرنة تغني عن الحضور الفعلي وتدعم جودة التعليم في مختلف الحالات.


الجريدة 24
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- الجريدة 24
العدادات الذكية وتطبيقات الترشيد.. ضغط برلماني لوقف هدر المياه
في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، أصبح المغرب يواجه أزمة مائية متزايدة تستدعي حلولًا مبتكرة لضمان استدامة الموارد المائية. وكشف "المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة" في تقرير حديث عن ضرورة تبني التكنولوجيات الناشئة في قطاع المياه، مشيرًا إلى أن التحول الرقمي قد يكون مفتاحًا رئيسيًا لمواجهة ندرة المياه وترشيد استهلاكها بفعالية. يقترح التقرير تطوير حلول "إنترنت المياه" (IoW)، وهي تقنية تعتمد على أجهزة استشعار ذكية تعمل على تحليل استهلاك المياه بشكل دقيق، وإرسال إنذارات تلقائية عند اكتشاف أي هدر. هذا التطوير من شأنه تحسين إدارة الموارد المائية عبر توقع الاحتياجات المستقبلية، وتقليل الاستهلاك غير الضروري، وهو ما يتماشى مع التوجه العالمي نحو الاستخدام الذكي للمياه. الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا رئيسيًا في هذا التحول، حيث يمكن استخدامه لتحليل أنماط الاستهلاك، والتنبؤ بالأزمات المائية المحتملة، مما يتيح وضع استراتيجيات أكثر كفاءة لتوزيع الموارد. كما يوصي التقرير بتعميم العدادات الذكية في المنازل والمصانع، والتي ترسل تنبيهات آنية للمستخدمين حول الاستهلاك المفرط، عبر تطبيقات الهاتف المحمول، مما يمكن الأفراد من التحكم في استهلاكهم وتعديل سلوكياتهم وفقًا للحاجة الفعلية. في سياق متصل، دعا التقرير إلى إطلاق تطبيق "المياه الذكية للمغرب"، وهو منصة رقمية تتيح للمواطنين تتبع استهلاكهم اليومي، والحصول على نصائح فورية حول سبل الترشيد، إضافة إلى تقديم بيانات تحليلية تساعد في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا بشأن الاستخدام الشخصي للمياه. التطور التكنولوجي وحده لا يكفي، فهناك حاجة ماسة إلى إدماج هذه الحلول في السياسات العامة، وهو ما دفع البرلمان إلى التدخل. حيث وجه رئيس الفريق الحركي إدريس السنتيسي سؤالًا إلى وزارة التجهيز والماء حول نوايا الحكومة بشأن تبني هذه الحلول الرقمية، مؤكدًا أن الدراسات أجمعت على أهمية فرض استخدام العدادات الذكية في المنازل والمصانع كخطوة أولى نحو ترشيد الاستهلاك. إلى جانب ذلك، أشار السنتيسي إلى أن القطاع الفلاحي يستهلك حوالي 80% من الموارد المائية، مما يطرح ضرورة تعزيز تقنيات الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط، خاصة في الضيعات الصغيرة، واعتماد الطاقات المتجددة في عملية الري، لضمان استدامة الإنتاج الفلاحي دون استنزاف الموارد المائية. في هذا الإطار، تساءل إدريس السنتيسي عن مدى العزم على اعتماد التكنولوجيات الحديثة لتتبع استهلاك الماء، تفاديا لهدره وسوء استعماله؟ شارك المقال


ألتبريس
٢٤-٠١-٢٠٢٥
- ألتبريس
التغيرات المناخية تدفع حوت " الأوركا " للتحرك شرق البحر الأبيض المتوسط
خالد الزيتوني اعتبر العديد من المتتبعين للبيئة البحرية أن ظهور ' الأوركا ' في شرق البحر الأبيض المتوسط بالسواحل القريبة من ' الجبهة ' بإقليم الشاون، ونواحي بادس وكلايريس بإقليم الحسيمة، ليس بالأمر العادي والطبيعي، خاصة إذا علمنا أن هذا النوع من الحيتان الذي اعتاد العيش بكل بحار ومحيطات العالم، بما فيها المحيط الأطلسي والبحر المتوسط المحاذي للأطلسي، لم يسبق وأن رصد خارج المناطق البحرية القريبة من سواحل القصر الصغير، إلا خلال الأيام القليلة الماضية عندما نشر صيادون كانوا على متن قواربهم صورا ل' الأوركا ' وهو يسبح داخل شباكهم، بالمصيدة القريبة من ' الجبهة '، كما أن صيادين آخرين كانوا قد أكدوا ملاحظتهم له بالسواحل القريبة من 'بادس' التابعة للدائرة البحرية للحسيمة. ويعيش الحوت القاتل ( الأوركا ) في جميع بحار ومحيطات العالم. وعادة ما يفضل الأعماق التي تصل إلى 300 م. وتتواجد بالمناطق القطبية الشمالية و الجنوبية، كما تفضل المياه الساحلية الباردة المعتدلة، مثل مياه اليابان و ألاسكا، و هذا ما يفسر سبب ندرتها في مياه البحر الأبيض المتوسط. وكان تواجد ' الأوركا ' محصورا بالسواحل القريبة من ' القصر الصغير '، حيث يدخل البحر الأبيض المتوسط قادما إليه من المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، مستغلا وفرة الغذاء الذي توفره صغار الأسماك المهاجرة ك' التونة ' و' أبو سيف '، غير أن امتداد مجال تحرك هذا الحوت ليتوسع شرقا باتجاه السواحل القريبة من الحسيمة، يعد سابقة قد تفسر مدى التغيرات التي طرأت على وسط عيش ' الأوركا ' ويدفعنا بالمقابل لطرح جملة من التساؤلات المتعلقة بالخلفيات الطبيعية لهذا التحول في مجال عيشه، وعما إذا كان هذا التغير له علاقة بالتغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة مياه البحار والمحيطات، وكذلك إذا كان ' الأوركا ' الذي تم رصده وتوثيقه من طرف الصيادين، معزولا عن باقي القطيع، أم أنه كان يتحرك مع باقي صنفه، خاصة وأن هذا النوع من الحيتان يعيش في مجموعات، كما أنه يصطاد بشكل جماعي، ويتقاسم الفريسة بعد تمزيقها بمقدمة أنفه الصلبة وأسنانه الحادة. وتبقى المعطيات العلمية المتوفرة حول توسع الوسط البحري لعيش ' الأوركا ' لشرق البحر الأبيض المتوسط شحيحة، خاصة أن المتوفر منها يشير إلى المرجعية الغائية لهذا الحيوان البحري، والتي يحكمها البحث عن الغذاء، الذي ساعد وفرته في التزايد الديمغرافي لهذا الحوت ما دفع ببعض مجموعاته للتحرك شرقا والتكيف للعيش في أوساط بحرية أنتجها احترار مياه البحر الذي سببته التغيرات المناخية. وكانت ورقة بحثية لفريق من علماء البحار والمحيطات أشارت لكون 'الاستجابات البيولوجية للاحتباس الحراري واضحة بالفعل عبر الكائنات الأرضية والمياه العذبة والبحرية. ومع تغير البيئات، يجب على الأنواع إما التكيف أو التسامح أو الانتقال أو مواجهة الانقراض '. وفي الحديث عن توسع ' الأوركا ' شرق المتوسط، مبتعدا عن مناطقه المعتادة في البحر الأبيض المتوسط المحاذي للأطلسي، أكد محمد الأندلسي رئيس جمعية AZIR لحماية البيئة أن ' جميع الدراسات المتوفرة أجمعت على تفاعل ' الأوركا ' مع البواخر والزوارق الشراعية وقوارب الصيد التقليدي، وذلك بغرض التسلية والمرح، حيث عادة ما تقترب صغار هذا الحوت منها وتحتك بمروحتها أو بزعانف الاتجاه التي تتحكم في ملاحتها ' وأضاف الأندلوسي أن ' سرعة تحقيق هذه الحيتان للإشباع الغذائي بسبب وفرة أسراب التونة وأبوسيف التي تعبر المحيط مهاجرة باتجاه البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق طارق، يوفر لها فائضا من الوقت تقوم بتصريفه في اللعب، وذلك بالاقتراب من الزوارق أو القوارب والمراكب ' وأوضح المتحدث أن رصد ' الأوركا ' من طرف بعض الصيادين بسواحل ' بادس ' نواحي الحسيمة، وانتقال الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي صاحبه موجة من الخوف والتخويف من ' الأوركا ' في حين أن الأخير يعتبر كائنا طبيعيا يعيش في البحار والمحيطات كغيره من الكائنات منذ القدم '، واستطرد قائلا ' إنه من الغريب حقا أن يتم تسجيل حضور هذا الحوت النوعي في المتوسط الشرقي وبالضبط بمنطقتي الجبهة وبادس وكلايريس، حيث في الماضي كان يعيش في منطقة قصر الصغير والمياه الأطلسية المحاذية '، ورجح رئيس جمعية أزير فرضية أن ' يكون تحرك هذا الحوت باتجاه الشرق، مرتبطا ببحثه عن الغذاء أو بارتفاع ديمغرافيته ما يدفع بعض المجموعات للانتقال للعيش في مناطق بحرية أخرى '. ولم يسجل أي حادث مرتبط بهجوم ' الأوركا ' على البشر في السواحل المتوسطية، غير أنه العام الماضي وثق الصيادون بقطاع الصيد التقليدي مشاهد بالفيديو تصور هجوم مجموعة من هذه الحيتان على شباكهم، بل فاق الأمر أن هاجمت قواربهم محدثة ثقوبا كبيرة في هيكلها، ما عرضها للغرق، وقد تم انقاذ الطاقم وسحب القارب المعطوب للميناء، حيث أبانت المقاطع المصورة عن سلوك عدواني لهذه الحيتان اتجاه قوارب الصيد وهو ما زاد من مخاوف الصيادين ووتر العلاقة بينهم وبين هذا الحوت الذي يعرقل نشاطهم في الصيد ويعرض اقتصادهم للضياع. ممثل الصيادين بقطاع الصيد التقليدي بغرفة الصيد المتوسطية كريم بنقدور أفاد بتضارب الأخبار بين الصيادين بخصوص ملاحظتهم ل ' الأوركا ' بالمصايد القريبة التي يقصدونها للصيد '، وأضاف أنه ' خلال الأيام القليلة الماضية تم تأكيد الخبر برصده بسواحل بادس وكلايريس، من طرف الصيادين الذين باتوا يتوجسون من ممارسة الصيد خوفا من أن يعبث بمعدات قواربهم '، مشيرا إلى أنه لم ' يتم تسجيل أي حادث بحري متعلق بنشاط ' الأوركا ' بالقرب من قواربهم بالمنطقة البحرية للحسيمة، اللهم ما تم بثه من مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيه هذا الحوت وهو عالق في شباك قارب صيد '. واعتبر بنقدور أنه انطلاقا من مهامه كعضو بالغرفة المتوسطية بطنجة سيعمل على إثارة هذا المستجد بالغرفة، لبحث الإجراءات التي ينبغي اتخاذها للتعامل مع هذا الوافد البحري الجديد بمناطق الصيد شرق المتوسط. ويعتقد أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم هو المسؤول عن زيادة وتيرة وشدة درجة الحرارة، حيث تسببت الموجة الحارة البحرية خلال السنوات الماضية في أن تتكاثر أعدادا كبيرة من أنواع الحيتان، مما دفعها للبحث عن الطعام في منطقة أكثر ضيقا بالقرب من الساحل المتوسطي. الناشط البيئي عبد الحميد توفيق أكد على أن حوت ' الأوركا لا تشكل تهديدًا للبشر في البرية، ومع ذلك، تم توثيق بعض الحوادث في الأسر حيث أظهرت الأوركا سلوكًا عدوانيًا تجاه المدربين أو الأشخاص الآخرين. وتعتبر هذه الحوادث نادرة وغالبًا ما تكون نتيجة الضغوط والظروف التي يواجهها الحيوان في الأسر، والتي تختلف بشكل كبير عن بيئته الطبيعية ' وأضاف ' أن هجمات الأوركا على السفن في مضيق جبل طارق والمناطق المحيطة به، خاصة في السنوات الأخيرة، تعد ظاهرة غير مألوفة ومثيرة للاهتمام. وعلى الرغم من أن الأوركا لا تهاجم البشر بشكل متكرر، فقد تم تسجيل بعض الحالات التي أظهرت فيها الأوركا سلوكًا عدوانيًا تجاه السفن، خاصة في منطقة مضيق جبل طارق التي تربط بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط '، وأوضح عبد الحميد أن ورقة بحثية ل' أليكس زيربيني (Alex Zerbini) ، رئيس اللجنة العلمية في اللجنة الدولية للحيتان والباحث في جامعة واشنطن (الولايات المتحدة)، بينت أن الأوركا تقترب من السفن بهدوء ونعومة، ويبدوا أنها تلعب. تدفع الدَّفَّة برفق باستخدام طرف أنوفها، وهذا السلوك يختلف تمامًا عن العدوانية ' . وأشار الناشط البيئي إلى ' إحدى العمليات التي قد تفسر بداية الأوركا في 'اللعب' مع السفن هي وفرة غذائها الرئيسي، ألا وهو تونة الأطلسي الحمراء، التي كانت مهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر. ومع تطبيق حصص صيد مستدامة، بدأت هذه الأنواع في التعافي، مما منح الأوركا وقت فراغ أكبر، وبالتالي أصبحت قادرة على القيام بهذه الأنشطة الاجتماعية '. وكانت فعاليات مهنية بقطاع الصيد البحري، بعد غرق أربع قوارب للصيد التقليدي بمعداتها بطنجة، فيما نجا البحارة بعد عناء طويل، نتيجة هجوم ' الأوركا'، قد أثارت مطالب ب' إقرار تعويضات مالية في حالة التعرض لحالات اعتداء من حوت 'الأوركا'، الذي كان سببا في حالتي غرق للقوارب المخصصة للصيد، شهر نوفمبر سنة 2023، في سواحل طنجة. ونبه خبراء في عالم البيئة من مخاطر هذه الظاهرة، وكذلك من تفاقم الأزمات في قطاع الصيد البحري وتراجع الموارد البحرية بسبب تأثيرات التغير المناخي. وكانت السلطات الإسبانية نبهت في بيان أن سواحل جنوب مضيق جبل طارق شهدت ظهور حيتان الأوركا، التي أغرقت قاربا يبلغ طوله 15 مترا. ويترأس الحوت القاتل هرم السلسلة الغذائية بإعتباره أكبر حيوان مفترس في المحيطات. يتغذى على عدد متنوع من الفرائس كالأسماك (أسماك القرش، أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء، الهلبوت، سمك الرنجة، السلمون)، رأسيات الأرجل (الحبار و الأخطبوط)، السلاحف البحرية، كما يتغذى على الثدييات البحرية (الفقمات، أسود البحر، الفيلة البحرية، ثعالب الماء، الدلافين، خنازير البحر، الحيتان البيضاء، حيتان العنبر، حيتان المنك وغيرها من الحيتان)، الطيور البحرية مثل طائر البطريق. تتغذى الحيتان القاتلة في المتوسط على 45 كغ من الطعام يوميًا، و بإمكانها أن تأكل أكثر من ذلك بكثير. وتعيش الحيتان القاتلة التي تعتبر حيوانات إجتماعية، معظمها في مجموعات تتكون عادة من 20 فردا أو أكثر. يعيش الحوت القاتل في جميع بحار و محيطات العالم. تفضل الحيتان القاتلة عادة الأعماق التي تصل إلى 300 م. وتتواجد بالمناطق القطبية الشمالية و الجنوبية، وتفضل المياه الساحلية الباردة المعتدلة مثل مياه اليابان و ألاسكا، و هذا ما يفسر سبب ندرتها في مياه البحر الأبيض المتوسط. ويعتبر الحوت القاتل أو حوت الأوركا من الأنواع المهاجرة.