
رغم صعود أرباحه.. قطاع البنوك الأمريكى يحذر من تداعيات "رسوم ترامب"
حذر عدد من كبار المسئولين التنفيذيين في البنوك الأمريكية الكبرى، اليوم /الأحد/، من تداعيات اقتصادية محتملة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية التي قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي، رغم تجاوز أرباحهم للتوقعات خلال الربع الأول من العام.
وقال مسئولو قطاع البنوك إن المستهلكين والشركات باتوا أكثر حذرًا تجاه سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تشمل فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، والتي تسببت في اضطرابات بالأسواق، وأثارت مخاوف من التضخم، وربما تدفع الاقتصاد نحو الركود، بحسب ما نقلته منصة 'ياهو فاينانس' المالية.
وصرّح برايان مولبيري، مدير المحافظ في شركة 'زاكس لإدارة الاستثمارات'، بأن الربع الأول شهد انطلاقة جيدة من حيث التداول والنشاط التجاري، لكنه أشار إلى أن الربع الثاني لا يزال غير
واضح المعالم، بما في ذلك تأثير الرسوم على الأسواق وصفقات الدمج والاستحواذ، مضيفا: 'سيكون الأمر أشبه بقصتين مختلفتين خلال ربعين متتاليين'.
ورغم أنه لا تزال هناك حاجة لفهم التداعيات الكاملة للرسوم الجمركية، فإن المستهلكين والشركات بدأوا في التفاعل معها، بحسب مسئولي أكبر البنوك الأمريكية.
وقال جيريمي بارنوم، المدير المالي لبنك 'جي بي مورجان'، إن بعض المستهلكين بدأوا في شراء سلع مسبقًا خشية ارتفاع الأسعار، فيما دخلت الشركات في حالة 'ترقب وانتظار' نتيجة حالة عدم اليقين في السياسات، والتي تعرقل التخطيط طويل المدى.
وحقق متداولو الأسهم في 'جي بي مورجان' و'مورجان ستانلي' إيرادات قياسية مستفيدين من الانتعاش المبكر في الأسواق، بينما سجل 'ويلز فارجو' زيادة في الرسوم من عملائه، وارتفعت أسهم 'جي بي مورجان' بنسبة 3%، وصعدت أسهم مورجان ستانلي بنسبة 0.3%، فيما تراجعت أسهم 'ويلز فارجو' بنسبة 2% خلال جلسة التداول.
وتوقّع الرئيس التنفيذي لبنك 'جي بي مورجان'، جيمي ديمون، أن تقوم الشركات بسحب توقعاتها للأرباح خلال الأسابيع المقبلة بسبب حالة الغموض، مضيفا: 'عادة لا أُعير الانتباه للمؤشرات العرضية، لكن هذه المرة أُتابعها باهتمام'، في إشارة إلى انسحابات من عروض أولية عامة وصفقات نتيجة الضبابية الاقتصادية.
وتذكّر المستثمرون، مع هبوط السوق – الخميس الماضي – بأن التقلّبات لا تزال قائمة، وأن الرسوم الجمركية تشكل تهديدًا مستمرًا للأرباح والاقتصاد.
من جانبه، قال المدير المالي لبنك 'ويلز فارجو'، مايكل سانتوماسيمو، إن عملاء البنك من الشركات والتجار اتخذوا خطوة للخلف، بانتظار رؤية أوضح حول الاتجاهات، مشيرًا إلى أن البنك يتوقع أن تكون أرباح الفائدة ضمن الحد الأدنى من التقديرات السنوية نتيجة لتقلبات السوق.
فيما حذر كريس ماريناك، مدير الأبحاث في شركة 'جاني مونتجمري سكوت'، من أنه إذا استمرت حالة عدم اليقين خلال الصيف، فمن المرجح أن تلجأ البنوك إلى بناء احتياطيات إضافية، لافتا إلى أن 'هذا الوضع لا يزال أسهل مما واجهناه خلال أزمة فيروس كورونا، لكننا نعيش في ظل حرب تجارية معلنة، واحتمال حدوث ركود بات ملموسًا، والبنوك يجب أن تستعد للمخاطر المتزايدة'.
وعلى النقيض، أعرب تيد بيك، الرئيس التنفيذي لبنك 'مورجان ستانلي'، عن تفاؤله بإمكانية تجنب الركود، رغم إقراره بوجود مخاطر، بينما أشارت المديرة المالية للبنك، شارون يشايا، إلى أن الصفقات لا تزال مستقرة، رغم أن بعض العملاء أجّلوا تنفيذ بعض العمليات.
وكان قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية نقطة مضيئة، حيث قفزت الرسوم في 'جي بي مورجان' بنسبة 12%، بينما ارتفعت الإيرادات في 'مورجان ستانلي' بنسبة 8%.
وقال ديفيد واجنر، مدير المحافظ في 'أبتوس كابيتال أدفايزرز'، إن البنوك قد تُظهر قدرة على الصمود نسبيًا رغم الرسوم الجمركية، موضحًا أن 'هذا الحدث ليس أزمة مالية قد تكون سببًا في الركود، وربما تكون البنوك هي الملاذ الآمن'.
وفي خضم ذلك، طُرحت تساؤلات حول الاضطرابات الأخيرة في سوق السندات الأمريكية، حيث أدى بيع حاد الأسبوع الماضي، بفعل الرسوم، إلى إرباك أكبر سوق سندات في العالم، ما أثار قلق المستثمرين من تداعيات طويلة الأمد.
ودعا ديمون الجهات التنظيمية إلى إعادة النظر في قاعدة 'نسبة الرافعة التكميلية'، والتي تُلزم البنوك الكبرى بالاحتفاظ بطبقة إضافية من رأس المال لامتصاص الخسائر، مؤكدا أنه في حال وقوع اضطراب كبير في السوق، فقد يتدخل الاحتياطي الفيدرالي، لكنه استبعد حدوث ذلك حاليًا.
من جهة أخرى، تجاوزت أرباح بنك نيويورك ميلون التوقعات، مدعومة بزيادة أصوله تحت الحفظ، في حين قالت شركة 'بلاك روك'، الأكبر عالميًا في إدارة الأصول، إن أصولها ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ 11.58 تريليون دولار، رغم إشارة مديرها التنفيذي إلى أن الأسواق تعاني من القلق والغموض. : البنوكالقطاع المصرفىترامب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 36 دقائق
- بوابة الأهرام
الردع الاقتصادي الصيني
في زمنٍ تزايدت فيه الحمائية التجارية والحروب الاقتصادية، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رصاصة مدوية، لكنها لم تُطلق من بندقية، بل من بوابة الجمارك. إذ فرض رسومًا جمركية عقابية على العالم أوائل أبريل الماضي في يوم اسماه "يوم التحرير"، وكانت أعلاها على الصين بواقع 145%، وكأنه يعلن بدء معركة القرن: الاقتصاد ضد الاقتصاد، التنين في مواجهة النسر. حين خضعت أمريكا للتنين ترامب، الواثق من عضلات الدولار وصوت "أمريكا أولًا"، تخيّل أن بكين ستنحني تحت وقع الرسوم. لكن يبدو أنه نسي أو تجاهل أن الصين ليست مصنعًا فقط، بل قلعة صبر وقوة، لا تُفتح بالأوامر الرئاسية. الرسالة تصل إلى وول ستريت بكين لم تصرخ، لم تتوسل. بل ردّت بهدوء صيني مدروس، برسوم جمركية مضادة بلغت 125%، وأرسلت رسالة واضحة: "لسنا ضيوفًا على مائدة التجارة العالمية... نحن من يملك سلاسل التوريد والإمداد. الأزمة تصاعدت بسرعة، والأسواق اهتزت بعنف. المستثمرون هرعوا لبيع السندات الأمريكية، ما أجبر واشنطن على رفع العائدات عليها لأعلى مستوى خلال سنوات لاستعادة ثقتهم، الأمر الذي أحرج إدارة ترامب اقتصاديًا وفضح هشاشة رهانه. من يوم التحرير إلى يوم التراجع عند هذه النقطة، دخل "العاقل" وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت على الخط، مُطلقًا جرس الإنذار: "توقف فورًا عن هذه الحرب التجارية المجنونة، نحن على حافة ركود". الردع بصمت والانتصار بهدوء ترامب رضخ. لا لأن الصين أقنعته، بل لأن الأسواق صفعته، فقال للصين: "دعونا نتفاوض، سنكون لطفاء... لطفاء جدًا"، وتراجع عن الرسوم، مقترحًا أن تكون أقل بكثير من 145%، في محاولة لتهدئة توترات الأسواق. الصين تفرض شروطها على أكبر اقتصاد في العالم لكن بكين لم تهرول إلى طاولة المفاوضات بحماسة، فهذه المرة، وضعت شروطًا صارمة للتفاوض: الاحترام.. عدم التهديد.. المساواة. وطلبت صراحة إزالة جميع الرسوم الجديدة التي فرضها ترامب هذا العام. رسالة قوية تُلخّص فلسفة الصين الحديثة: "نحن لا نفاوض تحت التهديد... بل نُفاوض من موقع قوة"، وكأنها أرادت أن تُعلّم ترامب درسًا في فن الصبر السياسي وقوة الردع الاقتصادي. المفاوضات بين أكبر اقتصاديين في العالم انتهت في جنيف بهدنة مؤقتة مدتها ثلاثة أشهر، وأفضت إلى تراجع الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، وكذلك خفض الرسوم الصينية على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%. الأسواق هدأت، والمستثمرون عادوا، والدولار التقط أنفاسه. لكن الدرس كان واضحًا: الهيمنة الاقتصادية الناعمة الصين اليوم ليست مجرد منافس اقتصادي، بل قوة تفرض المعادلة... لا تنتظر إذنًا لتكون جزءًا منها. وترامب اكتشف أن الهيبة لا تُفرض بالرسوم، بل تُبنى بالاحترام والواقعية، وأن الدول مقامات وأوزان، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسري سوط الرسوم على الجميع. وبكين أثبتت أن من يستخف بها، يدفع الثمن باهظًا... ولو بعد حين، فالصين ليست مجرد لاعب جديد في النظام العالمي، بل هي شريك إجباري، ومنافس لا يمكن تجاهله، هي في طريقها لرسم شكل جديد من العولمة: عولمة من الشرق… بقيادة التكنولوجيا… وبقوة لا تعتمد فقط على السلاح، بل على الاقتصاد والذكاء الإستراتيجي.


المشهد العربي
منذ 40 دقائق
- المشهد العربي
الصين تندد بتوجيهات أميركية جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي
تعهدت بكين الأربعاء "الرد بحزم" على توجيهات جديدة أصدرتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن استخدام الرقائق الإلكترونية المتطورة، خصوصا تلك التي تنتجها شركة هواوي الصينية، منددة بمحاولات "ترهيب" تقوم بها واشنطن. وتراجعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي عن قيود جديدة فرضتها على تصدير أشباه الموصلات المستخدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي وكانت ستطال خصوصا صادرات هذه المواد المتطوّرة إلى الصين. لكن بالتوازي مع إلغاء هذه القيود، كشفت وزارة التجارية الأميركية عن توجهيات جديدة تحذّر من خلالها من أن استخدام أشباه الموصلات المتطورة الصينية الصنع في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصا شرائح Ascend التي تنتجها شركة هواوي، يعرّض لـ"عقوبات جزائية وإدارية مهمة قد تبلغ السجن".


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : بعد حرب الرسوم مع أمريكا.. كيف حوّلت الصين المعادن النادرة لسلاح جيوسياسي؟
الأربعاء 21 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - هونغ كونغ (CNN)-- رغم هدنة مدتها 90 يومًا في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، يبدو أن الصين تُحكم قبضتها على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة، مُحافظةً بذلك على مصدر رئيسي للضغط في المفاوضات المستقبلية وسط تنافس استراتيجي مُتصاعد مع واشنطن. كجزء من اتفاقية التجارة التي عُقدت الأسبوع الماضي في جنيف لإلغاء الرسوم الجمركية مؤقتًا، تعهدت الصين بتعليق أو إزالة التدابير المضادة "غير الجمركية" التي فرضتها على الولايات المتحدة منذ 2 أبريل/نيسان. ودفع هذا الشركات إلى البحث مُجدّدًا عن مدى انطباق هذا الوعد على ضوابط التصدير الصينية لسبعة معادن أرضية نادرة ومنتجات مُرتبطة بها، والتي فُرضت في 4 أبريل/ كجزء من ردها على الرسوم الجمركية "المُتبادلة" التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الصينية. تُعدّ المغناطيسات المصنوعة من هذه المعادن الأرضية النادرة الثقيلة جزءًا أساسيًا من كل شيء، بداية من أجهزة آيفون والمركبات الكهربائية وصولًا إلى الأسلحة باهظة الثمن، مثل طائرات إف-35 المقاتلة وأنظمة الصواريخ. ومع ذلك، تُهيمن الصين تمامًا على إمداداتها. مع ذلك، لا توجد أي مؤشرات تُشير إلى أن الصين بصدد إلغاء نظام الرقابة على صادرات المعادن الأرضية النادرة الذي فرضته مؤخرًا. بل على العكس، ووفقًا للخبراء والمطلعين على الصناعة، يبدو أن السلطات الصينية تُعزز تطبيق النظام وتُكثّف الرقابة. قد يهمك أيضاً لا يحظر النظام، الذي طُبّق في أبريل/نيسان، الصادرات حظرًا قاطعًا، بل يتطلب موافقة حكومية على كل شحنة. وقد تسبب ذلك في تأخيرات دامت أسابيع بينما كانت الشركات تستكشف النظام الجديد، مما أثار مخاوف مجموعة واسعة من الصناعات الأمريكية، من السيارات إلى الصناعات الدفاعية. تراخيص تصدير جديدة عقب محادثات جنيف، أزالت وزارة التجارة الصينية 28 شركة أمريكية من قائمة مراقبة الصادرات ذات الاستخدام المزدوج، و17 شركة أمريكية من قائمة أخرى للتجارة والاستثمار. إلا أن الوزارة لم تُشر إلى أي تغييرات في ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس. صرحت متحدثة باسم الوزارة، في مؤتمر صحفي دوري عُقد الجمعة الماضي، بأنها "لا تملك معلومات تُشاركها" حول ما إذا كانت الصين سترفع ضوابط التصدير. بدلاً من ذلك، شنت السلطات الصينية حملةً صارمةً على تهريب المعادن الأساسية - وهي فئة أوسع من الموارد تشمل العناصر الأرضية النادرة. في 12 مايو/أيار، وهو اليوم الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة والصين عن تخفيضات الرسوم الجمركية، عقدت الجهات الصينية المُنظّمة للتصدير اجتماعًا مع سلطات من عدة مقاطعات غنية بالمعادن بهدف "منع التدفق غير القانوني للمعادن الاستراتيجية" و"تعزيز الرقابة على جميع حلقات سلسلة الإنتاج والتوريد". في غضون ذلك، وبعد أسابيع من التأخير، بدأت الصين في إصدار تصاريح تصدير لمغناطيسات الأتربة النادرة - وهو تطور يقول الخبراء إنه يُظهر أن نظام الترخيص الجديد يعمل بكفاءة، وليس تخفيف القيود. أفاد منتجان صينيان لمغناطيسات الأتربة النادرة لشبكة CNN بأنهما حصلا مؤخرًا على تراخيص لتصدير منتجات تحتوي على الديسبروسيوم والتيربيوم، وهما عنصران يُضافان غالبًا لزيادة مقاومة الحرارة في المغناطيسات عالية الأداء المستخدمة عادةً في صناعات السيارات والفضاء والصناعات العسكرية. تُمنح الموافقات بموجب قاعدة "دفعة واحدة، ترخيص واحد"، مما يعني ضرورة الحصول على تصريح جديد لكل شحنة، ولا يمكن إعادة استخدامه، وفقًا للشركتين. حصلت إحدى الشركتين على أول ترخيص تصدير لها لشحنة متجهة إلى جنوب شرق آسيا. ومنذ ذلك الحين، مُنحت عدة تراخيص أخرى للتصدير إلى أوروبا، بما في ذلك لشركة صناعة السيارات فولكس فاجن في ألمانيا. وقال مصدر مقرب من الشركة لشبكة CNN: "لم نتلقَّ أي مؤشرات على تخفيف نظام (مراقبة الصادرات)". وقالت شركة فولكس فاجن في بيان إن مورديها تلقوا مؤشرات على أنه "تم منح عدد محدود من تراخيص التصدير". قد يهمك أيضاً صرح جريسلين باسكاران مديرة برنامج أمن المعادن الحرجة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بأنه بدلاً من رفع ضوابط تصدير المعادن النادرة، أزالت الصين 28 شركة أمريكية من قائمة ضوابط التصدير. هذا يعني أن هذه الشركات، ومعظمها شركات في مجال الطيران والدفاع، لم تعد ممنوعة من الحصول على المواد ذات الاستخدام المزدوج من الصين، ويمكن لمورديها الصينيين الآن التقدم بطلب للحصول على تراخيص تصدير مغناطيسات المعادن النادرة. ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت بكين ستمنح تراخيص لشركات الدفاع الأمريكية في نهاية المطاف. وبموجب القواعد الجديدة، يجب على المصدرين تضمين معلومات حول المستخدمين النهائيين في طلباتهم، والتي تستغرق ما يصل إلى 45 يوم عمل للموافقة عليها. كما يمكن لقواعد الترخيص أن تُتيح للصين رؤية واضحة لمكان مغناطيسات الأتربة النادرة. "سلاح جيوسياسي" لعقود، اعتمدت الولايات المتحدة ودول أخرى على إمدادات الصين من معادن الأرض النادرة، التي يصعب استخراجها ومعالجتها وتكلفتها، وتُلوث البيئة. تُمثل الصين 61% من الإنتاج العالمي من معادن الأرض النادرة المُستخرجة، لكن سيطرتها على مرحلة المعالجة أعلى بكثير، إذ تبلغ 92% من الإنتاج العالمي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. إن ضوابط التصدير التي فرضتها بكين الشهر الماضي ليست المرة الأولى التي تستغل فيها هيمنتها على هذه الصناعة. في عام 2010، أوقفت الصين شحنات المعادن النادرة إلى اليابان لما يقرب من شهرين بسبب نزاع إقليمي. وفي أواخر عام 2023، فرضت حظرًا على تقنيات استخراج وفصل معادن الأرض النادرة. كما قلصت بكين صادرات معادن أساسية أخرى حيوية للاقتصاد وسلاسل التوريد العالمية، بما في ذلك حظر تام على شحنات الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون وما يُسمى بالمواد فائقة الصلابة إلى الولايات المتحدة. وأضافت باسكاران أن الصين، بمنحها بعضًا من أولى تراخيص تصدير مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة لشركة فولكس فاجن، تُرسل رسالة جيوسياسية مُحددة. وأضافت: "ألمانيا في ذروة الصراع الجيوسياسي. الولايات المتحدة غير راضية عن صداقة ألمانيا المُعلنة مع الصين. لذا، فإن منحها إحدى أولى التراخيص، يُرسل إشارة إيجابية للغاية في العلاقات الصينية الألمانية. في ظل هذا التوتر المُتصاعد بين القوتين الجيوسياسيتين العظميين في العالم، قد يبقى نظام التراخيص شكلًا من أشكال القوة".