
الثقافة الرقمية: كيف تعيد شبكات التواصل تشكيل هوياتنا؟
قبل عقود، كان صوت الشاعر العربي يتردد في المجالس، ينقل الهوية عبر قصائد تحكي عن الصحراء والأمجاد، واليوم تغير المشهد..
في يناير 2019، نشرت الناشطة السودانية شاهد خضر صورة على إنستغرام لشاب يرفع علم السودان وسط احتجاجات الخرطوم، معلنة: "لن أصمت حتى يسمع العالم صوتنا"!. منشوراتها، التي ألهمت الشباب تحت "#السودان_ينتفض"، حصدت 3 ملايين مشاهدة، وفقًا لـ "UNESCO 2025". وفي الرياض، تحدت إيمي روكو الصور النمطية بفيديو على تيك توك قائلة: "أنا لست مجرد حجاب، أنا صوت"، لتجذب 4 ملايين متابع… من المجلس التقليدي إلى الشاشة الرقمية، أصبحت شبكات التواصل فضاءً جديدًا لصناعة الهوية.
تقرير "We Are Social 2025" يكشف أن 78% من العرب يستخدمون الشبكات يوميًّا، و60% يعبرون عن هويتهم عبر تيك توك وإنستغرام، مقارنة بـ 28% في 2019. وفي مصر، قفز مستخدمو فيسبوك إلى 28 مليونًا، حسب "DataReportal 2025". فكيف تعيد الشبكات تشكيل هوياتنا؟ وما الذي تكشفه البيانات الكبيرة؟
نستكشف الثقافة الرقمية عبر أمثلة حية وتحليل بيانات، لنفهم هذا التحول.
أصبحت الهويات "سائلة" -كما يقول زيجمونت باومان- أي متغيرة مثل الماء، تتشكل حسب اللحظة؛ فالشاب الذي يغرد عن فريقه الرياضي اليوم قد يدافع غدًا عن قضية دينية على إنستغرام
الثقافة الرقمية.. مفهوم جديد
الثقافة الرقمية ليست مجرد منشورات عابرة، بل بيئة حية نصنعها عبر الشبكات، من خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تقترح المحتوى، إلى عوالم افتراضية كـ"ميتافيرس"، وحتى ألعاب مثل "فورتنايت"، التي صارت تضم 5 ملايين لاعب عربي بحلول 2025 وفقًا لـ"Epic Games Stats".
هي عاداتنا وقيمنا الجديدة على الإنترنت، حيث يصبح كل شخص صانعًا لثقافته. عالما الاتصال لانس بينيت وألكسندرا سيجربيرج يسميان هذا بـ"الفعل التواصلي"، أي إن كل منشور أو تعليق يساهم في بناء هويتنا. فمثلًا، عندما ينشر شاب كويتي صورة لعلم بلاده في "#كويتنا_الغالية"، فهو لا يشارك صورة فقط، بل يعبر عن انتمائه.
في العالم العربي، أصبحت الشبكات بديلًا للمدارس والإعلام التقليدي… دراسة جامعة الشارقة 2024 وجدت أن 68% من الشباب يعتمدون عليها لتشكيل آرائهم، مقابل 22% من التعليم الرسمي.
أصبحت الهويات "سائلة" -كما يقول زيجمونت باومان- أي متغيرة مثل الماء، تتشكل حسب اللحظة؛ فالشاب الذي يغرد عن فريقه الرياضي اليوم قد يدافع غدًا عن قضية دينية على إنستغرام.
الـ"ميمز" عبر الشبكات تضيف لمسة خاصة: ميم "يا جماعة الخلاصة" في مصر 2022، حصد 2 مليون مشاركة بصورة شاب يلخص نقاشًا ساخرًا، وفقًا لـ "Digital Arabs Report 2023″، معبرًا عن هوية شبابية تجمع بين الإحباط والفكاهة. هذا التحول يمتد من السياسة إلى الفن، لكنه يعكس تناقضاتنا أيضًا.
من الواقع إلى الشبكة.. أمثلة عربية
في الجزائر، أشعل الغضب في أغسطس 2024 هاشتاغ "#كفى_فساد"، بعد فضائح مالية هزت الحكومة عقب سنوات من الإصلاحات المتعثرة، بـ 3 ملايين تغريدة -وفقًا لـ"Echorouk"- عزز ميم "الجزائري لما يشوف الفساد" (شخص يصرخ) هوية مقاومة بـ 2 مليون مشاهدة، معبرًا عن استياء شعبي.
في الكويت، هاشتاغ "#كويتنا_الغالية"، خلال احتفالات اليوم الوطني بمناسبة الذكرى الـ64 للاستقلال، عكس هوية وطنية بـ4 ملايين مشاهدة على تيك توك، حسب "Kuwait Times"… ميم "الكويتي لما يشوف العلم" (شخص يبكي فرحًا) يبرز الجماعية.
على نطاق عالمي، أطلق "#إغاثة_السودان" في يناير 2025، بعد تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن الصراع المستمر منذ 2019 بين الجيش والدعم السريع، موجة تضامن بـ 4 ملايين مشاركة.
وفقًا لـ"Kuwait Times"، ميم "الكويتي لما يتبرع" (شخص يحمل مساعدات) عكس هوية إنسانية عابرة للحدود. وفي قطر، عبر الفرح في "#إكسبو_الدوحة أكتوبر 2024″، بعد استضافة معرض عالمي ناجح عزز الهوية الوطنية عالمية بـ 4 ملايين مشاهدة على إنستغرام، حسب "Qatar News". و في السودان، بدأت ثورة 2019، التي أطاحت بحكم عمر البشير بعد 30 عامًا من القمع، باحتجاجات على ارتفاع الأسعار.
في ديسمبر 2018، غذّت منشورات فيسبوك الانقسامات القبلية، لكن هاشتاغ "#تسقط_بس" جمع 5.3 ملايين تغريدة، مشكلاً هوية شبابية وطنية.. الشبكات مرآة ومختبر للهويات، لكن البيانات تكشف المزيد.
البيانات الكبيرة تكشف الثقافة
البيانات الكبيرة عدسة دقيقة تعكس ثقافتنا الرقمية، والخوارزميات هي التي تجعلها كذلك. "تحليل المشاعر" -مثلًا- يعتمد على برامج كـ "LIWC" لفرز النصوص: عندما يكتب مغرد "ظلم" أو "فساد"، تحدد الخوارزمية غضبًا بسيطًا، وتقنية التعلم الآلي تحلل السياق.
في "#كفى_فساد"، وجد "Echorouk Analytics" أن 68% من التغريدات عكست غضبًا بعد فضائح 2024، التي كشفت اختلاسات حكومية، بينما أظهرت دراسة "New Media Academy 2021" لـ"#مقاطعة_المنتجات_الفرنسية"، التي اندلعت في أكتوبر 2020 ردًّا على تصريحات ماكرون المثيرة للجدل حول الإسلام، أن 65% من التغريدات عكست غضبًا دينيًّا، و20% منها أظهرت نقدًا سياسيًّا، و15% دعوات اقتصادية.
ألعاب كـ "فورتنايت" تستخدم خوارزميات التوصية: إذا شاهد لاعب مصري ميمًا عن "النيل لينا"، تقترح اللعبة محتوى وطنيًّا، معززة هويته المحلية، لكنها قد تحد من تعرضه لثقافات أخرى إذا ركزت على تفضيلاته فقط، كما يوضح "Epic Games Stats 2025".
مواقع "تحليل الشبكات الاجتماعية"، بأدوات كـ"Gephi"، في "#إغاثة_السودان"، كشف أن 15% من المستخدمين قادوا 70% من التفاعل الإنساني، لكن البيانات قد تميل للنشطاء الأكثر حضورًا. هذه التقنيات تشكل هوياتنا عبر تفضيل المحتوى العاطفي أو الشخصي، لكنها قد تعزز الانقسامات إذا أهملت التنوع.
هناك تحديات في الشبكات قد تشمل الخصوصية؛ فـ 45% يخشون التسريب والتضليل، كما في "DataReportal 2025".
بالرغم من كل التناقضات فإن الفرص واعدة: "مكتبة الشارقة الرقمية" رقمنت 20 ألف مخطوطة، "أرشيف الثورة التونسية" وثق انتفاضة 2011، و"مشروع التراث الموسيقي الأردني" حفظ أغاني البدو.. البيانات مرآة وأداة، لكن دقتها تعتمد على شموليتها.
التناقضات ستظل جزءًا من الفضاء الرقمي، لكن مشاريع مثل "ذاكرة الأمة" في الجزائر و"مكتبة الشارقة الرقمية" تثبت أن البيانات يمكن أن تكون أداة لحفظ التراث، لا مجرد سلعة تُستغل
من أصوات الشعراء في المجالس إلى نقرات الشاشات، تحولت هوياتنا من خطابٍ ثابت إلى كيانٍ سائل يعيد تشكيل نفسه مع كل منشور. البيانات الكبيرة تكشف لنا هذا التحول المُذهل: من غضب جزائري ضد الفساد إلى فخر كويتي بالهوية، ومن تضامن عالمي مع السودان إلى فرح قطري بإكسبو الدوحة. لكن السؤال يبقى قائمًا: أنصنع هوياتنا أم تَصنعنا الخوارزميات؟
الإجابة ليست حتمية، بل خيارًا جماعيًّا؛ فـ"الهيئة السعودية للأخلاقيات الرقمية" (2023) تمنحنا نموذجًا عمليًّا: بإلزام المنصات بتحييد 40% من المحتوى الطائفي، يمكننا توجيه الخوارزميات لتعزيز الوحدة بدل الانقسام.
على الصعيد التكنولوجي، ليست المنصات العالمية حتمًا لازمًا؛ فـ"منصة تكوين" السعودية -التي اجتذبت 10 ملايين مستخدم- تثبت أن الخوارزميات العربية قادرة على تسليط الضوء على المحتوى البنّاء، مثل قصص النجاح التراثية. وفي الأردن، يُظهر "مشروع هويتي الرقمية" كيف يمكن للمناهج التعليمية أن تخلق جيلًا واعيًا بخطورة الشائعات، قادرًا على تمييز الـ"ميمز" الساخر من المُضلل.
لا ينتهي الأمر عند السياسات والتقنيات، بل يمتد إلى الفنون والمبادرات المجتمعية؛ فمسابقة "فنّي هويتي" في الكويت حوّلت الميمز من أداة سخرية إلى جسرٍ للفخر العربي تحت هاشتاغ "#أنا_عربي_وأفتخر"، بينما حوّلت "حملة شير بوعي" في المغرب المؤثرين من ناشرين للفوضى إلى سفراء للوعي الرقمي.
صحيحٌ أن التناقضات ستظل جزءًا من الفضاء الرقمي، لكن مشاريع مثل "ذاكرة الأمة" في الجزائر و"مكتبة الشارقة الرقمية" تثبت أن البيانات يمكن أن تكون أداة لحفظ التراث، لا مجرد سلعة تُستغل. هنا، يصبح الفضاء الرقمي مختبرًا نعيد فيه اكتشاف هويتنا: لا بقَصْرها على الماضي، ولا بِذوبانها في العولمة، بل بصياغة نموذجٍ عربي يحوّل التناقضات إلى تنوع، والانقسامات إلى حوار.
الشبكات ليست عدوًّا ولا حليفًا، بل مرآةً نرى فيها أفضل ما لدينا والأسوأ فيه. السؤال ليس: ماذا تفعل بنا الشبكات؟ بل: كيف نريد أن نكون في عصرها؟ الإجابة تبدأ بخطوة: أن نُمسك بزمام المرآة قبل أن تكسرنا انعكاساتها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
منذ 5 أيام
- جريدة الوطن
نفوق التمساح «موريس»
ودَّع تمساح شهير الحياة بعد أن ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام على مدى حوالي ثلاثة عقود، كان أشهرها فيلم الكوميديا عام 1996 «هابي جيلمور» للنجم آدم ساندلر، وذلك في مزرعة تماسيح في جنوب كولورادو بالولايات المتحدة. وقالت مزرعة تماسيح كولورادو في منشور على فيسبوك يوم الأحد إنه استنادا إلى معدل نموه وفقدانه لأسنانه، كان التمساح موريس (80 عاما على الأقل) عند نفوقه، وكان طوله يقارب 11 قدما (3.3 متر) ووزنه 640 رطلا (290 كيلوغراما). وقال جاي يونغ، مالك المزرعة ومديرها، في مقطع فيديو وهو يربت بحزن على رأس موريس داخل حظيرة الحيوانات: «بدأ يتصرف بغرابة قبل حوالي أسبوع. لم يعد يندفع نحونا ولم يكن يأكل». وأضاف: «أعلم أن الأمر غريب بالنسبة للناس أن نرتبط بتمساح، أو بكل حيواناتنا.. لقد عاش حياة سعيدة هنا، وفارق الحياة بسبب الشيخوخة». بدأت مسيرة موريس في هوليوود عام 1975 وتقاعد عام 2006، عندما أُرسل إلى مزرعة تماسيح كولورادو في بلدة موسكا الصغيرة. وظهر في عدة أفلام منها «مقابلة مع مصاص الدماء» و«الدكتور دوليتل 2» و«بلوز براذرز 2000». كما ظهر في برنامج «ذا توناييت شو مع جاي لينو» مع خبير الحياة البرية الراحل ستيف إروين.


العرب القطرية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- العرب القطرية
«الثقافة» تطلق نسخة جديدة من «اقرأ» للتصوير الفوتوغرافي
الدوحة - العرب أعلنت وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للتصوير إطلاق النسخة الثالثة من مسابقة 'اقرأ' للتصوير الفوتوغرافي، ضمن فعاليات الدورة الـ34 من معرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي يُنظم خلال الفترة من 8 إلى 17 مايو 2025. وتهدف المسابقة إلى تسليط الضوء على أهمية القراءة بعدسة المصورين، من خلال إبراز قيمتها بأسلوب فني وإبداعي، وتشترط أن تعكس الصور المشاركة موضوع القراءة بشكل مباشر. وأكدت الوزارة أن المسابقة مجانية ومفتوحة لجميع المصورين من الوطن العربي، على أن تكون الصور ملتقطة باستخدام كاميرات احترافية فقط، ويُمنع استخدام الصور الملتقطة بالهواتف الذكية، كما يُشترط أن تكون الأعمال المقدمة جديدة ولم تُشارك في مسابقات سابقة، وأن لا يتجاوز عدد الصور المشاركة ثلاث صور لكل متسابق. وتضمنت شروط المسابقة ضرورة تقديم الصور بصيغة JPEG أو JPG بدقة لاتقل عن 3000 بكسل، وبدقة طباعة 300 dpi، مع السماح ببعض التعديلات التقنية الأساسية، دون التلاعب بمحتوى الصورة. كما تمنع الشروط وضع أي شعارات أو توقيعات على الصور. وتُرسل المشاركات عبر منصة WeTransfer إلى البريد الإلكتروني: QPC@ مع تعبئة النموذج المخصص الذي يتضمن البيانات الشخصية ورمز الصورة. وشددت الوزارة على أن لجنة التحكيم سوف تُقيّم المشاركات وفقاً للجودة الفنية والالتزام بموضوع المسابقة، كما تحتفظ بحقها في استخدام الصور الفائزة لأغراض ثقافية دون الرجوع لأصحابها، مع حفظ الحقوق الأدبية للمصورين. ومن المقرر إعلان أسماء الفائزين في 22 مايو 2025، بعد انتهاء المعرض واستلام المشاركات كافة. وسوف يفوز صاحب المركز الأول بـ 20 الف ريال والثاني 15ألفا، والثالث 10 آلاف ريال. وأكد المركز أن المشاركة في المسابقة متاحة لجميع المصورين بالوطن العربي، لافتا إلي أنه سوف يتم قبول الصور الملتقطة بكاميرات تصوير احترافية وأن تكون معبرة عن معنى وأهداف المسابقة، وأوضح المركز أن باب المشاركة في المسابقة سوف يبقى مفتوحا حتي 22 مايو الحالي. وفي سياق آخر أطلق مركز قطر للتصوير مسابقة فيديو تفاعلية لدعم وصقل المواهب من جميع الفئات العمرية من مختلف الاعمار، بالتزامن مع معرض الدوحة الدولي للكتاب وتشمل المسابقة جميع الصور التي يتم تصويرها بالهواتف الذكية من داخل الفعالية بشكل إحترافي يبرز جماليات المعرض الدولي. ويحصل الفائز بالمركز الأول على 3 الآف ريال، والثاني على 2000 ريال، والثالث على 1000 ريال. وأعلن المركز أن المسابقة متاحة لجميع المتواجدين داخل قطر، مشترطاً أن تكون المشاركة بالهواتف الذكية ولن يسمح بالتصوير الكاميرات الاحترافية ولا الطائرات بدون طيار. وشدد المركز علي ضرورة التزام المتسابق بنشر الصور على حسابه في إنستغرام، مع عمل متابعة لحساب وزارةالثقافة ( ) وحساب مركز قطر للتصوير @ ) وعمل (منشن) إلى حساب وزارة الثقافة واستخدام هاشتاغ المعرض الدوحة للكتاب. وأكد المركز أن لجنة تحكيم متخصصة سوف تختار الفائزين مع أحقية استخدام اللجنة الصور المشاركة مع الاحتفاظ بالحق الادبي للمصور.


الجزيرة
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها الـ9 بمهرجان "كان"
تتصدر فلسطين قائمة الترشيحات في الدورة التاسعة لجوائز النقاد للأفلام العربية التي ينظمها مركز السينما العربية، والمقرر الإعلان عن الفائزين بها خلال انعقاد فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي المقام في الفترة من 13 إلى 24 مايو/أبار المقبل. "شكرا لأنك تحلم معنا" يتصدر ترشيحات النقاد تصدّر الفيلم الفلسطيني "شكرا لأنك تحلم معنا" -الحاصل على جائزة الجونة الذهبية كأفضل فيلم عربي روائي طويل في الدورة الـ7 لمهرجان الجونة السينمائي 2024- قائمة الترشيحات في فئة أفضل فيلم، في منافسة مع الفيلم المغربي "في حب تودا" للمخرج نبيل عيوش، وفيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" للمخرج خالد منصور من مصر، والفيلم التونسي "عائشة" لمهدي برصاوي، والفيلم السوري "أثر الأشباح" لجوناثان ميلي. وتنافس ليلى عباس على جائزة أفضل مخرجة، والتي ينافس عليها أيضا المخرج الفلسطيني مهدي فليفل بفيلمه "إلى عالم مجهول" والمخرج نبيل عيوش عن فيلم "في حب تودا" وخالد منصور عن "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" ومخرج فيلم "أثر الأشباح". إلى جانب ترشيح الفيلم لجائزة أفضل سيناريو لليلى عباس، وترشيح بطلة الفيلم ياسمين المصري لجائزة أفضل ممثلة، مع المغربية نسرين الراضي عن "في حب تودا" واللبنانية دياموند أبو عبود عن الفيلم اللبناني "أرزة" والأردنية ركين سعد عن الفيلم المصري "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" وحلا رجب عن "أثر الأشباح". كما تنافس مونتيرة الفيلم المصرية هبة عثمان ضمن ترشيحات أفضل مونتاج. وثائقيات فلسطينية ترصد النكبة المستمرة تشهد القائمة أيضًا منافسة الفيلم الفلسطيني "إلى عالم مجهول" للمخرج مهدي فليفل على جائزة أفضل تصوير سينمائي، التي قام بها تودوريس ميوبولوس. وينافس الفيلم الفلسطيني " لا أرض أخرى" -الحائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي بالأوسكار 2025- في قائمة أفضل فيلم وثائقي ضمن النسخة التاسعة من جوائز النقاد العرب. وتضم القائمة الفيلم الفلسطيني "غزة من المسافة صفر" وهو وثائقي من إنتاج المخرج رشيد مشهراوي، يتضمن عددًا من الأفلام القصيرة التي تم تصويرها في غزة بداية حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لكشف المجازر التي يقوم بها جيش الاحتلال خلال الحرب. وكذلك فيلم "الفيلم عمل فدائي" وهو إنتاج مشترك بين فلسطين وقطر والبرازيل وألمانيا، ويوثق سرقة مجموعة من المواد الأرشيفية والوثائق خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث تم اقتحام مراكز الأبحاث الفلسطينية في بيروت ونهب أرشيف كان يضم وثائق تاريخية فلسطينية تجسد النضال الفلسطيني. وينافس الفيلم اللبناني "مثل قصص الحب" في قائمة أفضل فيلم وثائقي، ويتناول مجموعة من الأشخاص يسعون لتغيير الواقع المرير في لبنان، وتصطدم أحلامهم بالواقع. كما يشارك فيلم "سودان يا غالي" الذي توثق مخرجته هند المدب فيه قصص النضال في السودان. وسيتم الكشف عن الفائزين في حفل يُقام في 17 مايو/أيار، خلال انعقاد فعاليات مهرجان كان السينمائي، بعد تصويت 281 عضو لجنة تحكيم من 75 دولة على أفضل الأفلام العربية للعام الماضي. جناح فلسطيني في "كان" والسينما تواجه الإبادة وفي سياق مختلف، أعلن المخرج والمنتج الفلسطيني رشيد مشهراوي مؤخرا عن جناح السينما الفلسطينية، الذي يتم تنظيمه خلال فعاليات مهرجان كان، وذلك عبر حسابه على فيسبوك. وأوضح أن الجناح، الذي بدأ منذ الدورة رقم 78 لمهرجان كان، يسلّط الضوء على الصور والروايات الفلسطينية التي ترفض الخمود، في رسالة واضحة لإعلاء نبض السينما الفلسطينية ورعاية رؤيتها، والدعوة إلى حقها في إضاءة الشاشات حول العالم. وفي خضمّ مشهد الإبادة الجماعية المتواصلة التي تُرتكب بحقّ شعبنا في غزة، يستمرّ النضال من أجل الحفاظ على الرواية الفلسطينية، بصمودٍ ومحبة، من خلال عدسة صنّاع أفلامنا.