logo
أخطاء الوزراء... لا مَكانَ لِتَرفِ الوقت

أخطاء الوزراء... لا مَكانَ لِتَرفِ الوقت

الرأيمنذ 4 أيام
يرصد الكويتيون اليوم مشهدين للحكومة:
نشاط غير مسبوق يقوده رئيسها الشيخ أحمد العبدالله الذي حوّل تقريباً كلّ يوم إلى اجتماع حكومي يتناول أموراً تنموية واقتصادية تحضيراً وتنفيذاً لملفات الخُطط المُبرجمة للسنوات العشر المُقبلة.
وأخطاء غير مسبوقة يقوم بها بعض الوزراء تمسّ جزءاً كبيراً من الكويتيين تُناقض مبادئ التخطيط والتوافق الحكومي والمُبادرة والتقرير... وهذه الأخطاء تأخذ من رصيد الحكومة ولا تضيف إليها.
من دون الدخول في تفاصيل القرارات نتحدّث هنا عن أمرين حصلا في الأيام الماضية.
الأول، إصدار وزارة المالية قرار تعديلات لائحة بدل الانتفاع بأملاك الدولة الخاصة العقارية ورسوم الخدمات... ثم تجميد اللائحة بقرار من مجلس الوزراء بعد أيام قليلة فقط كونها لم تنلْ القدر الكافي من الدراسة وأعيدت اللائحة إلى اللجنة القانونية في مجلس الوزراء لإجراء مزيد من الدراسة والبحث.
الثاني، صدور قرار بنقل تبعية الحضانات من وزارة الشؤون الاجتماعية إلى وزارة التربية في الكويت. وتكليف وزير التربية التنسيق مع الجهات المعنية لتصحيح الأوضاع القانونية. وهذا الأمر، أي تنظيم قطاع الطفولة المُبكّرة وتهيئة الجيل الجديد لدخول دورة الحياة المدرسية والتخرّج مُستقبلاً، في غاية الأهمية ومن الطبيعي أن يكون بإشراف «التربية»... وأيضاً فوجئ الكويتيون بالتراجع عن القرار، واستند مجلس الوزراء في تراجعه على عرض قدّمه وزير التربية يُوضّح اختلاف طبيعة الحضانات عن النهج التربوي المُعتمد.
لسنا هنا في وارد النقاش حول القرارين وصحّتهما أو عدم صحّتهما. نحن أمام خلل كبير في الرؤية والتخطيط واتخاذ القرار. الأمور المُهمّة كهذه التي تطول الكويتيّين في مسكنهم وعملهم وتربية أبنائهم يُفترض بداهة أنها خضعت للدرس والتمحيص وصدرت قراراتها بمُوافقة مجلس الوزراء، لكنّنا نكتشف أن مجلس الوزراء أوقف القرارات لأنها بصبغة منفردة وأعادها - كما في موضوع لائحة الرسوم - إلى اللجنة الفنية لدراستها. وأيضاً يتغيّر القرار خلال أيام فتنقل تبعيّة الحضانات من وزارة إلى أخرى وتعاد إلى الوزارة الأولى.
هناك توجيهات من رئيس الحكومة لكلّ وزير بأن يعمل وفق خُطة واضحة على تقديم رؤية أفضل لنشاط وزارته مع هامش حرية لم يكن موجوداً في السابق ومع انعدام الضغط النيابي الذي تَحَجّجَ به وزراء كُثر على مدى السنوات الماضية لعدم الإنجاز. وتقتضي هذه التوجيهات بأن لا مكان لترف الوقت، لذلك المطلوب درس كلّ قرار بعناية وبحث آثاره الخاصة والعامة والاستعانة بأكفأ المُستشارين في مجالاتهم ثم تقديمه للبحث والمُناقشة وتعديل ما يجب تعديله وصولاً إلى مُوافقة مجلس الوزراء عليه. لكن ما حصل من تجميد لقرار لائحة الرسوم وتغيير لقرار تبعيّة الحضانات يدلّ على عدم الالتزام الكامل بالتوجيهات وعلى تجاوز مبدأ آلية اتخاذ القرار الصحّ... الوزيران لم يتغيّرا حتى تتغيّر القرارات والمرئيات واحدة ويُفترض في من يتّخذ القرار وهو على رأس وزارته أن يكون سنداً لرئيس الحكومة لا أن يضيف أعباءً جديدة على كاهليه.
الخطأ الذي يحصل لمرة واحدة يُمكن مُعالجته ولو صعب تبريره. الخطأ الذي يحصل مرتين هو جرس إنذار ورسالة سلبيّة، فالأمور الحكومية تختلف عن شغل المُختبرات وقياس التجربة والخطأ لأنّنا نتعامل مع قضايا تتعلّق بِصُلْبِ هُموم الكويتيّين في مجالات مُختلفة.
أعان الله رئيس الوزراء الذي اضطر لأن يفتح وقتاً إضافياً لمُعالجة الأمور، وأعانه الله لأنه مُضطر لإعادة شرح البديهيات بدءاً من كيفية اتخاذ القرار ووصولاً إلى الموافقة الحكومية، مروراً بالتضامن والتنسيق الوزاريين... والأهم شرح الفارق بين استقلالية الوزير ومدّه بصلاحيات واسعة وتفويضه الكثير من الأمور منعاً للبيروقراطية والمركزية وبين مراعاة مصالح الناس.
قد تكون هذه الأخطاء آخر ما تحتاجه الكويت في ظلّ تحدّيات خارجية مُقلقة وداهمة وأخرى داخلية مُستحقّة تتعلّق باللحاق بقطار التنمية. الكويت تعيش اليوم عهد الحزم في مُكافحة الفساد وتطبيق القانون في أكثر من مجال. والأولى بالوزراء السير في نهج الحزم في ما يتعلّق بالقرارات الصائبة... وإن عجزوا فالله لا يكلّف نفساً إلّا وُسْعَها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سمو الأمير يتوجه إلى فرنسا في زيارة رسمية
سمو الأمير يتوجه إلى فرنسا في زيارة رسمية

كويت نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • كويت نيوز

سمو الأمير يتوجه إلى فرنسا في زيارة رسمية

بحفظ الله ورعايته غادر حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن صباح اليوم متوجها إلى الجمهورية الفرنسية الصديقة وذلك في زيارة رسمية. وقد كان في وداع سموه رعاه الله على أرض المطار سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله وسمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ومعالي رئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود الجابر الصباح ومعالي وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ومعالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة عبدالله المعوشرجي وكبار المسؤولين بالدولة. هذا ويرافق سموه حفظه الله وفد رسمي يضم كلا من معالي وزير الدفاع الشيخ عبدالله علي عبدالله السالم الصباح ومعالي وزير الخارجية عبدالله علي اليحيا ومعالي مدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الأحمد الصباح وعدد من كبار المسؤولين بالدولة. رافقت سموه السلامة في الحل والترحال.

فلسطين: بدء توزيع دعوات مؤتمر 'حل الدولتين' بالأمم المتحدة
فلسطين: بدء توزيع دعوات مؤتمر 'حل الدولتين' بالأمم المتحدة

المدى

timeمنذ 3 ساعات

  • المدى

فلسطين: بدء توزيع دعوات مؤتمر 'حل الدولتين' بالأمم المتحدة

أعلن مسؤول فلسطيني، أن السعودية وفرنسا بدأتا توزيع الدعوات لحضور المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية، والمقرر عقده في مقر الأمم المتحدة أواخر تموز الجاري. ونقلت إذاعة 'صوت فلسطين' الرسمية مساء السبت، عن وكيل وزارة الخارجية عمر عوض الله، قوله إن 'السعودية وفرنسا بدأتا فعليا توزيع الدعوات لحضور مؤتمر حل الدولتين، والمقرر عقده في الـ28 من تموز الجاري في نيويورك'. وكان من المقرر عقد 'مؤتمر فلسطين الدولي' في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك بين 17 و20 حزيران الماضي، بمشاركة رفيعة وبرئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية، لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، وبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، إلى جانب تشجيع الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. لكن عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي بدأت في 13 حزيران بدعم أميركي واستمرت 12 يوما، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر. وأضاف عوض الله أن 'هناك عملا دؤوبا يجري على مستوى الموائد المستديرة واللجان الثماني التي أنشئت كلجان عمل برئاسات مشتركة من دول متعددة، لوضع الأسس العملية لتنفيذ حل الدولتين'. وأشار إلى أن التحرك ينطلق من اعتبار 'الاعتراف بدولة فلسطين قضية عالمية، وأساسا للتقدم نحو تنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال طويل الأمد، وتمكين الحكومة الفلسطينية من تحمل مسؤولياتها في قطاع غزة'. ولم يصدر بعد عن السعودية أو فرنسا تعليق بخصوص توزيع الدعوات للمؤتمر.

أماني التقى وفدا قياديا وشعبيا من البعث: نحن ندعم جبهة الحق بأي ثمن يترتب علينا
أماني التقى وفدا قياديا وشعبيا من البعث: نحن ندعم جبهة الحق بأي ثمن يترتب علينا

المدى

timeمنذ 3 ساعات

  • المدى

أماني التقى وفدا قياديا وشعبيا من البعث: نحن ندعم جبهة الحق بأي ثمن يترتب علينا

وقال حجازي في تصريح: 'تشرفنا اليوم بزيارة سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقدمنا له على رأس وفد حزبي ضم رفاقنا من كل المحافظات اللبنانية من دون استثناء، التهنئة بتحقيق الجمهورية الإسلامية الإيرانية انتصارها على العدوان الهمجي الذي استهدفها، وطبعاً قدمنا التعزية بالشهداء القادة الذين ارتقوا في هذه المواجهة. وأضاف: 'نحن من موقعنا العروبي سنكون إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موقفها الداعم لقضايانا المحقة وفي مقدمتها مواجهة العدوان الصهيوني على أمتنا ثابتين في موقفنا إلى جانب كل من ينصر الحق ولا اعتقد بأن هناك من يستطيع بأن يشكك بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم الحقيقي والثابت والمستمر طوال السنين الماضية، وهو ما يستمر ان شاءالله في المرحلة اللاحقة إلى جانب قضايانا المحقة'. وتابع: 'نحن كنا نشعر بأننا جزء من هذه المعركة حينما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستهدف الكيان الغاصب، كنا نشعر بأن هذه الصواريخ تمثل قناعاتنا وطموحاتنا وتاريخنا وآمالنا وما حلمنا به لجهة ضرورة ازالة هذا الكيان من الوجود، وانشاءالله لطالما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الموقع فإننا إلى جانبها داعمون لكل مواقفها'. وأكد بأن 'المواجهة مفتوحة ومستمرة، ونحن ندرك بأن تلك الخيارات أثمانها كبيرة علينا، ولكن بين الحق والباطل نحن مع الحق، وبين الظالم والمظلوم نحن مع المظلوم، بين السكوت على جرائم العدو وبين مواجهتها نحن أكيد في مواجهة العدو وجرائمه أيا تكن الأسماء'. أماني من جهته، شكر أماني لحجازي والوفد المرافق حضورهم إلى دارهم دار سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: 'إبان العدوان الصهيوني الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية رأينا التضامن العالمي، سواء على المستوى الشعبي والحكومي مع ايران، ولكن وجه لبنان هو وجه إستثنائي بحضوره الشعبي والجماهيري'. وأضاف: 'نحن ندعم جبهة الحق بأي ثمن يترتب علينا ولن نكون كسالى على هذا الطريق، وانشاءالله ستكون هناك جبهة عالمية ضد الظلم الموجود الذي نراه بأعيننا سواء في غزة والضفة، أو في الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وايران، وهذا الظلم لا يستمر، ويبقى الإنتصار الذي وعد به الله تعالى مظلومي العالم'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store