
أول قمة سورية إسرائيلية منذ ربع قرن تمهد لـ"تطبيع أمني"
لقاء القمة الذي بادر إليه براك وضع نقاطاً أولية ومبدئية لتحقيق الهدف الآني بعدم احتدام التوتر وتصعيده، عبر خطوات عملية وفورية تشرف على تنفيذها الولايات المتحدة، وهي في مضامينها، وكما أكد أكثر من مسؤول إسرائيلي، تحافظ على الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل في كل ما يتعلق بالمناطق التي تسيطر عليها والمنتشر فيها جيشها إلى جانب المنطقة العازلة، التي تسعى في هذه الأثناء إلى تعزيزها سواء بعمليات في الميدان والتي بدأت فيها منذ مطلع الأسبوع بترسيم حدود جديدة تتجاوز خط وقف النار المتفق عليه منذ عام 1974، أو عبر مناقشتها مع الطواقم الأمنية التي ستواصل اللقاءات والمحادثات بينها.
وحظي اللقاء باهتمام واسع هو الأول في هذا المستوى منذ عام 2000، إذ استضاف الرئيس الأميركي بيل كلينتون، رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك إيهود باراك ووزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع، في إطار الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين.
الإسرائيليون يعدون لقاء ديرمر والشيباني خطوة متقدمة وإيجابية وتبعث الأمل في عدم تصعيد الوضع داخل سوريا، على رغم الشكوك الإسرائيلية بمدى سيطرة الرئيس أحمد الشرع على الوضع، حتى إنهم يشككون في نياته، وهو ما يدفعهم أيضاً إلى الحديث عن تطبيع من نوع خاص.
نزع سلاح ومنع دخول قوات النظام
بعد أكثر من أسبوع من أحداث السويداء واحتدام القتال والتوتر بعد تدخل إسرائيل تحت ذريعة الدفاع عن الدروز في سوريا، ومن جهة أخرى التهديدات الإسرائيلية وما نفذته داخل الأرض السورية من أعمال بنى تحتية جديدة لإقامة جدار ولرسم حدود جديدة، جاءت تفاهمات القمة لتمنع تكرار أحداث السويداء وأيضاً، كما أكد مسؤول إسرائيلي، تشكل ضمانة لاستمرار إسرائيل داخل مناطق انتشارها وحفاظها على خطوطها الحمراء الضامنة لأمن الدروز وأمن حدودها.
وبحسب الاتفاق، سيُفكك سلاح القنيطرة ودرعا المحاذيتين للحدود الإسرائيلية-السورية وهو مطلب إسرائيلي، وتمت الموافقة على تشكيل لجان أمنية محلية شرط عدم حمل الأسلحة الثقيلة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما في السويداء فينفذ الاتفاق على مرحلتين وتشرف على تنفيذه واشنطن وهو يتجاوب إلى حد كبير مع مطلب إسرائيل، ففي المرحلة الأولى منه تُسحب قوات العشائر المحلية وقوات النظام من قرى الدروز، على أن تقوم فصائل درزية بمسح القرى للتحقق من ذلك.
المرحلة الثانية تبدأ بعد تأكيد الفصائل الدرزية أن السويداء خالية من العشائر البدوية وقوات النظام، وعندها تقام مجالس محلية بمشاركة سكان السويداء، الذين سيُعينون للتعامل مع الموارد والخدمات المطلوبة داخل المنطقة.
تشكل المجالس لجنة لمراقبة وتوثيق انتهاكات الاتفاق، ولن يُسمح بدخول السويداء لأية منظمة أو هيئة مرتبطة بحكومة سوريا، بينما سيسمح لهيئات تابعة للأمم المتحدة بدخول المنطقة، وهو جانب عدته إسرائيل إنجازها الكبير.
أما منطقة الحدود وضمان أمنها فهذه ستتولى مهمتها الطواقم المهنية والأمنية الإسرائيلية والسورية، المتوقع عقد سلسلة لقاءات جديدة بينهما، وكل هذا يرتبط بمدى الالتزام بقمة باريس وإعادة الهدوء إلى الجبهة السورية على رغم استمرار انتشار وتوسيع تمركز الجيش الإسرائيلي فيها.
تطبيع من نوع خاص
أكثر من مسؤول إسرائيلي اعتبر الاتفاق، في مجمله، إنجازاً يتجاوب مع المطالب الإسرائيلية ويضمن مصالح تل أبيب في سوريا، وعدم دخول عناصر النظام إلى البلدات الدرزية ونزع سلاحها، وهذه الجوانب بحسب الإسرائيليين بداية لتحقيق المطلب الإسرائيلي بأكمله بجعل الجنوب كله منطقة معزولة السلاح.
ويقول الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين إن "الأهم في هذه المرحلة أولاً ضمان مصالح إسرائيل، وهي عدم تكرار أحداث السابع من أكتوبر على الحدود الشمالية وهذه مسؤولية الجيش الإسرائيلي ومصلحتها في ضمان نزع السلاح ومنطقة أمنية لمنع عودة الإيرانيين و'حزب الله' إلى سوريا والتمركز والتوسع فيها. أما مصلحة الدروز فلا تقل أهمية لأن علاقتنا مع الدروز تحتم حمايتنا لهم وعدم التخلي عنهم، وضمان مثل هذه الحماية في بلداتهم داخل الجنوب السوري تضمن أيضاً الأمن على حدودنا وعلى بلدات الشمال".
وعاموس كغيره من سياسيين وأمنيين لا يتوقعون أن يبدأ توسيع اتفاقات أبراهام في سوريا، وإذا كان هناك أي احتمال قبل أحداث السويداء فقد أصبح بعيداً من التنفيذ. لكن بحسب يدلين "صحيح أن التطبيع هو أفضل ما يمكن أن تحققه إسرائيل، لكن يكفي اليوم في ظل التطورات الأخيرة أن نصل إلى تطبيع من نوع خاص وهو التفاهم واستمرار وقف المواجهات والقصف والقتال بين إسرائيل والنظام السوري، وهذا أيضاً تطبيع لعلاقات أمنية"، ويضيف مؤكداً "هناك حاجة للتوصل إلى اتفاق تطبيع لعدم الحرب وعدم وقوع أي هجوم من الطرفين. علينا التوصل إلى اتفاق يضمن في نهايته وقفاً دائماً للنار".
الدروز شأن سوري وعربي
في إسرائيل، أقامت مجموعة من الدروز بينهم الخادمون في الجيش غرفة طوارئ، وهم من يعدون أن ما فعلته إسرائيل غير كافٍ، وطالبوا بتدخل أكبر والدفاع المباشر عنهم.
في غرفة الطوارئ يجري التواصل مباشرة مع جهات درزية في السويداء التي تطلعهم من خلالها على كل تطور، وإذا تطلب الأمر يتم التدخل من طرف إسرائيل.
أما الطرف الآخر والمتمثل في لجنة التواصل مع سوريا ولجنة المبادرة الدرزية فيرفض هذا التدخل الإسرائيلي، ويعد وضع دروز سوريا شأناً سورياً وعربياً. وفي حديث مع "اندبندنت عربية" عدَّ المحامي يامن زيدان عضو اللجنة التنفيذية في الحركة التقدمية للتواصل، الاجتماع المفاجئ في باريس بتوقيته ومضمونه ليس صدفة، وقال "أي اتفاق لوقف الاعتداءات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين وخصوصاً في السويداء مرحب به، لكن علينا أن نكون حذرين من أي اتفاق ومضمونه. اتفاق باريس محاولة لذر الرماد في العيون. فمضمونه في معظمه اتفق عليه سابقاً وما كانت هناك حاجة لاتفاق ووساطة خارجية ولا أميركية لحماية أنفسنا، كما أن توقيته مستهجن ومستغرب فهو جاء بعد اللقاء بين إسرائيليين وسوريين داخل أذربيجان، ويبدو أن هناك محفزاً معيناً لضمان مكاسب سياسية، لأن أي اتفاق يتطرق للشأن الداخل السوري عليه أن يكون أولاً بين السوريين أنفسهم، وهذا ما يضمن عدم الاقتتال الداخلي".
ويضيف زيدان "مهمة حماية الدروز هي مهمة سورية أولاً ثم عربية، واستغرب أن الدولة السورية في حاجة إلى تدخل ووساطة أميركية وإسرائيلية لكي تحمي مواطنيها المدنيين، سواء كانوا من الدروز أو غير دروز".
وحذر زيدان من تداعيات فرض إسرائيل واقعاً على الأرض في سوريا واستغلال مثل هذا الاتفاق، وقال "نحن أمام مشهد أهدافه سياسية تصب في صالح ومصالح ومطامع إسرائيل، وترسخ تدخلها".
أما من ناحية تدخل إسرائيل تحت ذريعة حماية الدروز وتقديم المساعدات لهم، فبرأيه ما تفعله إسرائيل "يتجاوز الأهداف الإنسانية ولا غرابة في أن يتم ذلك بالتنسيق الإسرائيلي-الأميركي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
ميليشيات الحوثي تهدد: سنستهدف أي سفن تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية
هددت جماعة الحوثي اليمنية باستهداف أي سفن تابعة لشركات تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها، وذلك في إطار ما أطلقت عليه المرحلة الرابعة من عملياتها العسكرية ضد إسرائيل. وقال يحيى سريع المتحدث باسم الجماعة في بيان بثه التلفزيون، إن الشركات التي ستتجاهل التحذيرات ستتعرض سفنها للهجوم بغض النظر عن وجهتها. وأضاف في هذا الصدد "تحذر القوات المسلحة اليمنية كل الشركات بوقف تعاملها مع موانئ العدو الإسرائيلي ابتداء من ساعة إعلان هذا البيان، ما لم (تستجب)، فسوف تتعرض سفنها وبغض النظر عن وجهتها للاستهداف في أي مكان يمكن الوصول إليه أو تطاله صواريخنا ومسيراتنا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ودعا سريع "كل الدول بأن عليها، إذا أرادت تجنب هذا التصعيد، الضغط على العدو لوقف عدوانه ورفع الحصار عن قطاع غزة فلا يمكن لأي حر على هذه الأرض أن يقبل بما يجري". ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، دأب الحوثيون المتحالفون مع إيران على مهاجمة السفن التي يعدونها متجهة إلى إسرائيل أو مرتبطة بها، في تحرك قالوا إنه يهدف إلى التضامن مع الفلسطينيين. وفي مايو (أيار)، أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق مفاجئ مع الحوثيين وافقت بموجبه على وقف حملة القصف ضدهم مقابل وقف هجماتهم على السفن. إلا أن الحوثيين أوضحوا أن الاتفاق لا يشمل استثناء إسرائيل من الهجمات.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
3 قتلى و5 مصابين بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا
قال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية اليوم الإثنين عبر تطبيق تيليغرام إن غارة جوية روسية على كييف أسفرت عن إصابة خمسة أشخاص في الأقل وإلحاق أضرار بمبنى سكني. يأتي ذلك بينما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون أمس الأحد في هجوم بمسيرة روسية استهدفت حافلة كانت تقل مدنيين في منطقة سومي في شمال شرقي أوكرانيا، بحسب السلطات المحلية. وخلال الأسابيع الأخيرة، شنت موسكو عدداً قياسياً من الهجمات بمسيرات وصواريخ على مدن أوكرانية، ما أودى بحياة عشرات المدنيين. وكتب مكتب المدعي العام في المنطقة على تيليغرام "هاجم العدو حافلة تقل مدنيين بواسطة طائرة مسيرة" بعد ظهر الأحد، وأرفق المنشور بصور للحافلة المدمرة. وأضاف "قتل ثلاثة مدنيين" هم نساء تتراوح أعمارهن بين 66 و78 سنة. وكثفت أوكرانيا في المقابل ضرباتها على روسيا. وفي منطقة سان بطرسبورغ في شمال غربي روسيا، "قضى رجل في حريق ناجم عن شظايا متناثرة من مسيرة"، بحسب ما أعلن الحاكم المحلي ألكسندر دروزدنكو على تيليغرام، مشيراً إلى إصابة ثلاثة أشخاص آخرين في الحادثة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مسعى إلى وضع حد للحرب. واقترحت كييف محادثات بحلول نهاية أغسطس (آب). غير أن الكرملين استبعد الخميس حدوث لقاء من هذا النوع في المستقبل القريب. وتتباين مواقف الطرفين من المفاوضات بشدة. واتهمت أوكرانيا روسيا بإرسال وفود تفاوضية من الصف الثاني لا صلاحيات فعلية لها لاتخاذ قرارات. ويتمسك الكرملين بمطالب صعبة: أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع من مناطقها التي تسيطر عليها روسيا جزئياً إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. وترفض أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون هذه المطالب ويؤكدون أن الجيش الروسي الذي لا يزال يحتل نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، يسعى إلى التوسع في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وتطلب كييف من حلفائها الغربيين إمدادها بمزيد من الأسلحة لصد الهجمات الروسية اليومية على أراضيها.


Independent عربية
منذ 6 ساعات
- Independent عربية
برعاية ماليزيا ومساعدة واشنطن: محادثات مرتقبة بين كمبوديا وتايلاند
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن مسؤولين من وزارته موجودون في ماليزيا للمساعدة في جهود السلام حيث من المقرر أن تبدأ كمبوديا وتايلاند محادثات هناك اليوم الإثنين على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف روبيو في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في ساعة مبكرة من صباح اليوم أنه والرئيس دونالد ترمب يتواصلان مع نظرائهما في كل دولة، ويراقبان الوضع من كثب. وقال "نريد أن ينتهي هذا الصراع في أسرع وقت ممكن. مسؤولون من وزارة الخارجية موجودون على الأرض في ماليزيا لدعم جهود السلام هذه". وأعلنت تايلاند عن محادثات اليوم الإثنين مع كمبوديا في ماليزيا، بعدما دخلت المعارك بين البلدين يومها الرابع أمس الأحد. والسبت، أعلن الزعيمان الكمبودي والتايلاندي عن انفتاحهما على وقف لإطلاق النار خلال محادثة هاتفية أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع كل منهما، لكن الطرفين يتبادلان مذاك الاتهامات بمواصلة الأعمال العدائية وازدواج المعايير. وتخوض الدولتان الواقعتان في جنوب شرقي آسيا الاشتباك الأعنف بينهما في إطار نزاع على الأراضي متواصل منذ نحو 15 عاماً. وأسفر تبادل إطلاق النار وعمليات القصف والغارات الجوية عن مقتل 34 شخصاً في الأقل كما تسبب في نزوح نحو 200 ألف شخص. وأعلنت بانكوك مساء أمس الأحد أن رئيس الوزراء بالوكالة بومتام ويشاياشاي سيتوجه الإثنين إلى ماليزيا في إطار ما قد يكون أول لقاء مع نظيره الكمبودي هون مانيت الذي سيحضر أيضاً. ويقضي الغرض من هذه المحادثات التي من المفترض أن تبدأ عند الثالثة من بعد الظهر (7:00 بتوقيت غرينتش) بـ"الاستماع إلى المقترحات كلها" و"إعادة السلام"، وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء التايلاندي. ولم يصدر بعد أي تعليق من بنوم بنه على هذا الإعلان لكن رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت أكد خلال مكالمته مع ترمب أن كمبوديا "توافق على مقترح لوقف إطلاق النار فورا وبلا شروط". وعرض رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الذي يتولى بلده الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) التي تضم تايلاند وكمبوديا الاضطلاع بدور الوسيط بين الطرفين منذ الخميس. وأعلن أن المحادثات المرتقبة ستتمحور على وقف فوري لإطلاق النار بين البلدين. ونقلت عنه وكالة الإعلام الوطنية قوله مساء الأحد إن ممثلي الحكومتين التايلاندية والكمبودية "طلبوا مني السعي إلى التفاوض على اتفاق سلام". وصرح إبراهيم "نتباحث في المعايير والشروط لكن المهم هو وقف فوري لإطلاق النار". والسبت، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه تحدث مع الزعيمين الكمبودي والتايلاندي، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على الاجتماع و"التوصل بسرعة" إلى وقف لإطلاق النار. وفي الأيام الأخيرة، حثت أطراف كثيرة، منها الصين وفرنسا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، الطرفين على إنهاء الاشتباكات والعودة إلى الحوار. واندلعت التوترات في البداية بين البلدين صباح الخميس، بسبب معابد قديمة متنازع عليها منذ فترة طويلة قبل أن تتسع رقعة المعارك لتمتد على طول الحدود الريفية التي تتميز بالغابات البرية والأراضي الزراعية حيث يزرع السكان المحليون المطاط والرز. والأحد، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مايلي سوشياتا، إن تايلاند هاجمت معبدين متنازعا عليهما في شمال غربي البلاد في الساعة 4:50 صباحاً (21:50 بتوقيت غرينتش السبت). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت في بيان أن بانكوك ارتكبت "أعمالاً عدائية ومنسقة"، منددة بـ"الأكاذيب والذرائع الكاذبة" التي استخدمها الجيش التايلاندي لتبرير "الغزو غير القانوني". من جانبها، أشارت وزارة الخارجية التايلاندية إلى أن الجيش الكمبودي أطلق "نيران مدفعية ثقيلة" مستهدفاً "منازل مدنيين" في مقاطعة سورين، قرابة الساعة 4:30 صباحاً (9:30 مساء بتوقيت غرينتش). وأكدت أن "أي وقف للأعمال القتالية مستحيل ما دامت كمبوديا تظهر افتقارا صارخا لحسن النية وتستمر بشكل متكرر في انتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني". كذلك، اتهم الجيش التايلاندي كمبوديا الأحد باستخدام "أسلحة بعيدة المدى". في الأيام الأخيرة، توسعت رقعة الاشتباكات وتعددت الجبهات التي تبعد عن بعضها البعض مئات الكيلومترات أحياناً، من مقاطعة ترات التايلاندية المشهورة سياحياً على خليج تايلاند وصولاً إلى منطقة تعرف بـ"مثلث الزمرد" قريبة من لاوس. ووصلت العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين اللتين تربطهما علاقات ثقافية واقتصادية غنية، إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. وأسفرت الاشتباكات الجارية عن مقتل 21 شخصاً على الجانب التايلاندي، بينهم ثمانية عسكريين، بينما أفادت كمبوديا عن مقتل 13 شخصاً بينهم خمسة عسكريين. وأجلي أكثر من 138 ألف تايلاندي من المناطق ذات المخاطر المرتفعة، وفقاً لبانكوك، كما تم إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من الجانب الكمبودي من الحدود، وفقاً لبنوم بنه. ويختلف البلدان على ترسيم حدودهما المشتركة، التي حددت خلال فترة الهند الصينية الفرنسية. وقبل القتال الحالي، كانت أعنف اشتباكات مرتبطة بهذا النزاع هي تلك التي جرت حول معبد برياه فيهيار بين العامين 2008 و2011، وأسفرت عن مقتل 28 شخصاً في الأقل ونزوح عشرات الآلاف. وأصدرت محكمة الأمم المتحدة حكماً لصالح كمبوديا مرتين، في العامين 1962 و2013، في شأن ملكية معبد برياه فيهيار المدرج في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي والمنطقة المحيطة به.