
معاناة لا تنتهي وانتهاكات بلا حساب.. كيف تحوّلت النساء إلى أدوات انتقام حوثي؟
ويأتي هذا التقرير في سياق سلسلة طويلة من التوثيقات الحقوقية التي تؤكد أن المرأة اليمنية لم تعد فقط ضحية الحرب بمعناها التقليدي، بل أصبحت هدفًا مباشرًا لآلة القمع الحوثية التي تجاوزت كل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية، في انتهاك فجّ لاتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ووفقًا للبيانات التي أوردها التقرير، فقد سجلت الشبكة اليمنية ما مجموعه 5618 انتهاكًا متنوعًا مارسته مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني ضد النساء في 12 محافظة يمنية، حيث توزعت هذه الانتهاكات بين جرائم قتل وإصابة واختطاف وتعذيب وتجريد من الوظائف، إضافة إلى التجنيد الإجباري للنساء بما في ذلك طالبات المدارس، وهو ما يمثل انحدارًا أخلاقيًا وسلوكيًا فادحًا في سلوك هذه الجماعة، وقد بلغ عدد النساء اللواتي قتلن نتيجة للقصف أو القنص أو انفجار الألغام 1479 حالة، فيما تم توثيق 3398 حالة إصابة جراء القصف المدفعي وانفجار الألغام والعبوات الناسفة، وأعمال القنص.
كما سجّل التقرير 547 حالة اختطاف واختفاء وتعذيب بحق نساء يمنيات، منهن من تم اقتيادهن إلى سجون سرية تابعة للمليشيات، حيث تعرضن هناك لصنوف من المعاملة القاسية واللاإنسانية، شملت الإخفاء القسري لفترات تراوحت بين ثلاثة أشهر إلى سنة كاملة، في ظل انعدام تام لأي رقابة قانونية أو إنسانية.
وذكر التقرير أن مصير 69 من المختطفات ما زال مجهولًا حتى اللحظة، من بينهن 47 حالة اختفاء في أمانة العاصمة، و13 في محافظة صنعاء، و9 في الحديدة، و3 في تعز، فضلًا عن حالات فردية في عمران والبيضاء.
الجانب الأكثر فظاعة في التقرير كان توثيق تعرض 78 امرأة يمنية للتعذيب النفسي والجسدي في السجون الحوثية، بما في ذلك الضرب بأدوات حادة وأعقاب البنادق، والاعتداء الجنسي، وتوجيه تهم ملفقة تتعلق بالشرف، ما أدى ببعضهن إلى الانتحار كما حدث في السجن المركزي بصنعاء.
كما سجل التقرير 46 حالة قتل نساء بطرق مباشرة مثل الطعن أو الدهس بالأطقم العسكرية أو الضرب العنيف، بالإضافة إلى 211 إصابة ناجمة عن وسائل مماثلة، منها 82 حالة استهدفت متظاهرات شاركن في وقفات احتجاجية ضد انتهاكات الحوثيين.
وأكدت الشبكة في تقريرها أن هذه الجرائم لم تكن حالات فردية أو عرضية، بل تمثل نمطًا متصاعدًا من الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف إخضاع النساء وكسر إرادتهن، ضمن سياسة قمعية تتسع رقعتها وتطال جميع فئات المجتمع، وشددت على أن النساء في اليمن يعشن أوضاعًا نفسية صعبة بسبب استمرار العنف اليومي، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وغياب العدالة، وأشارت إلى أن القصف العشوائي للمنازل والأحياء السكنية بات ممارسة يومية، لا تميز بين رجل وامرأة، أو بين مقاتل ومدني، ما يعكس استهتارًا مطلقًا من قبل المليشيات بكل الأعراف العسكرية والإنسانية.
وفي ضوء هذه المعطيات، يرى المراقبون أن حجم الانتهاكات التي طالت النساء اليمنيات خلال السنوات الماضية يكشف عن منهج حوثي يقوم على استخدام العنف الجنسي والجسدي والنفسي كأداة حرب لإرهاب المجتمع وإخضاعه، ويؤكدون أن استهداف النساء، سواء بالاختطاف أو القتل أو التعذيب، لا يمكن فصله عن العقلية الثيوقراطية التي تحكم سلوك المليشيا، والتي ترى في المرأة عنصرًا ضعيفًا يمكن استخدامه لتركيع المجتمع بأكمله.
وتشير تقارير صحفية إلى أن استمرار هذه الانتهاكات بصمت دولي مطبق يعكس فشلًا ذريعًا في تطبيق آليات المساءلة الدولية، ويمنح الحوثيين مزيدًا من الجرأة لمواصلة جرائمهم دون عقاب.
وحذّر حقوقيون من أن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم لا يعزز فقط إفلات الحوثيين من العقاب، بل يشرعن ضمنيًا ممارساتهم في عيون مناصريهم.
وفي هذا السياق، حمّلت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، المسؤولية الكاملة عن حماية النساء اليمنيات، مطالبةً بضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة لعزل المليشيات الإرهابية وإخضاعها للمساءلة أمام العدالة الدولية، بما ينسجم مع قرارات مجلس الأمن ومواثيق القانون الدولي الإنساني، فبدون تحرك حاسم تبقى المرأة اليمنية مكشوفة الظهر أمام سطوة العنف، وأسيرة واقع تزداد فيه الانتهاكات وتغيب فيه العدالة، في حرب لا تعترف بقيم ولا تُبقي من الكرامة شيئًا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

وكالة أنباء براثا
منذ 24 دقائق
- وكالة أنباء براثا
مفوضية الانتخابات تُحصي عدد التحالفات وتلغي رقم 56 من تسلسلات القرعة!
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، اليوم السبت، عن الاحصائية الأخيرة لعدد التحالفات والأحزاب والمرشحين الأفراد التي ستحصل على أرقام القرعة، حيث ذكرت المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي للوكالة الرسمية، إن "الاحصائية الأخيرة لعدد التحالفات والأحزاب والمرشحين الأفراد التي ستحصل على أرقام القرعة تمثلت كالآتي: ( عدد التحالفات 31، عدد الأحزاب 38، عدد المرشحين، 76، وعدد الأفراد للمقاعد العامة 23، أما عدد أفراد مقاعد المكونات فبلغ 53)". وأضافت أن "القرعة تبدأ من تسلسل 201"، مشيرة الى "مجلس المفوضين قرر الغاء رقم 56 من هذه التسلسلات لمدلولاته الاجتماعية"، وتابعت، أن "هذه الاعداد للتحالفات والأحزاب والقوائم المنفردة التي ستجري عليها اليوم".


وكالة أنباء براثا
منذ 24 دقائق
- وكالة أنباء براثا
الزيارة الاربعينية: محافظة بابل تعطل الدوام الرسمي ابتداءً من يوم غد الأحد ولغاية الخميس المقبل
أعلن مجلس محافظة بابل، اليوم السبت، تعطيل الدوام الرسمي ابتداءً من يوم غد الأحد ولغاية الخميس المقبل، حيث ذكر البيان، إن "مجلس محافظة بابل أعلن عن تعطيل الدوام الرسمي في المحافظة ابتداءً من يوم غد الأحد ولغاية الخميس المقبل"


موقع كتابات
منذ ساعة واحدة
- موقع كتابات
بعد اتفاق سلام وصفه ترمب بالـ'تاريخي' .. أرمينيا وأذربيجان يطالبان بحل 'مينسك' الأوروبية
وكالات- كتابات: أعلن الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، بأن 'أميركا': 'نجحت أخيرًا في تحقيق السلام' بين 'أرمينيا' و'أذربيجان'، بموجب اتفاق ينُهي عقودًا من النزاع بين البلدين. وجاء الإعلان خلال قمة ثلاثية في 'البيت الأبيض'، الجمعة، حضرها الرئيس الأذربيجاني؛ 'إلهام علييف'، ورئيس الحكومة الأرمينية؛ 'نيكول باشينيان'. وقال 'ترمب'؛ في كلمةٍ له عن توقّيع الاتفاق الذي وصفه: بـ'التاريخي': 'نجحنا أخيرًا في تحقيق السلام، ووقّعنا وثائق بالغة الأهمية تلتزم بموجبها أرمينيا وأذربيجان بوقف جميع أشكال القتال، وفتح التجارة والسفر والعلاقات الدبلوماسية، واحترام سيّادة كلٍ منهما وسلامة الأراضي'. وبموجب الاتفاق؛ أوضح 'ترمب' أنّ 'أذربيجان' ستَّحصل على حقّ الوصول إلى 'إقليم ناخيتشيفان'؛ التابع لها، مع الاحترام الكامل لسيّادة 'أرمينيا'، فيما ستُقيّم الأخيرة شراكة حصرية مع 'الولايات المتحدة' لتطوير ما أسماه: 'طريق ترمب للسلام والازدهار'، كممر خاص قد يمتدّ العمل به إلى (99 عامًا). وأكد 'ترمب'؛ أنّ 'واشنطن' ستوقّع اتفاقيات ثنائية مع البلدين لتعزيز الفرص الاقتصادية المشتركة في منطقة 'جنوب القوقاز'. من جانبه؛ قال 'باشينيان': 'اليوم يُمكننا أن نؤكد أن السلام قد أُرسِي بين أرمينيا وأذربيجان. بالطبع، لا بُدّ من إضفاء الطابع المؤسسي على هذا السلام'. 'أرمينيا وأذربيجان تطلبان حلّ مجموعة مينسك الأوروبية'.. وعقب هذا الاتفاق؛ وقّع وزيرا خارجية 'أرمينيا' و'أذربيجان'، اليوم السبت، بيانًا مشتركًا يُطالب بحلّ مجموعة (مينسك)؛ التابعة لـ'منظمة الأمن والتعاون' في 'أوروبا'، باعتبارها رمزًا للنزاع السابق، ودعوا دول المنظمة إلى قبول القرار. وأضاف رئيس حكومة 'أرمينيا' أنّ عملية السلام التي بدأت ستستّمر، مشيرًا إلى أن طلب 'يريفان' و'باكو' حل مجموعة (مينسك)؛ التابعة لـ'منظمة الأمن والتعاون في أوروبا'، جاء لأن هذه البُنية أصبحت رمزًاً للنزاع، وأن رفض حلها قد يُثير الشكوك حول صدق الطرف الآخر. ورحّبت 'تركيا' بالاتفاق، ووصفت 'وزارة الخارجية' التركية؛ الخطوة بأنها: 'فرصة تاريخية' لتحقيق السلام والاستقرار في 'جنوب القوقاز'، معتبرةً إيّاها تطورًا بالغ الأهمية في ظل تصاعد الأزمات العالمية. من جانبها؛ أكدت 'إيران' دعمها للاتفاق، مشيرةً إلى أنها تتابع عن كثب التطورات الجارية في منطقة 'جنوب القوقاز'، وتواصل اتصالاتها مع كلّ من 'أذربيجان' و'أرمينيا' بشأن هذه المستَّجدات. وأوضحت 'وزارة الخارجية' الإيرانية أن السلام والاستقرار في 'القوقاز' يصبّان في مصلحة جميع دول المنطقة، معتبرةً أنّ استكمال نص الاتفاق يُمثّل تحوّلًا مهمًا نحو تحقيق سلام دائم، لكنها أعربت في الوقت نفسه عن قلقها من التداعيات السلبية لأيّ تدخّل أجنبي، ولا سيّما بالقرب من الحدود المشتركة، قد يمسّ أمن المنطقة.