logo
كيف يبدو حالنا في ذكرى الاستقلال؟

كيف يبدو حالنا في ذكرى الاستقلال؟

رؤيا نيوزمنذ 3 أيام

ماالذي يعنيه الاستقلال بالنسبة لدولة مثل الأردن؟
القرن الذي انقضى من عمر بلدنا، علمنا الكثير، والأحداث التي شهدتها العقود الطويلة الماضية، تركت بصماتها الواضحة على رؤيتنا لمعنى ومفهوم الاستقلال والسيادة. وبالنتيجة صار الاستقلال بالنسبة لنا مقترنا بالبقاء؛ بقاء الدولة، الهوية والكيان السياسي كما انتهت إليه حدوده الجغرافية.
لهذا دائما ما تكون ذكرى الاستقلال مناسبة لإثبات الذات والوجود، وكأننا كشعب ودولة نخوض تحديا مع تهديد مجهول. من هنا ارتبط مفهوم الاستقلال عند الأردنيين بالاستقرار.
اكتسب هذا الفهم أهمية استثنائية في العقدين الأخيرين، بعد أن تعرضت المنطقة العربية لعاصفة من المتغيرات السياسية، أطاحت بدول وأنظمة، وها نحن في النصف الثاني من عقد جديد نعيش تحديا جديدا، بعد التبدلات الهائلة التي أصابت المنطقة إثر أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023.
هذا العام على وجه التحديد واجهنا لحظة عصيبة، كانت فيما مضى تهديدا بعيدا أو هكذا ظننا. أعني إعلان رئيس الولايات المتحدة الأميركية نيته تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن.
شعرنا بهذا الخطر منذ اليوم التالي لما عرف بطوفان الأقصى، لكن لم نتصور أنه سيتحول لمشروع سياسي تتبناه أعظم قوة في العالم. وزاد من خطورة الموقف، سلوك حكومة نتنياهو المتطرفة في الضفة الغربية، وسعيه لضم معظم أراضيها، وهذا الخطر بالطبع ما يزال ماثلا وقائما حتى يومنا هذا،لا بل تحول لخطط قيد التنفيذ.
تلك التطورات، على ما خلفته من قلق رسمي وشعبي واسع، إلا أنها كانت مناسبة جديدة لاختبار قيمة الاستقرار والبقاء في منطقة تموج بالتحولات الجارفة، وهي ما تزال مفتوحة على تغيرات قادمة.
ومكمن الخطورة هنا، أن أحداث السابع من أكتوبر، أطلقت العنان لليمين الأشد تطرفا ووحشية في إسرائيل، لتنفيذ مخططه في تغيير شكل الشرق الأوسط فعليا، كما لم يتوقع أحد، بهذه السرعة والفعالية.
وفي هذا العام أيضا، وعلى وقع تلك الأحداث، واجهنا اختبارا داخليا، أضاف لمعنى الاستقرار بعدا أكثر عمقا وتأثيرا في حياتنا المباشرة، عندما تكشف المخطط 'الإخواني' لبناء وتأسيس تنظيم مسلح، يريد أن يجعل من الأردن ساحة لعملياته العسكرية.
الموقع الجيوسياسي لبلدنا لم يترك لنا دائما حرية الاختيار، كنا دائما نضطر لدخول اختبارات الاستقرار والبقاء. قبل أن تعصف بمنطقتنا كل تلك الأحداث، كان خيارنا الحر المضي في مسيرة تحديث شامل، اجتزنا مرحلتها الأولى باجراء أول انتخابات نيابية على أساس حزبي، وشرعت مؤسسات الدولة في العمل على تنفيذ خطط للتحديث الاقتصادي والإداري. وأملنا من وراء ذلك أن نكون أكثر منعة واعتمادا على الذات، وأن يكون اقتصادنا أكثر تفاعلا مع الاقتصاد العالمي، بما يحقق الازدهار للأردنيين.
لكن عواصف الإقليم لم تتركنا نمضي بسهولة، فجاءت لتذكرنا بما نحن فيه من أخطار فرضتها حقائق الجغرافيا والسياسة.
في ذكرى الاستقلال هذا العام، نواجه مخاطر أكبر من تلك التي مرت في سنوات مضت، وأسئلة أكثر حيرة من أسئلة الماضي. لكننا في ذات الوقت أكثر ثقة بقدرتنا على البقاء وصيانة الاستقرار، والتطلع إلى الأمام.
لن تكون سنواتنا القادمة سهلة، وقد تحل ذكرى الاستقلال الـ80 ونحن في مواجهة تهديدات أكثر تعقيدا، لكن ذلك لن يمنعنا من الرهان على قدراتنا بالصمود والبقاء. كان هذا قدرنا لأكثر من قرن مضى.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القبض على شخصين عرضا وباعا تذاكر لمباراة الأردن والعراق بالسوق السوداء
القبض على شخصين عرضا وباعا تذاكر لمباراة الأردن والعراق بالسوق السوداء

رؤيا نيوز

timeمنذ 23 دقائق

  • رؤيا نيوز

القبض على شخصين عرضا وباعا تذاكر لمباراة الأردن والعراق بالسوق السوداء

قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام إنّه جرى رصد وتتبع عدد من الحسابات التي تقوم بعرض وبيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني ومنتخب العراق ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، في السوق السوداء وبأسعار تفوق السعر الحقيقي بأضعاف . وأكّد الناطق الإعلامي أنّه من خلال التحقيقات وجمع المعلومات تم تحديد شخصين من أصحاب تلك الحسابات وأُلقي القبض عليهما واعترفا بحيازة عدد من التذاكر قاما بشرائها من الموقع الرسمي بأكثر من رقم وطني وعرضها للبيع بأسعار مضاعفة. وأهاب الناطق الإعلامي بضرورة عدم التعامل مع مثل أولئك الأشخاص والذين من الممكن بأنهم يقومون ببيع التذكرة لأكثر من شخص ما يعرّضهم للاحتيال، مؤكداً أن الإدارات المختصة ما زالت تتابع أي شخص يقوم بالبيع أو الإعلان عن بيع تذاكر للمباراة.

الإمارات تستدعي سفير الاحتلال لديها
الإمارات تستدعي سفير الاحتلال لديها

رؤيا نيوز

timeمنذ 23 دقائق

  • رؤيا نيوز

الإمارات تستدعي سفير الاحتلال لديها

رسائل هامة حملها استدعاء الإمارات سفير الاحتلال الإسرائيلي وإبلاغه إدانتها بأشد العبارات الانتهاكات المسيئة والمشينة في القدس المحتلة. رسائل تؤكد من خلالها دولة الإمارات مجددا دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية بشكل عام، وأن توقيعها الاتفاقات الإبراهيمية في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإنما توظفها دولة الإمارات دائما لدعم القضية الفلسطينية. أيضا تكشف الإمارات من خلال هذا الإجراء الدبلوماسي القوي بلغة الأفعال والأقوال دعم صمود المقدسيين بما يسهم بالدفع في تحقيق حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. كذلك حمل استدعاء وزارة الخارجية الإماراتية سفير الاحتلال لدى الدولة تحذيرات إماراتية شديدة اللهجة للحكومة الإسرائيلية من مغبة التقاعس عن محاسبة المسؤولين تلك الانتهاكات بما فيهم من وزراء ومسؤولين، محذرة من أي تقاعس عن ذلك سيُعتبر موافقة ضمنية، مما سيعمق دائرة الكراهية والعنصرية وعدم الاستقرار. أيضا كان لافتا حرص الإمارات على التأكيد على ضرورة العمل إنهاء المأساة في قطاع غزة، جنبا إلى جنب مع إدانتها لما يجرى المسجد الأقصى والقدس، في إطار حرصها على الدعم الشامل للقضية الفلسطينية. واستدعت وزارة الخارجية الإماراتية، الأربعاء، سفير الاحتلال لدى الإمارات، وأبلغته إدانة دولة الإمارات الشديدة للانتهاكات والممارسات المشينة والمسيئة ضد الأشقاء الفلسطينيين التي شهدتها باحات المسجد الأقصى والحي الإسلامي في المدينة القديمة.

مصادر مطلعة: ثلاث نقاط خلافية بين حمـا.س وإسرائيل
مصادر مطلعة: ثلاث نقاط خلافية بين حمـا.س وإسرائيل

رؤيا نيوز

timeمنذ 44 دقائق

  • رؤيا نيوز

مصادر مطلعة: ثلاث نقاط خلافية بين حمـا.س وإسرائيل

مع إعلان حركة حماس التوصل إلى اتفاق مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف 'على إطار عام يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، تبرز ثلاث نقاط خلافية بين الحركة وإسرائيل، وفق مصادر العربية/الحدث. فقد أفادت المصادر بأن هناك ثلاث نقاط خلافية يمكن تلخيصها كالآتي: أولاً: عدد أيام الهدنة النقطة الخلافية الأولى وفق مصادرنا تتعلق بمطالبة حركة حماس بهدنة تمتد لـ90 يوماً، فيما تريد إسرائيل 60 يوماً. ثانياً: آلية الإفراج أما النقطة الثانية فتدور حول آلية الإفراج عن الأسرى، فحماس تريد الإفراج عن خمسة أسرى في الأسبوع الأول وخمسة في الأسبوع الأخير. فيما إسرائيل تريد عشرة أسرى في الأسبوع الأول. ثالثاً: الضمانات إلى ذلك النقطة الثالثة الخلافية هي أن حماس تريد توقيع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على الاتفاق ومشاركته في مؤتمر صحافي للإعلان عن الاتفاق، وتقديم ضمانات منصوص عليها بأن يستمر وقف إطلاق النار طالما تستمر المفاوضات. في المقابل، ترفض إسرائيل هذا الأمر. وكانت حماس تتعامل بمرونة للتغلب على نقاط الخلاف من خلال صيغة توافقية حتى يوم أمس. واليوم، أضافت إسرائيل شرطاً جديداً يتعلق بآلية دخول المساعدات من خلال الخطة الأميركية المعروفة باسم 'غزة الإنسانية'. وتتوقع المصادر المطلعة على سير المفاوضات ألا تبقى هذه النقاط عقبة في طريق التوصل لاتفاق. بمعنى أنه من الممكن أن تستجيب حماس لمقترحات الوسطاء إذا وجدوا مرونة من قبل الوسيط الأميركي تحديداً، في حال قدم الأميركي لغة مطمئنة لحماس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store