logo
مختبرات الموت.. أسرار الفطريات والأسلحة البيولوجيةالأمس الثلاثاء، 22 أبريل 2025 03:57 مـ

مختبرات الموت.. أسرار الفطريات والأسلحة البيولوجيةالأمس الثلاثاء، 22 أبريل 2025 03:57 مـ

مصر اليوم٢٣-٠٤-٢٠٢٥

خلال الحرب العالمية الثانية، انخرطت ألمانيا النازية في أبحاث مكثفة تتعلق بالأسلحة البيولوجية، وإن كان التركيز الأولي موجهاً نحو التدابير الدفاعية والمبيدات الحشرية، مدفوعاً بمخاوف من هجمات بيولوجية محتملة من قبل الحلفاء، وعلى الرغم من أن المؤرخين يشيرون إلى أن أدولف هتلر كان لديه نفور من تطوير أسلحة بيولوجية هجومية وأنه أصدر أوامر بحظرها، إلا أن الأبحاث في هذا المجال استمرت، هذا التناقض بين السياسة المعلنة والأنشطة الموثقة يشير إلى احتمال وجود فصل بين التوجيهات الرسمية والعمليات السرية، أو ربما تفسير واسع النطاق لمفهوم البحث "الدفاعي" ليشمل تطوير قدرات هجومية محتملة، فمن الممكن أن يكون نفور هتلر الشخصي قد حد من التوسع الكبير في هذا المجال، لكن التهديد المتصور من الحلفاء، حتى لو كان مبنياً على معلومات استخباراتية غير دقيقة، ربما برر استمرار الأبحاث تحت ستار الدفاع، مما أدى إلى طمس الحدود بينهما.
شملت الشخصيات الرئيسية المتورطة في هذه الأبحاث كورت بلوم وأوجين فون هاجن وهاينريش هيملر، ويبرز تورط هيملر المباشر، وحتى احتمالية تجاوزه لأوامر هتلر ، كمسار محتمل لبرامج سرية، فبصفته رئيسًا لقوات الأمن الخاصة (SS)، كان هيملر يتمتع بنفوذ كبير ويمكنه تفويض إجراء أبحاث خارج نطاق سيطرة فروع الحكومة الأخرى بشكل مباشر، بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تبادل للمعلومات والمواد بين برنامجي الأسلحة البيولوجية الألماني والياباني (الوحدة 731) عبر الغواصات، يشير هذا التعاون إلى اهتمام أوسع من قبل دول المحور بالأسلحة البيولوجية وإمكانية وجود معرفة مشتركة أو حتى مشاريع مشتركة، إن نقل "المعلومات والعينات والمعدات" يمكن أن يعني مستوى من التطور وتقاسم الموارد ربما أدى إلى مشاريع أكثر تقدماً أو تنوعاً.
بالنسبة لمشروع " المطر الأسود" فإن البحث المعمق في المقتطفات المتوفرة يكشف عن إشارة هامة وإن كانت ضمن سياق أدبي، فالمقتطف يذكر "فقط مطر أسود من الغيوم الكدمة والمتورمة... النازيون" هذه الإشارة الشعرية، على الرغم من أنها ليست وثيقة فنية، تشير بقوة إلى وجود ارتباط مفاهيمي بين النازيين وشيء يشار إليه بـ "المطر الأسود"، ربما يتعلق بسلاح أو حدث مدمر، إن سياق "الغيوم الكدمة والمتورمة" يستحضر صوراً لشيء مشؤوم وربما من صنع الإنسان، مما يتماشى مع فكرة مشروع سري، وعلى الرغم من أن المقتطف يناقش اضطهاد النازيين للأشخاص السود ولا يرتبط بشكل مباشر بـ "المطر الأسود" كمشروع سلاح بيولوجي، والمقتطف يتناول برنامج الإبادة الألماني للأفارقة السود، فإن استخدام كلمة "أسود" في ألمانيا النازية قد يحمل دلالات عرقية، ولكن في سياق سلاح بيولوجي، قد يشير إلى مظهر أو طبيعة العامل، هذا الغموض يستدعي التنويه.
تشير بعض التقارير إلى مشاريع سرية محتملة أخرى وأسلحة مفقودة، فالمقتطف يذكر "Blitzableiter (Lightning Rod)" كاسم رمزي لإنتاج عوامل الحرب البيولوجية، يؤكد هذا وجود مشروع واحد على الأقل يحمل اسماً رمزياً في مجال الحرب البيولوجية، مما يوحي بإمكانية وجود مشاريع أخرى مماثلة، إذا كان أحد المشاريع يحمل اسماً رمزياً، فمن المرجح أن مجالات البحث الحساسة الأخرى كانت تعمل أيضاً تحت نفس مستوى السرية، بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير العديد من مسببات الأمراض كأسلحة، مثل الطاعون والتيفوئيد والكوليرا والجمرة الخبيثة، يشير هذا إلى أنواع العوامل البيولوجية التي كان النازيون يبحثونها بنشاط وربما يسعون إلى تسليحها، كما تم إجراء تجارب على استخدام الحشرات كناقلات للأمراض (البعوض والقمل والبراغيث) لنشر أمراض مثل الملاريا والتيفوس، يسلط هذا الضوء على اهتمام النازيين بأساليب غير تقليدية للحرب البيولوجية، ربما يصعب تتبعها، استخدام الحشرات كناقلات كان يمكن أن يسمح بنشر مسببات الأمراض سراً دون اتصال بشري مباشر، كما تم إجراء أبحاث على سم البوتولينوم كسلاح بيولوجي محتمل، يضيف هذا عاملاً آخر إلى قائمة الأسلحة البيولوجية النازية المحتملة، إن السمية الشديدة لسم البوتولينوم جعلته مرشحاً مبكراً للتسليح،
تكشف نتائج بعثة ألوس حول موقف هتلر من الحرب البيولوجية أنه على الرغم من أن هتلر ورد أنه حظر الاستخدام الهجومي، إلا أن تصرفات هيملر تشير إلى احتمال وجود تناقض أو تحايل على هذا الحظر، هذا الصراع الداخلي داخل القيادة النازية ربما أدى إلى جهود مجزأة وأقل توثيقاً في مجال الحرب البيولوجية، أخيراً، تم الاستيلاء على منشأة بلوم في جيرابورغ من قبل الجيش الأمريكي في أبريل 1945، إلى جانب سجلاتها ومعداتها، قد تحتوي هذه المواد التي تم الاستيلاء عليها على مزيد من التفاصيل حول برامج الحرب البيولوجية النازية، بما في ذلك مشروع "المطر الأسود" إذا كان موجوداً، يمكن أن توفر السجلات معلومات قيمة حول نطاق هذه المشاريع والعوامل المستخدمة والموظفين المتورطين فيها، تجدر الإشارة أيضاً إلى تدمير اليابانيين لسجلات الحرب البيولوجية الخاصة بهم قبل استسلامهم، يشير هذا إلى أن المعلومات حول جهود دول المحور في مجال الحرب البيولوجية قد تكون غير كاملة بسبب التدمير المتعمد للأدلة، إن التعاون بين ألمانيا واليابان يعني أن بعض المعلومات حول المشاريع الألمانية ربما فقدت مع السجلات اليابانية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مختبرات الموت.. أسرار الفطريات والأسلحة البيولوجيةالأمس الثلاثاء، 22 أبريل 2025 03:57 مـ
مختبرات الموت.. أسرار الفطريات والأسلحة البيولوجيةالأمس الثلاثاء، 22 أبريل 2025 03:57 مـ

مصر اليوم

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • مصر اليوم

مختبرات الموت.. أسرار الفطريات والأسلحة البيولوجيةالأمس الثلاثاء، 22 أبريل 2025 03:57 مـ

خلال الحرب العالمية الثانية، انخرطت ألمانيا النازية في أبحاث مكثفة تتعلق بالأسلحة البيولوجية، وإن كان التركيز الأولي موجهاً نحو التدابير الدفاعية والمبيدات الحشرية، مدفوعاً بمخاوف من هجمات بيولوجية محتملة من قبل الحلفاء، وعلى الرغم من أن المؤرخين يشيرون إلى أن أدولف هتلر كان لديه نفور من تطوير أسلحة بيولوجية هجومية وأنه أصدر أوامر بحظرها، إلا أن الأبحاث في هذا المجال استمرت، هذا التناقض بين السياسة المعلنة والأنشطة الموثقة يشير إلى احتمال وجود فصل بين التوجيهات الرسمية والعمليات السرية، أو ربما تفسير واسع النطاق لمفهوم البحث "الدفاعي" ليشمل تطوير قدرات هجومية محتملة، فمن الممكن أن يكون نفور هتلر الشخصي قد حد من التوسع الكبير في هذا المجال، لكن التهديد المتصور من الحلفاء، حتى لو كان مبنياً على معلومات استخباراتية غير دقيقة، ربما برر استمرار الأبحاث تحت ستار الدفاع، مما أدى إلى طمس الحدود بينهما. شملت الشخصيات الرئيسية المتورطة في هذه الأبحاث كورت بلوم وأوجين فون هاجن وهاينريش هيملر، ويبرز تورط هيملر المباشر، وحتى احتمالية تجاوزه لأوامر هتلر ، كمسار محتمل لبرامج سرية، فبصفته رئيسًا لقوات الأمن الخاصة (SS)، كان هيملر يتمتع بنفوذ كبير ويمكنه تفويض إجراء أبحاث خارج نطاق سيطرة فروع الحكومة الأخرى بشكل مباشر، بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تبادل للمعلومات والمواد بين برنامجي الأسلحة البيولوجية الألماني والياباني (الوحدة 731) عبر الغواصات، يشير هذا التعاون إلى اهتمام أوسع من قبل دول المحور بالأسلحة البيولوجية وإمكانية وجود معرفة مشتركة أو حتى مشاريع مشتركة، إن نقل "المعلومات والعينات والمعدات" يمكن أن يعني مستوى من التطور وتقاسم الموارد ربما أدى إلى مشاريع أكثر تقدماً أو تنوعاً. بالنسبة لمشروع " المطر الأسود" فإن البحث المعمق في المقتطفات المتوفرة يكشف عن إشارة هامة وإن كانت ضمن سياق أدبي، فالمقتطف يذكر "فقط مطر أسود من الغيوم الكدمة والمتورمة... النازيون" هذه الإشارة الشعرية، على الرغم من أنها ليست وثيقة فنية، تشير بقوة إلى وجود ارتباط مفاهيمي بين النازيين وشيء يشار إليه بـ "المطر الأسود"، ربما يتعلق بسلاح أو حدث مدمر، إن سياق "الغيوم الكدمة والمتورمة" يستحضر صوراً لشيء مشؤوم وربما من صنع الإنسان، مما يتماشى مع فكرة مشروع سري، وعلى الرغم من أن المقتطف يناقش اضطهاد النازيين للأشخاص السود ولا يرتبط بشكل مباشر بـ "المطر الأسود" كمشروع سلاح بيولوجي، والمقتطف يتناول برنامج الإبادة الألماني للأفارقة السود، فإن استخدام كلمة "أسود" في ألمانيا النازية قد يحمل دلالات عرقية، ولكن في سياق سلاح بيولوجي، قد يشير إلى مظهر أو طبيعة العامل، هذا الغموض يستدعي التنويه. تشير بعض التقارير إلى مشاريع سرية محتملة أخرى وأسلحة مفقودة، فالمقتطف يذكر "Blitzableiter (Lightning Rod)" كاسم رمزي لإنتاج عوامل الحرب البيولوجية، يؤكد هذا وجود مشروع واحد على الأقل يحمل اسماً رمزياً في مجال الحرب البيولوجية، مما يوحي بإمكانية وجود مشاريع أخرى مماثلة، إذا كان أحد المشاريع يحمل اسماً رمزياً، فمن المرجح أن مجالات البحث الحساسة الأخرى كانت تعمل أيضاً تحت نفس مستوى السرية، بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير العديد من مسببات الأمراض كأسلحة، مثل الطاعون والتيفوئيد والكوليرا والجمرة الخبيثة، يشير هذا إلى أنواع العوامل البيولوجية التي كان النازيون يبحثونها بنشاط وربما يسعون إلى تسليحها، كما تم إجراء تجارب على استخدام الحشرات كناقلات للأمراض (البعوض والقمل والبراغيث) لنشر أمراض مثل الملاريا والتيفوس، يسلط هذا الضوء على اهتمام النازيين بأساليب غير تقليدية للحرب البيولوجية، ربما يصعب تتبعها، استخدام الحشرات كناقلات كان يمكن أن يسمح بنشر مسببات الأمراض سراً دون اتصال بشري مباشر، كما تم إجراء أبحاث على سم البوتولينوم كسلاح بيولوجي محتمل، يضيف هذا عاملاً آخر إلى قائمة الأسلحة البيولوجية النازية المحتملة، إن السمية الشديدة لسم البوتولينوم جعلته مرشحاً مبكراً للتسليح، تكشف نتائج بعثة ألوس حول موقف هتلر من الحرب البيولوجية أنه على الرغم من أن هتلر ورد أنه حظر الاستخدام الهجومي، إلا أن تصرفات هيملر تشير إلى احتمال وجود تناقض أو تحايل على هذا الحظر، هذا الصراع الداخلي داخل القيادة النازية ربما أدى إلى جهود مجزأة وأقل توثيقاً في مجال الحرب البيولوجية، أخيراً، تم الاستيلاء على منشأة بلوم في جيرابورغ من قبل الجيش الأمريكي في أبريل 1945، إلى جانب سجلاتها ومعداتها، قد تحتوي هذه المواد التي تم الاستيلاء عليها على مزيد من التفاصيل حول برامج الحرب البيولوجية النازية، بما في ذلك مشروع "المطر الأسود" إذا كان موجوداً، يمكن أن توفر السجلات معلومات قيمة حول نطاق هذه المشاريع والعوامل المستخدمة والموظفين المتورطين فيها، تجدر الإشارة أيضاً إلى تدمير اليابانيين لسجلات الحرب البيولوجية الخاصة بهم قبل استسلامهم، يشير هذا إلى أن المعلومات حول جهود دول المحور في مجال الحرب البيولوجية قد تكون غير كاملة بسبب التدمير المتعمد للأدلة، إن التعاون بين ألمانيا واليابان يعني أن بعض المعلومات حول المشاريع الألمانية ربما فقدت مع السجلات اليابانية. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

مختبرات الموت.. أسرار الفطريات والأسلحة البيولوجية
مختبرات الموت.. أسرار الفطريات والأسلحة البيولوجية

الطريق

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الطريق

مختبرات الموت.. أسرار الفطريات والأسلحة البيولوجية

الثلاثاء، 22 أبريل 2025 04:57 مـ بتوقيت القاهرة خلال الحرب العالمية الثانية، انخرطت ألمانيا النازية في أبحاث مكثفة تتعلق بالأسلحة البيولوجية، وإن كان التركيز الأولي موجهاً نحو التدابير الدفاعية والمبيدات الحشرية، مدفوعاً بمخاوف من هجمات بيولوجية محتملة من قبل الحلفاء، وعلى الرغم من أن المؤرخين يشيرون إلى أن أدولف هتلر كان لديه نفور من تطوير أسلحة بيولوجية هجومية وأنه أصدر أوامر بحظرها، إلا أن الأبحاث في هذا المجال استمرت، هذا التناقض بين السياسة المعلنة والأنشطة الموثقة يشير إلى احتمال وجود فصل بين التوجيهات الرسمية والعمليات السرية، أو ربما تفسير واسع النطاق لمفهوم البحث "الدفاعي" ليشمل تطوير قدرات هجومية محتملة، فمن الممكن أن يكون نفور هتلر الشخصي قد حد من التوسع الكبير في هذا المجال، لكن التهديد المتصور من الحلفاء، حتى لو كان مبنياً على معلومات استخباراتية غير دقيقة، ربما برر استمرار الأبحاث تحت ستار الدفاع، مما أدى إلى طمس الحدود بينهما. شملت الشخصيات الرئيسية المتورطة في هذه الأبحاث كورت بلوم وأوجين فون هاجن وهاينريش هيملر، ويبرز تورط هيملر المباشر، وحتى احتمالية تجاوزه لأوامر هتلر ، كمسار محتمل لبرامج سرية، فبصفته رئيسًا لقوات الأمن الخاصة (SS)، كان هيملر يتمتع بنفوذ كبير ويمكنه تفويض إجراء أبحاث خارج نطاق سيطرة فروع الحكومة الأخرى بشكل مباشر، بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تبادل للمعلومات والمواد بين برنامجي الأسلحة البيولوجية الألماني والياباني (الوحدة 731) عبر الغواصات، يشير هذا التعاون إلى اهتمام أوسع من قبل دول المحور بالأسلحة البيولوجية وإمكانية وجود معرفة مشتركة أو حتى مشاريع مشتركة، إن نقل "المعلومات والعينات والمعدات" يمكن أن يعني مستوى من التطور وتقاسم الموارد ربما أدى إلى مشاريع أكثر تقدماً أو تنوعاً. بالنسبة لمشروع "المطر الأسود" فإن البحث المعمق في المقتطفات المتوفرة يكشف عن إشارة هامة وإن كانت ضمن سياق أدبي، فالمقتطف يذكر "فقط مطر أسود من الغيوم الكدمة والمتورمة... النازيون" هذه الإشارة الشعرية، على الرغم من أنها ليست وثيقة فنية، تشير بقوة إلى وجود ارتباط مفاهيمي بين النازيين وشيء يشار إليه بـ "المطر الأسود"، ربما يتعلق بسلاح أو حدث مدمر، إن سياق "الغيوم الكدمة والمتورمة" يستحضر صوراً لشيء مشؤوم وربما من صنع الإنسان، مما يتماشى مع فكرة مشروع سري، وعلى الرغم من أن المقتطف يناقش اضطهاد النازيين للأشخاص السود ولا يرتبط بشكل مباشر بـ "المطر الأسود" كمشروع سلاح بيولوجي، والمقتطف يتناول برنامج الإبادة الألماني للأفارقة السود، فإن استخدام كلمة "أسود" في ألمانيا النازية قد يحمل دلالات عرقية، ولكن في سياق سلاح بيولوجي، قد يشير إلى مظهر أو طبيعة العامل، هذا الغموض يستدعي التنويه. تشير بعض التقارير إلى مشاريع سرية محتملة أخرى وأسلحة مفقودة، فالمقتطف يذكر "Blitzableiter (Lightning Rod)" كاسم رمزي لإنتاج عوامل الحرب البيولوجية، يؤكد هذا وجود مشروع واحد على الأقل يحمل اسماً رمزياً في مجال الحرب البيولوجية، مما يوحي بإمكانية وجود مشاريع أخرى مماثلة، إذا كان أحد المشاريع يحمل اسماً رمزياً، فمن المرجح أن مجالات البحث الحساسة الأخرى كانت تعمل أيضاً تحت نفس مستوى السرية، بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير العديد من مسببات الأمراض كأسلحة، مثل الطاعون والتيفوئيد والكوليرا والجمرة الخبيثة، يشير هذا إلى أنواع العوامل البيولوجية التي كان النازيون يبحثونها بنشاط وربما يسعون إلى تسليحها، كما تم إجراء تجارب على استخدام الحشرات كناقلات للأمراض (البعوض والقمل والبراغيث) لنشر أمراض مثل الملاريا والتيفوس، يسلط هذا الضوء على اهتمام النازيين بأساليب غير تقليدية للحرب البيولوجية، ربما يصعب تتبعها، استخدام الحشرات كناقلات كان يمكن أن يسمح بنشر مسببات الأمراض سراً دون اتصال بشري مباشر، كما تم إجراء أبحاث على سم البوتولينوم كسلاح بيولوجي محتمل، يضيف هذا عاملاً آخر إلى قائمة الأسلحة البيولوجية النازية المحتملة، إن السمية الشديدة لسم البوتولينوم جعلته مرشحاً مبكراً للتسليح، تكشف نتائج بعثة ألوس حول موقف هتلر من الحرب البيولوجية أنه على الرغم من أن هتلر ورد أنه حظر الاستخدام الهجومي، إلا أن تصرفات هيملر تشير إلى احتمال وجود تناقض أو تحايل على هذا الحظر، هذا الصراع الداخلي داخل القيادة النازية ربما أدى إلى جهود مجزأة وأقل توثيقاً في مجال الحرب البيولوجية، أخيراً، تم الاستيلاء على منشأة بلوم في جيرابورغ من قبل الجيش الأمريكي في أبريل 1945، إلى جانب سجلاتها ومعداتها، قد تحتوي هذه المواد التي تم الاستيلاء عليها على مزيد من التفاصيل حول برامج الحرب البيولوجية النازية، بما في ذلك مشروع "المطر الأسود" إذا كان موجوداً، يمكن أن توفر السجلات معلومات قيمة حول نطاق هذه المشاريع والعوامل المستخدمة والموظفين المتورطين فيها، تجدر الإشارة أيضاً إلى تدمير اليابانيين لسجلات الحرب البيولوجية الخاصة بهم قبل استسلامهم، يشير هذا إلى أن المعلومات حول جهود دول المحور في مجال الحرب البيولوجية قد تكون غير كاملة بسبب التدمير المتعمد للأدلة، إن التعاون بين ألمانيا واليابان يعني أن بعض المعلومات حول المشاريع الألمانية ربما فقدت مع السجلات اليابانية.

الفارق بين تطور التكنولوجيا وتطور العلم
الفارق بين تطور التكنولوجيا وتطور العلم

مصرس

time٠٧-٠٢-٢٠٢٥

  • مصرس

الفارق بين تطور التكنولوجيا وتطور العلم

علم المستقبليات من أهم العلوم التى يجب أن نأخذها على محمل الجد، عندما نتحدث عن علم المستقبليات يجب أن نأخذ شيئين فى الاعتبار: • علم المستقبليات ليس رجما بالغيب، ولكنه دراسة تطور العلوم والتكنولوجيا فى ضوء المواقف الاقتصادية والسياسية للعالم. • تطور التكنولوجيا وتطور العلم شيئان مختلفان، قد يوجد بعض التشابه، ولكن الأصل أنهما مختلفان.فى مقالنا اليوم سنناقش كيف تتطور التكنولوجيا وكيف يتطور العلم، وهذا بدوره يلقى الضوء على علم المستقبليات. أهمية هذا العلم أن تجعل المؤسسات المختلفة سواء حكومية أو غير حكومية وسواء هادفة للربح أم لا تستعد لما سيأتى. هذا الاستعداد يأخذ شكل الاستعداد عن طريق التدريب والاستعداد عن طريق التشريع والاستعداد عن طريق تغيير بعض الأقسام والإدارات. حتى على المستوى الشخصى علم المستقبليات يساعد المرء على تطوير نفسه حتى يكون مستعدا لما سيأتى.إذا فعلم المستقبليات مهم على مستوى المؤسسات ومستوى الأفراد، وهذا العلم يعتمد على استشراف التكنولوجيا والعلم.• • •لنبدأ بالحديث عن التكنولوجيا لأنها الأقرب إلينا، التكنولوجيا هى التى نتعامل معها فى حياتنا سواء على هيئة منتج مثل أجهزة اللابتوب والتليفونات الذكية أو على هيئة خدمة مثل الإنترنت والكهرباء والاتصالات اللاسلكية إلخ. أما العلم فهو يقبع فى الأبحاث العلمية على هيئة أوراق بحثية سواء منشورة أو سرية كما يحدث فى بعض معامل الأبحاث التابعة للحكومات أو الشركات الكبرى.الاكتشافات العلمية تجد طريقها إلى التكنولوجيا عبر طريق ملىء بالمطبات والمنعطفات وقد ناقشناها فى مقال بعنوان «من العلم إلى التكنولوجيا: الطريق غير المستقيم» بتاريخ 22 فبراير 2020، فلن نعيد ما قلناه هنا لكن نريد أن نقول إن هذا الطريق يتحكم فيه السياسة والاقتصاد.السياسة تؤدى إلى تقوية العضلات العلمية لبعض الدول ولإضعافها فى دول أخرى، مثلاً اضطهاد هتلر لليهود أدى إلى هجرة عدد غير قليل من العلماء إلى أمريكا ومنهم من ساهم فى مشروع مانهاتن الذى أدى إلى وصول أمريكا لإنتاج القنبلة الذرية قبل ألمانيا مما مهد الطريق لانتقال أمريكا من مجرد دول قوية إلى أن أصبحت القطب الأوحد بعد تفكك الاتحاد السوفييتى. إذا السياسة فى دولة ما قد تقود إلى تقوية دولة أخرى. أيضا وجدود حكومة مركزية تتحكم فى كل مؤسسات الدولة قد يقود إلى تقدم علمى فى بعض الأحيان وليس فى كل الأحيان، فمثلاً الشركات الصينية التى تقوم بأبحاث متعلقة بالذكاء الاصطناعى مثل (Baidu) و(Tencent) و(Alibaba) تأتمر بأمر الحكومة المركزية وبالتالى هى تتكامل، بعكس الشركات الأمريكية الكبرى التى تتنافس فيما بينها فى سوق رأسمالية حرة.الاقتصاد أيضا يتحكم فى ظهور تكنولوجيا معينة من رحم اكتشافات علمية، هذا يحتاج إلى رائد أعمال له نظرة متفحصة تساعده فى الإجابة عن السؤالين الآتيين: • هل الآن هو الوقت المناسب لظهور تلك التكنولوجيا وسيتقبلها الناس لأنها تحل مشكلة فى حياتهم؟ • إذا لم تكن تلك التكنولوجيا تحل مشكلة، هل يمكن إقناع الناس بأنها مفيدة وسيحتاجونها؟ أفضل مثال على ذلك هو ظهور أجهزة التابلت. الناس كانت تمتلك تليفونات ذكية وتمتلك أجهزة لابتوب، فما الحاجة لجهاز آخر؟حيث إن التكنولوجيا تظهر من رحم العلم، فلنتكلم قليلاً عن التطور العلمى.• • •سنة 1962 نشر مؤرخ وفيلسوف العلم توماس كوون (Thomas Kuhn) كتابه الكلاسيكى «بنية الثورات العلمية»، فى هذا الكتاب يشرح الكاتب أن العلم يتقدم ليس عن طريق الخطوات الصغيرة، ولكن عن طريق ثورة كالآتى: • يبدأ الموضوع بوجود نظام بعينه يعترف به العلماء فى فترة ما ويستخدمونه فى أبحاثهم. • تبدأ ظهور بعض الملاحظات التى لا يستطيع النظام الحالى شرحها. • عندما تكثر تلك الملاحظات يصل المجتمع العلمى إلى وضع الأزمة ويبدأ البحث عن نظام جديد. • يظهر بعد وقت نظام جديد يحل محل القديم (paradigm shift).استخدمت كلمة «نظام» لتعريف كلمة «paradigm» وإن كانت ليست دقيقة لكنها أفضل لتوصيل المعلومة من وجهة نظرى التى تحتمل الصواب والخطأ. توماس كوون يرى أن العلم يتقدم عن طريق الثورات. من أمثلة تلك الثورات العلمية هو الانتقال من قوانين نيوتن للحركة إلى النسبية لأينشتاين، مثال آخر هو الانتقال من قوانين الوراثة لمندل إلى تركيب الDNA لواطسون وكريك.فيلسوف العلم كارل بوبر يرى خلاف ذلك، يرى أن العلم يتقدم عن طريق وضع فرضيات ثم محاولة إثباتها أو رفضها عن طريق التجارب أو الملاحظات.إذا رأينا تاريخ ولادة التكنولوجيا من رحم العلم سنجد أن فى الغالب تبدأ التكنولوجيا بعلم ناقص يعطى الدفعة الأولى ثم تتطور التكنولوجيا مع تطور العلم. عندما اخترع ألكسندر جراهام بل (أو اليشا جراى الذى وصل لنفس الاختراع فى نفس الوقت) التليفون كان ذلك باستخدام النظرية العلمية المتعلقة بانتقال الأصوات. لكن لم يكن يعلم بعد النظريات التى ستظهر بعد ذلك عن أنواع المعادن وقابليتها لنقل الإشارات الكهربائية إلخ. إذا الطريق الذى يسلكه العلم ليتطور مختلف عن الطريق الذى تسلكه التكنولوجيا لتظهر من رحم العلم والذى يسلكه ليتطور.• • •تاريخ العلوم والتكنولوجيا يحتاج أيضا إلى العلوم الإنسانية مثل السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم النفس لفهم آليات التطور وتأثيرها على الأفراد والشعوب، وهذا من صميم علم المستقبليات.من العلامات المضيئة هى أننا بدأنا نهتم بعلم المستقبليات فى مصر. كانت هناك إرهاصات عن ذلك فى مكتبة الإسكندرية منذ أكثر من عشر سنوات، والآن بدأت الجهود فى علم المستقبليات تظهر فى المركز القومى للدراسات الاجتماعية والجنائية وتم إصدار مجلة محكمة بعنوان «استشرافات» منذ عدة أشهر متخصصة فى الدراسات المستقبلية. أرجو من القارئة/القارئ الكريم مراجعة مقال كاتب هذه السطور بعنوان «علم المستقبل ومستقبل العلم» (4 أبريل 2021).علم المستقبليات يجعلنا نستعد للمستقبل، والأفضل أن نشارك أيضا فى صنع المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store