
"كيف يرى الإسرائيليون زيارة ترامب إلى الخليج؟"
لا تزال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج تحظى باهتمام الصحف العالمية، ونحاول هنا القيام بجولة بين أعمدة الرأي التي تناولت هذه الزيارة.
ونستهل جولتنا من الإندبندنت البريطانية، والتي نشرت مقالا بعنوان "هل ينبغي أن تقلق إسرائيل من نجاح زيارة ترامب للشرق الأوسط؟"، بقلم الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس.
ونوّه بينكاس في بداية مقاله إلى أن جولة ترامب الخليجية لم تكن أبداً عن إسرائيل، لكنّ الإسرائيليين أصبحوا يرون "هذه الزيارة كلها عن إسرائيل"، رغم أن الرئيس الأمريكي تجنّب بشكل مُلفِت أن تتضمن جولته زيارة إسرائيل.
ورأى بينكاس أن جولة ترامب هذه قد "قلبتْ ديناميكيات الشرق الأوسط، وأعادت تحديد الأولويات، وتركت إسرائيل في حالة من الاستياء الصامت".
ولفت الكاتب إلى أن ترامب في غضون 48 ساعة دعا ثلاث مرّات إلى إنهاء الحرب في غزة؛ و"مدّ غُصن زيتون" إلى إيران -عدوّ إسرائيل اللدود، عبر التأكيد على اهتمامه بإنجاز اتفاق نووي مع طهران؛ كما أجرى مفاوضات مباشرة مع حماس من أجل إطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
وتجدر الإشارة أيضا إلى "الطريقة التي أجرى بها ترامب محادثات في الرياض مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان – عدوّ إسرائيل العنيد" وفقاً لصاحب المقال.
"حلّال مشاكل"
ورأى بينكاس أن ترامب "يُبدي حِرصاً على إقحام نفسه في حلّ الأزمات والصراعات حول العالم: سواء صراع روسيا-أوكرانيا، أو صراع الهند-باكستان، أو حرب غزة، والآن يحاول مع الأزمة في إيران. بل إنه منخرط في الصراع بين رواند وجمهورية الكونغو الديمقراطية".
وقال بينكاس: "على غير ما اعتدنا أن نرى الولايات المتحدة في الـ 80 عاما الأخيرة، كمُحَكِّم عالميّ ومُرتِّب للأولويات، نرى ترامب يُقدِّم نفسه كحَلّال مشاكل – وليس كقوة دبلوماسية وعسكرية إمبريالية" على حدّ تعبير الكاتب.
وفي ذلك، رأى الكاتب أن ترامب سلك مساراً "توفيقياً وتصالُحياً" في الشرق الأوسط، لا سيما إزاء إيران، قائلا إن الولايات المتحدة ترغب في رؤيتها "بلداً رائعا وآمِناً وعظيما"، فقط لو تتخلى قياداتُها عن فكرة حيازة سلاح نووي.
ولفت بينكاس إلى أن ترامب، قبل أسبوعين، كان قد أعلن عن وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، واصفاً إياهم بالـ "شُجعان".
وقال بينكاس: "لم يعُد مَحلاً للشكّ الآن أن دونالد ترامب هو رجُل صفقات وأنه غير متوقَّع".
ونبّه الكاتب إلى ما وصفه بأنه "حقيقية بديهية في 'الدبلوماسية التجارية' التي ينتهجها ترامب، وهي أن 'المقايضة مبدأ أساسي'".
ورأى بينكاس أن ترامب في جولته الخليجية هذه "قصَد مكاناً يمكنه أن يجد فيه شيئا".
في المقابل، لفت الكاتب إلى أن "الإدارة الإسرائيلية ليس لديها ما تقدّمه من أشياء ذات قيمة ملموسة للبيت الأبيض"، لا سيما بعدما أفسد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة ترامب بخصوص غزة، عبر خرْق الهدنة بشنّ غارات جوية على أهداف لحماس.
ورأى صاحب المقال أن نتنياهو أصبح في نظر ترامب "مصدر إزعاج"؛ قائلا إن "واشنطن ضاقتْ ذرعاً بعبَثية الحرب التي يديرها نتنياهو في غزة"، بعد أربعة أشهر من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وعليه، قررت الولايات المتحدة تعليق هجماتها على الحوثيين، كما فتحتْ قنوات دبلوماسية مع طهران، وأصبحت ترى في تركيا والسعودية "حليفَين موثوقين".
واختتم بينكاس بالقول إن "زيارة ترامب للخليج لم تكن تستهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط، كما لم تكن تستهدف إسرائيل، لكنها سُرعان ما أصبحت كذلك بالضبط".
"ما الذي يمكن أن تقدّمه إسرائيل في مقابل العرض الخليجي السخي؟"
وننتقل إلى مجلة بوليتيكو الأمريكية، والتي نشرت مقالا بعنوان "رحلة ترامب تكشف بوضوح ما تتمتع به بعض الدول العربية من مزايا مقارنة بإسرائيل" بقلم مراسلة الشؤون الخارجية ناحَل توسي.
وبدأت توسي بالقول إنه منذ أن شاع خبر إهداء دولة قطر طائرة فارهة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحديثُ الإسرائيليين السائر في مجموعات الدردشة هو "كيف يقدّمون عرضاً مكافئاً لهذا العرض السخيّ للرئيس ترامب؟".
ونوّهت الكاتبة إلى أن إسرائيل، مقارنةً بالعديد من دول الجوار، لا تمتلك الكثير من المزايا المالية الملموسة التي يمكن أن تقدّمها لرئيس أمريكي "يعتبر الاقتصاد هو الشكل المُفضّل في فنّ الحُكم".
ولفتت توسي إلى أن الرؤساء الأمريكيين من الحزبين -الجمهوري والديمقراطي- طالما عرضوا دعماً غير مشروط لإسرائيل، لكن ترامب أحضر معه إلى الرئاسة (لا سيما في فترته الثانية) طريقة في الحُكم تعتمد منهج الصفقات .
"فهو يرغب في إبرام صفقات، وصفقات، ومزيد من الصفقات، سواء كانت تصبّ في مصلحة الشعب الأمريكي أو مصلحته الشخصية هو وعائلته" وفقاً للكاتبة.
وقالت توسي، إن الدول العربية التي يزورها ترامب في هذا الأسبوع، تقدّم عروضاً باستثمار مئات مليارات الدولارات في الولايات المتحدة، أما إسرائيل في المقابل، فتعتمد على مليارات الدولارات التي يقدّمها إليها دافعو الضراب الأمريكية من أجل شراء أسلحة.
"جائزة نوبل للسلام"
ولفتت صاحبة المقال إلى أن إسرائيل ليست دولة نفطية، فضلاً عن أنها منخرطة في حرب مُكلّفة بقطاع غزة – كلّفتْ عشرات الآلاف من الأرواح - وهو ما يرغب ترامب في وضْع حدّ له.
وقالت توسي إنها توجّهت إلى مسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وإسرائيل بالسؤال "عمّا يمكن أن تفعله إسرائيل لكي تقدّم عرضاً مُكافئاً لهذا العرض الماليّ السخيّ الذي قدّمته دول الخليج العربية لترامب؟ فجاء الجواب الصريح: 'لا شيء'".
ورأت الكاتبة أنه وبخلاف الرؤساء الأمريكيين السابقين، فإن الرئيس الراهن ترامب يرى في افتقار إسرائيل إلى تقديم عروض اقتصادية كبيرة "عيباً في قدرتها على التاثير عليه".
وقالت توسي إن الشعور السائد في المؤسسة الإسرائيلية الآن هو القلق والتوتر – لأسباب ليس أقلّها أنهم يرون في الرئيس ترامب شخصية لا يستطيعون تجاوزها.
ونقلت الكاتبة عن كثير من المسؤولين الأمريكيين القول إن "نتنياهو كان بإمكانه أن يكسب عددا من النقاط مع ترامب لو أنه أنهى الحرب في غزة، لكنهم يُتْبعون ذلك القول بنُكتة مفادُها أن "إنهاء الحرب يعني فوز ترامب بجائزة نوبل للسلام".
وهذه الجائزة "ليست طائرة، ولكنها كفيلة بأن تُضفي هالة أكبر على الشخصية، وبأن تُعزّز الشعور بالأنا" على حدّ تعبير الكاتبة.
"صفعة مدوّية على الوجه"
ونختتم جولتنا من هآرتس الإسرائيلية، والتي نشرت افتتاحية بعنوان "الآن بعد موافقة ترامب، أصبح نتنياهو الرافض الوحيد للدبلوماسية".
ورأت الصحيفة أن "دبلوماسية ترامب المكوكية" في الشرق الأوسط، والتي تجلّتْ في جولته الخليجية، إنما هي "جزء من جهد شامل في المنطقة".
ولفتت هآرتس إلى أن ترامب يروّج لاتفاق مع السعودية، ويعمل على اتفاق نووي جديد مع إيران، ويسحب القوات الأمريكية من القتال في اليمن.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أنّ تحركات ترامب هذه ليست مجرّد "تغيُّر جيوسياسي تاريخي في المنطقة، وإنما هي 'صفعة مُدوّية' على وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وما يروّج له من سياسات كارثية".
ونوّهت هآرتس إلى أنّ سياسات نتنياهو تتمثل في: "حرب لا نهاية لها؛ ومقتل الجنود والرهائن على السواء؛ والقتل الجماعي للفلسطينيين؛ فضلا عن الرفض النهائي للدبلوماسية".
"ولكن، إذا كانت تحرّكات ترامب تسيء إلى نتنياهو، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنها تسيء إلى إسرائيل، بل إنّ العكس هو الصحيح"، على حدّ تعبير الصحيفة.
وأوضحت هآرتس: "إذا أثمرتْ تحرُّكات ترامب، فإنها ستصُبّ على الأرجح في مصلحة إسرائيل، وبالطبع إذا غيّر نتنياهو مسلَكه وتوقّف عن التدخُّل".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنهم "حتى في واشنطن أصبحوا يدركون أن ما ينشُده نتنياهو ليس هزيمة حماس أو إنقاذ الرهائن، وإنما ألّا تنتهي الحرب ومن ثمّ بقاء ائتلافه الحكومي المتطرّف".
وأضافت هآرتس بأن "إدارة ترامب تُبدي عدم رغبتها في الانجرار إلى خطة من أجل 'حرب أبدية'، كما لا ترى نفسها مُلزَمةً بقرارات يتّخذها رئيس الحكومة الإسرائيلية الراهنة".
ونوهت الصحيفة إلى أن خطة ترامب، التي تبدو كصفقة بعيدة المدى، تشتمل على: وقف شامل لإطلاق النار، وتبادل السجناء والرهائن، وإعادة إعمار قطاع غزة، فضلاً عن تدشين تحالفات إقليمية جديدة.
ورأت هآرتس أن خطة ترامب هذه "لا تنطوي على تهديد، وإنما تحمل أملاً؛ وأنها جديرة بأن تتبنّاها وترحّب بها أي حكومة إسرائيلية مسؤولة".
ورأت الصحيفة أن ترامب حاول على مدى الأيام القليلة الماضية أن "يلقي طوق نجاة"؛ عبر دعوته سوريا إلى الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية، إلى جانب السعودية.
وقالت هآرتس إن "على ترامب الآن أن يخطو خطوة أخرى للأمام، وأن يُحضر السلطة الفلسطينية إلى الاتفاقيات الإبراهيمية. وإذا أرادت إسرائيل أن تختار الحياة، فعليها أن تنضم إلى هذه العملية الهامة. ولكي يحدث ذلك، يجب أن ترحل الحكومة الراهنة" على حد تعبير الصحيفة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ ساعة واحدة
- موقع كتابات
من 3 مراحل .. ملامح خارطة طريق وشروط متعددة لتخفيف العقوبات الأميركية عن سورية
وكالات- كتابات: تداولت أوساط الإدارة الأميركية وثيقة أوّلية تقترح خارطة طريق من (03) مراحل لتخفيف العقوبات المفروضة على 'سورية'، وتضع شروطًا مشدّدة تشمل تفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة في 'سورية'، ورعاية مراكز احتجاز معتقلي (داعش) وتنفيذ الاتفاق مع (قسد)، والانضمام إلى 'اتفاقيات أبراهام'، وفق وكالة (آسوشيتد برس) الأميركية. بداية النقاش بعد تعهّد ترمب.. وقالت الوكالة إنّه ومنذ أن أعلن الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، عن رغبته في إنهاء نصف قرن من العقوبات على 'سورية'، انطلقت نقاشات داخل إدارته بشأن وتيرة وشروط تنفيذ ذلك التعهّد. وعلى الرغم من تأكيد 'ترمب' تخفيف العقوبات، إلّا أنّ المسؤولين منقسّمون بين من يفضّل تسريع العملية ومن يطالب بخارطة طريق تدريجية مشروطة. مراحل تخفيف العقوبات: اقتراح من الخارجية الأميركية.. وقال مسؤول أميركي كبير مطّلع لـ (آسوشيتد برس، إنّ 'وزارة الخارجية' تداولت اقتراحًا يحدّد (03) مراحل لتخفيف العقوبات، تبدأ بإعفاءات مؤقتة، وترتبط مراحلها اللاحقة بشروط سياسية وأمنية معقّدة، من أبرزها: منح إعفاءات قصيرة الأجل لبعض العقوبات. ووفق الوكالة فإنّ المرحلة الثانية تشمل تفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة في 'سورية'، ورعاية مراكز احتجاز مقاتلي (داعش) من قبل الحكومة الجديدة، وتنفيذ الاتفاق مع 'قوات سورية الديمقراطية'؛ (قسد)، بما في ذلك دمج هذه القوات في الجيش السوري. أما المرحلة الثالثة فهي الانضمام إلى 'اتفاقيات أبراهام' وتطبيع العلاقات مع 'إسرائيل'، وكذلك، تقديم إثباتات على تدمير كامل الأسلحة الكيميائية التابعة للحكومة السابقة. تحذيرات من تباطؤ العملية.. في المقابل، حذّر منتقدو هذا النهج من أنّ الشروط المعقّدة قد تُعيق قدرة الحكومة المؤقتة على جذب الاستثمارات المطلوبة لإعادة إعمار 'سورية'. وأشار هؤلاء إلى أنّ بعض الشروط، مثل تفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة في 'سورية'، قد تكون شبه مستحيلة التحقيق. وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض؛ 'ماكس بلوستاين'، في بيان لـ (آسوشييتد برس)؛ إنّ: 'العقوبات المفروضة على سورية عبارة عن شبكة معقّدة من القوانين والإجراءات التنفيذية وقرارات مجلس الأمن، ويتعيّن التعامل معها بحذرٍ شديد'. وعلى الرغم من إمكانية تخفيف بعض العقوبات عبر أوامر تنفيذية، إلّا أنّ أخرى أكثر تعقيدًا – مثل 'قانون قيصر' الذي أُقرّ عام 2019 – تحتاج إلى تحرّك من 'الكونغرس'. ويُعدّ هذا القانون واحدًا من أكبر العقبات أمام جهود إعادة الإعمار، كونه يمنع الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار، ولا يُسمح بتعليق العقوبات سوى لمدّة (180 يومًا). لقاءات إقليمية ومواقف متباينة.. وخلال اجتماع الأسبوع الماضي في تركيا مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني أيّد وزير الخارجية ماركو روبيو، دعوة ترامب لتخفيف فوري للعقوبات، مع تأكيد ضرورة ربط التخفيف الدائم باستيفاء الحكومة السورية الجديدة للشروط الموضوعة. السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أيّد أيضاً تخفيف العقوبات وقال: 'لدينا فرصة سانحة لتزويد هذه الحكومة الجديدة ببعض الإمكانيات، وينبغي أن تكون مبنية على الشروط، ولا أريد أن تفوّت هذه الفرصة'.


الزمان
منذ 9 ساعات
- الزمان
إيران وأمريكا تعقدان جولة خامسة من المباحثات
طهران (أ ف ب) – wwmتُعقد الجمعة في إيطاليا الجولة الخامسة من محادثات إيرانية-أميركية حول البرنامج النووي لطهران تجرى بوساطة عُمانية، في حين تبدو المفاوضات متعثّرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم. وبدأت طهران وواشنطن، العدوتان اللدودتان منذ الثورة الإسلامية في إيران التي أطاحت حكم الشاه الموالي للغرب في العام 1979، محادثات في 12 نيسان/أبريل بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتعد المحادثات التي تجرى بواسطة عُمانية التواصل الأرفع مستوى بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران في العام 2015 حول برنامجها النووي والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب (2017-2021) في العام 2018. عقب ذلك، أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران في إطار سياسة 'الضغوط القصوى'. وهو يسعى إلى التفاوض على اتفاق جديدة مع طهران التي تأمل برفع عقوبات مفروضة عليها تخنق اقتصادها. لكن مسألة تخصيب اليورانيوم ستكون النقطة الخلافية الرئيسية في المحادثات. وفي حين اعتبر الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يمثّل واشنطن في المحادثات أن الولايات المتحدة 'لا يمكنها السماح حتى بنسبة واحد في المئة من قدرة التخصيب'، ترفض طهران التي تتمسّك بحقّها ببرنامج نووي لأغراض مدنية، هذا الشرط مشددّة على أنه يخالف الاتفاق الدولي المبرم معها. – 'لن يكون هناك اتفاق' – وشدّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على أن إيران لا تنتظر الإذن من 'هذا أو ذاك' لتخصيب اليورانيوم، مبديا شكوكا بإمكان أن تفضي المباحثات مع الولايات المتحدة إلى 'أي نتيجة'. وعشية المحادثات، أعلنت إيران أنها منفتحة على 'مزيد من عمليات التفتيش' لمنشآتها النووية. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي 'نحن واثقون بالطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي، وبالتالي لا مشكلة لدينا من حيث المبدأ في مزيد من عمليات التفتيش والشفافية'. وأضاف أن 'خلافات جوهرية' ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة محذرا من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم 'فلن يكون هناك اتفاق'. وأوضح خبير العلوم السياسية الإيراني محمد ماراندي في تصريح لوكالة فرانس برس 'إن سيادة إيران خط أحمر، وإيران لن تتخلى بأي حال من الأحوال عن الحق بتخصيب اليورانيوم'. وتابع 'إذا كانت الولايات المتحدة تتوقع أن توقف إيران التخصيب، فلن يكون هناك أي اتفاق. الأمر بهذه البساطة'. خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن إيران تعتبر تخصيب اليورانيوم 'مسألة فخر وطني' و'وسيلة ردع'. وحدّد الاتفاق الدولي المبرم مع طهران حول برنامجها النووي سقف تخصيب اليورانيوم عند 3,67 في المئة. إلا أن الجمهورية الإسلامية تقوم حاليا، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60 في المئة، غير البعيدة عن نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري. وردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق المبرم بين إيران وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا (والولايات المتحدة قبل انسحابها)، وكذلك الصين وروسيا، تحرّرت إيران تدريجا من الالتزامات التي ينص عليها. – طيف العقوبات – وتشتبه بلدان غربية وإسرائيل التي يعتبر خبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، أن إيران تسعى لحيازة قنبلة ذرية، الامر الذي تنفيه طهران مشدّدة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصرا. ونقلت شبكة 'سي إن إن' الأميركية عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم الثلاثاء أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وجاء في رسالة تحذيرية وجّهها وزير الخارجية الإيراني إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نشرت الخميس 'إذا تعرضت المنشآت النووية لجمهورية إيران الإسلامية لهجوم من قبل النظام الصهيوني، فإن الحكومة الأميركية (…) ستتحمل المسؤولية القانونية'. ويشغّل القطاع النووي الإيراني أكثر من 17 ألف شخص، بمن فيهم في مجالي الطاقة والطبابة، وفق المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي. وأوضح كمالوندي في وقت سابق من الشهر الجاري أن 'هولندا وبلجيكا وكوريا الجنوبية والبرازيل واليابان تخصّب (اليوارنيوم) من دون حيازة أسلحة نووية'. وتُعقد المحادثات الجمعة قبيل اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرّر في حزيران/يونيو في فيينا، وسيتم خلاله التطرّق خصوصا إلى النشاطات النووية الإيرانية. وينصّ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران والذي بات اليوم حبرا على ورق رغم أن مفاعيله تنتهي مبدئيا في تشرين الأول/أكتوبر 2025، على إمكان إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران في حال لم تف بالتزاماتها. وفي هذا الإطار، أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الشهر الماضي أنّ بلاده وألمانيا وبريطانيا لن تتردّد 'للحظة' في إعادة فرض العقوبات على إيران إذا تعرّض الأمن الأوروبي للتهديد بسبب برنامجها النووي.


الأنباء العراقية
منذ 10 ساعات
- الأنباء العراقية
ترامب ينشر رسما ساخرا يلمح لترؤسه الولايات المتحدة إلى الأبد
متابعة - واع نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسما كاريكاتوريا عبر منصة "تروث سوشل" يلمح إلى أنه قد يبقى رئيسا للولايات المتحدة إلى الأبد. ويظهر الرسم المنشور صورة مزيفة لغلاف مجلة "تايم" الشهيرة، حيث كتب عليها "ترامب 2024" في إشارة إلى شعار حملته الانتخابية الأخيرة، ثم تحول النص ليصبح "ترامب إلى الأبد". وأثار المنشور تفاعلا واسعا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل تكهنات حول احتمالية ترشح ترامب لفترة رئاسية ثالثة، رغم أن التعديل الثاني والعشرين للدستور الأمريكي يمنع ذلك صراحة.