logo
خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ

خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ

جهينة نيوزمنذ يوم واحد
تاريخ النشر : 2025-08-20 - 04:23 pm
خدمة العلم… نحو جيل وطني منتمٍ
أ. د. اخليف الطراونة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء قرار سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، حفظه الله ورعاه، بإعادة تفعيل قانون خدمة العلم خطوة استراتيجية في لحظة فارقة من تاريخنا الوطني، لما تحمله من دلالات عميقة تتجاوز البعد العسكري إلى بناء الإنسان الأردني وتعزيز هويته وانتمائه. فخدمة العلم في جوهرها ليست إجراءً إداريًا عابرًا، بل مشروع وطني لإعادة وصل الأجيال بجذورهم، ولغرس قيم الانضباط والمسؤولية والتضحية، في زمن تتسارع فيه المتغيرات وتتعاظم التحديات.
لقد دعوت، بصفتي الأكاديمية، منذ عام 2010 – بصيغة مختلفة – إلى تفعيل هذا المسار، إيمانًا بأن الشباب هم الركيزة الأولى في معادلة النهضة الوطنية. وما زلت أؤكد أن خدمة العلم لا ينبغي أن تكون تجربة معزولة، بل جزءًا من منظومة تعليمية وتربوية متكاملة تعزز رسالة الجامعة وتعيد الاعتبار لدورها في إعداد جيل متوازن: عالمٍ في تخصصه، ثابتٍ على قيمه، قادرٍ على حمل مسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه.
وانطلاقًا من هذه الرؤية، أعيد طرح مقترحي القائم على دمج مادتي التربية الوطنية والعلوم العسكرية في مادة عملية واحدة (بواقع ست ساعات معتمدة)، تُنفذ على شكل تدريب ميداني مكثف في أحد الفصول الصيفية، وتشمل جميع طلبة الجامعات والكليات الجامعية وكليات المجتمع، ذكورًا وإناثًا، دون استثناء. وتُموَّل هذه التجربة من خلال رسوم المادة، بحيث يُخصص جزء منها لدعم الجامعات، ويُوجَّه الجزء الآخر لتغطية كلفة التدريب وتنظيمه.
ولا يقتصر هذا التدريب على المحاضرات الصفية، بل يُبنى على أسس عملية واضحة:
* الذكور يتلقون تدريبات ميدانية عسكرية بإشراف المتقاعدين العسكريين، مقرونة بمحاضرات في الهوية الوطنية والانضباط.
* الإناث يشاركن في برامج تدريبية نوعية، مثل الخدمات الطبية، والشرطة النسوية، والأمن الوطني، والعمل المجتمعي، بما يعكس أن خدمة الوطن مسؤولية مشتركة.
إن دمج البعدين الوطني والعسكري في تجربة تعليمية واحدة سيُحدث نقلة نوعية في مسيرة التعليم العالي، إذ يربط الطالب بالواقع العملي، ويمنحه خبرات حياتية ومجتمعية لا تقل أهمية عن تحصيله الأكاديمي. وبهذا تصبح الجامعات الأردنية أكثر التصاقًا برسالتها التربوية والوطنية، وأقرب إلى دورها التاريخي في صياغة وعي الأجيال وصناعة مستقبل الدولة.
إن خدمة العلم حين تقترن بالتربية الوطنية والتدريب الميداني، تتحول إلى مشروع دولة، لا مجرد برنامج مؤقت. مشروع يعيد للشباب ثقتهم بأنفسهم وبوطنهم، ويمنحهم أدوات القوة والمعرفة، ويصوغ جيلًا مسلحًا بالعلم والانضباط والهوية. جيل يعرف أن الوطن ليس مجرد مساحة جغرافية، بل هو هوية وواجب ورسالة ومسؤولية.
ومن هنا، فإنني أتوجه بهذا المقترح إلى أصحاب القرار، وإلى مجلس التعليم العالي، وإلى شبابنا وطلبتنا، ليكون تعزيزًا لخدمة العلم وإضافة نوعية لأهدافه، لا بديلاً عنه. فخدمة العلم تبقى في جوهرها مشروعًا عسكريًا وطنيًا، وما أقترحه هو تكامل بين الجامعة والدولة، بين قاعة الدرس وساحة التدريب، ليكون شبابنا أكثر وعيًا وانتماءً، وأقدر على حمل مسؤوليات المستقبل.
ــ الراي
تابعو جهينة نيوز على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صوت الحكمة في زمن الجنون
صوت الحكمة في زمن الجنون

عمون

timeمنذ 25 دقائق

  • عمون

صوت الحكمة في زمن الجنون

خلال و بعد وباء كورونا الذي ضرب العالم بشكل مفاجىء ، متجاوزا" حدود البلدان والجنسيات والديانات وكل أنواع الطبقيات والطائفيات والمناصب . عاد سكان العالم الى التفكير الديني وأشعرهم بأن العلم والمال وحده ليس سلاحا يغني عن كل شيءوأن القوة الإيمانية ممثلة بالعقائد المقدسة هي دعامة معنوية ضد الأزمات التي تواجه الانسانيه وتهدد وجودها على هذا الكوكب . لقد كان متوقعا "أننا سننتقل نحو عالم أكثر تدينا" يتجه نحو قالب فكري أكثر توازنا بين المادة والروح. تعمل من خلاله دول العالم على السلام والتوجه لمواجهة الكوارث الكبرى التي تهدد البشريه ،ولكن المفاجىء بعد انتهاء الوباء استعار العالم بحروب وتغيير في النظم الدولية وتوازناتها واستبدال اوراق الضغط وأساليب التاثير السياسي الى العسكري والاعتماد في كل ذلك على تفسيرات متشددة للدين تحولت إلى أيديولوجيات عنفية. ربما يكون هذا الجنون الذي نشهده في هذا العالم المتصدع داخليا بصراعاته والمنهكة قواى مؤسساته الدولية التي فقدت السيطرة بداية لانهيار النظام العالمي القائم . ولعل كل هذا سينذر بأيام صعبة على العالم والدول وسيحتاج من الدول التخطيط للتعامل مع هذه الازمة الخطيرة وحشد الامكانات لمنع حدوثها او التخفيف من اثارها المدمرة. الأردن بقيادة جلالة الملك يتعامل مع هذا الوضع الخطير من خلال تقديم وجهة نظره العقلانية المبنية على فهم عميق للصراعات الدائرة وجذورها ومراحل تطورها و الداعية الى نبذ التطرف واقصاء الاخر وتدعو الى استخدام الوسائل الدبلوماسيه لحل الصراعات من خلال علاقاته الاقليمية والدولية والاحترام الذي يحظى به. ولا شك بأن الاردن يضع القضية الفلسطينية على رأس الاولوية للوصول الى حل عادل وشامل يضمن مستقبل الاجيال القادمة . داخليا اعتقد ان الاردن يدير الازمات المتتالية بافضل ما يمكن لمصلحة البلد والشعب . كما اعتقد بانه وبفضل الله فان اداء قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية ووزيري الداخلية والخارجية كان مثاليا خلال الاعوام السابقة . وكذلك اليوم رئيس الوزراء ورئيسي الاعيان والنواب اشخاص وطنيين يعملون لمصلحة الاردن ورفعته في ظل قيادة جلالة الملك الحكيمة . والمطلوب منا جميعا كأردنيين الالتفاف حول قيادتنا الحكيمة والدفاع عن الاردن على كافة الاصعدة .

مجلس قلقيلية يُعلن إعادة افتتاح أبوابه وتعيين إدارة جديدة لخدمة المجتمع
مجلس قلقيلية يُعلن إعادة افتتاح أبوابه وتعيين إدارة جديدة لخدمة المجتمع

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

مجلس قلقيلية يُعلن إعادة افتتاح أبوابه وتعيين إدارة جديدة لخدمة المجتمع

أصدر مجلس قلقيلية في عمان، بيانا أعلن فيه إعادة افتتاح أبوابه بعد التواصل مع أهالي قلقيلية واستجابتهم للدعوات الرامية لاستمرار عمل المجلس في خدمة المجتمع. وأكد المجلس في بيانه أن عمله سيظل بعيدًا عن أي أجندات سياسية أو مصالح شخصية، مع التركيز على تقديم الدعم والمساعدة لأهالي المدينة والمحتاجين. وأوضح البيان أن المجلس بادر سابقًا إلى مقترح توحيد الجهود بين مجلس قلقيلية، وديوان قلقيلية – الهاشمي الشمالي، وجمعية قلقيلية – جبل الحسين، بهدف تعزيز روح الوحدة والعمل الخيري، إلا أن المقترح لم يلقَ قبولًا من بعض الأطراف، مع التأكيد على استمرار المجلس في فتح أبوابه للجميع للمشاركة في أعمال الخير دون أي مقابل شخصي. وتقرر ضمن الخطوات الجديدة تعيين محمد عبد الله إسميك، الابن البكر للمرحوم الحاج عبد الله إسميك، مديرًا عامًا لمجلس قلقيلية، ليواصل مسيرة والده في دعم المجتمع وحماية المجلس من أي استغلال أو تدخلات خارجية، على أن يتم لاحقًا الإعلان عن مساعدين له لتطوير العمل. كما تم تعيين غسان الباشا رئيسًا فخريًا للمجلس. وأشار المجلس إلى بدء التخطيط لإنشاء دار لرعاية المُسنين على قطعة أرض مناسبة، لتوفير خدمات متقدمة لكبار السن في المملكة الأردنية الهاشمية.

الصحفي موسى عبدالله القطيفان في ذمة الله
الصحفي موسى عبدالله القطيفان في ذمة الله

السوسنة

timeمنذ 4 ساعات

  • السوسنة

الصحفي موسى عبدالله القطيفان في ذمة الله

السوسنة - بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين والهيئة العامة بمزيد من الحزن والأسى فقيد الأسرة الصحفية الزميل الأستاذ:المرحوم الحاج موسى عبدالله القطيفان (أبو أنور)والد الزميلين الصحفيين أنور وفراس القطيفانوسيشيع جثمانه الطاهر بعد صلاة ظهر الجمعة الموافق 22 آب 2025 من مسجد العدوان – قرية السامك، إلى مثواه الأخير في مقبرة العائلة – السامك.تقبل التعازي في ديوان أبو النجا – منطقة خريبة السوق قرب مدرسة خريبة السوق الثانوية للبنين.سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.إنا لله وإنا إليه راجعون

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store