
هذه المدينة المغربية تنام فوق بحر من الذهب الازرق؟
أعلنت شركة 'كاتاليست ماينز' الكندية، المتخصصة في التنقيب عن المعادن، عن نتائج أولية وصفتها بـ'المذهلة' لحملة التنقيب الربيعية لعام 2025 في مشروعها 'أماسّين' الواقع بإقليم ورزازات،
جنوب المغرب.
وتشير النتائج إلى وجود تركيزات استثنائية من معدن الكروم، بالإضافة إلى مؤشرات قوية على وجود النيكل والكوبالت، مما يعزز موقع المغرب كمورد محتمل للمعادن الاستراتيجية الضرورية لصناعات التكنولوجيا النظيفة والانتقال الطاقي.
وذكرت الشركة أن تركيزات الكروم المكتشفة تضع المشروع ضمن المشاريع الرائدة عالمياً في هذا المجال، وتفتح آفاقاً اقتصادية واسعة للمنطقة، خصوصاً في الصناعات المرتبطة بالبطاريات والطاقات المتجددة. وتُقدر الاحتياطيات المحتملة للمشروع بحوالي 609 ملايين طن من الصخور الغنية بالمعادن، بقيمة أولية تُقدر بأكثر من 60 مليار دولار أمريكي.
ويمثل هذا الاكتشاف فرصة هامة للمملكة لتعزيز قدراتها الإنتاجية في المعادن المستخدمة في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات الجيل الجديد، مما قد يدعم بشكل كبير صناعة السيارات الكهربائية النامية في البلاد.
ويُنظر إلى المشروع كمحرك محتمل لجهود الانتقال الطاقي ويعزز مكانة المغرب في الخارطة العالمية للصناعات المستقبلية. وفي تعليقه على هذه الأنباء، أكد المحلل الاقتصادي محمد ساري أن المغرب يمتلك بالفعل احتياطات من الكوبالت عالي الجودة، وهو معدن استراتيجي يُعرف بـ'الذهب الأزرق' وتتزايد أهميته مع التطور التكنولوجي،
إقرأ ايضاً
حيث أصبح مكوناً أساسياً في صناعة الرقائق الإلكترونية، الحواسيب، الهواتف الذكية، وبطاريات السيارات الكهربائية، فضلاً عن دوره في تحسين جودة الوقود وخفض الانبعاثات الكربونية.
وأضاف ساري أنه في حال تأكدت التقديرات المتداولة حول حجم الاحتياطات في منطقة ورزازات (60 مليار دولار)، فإن ذلك قد يدفع بالمغرب، المصنف حالياً في المرتبة 11 عالمياً في إنتاج الكوبالت، إلى دخول نادي أكبر ثلاث دول منتجة عالمياً لهذا المعدن الاستراتيجي.
ورجح أن تُحدث هذه الاكتشافات تحولاً اقتصادياً جذرياً في المناطق الجنوبية، خاصة ورزازات، التي قد تصبح قطباً تنموياً جديداً، مدعومةً بإمكانياتها الكبيرة في مجال الطاقة الشمسية التي يمكن أن تساهم في تحسين جودة إنتاج الكوبالت. وأوضح المحلل الاقتصادي أن هذه الثروة المعدنية تؤهل المغرب للعب أدوار قيادية إقليمياً ودولياً، وجذب استثمارات أجنبية ضخمة، خصوصاً من الصين وأوروبا والولايات المتحدة، نظراً للطلب العالمي المتزايد على الكوبالت والليثيوم في صناعة البطاريات، وحاجة الدول الصناعية لتأمين إمداداتها من هذه المواد الحيوية.
كما قد تصبح المملكة وجهة لكبريات الشركات التكنولوجية لإقامة استثمارات مرتبطة بسلاسل التوريد العالمية. وعلى الصعيد المحلي، اعتبر ساري أن هذه الاكتشافات تمثل فرصة تنموية للمنطقة لخلق فرص عمل وتحريك الاقتصاد المحلي، لكنه شدد على ضرورة مواكبة ذلك بتسريع وتيرة إنجاز مشاريع البنية التحتية، خاصة ربط المنطقة بشبكة طرق حديثة، وإنجاز النفق الطرقي بين مراكش وورزازات لتسهيل حركة الاستثمار والنقل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغربية المستقلة
منذ 5 ساعات
- المغربية المستقلة
إسبانيا تترقب مشروع أنبوب الغاز الذي سيربطها بنيجيريا عبر المغرب يرسم خريطة الطاقة بين إفريقيا وأوروبا
المغربية المستقلة : تترقب إسبانيا بشغف كبير مشروع أنبوب الغاز الذي سيربطها بنيجيريا عبر المغرب، والذي بات أقرب من أي وقت مضى إلى أن يصبح واقعا استراتيجيا يعيد رسم خريطة الطاقة بين إفريقيا وأوروبا. ويقدر الغلاف الاستثماري لهذا المشروع الضخم بحوالي 25 مليار دولار (ما يعادل 22.3 مليار يورو)، وسيمتد عبر عشر دول إفريقية من خلال كابل بحري يبلغ طوله 6,000 كيلومتر، ليشكل بذلك أطول أنبوب غاز في العالم. وقد أكد المغرب، على لسان وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن الدراسات الخاصة بالجدوى والمسار والهندسة الأولية قد اكتملت، مشيرة إلى أن 'المغرب ونيجيريا بصدد تأسيس شركة مشتركة من أجل اتخاذ القرار النهائي للاستثمار قبل نهاية العام الجاري'. وأضافت بنعلي أن المشروع يشكل دعامة تنموية متعددة الأبعاد، إذ يمثل 'محفزا للنمو الاقتصادي والصناعي والرقمي، ويعزز من فرص التشغيل، ويكرّس دور المغرب كممر استراتيجي للطاقة بين إفريقيا وأوروبا وحوض الأطلسي'. وفي هذا السياق، وصفت صحيفة THE OBJECTIVE المشروع بـ'المحوري' بالنسبة للحكومة الإسبانية، التي تراهن عليه وعلى تقنيات الهيدروجين من أجل ضمان انتقال طاقي سلس، لا سيما مع اعتزام البلاد إغلاق محطاتها النووية بحلول سنة 2035. وفي المقابل، تلقى المشروع النيجيري-المغربي دفعة إضافية بعد تراجع مشروع أنبوب الجزائر-نيجيريا، الذي كان يهدف إلى إيصال الغاز عبر النيجر نحو شمال إفريقيا، غير أن التحديات الأمنية في منطقة الساحل، خاصة بعد توتر العلاقات بين الجزائر وبلدان مثل النيجر ومالي، أدت إلى تعثر الطموحات الجزائرية في هذا المجال. وبينما تستعد مدريد لمرحلة جديدة من الشراكة الطاقية مع الرباط وأبوجا، يرى مراقبون أن المشروع سيفتح الباب أمام إعادة تشكيل النفوذ الطاقي في غرب البحر الأبيض المتوسط، ويمنح المغرب موقعا استراتيجيا غير مسبوق في معادلة الطاقة الدولية.


العالم24
منذ 5 ساعات
- العالم24
دونالد ترامب.. جولتنا إلى منطقة الخليج كانت استثنائية بكل المقاييس
خلال كلمته التي ألقاها من مركز كينيدي الثقافي في العاصمة الأمريكية، وصف الرئيس دونالد ترامب جولته الأخيرة إلى منطقة الخليج بأنها كانت 'استثنائية بكل المقاييس'، مؤكداً على عمق العلاقات التي تربط بلاده بكل من قطر والسعودية والإمارات. وقد سلط الضوء على الأثر الاقتصادي الكبير لهذه الزيارة، والتي اعتبرها واحدة من أنجح الجولات الدبلوماسية في التاريخ الحديث. وفي هذا السياق، قال ترامب: 'قمنا بزيارة قطر والسعودية والإمارات، وتمكنا من جلب استثمارات بقيمة تقارب 5.1 تريليون دولار، وهذا رقم غير مسبوق.' مشيرًا إلى أن الأرقام التي تم تحقيقها على صعيد الاستثمارات تتراوح، في بعض الحالات، بين 1.4 تريليون و2 تريليون دولار، وهي نتائج وصفها بأنها لم تكن في الحسبان، ولم يُسبق أن تم الإعلان عن مثيل لها. وأشاد ترامب بما تم التوصل إليه من تفاهمات وصفقات خلال هذه الجولة، معتبرًا إياها دليلاً على الثقة المتبادلة بين الولايات المتحدة وشركائها الخليجيين، وعلى نجاح النهج الاقتصادي والدبلوماسي الذي تبنته إدارته خلال تلك المرحلة.


عبّر
منذ 6 ساعات
- عبّر
المغرب يستعد لإنتاج أول أسمدة خضراء في العالم بحلول 2027
يُواصل المغرب خطواته الريادية في مجال الاقتصاد الأخضر، مع إعلان مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) عن استعدادها لإنتاج أول أسمدة خضراء بدون انبعاثات كربونية على مستوى العالم بحلول سنة 2027، في سابقة عالمية تعكس تحولاً استراتيجياً في القطاع الصناعي المغربي. إنتاج 3 ملايين طن من الأسمدة الخضراء وقال أحمد مهرو، المدير العام لوحدة الأعمال الاستراتيجية للتصنيع بالمجموعة، في حديث لقناة 'الشرق'، إن المشروع سيكون ثمرة لبرنامج استثماري طموح انطلق عام 2023 ويمتد لأربع سنوات، مؤكداً أن عملية إنتاج 3 ملايين طن من الأسمدة الخضراء في المغرب ستعتمد بالكامل على الطاقات المتجددة ومياه البحر المحلاة، دون أي انبعاثات كربونية، وهو ما يُعد إنجازًا عالميًا غير مسبوق في هذا القطاع. استثمار ضخم بقيمة 130 مليار درهم في إطار هذا التحول الصناعي، تعتزم مجموعة OCP استثمار 130 مليار درهم لتعزيز إنتاجها من الفوسفات والأمونيا، إلى جانب تطوير مشاريع تحلية مياه البحر، بما يساهم في تأمين الموارد المائية للمصانع والمدن المحيطة بها، ويكرس ريادة المجموعة في الاقتصاد المستدام. 'هذه الزيادة ستضاف إلى الإنتاج الحالي من الأسمدة، والذي يبلغ نحو 15 مليون طن سنويًا، لتصبح المجموعة في موقع قيادي عالمي في إنتاج الأسمدة الخضراء'. المغرب: قوة عالمية في سوق الفوسفات يمتلك المغرب أكثر من 70% من الاحتياطي العالمي للفوسفات، وتُعد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الذراع الأساسية للدولة في استخراج ومعالجة وتصدير هذه المادة الحيوية، سواء على شكل خام أو منتجات صناعية مثل الأسمدة. وخلال العام الماضي، سجلت المجموعة أرباحًا صافية بلغت 20.4 مليار درهم (نحو 2.1 مليار دولار)، بدعم من زيادة الطلب الدولي وارتفاع الأسعار، رغم تراجع نسبي مقارنة بأرباح عام 2022 الاستثنائية. تحلية المياه: دعامة إضافية للانتقال الأخضر يمثل توفير المياه أحد الأعمدة الرئيسية في التحول نحو الأسمدة الخضراء في المغرب. وتبلغ قدرة OCP الحالية على تحلية مياه البحر نحو 200 مليون متر مكعب سنويًا، مع خطط توسعية تهدف إلى بلوغ 600 مليون متر مكعب في أفق 2030، لتلبية الطلب المتزايد من طرف الوحدات الصناعية والمناطق المجاورة. OCP: أكثر من فوسفات بعيدًا عن الفوسفات، تستثمر مجموعة OCP في قطاعات متعددة تشمل التعليم، والفلاحة، والطاقة، والمياه، والسياحة، والاستثمار الجريء، مما يجعلها لاعبًا استراتيجيًا في التنمية الاقتصادية الشاملة للبلاد. هذا، ويمثل مشروع الأسمدة الخضراء في المغرب نقلة نوعية في صناعة الأسمدة عالميًا، ويعكس التزام المملكة بتعزيز الاقتصاد الأخضر والابتكار البيئي. وبفضل رؤيتها الاستثمارية واستغلالها الذكي للموارد الطبيعية والطاقة النظيفة، يقترب المغرب من ترسيخ مكانته كقوة صناعية بيئية على الساحة الدولية.