
مصادر يمنية: الحوثيون يقصفون المدنيين للتأليب ضد الغارات الأمريكية
كشفت مصادر عسكرية يمنية لـ"إرم نيوز"، أن "ميليشيا الحوثي باتت تلجأ إلى قصف مواقع مدنية بقصد إحداث مجزرة وسط المواطنين وتحميل ذلك للغارات الأمريكية.
وفي هذا الإطار، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا معمر الإرياني، إن "ميليشيا الحوثي لجأت إلى استهداف مناطق مدنية مأهولة في العاصمة المختطفة صنعاء ومحيطها، وعدد من المدن الواقعة تحت سيطرتها القسرية، ثم محاولة إلصاق تلك الجرائم بالقوات الأمريكية".
وأشار إلى أن هذا يأتي "ضمن مخطط إجرامي يهدف إلى إيقاع ضحايا بين المدنيين، لإثارة الرأي العام وخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية".
وحامت الشكوك بين اليمنيين منذ الساعات الأولى، حول مزاعم ميليشيا الحوثيين، في تحميل الولايات المتحدة القصف الذي طال أحد الأسواق الشعبية وأدّى إلى مقتل وجرح نحو 46 شخصًا جميعهم من المدنيين، وهي إحصائية أوردتها الوسائل الإعلامية التابعة للحوثيين.
ووثّقت كاميرات هواتف عدد من المواطنين وجود أحرف وأرقام مدونة باللغة العربية على البُنية الخارجية للصاروخ، ما جعلهم يؤكدون أن الحوثيين هم من استهدفوا السوق، متداولين في الوقت نفسه المشاهد المرئية التي تؤكد صدق روايتهم.
المحلل العسكري والخبير في الشؤون الاستراتيجية العميد الركن محمد الكميم تحدث عن آثار القصف الذي طال السوق الشعبي"، ناعيًا مقتل 4 أشخاص وإصابة الخامس من أسرة واحدة من أفراد قبيلته "آل كميم"، تزامن تواجدهم في السوق أثناء استهدافه من قبل الحوثيين.
وتساءل الكميم، في منشور على منصة "إكس": "لماذا تم إخفاء جريمة سوق فروة وعدم نشرها للعالم، وإظهار ذلك القصف الأمريكي (بحسب زعمكم) كما فعلتم بجريمة رأس عيسى حيث كان تصوير الشهداء بطريقة سينمائية ومن كل الزوايا؟".
ورد الكميم على تساؤله بالقول: "لأن ذلك النشر سيكشف ببساطة ومن خلال آثار الصاروخ، أنه صاروخ بدائي متخلف إيراني هو من قتل الشهيد عبدالخالق الكميم وأسرته".
وقالت مصادر قبلية وميدانية، نقلًا عن شهود عيان وعن سكان محليين، إن الصاروخ الذي استهدف سوق "فروة" بحيّ المسيك في مديرية الشعوب شمالي صنعاء، انطلق من معسكر للحوثيين في "فجّ عطان".
في الوقت نفسه تداول ناشطون سياسيون وصحفيون صور محادثات دردشة مع مواطنين من صنعاء أكدوا لهم أن الصاروخ الذي استهدف السوق صاروخ حوثي.
ويرى مراقبون سياسيون وعسكريون يمنيون أن الأضرار الناجمة عن الغارات الأمريكية على الحوثيين جسيمة للغاية، وباتت تستهدف أهدافًا عسكرية محورية واستراتيجية وحيوية.
الناشط السياسي والمحلل العسكري العقيد أحمد عبدربه أبو صريمة قال: "الحوثي في أزمة نفسية حقيقية، لأن الضربات الأمريكية لم تطل المدنيين، وجاءت مركزة تركيزا عاليا على الجماعة نفسها، مما جعل الجماعة في عزلة".
وأضاف أبوصريمة: "تحاول هي نفسها أن تجر الضربات إلى المناطق السكنية، بعد أن فشلت في تلفيق التهمة للجانب الأمريكي في ما يخص ضرب سوق فروة، ولكن شهادة المواطنين والتصوير فضحهم".
ويرى أبو صريمة، في سياق حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الأمر يدل على حرص ميليشيا الحوثي على إراقة دماء اليمنيين من أجل المتاجرة بها".
وأكد أبو صريمة أن "هذا التكتيك يُعدّ محاولة للهروب من الواقع، في ظل التزام الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات مركزة ودقيقة تستهدف القيادات والمنشآت العسكرية الحوثية ومنصات الصواريخ، دون ارتكاب أخطاء حتى هذه اللحظة".
ويعتقد أبو صريمة أن "هذا التوجه يعكس أزمة داخلية تعيشها ميليشيات الحوثي، إذ لم تتمكن من إقناع اليمنيين بأنهم هم المستهدفون، كون الضربات كانت دقيقة وموجهة ضد مواقع حوثية".
ومن جهته، قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور ثابت الأحمدي "يجب أولًا أن نعرف أن الميليشيا الحوثية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل الجرائم التي تحصل في اليمن، سواء ما ارتكبتها هي بنفسها، أم ما جاء من الأمريكين والإسرائيليين وغيرهم".
وأوضح الأحمدي، في حديثه لـ"إرم نيوز": "الحوثي هو المسؤول الأول؛ لأنه الذي جلب الدمار لليمن بانقلابه المشؤوم على الدولة الشرعية القائمة في العام 2014م، وها هي الميليشيا اليوم تقوم بخلط الأوراق على طريقتها بضرب التجمعات المدنية بالصواريخ".
وأضاف الأحمدي: "كل ما في الأمر متاجرة بالموقف السياسي، ومتاجرة بدماء الضحايا، ولا يهمهم ما ستؤول إليه الأمور بأي صورة من الصور ما داموا مسيطرين على مؤسسات الدولة ويجبون الأموال ويصادرون الحقوق".
وحول وجود أزمة داخلية تعاني منها الميليشيا، يقول الأحمدي: "طبيعة أي ميليشيات عصبوية أيديولوجية أنها تعيش متوجسة مرتابة من كل من عاداها، ولا تثق بأحد، بل ترتاب من عناصرها، وكلما وقعت في مأزق وسعت دائرة الاتهامات على الجميع".
وأشار الأحمدي إلى أن الميليشيا "بدأت موجة اعتقالات داخلية لشخصيات كبيرة من رجالاتها الذين اتهمتهم بالتواصل مع الخارج، خاصة بعد أن خسرت الجماعة ما يزيد عن 30% من قوتها المادية، وعددًا لا بأس به من قياداتها الميدانية والسياسية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
الجوف.. مقتل شاب في نقطة تفتيش باليتمة
قُتل الشاب هلال ناجي الجمل برصاص مباشر دون سابق إنذار، في نقطة تفتيش تابعة لميليشيا الحوثي تُعرف بـ'المهير' في منطقة اليتمة بمحافظة الجوف، وذلك في ثاني جريمة من نوعها تشهدها المنطقة خلال شهر مايو الجاري. وأفادت مصادر محلية أن الجريمة وقعت أثناء عبور الجمل للنقطة، حيث أطلق عناصر الميليشيا النار عليه دون أي مبرر أو تحذير مسبق، ما أدى إلى مقتله على الفور، وسط حالة من الغضب والاستياء بين السكان المحليين. وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد المخاوف من تزايد وتيرة التصفيات الميدانية التي تستهدف أبناء القبائل والمدنيين المناهضين للميليشيا في مناطق سيطرتها، خاصة في ظل تكرار الانتهاكات وغياب المساءلة. وطالب أهالي المنطقة ومنظمات حقوقية بالتحقيق الفوري في الجريمة، ومحاسبة المتورطين، ووقف ما وصفوه بـ'سياسة القتل خارج القانون' التي تنتهجها جماعة الحوثي بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
نتنياهو يختار جنرالا في الجيش رئيسا لجهاز "الشين بيت"
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الخميس اختياره اللواء دافيد زيني رئيسا جديدا لجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت)، في تحدٍ للنيابة العامة ولشريحة كبيرة من المجتمع. وجاء في بيان صادر عن مكتبه "أعلن رئيس الوزراء نتنياهو هذا المساء قراره تعيين اللواء دافيد زيني رئيسا جديدا للشين بيت". يؤجج قرار رئيس الوزراء جدلا قائما منذ مدة حول المنصب، وقد نظّمت تظاهرات حاشدة ضد إقالة رئيس الجهاز رونين بار وضد مساعي نتنياهو لتوسيع صلاحيات مسؤولين منتخبين في تعيين قضاة. وكانت المحكمة العليا أصدرت الأربعاء قرارا اعتبرت فيه إقالة رئيس الشين بيت "غير ملائم ومخالفا للقانون". تشكّل خطوة نتنياهو تعيين زيني رئيسا جديدا للشين بيت تحديا مباشرا للمدعية العامة غالي بهاراف-ميارا التي قالت إنه، نظرا إلى الحكم القضائي، يتعين على رئيس الوزراء "الامتناع عن أي إجراء يتعلق بتعيين رئيس جديد للشين بيت". على الرغم من قرار المحكمة العليا، قال نتنياهو إنه سيمضي قدما في تعيين رئيس جديد للشين بيت. وعلّقت المدعية العامة في إسرائيل على تعيين زيني، معتبرة أن الآلية "معيبة". وقالت باهاراف-ميارا، وهي أيضا المستشارة القانونية للحكومة، في بيان "هناك شكوك جدية (في أن نتنياهو) تصرف في حالة من تضارب المصالح، وآلية التعيين معيبة". وزيني مولود لعائلة مهاجرة من فرنسا وحفيد ناجية من معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز، وهو يرأس حاليا قيادة التدريب في الجيش الإسرائيلي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفق مكتب نتنياهو "شغل الجنرال زيني العديد من المناصب العملياتية والقيادية" في الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى تاريخه كمقاتل في وحدة النخبة سايريت ماتكال، وكذلك كمؤسس للواء الكوماندو، وهي وحدة مستقلة. وأثنت الحكومة على تقرير أعده في مارس (آذار) 2023 يكشف عن عيوب الجيش الإسرائيلي في حالة "اقتحام مباغت" من غزة إلى إسرائيل. وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت إقالة بار بناء على اقتراح من نتنياهو برره "بانعدام الثقة الشخصية والمهنية" بينهما، ما يمنع "الحكومة ورئيس الوزراء من ممارسة مهامهما بصورة فعالة". وتوترت علاقة بار بحكومة نتنياهو بعدما حمّلها المسؤولية في الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبعد فتح جهاز الأمن تحقيقا بشأن تلقي أحد مساعدي رئيس الحكومة أموالاً من قطر. مساء الخميس، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد زيني إلى رفض تولي رئاسة الشين بيت. وكتب رئيس حزب يش عتيد (يمين الوسط) على منصة إكس أن "نتنياهو في وضع من تضارب خطير للمصالح. أدعو الجنرال زيني إلى الإعلان أنه لا يستطيع القبول بهذا التعيين ما دامت المحكمة العليا لم تعلن موقفها من هذه القضية". إلى ذلك، أعلنت منظمة "الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل" غير الحكومية اللجوء إلى المحكمة الإسرائيلية العليا للطعن بتعيين رئيس جديد للشين بيت. وجاء في بيان للمنظمة أنها "ستقدّم التماسا آخر إلى المحكمة العليا في الأيام المقبلة ضد هذا التعيين غير القانوني، وستواصل الوقوف بحزم ضد محاولات ضرب النظام القانوني وسيادة القانون في إسرائيل".


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
اتهام المشتبه به بواقعة السفارة الإسرائيلية في واشنطن بالقتل العمد
ذكرت وثيقة قضائية أن وزارة العدل الأميركية وجهت أمس الخميس اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى للمشتبه به الوحيد في إطلاق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أمام المتحف اليهودي في واشنطن مما تسبب في مقتلهما. وفحص محققو مكتب التحقيقات الاتحادي (أف بي آي) والشرطة بدقة أمس الخميس كتابات وانتماءات سياسية لرجل ألقي القبض عليه كمشتبه به وحيد في إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية خارج المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة. والمشتبه به، إلياس رودريجيز، المولود في شيكاغو والبالغ من العمر 30 سنة، متهم بإطلاق النار على مجموعة من الأشخاص مساء الأربعاء أثناء مغادرتهم فعالية للدبلوماسيين الشباب استضافتها اللجنة اليهودية الأميركية، وهي مجموعة مناصرة تدعم إسرائيل وتواجه معاداة السامية، وفقا لموقعها على الإنترنت. وقال مسؤولون إنه سمع وهو يهتف "الحرية لفلسطين" بعد اعتقاله. والقتيلان هما يارون ليسشينسكي، وهو مساعد باحث في القسم السياسي بالسفارة، وسارة لين ميلجريم، وهي من الطاقم الإداري بالسفارة، وكانا على وشك إعلان خطبتهما. وذكر أصدقاء لهما ومنظمات كانا ينتميان إليها أن يارون ليسشينسكي وسارة لين ميلجريم كانا مهتمين ببناء الجسور بين العرب واليهود على أمل إنهاء إراقة الدماء في الشرق الأوسط. وعززت السفارات الإسرائيلية حول العالم إجراءاتها الأمنية بعد الواقعة. وكتب نائب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي دان بونجينو، على مواقع التواصل الاجتماعي أن المحققين "على علم بكتابات يُزعم أن المشتبه به كتبها"، وأنه يأمل في الحصول قريبا على مستجدات بشأن صحتها. وبدا أن تصريحات بونجينو تشير إلى وثيقة حملت اسم رودريجيز نشرت على حساب مجهول على إكس مساء الأربعاء قبيل واقعة إطلاق النار. ونشرت الوثيقة بعنوان "التصعيد من أجل غزة، نقل الحرب إلى أرض الوطن"، ونددت بقتل إسرائيل لعشرات الآلاف من الفلسطينيين منذ هجمات حركة "حماس" في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كما ناقشت أخلاقيات العمل "المسلح". وجاء في الوثيقة "الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليون ضد فلسطين تستعصي على الوصف والقياس". ووصف مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كاش باتيل، الواقعة بأنها "عمل إرهابي"، بينما صرحت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي للصحفيين أن السلطات تعتقد أن المشتبه به تصرف بمفرده. وتواجه إسرائيل إدانة دولية متواصلة بسبب تصعيد هجومها العسكري في قطاع غزة، في حين حذرت منظمات معنية بحقوق اليهود من زيادة في الحوادث المعادية للسامية على مستوى العالم. وفحص المحققون الانتماءات السياسية الظاهرة للمشتبه به، الذي عمل في منظمة غير ربحية للرعاية الصحية، ويعتقد أنه كان على صلة في السابق بجماعات يسارية متطرفة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن مثالا مروعا على معاداة السامية التي تأججت حول العالم منذ الهجوم الذي قادته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. ووصف نتنياهو عملية القتل في بيان بأنها "عمل دنيء من أعمال الكراهية ومعاداة السامية"، وربطها صراحة بالأجواء العدائية المتزايدة التي تواجهها إسرائيل بسبب الحرب في غزة، بدءا من الاحتجاجات في الحرم الجامعي وانتهاء باتهامات الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية. ويواجه نتنياهو نفسه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب المزعومة في غزة. وندد ساسة إسرائيليون، والكثير من أحزاب المعارضة الرئيسية، بهذه المذكرة باعتبارها صدرت في سياق جهد أوسع لنزع الشرعية عن دولة إسرائيل. ويشعر المسؤولون الإسرائيليون بالغضب الشديد من انتقادات الدول الأوروبية التي تبنت لهجة أكثر صرامة تجاه إسرائيل في الأيام الماضية. ويصفون بانتظام الحرب على حماس بأنها مجرد جبهة واحدة في معركة أوسع بين القيم الغربية والقوى الإسلامية المتطرفة. وقال الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع إنه سيراجع الاتفاق الذي يحكم علاقاته السياسية والاقتصادية مع إسرائيل بسبب الوضع "الكارثي" في غزة. وفي اليوم نفسه، هددت بريطانيا وفرنسا، ومعهما كندا، باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا لم توقف إسرائيل هجومها الجديد على غزة.