
تأسيس حزب جديد في سوريا بدعم من بهتشلي
تأسيس حزب جديد في سوريا بدعم من بهتشلي
51
51 ساعتين مضت
أوغاريت بوست (مركز الأخبار)- تشهد الساحة السياسية السورية انقساماً جديداً بعد الحديث عن تشكيل حزب سياسي مدعوم من أحد أبرز 'المنظّرين للقومية التركية'، فبعد أن ظهرت إلى السطح انقسامات سياسية واجتماعية في الأوساط السورية بعد أيام قليلة من الإطاحة بنظام بشار الأسد، يأتي الحزب الجديد ليضيف خلافاً آخر ما بين مؤيد ومعارض.
ووفقاً لصحيفة 'ناغيهان ألجي' التركية، فقد أثارت معلومات عن تأسيس حزب سياسي سوري جديد، مدعوم من زعيم الحركة القومية التركية، دولت بهشتلي، انقساماً في الأوساط السورية، بين مرحب بالحزب باعتبار أن الدولة الجديدة بحاجة إلى أحزاب سياسية جديدة، وآخرون عبروا عن توجسهم من أن يكون تأسيس الحزب على أساس عرقي 'تركماني' كما رشح من معلومات، مؤشراً على مدى التوغل التركي وسيطرة أنقرة على مفاصل القرار في 'سوريا الجديدة'، بحسب موقع 'إرم نيوز'.
وكانت الصحفية التركية قد كشفت عن تحضيرات تجري في سوريا لتأسيس حزب جديد يحمل اسم 'حزب الحياة الجديدة'، وهو الاسم الذي اقترحه زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت باهتشلي.
وأشارت الصحفية، في مقال لها نشرته صحيفة 'خبر تورك'، إلى أن مصادر من حزب الحركة القومية التركي، أرسلت لها نسخة من مسودة الدستور السوري الجديد، وزعمت ألجي أن المسودة 'تتم صياغتها بمساهمة تركية واضحة'.
حزب 'تركماني'
وأكدت مصادر سورية خاصة لـ'إرم نيوز' صحة المعلومات عن تسارع الخطى نحو تأسيس حزب بمرجعية تركية، باقتراح من زعيم الحركة القومية دولت باهتشلي.
وأفادت المصادر بأن 'الحزب الجديد يُنظر إليه على أنه مشروع سياسي يضم بشكل أساس التركمان وهدفه تمثيل تركمان سوريا، وتمكينهم من المشاركة في إدارة سوريا الجديدة'، مؤكدة أن 'باهتشلي دائم الاهتمام بالمكون التركماني في سوريا'.
وقالت المصادر إنه 'من المؤكد أن الحزب الجديد سيكون بدعم تركي واضح، وليس من المستبعد أن يكون الغرض من تشكيله المشاركة في المرحلة الانتقالية، بعد تفويض الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بتشكيل مجلس تشريعي، عقب حل مجلس الشعب، وإلغاء الدستور'.
ودلّلت المصادر على ذلك باستعجال باهتشلي بالدفع نحو تأسيس الحزب، حتى قبل صدور قانون الأحزاب السوري الجديد.
ووفقاً للمعلومات المتوفرة، يتضمن الشعار الذي تم اعتماده للحزب الجديد مجموعة من الرموز، يحمل كل منها دلالات سياسية واجتماعية.
وتمت تسمية الحزب 'الحياة الجديدة'، وشُكل بتوصية من باهتشلي المعروف بأنه 'أبو التيار القومي التركي'، ويحمل شعار الحزب رمز 'الهلال الأزرق'، وهو شعار 'التركمان'، إلى جانب غصن الزيتون، و3 نجوم حمراء، تحاكي العلم السوري الجديد، وفق المصادر.
وتجمع باهتشلي علاقات 'وطيدة' مع تركمان سوريا، حيث استقبل في مكتبه بالعاصمة التركية أنقرة، قائد لواء 'السلطان مراد' فهيم عيسى (التركماني)، في العام 2023، وأهداه نص قصيدة للكاتب القومي التركي ضياء غوك ألب، الذي يعرف بـ'أبو القومية التركية'.
وقالت الصحافية التركية ناغيهان ألجي، في مقالها بصحيفة 'خبر تورك'، إنه 'يمكن القول إن تركيا هي المهندس الأساسي للحزب، مضيفة أنه 'إذا تبعت هذه الخطوة خطوات مماثلة من أحزاب أخرى، وتوسعت ساحة العمل السياسي، فإن سوريا قد تحقق تقدماً كبيراً في طريق الديمقراطية' وفق تعبيرها.
انتقادات سورية للحزب
عقب الإعلان عن تشكيل الحزب 'التركماني'، انتقد سوريون تأسيس حزب سوري بتوصية من سياسي أجنبي، وعبروا عن استغرابهم من اختيار صحيفة تركية للحديث عن تأسيس 'حزب سوري'، فيما تخوف كثيرون من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لتأسيس المزيد من الأحزاب على أساس طائفي أو عرقي، وهو ما يزيد من انقسام السوريين، كما قالوا.
ومنح سقوط نظام الأسد، وتولي الفصائل السورية المتحالفة مع أنقرة السلطة، تركيا قوة إضافية في سوريا، بحيث تحولت إلى أكبر الفاعلين في الملف السوري، وتجلى ذلك من خلال زيارات الوفود التركية المتكررة إلى دمشق بعد سقوط الأسد.
نفوذ وأجندة تركية
الكاتب والمحلل السوري المتخصص بالشأن التركي، سركيس قصارجيان، قال في تعليق لـ 'إرم نيوز'، إن هذا الحزب تم الإعلان عن تأسيسه بشكل غير رسمي، ولكن قانونياً لا توجد حتى الآن قوانين ناظمة لتأسيس الأحزاب، مشيرا إلى أنه 'حتى دون الإعلان الواضح والعلني والصريح سيكون هناك تشكيلات سياسية موالية لتركيا، وستسير وفق الهوى والمزاج التركي.
وحول محاولة تركيا تعويم المكون التركماني في سوريا، يلفت قصارجيان إلى أن العامل التركماني قوي جداً في أجندات تركيا الحالية والمقبلة.
ولكنه يشير أيضاً إلى أنه 'في الوضع السوري الداخلي المتخلخل، الكل سيحاول الاحتماء أو الانطواء تحت مظلة دولة أو قوة تحميها وتدفع بها وتساندها، وتركيا دولة إقليمية كبيرة جداً ومؤثرة وفاعلة، وبالتالي ستزداد الجهود السياسية للحصول على المدد السياسي واللوجيستي من تركيا في الأيام القادمة' وفق تعبيره.
ويقول الخبير المتخصص في الشأن التركي، إن التأثير التركي في سوريا الجديدة متوقع بقوة لعدة أسباب، وأولها نتيجة العلاقة الوثيقة جدا بين 'هيئة تحرير الشام' وتركيا، وتأثير تركيا من خلال فصائل 'الجيش الوطني' في الشمال، إضافة إلى عامل ثالث وهو موضوع اللاجئين، عبر وجود كتلة بشرية سورية كبيرة جدا كانت وما زالت تقيم في تركيا، ودرست وتخرجت من الجامعات التركية، وعلى رأسهم مثلا وزير الخارجية الحالي أسعد الشيباني الذي أكمل دراساته العليا في تركيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ 18 ساعات
- الأمناء
لغياب الشفافية والخضوع للحوثيين.. يمنيون ينتقدون المنظمات الدولية
وجه يمنيون انتقادات حادة للمنظمات الأممية والدولية وطبيعة عملها في اليمن، معتبرين أن غياب الشفافية والتعامل مع الحوثيين أفقدا هذه المنظمات مصداقيتها وساهما في استمرار معاناة اليمنيين. ومن جهتها، حذّرت أكثر من 100 منظمة إغاثية أممية ودولية من تفاقم الوضع الإنساني لليمنيين، بسبب استمرار الصراع أكثر من عقد، في ظل زيادة الاحتياجات، وتراجع تمويل خطة الاستجابة الأممية من الداعمين. وأشارت نحو 116 منظمة، في بيان مشترك، الثلاثاء، إلى أن العام الجاري قد يكون الأصعب بالنسبة لليمنيين والأسر الأكثر احتياجا. ونوهت بخطورة التراجع الحاد في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية، وأثر ذلك على تقليص المساعدات الأساسية التي تصل إلى ملايين اليمنيين المحتاجين. وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، قد سلّط الضوء في إحاطة قدمها الأربعاء الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة خُصصت لمناقشة الملف اليمني، على العواقب الوخيمة جراء نقص التمويل وانعكاس ذلك على عمل عدد من المشاريع والبرامج الصحية والغذائية؛ ما سيؤثر على ملايين المستفيدين. وأعلنت الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، يوم الجمعة الماضي، تعديل خطتها الإغاثية في اليمن، خلال العام الجاري، جراء نقص التمويل العالمي، واكتفت بتخصيص 1.4 مليار دولار للوصول إلى 8.8 مليون شخص، بانخفاض يصل إلى نحو أكثر من 50% من خطة الاستجابة الإنسانية الأصلية. نهب المساعدات ووجه مصدر يمني يرأس منظمة حقوقية محلية انتقادات للمنظمات الدولية، وقال لـ"إرم نيوز" إن "70 إلى 80% من أموال المساعدات الإنسانية تُنهب وتُسرق وتتقاسمها تلك المنظمات الدولية مع الحوثيين". وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "الهدف من مثل هذه الأرقام والإحباطات هو الضغط على المانحين لضخ أموال تمكن المنظمات الدولية والأممية من استمرار استثمارها في ضحايا النزاعات المسلحة خصوصا بعد توقف الدعم الأمريكي وتقلص الدعم الأوروبي". وأكد المصدر أنه "لن يكون لأي استجابات تمويلية أي أثر على المستفيدين المفترضين في اليمن، مهما بلغ حجم التمويلات"، لافتا إلى استمرار تدهور الوضع الإنساني لليمنيين رغم عشرات مليارات الدولارات التي أُعلن عن إنفاقها باسم العمل الإنساني، بحسب قوله. وأشار إلى أنه "لا تمتلك أي منظمة دولية الحق في تمويل أي منظمة محلية سواء في عدن أو صنعاء لتوزيع مواد غذائية وإغاثية إلا بعد أخذ الموافقة من قبل الحوثيين، الذين يملون عليهم توجيه الدعم إلى أي منظمة ومنعها عن أي جمعية". وأكد أن "أكثر من ثلثي اليمنيين الذين يعانون فقرا شديدا، يعيشون على التكافل الاجتماعي فيما بينهم وعلى الاكتفاء بالحد الأدنى في المعيشة، دون حصولهم على أي مساعدات". حلول ترقيعية بدوره، أشار المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عبد الرحمن برمان، إلى أن "المجتمع الدولي لم يعد يقدّم إغاثة كافية تتناسب مع حجم المأساة التي يعيشها اليمنيون". وأضاف برمان، لـ"إرم نيوز": "بالرغم من أن هناك شحا كبيرا في ما يُقدَّم من مساعدات، إلّا أن ما يُقدَّم عبارة عن جزء بسيط جدا منها لسد الاحتياجات الفعلية، بسبب تُعرقل عملية وصول هذه المساعدات، فضلًا عن مصادرتها خصوصا من قبل الحوثيين". وبحسب برمان، فإن "الأمم المتحدة تقدم حلولًا ترقيعية، بل على العكس، ما تقوم به يسهم في عملية موت بطيء لليمنيين". وانتقد ما وصفه بـ"التعامل الناعم" للأمم المتحدة مع الجماعات المسلحة، وخصوصا ميليشيا الحوثيين، على أنها أمر واقع. وتابع برمان: "كان من المفترض أن يقف المجتمع الدولي موقفا جادا ضد الجماعات المسلحة، وأن يُجبرها على إلقاء السلاح، لا أن يتعامل معها". وأكد برمان ضرورة حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة والجيش النظامي، والتوجه نحو حل سياسي شامل. غياب الشفافية من جهته، دعا الكاتب الصحفي والباحث الحقوقي همدان العليي، إلى ترسيخ مبدأ الشفافية في العمل الإغاثي، مطالبا المنظمات الأممية والدولية بإطلاع اليمنيين على كشوفات دقيقة توضح كيفية صرف أموال المساعدات. وأكد العليي، لـ"إرم نيوز": "يجب أن تكون هناك شفافية في العمل الإغاثي، لاسيما أن اليمنيين أصبحوا اليوم لا يثقون بمصداقية هذه المنظمات، التي تتلقى أموالًا طائلة عبارة عن منح لمساعدة اليمنيين وباسم اليمنيين، لكن في نهاية الأمر لا يوجد أثر ملموس وواضح لتلك الأموال". وأشار العليي إلى أن "المنظمات الدولية والأممية العاملة في اليمن، لا تقوم ببذل أي جهود أو تنفذ مشاريع في الجانب التنموي، بمعنى المشاريع التي تتجاوز فكرة تقديم السلال الغذائية، وتسهم في تحسين أوضاع المواطنين بشكل دائم، من خلال خلق فرص عمل وما شابه ذلك، والعمل على إشراك الناس في تحديد احتياجاتهم". يذكر أن كبار المسؤولين الإنسانيين لمساعدة اليمن يعتزمون في وقت لاحق اليوم الأربعاء عقد الاجتماع السابع في مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في محاولة جديدة منهم لحشد الدعم المالي اللازم لتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.


الأمناء
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- الأمناء
من أمريكا إلى إسرائيل.. طموحات الحوثي تحاصر اليمنيين بالأزمات
الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة دمّرت ما يقارب 70% من أرصفته ومرافقه الحيوية ومنشآت تخزين النفط منسّق إغاثي : المدنيون في مناطق نفوذ الحوثيين يواجهون أوضاعًا إنسانية وصلت مستويات المجاعة إلى الدرجة الخامسة الحكومة اليمنية أكدت استعداد الموانئ الواقعة تحت سيطرتها في عدن والمكلا لاستقبال السفن بأنواعها المختلفة صنعاء : تزاحم السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود للحصول على كميات محددة من البنزين مع خروج ميناء الحديدة عن الخدمة إثر الهجمات الإسرائيلية، تتزايد حدّة القلق في أوساط اليمنيين، من تداعيات تعطيل منصة استيراد السلع الغذائية والمساعدات الإنسانية الوحيدة، في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، شمالي البلاد. وردًا على استهداف الحوثيين مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي الأحد الماضي، شنّت 30 مقاتلة إسرائيلية هجومًا عنيفًا، طال ميناء الحديدة، ومصنع "باجل" للأسمنت، شرقي محافظة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الميليشيا، على سواحل مياه البحر الأحمر. كارثة إنسانية وقالت مصادر في سلطة محافظة الحديدة، المعيّنة من قبل الحكومة اليمنية، إن الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة، الواقع تحت سيطرة الميليشيا، دمّرت ما يقارب 70% من أرصفته وعددًا من مرافقه الحيوية، بالإضافة إلى عدد من منشآت تخزين النفط المتبقية في الميناء. وبيّنت المصادر لـ"إرم نيوز" أن حجم الدمار الذي تعرّض له ميناء الحديدة، مساء الأحد الماضي، عطّل قدراته على استقبال السفن، خصوصًا في ظل تأثيرات الضربات الإسرائيلية السابقة، التي جعلت ثاني أكبر موانئ البلاد، يعمل بأقل إمكانياته مؤخرًا. وحذرت من تداعيات إنسانية كارثية، قد تتسبب في مفاقمة أزمة البلد الإنسانية، نتيجة توقف منفذ وصول الإمدادات والمساعدات الغذائية الوحيد، لسكان مناطق سيطرة الحوثيين، الأكثر كثافة سكانية. ومنذ سيطرة الحوثيين المطلقة على ميناء الحديدة، بعد عدم التزامهم بتنفيذ اتفاق "ستوكهولم" الموقع في العام 2018، الذي ينصّ على وضع الميناء تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة، بات المنفذ الحيوي والاستراتيجي، يشكّل أحد أهم موارد الميليشيا المالية، ونقطة وصول بعض الأسلحة المهرّبة، وفق تقارير دولية. وحتى صباح أول أمس الثلاثاء، لم تتطرق وسائل إعلام الحوثيين إلى حجم الأضرار التي وقعت في ميناء الحديدة، ولم تطمئن المواطنين عن موعد استئناف أنشطته، على العكس من تعاطيها السابق خلال عمليات الاستهداف الإسرائيلي المتكررة للميناء، العام الماضي. ويقول المنسّق العام للجنة الإغاثية في اليمن، الدكتور جمال بلفقيه، إن المدنيين في مناطق نفوذ الحوثيين، يواجهون أوضاعًا إنسانية أكثر خطورة، وصلت معها مستويات المجاعة إلى الدرجة الخامسة، "وبالتالي فإن عملية توقف وصول المساعدات والإمدادات الغذائية، يهدد بمضاعفة الأزمة الإنسانية وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي". وأشار بلفقيه في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى إمكانية تدارك تعطيل ميناء الحديدة، الذي يستقبل ما تتراوح نسبته بين 70 إلى 80% من واردات السلع الغذائية والتجارية في اليمن، بعودة الأمور إلى ما كان عليه الوضع قبل الهدنة الأممية في العام 2022، التي استؤنف بموجبها النشاط بميناء الحديدة، بعد توقف لعدة سنوات. وبين أن الحكومة اليمنية لطالما أكدت استعداد الموانئ الواقعة تحت سيطرتها في عدن والمكلا، لاستقبال السفن بأنواعها المختلفة، سواء كانت تستورد سلعًا تجارية أم مساعدات إغاثية. "إضافة إلى توجيهها العديد من الدعوات للمنظمات الإنسانية الدولية، لنقل مكاتبها إلى مناطق الحكومة الشرعية، ومنها يمكن نقل المساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق البلد بما فيها الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، عبر الممرات البرّية العديدة". تدمير المقدرات ويرى رئيس مركز "أبعاد للدراسات والبحوث"، عبد السلام محمد، أن الضربات الإسرائيلية منذ يوليو/ تموز من العام الماضي، وحتى سادسها مساء أمس، "ركزت على مخازن الوقود، التي يتوقع أن تكون مصدرًا مهمًا لوقود الصواريخ والمسيّرات، بالذات في الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحوثيين". وبيّن عبد السلام، أن الحوثيين "يستدعون الخارج لضرب المقدرات اليمنية، ليس بنية الإضرار بإسرائيل، لأنهم يدركون أن ضرباتهم لا تأثير لها، بل مجرد مزايدة لجلب الحشد والتجنيد، ويعملون كل ذلك كرهًا في اليمنيين، فاستراتيجيتهم واضحة، وهي قتل الشعب اليمني جوعًا". وتابع في حديثه، أن النتيجة ستكون بلد مدمر وشعب يصارع الموت، "سواء انتهى ذلك بانتصارهم وحكم البلاد بالخراب، أم هزيمتهم ومن بعدهم الطوفان". وتتزامن عملية استهداف المقاتلات الإسرائيلية لميناء الحديدة، مع أزمة محروقات خانقة تواجهها مناطق الحوثيين، بعد تدمير الولايات المتحدة قبل أسابيع، منصّة استيراد المنتجات البترولية الوحيدة بميناء رأس عيسى، الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، وضرب أي محاولات لإصلاح أنابيب نقل الوقود من السفن بشكل مباشر، بشكل متكرر طوال الأيام الماضية، كان آخرها فجر أول أمس الثلاثاء. وبحسب تقارير محلية، فإن محطات التزود بالوقود في محافظة الحديدة، أغلقت بشكل مفاجئ بعد نفاد كمياتها المخزونة، ما تسبب في خلق حالة من الإرباك الشديد لدى المواطنين، وتعطّل مصالحهم وارتفاع أسعار المواصلات بنسبة 100%، وسط انتشار لعمليات استغلال مالي تُمارس في السوق السوداء. وفي العاصمة صنعاء، تزاحمت السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، للحصول على كميات محددة من البنزين، بعد أن حاولت "شركة النفط" الخاضعة للحوثيين، ترتيب عملية التزود بالمنتجات البترولية عبر توزيع كروت متسلسلة، تسمح للمواطن بالحصول على 40 لترًا فقط، كل أسبوع.


الأمناء
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- الأمناء
مصادر يمنية: الحوثيون يقصفون المدنيين للتأليب ضد الغارات الأمريكية
كشفت مصادر عسكرية يمنية لـ"إرم نيوز"، أن "ميليشيا الحوثي باتت تلجأ إلى قصف مواقع مدنية بقصد إحداث مجزرة وسط المواطنين وتحميل ذلك للغارات الأمريكية. وفي هذا الإطار، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا معمر الإرياني، إن "ميليشيا الحوثي لجأت إلى استهداف مناطق مدنية مأهولة في العاصمة المختطفة صنعاء ومحيطها، وعدد من المدن الواقعة تحت سيطرتها القسرية، ثم محاولة إلصاق تلك الجرائم بالقوات الأمريكية". وأشار إلى أن هذا يأتي "ضمن مخطط إجرامي يهدف إلى إيقاع ضحايا بين المدنيين، لإثارة الرأي العام وخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية". وحامت الشكوك بين اليمنيين منذ الساعات الأولى، حول مزاعم ميليشيا الحوثيين، في تحميل الولايات المتحدة القصف الذي طال أحد الأسواق الشعبية وأدّى إلى مقتل وجرح نحو 46 شخصًا جميعهم من المدنيين، وهي إحصائية أوردتها الوسائل الإعلامية التابعة للحوثيين. ووثّقت كاميرات هواتف عدد من المواطنين وجود أحرف وأرقام مدونة باللغة العربية على البُنية الخارجية للصاروخ، ما جعلهم يؤكدون أن الحوثيين هم من استهدفوا السوق، متداولين في الوقت نفسه المشاهد المرئية التي تؤكد صدق روايتهم. المحلل العسكري والخبير في الشؤون الاستراتيجية العميد الركن محمد الكميم تحدث عن آثار القصف الذي طال السوق الشعبي"، ناعيًا مقتل 4 أشخاص وإصابة الخامس من أسرة واحدة من أفراد قبيلته "آل كميم"، تزامن تواجدهم في السوق أثناء استهدافه من قبل الحوثيين. وتساءل الكميم، في منشور على منصة "إكس": "لماذا تم إخفاء جريمة سوق فروة وعدم نشرها للعالم، وإظهار ذلك القصف الأمريكي (بحسب زعمكم) كما فعلتم بجريمة رأس عيسى حيث كان تصوير الشهداء بطريقة سينمائية ومن كل الزوايا؟". ورد الكميم على تساؤله بالقول: "لأن ذلك النشر سيكشف ببساطة ومن خلال آثار الصاروخ، أنه صاروخ بدائي متخلف إيراني هو من قتل الشهيد عبدالخالق الكميم وأسرته". وقالت مصادر قبلية وميدانية، نقلًا عن شهود عيان وعن سكان محليين، إن الصاروخ الذي استهدف سوق "فروة" بحيّ المسيك في مديرية الشعوب شمالي صنعاء، انطلق من معسكر للحوثيين في "فجّ عطان". في الوقت نفسه تداول ناشطون سياسيون وصحفيون صور محادثات دردشة مع مواطنين من صنعاء أكدوا لهم أن الصاروخ الذي استهدف السوق صاروخ حوثي. ويرى مراقبون سياسيون وعسكريون يمنيون أن الأضرار الناجمة عن الغارات الأمريكية على الحوثيين جسيمة للغاية، وباتت تستهدف أهدافًا عسكرية محورية واستراتيجية وحيوية. الناشط السياسي والمحلل العسكري العقيد أحمد عبدربه أبو صريمة قال: "الحوثي في أزمة نفسية حقيقية، لأن الضربات الأمريكية لم تطل المدنيين، وجاءت مركزة تركيزا عاليا على الجماعة نفسها، مما جعل الجماعة في عزلة". وأضاف أبوصريمة: "تحاول هي نفسها أن تجر الضربات إلى المناطق السكنية، بعد أن فشلت في تلفيق التهمة للجانب الأمريكي في ما يخص ضرب سوق فروة، ولكن شهادة المواطنين والتصوير فضحهم". ويرى أبو صريمة، في سياق حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الأمر يدل على حرص ميليشيا الحوثي على إراقة دماء اليمنيين من أجل المتاجرة بها". وأكد أبو صريمة أن "هذا التكتيك يُعدّ محاولة للهروب من الواقع، في ظل التزام الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات مركزة ودقيقة تستهدف القيادات والمنشآت العسكرية الحوثية ومنصات الصواريخ، دون ارتكاب أخطاء حتى هذه اللحظة". ويعتقد أبو صريمة أن "هذا التوجه يعكس أزمة داخلية تعيشها ميليشيات الحوثي، إذ لم تتمكن من إقناع اليمنيين بأنهم هم المستهدفون، كون الضربات كانت دقيقة وموجهة ضد مواقع حوثية". ومن جهته، قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور ثابت الأحمدي "يجب أولًا أن نعرف أن الميليشيا الحوثية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل الجرائم التي تحصل في اليمن، سواء ما ارتكبتها هي بنفسها، أم ما جاء من الأمريكين والإسرائيليين وغيرهم". وأوضح الأحمدي، في حديثه لـ"إرم نيوز": "الحوثي هو المسؤول الأول؛ لأنه الذي جلب الدمار لليمن بانقلابه المشؤوم على الدولة الشرعية القائمة في العام 2014م، وها هي الميليشيا اليوم تقوم بخلط الأوراق على طريقتها بضرب التجمعات المدنية بالصواريخ". وأضاف الأحمدي: "كل ما في الأمر متاجرة بالموقف السياسي، ومتاجرة بدماء الضحايا، ولا يهمهم ما ستؤول إليه الأمور بأي صورة من الصور ما داموا مسيطرين على مؤسسات الدولة ويجبون الأموال ويصادرون الحقوق". وحول وجود أزمة داخلية تعاني منها الميليشيا، يقول الأحمدي: "طبيعة أي ميليشيات عصبوية أيديولوجية أنها تعيش متوجسة مرتابة من كل من عاداها، ولا تثق بأحد، بل ترتاب من عناصرها، وكلما وقعت في مأزق وسعت دائرة الاتهامات على الجميع". وأشار الأحمدي إلى أن الميليشيا "بدأت موجة اعتقالات داخلية لشخصيات كبيرة من رجالاتها الذين اتهمتهم بالتواصل مع الخارج، خاصة بعد أن خسرت الجماعة ما يزيد عن 30% من قوتها المادية، وعددًا لا بأس به من قياداتها الميدانية والسياسية".