
نتنياهو: سنضرب الحوثيين بقوة أكبر ونستهدف قيادتهم وسيدفعون ثمنا باهظا
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الجمعة، بضرب الحوثيين بقوة أكبر، واستهداف قياداتهم متوعدا إياهم بدفع "ثمنا باهظا"، عقب سلسلة من الغارات العنيفة التي استهدفت ميناءي الحديدة والصليف غرب اليمن.
وقال نتنياهو في تصريحات إعلامية: "لسنا مستعدين للجلوس جانباً وترك الحوثيين يهاجموننا، بل سنرد عليهم بقوةٍ أكبر، ونستهدف قيادتهم وكلَّ بناهم التحتية التي تمكّنهم من إيذائنا".
وأضاف: "الحوثيون سيدفعون ثمنا باهظا وسندافع عن أنفسنا بكل الوسائل للحفاظ على أمن إسرائيل"
وأردف: "نعلم أن الحوثيين مجرد ذراع وأن من يقف وراءهم ويمنحهم الدعم والتعليمات والإذن هي إيران".
وفي وقت سابق، أكدت وسائل إعلام عبرية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ شن هجوما على اليمن هو التاسع، بهدف فرض حصار على المواني الخاضعة للحوثيين وتدميرها.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن هجمات سلاح الجو الإسرائيلي باليمن مستمرة بعد استهداف 3 مواني يمنية، فيما نقلت صحيفة معاريف عن مصادر أمنية إسرائيلية أن سلاح الجو يهاجم للمرة التاسعة أهدافا تابعة للحوثيين في اليمن.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية التي نقلت عن مسؤول أمني قوله إن هدف الهجمات في اليمن إلحاق الضرر باقتصاد الحوثيين، وفرض حصار على الحوثيين بعد تهديدهم بفرض حصار بحري على إسرائيل.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن الهجمات الإسرائيلية تستهدف موانئ الصليف والحديدة ورأس عيسى.
ونقل موقع جيروزاليم بوست عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجيش يضرب موانئ في اليمن بعد أن واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية التي نقلت أيضا عن مصدر أمني قوله: "استخدمنا في الهجوم على الحوثيين عشرات الذخائر وشارك فيه أكثر من 10 طائرات".
وفي وقت سابق اليوم، شنت مقاتلات إسرائيلية، غارات جديدة، على ميناءي الصليف والحديدة غرب اليمن.
وقالت وكالة سبأ التابعة للحوثيين، إن طيران الإحتلال استهدف ميناء الحديدة بسلسلة من الغارات العنيفة، دون ذكر مزيدا من التفاصيل.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن سلاح الجو الإسرائيلي شن هجوما جديدا على ميناء الحديدة غرب اليمن.
وبحسب مصادر محلية، فقد سمع دوي انفجارات عنيفة في محافظة الحديدة غرب اليمن، مشيرة إلى وقوع 10 غارات إسرائيلية على الأقل في ميناء الحديدة.
ويوم أمس الأول، وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيراً عاجلاً للمتواجدين في موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف، مطالباً بإخلائها فوراً.
ويوم أمس، أعلن جيش الإحتلال تصديه لصاروخ أطلقه الحوثيون على إسرائيل، لتعلن الجماعة في وقت لاحق تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي، بعد يوم من هجوم مماثل أدى لإغلاق مطار بن غوريون لقرابة ساعة.
وفي الخامس من مايو الجاري، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات عنيفة على ميناء الحديدة أدت لتدميره بشكل كبير، لتشن في اليوم التالي غارات مكثفة على مطار صنعاء الدولي ومحطات الكهرباء في صنعاء وإسمنت عمران، ما أدى لدمار مطار صنعاء وخروج عن الخدمة.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب في السادس من مايو بشكل مفاجئ، وقف الهجمات الأمريكية على الحوثيين في اليمن، بعد قبول الحوثيين وقف هجماتهم العسكرية، فيما أكدت الجماعة أن الاتفاق شمل الهجمات البحرية على السفن الأمريكية وتعهدت بمواصلة الهجمات على إسرائيل وفرض حصارها البحري على الملاحة البحرية لإسرائيل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 5 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
إلغاء 45 رحلة جوية إلى مطار(بن غوريون) خلال الـ 24 ساعة الماضية
26 سبتمبرنت:- تسبب الحصار الجوي اليمني المفروض على كيان العدوّ الصهيوني، في تكبيده خسائر مادية تقدر بالمليارات. وكشفت مواقع أقمار صناعية، اليوم الثلاثاء، عن تأثير الحظر اليمني على الملاحة الجوية للاحتلال الإسرائيلي، والذي دخل أسبوعه الثاني. وأظهر موقع فلايت رايدر 24 الخاص بتتبع حركة الملاحة الجوية تراجع الرحلات الجوية إلى مطارات الاحتلال بمعدلات كبيرة خلال الأسبوع الجاري. وأكّد الموقع إلغاء نحو 45 رحلة لمختلف شركات الطيران الدولية خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى مطار اللد المسمى صهيونياً "بن غوريون" فقط، وهو ما يشكل صفعة مدوية وضربة موجعة للكيان الصهيوني. في السياق ذاته أشار الإعلام العبري، إلى حجم الضربات الذي تعرض لها الاحتلال من قِبل القوات المسلحة اليمنية منذ استئناف عدوانه على غزة في 19 مارس الماضي. وقالت وسائل إعلام عبرية، إنه منذ استئناف العدوان على قطاع غزة، أطلق من اليمن 35 صاروخًا باليستيًا وما لا يقل عن 10 طائرات مسيّرة على الأراضي المحتلة. وتواصل القوات المسلحة اليمنية إطلاق تحذيراتها لشركات الطيران المختلفة من مغبة استمرار رحلاتها إلى الأراضي المحتلة مع وضع كافة مطارات الاحتلال على خط الأهداف.


منذ 11 ساعات
نقاش يمني - أممي حول آليات تمويل المشاريع الداعمة للسلطات المحلية
في ظل أزمة اقتصادية فاقمتها هجمات الحوثيين على مواني تصدير النفط، تسعى الحكومة اليمنية إلى حشد الموارد لتمويل المشاريع الداعمة للسلطات المحلية، مع السعي إلى تعزيز الأمن المائي بالتعاون مع البنك الدولي. ويأمل اليمنيون في المناطق المحررة أن تتمكن الحكومة من إيجاد حلول جذرية لمشكلة تردي الخدمات، لا سيما في قطاع الكهرباء والمياه، مع تصاعد المطالب الشعبية، لا سيما في عدن وتعز ولحج وأبين. وبحسب الإعلام الرسمي، بحث وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية حسين الأغبري بالعاصمة عدن، الاثنين، مع ممثلي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، آليات حشد التمويلات للبرامج والمشاريع الداعمة للسلطات المحلية ووحداتها الإدارية. وفي اللقاء الذي حضره نائب وزير الإدارة المحلية معين محمود، أكد الوزير الأغبري، على تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية ذات الأولوية للمحافظات والعاملة على الحد من الفقر، ودعم التنمية الاقتصادية المحلية وفق الموازنات المرصودة والموارد المتاحة، والاستفادة من التجارب والخبرات فيما يخص برامج الحوكمة واللامركزية، وتنمية الموارد للوحدات الإدارية؛ وفقاً لقانون السلطة المحلية ولوائحه التنفيذية. وأشار الوزير الأغبري إلى كثير من البرامج والمشاريع التي تعمل عليها وزارته، والتي هي بحاجة إلى تمويل لتكون مساندة للسلطات المحلية مثل صندوق تنمية المجالس المحلية المدعوم من صندوق الأمم المتحدة لتنمية رأس المال، وغير ذلك من المشاريع والبرامج التنموية والاقتصادية للوحدات الإدارية. ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن ممثلي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أكدوا دعم توجه اليمن للآليات والبرامج التنموية والاقتصادية للوحدات الإدارية، والعمل المشترك للتنسيق والتخطيط لتنفيذ تلك البرامج والمشاريع. مشاريع مياه وضمن سعي الحكومة اليمنية للاستفادة من الدعم الدولي بحث وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي في عدن، الاثنين، مع فريق فني من البنك الدولي، التحضيرات الجارية لإطلاق سلسلة مشاريع المياه المقاومة لتغير المناخ في اليمن. وأفاد الإعلام الرسمي بأن الاجتماع الذي حضره اختصاصي أول في إدارة موارد المياه، نايف أبو لحوم، واختصاصي أول في مجال المياه، كريس فيليب، والخبير الاقتصادي شامبهافي بريام، تطرق إلى وثيقة دليل إدارة المشاريع مع وثيقة التقدير الأولي للمشروع. وناقش الاجتماع المشاورات المكثفة بين البنك الدولي والوزارة في إطار المرحلة الأولى من سلسلة المشاريع التي تتضمن مشروعات في وادي حجر بمحافظة حضرموت، ووادي تبن في محافظة لحج بمبلغ 4.79 مليون دولار، والبدء في تنفيذ المشروع في يونيو (حزيران) المقبل 2025. كما ناقش التحضير للمرحلة الثانية من السلسلة التي من المتوقع الحصول على الموافقة الرسمية بشأنها من مجلس إدارة البنك الدولي بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2025، وتشمل الأحواض المائية في اليمن. ويأتي الاجتماع - بحسب إيضاحات وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية - في إطار الجهود المشتركة مع البنك الدولي لتعزيز الأمن المائي والغذائي، والتحضير لإطلاق سلسلة من مشاريع خدمات المياه المقاومة لتغير المناخ في اليمن، وذلك استناداً إلى ما ورد في تقرير المناخ والتنمية القطري الصادر عن البنك الدولي. وطبقاً لما أوردته وكالة «سبأ» الرسمية، أكد فريق البنك الدولي التزام البنك الكامل بدعم وزارة المياه والبيئة من خلال تقديم الدعم التقني والفني، وتعزيز قدرات مركز التميز في الوزارة، والمساهمة في تنفيذ خريطة الطريق المالية لضمان استدامة التدخلات وتحقيق أثر تنموي فعّال على المدى الطويل. يشار إلى أن الحكومة اليمنية الشرعية كانت خسرت أهم مواردها من تصدير النفط الخام منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022، إثر هجمات الحوثيين على مواني التصدير في حضرموت وشبوة، وهو ما تسبب في عجز الحكومة عن الإيفاء بواجباتها بما في ذلك توفير الخدمات وإيقاف تدهور العملة.


منذ 21 ساعات
تقرير: ترامب يتجاهل نتنياهو خلال جولته في الخليج
عندما صافح الرئيس (دونالد ترامب) زعيم سوريا الجديد وتعهّد برفع العقوبات عن بلاده في القصر الملكي السعودي الأسبوع الماضي، كانت تلك لحظة تجسّد بوضوح كيف أن دبلوماسيته في الشرق الأوسط باتت تُقصي إسرائيل فعليًا من مركز المشهد. وقال ترامب عن الرئيس (أحمد الشرع)، الذي كانت له في السابق صلات بتنظيم القاعدة: "رجل صارم، وله ماضٍ قوي". وأضاف أنه قرر إنهاء العقوبات -التي فُرض العديد منها على الحكومة السورية السابقة- "لمنحهم فرصة للوصول إلى العظمة". وبذلك، تجاهل ترامب فعليًا مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، الذي تصف حكومته الشرع بأنه "جهادي". وكانت إسرائيل قد شنّت مئات الغارات الجوية على سوريا منذ ديسمبر/ كانون الأول، حين أطاح مقاتلون بقيادة الشرع بالرئيس (بشار الأسد) من السلطة. وعلى مدى العقود الأخيرة، وتحت قيادة رؤساء أمريكيين من كلا الحزبين، كانت إسرائيل تتمتع بمكانة خاصة في قلب السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة. وكان نتنياهو، الذي بقي في السلطة معظم العقدين الماضيين، عنصرًا محوريًا في النقاشات حول الشرق الأوسط، رغم أنه أثار أحيانًا استياء نظرائه الأمريكيين. ولا توجد مؤشرات على أن الولايات المتحدة تنوي التخلي عن علاقاتها التاريخية مع إسرائيل أو وقف دعمها العسكري والاقتصادي لها. وخلال رحلته على متن طائرة الرئاسة "إير فورس ون" من الرياض إلى الدوحة، قلّل ترامب من أهمية المخاوف بشأن تهميش إسرائيل. و قال ترامب للصحفيين: "لا، إطلاقًا. هذا أمر جيد لإسرائيل، أن تكون لدي علاقات كهذه مع هذه الدول، دول الشرق الأوسط، بل مع جميعها تقريبًا". لكن جولة ترامب التي استمرت خمسة أيام في الشرق الأوسط هذا الأسبوع سلطت الضوء على دينامية جديدة، باتت فيها إسرائيل —ونتنياهو على وجه الخصوص— في موقع أشبه بالتفصيل الثانوي. ففي كل من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، سعى ترامب إلى التفاوض على اتفاقيات سلام تتعلق بإيران واليمن، وإبرام صفقات تجارية تُقدّر بتريليونات الدولارات مع الدول الغنية في الخليج الفارسي. ولم تشمل جولته زيارة إلى إسرائيل. وقال (إيتامار رابينوفيتش)، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة: "الانطباع العام هو أن الاهتمام الأمريكي يتجه ويتحوّل بشكلٍ متزايد نحو دول الخليج، حيث تكمن الأموال والمصالح". وأضاف رابينوفيتش أن ترامب يبدو وكأنه فقد معظم اهتمامه بالتعاون مع نتنياهو لحل الحرب في غزة، وذلك بسبب "شعوره بأنه لا جدوى من ذلك. و نتنياهو متمسّك بموقفه، ولا يتحرك عنه، وحماس كذلك لا تغيّر موقفها، ويبدو أن الأمور وصلت إلى طريقٍ مسدود بلا أفق". نفى (عُمر دُستري)، المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وجود أي شرخ جوهري في العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى زيارتين قام بهما نتنياهو إلى البيت الأبيض خلال الأشهر الماضية، وتصريح ترامب مؤخرًا بأن "نحن في نفس الجانب في كل القضايا"، في إشارة إلى دعمه لرئيس الوزراء الإسرائيلي. ومع ذلك، يصعب تجاهل التغير اللافت في التوجهات الدبلوماسية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ اتخذ ترامب سلسلة من الخطوات المهمة دون إشراك نتنياهو في أي منها. ففي مطلع هذا الشهر، فاجأ ترامب كثيرين في إسرائيل بإعلانه المفاجئ عن وقف إطلاق نار مع الحوثيين في اليمن، رغم أن الجماعة استمرت في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وفي إحدى الحوادث، فشلت منظومة الدفاع الإسرائيلية في اعتراض صاروخ أصاب مطار بن غوريون في تل أبيب، مما تسبب في اضطراب حركة الطيران لأسابيع. وبعد ذلك بأيام قليلة، نجحت إدارة ترامب في تأمين إطلاق سراح (عيدان ألكسندر)، آخر رهينة أمريكي حي في غزة، من دون أي دور لإسرائيل في العملية. وقال (نداف شتراوخلر)، المستشار السابق لنتنياهو، إن العلاقة بين رئيس الوزراء وترامب ما زالت قائمة، لكنها تختلف جذريًا عن علاقاته مع الرؤساء الأمريكيين السابقين. وأضاف: "مع بايدن، كان بإمكان نتنياهو تأجيل اتخاذ قرارات. أما مع ترامب، فبمجرد أن يُؤجَّل شيء، تُتخذ القرارات من فوق رأس نتنياهو مباشرة. هذا التغيير يثير قلق الكثيرين في إسرائيل". وخلال زيارته للشرق الأوسط، كرر ترامب رغبته في التوصل إلى اتفاق مع إيران يُجنّب اللجوء إلى القوة العسكرية ضد منشآتها النووية. وقال يوم الخميس في قطر إن الولايات المتحدة منخرطة في "مفاوضات جدية للغاية مع إيران لتحقيق سلام طويل الأمد"، مضيفًا أن الوصول إلى اتفاق سيكون "أمرًا رائعًا". وهذا يتناقض تمامًا مع ما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطالب به؛ إذ لطالما حثّ إدارة ترامب على دعم، بل والمشاركة في، ضربات عسكرية ضد إيران. لكن حتى الآن، سلك ترامب مسارًا معاكسًا، رغم أنه لم يستبعد مرارًا خيار توجيه ضربات واسعة النطاق إذا فشلت المفاوضات. وقال نداف شتراوخلر: "أكثر من أي شيء آخر، جوهر القصة هو إيران. فإرث نتنياهو السياسي على المحك". ويشبه القرار المتعلق بكيفية التعامل مع إيران، في جوهره، قرار الرئيس برفع العقوبات عن سوريا. إذ يسود في إسرائيل شك عميق بأن حكومة الشرع الجديدة ستتحول إلى قوة متطرفة أخرى مناهضة لإسرائيل. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الغارات تهدف إلى تدمير الأسلحة التي تعود إلى نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أطاح به الشرع، والحدّ من نفوذ النظام قرب الحدود الشمالية لإسرائيل. في المقابل، يُعد إعلان ترامب بشأن رفع العقوبات بمثابة تصديق على وعود الشرع بأنه سيكون مختلفًا، ويمثل له طوق نجاة اقتصاديًا هو في أمسّ الحاجة إليه. وعند النظر إلى مجمل خطوات الرئيس الأخيرة، يتضح مدى التحوّل الجذري، حتى مقارنة بفترته الرئاسية الأولى، حين كانت إسرائيل من أولى محطاته الخارجية. ففي تلك الزيارة، أعلن ترامب عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في خطوةٍ رمزية قوية أظهرت تضامنًا صريحًا مع نتنياهو، الذي كان بجانبه آنذاك. و هذا التحول الأخير أحدث صدمة داخل الأوساط الإسرائيلية. و ضجّت الصحف الإسرائيلية والعناوين العالمية بالتغطيات التي تعكس حالة القلق: «إسرائيل مُتجاهَلة من ترامب، تشعر بخيبة أمل وتصمت»؛ «تجاهل ترامب: ما الذي تعنيه تراجع مكانة نتنياهو العالمية لمستقبله السياسي في الداخل؟»؛ «البيت الأبيض يبعث إشارات ملل من نتنياهو»؛ «جولة ترامب في الشرق الأوسط تترك نتنياهو مرة أخرى على الهامش». و في الوقت الحالي، لا يبدو أن ترامب يعتزم تغيير مساره، رغم تأكيد مساعديه أن علاقته بنتنياهو لا تزال قوية. غير أن الرئيس لم يعد يتعامل مع إسرائيل باعتبارها الدولة التي لا غنى عنها في الشرق الأوسط، أو بوصفها الديمقراطية الوحيدة وسط محيط من الأنظمة الاستبدادية. و عسكريًا، تعتمد الولايات المتحدة على قواعد ضخمة في السعودية وقطر لفرض نفوذها في المنطقة، بما في ذلك قاعدة العديد الجوية الواسعة قرب الدوحة. ويسعى ترامب لتعميق العلاقات مع تركيا، العضو في حلف الناتو، والتي وجهت انتقادات حادة لحرب إسرائيل على غزة، و وصلت إلى حد التلاسن الشخصي بين نتنياهو والرئيس التركي. و اقتصاديًا، يرى ترامب في دول الخليج شركاء موثوقين، بثرواتهم، لعقد صفقاتٍ كبرى. ورغم رغبته في انضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، يبدو أنه أدرك أن ذلك غير ممكن في ظل استمرار الحرب في غزة. ولهذا، ركّز اهتمامه على إبرام صفقات اقتصادية مباشرة مع ولي العهد. وفي خطاب ألقاه بالرياض يوم الثلاثاء، أشاد ترامب بـ"المستقبل المشرق للشرق الأوسط"، وامتدح قادة "منطقة حديثة وصاعدة". و قال ترامب: "جيل جديد من القادة يتجاوز الصراعات القديمة والانقسامات المرهقة للماضي، ويصنع مستقبلًا تتعاون فيه شعوب من دول وديانات ومعتقدات مختلفة في بناء المدن، بدلًا من قصف بعضها البعض حتى الفناء". وقد أشار إلى إسرائيل بشكلٍ عابر فقط، وركز بدلًا من ذلك على قادة الخليج الذين وسّعوا بشكلٍ كبير، على حد وصفه، "روائع الرياض وأبوظبي البراقة" خلال العقد الماضي. وكان تركيز الخطاب ونبرته تحولًا جذريًا مقارنة بخطب الرؤساء الأمريكيين السابقين. أما بالنسبة لإسرائيل، وبالأخص لرئيس الوزراء نتنياهو، فإن هذا التحول يحمل دلالات بعيدة المدى. ومع ذلك، لم يُظهر نتنياهو حتى الآن أي اهتمام بتغيير نهجه في الحكم أو طريقة إدارته للصراعات مع حماس، أو إيران، أو سوريا، أو اليمن. وفي الوقت الذي كان فيه ترامب يجول الخليج واعدًا بمستقبل جديد للمنطقة، كانت القوات الإسرائيلية تصعّد من هجماتها على غزة، حيث شنّت غارة عنيفة استهدفت أحد قادة حماس البارزين، وردًا على صواريخ أُطلقت من غزة أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين قرب مدينة جباليا شمال القطاع. وخلال تصريحاته أثناء الجولة، أقرّ ترامب بخطر المجاعة المحدق بغزة، في وقت يواصل فيه القادة الإسرائيليون، بمن فيهم نتنياهو، التقليل من أهمية هذا التهديد. لكن، في المجمل، كان تركيز الرئيس منصبًّا في مكان آخر خلال جولته.