logo
‫ مستشارك النفسي.. أعيش بدون هدف

‫ مستشارك النفسي.. أعيش بدون هدف

العرب القطريةمنذ 6 أيام
د. العربي عطاء الله
أعاني من الوحدة والتردد والعيش في الحياة بدون هدف، لا توجد لدي شخصية سواء في الدوام أو في البيت، بدأت أتملل من روتين الحياة الممل والكئيب، يدعوني الناس دائما بـ (البلشتي)! أريد أن أصبح شيئاً مميزا لكن لا استطيع! ما الحل؟. أخوكم: مصطفى.
الإجابة /‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل مصطفى حفظك الله ورعاك، وقوَّى إيمانك وعزيمتك، وأشكرك على تواصلك معنا.
إذا كنت تريد أن تصنع الأمل، فلابد أن تُحدد هدفك في هذه الحياة، وهي أهم خطوة على الإطلاق لأن تحديد الهدف هو الذي يرسم مسار حياة الإنسان، ومهما بذلت من جهدٍ وتعبٍ ونصبٍ فإنك لن تُحقق شيئاً ما لم يكن قد حددت هدفك بدقة، إذاً:
- الخطوة الأولى التي يجب أن تقوم بها هي: أن تكتب هدفك أولاً.
-الخطوة الثانية هي: إتقانُ التخطيط، ولا يمكن أن تُحقق هدفك بدون تخطيط، وهذه سنَّةُ الله تعالى في خلقه، والتي تسري على كل الأهداف، سواءً كانت صغيرة أم كبيرة.
- الخطوة الثالثة: أن تكون إنسانا إيجابيا، فقد تجد بعض الأشخاص يضعون أهدافهم ويخططون لها، ولكن لا ينطلقون لتنفيذها لأنهم يُعانون من قيد السلبية والتشاؤم، وهذا سيشل فاعليتهم، ويعجزهم عن التقدم نحو تحقيق الأهداف وتحقيق الأمل، وما أحلى أن تكون نظرتك لكل الأمور إيجابية.
- الخطوة الرابعة: لابد أن تكتسب المهارات والقدرات، ولا تقل: إنني لا أستطيع فأنت لديك قابلية عالية في تعلم المهارات والقدرات، وتستطيع أن تكتسبها من الآخرين، وحضور دورات في تنمية الذات، والمشاركة في العمل الجماعي، ولا يمكن للإنسان أن يُحقِّق أكبر قدرٍ من الفاعلية إلا بإتقانه فن الجماعية، ومهارة التعاون الخلاَّق مع الآخرين.
وتتمثَّل هذه القدرات في ما يلي:
- مهارات إدارة الذات، مثل: إدارة الوقت، واتخاذ القرار.
- مهارات في الاتصال وبناء العلاقات.
- مهارات في إدارة العقل، مثل: التفكير، والذكاء، والتركيز.
- مهارات في إدارة العمل، مثل: التفاوض.
- مهارات نفسية، مثل: بناء الثقة بالنفس.
حاول أيضاً أن تُمارس تمرين الاسترخاء، حيث إنه يخفِّف عنك وطأة التفكير واضطراب الأنا، وتمارين الاسترخاء تُساعدكِ في التّغلب على القلق والتوتر: فاستلق في مكانٍ هادئٍ، وتأمل في شيءٍ جميل، ولا مانع أن تستمع لشيءٍ من القرآن من المسجل بصوتٍ مُنخفض، ثم بعد ذلك قم بغمض العينين، وفتح الفم قليلاً، ثم بعد ذلك خذ شهيقاً عميقاً عن طريق الأنف، ولابد أن يكون ببطء، وعملية الشهيق بالطبع هي إدخال الهواء بقوةٍ وبطء، ثم بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدةٍ قليلة، ثم بعد ذلك تأتي عملية إخراج الهواء وهي الزفير، ويجب أن يكون أيضًا بالقوة والبطء التي حدث بها الشهيق، وكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة، بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم، فهو يعتبرُ من التمارين الجيدة والمفيدة والتي تقوي النفس، كما أنها تزيل من الطاقات النفسية غير المرغوبة.
ممارسة التمارين الرياضية وبانتظام، فهذا يُخفف عنك التوتر والقلق الذي تعيشه.
أما بالنسبة لعلاقتك مع الآخرين، وانصرافهم عنك؛ فلا أريدك أن تعيش حياة تذمر، وتلوم نفسك أو أصدقاءك بأنهم السبب؛ لأنك بهذه الطريقة لن تُنجز شيئاً، ولن تكون فعَّالا في الحياة، فالذي يتذمَّر لا يتقدم، وهناك مهارات كثيرة للنجاح في العلاقات مع الآخرين، ولكن أساس النجاح في العلاقات هو الخلق الكريم، والصدق في التعامل.
وبالإضافة إلى ما ذكرت لك مطلوبٌ منك الآتي:
1- ثقتك بنفسك أنت الذي تبنيها، فلا تنتظر من أحد أن يدفعك، ومطلوبٌ منك النجاح، فاجعله نصب عينيك.
2- تعلم أن تكون حياتك منظمة، وذلك بوضع برنامج وخطة يومية وأسبوعية تسير عليها، وتستطيع تعليقها في مكانٍ خاص في غرفتك، وتسير عليها؛ حتى لا يكون عملك فوضوياً.
3- لابد أن تستشعر قيمة الحياة، ومسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه الآخرين.
4- الطاقات النفسية والجسدية تُولَّد عن طريق تقوية الإرادة، وتقوية الإرادة تأتي بالاهتمام، وأخذ المبادرات، والشعور بالمسؤولية.
5- حاول أن تنظم إدارة الوقت بصورةٍ صحيحةٍ فهي مهمة جدّاً لتقوية عزيمتك وزيادة حماسك، والمواظبة على ذلك، كما أنها تُزيلُ الخمولَ والكسل، ونقصد بإدارة الوقت أن يُحدِّد الإنسان خارطةً زمنيةً يومية، هذه الخارطة يمكن أن تُكتب، أو يمكن فقط أن يستذكرها الإنسان في عقله وخياله.
وبالله التوفيق.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

‫ «الدعوة» تواصل «تمكين لسرد القرآن المبين» بجامع الإمام
‫ «الدعوة» تواصل «تمكين لسرد القرآن المبين» بجامع الإمام

العرب القطرية

timeمنذ 6 ساعات

  • العرب القطرية

‫ «الدعوة» تواصل «تمكين لسرد القرآن المبين» بجامع الإمام

الدوحة - العرب تواصل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة بإدارة الدعوة والإرشاد الديني برنامج «تمكين لسرد القرآن المبين»، الذي ينظمه ويشرف عليه قسم القرآن الكريم وعلومه، وذلك بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، ويشهد البرنامج مشاركة واسعة وإقبالاً كبيراً من عموم الجمهور، حيث بلغ عدد المسجلين بالبرنامج (764) مشاركاً ينتمون إلى (36) جنسية، منهم «283» حافظاً لكتاب الله تعالى. وصرح السيد فهد أحمد المحمد رئيس قسم القرآن الكريم وعلومه بإدارة الدعوة والإرشاد الديني بأن البرنامج يستهدف عموم الجمهور من الذكور ممّن تتوافر فيهم الشروط وهي إتقان مقدار الحفظ الذي يشارك فيه والالتزام بضوابط البرنامج، ويقام يوم السبت من كل أسبوع خلال الفترة الصباحية، من 12 يوليو وحتى 30 أغسطس من الشهر الجاري. وأكد المحمد على أهمية مثل هذه المجالس التي تعيد إحياء رسالة المسجد، وتجمع حفظة القرآن الكريم لسرد محفوظهم من كتاب الله في مجلس واحد، مشيراً إلى أنه تم تقسيم البرنامج إلى ثمانية مسارات قرآنية، واعتماد «50» حلقة لسرد القرآن الكريم في جميع المسارات، والتي تيسر على المشارك سرد حفظه من القرآن الكريم وفق المسار المشارك فيه. والمسارات الثمانية هي: سرد سورة الكهف، سرد سورة البقرة، سرد الزهراوين (البقرة وآل عمران)، سرد (3) أجزاء، سرد (5) أجزاء، سرد ربع القرآن (من أول القرآن أو من آخره)، سرد نصف القرآن (من أول القرآن أو من آخره) في جلسة واحدة، سرد القرآن كاملاً (في مجلسين). ويقام البرنامج لمساري سرد القرآن الكريم كاملاً، وسرد نصف القرآن، من بعد صلاة الفجر الساعة 4:30 صباحاً وحتى 11:00 ظهراً، فيما تقام بقية المسارات الستة من الساعة 7 صباحاً إلى الساعة 11:00 ظهراً. وأضاف إن برنامج «تمكين لسرد القرآن المبين» يهدف إلى إعانة حفاظ القرآن الكريم على الضبط والإتقان، وسرد بعض الأجزاء في جلسة واحدة وفق مسارات متعددة، وشحذ الهمم وبث روح التنافس بينهم في سرد ما تيسر من كتاب الله، وكذلك إحياء المساجد بيوت الله تعالى بمجالس القرآن وتعاهده، إضافة إلى تأهيل الحفاظ للمشاركة في المسابقات القرآنية المحلية والدولية، وتوفير برامج نخبوية للموهوبين والمجتهدين في حفظ كتاب الله، وكل ذلك يثمر في ربط المجتمع بكتاب الله، وزيادة الإقبال على البرامج النافعة. وأوضح السيد فهد المحمد أن وزارة الأوقاف تحرص على استقطاب ومشاركة الشباب القطري في هذا البرنامج وقد سجل بالبرنامج (56) قطرياً، لافتاً إلى أن قسم القرآن الكريم وعلومه يسعى عبر هذه المجالس إلى حث أبنائنا المواطنين وخاصة الملتحقين بحلقات الإتقان للمشاركة ببرنامج تمكين، حيث إن الوزارة تولي هذه الفئة من الشباب أهمية قصوى؛ لنشهد مشاركة هذه النماذج الطيبة في المسابقات المحلية والمحافل الدولية، وعلى منصات التتويج والتكريم بالمراكز المتقدمة.

عندما تلتقي القوة بالحكمة: قراءة تحليلية في النص القرآني
عندما تلتقي القوة بالحكمة: قراءة تحليلية في النص القرآني

الجزيرة

timeمنذ 19 ساعات

  • الجزيرة

عندما تلتقي القوة بالحكمة: قراءة تحليلية في النص القرآني

في آفاق السماء السابعة، ينزّل الله سبحانه وتعالى كتابًا ليس كمثله كتاب، يحمل بين طياته سلطان العزة الإلهية وكمال الحكمة الربانية، وكأن الله جل جلاله أراد أن يُخبر العالمين عبر الزمان والمكان أن هذا القرآن هو تنزيل من العزيز الحكيم، يجمع بين قوة التأثير وعُمق المعنى، بين هيبة السلطان وجمال البيان. إن اقتران اسمَي الله ﴿العزيز الحكيم﴾ [الحشر: 24] في فواصل آيات التنزيل هو كشف رباني عن طبيعة هذا الكتاب العظيم وخصائصه الفريدة؛ فالقرآن عزيز في مقامه، قوي في تأثيره، غالب في حُجته، ممتنع في حفظه؛ وهو في الوقت نفسه حكيم في تشريعه، مُتقَن في نظامه، محكَم في بنائه، مُبدع في ترتيبه، وهذا التناغم العجيب بين العزة والحكمة في القرآن يُمثل إعجازاً فريداً لا نظير له في كل ما أنتجته البشرية من آداب وعلوم وحِكم. وإذا كانت الفواصل القرآنية هي المفاتيح الذهبية التي تفتح كنوز المعاني، وتكشف أسرار التوجيه الرباني، فإن اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في خواتيم آيات التنزيل يُشكل معماراً من معامر الإعجاز القرآني يستحق التأمل والتدبر، فكل مرة يُختتم فيها الحديث عن تنزيل القرآن بهذين الاسمين الجليلين، تتفتح أمام القارئ آفاق جديدة من الفهم والوعي بعظمة هذا الكتاب المبين. مفاتيح المفردات اسم الله ﴿العزيز﴾ يحمل في جوهره معاني القوة والغَلبة والمَنعة والشرف والعُلو، فهو سبحانه عزيز لا يُقهر، ولا يُغلب، ولا يمتنع عليه شيء، واسم الله ﴿الحكيم﴾ يدل على كمال الحكمة في الخلق والأمر، والإتقان في الصُنع والتدبير، ووضع الأشياء في مواضعها المناسبة بأكمل وجه. ولكن اقتران هذين الاسمين في سياق تنزيل القرآن يضيف دلالات فريدة لا تتحقق بذكر أحدهما منفرداً، فالعزة وحدها قد توحي بالقوة المجردة، والحكمة وحدها قد توحي بالعلم النظري، ولكن اقترانهما يُقدم صورة متكاملة لطبيعة القرآن: قوة موجهة بالحكمة، وحكمة مدعومة بالقوة، عزة لا تطغى، وحكمة لا تضعف، فإن اقتران العزة بالحكمة في صفات الله وفي خصائص كتابه يحقق التوازن المعجِز بين القدرة والعدالة، بين القوة والرحمة، بين الهيبة والجمال، فلا تكون عزة بلا حكمة فتصير جبروتاً، ولا حكمة بلا عزة فتصير ضعفاً. وهذا المعنى الإضافي الذي يحققه الاقتران ينعكس بوضوح على طبيعة القرآن الكريم، فهو كتاب يجمع بين قوة التأثير التي تخترق أقسى القلوب إن أرادت أن تفقه، وبين حكمة التوجيه التي تناسب كل زمان ومكان وحال. المواضع والسياقات يظهر اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في فواصل آيات التنزيل في مواضع محددة بدقة إلهية متناهية، تأتي في سياقات تحتاج تحديداً إلى هذا التوازن بين القوة والحكمة، أبرزها: الموضع الأول: ﴿تنزيل الكتاب من اللَّه العزيز الحكيم﴾ [الزمر: 1]، يأتي هذا الاقتران في مُفتتح سورة الزُمر التي تُركز على قضية العبادة الخالصة لله وحده، وبطلان عبادة الأوثان والوسطاء، ومقاومة الشرك والكفر، وهذا يحتاج إلى عزة تقهر الباطل، وحكمة تُرشد إلى الحق دون إفراط ولا تفريط. ومناسبة الفاصلة كذلك أن القرآن الكريم الذي يدعو إلى عبادة الله وحده، هو تنزيل من ﴿العزيز﴾ الذي لا يُقهر ولا يُغلب، فكيف يُعقل أن يدعو العباد إلى عبادة من هو أضعف منهم؟! وهو أيضاً تنزيل من ﴿الحكيم﴾ الذي يضع الأشياء في مواضعها، فالعبادة لله الرب الخالق وحده لا المخلوق، وهذا الافتتاح بتنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم يؤسس لكل ما سيأتي بعده من أحكام وتوجيهات، فهذه التوجيهات ليست آراء بشرية قابلة للنقاش والجدل، بل هي أحكام من العزيز الذي لا رادّ لحكمه، والحكيم الذي لا عيب في تشريعه. الموضع الثاني: ﴿وهو العزيز الحكيم﴾ [الحشر: 24] في ختام آيات الأسماء الحُسنى، يأتي هذا الاقتران في سياق فريد حيث تُذكر مجموعة كبيرة من أسماء الله الحُسنى، ثم يُختتم الحديث بـ ﴿له الأسماء الحسنىٰ يسبِّح له ما في السَّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم﴾، وهنا تتجلى مناسبة الفاصلة بوضوح، فكل هذه الأسماء الحُسنى وكل هذا التسبيح الكوني ينبع من عزة الله المطلقة وحكمته البالغة، كما أن السياق البعيد في سورة الحشر عن إجلاء بني النضير وما تضمنه من حكمة بالغة في التعامل مع الخائنين، وعزة ظاهرة في إنفاذ العدالة. تُحفز فاصلة ﴿العزيز الحكيم﴾ المؤمن على التمسك بالقرآن والدفاع عنه، لأنه يُدرك أن ما يحمله بين يديه ليس مجرد كتاب، بل هو سلاح "عزيز" قادر على هزيمة أعداء الحق، ومنهاج "حكيم" قادر على الهداية للتي هي أقوم وبناء الحضارة الربانية جواهر الفواصل ومناسباتها لعل أحد أسرار اختيار اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في فواصل آيات التنزيل يكمن في أن القرآن الكريم يستخدم في تأثيره وانتشاره وقبوله هذين العنصرين الأساسيين: القوة والحكمة، فالقوة وحدها قد تُكره الناس على الإذعان الظاهري دون الاقتناع القلبي، والحكمة وحدها قد تُقنع العقول دون أن تملك القدرة على تغيير الواقع، أما القرآن فهو كتاب "عزيز" يملك قوة التأثير والتغيير، و"حكيم" يملك عُمق المعنى وصحة التوجيه. فهو عزيز في مقاومته لكل محاولات التحريف والتبديل، عزيز في انتصاره على كل الفلسفات والمذاهب المنحرفة، عزيز في قدرته على اختراق أعتى القلوب وأقساها، وهو في الوقت نفسه حكيم في تدرجه في الهداية، حكيم في تنوع أسلوبه حسب المخاطبين، حكيم في توازنه بين الرحمة والعدالة. وهذا يُفسر سر نجاح القرآن في تحقيق ما عجزت عنه كل الكتب والفلسفات الأخرى، فهو لم يكن مجرد نظريات جميلة تُعجب العقول دون أن تُغير الواقع، ولم يكن مجرد قوة جامحة تُكره الناس دون أن تُقنعهم، بل كان مزيجاً مُعجِزاً من العزة والحكمة، مما مكنه من تغيير مسار التاريخ البشري تغييراً جذرياً في فترة زمنية قصيرة. ربط القلب بالله تعمل فاصلة ﴿العزيز الحكيم﴾ على ربط قلب المؤمن بالله من خلال تذكيره بأن هذا القرآن الذي يتلوه ويتدبره ليس كلاماً عادياً، بل هو كلام العزيز الذي لا يُقهر، والحكيم الذي لا يخطئ، وهذا اليقين يُولِّد في قلب المؤمن ثقة مطلقة بما جاء في هذا الكتاب، وتسليماً كاملاً لتوجيهاته وهداياته، وطمأنينة عميقة بأن من اتبع هذا الكتاب فلن يضل أبداً. إعلان في الوقت نفسه، تُحفز فاصلة ﴿العزيز الحكيم﴾ المؤمن على التمسك بالقرآن والدفاع عنه، لأنه يُدرك أن ما يحمله بين يديه ليس مجرد كتاب، بل هو سلاح "عزيز" قادر على هزيمة أعداء الحق، ومنهاج "حكيم" قادر على الهداية للتي هي أقوم وبناء الحضارة الربانية. التناسب والتكامل يُحقق اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ تكاملاً معنوياً بديعاً، حيث يُكمل كل اسم الآخر ويغطي جانباً لا يغطيه الآخر، فالعزة توفر القوة اللازمة للتأثير والانتشار، والحكمة توفر الصواب والعدالة اللازمين للقبول والإقناع، وهكذا يصير القرآن كتاباً لا نقص فيه، لا من جهة القوة ولا من جهة الحكمة. فهناك تلازم طبيعي بين العزة والحكمة في الصفات الإلهية، فالله جل وعلا لا يكون عزيزاً بقوة عمياء، بل بعزة موجهة بالحكمة، ولا يكون حكيماً بحكمة ضعيفة عاجزة، بل بحكمة مدعومة بالعزة، وهذا التلازم ينعكس على القرآن، فهو يجمع بين العزة والحكمة بطريقة طبيعية متناغمة. الإيقاع الصوتي يُحقق اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ إيقاعاً صوتياً جميلاً، يساعد على الحفظ والترتيل والتأثر، فالعزة تنتهي بصوت الزاي القوي الذي يناسب معنى القوة، والحكمة تنتهي بصوت الميم بعد المد بالياء، الذي يناسب معنى التأمل والتفكر، فجمال الفواصل القرآنية لا يكمن فقط في معانيها العميقة، بل أيضاً في إيقاعها العذب الذي يجعل تلاوته أحب إلى الأسماع من أجمل الألحان. تصحيح المفاهيم يصحح اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في آيات التنزيل مفهوم العلاقة بين القوة والحكمة في الفكر البشري؛ فكثير من الناس يتصورون أن القوة تتناقض مع الحكمة، وأن القوي لا يحتاج إلى الحكمة، وأن الحكيم لا يحتاج إلى القوة، ولكن القرآن يقدم نموذجاً مختلفاً تماماً، حيث العزة والحكمة تتكاملان وتتضافران لتحقيق أعظم التأثير وأبلغ النتائج. وهذا المفهوم يعمّق توحيد الأسماء والصفات، فالمؤمن يدرك أن الله تعالى ليس قوة قاهرة فقط، ولا حكمة نظرية مجردة، حاشاه جل في علاه، بل هو سبحانه "عزيز حكيم" يجمع بين كمال القدرة وكمال الحكمة، وهذا يُولّد في قلب المؤمن خشية من عزة الله، ومحبة وثقة في حكمته، وتسليماً مطلقاً لأمره ونهيه. فمن فهم اقتران العزة بالحكمة في صفات الله وفي خصائص كتابه، فقد فهم سر الإسلام وجوهر التوحيد، لأنه أدرك أن الله لا يأمر إلا بما هو حكيم، ولا يحكم إلا بما هو عادل، ولا يُشرع إلا ما فيه مصلحة العباد. تأثير الاقتران في القلب والروح يُحدث تدبر اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في النفس المؤمنة تأثيرات روحية عميقة متنوعة، منها: فمن جهة، يولّد شعوراً بالعزة والكرامة لأن المؤمن يدرك أنه يحمل كتاب العزيز، وأن هذا يجعله في موقع القوة لا الضعف، في موقع العزة لا الذل، {ولِلَّه العِزَّة ولرسوله وللمؤمنين ولكنَّ المنافقين لا يعلمون} [المنافقون: 8]. ومن جهة أخرى، يولّد شعورا بالطمأنينة والثقة لأن المؤمن يدرك أن ما يتبعه هو منهاج الحكيم، وأن هذا يضمن له الصواب في كل خطواته {فمنِ اتَّبع هُداي فلا يَضِلُّ ولا يشقى} [طه: 123] ويضمن له الخشوع الدائم وحياة القلب. ويولّد هذا الاقتران في النفس نوعاً خاصاً من الخشوع، وهو خشوع العزة لا خشوع الذل، خشوع المُحبّ المُعجب بجمال محبوبه وعظمته، لا خشوع الخائف المرتعب من جبروت ظالم، وهذا النوع من الخشوع يجعل العبادة متعة ولذة، لا تكليفاً وعبئاً. ويحيي تدبر هذا الاقتران القلب بطريقة خاصة، فالقلب يشعر بأنه متصل بمصدر القوة المطلقة والحكمة المطلقة، وهذا يُزيل عنه كل مشاعر الضعف والحيرة والقلق، ويصبح القلب مثل النهر الذي يستمد ماءه من منبع لا ينضب، فهو دائم الجريان، دائم العطاء، دائم النشاط. التربية السلوكية يُربي اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ في المؤمن سلوكاً متوازناً يجمع بين القوة والحكمة، فهو لا يكون ضعيفاً متهاوناً أمام الباطل بحُجة الحكمة، ولا يكون عنيفاً متسرعاً في مواجهة الخطأ بحُجة القوة، بل يجمع بين حزم العزيز ورِفق الحكيم في عبوديته لله. إعلان ويُعلّم هذا الاقتران المؤمن كيف يتعامل مع ربه بأدب يناسب عزته وحكمته، فهو لا يتجرأ على معصيته لأنه يدرك عزته، ولا ييأس من رحمته لأنه يدرك حكمته، وفي دعائه يجمع بين الإلحاح الذي يناسب عزة المدعو، والأدب الذي يناسب حكمته. وفي علاقاته مع الآخرين يطبّق المؤمن هذا الاقتران في تعامله مع الناس، فهو عزيز لا يقبل الذل ولا يرضى بالهوان، وحكيم لا يؤذي أحداً بغير حق، ولا يتعامل مع أحد بجهل، وهذا يجعله محبوباً محترماً بين الناس، قوياً في الحق، رحيماً بالخلق. يحتل اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ موقعاً متميزاً في المنظومة الشاملة لأسماء الله الحُسنى، فهو يمثّل التوازن المعجِز بين صفات الجلال وصفات الجمال، فالعزة من صفات الجلال التي توجب المهابة والإجلال، والحكمة من صفات الجمال التي توجب المحبة والإعجاب من حِكَم الاختيار من الملاحظات أن اسم الله ﴿العزيز﴾ يقترن في القرآن بأسماء مختلفة حسب السياق: فهو يقترن بـ ﴿الحكيم﴾ في آيات التنزيل، وبـ ﴿العليم﴾ في آيات الخلق والتدبير، وبـ ﴿الرَّحيم﴾ في آيات العفو والمغفرة، وهذا يكشف عن دقة متناهية في اختيار الأسماء المقترنة بحسب ما يناسب كل سياق. فاقتران ﴿العزيز﴾ بـ ﴿الحكيم﴾ في سياق التنزيل يناسب طبيعة القرآن الذي يحتاج إلى قوة لينتشر ويؤثر، وإلى حكمة ليُقنع ويُرشد، أما اقترانه بـ ﴿العليم﴾ فيُناسب سياق الخلق والتدبير، الذي يحتاج إلى قدرة وعلم، واقترانه بـ ﴿الرَّحيم﴾ يُناسب سياق العفو والمغفرة الذي يُظهر عزة الله في قدرته على العقوبة، ورحمته في اختياره للعفو. فإن تنويع الاقترانات في الأسماء الحُسنى يكشف عن بلاغة معجزة في اختيار كل اسم لما يناسبه من السياقات، بحيث يحقق كل اقتران معنى فريداً لا يحققه غيره. وفي جميع المواضع التي يقترن فيها ﴿العزيز﴾ بـ ﴿الحكيم﴾ في آيات التنزيل، نجد أن ﴿العزيز﴾ يأتي مُقدما على ﴿الحكيم﴾، وهذا له حكمة بلاغية عميقة، فتقديم ﴿العزيز﴾ يُشير إلى أن القرآن أولاً كتاب قوة وتأثير، وثانياً كتاب حكمة وإرشاد، وهذا يناسب طبيعة الدعوة الإسلامية التي بدأت باختراق القلوب بقوة التأثير، ثم رسّخت مواقعها بحكمة التوجيه. ومن جهة أخرى، فإن تقديم ﴿العزيز﴾ يُذكّر بأن القرآن ليس مجرد كتاب فلسفة وحكمة نظرية، بل هو كتاب قوة وتغيير وبناء، ودستور ودليل وهداية للعالمين، وهذا ما يُميزه عن كل الكتب الفلسفية والحِكمية الأخرى، التي قد تحمل حكمة ولكنها تفتقر إلى القوة اللازمة للتطبيق والتأثير. ومن الملاحظات الدقيقة أن القرآن يستخدم صيغاً مختلفة لأسماء الله الحُسنى حسب السياق؛ ففي آيات التنزيل نجد ﴿العزيز الحكيم﴾ بصيغة الصفة المُشبهة المعرفة بـ"الـ"، وفي مواضع أخرى نجد ﴿عزيز حكيم﴾ بصيغة النكرة، وكل صيغة لها دلالتها الخاصة التي تناسب سياقها، فصيغة ﴿العزيز الحكيم﴾ بالألف واللام تفيد معنى الحصر والتعريف، وكأنها تقول: هو العزيز الحقيقي الوحيد، والحكيم الحقيقي الوحيد، وهذا يناسب سياق إثبات أن القرآن من عند الله وحده لا شريك له. ويحتل اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ موقعاً متميزاً في المنظومة الشاملة لأسماء الله الحُسنى، فهو يمثّل التوازن المعجِز بين صفات الجلال وصفات الجمال، فالعزة من صفات الجلال التي توجب المهابة والإجلال، والحكمة من صفات الجمال التي توجب المحبة والإعجاب، واجتماعهما يحقق الكمال في العبودية: خشية من عزة الله، ومحبة لحكمته. تعلمنا أن الإيمان بالقرآن لا يكتمل إلا بالإيمان بأنه كتاب العزيز الحكيم، وأن هذا الإيمان يولّد في النفس ثقة مطلقة بصحة ما جاء فيه، وتسليماً كاملاً لتوجيهاته، ويقيناً راسخاً بأن من اتبعه فلن يضل أبداً وهكذا نصل إلى ختام هذه الرحلة التأملية في رحاب اقتران اسمي ﴿العزيز الحكيم﴾ في فواصل آيات التنزيل، وقد كشفت لنا هذه الدراسة عن كنوز من المعاني ودُرر من الحِكم، تؤكد أن القرآن الكريم معجزة متجددة في كل تفصيلة من تفاصيله، حتى في اختيار الفواصل وترتيب الأسماء. لقد رأينا كيف أن اقتران ﴿العزيز الحكيم﴾ ليس مجرد صيغة جميلة لختم الآيات، بل هو توصيف دقيق لطبيعة القرآن الفريدة، التي تجمع بين قوة التأثير وعُمق الحكمة، بين عزة المقام وجمال البيان، بين سلطان الحُجة وروعة الأسلوب. ورأينا كيف أن هذا الاقتران يحقق التوازن المعجِز الذي افتقرت إليه كل الكتب والفلسفات الأخرى، فهي إما قوة بلا حكمة فتصير جبروتاً، وإما حكمة بلا قوة فتصير عجزاً. وتعلمنا أن الإيمان بالقرآن لا يكتمل إلا بالإيمان بأنه كتاب العزيز الحكيم، وأن هذا الإيمان يولّد في النفس ثقة مطلقة بصحة ما جاء فيه، وتسليماً كاملاً لتوجيهاته، ويقيناً راسخاً بأن من اتبعه فلن يضل أبداً، واكتشفنا أن تدبر هذا الاقتران يُحدث نقلة نوعية في العلاقة مع القرآن، فالمؤمن لا يعود ينظر إليه كمجرد كتاب للقراءة، بل كسلاح عزيز لمواجهة تحديات الحياة، وكمنهاج حكيم لبناء النهضة الحضارية، وتعلمنا كيف نُطبق توازن العزة والحكمة في حياتنا اليومية، فنكون أعزاء في الحق لا نقبل الذل ولا نرضى بالهوان، وحُكماء في التعامل لا نؤذي أحداً بغير حق ولا نتصرف بجهل. وفي ختام هذه الدراسة، أدعو نفسي وكل مُحب للقرآن وطالب للحكمة إلى مواصلة التدبر في فواصل القرآن وأسماء الله الحُسنى الواردة فيها، فإن في كل فاصلة كنزاً من كنوز المعرفة، وفي كل اقتران سراً من أسرار الحكمة، والباب مفتوح لاستكشاف اقترانات الأسماء الحُسنى في فواصل القرآن، كاقتران "الغفور الرحيم" و"السميع العليم" و"العلي العظيم"، فإن في كل اقتران عالماً من الأسرار والحِكم، ينتظر من يكشف كنوزه ويُضيء دُرره. نسأل الله تعالى العزيز الحكيم أن يعيننا على تطبيق هذه المعاني في عبادتنا وسلوكنا، ليكون كل فرد منا قرآنا يمشي على الأرض، كما وصفت عائشة رضي الله عنها خُلق رسول الله ﷺ.

‫ «الدعوة» تختتم الدورة الصيفية الأولى لمركز النور القرآني التربوي
‫ «الدعوة» تختتم الدورة الصيفية الأولى لمركز النور القرآني التربوي

العرب القطرية

timeمنذ 2 أيام

  • العرب القطرية

‫ «الدعوة» تختتم الدورة الصيفية الأولى لمركز النور القرآني التربوي

الدوحة - العرب اختتمت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فعاليات برنامج الدورة الصيفية الأولى لطلاب مركز النور القرآني التربوي لعام 2025م، والتي استمرت نحو ثلاثة أسابيع خلال الفترة من 6- 23 يوليو، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى قبيل صلاة الظهر، وكرمت الإدارة جميع الطلاب المشاركين بالدورة؛ تقديراً لما بذلوه من جهد ومثابرة في إنجاز مقرر حفظ ومراجعة القرآن الكريم بالدورة وتشجيعاً لهم على التميز والإنجاز. وصرح السيد يوسف حسن الحمادي المشرف العام لمركز النور القرآني التربوي بأن الدورة الصيفية الأولى شارك بها 30 طالباً قطرياً من طلاب المركز المسجلين في الحلقات المسائية، والذين تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام إلى 16 عاماً. وقال إن الدورة الصيفية تهدف إلى استثمار فترة الإجازة الصيفية وشغل جزء من الوقت بما فيه النفع والفائدة لأبنائنا الطلاب، وحفظ كم من القرآن الكريم بمعدل صفحتين يومياً، إضافة إلى تعزيز جوانب البناء الإيماني والأخلاقي والقيمي لدى المشاركين، وبناء قدراتهم ومهاراتهم الذاتية في العديد من الجوانب التربوية والثقافية والسلوكية. وأضاف إن برنامج الدورة الصيفية للطلاب ينقسم خلال أيام الأسبوع الأربعة من الأحد إلى الأربعاء إلى ثلاثة أيام (الأحد والإثنين والأربعاء) لحفظ مقرر القرآن الكريم ومراجعة أكبر عدد من الأجزاء، وتعلم بعض المفاهيم القرآنية التي تنمي معارف الطلاب الدينية، وتم التركيز على قيمتي النظام والعزة، وخصص يوم الثلاثاء لبرنامج قيمي ترفيهي وزيارات ورحلات خارج مقر المركز، وذلك بالتعاون مع قوة الأمن الداخلي لخويا التي قدمت لهم دورة في الأمن السيبراني، إضافة إلى إتاحة ملعب كرة القدم وصالة الألعاب الرياضية للطلاب، وإدارة الدعوة والإرشاد الديني التي أتاحت مسبح مبنى المنح الدراسية للطلاب لتعلم السباحة وإضفاء جو من المتعة والفائدة البدنية. وثمن الحمادي جهود الطلاب المشاركين بالبرنامج الصيفي، خاصة الطلاب المتميزين الذين حققوا الأهداف المرجوة من النشاط الصيفي وأنجزوا مقرر الحفظ وزاد بعضهم بحفظ قدر إضافي، وهذا دليل على حرصهم على الاستفادة من الإجازة الصيفية في حفظ كتاب الله وتدبر آياته والتنافس المحمود فيما بين الطلاب. من جهته أوضح فضيلة الشيخ د. أحمد عبدالقادر الفرجابي المشرف التربوي والأسري لمركز النور القرآني التربوي، أن الطلاب القطريين المشاركين في الدورة الصيفية هم جزء من طلاب المركز الأساسيين المشاركين في حلقاته وبرامجه الدائمة، وأشار الى أن عددا ولفت د. الفرجابي إلى أن مركز النور يحرص كذلك ضمن نشاطه الدوري طوال العام بجانب تدريس القرآن الكريم على تدريس العقيدة والفقه والسيرة والآداب والقيم، وهناك مشاركات للطلاب في الكثير من الأنشطة، ولذا فهو يعد مركزا شاملا لتهيئة أبنائنا من الطلاب القطريين.وذكر الشيخ فهد محمد الحوصلي رئيس مركز النور القرآني التربوي أن برنامج الدورة الصيفية اتسم بالتنافس والجدية في الحفظ والمراجعة بين الطلاب، حيث استطاع الطالب بالمركز الأول في الحفظ إتمام نحو جزأين من الحفظ الجديد، وحفظ الطلاب من الثاني إلى الرابع جزءا ونصف الجزء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store