
"حماس" تتفق مع "ويتكوف" على وقف النار في غزة و"العدو الإسرائيلي" يُجهضه بالهجوم على "خان يونس" والمقاومة ترد بـ40 ألف مقاتل
في لحظة مفصلية من مفاوضات التهدئة المُعلنة بين 'حركة حماس' والمبعوث الأمريكي 'ستيفن ويتكوف'، أقدم الكيان الصهيوني على خطوة تصعيدية جديدة بإطلاق عملية عسكرية برية ضمن 'عربات جدعون' في خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة، وهو ما يُعتبر تهديداً صريحاً لإجهاض أي جهود متبقية للتوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي ودائم بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب الإبادية.
وأفادت مصادر فلسطينية، اليوم الاثنين، أن حركة المقاومة الإسلامية حماس توصلت مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى صيغة أولية لاتفاق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة قد تكون مؤشرًا على تهدئة محتملة بعد أشهر من العدوان الوحشي الذي خلف دمارًا هائلًا وتسبب في مقتل آلاف الفلسطينيين، بينهم مئات الأطفال والنساء.
وتتضمن الصيغة التي تم التوصل إليها وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتضمن انسحابًا إسرائيليًّا جزئيًّا من بعض المناطق الحيوية في القطاع، خاصةً من طريق صلاح الدين، بما في ذلك مفترق نتساريم جنوب مدينة غزة، ومحور موراغ في شمال رفح، والتجمعات السكانية ، وهو ما أكده مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات الجارية برعاية أمريكية – مصرية – قطرية.
كما يشمل الاتفاق المقترح إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، يتم الإفراج عن خمسة منهم في اليوم الأول للاتفاق، وخمسة آخرين في اليوم الستين، وفي المقابل سيتم الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، من ضمنهم مئات المحكومين بالمؤبدات والمُعتقلين منذ سنوات طويلة.
وأكد مسؤول فلسطيني مقرب من حركة حماس لوكالة 'رويترز'، أن الحركة وافقت على مقترح المبعوث الأمريكي، وأن الوسطاء بدأوا في إجراء مفاوضات غير مباشرة حول بنود الهدنة الطويلة الأمد وإدارة المرحلة الانتقالية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الطرفين يعملان على تفعيل لجنة إسناد مجتمعي مستقلة لإدارة الشأن الإنساني والاقتصادي في القطاع بعد وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، كشفت وكالة الصحافة الفرنسية عن وجود عرض جديد لوقف إطلاق النار تم تقديمه من قبل الوسطاء، يتضمن هدنة مدتها 70 يومًا والإفراج عن الأسرى الصهاينة مقابل انسحاب جزئي من مناطق متقدمة في قطاع غزة، وهو ما يُعد تطورًا لافتًا في المفاوضات الجارية تحت ضغوط دولية متزايدة. الاحتلال يُجهض الاتفاق بإعلانه الهجوم على خان يونس
في رد فعل سريع، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم نفسه، عن بدء عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة ضمن 'عربات جدعون'، تستهدف بشكل أساسي محافظة خان يونس ومنطقة رفح الجنوبية، في تصعيد خطير يتناقض تمامًا مع الجهود الدولية الرامية إلى وقف الحرب.
ودفع الكيان الصهيوني بتعزيزات كبيرة نحو المنطقة، وأصدر إنذارًا متحدث جيشه ووسائل التواصل الاجتماعي، يطلب من سكان خان يونس والقرارة وبني سهيلا وعبسان الإخلاء الفوري شرق المحافظة، وتشريد الآلاف مرة أخرى نحو منطقة المواصي غربًا، وهي منطقة كانت قد شهدت في وقت سابق عمليات إبادة جماعية ومجازر بشعة.
وقال المتحدث باسم جيش العدو، أفيخاي أدرعي، في منشور رسمي: 'إلى سكان خان يونس وبلدات بني سهيلا وعبسان والقرارة.. الجيش الإسرائيلي يشن هجومًا غير مسبوق، ولذلك يجب عليكم الإخلاء الفوري غربًا نحو منطقة المواصي'، مؤكدًا أن المنطقة أصبحت 'منطقة قتال خطيرة'، وفق زعمه.
الإنذار جاء في ظل قصف مدفعي وجوي كثيف طال مدارس ومنشآت مدنية، وأدى إلى استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا في الساعات الأولى من العملية، بينهم 36 راحوا ضحية غارة على مدرسة بحي الدرج وسط مدينة غزة ، في مشهدٍ تكرر مرارًا وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 80% من مساحة القطاع تحولت إلى مناطق مغلقة لا يمكن النزوح إليها ، مما يجعل هذا الإنذار الجديد مجرد ذريعة لتوسيع دائرة القتل والتدمير. المقاومة تعاود التحرك.. 40 ألف مقاتل وصواريخ تُربك العدو
وفي ردٍ مباشر على الهجوم البري، بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، في استهداف التعزيزات الإسرائيلية المتوغلة في خان يونس وبيت لاهيا، عبر تنفيذ عمليات قنص، وتفجير عبوات ناسفة، واستهداف آليات ودبابات بصواريخ الياسين 105، في مؤشرٍ واضح على أن المقاومة لم تضعف بل تعززت خلال الشهور الثمانية الماضية.
وبحسب موقع 'واللا' العبري، فإن الاحتلال يتخوف بشدة من دخول المعركة البرية الكاملة، خاصةً مع تقديراته باستعداد نحو 40 ألف مقاتل فلسطيني داخل القطاع، وامتلاكهم مئات الصواريخ القادرة على استهداف المدن المحتلة مثل عسقلان وسديروت.
وأكد الموقع أن الاحتلال يخشى من إعادة تجربة السنوات السابقة، حيث تم استدراج القوات الإسرائيلية إلى الأنفاق والمواقع المحصنة، وحدثت خسائر بشرية ومادية كبيرة ، وهو ما يزيد من حالة التردد داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية، رغم الضغوط السياسية التي يمارسها نتنياهو لتوسيع العملية حتى 'إعادة احتلال كامل غزة'. الولايات المتحدة تُعد لصفقة جديدة
في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة 'يسرائيل هيوم' العبرية أن الإدارة الأمريكية تعمل على بلورة مقترح جديد لصفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وربما سيتم طرحه خلال الأيام المقبلة.
وأشارت المصادر إلى أن مسؤولين أمريكيين يسعون لاحتواء التصعيد عبر تقديم حلول عملية تُرضي الطرفين، لكنها تواجه معارضة داخلية في إسرائيل، خصوصًا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يصر على الاستمرار في العدوان وفرض شروطه التعجيزية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح في وقت سابق أنه يجري اتصالات مباشرة مع إسرائيل بشأن وقف الحرب، وتوقع أنباءً سارة في ملف التفاوض مع حماس ، ملمحًا إلى أن الولايات المتحدة ربما تكون قريبة من ترتيبات تُنهي الصراع في غزة، أو على الأقل تُخفف من حدته. رفض إسرائيلي وتمسك بالاحتلال
في المقابل، أكد نتنياهو، الذي تلاحقه مذكرات اعتقال دولية، أن العدو لن يتوقف عند حدود وقف إطلاق النار الجزئي، بل يستهدف إعادة احتلال كامل قطاع غزة و'نزع سلاح المقاومة'، وهو ما رفضته حماس وفصائل المقاومة الأخرى، التي شددت على أن أي اتفاق يجب أن يرتبط بوقف كامل للعدوان وانسحاب إسرائيلي شامل، وليس مجرد تجميد مؤقت للقتال.
كما أعربت الحركة عن استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، لكنها شددت على أن ذلك لن يكون قبل إنهاء الحرب ورفع الحصار وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية والكهرباء والماء والدواء. هل تنجح المفاوضات؟ أم أن الحرب تتجه إلى تصعيد جديد؟
بين تصاعد وتيرة القتال في خان يونس، وتحديثات الحوثيين في اليمن، يبدو أن الجهود الدولية تسير على حافة انفجار سياسي وعسكري كبير، حيث تسعى واشنطن وراء الكواليس إلى إيجاد مخرج للعدوان قبل أن يتحول إلى كارثة استراتيجية أكبر، تطال الاقتصاد الإسرائيلي والدعم الدولي له.
إذ لم تكن المواجهة في غزة فقط هي التي تُربك الكيان الصهيوني، بل أيضًا التهديدات المستمرة من الجبهة اليمنية، حيث تستمر القوات اليمنية اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على مطار اللد المسمى صهيونيا 'مطار بن غوريون'، كما أدرجت ميناء حيفا لبنك الأهداف اليمنية ضد العدو الإسرائيلي رداً على التصعيد في غزة.
وأكدت صحيفة 'غلوبس العبرية' أن الشركات الملاحية الكبرى بدأت بتحويل مساراتها بعيدًا عن الموانئ الإسرائيلية، خصوصًا ميناء حيفا، نتيجة التهديدات الحوثية المتكررة، وهو ما يُظهر أن الحرب لم تعد مقتصرة على غزة، بل تحولت إلى صراع إقليمي يشمل البحر المتوسط والبحر الأحمر.
وأمام هذه الوقائع، تبقى المقاومة الفلسطينية واليمنية نموذجًا جديدًا لحروب المواجهة، حيث تُسقط الجغرافيا التقليدية للمعارك، وتنقل الصراع إلى مساحة أوسع، تشمل الموانئ والمطارات والبنية الاقتصادية للكيان، ليصبح واضحًا أن العدو لم يعد يملك السيطرة الكاملة على سماءه ولا بحره، ناهيك عن أرضه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 7 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
"القسام" تستهدف ناقلة جند اسرائيلية شرقي خانيونس
غزة - سبأ: أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استهدافها ناقلة جند إسرائيلية في منطقة الفخاري شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت القسام في بلاغ عسكري، اليوم الأربعاء: إن "مجاهديها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال، استهداف ناقلة جند صهيونية بقذيفة "p-29" الاثنين الماضي، في منطقة الفخاري شرقي خان يونس". وأوضحت أن مجاهديها رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء في منطقة الفخاري. وتواصل القسام تصديها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى"، ومواجهة العدوان المستمر منذ أكثر من عام ونصف. ومنذ 18 مارس الماضي، استأنفت "إسرائيل" حرب الإبادة على غزة، متنصلة من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حماس استمر 58 يومًا منذ 19 يناير 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم أمريكي.


26 سبتمبر نيت
منذ 8 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
"القسام" تستهدف ناقلة جند اسرائيلية شرقيخانيونس
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استهدافها ناقلة جند إسرائيلية في منطقة الفخاري شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استهدافها ناقلة جند إسرائيلية في منطقة الفخاري شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت القسام في بلاغ عسكري، اليوم الأربعاء: إن "مجاهديها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال، استهداف ناقلة جند صهيونية بقذيفة "p-29" الاثنين الماضي، في منطقة الفخاري شرقي خان يونس". وأوضحت أن مجاهديها رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء في منطقة الفخاري. وتواصل القسام تصديها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى"، ومواجهة العدوان المستمر منذ أكثر من عام ونصف. ومنذ 18 مارس الماضي، استأنفت "إسرائيل" حرب الإبادة على غزة، متنصلة من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حماس استمر 58 يومًا منذ 19 يناير 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم أمريكي.


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 14 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
صحيفة سويسرية: الإمارات أفضل حليف عربي للاحتلال الإسرائيلي
متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية// في ظل تصاعد الانتقادات الأوروبية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، تُواصل الإمارات العربية المتحدة تعزيز علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً التزامها بالتطبيع الذي بدأ مع توقيع اتفاقيات إبراهيم في عام 2020، حيث تشير تقارير إلى أن أبوظبي تخطط للعب دور محوري في ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، مستفيدةً من علاقاتها الوثيقة مع تل أبيب. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة 'NZZ' السويسرية بقلم الكاتب رويرت هوفر، تعتبر الإمارات 'أفضل حليف عربي لإسرائيل' وتُظهر 'إخلاصًا غير مشروط' لها، على الرغم من الضغوط الدبلوماسية المتزايدة من الدول الأوروبية على تل أبيب بسبب العمليات العسكرية في غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن حكام الخليج، وخاصة الإمارات، يرون في الضربات الإسرائيلية ضد حماس، خطوة إيجابية، نظرا لرفضهم للإسلاميين واهتمامهم بالاستقرار والصفقات الاقتصادية. وتظهر البيانات أن العلاقات بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي قد تطورت بشكل ملحوظ منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم، فقد تجاوز حجم التجارة الثنائية غير النفطية بين البلدين 6 مليارات دولار منذ عام 2020، مع توقعات بزيادة هذا الرقم إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2030. كما استثمرت صناديق الثروة السيادية الإماراتية في قطاعات استراتيجية في الداخل الإسرائيلي، بما في ذلك شراء حصة 22% في حقل تمار للغاز الطبيعي بقيمة 1.1 مليار دولار. على الصعيد الأمني، تعاونت الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي في مجالات الدفاع والتكنولوجيا، بما في ذلك تطوير أنظمة دفاع جوي مشتركة ومشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد زودت الاحتلال الإسرائيلي الإمارات بأنظمة دفاع جوي متقدمة بعد الهجمات التي تعرضت لها أبوظبي من قبل القوات المسلحة اليمنية في عام 2022 . وأشارت التحليلات إلى أن الإمارات قد تلعب دورًا مهمًا في ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، نظرًا لعلاقاتها الوثيقة مع الاحتلال الإسرائيلي وقدرتها على التوسط بين الأطراف المختلفة.