logo

تقترب الساعات لوداع سيِّد العشق!منال العزي

ساحة التحرير٢٤-٠٢-٢٠٢٥

تقترب الساعات لوداع سيِّد العشق!
منال العزي*
تفصلُ بيننا وبين وداعك ساعاتٍ قليلة وكأن القلوب بلغت الحناجر ترقُب ذلك التوديع الذي سيكون حملاً ثقيلاً على الأرواح، شهيد النصر وقربان الفداء الأمين العام السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه، لم تكن أمينًا وقائدًا فحسب بل كنت أمةً وقرآنًا يتجسد في الحياة وذلك الأثر الذي تركته في النفوس ليس إلاّ من فيض القرآن الذي جسدتَّه أنت فوجدناه عملاً تستقيم به الحياة.
يستعد جميعهم لتوديع ذلك النجم المضيء، حفيد المصطفى العدنان صلوات الله عليه وع آله والقلوب تعتصر ألم الرحيل، ولكنها تتصبر وتقوى عندما تعيد سماع كلماته العظيمة التي تصنع نفوسًا قوية، وتدفع إلى ساحات وميادين القتال
كلُ سيِّدٍ يُستشهد تكون له محطات عظيمة من الجهاد والوفاء وهاهو صاحب المحطات العظيمة سيُرفعُ نعشه على الأكتاف لترتوي الأرض من دموع العاشقين المُودعين، وتزداد القلوب حميًّةً، وتُرفع الأيادي معاهدةً على نفس المسير والخطى نحن بعد السيِّد وإن قتلنا جميعًا في هذا الطريق، فالأحرار دائمًا لا يضعفون إن ذهب قائدهم بل يكونون هم القادة من بعده، ودمه يشعل فيهم إصرار الأخذ بالثأر والوصول إلى الغاية التي رسمها وخطها بمنهج الله لهم.
عظماء أهل البيت عليهم السلام، يتساقطون في ساحات الجهاد والمعركة واحدًا تلو الآخر وصدق الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه عندما قال: 'من أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماؤها'فعلاً خسارة جدًا على هذه الأمة أن تفقد العظماء الأولياء الأطهار وأحدًا تلو الآخر ابتداءً من استشهاد كعبة التضحيات الإمام علي عليه السلام ووصولاً إلى الأحداث التي نحن فيها وعظماؤنا يرتقون إلى سُلَّم العروج إلى السمآء.متى تصحو الأمة، ويصحو ضميرها الميِّت المُعشعش في السباات؟!، وتنهض لمواجهة أعدائها والالتفاف حول أعلامها فتكون حاضنةً لهم، لا مضحيَّةً بهم لأعدائها بايعةً خاينةً لهم!! متى ؟!!
نحن لا نهزم عندما ننتصر ننتصر وعندما نُستشهد ننتصر تلك هي القاعدة التي سار عليها قائدنا وأميننا ونسير نحن عليها من بعده، شهيد الحق الذي نطق بالحق رغم خذلان الساكتين وخيانة المطبعين، لم يخف ولم يجبن كما فعل الأغلبية، بل تحدى وقاوم وصدّ وجاهد حتى كان آخر تضحيةً له هي روحه الطاهرة الزكية فداءً للقدس وفلسطين وفداءً للأمة بكلها.
من بين زحام المُودعين ستُرفع أصوات الوفاء والمعاهدة، وتُسطَر أحرف الصدق، بأن ذلك الخط الذي رسمه وضحى من أجله وفي سبيله سيكون هو ذاته الخط والمنهج لكل الأحرار الشرفاء الأوفياء، فتلك الأفواج الغفيرة من كل صوبٍ وبلد تلهَّفت مسرعةً للوصول إلى المكان الذي يحوي ذلك الجسد الطاهر الشريف لترسم لوحة الصدق والوفاء وتعاهد معاهدة الشرفاء بأنه سيظل روحًا تُسكن، ومنهاجًا يُقتدى، ونفسًا طاهرة، ونبضًا حيًّا في كل قلبٍ وفي كل وجدان.
ليس كأي أحدٍ هو إنه القائد والمربي، عشق القلوب وطيبها، مزكيها، ودليلها إلى النور والهدىستُكتب في قلوب اليمنيين يوم وداعك جُمل العشق الأبدي، وصدق الوفاء المحمديّ، يابن فاطمةٍ، وحسين زماننا، سيُسجِل يوم رحيلك مواقف البطولة والرجولة التي صنعتها وغرستها في نفوس اليمنيين، لن ينسى لك التاريخ أعظم ماقدمته، وستكون أنت لائحة النصر والقوة في زمن الخذلان والأنبطاح والولاء المخزيّ لليهود والنصارى، ستكون أنت ياسيّد الأمة عنوان الشرف لمن يعرفه، والعزُّ لم يجهله، ولا خوف ولا قلق عليك فأنت ممن باع نفسه من ربه وربح البيع والمُشترى، فهنيئًا لك مانلته، ولهفُ أرواحنا إلى اللحاق بك ونيل شرف الفوز الذي ارتقيته.
اتحادكاتبات اليمن
‎2025-‎02-‎25
The post تقترب الساعات لوداع سيِّد العشق!منال العزي first appeared on ساحة التحرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ستحرر فلسطين بمنطق المقاومة كما في خرمشهر
ستحرر فلسطين بمنطق المقاومة كما في خرمشهر

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 10 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

ستحرر فلسطين بمنطق المقاومة كما في خرمشهر

إن قول الإمام الخميني بأن الله هو من حرّر خرّمشهر يعني أنه إن جاهدتم فإن القدرة الإلهية ستساندكم. لن يُهزم جيش تكون ذخيرته وسنده القدرة الإلهية. ستُحرّر فلسطين أيضا بهذا المنطق. لن يظل أي شعب مستضعفا بهذا المنطق. ~ الإمام الخامنئي في مراسم تخريج دفعة من الطلبة الجامعيين الضباط في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) 2016/05/23.

الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن السنين الخداعة عشية الظهور الشريف… أغنام تثور على الرعاة نصرة لأنياب الذئاب وأضراس الضباع
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن السنين الخداعة عشية الظهور الشريف… أغنام تثور على الرعاة نصرة لأنياب الذئاب وأضراس الضباع

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 18 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن السنين الخداعة عشية الظهور الشريف… أغنام تثور على الرعاة نصرة لأنياب الذئاب وأضراس الضباع

التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!

مستقبل حزب الله
مستقبل حزب الله

موقع كتابات

timeمنذ 19 ساعات

  • موقع كتابات

مستقبل حزب الله

في قلب العاصفة اللبنانية، ومع تصاعد رياح التحولات الإقليمية، يقف حزب الله أمام مفترق طرق تاريخي. لم تعد المسألة متعلقةً فقط بخطاب المقاومة، بل باتت مسألة بقاءٍ، وهويةٍ، وشرعيةٍ داخل بيتٍ يتصدّع من الداخل وتحيط به الشكوك من الخارج. في سبتمبر 2024، سقطت قامة الحزب الكبرى، حسن نصر الله، ثم تبعه اغتيال هاشم صفي الدين، الرجل الذي وُصف بالظلّ الثقيل لخليفة الأمين العام. ومع هذا الغياب القيادي المفاجئ، تفجّرت الخلافات، وبرزت الانقسامات التي كانت تختبئ طويلاً خلف خطاب الوحدة والانضباط. تَشظّى الحزب إلى جناحين متصارعين: الجناح الأول تمثّله شخصيات متجذّرة في العقل العسكري والأمني للحزب، وعلى رأسها 'الشبح' طلال حميّة، رجل الظلّ الذي قاد 'الوحدة 910' المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. هذا الجناح يتمسّك بصلب العلاقة مع إيران، يرى في طهران ليست فقط الداعمة، بل المرجعية، والمصدر العقائدي والمالي والاستراتيجي. الجناح الثاني يقوده الشيخ نعيم قاسم، الرجل الذي ارتدى عباءة القيادة بعد نصر الله، لكنه لم يرث كاريزماه ولا صلابته. قاسم يدفع نحو براغماتيةٍ سياسية، ينادي بتقليص التورط الإقليمي، ويدعو لتقاربٍ محسوبٍ مع بعض الدول العربية، علّه يخفف عزلة الحزب ويُنعش بيئته المنهكة. بين هذين الجناحين، يقف وفيق صفا، رجل العلاقات المعقّدة، الذي يعرف كيف يدير الأمن والسياسة في آن. يحاول أن يوازن بين التوجهين، لكنه لا يملك بعدُ قوة الحسم. أما البيئة الحاضنة، فلم تعد كما كانت. فالدخان المتصاعد من حرب 2024 لم يُخمده وعدٌ بالمقاومة. الضاحية الجنوبية، صور، النبطية، والهرمل بدأت تُعبّر عن ضجرها. النسبة المتدنية في الانتخابات، الاحتجاجات التي خرجت من داخل المعاقل، والتذمّر من الخدمات والفساد… كلها رسائل واضحة: الصمت لم يعد ولاءً، والتذمّر لم يعد خيانةً. فأيّ مستقبلٍ ينتظر حزب الله؟ هل يعود إلى الداخل اللبناني، حزباً سياسياً له جمهور، ومكانٌ في البرلمان لا في الجبهات؟ أم يُعيد الاصطفاف مع محوره الإقليمي، ويُغلق أذنيه عن أصوات أهله؟ هل تتغلب لغة البندقية، أم لغة البراغماتية؟ وهل الحزب الذي اعتاد القيادة من فوق، قادرٌ على قبول صوتٍ من القاعدة؟ الجواب، كما هو الحال في لبنان، ليس قراراً استراتيجياً فقط… بل معركةُ بقاءٍ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store