
آراء تعوزها البراءة
«أهل مكة أدرى بشعابها»، ورغم ذلك فإننا على غير العادة، ننظر بتوجس وريبة إلى العدد الأكبر من الآراء التي يعلنها زملاء المهنة، قد يقبل الفنان على مضض رأياً يكتبه ناقد، غير أنه لا يتسامح أبداً، لو أن هذا الرأي منسوب إلى فنان ينتمي إلى القبيلة نفسها، تستمع إلى لسان حاله يقول: «اللي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة»، وفي العادة يرد الطرف الآخر: «بيتي من فولاذ»، وتبدأ المعركة التي تنتقل من القذف بالكلمات إلى الضرب باللكمات.
أتذكر في منتصف التسعينيات، سألت يحيى الفخراني عن رأيه في نجومية عادل إمام، وهل يتمنى أن تحقق أفلامه إيرادات عادل؟
أجابني الفخراني: «أتمنَّى طبعاً، ولكن بطريقتي»، لم يتعامل عادل مع رأي الفخراني ببساطة، رد ساخراً: «يعني إيه بطريقتي، الناس هي التي تختار وتحدد المواصفات، لا أحد يقول للجمهور حبني بهذه الطريقة وإلا فلا».
في عام 1984، كان نور الشريف عضواً في لجنة تحكيم مهرجان «قرطاج» السينمائي الدولي، بدولة تونس، وشارك فيلمان مصريان في المسابقة، كان التنافس على جائزة أفضل ممثل، بين عادل إمام، بطل فيلم «حتى لا يطير الدخان»، ويحيى الفخراني بطل «خرج ولم يعد».
ومن الواضح أنَّ هناك من سرَّب ما حدث في كواليس المناقشات، كانت المعلومة التي أغضبت عادل، عندما قالوا له، إن نور الشريف انحاز إلى الفخراني على حسابه، ومنحه صوته، وظل عادل ونور منذ ذلك التاريخ في حالة برود فنية وشخصية، ولم يلتقيا أمام الكاميرا، إلا بعدها بنحو عشرين عاماً في «عمارة يعقوبيان».
الغريب أن فريد شوقي الذي كان يشارك أيضاً في بطولة «خرج ولم يعد»، كان يرى أنه أحق من عادل ويحيى، بجائزة «التانيت الذهبي» لأفضل ممثل، غير أن غضب فريد شوقي لم يتجاوز أكثر من أيام أو ساعات، وبعدها نسي أساساً، أنه كان غاضباً!
من المعارك التي عايشتها عن قرب، تلك التي اشتعلت بين الكاتبين الكبيرين وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة، بعد عرض مسلسل «العائلة» منتصف التسعينيات، أعلن أسامة في حوار صحافي أن المسلسل، مباشر في توجهه ويقدم رسائل يعوزها الإيحاء الفني، وتم تنفيذه بناء على توجيهات الدولة، بالطبع لم يتعامل وحيد بحسن نية مع عكاشة، وفتح عليه النيران، وبعد سنوات هدأت المعركة، كان وحيد ملكاً متوجاً للدراما السينمائية، بينما عكاشة كان يضع فوق رأسه تاج الدراما التلفزيونية، بين الحين والآخر كان كل منهما له إطلالة على مملكة الآخر، أسامة يكتب أفلاماً، ووحيد مسلسلات، وحدث التراشق، غير أن المعركة لم تستمر طويلاً، ومع الزمن تصالح القطبان.
كنت شاهداً على توتر المشاعر بين المخرج المصري يوسف شاهين والمخرج السوري مصطفى العقاد، الذي قدم فيلمي «الرسالة» و«عمر المختار»، وكان يترقب إنتاج فيلم عن القدس وصلاح الدين الأيوبي، وعندما يقولون له يوسف شاهين قدم فيلم «الناصر صلاح الدين»، تأتي إجابته، أن الفيلم الكوميدي «الهزلي» الذي لعب بطولته محمد سعد «اللمبي»، أفضل فنياً عشرات المرات من فيلم يوسف شاهين، على الجانب الآخر كان شاهين كثيراً ما يتشكك في موهبة العقاد ويعتبره مجرد أكذوبة، وما قدمه مجرد فرقعات سينمائية.
لم يغير يوسف رأيه، إلا بعد رحيل العقاد، ورثاه باعتباره من أفضل المخرجين العرب والأدرى بشعابها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 4 ساعات
- عكاظ
يحيى الفخراني على قدم وساق في بروفات مسرحيته «الملك لير».. تعرف على موعد العرض
يعكف الفنان المصري الكبير يحيي الفخراني، على بروفات مكثفة لمسرحيته «الملك لير»، والتي تُجرى على خشبة المسرح القومي بالعتبة، استعدادًا لافتتاح العرض الأول أمام الجمهور مع نهاية الشهر الجاري. وحرص وزير الثقافة في مصر الدكتور أحمد فؤاد هنو، على حضور جانب من بروفات العرض المسرحي «الملك لير»، معرباً في بيان صحفي، عن بالغ سعادته بعودة يحيى الفخراني للوقوف على خشبة المسرح القومي، مؤكدًا أن الفخراني رمز من رموز الإبداع الأصيل، بما يملكه من موهبة فريدة ومسيرة استثنائية. من جانبه، وجّه النجم يحيى الفخراني الشكر لوزير الثقافة على دعمه الكامل، وحرصه على متابعة جميع مراحل الإعداد للعرض، مؤكدًا أن «الملك لير» يحمل له مكانة خاصة في تاريخه الفني. ويعود يحيى الفخراني من جديد إلى المسرح من خلال تقديم رائعة شكسبير الملك لير، وذلك ضمن إنتاج فرقة المسرح القومي التابعة للبيت الفني للمسرح، برئاسة الدكتور أيمن الشيوي، ومن إخراج الفنان شادي سرور. تدور أحداث المسرحية حول الملك لير الذي قرر أن يوزع ممتلكاته علي بناته الثلاث، ولأن ابنته الصغرى لم تشأ أن تنافقه فقد حرمها من نعمه، وأثناء توزيعه لثروته اشترط أن يقيم مع كل واحدة من بناته لفترة معينة، غير أن ابنتيه الكبيرتين تقرران الاستيلاء علي كل شيء وتطردان والدهما. بينما يعد مسلسل عتبات البهجة، آخر أعمال يحيى الفخراني الدرامية، الذي عرض في رمضان 2024، وشارك في بطولته كل من جومانا مراد، صلاح عبدالله، سما إبراهيم، خالد شباط، وفاء صادق، عنبة، صفاء الطوخي، هنادي مهنا، علاء زينهم، علاء مرسي، وبسنت أبو باشا. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
آراء تعوزها البراءة
«أهل مكة أدرى بشعابها»، ورغم ذلك فإننا على غير العادة، ننظر بتوجس وريبة إلى العدد الأكبر من الآراء التي يعلنها زملاء المهنة، قد يقبل الفنان على مضض رأياً يكتبه ناقد، غير أنه لا يتسامح أبداً، لو أن هذا الرأي منسوب إلى فنان ينتمي إلى القبيلة نفسها، تستمع إلى لسان حاله يقول: «اللي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة»، وفي العادة يرد الطرف الآخر: «بيتي من فولاذ»، وتبدأ المعركة التي تنتقل من القذف بالكلمات إلى الضرب باللكمات. أتذكر في منتصف التسعينيات، سألت يحيى الفخراني عن رأيه في نجومية عادل إمام، وهل يتمنى أن تحقق أفلامه إيرادات عادل؟ أجابني الفخراني: «أتمنَّى طبعاً، ولكن بطريقتي»، لم يتعامل عادل مع رأي الفخراني ببساطة، رد ساخراً: «يعني إيه بطريقتي، الناس هي التي تختار وتحدد المواصفات، لا أحد يقول للجمهور حبني بهذه الطريقة وإلا فلا». في عام 1984، كان نور الشريف عضواً في لجنة تحكيم مهرجان «قرطاج» السينمائي الدولي، بدولة تونس، وشارك فيلمان مصريان في المسابقة، كان التنافس على جائزة أفضل ممثل، بين عادل إمام، بطل فيلم «حتى لا يطير الدخان»، ويحيى الفخراني بطل «خرج ولم يعد». ومن الواضح أنَّ هناك من سرَّب ما حدث في كواليس المناقشات، كانت المعلومة التي أغضبت عادل، عندما قالوا له، إن نور الشريف انحاز إلى الفخراني على حسابه، ومنحه صوته، وظل عادل ونور منذ ذلك التاريخ في حالة برود فنية وشخصية، ولم يلتقيا أمام الكاميرا، إلا بعدها بنحو عشرين عاماً في «عمارة يعقوبيان». الغريب أن فريد شوقي الذي كان يشارك أيضاً في بطولة «خرج ولم يعد»، كان يرى أنه أحق من عادل ويحيى، بجائزة «التانيت الذهبي» لأفضل ممثل، غير أن غضب فريد شوقي لم يتجاوز أكثر من أيام أو ساعات، وبعدها نسي أساساً، أنه كان غاضباً! من المعارك التي عايشتها عن قرب، تلك التي اشتعلت بين الكاتبين الكبيرين وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة، بعد عرض مسلسل «العائلة» منتصف التسعينيات، أعلن أسامة في حوار صحافي أن المسلسل، مباشر في توجهه ويقدم رسائل يعوزها الإيحاء الفني، وتم تنفيذه بناء على توجيهات الدولة، بالطبع لم يتعامل وحيد بحسن نية مع عكاشة، وفتح عليه النيران، وبعد سنوات هدأت المعركة، كان وحيد ملكاً متوجاً للدراما السينمائية، بينما عكاشة كان يضع فوق رأسه تاج الدراما التلفزيونية، بين الحين والآخر كان كل منهما له إطلالة على مملكة الآخر، أسامة يكتب أفلاماً، ووحيد مسلسلات، وحدث التراشق، غير أن المعركة لم تستمر طويلاً، ومع الزمن تصالح القطبان. كنت شاهداً على توتر المشاعر بين المخرج المصري يوسف شاهين والمخرج السوري مصطفى العقاد، الذي قدم فيلمي «الرسالة» و«عمر المختار»، وكان يترقب إنتاج فيلم عن القدس وصلاح الدين الأيوبي، وعندما يقولون له يوسف شاهين قدم فيلم «الناصر صلاح الدين»، تأتي إجابته، أن الفيلم الكوميدي «الهزلي» الذي لعب بطولته محمد سعد «اللمبي»، أفضل فنياً عشرات المرات من فيلم يوسف شاهين، على الجانب الآخر كان شاهين كثيراً ما يتشكك في موهبة العقاد ويعتبره مجرد أكذوبة، وما قدمه مجرد فرقعات سينمائية. لم يغير يوسف رأيه، إلا بعد رحيل العقاد، ورثاه باعتباره من أفضل المخرجين العرب والأدرى بشعابها.


الرياض
منذ 9 ساعات
- الرياض
صوت الصورةرجْل الأمِن واقف بعزٍّ.. ولا سجّ في خـدمة الحجّاج فعلاً تفانى
قدام بيت الله يبي يخدم الحاج واقف على رجليه صبح وعشيّه شوفوا ارجال الأمن صدقٍ ومنهاج منهاجهم بالدين فطره سويّه نشوفهم وسط المشاعر بالافواج ولا شافوا الحجاج أدوا التحيّه سليمان بن عبدالعزيز السنيدي - الرياض كلٍ لبيت الله شد الرِّحال بالحج والعمره مناه القبول فيه الامن مع راحة القلب والبال قبلة الاسلام في طيلة الحول ياما شهد من توسعه طول الاجيال وبعهد السعودي بالعنايات مشمول سعود عائش الحربي - جدة أشوف في هالصورة اللي تشوفون رجل أمن صامد في المواقف وصبّار صار الحجيج بكل يسرٍ يحجّون بأسباب رجل الأمن تنظيمهم صار اللي يحجّ اليوم راضي وممنون الحج ما عد فيه تكليف واخطار محمد مقحم المقحم - الرياض عامٍ ورا عامٍ وحجٍّ بعَـد حجّ والمملكة بجْهـودها ما تـوانى جونا ضيوف البيت كلٍّ سلك فجّ الله يحيّي ضيفنا يوم جـانا رجْل الأمِن واقف بعزٍّ.. ولا سجّ في خـدمة الحجّاج فعلاً تفانى فيصل الصاعدي - المدينة المنورة حجاجنا اللي وجهوا يم مكه بعون الله صاروا في أيدي امينه يامن تحج بدون تصريح مالك فكه جنودنا لحدود الحرم مجودينه خالد بن ناصر المخيمر - روضة سدير ادامك الله يا بلاد اخوان نوره حجاج بيته في ذراكم آمنين كل فرد من الأمن قايم بدوره على العمل صفوا بجد واقفين واستعدوا لو يصير أية خطوره يخدمون بطوع دايم والمين المواطن آمن داخل قصوره والحجيج بكل عام سالمين حمد عبدالله الوايلي - حوطة سدير اقدم بيوت الله على لارض نفداه الكعبه الغرّى لها قدر عالي كم مسلمٍ من حولها الفرض صلاّه المملكه ترخص لها كُل غالي من الحرير مصممينٍ رداه يحرص عليها من كرام الرجالي محمد عبدالله الشهري - مكة المكرمة