الكعب القصير يتصدّر موضة 2025 مع منسقة أزياء "هي" الخاصة

في عالم الموضة، لا شيء يدوم. فما كان يُعدّ في الأمس قمة الرقي والأنوثة، قد يصبح اليوم خياراً متجاوزاً أو غير عملي. وهذا تماماً ما حدث مع أحذية الكعب الرفيع المعروفة "Stiletto Heels"، التي هيمنت على منصات الأزياء لعقود طويلة، لتُفسح الآن المجال لصيحة أكثر واقعية وذكاءً: الكعب القصير أو ما يُعرف بـ"Kitten Heels".
عام 2025 يحمل بصمة التوازن بين الأناقة والراحة، حيث لم تعد المرأة مضطرة للاختيار بين المظهر المتألق والراحة الجسدية. والفضل يعود إلى عودة الكعب القصير إلى الواجهة، ليس كخيار تقليدي أو كلاسيكي فقط، بل كقطعة عصرية جريئة تجسّد ذوق المرأة الواعية.
إطلالة بكعب قصير من مجموعة Imane Ayissi ربيع صيف 2025
الكعب القصير: عودة أنيقة برؤية عصرية
ما يميز الكعب القصير في 2025 أنه لم يعد مجرد تصميم كلاسيكي تعتمده المرأة في بيئات العمل أو المناسبات الرسمية. بل أصبح يتصدر عروض الأزياء بتصاميم مبهرة ومبتكرة، من أقمشة لامعة، إلى أشكال هندسية، وحتى تفاصيل فنية كالكريستال أو الريش.
هذا النوع من الأحذية يمنح المرأة حرية الحركة دون أن ينتقص من أناقتها. هو ذلك التوازن المثالي بين الرقي والواقعية، وبين الجاذبية والسهولة. تناسب الكعب القصير مع معظم إطلالات اليوم، من الفساتين الانسيابية إلى البدلات العصرية وحتى الجينز الواسع.
إطلالة من شوارع باريس بكعب قصير من Chanel
حذاء بكعب قصير من Carven ربيع صيف 2025
دور العلامات العالمية في ترسيخ الصيحة
في عام 2025، كرّست علامات كبرى مثل Chanel وPrada وValentino الكعب القصير كجزء أساسي من تشكيلاتها. رأيناه على منصات العروض مصحوباً بتصاميم ساحرة تجمع بين الأنوثة والقوة. المصممون أدركوا أن المرأة الحديثة لا تريد أن تضحّي براحتها بل تريد أن تملك كل شيء: الجمال والراحة والحضور.
كما أن المشاهير والمؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي لعبن دوراً في إعادة صياغة صورة الكعب القصير من "خيار محافظ" إلى "خيار ذكي ومتطور". فأصبحنا نراه في إطلالات السفر، واجتماعات العمل، والمناسبات شبه الرسمية.
حذاء بكعب قصير من Chanel خريف شتاء 2025
حذاء بكعب قصير من Valentino ربيع صيف 2025
حذاء بكعب قصير من Prada ربيع صيف 2025
من الكلاسيكية إلى الجرأة
إذا كنتِ تعتقدين أن الكعب القصير خيار تقليدي ممل، فأنتِ لم تري بعد إبداعات 2025. التصاميم الحالية خرجت عن النمطية، فأصبحت الأحذية مزوّدة بكعوب غير متماثلة، أو تحمل توقيعات معدنية، أو تمتاز بتفاصيل جلدية مشغولة يدوياً. اللون لم يعد محصوراً بالأسود والبيج، بل توسّعت التدرجات لتشمل الألوان النيون والميتاليك وحتى المطبوعات الفنية.
نصيحة خبيرة المظهر
إن كنتِ من محبات الكعب العالي، لا بأس بالاحتفاظ ببعض القطع المميزة لمناسبات خاصة. ولكن إن أردتِ مواكبة روح 2025، فاختاري الكعب القصير بتصميم يعكس ذوقكِ الخاص. ابحثي عن الراحة دون التنازل عن الجمال، واجعلي حذاءكِ امتداداً لأسلوبكِ وليس عبئاً على حركتكِ.
ارتدي الكعب القصير مع فستان ميدي ناعم، أو بدلة رسمية، أو حتى مع تنورة قصيرة وجورب شفاف لإطلالة جريئة. الخيارات لا حصر لها، والمفتاح هو أن تعكسي ثقتكِ من خلال خطواتكِ.
فستان ميدي وكعب قصير من مجموعة Etro Resort
موضة 2025 لا تحتفي فقط بالمظهر، بل تهتم بالمرأة بكل تفاصيلها. الكعب القصير لم يعد مجرد بديل، بل أصبح عنواناً لأناقة ذكية وواعية. هو الحذاء الذي يرافقكِ من صباحكِ العملي إلى مسائكِ الأنيق، بخفة وثبات وأناقة لا مثيل لها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

الشرق الأوسط

منذ 17 دقائق

• الشرق الأوسط

«باكارا» تجمع عراقة الدار والمطبخ الفرنسي في باريس

في قلب العاصمة الفرنسية، حيث يتقاطع التاريخ والحداثة، تقف دار «باكارا (Baccarat)» الشهيرة شامخة، رمزاً للفخامة الفرنسية. وفي داخل هذا القصر الباريسي البديع، تتجلى تجربة استثنائية تتجاوز حدود الطعام إلى عالم من الذوق الرفيع والفن الحي: مطعم «دوكاس باكارا». هنا؛ لا تقتصر التجربة على ما يُقدَّم في الأطباق، بل تمتد إلى كل تفصيلة من تفاصيل الديكور، والضيافة، وحتى الإضاءة التي تنبعث من ثريات الكريستال المصقولة بعناية والمعروفة بقطعة الكريستال الحمراء الوحيدة في كل منها. إنه مشروع مشترك بين أسطورة الطهي الفرنسي ألان دوكاس ودار «باكارا» العريقة، يجسد تحالفاً نادراً بين المذاق والبصمة الجمالية الفرنسية. أطباق موسمية تحاكي حرارة الصيف (الشرق الاوسط) هذه التجربة الفريدة والشراكة غير العادية تبدأ من مدخل المبنى المهيب، حيث تنير ثريات الكريستال العملاقة جميع ثنايا المكان والسلم الرخامي، وسوف تقف عاجزاً عن التعبير عن روعة التصميم في ضيافة «ميزون باكارا» الذي يعدّ من أروع الأمثلة على الفخامة والابتكار في عالم التصميم والضيافة. يقع هذا المعلم الباريسي في شارع «مونتين»، بالقرب من ساحة الـ«كونكورد»، ويُعدّ وجهة مثالية لعشاق الفنون والحرف الرفيعة. تأسست دار «باكارا» عام 1764 في مدينة باكارا الفرنسية، وسرعان ما أصبحت رمزاً عالمياً في صناعة الكريستال الفاخر. في عام 2016، افتتحت الدار «ميزون باكارا»، ليكون مركزاً ثقافياً وتجارياً يعكس تاريخها العريق. صمم المبنى الداخلي المصمم العالمي فيليب ستارك، ليجمع بين الفخامة الفرنسية الكلاسيكية واللمسات المعاصرة. ويضم صالة عرض لأعمال الكريستال، ومطعماً راقياً تحت إشراف الشيف ألان دوكاس، وحديقة فنية، ويُعدّ وجهة ثقافية وسياحية راقية تجمع بين الفن، والتصميم، وفنون الطهي. حديقة مبنى باكارا في باريس (الشرق الاوسط) تستضيف الدار معارض فنية دورية تبرز التعاون بين الدار وفنانين معاصرين؛ مما يتيح للزوار استكشاف التفاعل بين الحرف التقليدية والفن الحديث. ومن خلال شراكة مميزة بين دار «باكارا» والشيف ألان دوكاس، أصبح هذا العنوان وجهة فاخرة لعشاق الطهي الرفيع؛ فالمطعم يقدم تجربة طهي فريدة. يتميز المطعم بتقديم مأكولات مبتكرة تعتمد على المكونات الموسمية والمحلية، مع التركيز على التوازن بين النكهات، وتقديم أطباق تجمع بين البساطة والرفاهية. تُقدَّم الأطباق بأسلوب فني، وتنسَّق النكهات والمكونات بشكل متناغم؛ مما يوفر تجربة طهي استثنائية. الغرفة المخصصة للطعام في مبنى باكارا (الشرق الاوسط) ديكور المطعم يركز على الكريستال والخشب، مع نوافذ عملاقة مطلة على الحديقة الخارجية، وإضاءة خافتة تضفي جواً من الرقي والخصوصية؛ مما يجعل تجربة تناول الطعام مثالية للمناسبات الخاصة، كما توجد غرفة طعام خاصة تطل على المطبخ عبر واجهة زجاجية. تقدم قائمة الطعام مجموعة متنوعة من الأطباق المميزة، مع التركيز على المأكولات البحرية. تصميم ديكور رائع (الشرق الاوسط) من الممكن طلب ما يطيب لك من أطباق من القائمة، ولكن إذا كنت تبحث عن تجربة فريدة، فلا بد من تذوق قائمة الـ«إكسبيريانس Experience)» التي تضم أشهر الأطباق في المطعم، وتعرف بـ«قائمة التذوق» أو «تيستينغ منيو (Tasting menu)»، وفيها سوف تختبر مذاقات كثيرة غنية بالنكهات الفريدة. الخضار الموسمية تطغي على الاطباق (الشرق الاوسط) هذه الأطباق مبتكرة من قبل 3 أجيال من ألمع الطهاة؛ هم: الشيف دوكاس، والشيف كريستوف سينتان، والشيف روبن شرويدر. و«قائمة التذوق» تضم أطباقاً متوازنة تجمع الخضراوات الموسمية مع لحم البط والسمك واللحم الأحمر بطريق متناغمة جداً. ويقدم المطعم أيضاً لائحة تعرف باسم «لائحة الكريستال». وهناك لائحة ثالثة مخصصة لفترة الغداء. وإذا كنت من محبي الأكل في الهواء الطلق، فيمكنك ذلك في واحة من الهدوء بالحديقة الخلفية، مع غرفة طعام خاصة أشرف الشيف دوكاس على تصميمها بنفسه، وتعتمد على اختيار أدوات الطعام التي تعانق الصيف وألوانه.

مجلة سيدتي

منذ 8 ساعات

• مجلة سيدتي

مكياج رومانسي لعروس 2025... أنوثة حالمة بألوان ناعمة وإشراقة لا تنسى

إلى كل عروس تستعد لتعيش أجمل ليالي العمر، وتبحث عن إطلالة تنبض بالرقة والأنوثة، هذا الموضوع كتب خصيصاً لك، فليلة الزفاف ليست مجرد مناسبة، بل لحظة خالدة تحفر في الذاكرة وتوثق في صور ستعرض لعقود، وإن كنت من اللواتي يحلمن بإطلالة هادئة، راقية، وناعمة، فـ المكياج الرومانسي هو خيارك المثالي. المكياج الرومانسي ليس مجرد ألوان وردية أو ظلال ناعمة، بل فلسفة جمالية تقوم على إبراز ملامحك الطبيعية بطريقة ناعمة ومدروسة، تمنحك مظهراً مشرقاً، أنثوياً، وهادئاً، دون أن تطغى أدوات التجميل على تفاصيل وجهك. عروس 2025 تنتمي إلى جيل يقدر البساطة والنعومة، لكنها في الوقت نفسه تتوق إلى الفخامة الراقية التي لا تعتمد على البهرجة، بل على الذوق العالي والدقة في التفاصيل، وفي ظل تطور اتجاهات المكياج عالمياً، عاد المكياج الرومانسي بقوة هذا العام ليكون أحد أبرز توجهات حفلات الزفاف، مدعوماً بلمسات من المكياج الفرنسي الناعم والمظهر الكوري المضيء الذي يجمع بين البساطة والتألق. فكيف تعتمدين مكياج عروس رومانسياً مثالياً ؟ ما هي الألوان والخطوات التي تضمن لك إشراقة خالدة تليق بليلة العمر؟ تابعي هذا الدليل المفصل الذي يجمع لك كل ما تحتاجين معرفته لتكوني "أجمل عروس في 2025"، بمظهر ناعم، راق، ومليء بالحب. ما هو المكياج الرومانسي؟ فلسفة أنوثة هادئة المكياج الرومانسي هو أسلوب تجميلي يركّز على إبراز نعومة الملامح من خلال استخدام درجات فاتحة ووردية، تدرجات الخوخ والبيج، والبشرة ذات اللمعة الصحية، يعتمد هذا المكياج على البساطة في الكنتور، وتخفيف الكحل، وإبراز العيون والشفاه دون المبالغة. ألوان مستوحاة من الطبيعة: وردة الخوخ، زهر الكرز، واللافندر الناعم. إطلالات رومانسية لمكياج عروس 2025 إليك إطلالات رومانسية ساحرة لمكياج الزفاف، مستوحاة من أحدث اتجاهات العام، مصممة لتبرز جمالك الطبيعي بأنوثة حالمة، وتتناسب مع أجواء الحفلات الراقية، سواء كانت في قاعة فخمة أو حفل على الشاطئ أو في حديقة مفتوحة. إطلالة "الندى الوردي" – Rosy Dew Bride View this post on Instagram A post shared by Nora Bo Awadh NB (@nora1352) الهوية الجمالية: رومانسية حالمة، بنضارة الورد المبلل بندى الصباح. الألوان: وردي بتدرجات السكاكر، هايلايتر بلون لؤلؤي بارد. المكياج: البشرة: ندية للغاية باستخدام سيروم مرطب تحت المكياج، مع فاونديشن خفيف جداً مضيء. العيون: ظلال وردية شفافة مع لمعة لؤلؤية في الزاوية الداخلية، بدون كحل واضح. الخدود: وردي بيبي بينك مائل للبنفسجي. الشفاه: ملمع وردي شفاف مع لمعة ناعمة. الهايلايتر: فضي – وردي عند عظمة الخد والأنف. الأنسب: للعروس التي تحب مظهر "الفراشة الوردية" الرقيق. إطلالة "سحر النيود الطبيعي" – Nude Elegance Bride View this post on Instagram A post shared by Sara Alsubaie - ساره السبيعي (@saramakeup_artist) الهوية الجمالية: هادئة، أنيقة، خالدة لا تتبع صيحة بل تخلقها. الألوان: بيج وردي، برونزي فاتح، نود مائل للرملي. المكياج: البشرة: ناعمة بتغطية شبه مطفية، بدون لمعان واضح. العيون: ظلال نود مات بدرجات القهوة بالحليب، مع خط رموش خفيف جداً وآيلاينر يرسم أطراف العين. الأنسب: لعروس تحب الجمال الهادئ الذي لا يلفت الانتباه لكنه يبقى في الذاكرة. الخدود: بيج وردي بتوهج دافئ. الشفاه: نود وردي شبه مطفي (لون الشفاه الطبيعي مطور). الهايلايتر: دافئ وناعم جداً. الأنسب: لعروس تحب الجمال الهادئ الذي لا يلفت الانتباه لكنه يبقى في الذاكرة. إطلالة "اللامكياج الفاتن" – No-Makeup Radiance View this post on Instagram A post shared by Al Sagheer Salons (@alsagheersalons) الهوية الجمالية: كأنك بلا مكياج لكنكِ متألقة، مكياج يصعب تمييزه لكن يستحيل تجاهله. الألوان: لون البشرة، أحمر خدود بلون الجلد، شفاه بلون طبيعي ندي. المكياج: البشرة: شديدة النقاء ب فاونديشن ناعم جداً أو فقط كونسيلر خفيف. العيون: لا ظلال واضحة، فقط ماسكارا شفافة أو بنية. الأنسب: للعروس التي تعشق البساطة، وترغب في أن تشبه نفسها دون تصنع. الخدود: لمسة طبيعية جداً بلون الجلد المتورد. الشفاه: بلسم شفاه بلون وردي طبيعي أو "lip stain" خفيف. الحواجب: ممشطة بجل شفاف فقط. الأنسب: للعروس التي تعشق البساطة، وترغب في أن تشبه نفسها دون تصنع. إطلالة "الذهب الوردي والمشمشي" – Golden Peach Glow View this post on Instagram A post shared by Bassam Fattouh (@bassamfattouh) الهوية الجمالية: فخامة دافئة وناعمة مع دفء الغروب وألوان المشمش الناضج. الألوان: ذهبي وردي، مشمشي، لمعة خفيفة من البرونز الوردي. المكياج: البشرة: مضيئة بدفء مع لمسات برونزر خفيفة جداً. العيون: ظلال مشمشية دافئة، ولمسة ذهبية لامعة في منتصف الجفن. الأنسب: للعروس التي تتوهج تحت أشعة الغروب، وتحب الألوان التي تبرز دفء بشرتها. الخدود: خوخي– وردي بدمج ناعم جداً. الشفاه: لون مشمشي وردي كريمي. الهايلايتر: بلون الشامبانيا الدافئ. الأنسب: للعروس التي تتوهج تحت أشعة الغروب، وتحب الألوان التي تبرز دفء بشرتها. إطلالة "همسة الكريستال" – Crystal Whisper Look View this post on Instagram A post shared by Fady Kataya (@fadykataya) الهوية الجمالية: شفافة، ناعمة جداً، بإضاءة متلألئة كأنها قطرات ندى على الكريستال. الألوان: شفافيات وردية، ظلال براقة مع سموكي خفيف، وشفاه مائية. المكياج: البشرة: مثالية ولامعة جداً باستخدام قطرات "glow drops". العيون: لمعة خفيفة شفافة مع سموكي خفيف على الجوانب، مع رموش طبيعية مرفوعة. الخدود: وردي شفاف جداً، شبه غير مرئي. الشفاه: gloss مائي بلون زهري بالكاد يرى.

الشرق السعودية

منذ 12 ساعات

• الشرق السعودية

فنزويلا عبر ثلاثة أجيال .. أرض المانجو والمعارك

في آخر رواياته "حلم الجاغوار" ويعني أحد أنواع النمور المرقّطة، يقرأ الكاتب الفنزويلي ميغيل بونفوا، الفرنسي الجنسية، تطوّر فنزويلا من خلال الدكتاتور والديمقراطية والانقلابات عبر ملحمة عائلية، تدور أحداثها على مدى ثلاثة أجيال، في ثلاثة بلدان هي فرنسا وتشيلي وفنزويلا. حازت الرواية جائزتين أدبيتين رفيعتين سنة 2024، الأولى هي الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية، والثانية جائزة "فيمينا"، وهي صدرت عن دار "بايو وريفاج" في باريس. وعلى غرار الروائيّين الكبار الحاصلين على نوبل في الأدب، مثل الكولومبي غارسيا ماركيز والبيروفي فارغاس يوسا، اللذين شكّلت بالنسبة لهما باريس مدينة للإلهام الأدبي الحاسم، يقطن ميغيل بونفوا في المدينة نفسها، حيث ولد سنة 1986. وهو بصدد أن يحفر مساراً متفرداً، عبر روايات تأخذ من الواقع الأميركي اللاتيني مقوّمات جاذبيته الرائعة. إنه الرضيع الذي تلقّفته متسوّلة بكماء في أحد الأحياء الشعبية لماراكايبو في فنزويلا. أنقذته من الموت وأطلقت عليه اسم أنطونيو، وراحت تجول به الأزقة وتستدر شفقة المارّة، من أجل نقود قليلة. نستشف قيمة هذا العمل الأدبي، حالما نقرأ "أنه في اليوم الثالث من حياته، تُرك أنطونيو بورخاس روميرو على عتبات كنيسة في شارع يحمل اليوم اسمه". جملة تنبئ بمسار يبدأ من النقيض ليصل إلى النقيض، فهي من الجمل التي تجعل القارئ يدرك أن الرواية تحكي مصير شخصية استثنائية. لكن أنطونيو هذا سيلاقي قدراً عجيباً تعكسه حكاية شعبية محلية مفادها أن " الفلاحين يتفاخرون في ماراكايبو بأنه من كل بطن قطة، يولد نمر جاغوار. فتبعده الأم الحذرة عن الآخرين وتطرده. "وهذا ما يجعله يكبر بطريقة مختلفة فيستقل عنهم. وكل من يتّصفون بهذه الصفة، هم بناة هذه المدينة. كل واحد منا يكبر مع أسطورة. نحن جميعاً أبناء حلم الجاغوار". يختط أنطونيو لنفسه حياة مختلفة بالكامل، وهو سيكون أصل سلالة ممتدة ومتجذرة، وفي الوقت نفسه، سلالة كاتب الرواية ذاته ميغيل بونفوا. لكن كيف حدث ما حدث؟ اكتشاف القراءة والكتابة والحب كبر أنطونيو "على ضفاف بحيرة ماراكايبو، في مكان من العالم يتّسم بالخطورة، إلى درجة كان يُدعى "افتح عينيك"، كي لا يقع له مكروه قاتل. وفي جو كهذا، مارس أنطونيو في طفولته مهنة بائع سجائر مفردة، ومجدّفاً في النهر، ثم موظفاً في صناعة النفط خلال مراهقته، وامتهن حرفاً أخرى مذمومة اجتماعياً. ثم حصلت معجزة وانقلبت حياته رأساً على عقب، حين تعلم القراءة والكتابة، وحين التقى بحب حياته، آنا ماريا. هذه الأخيرة، اشترطت عليه تحدياً حازماً قائلة "لن أتزوج إلا بالرجل الذي يروي لي أجمل قصة حب". واستجابة لهذا الشرط قال:" لا أعرف أجمل قصة حب. لكن ها أنا أقدّم لك ألفاً منها. ووضع على ركبتيها دفتر المحطة المركزية". دفتر كتب فيه قصص حب رواها له مارّة عابرون في محطة. واقترح عليها أن يكتبا معاً قصّة حبهما. فرضيت به زوجاً، وأصبحا زوجان من الأطباء. تصير هي أول طبيبة في ولاية زوليا، ويصبح هو طبيب جراحة للقلب ثم رئيساً للجامعة. بنت اسمها فنزويلا يعيش الاثنان حياة تؤثر وتتأثر بحياة بلد هو فنزويلا. بلد يعيش على إيقاع تواتر الأنظمة السياسية الديكتاتورية والعسكرية والثورات، منذ ظهور النفط سنة 1919 حتى وصول هيغو شافيز إلى السلطة في التسعينيات. ويلعب اكتشاف الذهب الأسود، دوراً فاصلاً،كقدر يجلب المصائب والمنافع، إذ غيّر اكتشاف النفط كل شيء، بحسب الكاتب، وما كان قبل بضعة أشهر فقط قرية من الصيادين وجامعي الأسماك، عرف وصول أعداد هائلة من القوافل من الرجال الجشعين، وصارت ماراكايبو مدينة تشبه مدينة بابل، نشأت بين عشية وضحاها". تصيب شرارة الأحداث الدامية أنطونيو، فيتعرض للاعتقال في سجون الديكتاتورية. وفي غيابه القسري بعيداً، تلد آنا ماريا طفلة في اليوم الذي تمّ فيه إسقاط الديكتاتور، أطلقت عليها اسم "فنزويلا". تكبر هذه فنزويلا، وتولع بالعيش متحرّرة من كل شيء، وباكتشاف آفاق جديدة، لدرجة أنها ستستقر في باريس، حيث تتزوج من لاجئ من شيلي وتلد كريستوبال، الذي يُعدّ المعادل الطبيعي للكاتب نفسه. وهذه الشخصيات الأربع الرئيسة هي عناوين فصول الرواية. جذور مستقبلية كريستوبال هو اسم له دلالة، ومعناه "الذي يحمل المسيح"، لكنه هنا يعني أنه يحمل همّ الكتابة. ولأنه شخص تشبعّ خياله بتاريخ أجداده، قرّر العودة إلى فنزويلا، "أرض فاكهة المانجو والمعارك"، ليحمل القلم، لا ليكتب قصة حب بين رجل وامرأة كما فعل جدّه أنطونيو في دفتر المحطة، بل ليكتب قصة حب رجل لوطن، لعالم رآه في ظلام طيور ماراكايبون. كان عليه أن يحتفظ من هذه القصص بشيء آخر غير الكلمات، غير تلك العبارات العابرة التي تنتقل من جيل إلى جيل، من فم إلى فم، شيء آخر غير دبابيس الذهب وذكريات متصدّعة". إنها قصة عائلة تُروى عبر أجيال ثلاثة متعاقبة منذ بداية القرن العشرين، زرع بذرتها الأولى إنسان تمرّغ جسده الطفولي في وحل الهامش، لكنه سيخلق له جذوراً مستقبلية، من خلال الأحفاد، في ترابط قوي ومتداخل مع قصة البلد التي لم يعرف قط الاستقرار، ما جعل حيوات الناس فيه، لا تستقر بدورها على حال مريح. تجديد الواقعية السحرية هكذا تنساب هذه الملحمة الأسرية المستوحاة من تاريخ أجداد الكاتب من جهة الأم، عبر عوالم متّقدة، معتمدة على خصائص تيار الواقعية السحرية في الرواية. فتبدو الحقيقة فيها كلوحة ثلاثية الأبعاد، تمتزج فيها أحداث الواقع مع الأساطير والأحلام. أنجز الكاتب سرداً يتسم ببراعة الحكواتي، نتابع فيها مجموعة من القصص الغرائبية الممتلئة بالانعطافات. على غرار حكايات المرأة ذات الشعر الأحمر، واليتيم الذي يشعل فتيل الثورة، ورحلة طائر بطريق من منطقة القطبين إلى المحيط الدافئ، والطفل العملاق الذي تحوّل إلى جلاد فظ، فضلاً عن الشبح الذي يصدر صوتاً مرعباً في منزل عتيق، والمستشفيات الميدانية التي تبنى على جزيرة صغيرة مهجورة في وسط البحر لعلاج البحارة، وغيرها من الشخصيات والوقائع التي تنبض بالحياة، وتصطدم أحلامها مصائرها المأساوية في الغالب. يقدّم ميغيل بونفوا كل ذلك بإحساس ينمّ عن صدق مشاعره تجاه أبطاله، سواء كانوا من سلالة العائلة أو من أولئك الذين يعبرون السرد ليتركوا بصماتهم القوية في ثناياه. أما أسلوبه النثري، فيمزج عذوبة التعبير بالألوان الشعرية، في توليفة غنية تحرّك في ذهن القارئ صوراً باهرة وتفاصيل ثرية بالألوان. كل عناصر الرواية تأخذ من الدواخل الباطنية للشخصيات المتنوّعة، ومن الأشياء اليومية، ومن الموروث الشعبي، وهو ما يكسبها بعداً استثنائياً. يقول ناقد جريدة "لوموند" الأدبي عن الكاتب إنه "ينحت نعوته وكأنه يصوغ جذوراً، فيكتب قصائد نباتية منحتها الجبال أشكالها، كأخ للأرض البكر الحمراء مثل ثمرة البابايا. بين النسغ والحبر، بين الانقباض والاتساع، وتصبح الغابة هنا فناً للكتابة، لتعيد إلى وطنه ما هو له".