logo
صحيفة عبرية.. الإسرائيليون: احتلال غزة يعني قتل المخطوفين.. من غير أهداف الحرب؟

صحيفة عبرية.. الإسرائيليون: احتلال غزة يعني قتل المخطوفين.. من غير أهداف الحرب؟

القدس العربي منذ 8 ساعات
نداف أيال
تخوف متزايد في إسرائيل من تدخل صيني في محاولة لإعادة بناء منظومة الصواريخ أرض – أرض في إيران. لكن بماذا تنشغل إسرائيل؟ في حملة أخرى في غزة، حملة قلة يعتقدون أنه يمكنها أن تنفذ في هذه المرحلة. مرحلة احتلال تتعارض وموقف الجمهور الإسرائيلي (انظر الاستطلاع ادناه) سيعرض المخطوفين للخطر بل سيضعف أكثر فأكثر الخطر على مكانة إسرائيل الدولية المتدهورة. ومثل ثقب اسود عميق، غزة تجتذب إلى داخلها كل الانشغال الأمني – السياسي لإسرائيل، تجتذب الاهتمام والمقدرات. هذا بالضبط ما يريده أعداء إسرائيل، وعلى رأسهم إيران.
في الأسبوع الماضي كانت موجة منشورات عن الحوارات في الكابنت الأخير. ذاك الذي اتخذ القرار الغامض في موضوع احتلال مدينة غزة. تحدثت مع بعض الحاضرين وفوجئت بأن شيئا وأحدا لم ينشر بتوسع: خطاب استثنائي لوزير الخارجية جدعون ساعر (الليكودي الذي عاد إلى الديار هذا الأسبوع، كما تجدر الإشارة)، بخلاف ما هو دارج في الكابنت الحالي فإنه عندما تحدث ساد صمت مطبق في غرفة الجلسات. ساعر وشريكه زئيف الكين كانا عضوي الكابنت الوحيدين اللذين امتنعا عن التصويت على البديل العملياتي الذي تم اختياره.
لقد كان خطاب وزير الخارجية نداء تحذير في المنظومة الإسرائيلية. بدأ بتحليل الوضع في الساحة الدولية، متنقلا من ساحة إلى ساحة. حذر – هذه هي المرة الأولى في غرفة جلسات الكابنت التي تقال فيها هذه الكلمات – من أن إسرائيل تشهد تآكل خطير بالتأييد لها في الولايات المتحدة، بما في ذلك في أوساط اصدقائها المقربين، كنتيجة للحرب في غزة. 'لقد أصبحت غزة رمزا ومصدر تضامن عالمي، مع التشديد على الجيل الشاب الذي يغذي أيضاً التأييد للقضية الفلسطينية. الرأي العام هو الذي يحرك ويفعل الضغط على الحكومات الأكثر صداقة أيضاً.
'هذه ليست مسألة سياسية فقط. ستكون التداعيات اقتصادية أيضاً. إسرائيليون ويهود في الخارج يشعرون بهذا الآن'، قال ساعر. وحذر من تفشي وباء مناهضة إسرائيل.
عزا وزير الخارجية ما بين التهديد العسكري الذي تشكله حماس في قطاع غزة، والأضرار الاستراتيجية والسياسية التي تلحق بإسرائيل، لامتداد الحرب. استنتاجه للوزراء كان أنه 'لا مجال للتشبيه'. بعد الإنجازات الاستراتيجية الاستثنائية لحملة 'الأسد الصاعد'، قال ساعر، 'يجب الحذر ألا تشدنا غزة إلى الأسفل'.
هل يفهم نتنياهو وضع الأمور هذا؟ يمكن الافتراض أن نعم. كالمعتاد، هو يحاول جذب كل البدائل حتى اللحظة الأخيرة في الدقيقة التسعين. عملياً، تبين أن ثمة اتصالات لصفقة في مصر تجري هذا الأسبوع كما نشر، بل وثمة اتصالات تتواصل على نار هادئة لصفقة في قطر أيضاً، حتى في هذه الأيام. هذا الأسبوع، زار الدوحة رئيس الموساد ونقل رسالة عن صفقة مخطوفين، رغم نفي مكتب رئيس الوزراء. لكن التطور المفاجئ يبدو بمثابة ضوء أخضر، حين يتلقى نتنياهو أمراً من البيت الأبيض لضربة عسكرية ساحقة (ليس لأحد فكرة كيف ستتجسد) على حماس. يمكن لهذا أن يتغير بسرعة بالطبع، لكن إلى جانب ضغط سموتريتش، فتصميم نتنياهو على حملة في غزة لم يتصدع بعد.
إن حملة لاحتلال مدينة غزة أمر يعارضه جهاز الأمن؛ وتحذر منه الأسرة الدولية؛ وربما يفاقم أزمة إنسانية محتدمة وتؤدي إلى موت المخطوفين. كل هذا يتفكك إلى سلسلة من المسائل القيمية، إحداها تجنيد إضافي بأوامر 8 لرجال احتياط مستنزفين، في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على قانون تهرب من الخدمة. وثمة مسألة أخرى، وهي الحظر القانوني على إخلاء سكان كفعل طرد. النائبة العسكرية العامة حذرت بشكل محدد هيئة الأركان في هذا الموضوع بما في ذلك المعسكر الذي خططت الحكومة لإقامته ('المدينة الإنسانية'). مع تسلمه لمهام منصبه، أمر رئيس الأركان الجيش ألا يشارك في أي محاولة لإخراج السكان من قطاع غزة في إطار 'المديرية' إياها التي أقيمت في وزارة الدفاع.
عملياتياً، إذا ما أخلى 700 ألف 'فقط' من أصل مليون من سكان مدينة غزة، بالنظر إلى شكل القتال المرتقب، فكيف يمتنع الجيش عن إصابة رهيبة لآلاف كثيرين من سكان غير مشاركين؟
وثمة مسألة جوهرية، وهي إصابة محتملة للمخطوفين. فهل يبدو أمراً معقولاً إعطاء أمر واعٍ يؤدي إلى إصابة مخطوفين؟ هل هو قانوني؟ هذه مسألة ستكون النائبة العسكرية العامة والمستشارة القانونية للحكومة ملزمتين بالإجابة عليها. قاعدة المخطوفين هي هدف حرب.
ليس صدفة، أن حذر رئيس الأركان وزراء الكابنت، وأكثر من مرة في الأشهر الأخيرة، من أنه إذا كنا سنسير إلى حملة من النوع الذي يطالبون فيه، فليتفضلوا ويغيروا أهداف الحرب، ويخرجوا منها إعادة المخطوفين. لم يستجيبوا. بل ازداد غضبهم؛ لأن الحقيقة تجرح.
إن تنفيذ الحملة في غزة بكاملها ليس قريباً. لكن الصدام – الواقعي والقيمي – بدأ الآن. والضغط الشديد من الرئيس ترامب ومرونة ذات مغزى من حماس، وعلى ما يبدو كلاهما، يمكنهما أن ينقذا إسرائيل من الثقب الأسود: غزة.
في استطلاع أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي JPPI يظهر أن أغلبية الجمهور تريد صفقة حتى لو بقيت حماس. فقد دعا 54 في المئة من المستطلعين إلى محاولة الوصول إلى اتفاق على إعادة المخطوفين حتى لو كان هذا يعني أنه لم يتحقق هدف تنحية حماس عن الحكم. وقال 37 في المئة إنه يجب مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف المقررة (بدون حكم حماس، كل المخطوفين يعودون).
وبالنسبة لتأييد أو معارضة نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، أيد ذلك 53 في المئة فيما عارضه 32 في المئة وبقي 15 في المئة بلا رأي.
يديعوت أحرونوت 15/8/2025
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يستطيع ترامب وقف الحرب الروسية ـ الأوكرانية؟
هل يستطيع ترامب وقف الحرب الروسية ـ الأوكرانية؟

القدس العربي

timeمنذ 4 ساعات

  • القدس العربي

هل يستطيع ترامب وقف الحرب الروسية ـ الأوكرانية؟

تترقّب دول العالم، نتائج لقاء القمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أقصى شمال الحدود التي تربط بين البلدين، لمعرفة إن كان الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية سيتوقف نهائيا، أم أن الأمر سيكون نقلة عبثية في «اللعبة الكبرى» الدائرة بين القوى العظمى في أوكرانيا، كما في مناطق أخرى في العالم. اختار الزعيمان اللقاء في القطب الشمالي الذي يشهد صراعا بين البلدين، وذلك في قاعدة المندورف ـ ريتشاردسون الجوية، التي تبعد عدة كيلومترات عن الأراضي الروسية، في لمحة رمزية إلى أن هذه المنطقة من العالم، التي كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية قبل أكثر من 150 عاما، ولا زال فيها جالية روسية ومجتمع من السكان الأصليين، قد تكون المنطلق لاتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا بشكل يعيد تشكيل المعادلات الدولية. في شرحه لشخصية الرئيس الأمريكي يقول أرون ميلر، وهو كان مستشار 6 إدارات جمهورية وديمقراطية شارك في ملفات غزة وإيران وغيرها، إن دونالد ترامب «لديه غرائز استراتيجية» لكنه «يتأثر جدا باللحظة، بالسياسة الداخلية، بمصالحه المالية، بأنانيته، بغروره، وبأهوائه وأمزجته»، وهو ما تعبّر عنه، خير تعبير، تصريحاته الماضية عن قدرته على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من عودته إلى «البيت الأبيض»، وهو تصريح انتهى، حسب آخر لقاء لترامب مع الصحافيين في «البيت الأبيض»، الخميس الماضي، بقوله: «أنا رئيس لن يعبث معي. سأعلم خلال الدقيقتين الأوليين أو الثلاث أو الأربع أو الخمس الأولى ما إذا سيكون اجتماعنا جيدا أم سيئا»! والحقيقة أن «الغريزة الاستراتيجية» لترامب قد نجحت في تغيير المعادلات في أكثر من موقع توتّر في العالم، كما حصل برعايته توقيع اتفاق إطار سلام بين رئيس أذربيجان، إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في مقره الرئاسي، وذلك بعد نزاع استمر لعقود. وكما حصل في الملف الأوكراني، حين أجبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي على توقيع اتفاق معادن نادرة لصالح الولايات المتحدة، فإن الاتفاق الأذري ـ الأرميني ترافق مع تهديدات بعقوبات اقتصادية وانتهى بترتيبات اقتصادية وأمنية تمنح أمريكا حقوق تطوير حصرية لما سماه «مسار ترامب للسلام والازدهار الدولي» وهو ممر استراتيجي في جنوب القوقاز، في منطقة تتقاطع فيها مصالح روسيا وإيران وتركيا وأوروبا، وهو أمر أثار قلق روسيا كونه يسهم في إضعاف نفوذها السابق على البلدين، كما أنه أثار قلق إيران من تصاعد النفوذ الأمريكي، كما من التقارب الكبير بين أذربيجان وإسرائيل. تمكن ترامب قبلها بشهر تقريبا، بوساطة من دولة قطر، من إعلان اتفاق سلام بين رواندا وجمهورية الكونغو، منهيا فصلا من آخر النزاعات والحروب في أفريقيا، أودى بآلاف الأشخاص، وكان هناك في خلفية النزاع موضوع اقتصادي أيضا، حيث سيطرت قوة متمردة من التوتسي مدعومة من رواندا على شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغني بالمعادن واستولت على مساحات شاسعة، كما تبعها منح أمريكا حقوق تعدين في الكونغو الديمقراطية! تمكّن ترامب أيضا، مستخدما النفوذ السياسي الكبير لبلاده وكذلك تهديداته برفع الرسوم الجمركية، من وقف اشتباكات اندلعت مؤخرا بين تايلندا، حليفة واشنطن، وكمبوديا، القريبة من الصين، بعد نزاع حدودي يعود الى الحقبة الاستعمارية، غير أن ضغط ترامب الذي أوقف إطلاق النار بين البلدين لا يعني أن أسباب اندلاع المعارك قد زالت، أو أن «لعبة الأمم» قد توقفت. تشير الوقائع الآنفة جميعها، إلى نمط تفكير مستمر لدى ترامب تؤدي فيه اتفاقيات السلام إلى مصالح استراتيجية، سياسية واقتصادية لبلاده، كما ترفع أسهمه الشخصية وطموحه لنيل «نوبل للسلام» (كانت كمبوديا، بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع تايلندا، آخر الجهات التي ترشحه لهذه الجائزة!) مع ملاحظة شديدة الأهمية، وهي الفشل الفادح في وقف الإبادة الجماعية الجارية في غزة، والتواطؤ الواضح مع بنيامين نتنياهو، وحكومة إرهاب الدولة الإسرائيلية، في كل ما تفعله.

نتنياهو وإيران: الماء واليورانيوم
نتنياهو وإيران: الماء واليورانيوم

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

نتنياهو وإيران: الماء واليورانيوم

ركّز رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في رسالته المصورة قبل أيام إلى الشعب الإيراني على أزمة المياه في إيران، ووعد بحلّها، مستخدماً خطاباً دعائياً لاستمالة عواطف المتلقين الإيرانيين. غير أن التجربة الإسرائيلية مع الجوار تُثبت زيف هذه الوعود، فعلى الرغم من تقدّم تل أبيب في تقنيات المياه، تسرق مياه فلسطين، ومياه الأردن رغم معاهدة السلام، إذ لا تلتزم ببنود اتفاق وادي عربة المائية. وفي سورية، تسيطر إسرائيل منذ عقود على موارد الجولان المحتل المائية، ومطلع العام الحالي احتلّت سد المنطرة؛ أكبر مصدر مائي في جنوب البلاد. وتبدو رسالة نتنياهو ودعوته الإيرانيين إلى الاحتجاج غير بعيدة عن تصريحاته، الثلاثاء الماضي لقناة "24 آي" الإسرائيلية، بشأن بقاء 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب في إيران وعدم تدمير البرنامج النووي بالكامل. فالرسالة وحديثه عن بقاء اليورانيوم يشكّلان، أولاً، اعترافاً ضمنياً بعدم تحقق كامل أهداف حرب يونيو/حزيران الماضي، وثانياً، تمهيداً لتبرير السعي إلى بلوغ تلك الأهداف مستقبلاً عبر مسارين: تفجير الداخل الإيراني، أو شنّ عدوان جديد. لكن أيّ المسارين يراه نتنياهو أولوية؟ إن إلحاحه في دعواته المتكررة إلى الشعب الإيراني للعصيان، يدل على أنه يعتبر الانهيار الداخلي الضمان الأكيد لتحقيق أجندته الاستراتيجية في الملف الإيراني. كما يتضح من رسالته الأخيرة وسابقاتها قبيل الحرب، أنه كان يأمل أن يعقب العدوان الأخير حراك شعبي واسع لاستكمال ما بدأه، وهو ما لم يتحقق. وقد دفع ذلك صُنّاع القرار في إسرائيل إلى استخلاص أن الحرب وحدها غير كافية، بل قد تأتي بنتائج معاكسة، وأنها إن لم تُطفئ مفاعيل الغضب الشعبي من أزمات المياه والكهرباء وارتفاع الأسعار، فستؤجلها على الأقل. ولهذا تعطي إسرائيل أولوية لتفجیر الأوضاع الداخلية في إيران بدلاً من خوض مواجهة عسكرية شاملة قد تُضعف الهدف الأسمى آنف الذكر، وتكون مكلفة إقليمياً. وعليه، يبدو أن الهدف الأساسي لإسرائيل والرئيس الأميركي دونالد ترامب في المرحلة الراهنة، هو تصعيد الأزمات الداخلية الإيرانية، مع الإبقاء على أجواء الحرب والتوتر. وفي هذا السياق تأتي المحاولات الأوروبية لتفعيل الـ"سناب باك" (آلية فض النزاعات في الاتفاق النووي عام 2015) لإحياء العقوبات على إيران وقرارات مجلس الأمن. وبناءً على ذلك، فإن التحدي الأكبر الذي تواجهه إيران اليوم يتمثل في أزماتها الداخلية؛ فالمعركة الحقيقية هي أزمات الكهرباء والماء والتضخم وغلاء المعيشة وانعدام الثقة، لا الحرب الخارجية، رغم الترابط القائم بينهما. فهذه الأزمات بالدرجة الأولى نتاج سوء الإدارة وتراكم الإخفاقات. وفي ظل العقوبات ومناخ الحرب والمواجهة، لا توجد حلول سحرية لهذه الأزمات، غير أن تبنّي سياسة ورؤية داخلية جديدة قد يخفف من حدتها، وهو ما لا تلوح له حتى الآن مؤشرات واضحة. مع ذلك، يبقى خيار هجمات قصيرة وارداً إذا حصلت واشنطن وتل أبيب على معلومات دقيقة عن مواقع اليورانيوم وأنشطة نووية جديدة في إيران، أو إذا تعثّر سيناريو الانهيار الداخلي. عندها تبقى المواجهة محدودة المدى، لأن الطرفين لا يرغبان في حرب طويلة الأمد.

وحدة إسرائيلية كُلفت بتشويه سمعة صحافيي غزة قبل قتلهم
وحدة إسرائيلية كُلفت بتشويه سمعة صحافيي غزة قبل قتلهم

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

وحدة إسرائيلية كُلفت بتشويه سمعة صحافيي غزة قبل قتلهم

كُلّفت وحدة خاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحديد الصحافيين الذين يمكن تشويه سمعتهم واتهامهم بأنهم مقاتلون لاستهدافهم والتقليل من حدة الغضب الدولي إزاء قتل العاملين في المجال الإعلام في قطاع غزة، وفقاً لما كشفته مجلة +972 الإلكترونية ومنصة لوكال كول الإخبارية. وأفاد التقرير، المنشور أمس الخميس، بأن "خلية إضفاء الشرعية" (legitimisation cell) أُنشئت بعد عملية طوفان الأقصى الني نفذها المقاومون الفلسطينيون في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لجمع معلومات يمكنها تعزيز صورة إسرائيل ودعم المساندة الدبلوماسية والعسكرية من الحلفاء الرئيسيين، وذلك استناداً إلى ثلاثة مصادر استخبارية. وبحسب التقرير، ففي حالة واحدة على الأقل، شوّهت الوحدة المعلومات عمداً لوصف صحافي زوراً بأنه مقاتل، وهي صفة تعني فعلياً في غزة حكماً بالإعدام. في وقت سابق من هذا الأسبوع، قتلت إسرائيل صحافي "الجزيرة" أنس الشريف وثلاثة من زملائه في غرفة أخبارهم المؤقتة، بعد أن ادّعت أن الشريف قائد في حركة حماس. عمليات اغتيال الصحافيين والمجال الإعلامي على يد القوات الإسرائيلية في غزة سلطت الضوء على المخاطر التي يواجهونها وعلى جهود إسرائيل للتلاعب بالتغطية الإعلامية لحرب الإبادة التي ترتكبها. وقد مُنع الصحافيون الأجانب من دخول غزة، باستثناء عدد قليل من الزيارات القصيرة الخاضعة لرقابة مشددة رفقة الجيش الإسرائيلي الذي يفرض قيوداً تشمل حظر التحدث إلى الفلسطينيين. ويواجه الصحافيون الفلسطينيون العاملون على الأرض أعلى مستويات الخطر في العالم، إذ قتلت إسرائيل 238 منهم في أقل من عامين، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة. وقدمت إسرائيل ملفاً لا أدلة تدعمه حول مزاعم ارتباط الشريف بـ"حماس"، وفشلت في تفسير كيف كان بإمكانه الجمع بين دور قيادي عسكري وبين عمله اليومي مراسلاً في واحدة من أكثر المناطق الخاضعة للمراقبة المكثفة على وجه الأرض. ولم تحاول إسرائيل تبرير قتل زملائه الثلاثة. وقبل هذه الجريمة، حذرت منظمات تعنى بحرية الصحافة والشريف نفسه من أن اتهامات إسرائيل له بالارتباط بـ"حماس" – والتي ظهرت أول مرة عام 2024 – هدفها "تجهيز موافقة على قتله". وأعيد إحياء هذه الاتهامات وتكرارها بوتيرة متصاعدة بعد أن انتشرت تقاريره عن التجويع في غزة على نطاق واسع. وينطبق الأمر نفسه على الصحافي إسماعيل الغول الذي قُتل بغارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة في يوليو/تموز 2024 مع زميله المصوّر رامي الريفي. وبعد شهر، زعم جيش الاحتلال أنه "عنصر في الجناح العسكري وإرهابي من النخبة"، مستنداً إلى وثيقة تعود لعام 2021 يُزعم أنها استُخرجت من "حاسوب تابع لحماس". غير أن الوثيقة نفسها ذكرت أنه حصل على رتبته العسكرية عام 2007، حين كان عمره 10 سنوات فقط، أي قبل سبع سنوات من تجنيده المزعوم في "حماس". وقالت مصادر استخبارية لـ"+972" إن "خلية إضفاء الشرعية" عملت على تقويض العمل الذي يقوم به الصحافيون الفلسطينيون، وكذلك مكانتهم المحمية بموجب القانون الدولي. ونُقل عن أحد المصادر قوله إن الضباط كانوا متحمسين لإيجاد عامل في الإعلام يمكن ربطه بـ"حماس"، لأنهم كانوا مقتنعين بأن الصحافيين المقيمين في غزة "يشوّهون سمعة إسرائيل أمام العالم". وأضاف المصدر أنه في حالة واحدة على الأقل، شوّهت الوحدة الأدلة لاتهام مراسل زوراً بأنه مقاتل متخفٍّ، على الرغم من أن هذه الصفة أُزيلت قبل إصدار أمر بالاغتيال. وقال أحد المصادر: "كانوا متحمسين لوضعه على قائمة الأهداف، واعتباره إرهابياً، ليقولوا إن مهاجمته مبررة. قالوا: في النهار هو صحافي، وفي الليل قائد فصيلة. كان الجميع متحمساً، لكن حدثت سلسلة من الأخطاء وتجاوزات للإجراءات". وأضاف المصدر نفسه: "في النهاية، أدركوا أنه كان بالفعل صحافياً، فحذف اسمه من قائمة الأهداف". وذكرت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية كثيراً ما وجهت الجيش بشأن المجالات التي يجب أن تركز عليها الوحدة، وأن الدافع الرئيسي لـ"خلية إضفاء الشرعية" كان العلاقات العامة وليس الأمن القومي. وعندما كان النقد الإعلامي لإسرائيل حول قضية معينة يشتد، كانت الخلية تُكلّف بالبحث عن معلومات يمكن رفع السرية عنها واستخدامها لمواجهة الرواية السائدة، بحسب المجلة. ونقل التقرير عن مصدر استخباري قوله: "إذا كان الإعلام العالمي يتحدث عن قتل إسرائيل صحافيين أبرياء، يكون هناك فوراً دفع للعثور على صحافي ربما لا يكون بريئاً تماماً، وكأن ذلك يجعل قتل العشرين الآخرين مقبولاً". وأبدى بعض أفراد الوحدة المذكورة قلقه من نشر مواد سرية لأغراض العلاقات العامة بدلاً من أهداف عسكرية أو أمنية. وقال أحد المصادر إن الضباط أُبلغوا بأن عملهم أساسي لتمكين إسرائيل من مواصلة القتال. وأضاف مصدر آخر: "كانت الفكرة أن يتمكن الجيش من العمل بلا ضغوط، حتى لا تتوقف دول مثل الولايات المتحدة عن تزويدنا بالأسلحة. أي شيء يمكنه تعزيز شرعية إسرائيل الدولية لمواصلة القتال".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store