
د فوزي علي السمهوري يكتب : رسالة لقمة القاهرة... لا مكان لضعيف ؟
أخبارنا :
د فوزي علي السمهوري :
تستضيف القاهرة إجتماع القمة العربي الطارئ في ظل مرحلة من أخطر المراحل التي تستهدف الأمن القومي العربي الذي بدأت ملامح تطبيقه في إستمرار الكيان الإسرائيلي الإرهابي بتصعيد وتكثيف حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وإحتلال اراض جديده في كل من سوريا ولبنان مما يحمل ويتطلب من القادة العرب إتخاذ موقفا موحدا ليس رافضا للمخطط الإسروامريكي فحسب بل متصديا للمشروع العدواني التوسعي الإسرائيلي كوكيل عن الولايات المتحدة الأمريكية الذي يستهدف رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط بتقسيم دول عربية كبرى ولضمان نفوذها وهيمنتها وسطوها على ثروات الدول العربية لعقود قادمة وتسييد" إسرائيل " لقيادة المنطقة العربية وتغييب لمظاهر سيادتها .
فلسطين قضية جامعة :
التراخي العربي الرسمي وغياب إستراتيجية عربية موحدة تكفل وتضمن وصون الأمن والإستقرار ووحدة اراض الاقطار العربية وفق رؤية شمولية على مدار العقود السابقة بالتعامل من موقع الندية والمصالح المشتركة مع دول العالم وخاصة مع امريكا كونها الدولة العظمى التي بحكم إنحيازها ودعمها اللامحدود للكيان الإستعماري الإحلالي العنصري الإسرائيلي بإنقلاب على واجباتها كدولة دائمة العضوية بمجلس الأمن بالعمل على ترسيخ الامن والسلم الدوليين ومتابعة ضمان تنفيذ القرارات الدولية بغض النظر عن الفصل التي تمت بموجبه إصدارها مما مكنه من شن حروب عدوانية توسعية اسفرت عن إحتلال اراض عدد من الدول كما اسفرت عن إحتلال باقي ارض فلسطين التاريخية في إنتهاك صارخ وجسيم لميثاق ومبادئ واهداف الأمم المتحدة كما حالت وتحول دون إلزام سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي بوقف جرائمها ورفض تنفيذ مئات القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس الأمن منذ عام ١٩٤٧ .
هذا الحال العربي المتشظي شكل حافزا للولايات المتحدة الأمريكية مع قرب نشوء نظام عالمي جديد الإنتقال بمخططها التوسعي عبر اداتها ألكيان الإسرائيلي المصطنع لمرحلته الثانية بعد أن خالها النجاح بتحقيق تصفية القضية الفلسطينية عبر :
▪︎ تقويق إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة ولقرار محكمة العدل الدولي القاضي بعدم شرعية وقانونية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة .
▪︎ بتهجير قسري للشعب الفلسطيني خارج وطنه التاريخي " جريمة تطهير عرقي " بدءا من قطاع غزة تمهيدا للإنتقال بنفس السيناريو إلى الضفة الغربية وما يمثله من مس بالأمن القومي الأردني والمصري .
إن إستهداف الدول المحيطة بفلسطين المحتلة " الأردن وسوريا ولبنان ومصر " ونجاح المخطط الإسروامريكي لا سمح الله بما يمثله من سياج حام ومانع وصد يعني الإنتقال إلى المحيط الثاني من مركز الدائرة " فلسطين " إما بالقوة العسكرية المباشرة او إثارة زعزعزات أمنية وإقتصادية واجتماعية في مسعى للمس بشرعية أنظمة حكم وتفتيت جبهاتها الداخلية .
ما تقدم يشير إلى أن القضية الفلسطينية ببعدها القطري لم تعد كما يحلوا للبعض إعتبارها قضية فلسطينية هروبا من مسؤولياتها وتنفيذا لضغوط أمريكية وإنما قضية عربية قومية عربية وإسلامية بامتياز .
اهداف العدوان الإسرائيلي :
للعدوان الإسرائيلي الإرهابي المدعوم امريكيا اهدافا عديدة منها :
أولا : التهجير القسري بإقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه بهدف إقامة دولة اليهود اليهودية على كامل ارض فلسطين التاريخية خالية من اي ديانة أخرى .
ثانيا : التحرر من الالتزامات المترتبة على الكيان الإستعماري الإسرائيلي بموجب المعاهدات والإتفاقيات الثنائية المبرمة برعاية أمريكية واممية كأتفاقية كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة وما قد تعنيه من تغيرات جغرافية وديموغرافية .
ثالثا : تقويض الأمن والسلم الإقليمي لضمان النفوذ والهيمنة الإستعمارية الأمريكية المباشرة وغير المباشرة .
رابعا : إدماج إسرائيل بإستراتيجيتها العدوانية التوسعية بالوطن العربي الكبير دون إحترام لحق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بما يمكنها فرض سطوتها المستندة للقوة الأمريكية على إستقلالية القرار السياسي والإقتصادي والعسكري والامني والتكنولوجي في الدول العربية خدمة للمصالح الأمريكية .
خامسا : منع اي شكل من أشكال القرار العربي الوحدوي او التنسيقي لحماية الأمن والإستقرار وتحقيق النهضة العلمية والصناعية والعسكرية بما يؤهلها لتبوأ قطب فاعل على الساحة العالمية ويكفل حريتها وسيادتها الفعلية على ثرواتها وإستقلالها .
سادسا : إخضاع كامل المنطقة العربية سياسيا وإقتصاديا للنفوذ الأمريكي وترسيخ سياسة فرض الأمر الواقع المستند للقوة العسكرية الغاشمة لعقود قادمة .
المطلوب من قمة القاهرة التصدي للمخطط الإسروامريكي :
ما تقدم يتطلب من قمة القاهرة وضع إستراتيجية موحدة للتصدي للمخططات الصهيوامريكية قوامها :
اولا : تجميد جميع اشكال الخلافات البينية على طريق حلها نهائيا .
ثانيا : تشكيل مظلة أمنية وعسكرية دفاعا عن الأمن القومي العربي والحيلولة دون الإستفراد بكل دولة على حدى .
ثالثا : إتخاذ الإجراءات والتدابير الفاعلة للضغط على أمريكا سياسيا وإقتصاديا وعلى اداتها الكيان الإسرائيلي الإرهابي بقطع كافة اشكال العلاقات والعمل على تجميد عضوية الكيان الإسرائيلي الإرهابي بالجمعية العامة للأمم المتحدة لإرغامها على تنفيذ القرارات الدولية بدءا من قرار ١٨١ و٢٧٣ وصولا لباقي القرارات الصادرة عن الجمعية العامة بدورتها الاخيرة ولقرارات مجلس الامن حتى قرار ٢٣٣٤ ولإحترام مبادئ وأهداف وميثاق الأمم المتحدة .
ثالثا : تبني موقف عربي موحد للرؤية الفلسطينية وتطويرها والبناء عليها إيجابا "إن لزم الأمر" التي تقدم بها الرئيس محمود عباس للقمة وتجديد التأكيد على الإلتزام بالمبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت عام ٢٠٠٢ وترجمة مضامينها عمليا عبر إتخاذ إجراءات عملية ضاغطة سبيلا لفرض تنفيذها لتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام ١٩٤٨ .
رابعا : تفعيل إتفاقية الدفاع العربي المشترك عمليا وإتفاقية التكامل الإقتصادي وكافة الإتفاقيات العربية المشتركة بإخراجها من الإدراج المغلقة .
خامسا : الإيمان بأن إجهاض المخطط الإسروامريكي بفلسطين ومحيطها السبيل الوحيد لصون وحماية الأمن القومي العربي الشامل فالقضية الفلسطينية لم تعد تقتصر بابعادها ونتائجها على فلسطين وإنما يمتد على الوطن العربي الكبير سلبا كان ام إيجابا مما يتطلب من جميع الدول العربية ان تتعامل معها كقضية داخلية .
قمة القاهرة تكتسب أهمية غير عادية من حيث توقيتها واهدافها برفض التهجير والمس بالأمن القومي الأردني والمصري كمقدمة لإستهداف الأمن القومي العربي بمفهومه القطري والشامل .
فلسطين كانت وستبقى مركز الصراع العربي الإسرائيلي وإن دعم نضال وصمود شعبها على أرض فلسطين التاريخية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى الحرية والإستقلال دفاع عن سيادة وأمن الوطن العربي الكبير باقطاره....
الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي يتطلع لقمة القاهرة الطارئة بثقة للإنتقال بترجمة مركزية القضية الفلسطينية ووحدة الموقف من المربع النظري إلى مربع العمل الذي يفرض نفسه قطبا مستقلا فاعلا على الساحة الدولية ضامنا وكافلا لأمنه ومصالحه وسيادته .
يجب عدم الإستهانة بمقومات القوة العربية بما تتمتع به وتمتلكه من مكانة جيو سياسية وإقتصادية وديموغرافية يؤهلها للتعامل مع ترامب من موقع الندية .
فليكن شعار القمة للتعامل مع امريكا بمعادلة الميزان ذا الكفتين :
• الأولى المصالح المشتركة
•والثانية مقابلها إلزام إسرائيل إنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة ولجميع الأراضي العربية المحتلة .... ؟
ترامب يقول السلام من خلال القوة اي إقصاء لقوة الحق والعدل ، هذا القول يستدعي من مؤتمر القاهرة الوقوف عنده والتحول لتعزيز وتجسيد عوامل قوتنا العربية المشتركة إلى قوة معادلة تكفل أمن وإستقرار وازدهار الوطن العربي وسيادته وحرية فلسطين وإستقلالها تبقى العنوان ...
لا مكان لضعيف على الساحة العالمية... والعمل لمغادرة مربع الضعف بات امرا ملحا.... ؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 24 دقائق
- أخبارنا
آل يعيش وآل كنعان مصاهرة ونسب .. الوزير القضاة طلب والشيخ الخريشا اعطى
أخبارنا : جاهه كبرى ضمت رجالات الوطن بمختلف أطيافه السياسية والحكومية والاقتصادية والمالية والعشائرية كانت حاضرة في قاعات فندق الانتر كونتننتال - عمان وشاهدة على المصاهرة والنسب بين آل يعيش وآل كنعان التي شهدت وقرأت الفاتحة بنية التوفيق والقبول بين ماهر نجل رجل الاعمال المعروف المهندس طلال يعيش على كريمة الدكتور امجد كنعان الآنسة والمهذبة صاحبة الصون والعفاف لارا . آل يعيش اختاروا وزير الصناعة والتجارة يعرب القضاة متحدثاً باسمه وناطقاً عنهم فيما اختارت جاهه آل كنعان الوجيه والشيخ العشائري المعروف مجحم الخريشا للرد على الطلب مبارك للعائلتين نسبهمها ومبروك للعروسين "ماهر ولارا" ونتمنى لهم حياة هانئة وسكينة وسعادة وان يتم الله مشوارهما وحياتهما ويبارك بهما وعليهما ويقر اعين والديهما بالأسرة الجديدة الطيبة.


أخبارنا
منذ 24 دقائق
- أخبارنا
البريد الأردني يهنئ جلالة الملك وولي العهد والأسرة الأردنية بعيد الاستقلال 79 .
أخبارنا : يرفع رئيس مجلس إدارة البريد الأردني، سامي كامل الداوود، واعضاء مجلس الإدارة، والمدير العام هنادي الطيب ،وكافة العاملين بالبريد الأردني ، أسمى وأصدق آيات التهنئة والتبريك، إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد ، بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين. هذا العيد الغالي على قلوب الأردنيين جميعا، الذي يشكل حدثا تاريخيا مجيدا، وهم ويواصلون مسيرة البناء، والعطاء والإصرار على الانجاز، وتقديم الأردن أنموذجا للدولة الحضارية، التي تستمد قوتها من تعاضد أبناء الأسرة الأردنية الواحدة ، والثوابت الوطنية، والمبادئ والقيم الراسخة ،التي حملتها الثورة العربية الكبرى، ويلتف حولها الأردنيون كافة. مستذكرين هذا اليوم الخالد والمشرف، في تاريخ الوطن، عنوانا لحريتهم ومجدهم، حيث يفخر الأردنيون في عيد الاستقلال، بوطنهم ومليكهم، ويمضون قدما لتعزيز مسيرة بناء الأردن، بخطى واثقة، نحو التحديث السياسي ومسارات الإصلاح الاقتصادي والإداري، ضمن منظومة متكاملة ومتناغمة. وفي هذا اليوم العظيم نؤكد التفافنا حول قائد الوطن، وقواتنا المسلحة الباسلة الجيش العربي المصطفوي، وأجهزتنا الأمنية ، بعزيمة أهل العزم، الصادقين المخلصين الأوفياء، معاهدين الله، بأن نبقى الجند الأوفياء، لتراب الأردن الطهور، وقيادتة الهاشمية المظفرة. حفظ الله الأردن وطنا عزيزا آمنا كريما مطمئنا مستقرا نهضويا بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه . #عيد الاستقلال _البريد الأردني.


أخبارنا
منذ 24 دقائق
- أخبارنا
الاستقلال جوهرة ثمينة وسلسلة متواصلة من الإنجازات
أخبارنا : عهود مرت وعقود مضت من عمر المملكة الأردنية الهاشمية، والمسيرة المباركة تزهر وتثمر، وتلقي بظلالها على ربوع الوطن الخلابة بعز الهاشميين الأطهار، أصحاب الريادة والسيادة، فمن عهد إلى عهد مجد يمتد وإنجاز يتجدد، منذ تأسيس الإمارة حتى أيامنا هذه، بناء ونماء وسخاء ورخاء وخير وعطاء عناوين كبيرة ذات معان عظيمة راسخة الجذور لمحطات خالدة من عمر الوطن الأشم صاغها الهاشميون الأخيار لنهضة البلاد ومجد الأمة فكان الاستقلال مظلة ألقت بفيئها على رحاب المملكة الخضراء فأثمرت خيرا وفيرا عم أرجاء البلاد. ورسخ الهاشميون عبر التاريخ قاعدة عميقة الارتباط مع جميع دول العالم حتى أصبح الأردن مشهودا له في كل المحافل الدولية، فقد وضع جلالة الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه الدولة والشعب نصب عينيه، ساعيا إلى الارتقاء بالدولة وتطورها ووضعها على خارطة العالم بعد أن بذل جهودا ومضنية في سبيل تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 وتعد هذه المرحلة في تاريخ الأردن نقطة تحول هامة وبعد 25 عاما من الكفاح الطويل تحقق حلم الاستقلال وتحولت إمارة شرق الأردن إلى المملكة الأردنية الهاشمية ذات السيادة والقانون والهيكلية السياسية المحددة بالأنظمة واللوائح الضابطة، فشهدت البلاد مزيدا من التطور والتقدم والتحديث، بدءا من جلالة الملك المؤسس والملك طلال صانع الدستور والملك الحسين الباني وصولا إلى جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه. ونالت القوات المسلحة حظا وافرا وحصة كبيرة منذ تأسيس الإمارة حتى وقتنا هذا ومرت بالعديد من مراحل التطوير والتحديث شملت جميع النواحي تنظيما وتسليحا وتدريبا واستطاعت خلالها مواكبة الجيوش المتقدمة في هذه المجالات حتى وصلت لدرجة عالية من الاحترافية والكفاءة والتميز مكنتها من أداء أدوارها الدفاعية والقومية والإنسانية والتنموية على أكمل وجه واستطاعت بهمة الهاشميين الأخيار أن تمد يد العون والمساندة لكل محتاج، فأغاثت الملهوف، ولبت نداء المحتاجين داخل الوطن وخارجه وغدت عنوانا للأصالة والتميز والإباء. واستطاع الجيش العربي بفضل القرار الحكيم والصائب لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، أن يمتلك زمام الأمور وينطلق في أداء مهامه وتنفيذ واجباته بكل كفاءة واحترافية واقتدار ومراعاة لمصالح البلاد وشؤونها وحفاظا على حقوق مواطنيها، حيث غدا الجيش درة الوطن وشامة وضاءة على جبين البلاد، وحافظت القوات المسلحة التي تعد من أقدم الجيوش العربية على عقيدتها العسكرية المستمدة من مبادئ الثورة العربية الكبرى، حيث تعتبر القوات المسلحة من الركائز الأساسية التي تضمن أمن واستقرار الوطن، فضلا عن الأدوار التنموية والمساهمة الفاعلة في العمليات الإنسانية والإغاثية. وأولى الهاشميون منذ اللحظة الأولى للحكم القوات المسلحة جل الاهتمام والرعاية لتواكب آخر التطورات في العصر الحديث من الناحية التأهيلية والقدرات التسليحية، إضافة إلى السعي الدائم لتطوير قدراتها ورفدها بأحدث الأسلحة والمعدات لتكون قادرة على حماية مقدرات الوطن وصون مكتسباته وتنفيذ ما يوكل لها من مهام وواجبات، وتم إعادة تنظيمها بما يتناسب مع التهديدات المتوقعة من خلال إعادة هيكلة عدد من الوحدات وتشكيلات المناطق وتزويدها بأحدث الأسلحة، ودمج بعض التشكيلات والمديريات ذات الأدوار المتشابهة، وإعادة تنظيم بعض الوحدات. وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، جاءت التوجيهات الملكية بإجراء خطة هيكلة القوات المسلحة لتطوير أدائها، لتتمكن من مواجهة جميع التحديات من خلال مراجعة المتطلبات المتعلقة بتطوير وتحديث القوات المسلحة من حيث الإعداد والتدريب والتسليح بما يتواءم مع المستجدات بشكل يضمن أعلى مستويات التنسيق مع الأجهزة الأمنية من خلال دمج بعض التشكيلات وتعزيز قدراتها للتعامل والتصدي للتهديدات المتوقعة، فشهدت القوات المسلحة نقلة نوعية في مجال التسليح من خلال رفدها بأحدث منظومات الأسلحة للقيام بمهامها بكفاءة عالية وإنجاز واجباتها بتميز واقتدار. وشمل هذا التحديث القوات البرية والقوات الجوية والقوة البحرية والزوارق الملكية والعمليات الخاصة التي انضم جلالة الملك إليها في 20 تشرين الثاني عام 1994 وعين قائدا لها وتم إعادة تنظيمها لتكون قوة مرنة وضاربة قادرة على الانتشار السريع والتنقل البري والجوي والبحري، حيث وجه جلالته بتزويدها بأحدث التقنيات ووسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات والأسلحة لمواكبة تطورات الحرب الحديثة ولتصل إلى ما أراد جلالته من الاحتراف والتميز لتنفيذ ما يوكل إليها من واجبات بكفاءة عالية. كما تم رفد مختلف وحدات القوات المسلحة بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الصناعات الدفاعية من الأسلحة والمعدات والآليات بما يضمن رفع قدرات القتال في مختلف الظروف والأوقات، حيث تم إدخال دبابات وناقلات جند حديثة لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة وتحديث الأسلحة الفردية، إضافة إلى تشكيل لواء مدرع خفيف وتسليحه بدبابات وناقلات جند مدولبة، ليكون ذا قابلية حركة عالية، بالإضافة إلى إدخال دبابة تشالنجر ودبابة السينتارو، وتشكيل لواء سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان-التدخل السريع وتزويده بوسائط النقل البرية والجوية ليشكل قوة ضاربة يستطيع من خلالها مواجهة أي تهديد بأسرع وقت ممكن واستخدامها في الزمان والمكان المناسبين وتشكيل كتائب هاون (120 ملم) منها قسم محمول في آليات ذات تكنولوجيا عالية كما تم توفير قوة ردع ذات قابلية حركة عالية من خلال إدخال راجمات الصواريخ للخدمة في القوات المسلحة. ونفذ سلاح الجو الملكي برنامجا واسعا للتحديث قام على عمليتي الإزاحة والإحلال واستبدل الكثير من الطائرات والمعدات القديمة، وتم إحلال طائرات ومعدات حديثة، وشملت هذه العملية تحديث أسراب طائرات (F-16) العاملة في سلاح الجو الملكي، وإنشاء أسراب من الطائرات العامودية المقاتلة، وإنشاء لواء الأمير هاشم بن عبدالله الثاني/ طيران العمليات الخاصة، الذي تم تزويده بطائرات حديثة من نوع "بلاك هوك والليتل بيرد"، ثم جرى هيكلته ليصبح ضمن قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية بعد إعادة الهيكلة وإدخال طائرات التدريب المتقدم (PC- 21) طائرات (GROB) للخدمة، وتحديث أسطول طائرات النقل الاستراتيجي في سلاح الجو الملكي من نوع (C-130J) إضافة إلى تحديث منظومة الدفاع الجوي. وتم تحديث زوارق القوة البحرية الملكية، والعمل على زيادة قدراتها، لتكون قادرة على حماية المياه الإقليمية للمملكة في العقبة وشواطئها، وتم إدخال زوارق حديثة تواكب أحدث القطع البحرية في العالم (بحث وإنقاذ، اسعاف، مقاتلة)، وتم تشكيل كتيبة المشاة البحرية/77 عام2009. وطور الأردن منظومات مراقبة الحدود وأصبحت تضم أنظمة إلكترونية متطورة تشمل الكاميرات والرادارات والطائرات المسيرة، لزيادة القدرة على المراقبة والكشف للأهداف الأرضية والمركبات والأشخاص والطائرات المسيرة وأنظمة التداخل الإلكتروني، وتوفر هذه المنظومة قدرات ردع للتهديد المتنامي الناتج عن استخدام الطائرات المسيرة لأغراض الاستطلاع والتهريب، إضافة إلى توفير كشف راداري لتهديد الطائرات المسيرة في المناطق الحدودية. من جهة أخرى، شهد الدور التنموي للقوات المسلحة تطورا كبيرا، ففي مجال التربية والتعليم ازدادت أعداد مدارس الثقافة العسكرية لتصل إلى 55 مدرسة عام 2025، واستفاد من المنح الدراسية الجامعية "المكرمة الملكية السامية لأبناء العسكريين العاملين والمتقاعدين" أكثر من 100 ألف طالب وطالبة. وتغطي الخدمات الطبية الملكية شريحة واسعة من مواطني المملكة بالتأمين الصحي من خلال مستشفياتها ومراكزها المنتشرة في جميع محافظات المملكة التي تم إنشاء عدد منها أخيرا، وتتميز اليوم بأنها أصبحت ذات بعد عالمي وعربي واضح في نظام خدماتها من خلال مقدرتها على فتح مستشفيات لإغاثة المتضررين من الكوارث والحروب. وكانت القوات المسلحة بتوجيهات جلالة القائد الأعلى على الدوام حاضنة للإنسانية وملهمة خصوصا في الملمات على اختلافها، وكانت أبرز المشاهد الإنسانية تتجلى في المستشفيات الميدانية التي لبت النداء إقليميا ودوليا سعيا لإغاثة الملهوف ومد يد العون والمساعدة، حيث وصلت أعداد الدول التي أرسلت إليها مستشفيات أو محطات جراحية إلى 25 دولة صديقة وشقيقة، وللقوات المسلحة الآن ثلاثة مستشفيات ميدانية موزعة في شمال غزة، وجنوبها في "خان يونس" ونابلس، ومحطتان جراحيتان في رام الله وجنين، كما استطاعت القوات المسلحة أن تنفذ ثالث أكبر عملية تزويد لوجستي في العصر الحديث على قطاع غزة، إذ عملت القوات المسلحة بأقصى طاقتها وإمكاناتها لهذا الجهد الإنساني العظيم الذي لعب دورا مهما في التخفيف من المعاناة الإنسانية للأشقاء في القطاع جراء الحرب. وتضاعف دور القوات المسلحة في الأمن الغذائي الوطني من خلال إنشاء الأسواق التابعة للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية في جميع أنحاء المملكة، بالإضافة للمشاريع الزراعية الريادية التي تشرف عليها القوات المسلحة آخرها في منطقتي الباقورة والغمر، كما أسهمت القوات المسلحة بتطهير مساحات حدودية واسعة من الألغام ليصار إلى الاستفادة منها في الزراعة، فضلا عن إنشاء وترميم العديد من السدود والحفائر المائية في مختلف مناطق المملكة. وتم تحديث وتطوير وإعادة افتتاح متحف صرح الشهيد عام 2016 وإنشاء العديد من المتاحف العسكرية "متحف جامعة مؤته الجناح العسكري عام 2012، متحف المشير حابس المجالي عام 2014، متحف المنطقة العسكرية الشرقية عام 2018، تحديث صرح ومتحف الكرامة عامي 2018 و 2023، متحف قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية عام2021، متحف الحرس الملكي الخاص في عام 2021، متحف كلية الأميرة منى للتمريض عام 2022، وغيرها من المتاحف العسكرية، استذكارا لبطولات وتضحيات نشامى القوات المسلحة وشهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وقضايا الأمة. وفي إطار اهتمام جلالة القائد الأعلى بالتطوير والتحديث الإداري لمنشآت القوات المسلحة، تم تطوير وإنشاء عدد كبير من المباني في تشكيلات ووحدات القوات المسلحة، وافتتح جلالته أخيرا المقر الجديد للقيادة العامة للقوات المسلحة، بحضور ولي العهد، الذي يقع على مساحة أرض تبلغ 300 دونم بمنطقة ياجوز وأُنشئ وفقا لأحدث الأسس والمعايير الهندسية. --(بترا)