
«درونز الحج».. مهمات متعددة في «الأنسنة» والرصد والبث
أضحت «الدرون» وتقنيات الذكاء الاصطناعي عنصراً مهماً في مهمات الحج لتعزيز أعمال المراقبة والرصد وإدارة الحشود وإطفاء الحرائق ومراقبة الطرق وتقديم الخدمات الصحية وإيصال الأدوية، وتحليل المشهد بشكل لحظي، والتعرف على الأنماط غير الطبيعية، وإرسال تنبيهات فورية إلى مركز العمليات والتحكم، بما يتيح سرعة الاستجابة واتخاذ الإجراءات اللازمة لأمن وسلامة ضيوف الرحمن.
وسخرت السعودية هذه التقنية لخدمة الحجاج ضمن منظومة أمنية متكاملة تهدف إلى خلق بيئة منظمة وآمنة لهم ما يعكس مستوى الوعي الأمني والتقني الذي بلغته المملكة، الذي بات يدمج بين التطور التكنولوجي والحس الإنساني لتوفير تجربة حج آمنة وميسّرة للجميع، وتطوير تجربة استخدامات الرقمنة، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في التيسير على الحاج، وضمان أمنه، وتعزيز راحته.
وتشارك «الدرون» في حج هذا العام عبر قطاعات حيوية عدة؛ فطائرة «صقر» يستخدمها الدفاع المدني لأغراض الإطفاء لأول مرة، إذ أطلق الدفاع المدني هذا العام، طائرة «صقر» للإطفاء والإنقاذ، بتقنية ذكية وبقدرات متطورة وسرعة استجابة عالية.
وتعمل «صقر» لمدة 12 ساعة بارتفاعات عالية، وحمولة تصل إلى نحو 40 كيلوغراماً، وتستخدم نظام إطفاء متعدد الأغراض، وأنظمة إنقاذ وتحكم وأمان وكاميرات حرارية مع إمكانية بث مباشر للموقع وقابلية الربط بمركز القيادة والتحكم.
وتتعدد استخدامات الطائرة في المباني الشاهقة والمواقع الصناعية أو المحتوية على مواد خطرة والمناطق المزدحمة وحرائق الغابات، وتمتاز بسرعة استجابة عالية وتقليل المخاطر على الأفراد ودعم اتخاذ القرار عبر التصوير اللحظي.
أخبار ذات صلة
وفي مجال الأمن والمشاركة في حفظ أمن وسلامة ضيوف الرحمن، توفر طائرات الدرون المتطورة التابعة للأمن العام، قدرة فائقة على التحليق في الأجواء وحدود المشاعر، لرصد مخالفي أنظمة الحج ضمن حملة «لا حج بلا تصريح»، ومتابعة جميع المركبات التي تتسلل محاولة الدخول من مسارات غير معتادة عبر المناطق البرية وعلى سفوح الجبال لضبط المخالفين، وهو ما كشفت عنه الأجهزة الأمنية التي أعلنت إيقاف العديد من المخالفين قبل وصولهم إلى وجهتهم بعد رصد تقني من الدرون لتحركات مركبات مخالفة متجهة لمكة عبر منطقة برية بهدف التسلل إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج بطريقة مخالفة، لتسهم «الدرون» في ضبط مخالفي أنظمة وتعليمات الحج.
ولم يتوقف تسخير التقنيات لخدمة الحجاج، فأعلنت وزارة الصحة تفعيل طائرات الدرون ضمن منظومة الإمداد الطبي في موسم هذا العام، في خطوة ريادية تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم في إدارة الإمداد الطبي الذكي للحشود الكبرى.
وتسهم «الدرون» في منظومة الإمداد الطبي خلال موسم الحج، في سرعة الاستجابة ودقة الإمداد للأدوية لتصل في حدود ست دقائق لوجهتها بالمنشآت الصحية في المناطق الأكثر ازدحاماً، لتختصر وقت النقل من ساعة ونصف الساعة إلى ست دقائق، مستهدفةً ستة مرافق طبية رئيسية، منها ثلاثة في مشعر عرفات، وثلاثة في مشعر منى، وذلك لتحقيق أسرع استجابة صحية حفاظاً على سلامة ضيوف الرحمن.
وفي جانب الطرق، توظف الهيئة العامة للطرق «الدرون» في مراقبة الحركة وفحص الطرق، ومتابعة حركة الحجاج ومراقبة المسارات والجسور والعبارات والتحويلات المرورية، لضمان انسيابية الحركة وتدفقها بكل الاتجاهات.
وتقوم «الدرون» بأعمال الكشف الرقمي والتصوير الحي والمباشر، إضافة إلى حفظ السجلات، لتغذية مراكز الاستقبال والمعلومات التابعة للهيئة، ومساعدتها على اتخاذ القرار في الوقت والمكان المناسبين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 38 دقائق
- عكاظ
حج مثالي ناجح
نجح حج 1446 بامتياز بفضل تكامل كافة الجهود والإمكانات التي وفرتها حكومة المملكة، في استمرارٍ للنجاحات المتوالية التي مكّنت الملايين من أنحاء العالم في أداء الفريضة بأمن واطمئنان وسلام. لقد بذلت كافة القطاعات الحكومية المعنية كل طاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن وإزالة أي عوائق تواجههم، واستطاعت هذه القطاعات توسيع التنسيق والتعاون والشراكة لتنفيذ المهمات طبقاً للخطط التي وضعتها الدولة في هذا الشأن. واتخذت الحكومة السعودية جملة من الضوابط والتدابير لمنع الظواهر السالبة والتصدي لها، ولعل أهم التنظيمات التي أسهمت في نجاح الموسم؛ إلزام المواطنين والمقيمين بالحصول على تصريح الحج، وإطلاق الحملة الواسعة لمنع الزائرين من الدخول إلى مكة والمشاعر والمقدسة، وفرض العقوبات الصارمة على المخالفين. وفي الجانب الأمني، تم توفير كل المُعينات للأجهزة الأمنية والعسكرية لأداء مهماتها في حفظ وسلامة الحجاج، ووضع شعار «أمن الحجاج خط أحمر» موضع التنفيذ بلا تهاون أو تردد. أخبار ذات صلة في الحقل الطبي، أدخلت الدولة تقنيات جديدة في العلاج وإسعاف المصابين والوقاية، عبر أجهزةٍ إلكترونيةٍ عاليةِ الدقة والسرعة، فيما أنجزت في جانب البنية التحتية عدداً كبيراً من المشروعات التي أسهمت في إنجاح الموسم المثالي. ومن أهم الخطوات التطويرية في هذا الموسم؛ التوسع في استخدام الذكاء الصناعي في التعامل بكافة المحاور الطبية واللوجستية والوقائية والتوعية.. كل ذلك أثمر عن موسم حج نموذجي ناجح.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
خلال فترة الحج.."عناية الحرمين الشريفين" تفعّل مبادرة "إحرام مستدام"
فعّلت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مبادرة "إحرام مستدام"، في موسم الحج ١٤٤٦هـ، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني لإدارة النفايات. وتهدف المبادرة إلى تعزيز الاستدامة البيئية في المسجد الحرام خلال فترة الحج، وتقليل التلوث البيئي، والتثقيف بأهمية إعادة الاستخدام من خلال إعادة تدوير إحرامات الحجاج بعد التحلل من النسك. وتعمل هذه المبادرة على الاستفادة من فائض الإحرامات والسجاد والشنط عبر جمع وفرز مخلفات منسوجات الحجاج، ثم إعادة تدويرها وتوزيعها. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة للحد من إنتاج النفايات، وتعزيز الوعي بأهمية الاستدامة والمحافظة على البيئة من قِبَل فرق متخصصة تعمل على تنفيذ هذه العمليات بطرق مبتكرة تسهم في تقليل النفايات وتحويلها إلى منتجات مستدامة.


صحيفة مكة
منذ 2 ساعات
- صحيفة مكة
حرائق الغابات عرض أم مرض
اندلعت الأسبوع الماضي عدة حرائق في أماكن مختلفة وفي أوقات متتابعة، استمر بعضها لعدة أيام، ولله الحمد أخمدت بعد جهود مضنية من الدفاع المدني، نظرا لوعورة التضاريس وانكشاف المنطقة وكثرة الوقود من حشائش وشجيرات وأشجار سريعة الاشتعال ونشاط الرياح وغيرها من الأسباب. لن أخوض في سبب أو أسباب الحرائق فلم تعلن نتائج التحقيقات، ولا نعلم أهي عرضية أم مفتعلة، ولكن سأتحدث عن حرائق الغابات لدينا بشكل عام سواء من ناحيتي الوقاية والحماية، فالوقاية هي منع نشوب الحرائق بمنع أسبابها، والحماية هي مكافحة الحرائق بعد نشوبها. والحريق بشكل عام يعتبر عرضا لمرض من أسبابه الجهل والإهمال. تكاد تكون مملكتنا الحبيبة قليلة الغطاء النباتي وخصوصا الغابات لطبيعتها الصحراوية، وتكاد تنحصر الغابات في سلسلة جبال السروات، وهي فقيرة بيئيا لأسباب منها الجفاف والزحف العمراني، لذلك فالمحافظة على هذا الكنز الأخضر يعتبر مطلبا وطنيا، وهو الأمر الذي دعا وزارة البيئة لسن قوانين تمنع الرعي والاحتطاب، وقد لمسنا له جانبا إيجابيا يتحدث عن نفسه، وجانبا آخر سلبيا حيث انتشرت بكثافة في تلك الغابات الحشائش والأشجار اليابسة التي تشكل بيئة خصبة للحرائق. ولذا ينبغي على وزارة البيئة إعادة النظر في قانون منع الرعي والاحتطاب، بحيث تراعي فيه مواسم للرعي، حيث تقوم المواشي بتناول الأعشاب مما يساهم في تقليلها، وأما من حيث الاحتطاب فيمكن أن تقوم الوزارة بتكليف متعهدين مختصين بإزالة الأشجار والفروع اليابسة التي تنتشر في الغابات أو تلك التي جرفتها السيول وألقت بها في بطون الشعاب والأودية، وهذا يمكن أن يسهم في تحقيق إيرادات للوزارة إضافة لأثره الإيجابي على البيئة، وفي الوقت نفسه يجب التنسيق مع الجامعات ومراكز الأبحاث في إعادة تأهيل وتوفير بدائل لما يتم قلعه. ومن ناحية أخرى يجب تكثيف الدور الرقابي للوزارة، فالدوريات السيارة لا تكفي ما لم تدعم بدوريات راجلة، وكذلك عن طريق استخدام التقنية الحديثة سواء بطائرات الدرون أو عن طريق الأقمار الصناعية. هذا من ناحية الوقاية، أما من ناحية الحماية فالدفاع المدني بحاجة إلى تأهيل فرق متخصصة في حرائق الغابات والمناطق المفتوحة والوعرة، فالتعامل مع هذه الحرائق من أصعب ما تواجهه فرق الإطفاء حتى في أكثر الدول تقدما، ويجب تأهيل هذه الفرق من حيث التدريب وتوفير الآلات والتقنيات الحديثة المخصصة لحرائق الغابات والمناطق المفتوحة والوعرة. كما يمكن استخدام هذه الفرق للمشاركة في الدول الأخرى التي تنشب بها حرائق الغابات لاكتساب المزيد من المهارات والخبرات. وبالنسبة للاستعانة بالمتطوعين كما رأيت في هذه الحرائق فللأسف الشديد كانت تجربة غير ناجحة لعدة أسباب أهمها العشوائية، فكثير حاول التطوع للمساهمة، ولكن بصورة بدائية تفتقر للفحص الطبي واللياقة البدنية فضلا عن توفر الملابس الواقية والتدريب والتأهيل. ومن هذا المنبر يمكن توجيه الدعوة للدفاع المدني بتكثيف برامج التطوع واختيار المتطوعين من المؤهلين صحيا وبدنيا وإلحاقهم ببرامج دورية متخصصة في حرائق الغابات، وربما لا يخفى عليكم أن هناك محطات إطفاء الحريق في بعض الدول المتقدمة يتم تشغيلها بالكامل من قبل المتطوعين. كما يجب على الدفاع المدني عمل خطط افتراضية لحرائق الغابات والمواقع الوعرة بشكل دوري، بحيث يتم في هذه الفرضيات قياس مستوى التدريب والتنسيق، والمعدات، ومركز القيادة والسيطرة. في الختام، نحمد الله أن هذه الحرائق لم ينجم عنها خسائر في الأرواح، ولكن الخسائر الفادحة كانت تلك الأشجار النادرة والمعمرة وتلك الموائل الطبيعية لكثير من الكائنات الحية والتي نحتاج إلى عقود من الزمن لتأهيلها وتعويضها، نسأل الله أن يحمي بلادنا من كل سوء. raheenalzain@