
مومياء (الولاية) وسراب (الغدير)!
ظل بشر يتحكمون برقاب بشر مثلهم طيلة عهود طويلة من الزمان، وتنزل الإسلام من علياء السماء ليطلق الناس من أغلال العبودية لغير الله تعالى، وبعد قرون من إطلاق الإسلام لقيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتطبيقها من قبل قرون الخيرية الأولى، استجاب كافة البشر وتواطأت الأمم على هذه القيم مهيلة التراب على خرافات (الحق الإلهي) ومجرّمةً لوسوسات (الثيوقراطية)!
وبعد زمن من هذا الاتفاق العالمي، انبعث الهو.ثيون من بين صحائف الكتب الصفراء مستغلين انقسام اليمنيين، وساروا عكس هذا التيار الهادر؛ فأخرجوا من قبور التأريخ مومياء (الحق الإلهي) المزعوم في الحكم لسلالة محددة بعد أن صارت رميما، وقلدوا أشقاءهم من الشيعة الاثني عشرية في القيام بسقي هذه المومياء من سراب (الغدير) لعل الحياة تعود لها على شاكلة ما فعل السامري حينما أخرج لبني إسرائيل عجلاً له خوار!
وها نحن نسمع خوار السلاليين وهم ينفخون في رماد الخرافات، ويكثفون الأساطير حول الولاية المزعومة لعلي بن أبي طالب في كل موسم ولا سيما في هذا الموسم الخصب!
ولم يبالوا في هذا الطريق بدهس مقاصد الشريعة، وتشويه أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتحريف وقائع سيرته النبوية وسيرة خلفائه الراشدين، والتي تضافرت على الإعلاء من شأن كرامة الإنسان، وتعبده من قبل ربه بالحرية والمساواة والعدالة كحرمات ينبغي صيانتها وليس كحقوق يمكن التنازل عنها!
وداسوا في ذات الدرب على حقائق التاريخ ووقائع هذا الزمان الذي جعل أكثر العنصريين في العالم، وهم اليهود، يتحررون من هذه الأوهام ويقيمون دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع المواطنين في كيانهم اللقيط!
وقام الحوثيون إياهم بسنّ قوانين تعطي السلالة الهاشمية حقوقا متميزة عن سائر اليمنيين، وأولها ما يختص بما يسمى الخُمس، في ظل صمت بعض الفقهاء التقليديين الذين ثاروا ضد بعض الكُتّاب لأن أحدهم أخطأ هنا أو جدّف هناك، لكنهم صمتوا هنا صمت القبور!
وها هم خريجو الكهوف والقبور يستغلون مناسبات دينية ويبتدعون أخرى؛ من أجل تجريف ما وقر في عقول عامة اليمنيين وقلوبهم من معارف وقناعات تتصل بقيم الحرية والكرامة والمساواة والعدل، وحشوها بأكاذيب التفضيل والتمييز وخرافات الوصية والولاية والحق الإلهي، وفقاً للحيوانات المنوية والجينات الوراثية، مستفيدين من تجربة الشيعة الاثني عشرية الذين تزيد مناسباتهم الدينية المزعومة عن ثلاثين مناسبة في العام، تلك المناسبات التي أعاد لها الخميني، في كتاب له، الفضل في بقاء الطائفة الإمامية، مؤكدا أن الاثني عشرية كانت ستنقرض لولا هذه المناسبات التي يتم استثمارها في تعبئة العامة بالكثير من الأكاذيب والخرافات؛ من خلال استثارة العواطف والانفعالات التي تجعلهم بأيدي أسيادهم كالموتى بأيدي مغسليهم!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 33 دقائق
- اليمن الآن
البرلماني الدكتور محمد رشاد العليمي يعزّي بوفاة الشيخ عبده أحمد عبدالولي الحاج
القاهرة : بعث عضو مجلس النواب الدكتور محمد رشاد العليمي برقية عزاء ومواساة إلى الأخ شهاب عبده أحمد عبدالولي الحاج وإخوانه، وذلك في وفاة والدهم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبده أحمد عبدالولي الحاج، الذي وافاه الأجل بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني والاجتماعي، وكان له دور بارز في الإصلاح وحل النزاعات وتعزيز السلم الأهلي. وأشاد الدكتور العليمي بمناقب الفقيد وسجاياه الحميدة، مشيرًا إلى ما كان يتمتع به من حكمة ومكانة اجتماعية مرموقة، وما بذله من جهود في خدمة الناس والعمل الخيري، مؤكدًا أن الفقيد كان مثالًا للرجل الصالح والإصلاحي المخلص. وعبّر الدكتور محمد رشاد عن أحرّ التعازي وصادق المواساة إلى أبناء الفقيد وكافة أفراد أسرته، سائلًا المولى عزّ وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون. تعليقات الفيس بوك


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 36 دقائق
- وكالة الأنباء اليمنية
البيضاء.. فعاليات ثقافية في ذكرى رحيل العالم الرباني بدر الدين الحوثي
البيضاء - سبأ: نُظِّمت في مدينتي البيضاء ورداع وعدد من مديريات المحافظة، اليوم، فعاليات وأمسيات ثقافية بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني السيّد بدر الدين أمير الدين الحوثي. وفي الفعالية بمدينة البيضاء، نوَّه مسؤول الأوقاف، عبد الرحمن الجرموزي، بالدور التنويري الديني الذي قدّمه العالم الرباني الحوثي، الذي انتفع بعِلمه كثيرٌ من أبناء اليمن والأمة الإسلامية. ولفت إلى أنّ هذه الذكرى تُعيد إلى الأذهان صبر وتضحية وعطاء وشجاعة وحكمة وحُسن قيادة العلامة السيّد بدر الدين الحوثي، وحرصه على تنوير الأمة. واعتبر الجرموزي هذه الذكرى محطة إيمانية لاستذكار مواقفه وشجاعته وتضحياته في مواجهة الظلم والطغيان.. مؤكّدًا ضرورة المُضي على نهج السيّد بدر الدين الحوثي، وترسيخ الهوية الإيمانية، وما وصلت إليه اليمن من عِزّة وقوة بفضل الله. كما تطرّقت كلمات الفعاليات إلى دور العلّامة الحوثي في مواجهة الاستكبار الداخلي والخارجي، والتصدي للمدّ الوهابي والأفكار التضليلية والهدّامة من خلال عشرات المؤلفات. وأشارت إلى مآثر فقيد الأمة والمؤسس الأول للمسيرة القرآنية العلامة بدر الدين الحوثي، ودوره في إنشاء المدارس الصيفية، وتركيزه على علوم القرآن والفقه والتاريخ واللغة العربية.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 37 دقائق
- وكالة الأنباء اليمنية
حجة.. فعاليات بيوم الولاية وذكرى رحيل السيد بدر الدين الحوثي
حجة - سبأ: نظمت في محافظة حجة اليوم، فعاليات خطابية بذكرى يوم الولاية والذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني السيد بدر الدين الحوثي. واستعرض مدير التوجيه المعنوي بأمن المحافظة الرائد عبدالحكيم المقعد في فعالية لنزلاء الإصلاحية بمركز المحافظة فضائل الإمام علي - عليه السلام وزهده وشجاعته وتضحيته وتقواه ودوره في نشر الإسلام والدفاع عنه. وبين أن إحياء ذكرى يوم الولاية متوارث من الآباء والأجداد ويجسد عمق العلاقة بين أحفاد الأنصار والإمام علي - عليه السلام - وهي محطة لتجديد الولاء له والسير على نهجه وتعزيز الصمود والثبات في مواجهة الاستكبار العالمي. فيما استعرضت كلمات فعاليتين في وشحة ووادي كحل في المغربة بالذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني السيد بدر الدين الحوثي مواقف فقيد الأمة في التصدي للفكر الوهابي من خلال العديد من المؤلفات. وأكدت أهمية الاقتداء بالعلامة السيد بدر الدين الحوثي الذي يمثل امتدادا للإمام علي - عليه السلام - في علمه وزهده وشجاعته وتقواه ومواقفه في مواجهة الاستكبار الداخلي والخارجي والتصدي للأفكار والعقائد الباطلة.