logo
وقفة مع كلمة السفير الصيني في حفل الوداع

وقفة مع كلمة السفير الصيني في حفل الوداع

عمونمنذ 8 ساعات

في أجواءٍ تملؤها مشاعر الامتنان والتقدير، ألقى سعادة السفير الصيني تشن تشوان دونغ كلمته الوداعية بعد ما يقارب الخمس سنوات من الخدمة الدبلوماسية التي كانت حافلة بالعطاء والإنجاز، ومليئة بالإنسانية والتواصل الصادق مع الشعب الأردني.
لقد شكّلت هذه الكلمة محطة وجدانية وإنسانية عميقة، تجلّت فيها أبعاد الدبلوماسية الهادئة والناجحة التي طبعت أداء السفير طيلة فترة عمله في الأردن، حيث عبّر بصراحة وعاطفة صادقة عن محبته للأردن قيادةً وشعبًا، وعن اعتزازه بالعلاقات الثنائية بين بكين وعمّان، مؤكّدًا أنها مبنية على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة.
لم يقتصر السفير تشن في حديثه، على تناول الملفات السياسية والاقتصادية، بل ذهب بعيدًا في التعبير عن تقديره العميق للثقافة الأردنية، من جمال الطبيعة إلى عمق التاريخ، من فسيفساء مادبا إلى أصالة المنسف، ومن النجوم في وادي رم إلى التنوع الديني في السلط. هذا الانغماس الثقافي لم يكن مجرد نشاط سياحي، بل دلّ على شخصية دبلوماسية تتمتع بحسّ إنساني عالٍ ورغبة حقيقية في الفهم والتقارب.
لم تكن السنوات التي قضاها السفير تشن تشوان دونغ في عمان مجرد فترة تمثيل رسمي، بل كانت حقبة تعاون استثنائي أثمرت عن إنجازات ملموسة في مجالات التجارة، والطاقة، والتعليم، والبنية التحتية. فقد ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين البلدين من 360 مليون دولار عام 2020 إلى أكثر من 537 مليون دولار عام 2024. كما ساهمت الشركات الصينية في مشاريع حيوية مثل العطارات للطاقة، والطاقة المتجددة، فضلاً عن دورها في تشغيل مصانع وخلق فرص عمل للأردنيين.
لم ينسَى السفير أيضًا دور الصين في دعم الأردن خلال جائحة كوفيد-19، مؤكدًا أن بلاده كانت أول من قدّم اللقاحات للأردنيين، في وقتٍ كانت فيه الحاجة ماسّة، ما يعكس عمق الشراكة والتضامن.
أما قصة الشاب الأردني مهند شلبي، التي ذكرها الرئيس الصيني شي جين بينغ في منتدى التعاون العربي الصيني ، وخصّها السفير في كلمته، كانت أكثر من مجرد مثال؛ لقد جسدت صورة الصداقة التي تبنى على الثقة والتفاهم والمصير المشترك.
لم يترك السفير زاوية من جوانب العلاقة الثنائية إلا وأضاءها، من التعليم وتبادل الطلبة، إلى التبادلات الثقافية والفنية، حيث امتدت جسور الود بين الشعبين عبر مهرجانات، وندوات، وعروض أفلام، وأنشطة ثقافية متميزة.
ما ميّز كلمة السفير أيضًا أنها لم تكن وداعًا تقليديًا، بل كانت رسالة أمل وتفاؤل بالمستقبل، حيث عبّر عن ثقته بأن العلاقات الصينية الأردنية، التي تحتفل هذا العام بمرور عشر سنوات على إعلان الشراكة الاستراتيجية، ستظل قوية، بل ستتجه نحو آفاق أكثر إشراقًا، في ظل عالم مضطرب يحتاج إلى أمثلة حقيقية على التعاون الدولي العادل والمتوازن.
لقد نجح السفير تشن تشوان دونغ في أن يترك بصمة إنسانية لا تُنسى، ليس فقط في الملفات السياسية والاقتصادية، بل في قلوب كل من عرفه أو تعامل معه. فقد تحدث بشفافية، وعبّر عن شكره لكل من ابتسم له، واعتبر أن صداقتهم لم تكن له وحده بل للصين كلها.
هذه اللغة الصادقة، البسيطة والعميقة في آن، لا تصدر إلا عن دبلوماسي يحمل من القيم بقدر ما يحمل من المهارة. لذلك، فإن وداعه كان محمّلًا بمشاعر الاحترام من كافة السفراء و البعثات الدبلوماسية والجهات الرسمية والشعبية في المملكة.
الكلمة الوداعية لسعادة السفير تعود بي الى مقالي السابق المنشور قبل عشر سنوات بتاريخ ١/١١/٢٠١٥ في عمون الغراء بعنوان " حوار مع صديق صيني "- سعادة السفير قاو يوشينغ والذي اشرت فيه الى:
" ان صديقي الصيني من المعجبين جداُ بجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وبما يتمتع به جلالته من حكمة وعقلانية وبعد نظر واحترام منقطع النظير على مستوى زعماء العالم والقيادات السياسية، والعلاقة الوطيدة التي تربطه بالقيادة الصينية والتي تمثلت بالعديد من الزيارات للصين. اضافة ان جلالته استطاع بحكمته ان يكون الاردن البلد العربي الوحيد الذي تجاوز ازمات الربيع العربي وان يقوده الى بر الامان. وهذا يعود لقرب جلالة الملك من شعبه أولاً والسهر على راحتهم وامنهم وتقدمهم وازدهارهم."
نعم ها هي صفات سفراء جمهورية الصين الشعبية الصديقة المعتمدين لدى الأردن، وهذا هو تاريخهم المشرف دائماً ومحبتهم للقيادة الهاشمية والشعب الأردني.
عودة السفير تشن تشوان دونغ الى بكين لا يعني نهاية مرحلة، بل بداية مرحلة جديدة تُبنى على أسس ما زرعه من ثقة، وإنجاز، ومحبة. لقد كان بحقّ "سفيرًا صادقًا" للصين، وسفيرًا للإنسانية، ومثالًا للدبلوماسية التي تخلق الفارق وتبني الجسور لا الجدران.
نتمنى لسعادته كل التوفيق والنجاح في مهامه القادمة، وللعلاقات الأردنية الصينية المزيد من الازدهار والنماء.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المركزي الصيني يعزز احتياطياته من الذهب للشهر السابع
المركزي الصيني يعزز احتياطياته من الذهب للشهر السابع

عمون

timeمنذ 3 ساعات

  • عمون

المركزي الصيني يعزز احتياطياته من الذهب للشهر السابع

عمون- واصل البنك المركزي الصيني رفع احتياطياته من الذهب للشهر السابع على التوالي خلال مايو، في إطار مساعيه لتنويع حيازاته رغم التقلبات المستمرة في الأسعار. كشفت بيانات رسمية صادرة السبت، أن بنك الشعب الصيني أضاف نحو 60 ألف أونصة تروي من المعدن النفيس إلى احتياطياته خلال الشهر الماضي، ليرتفع إجمالي ما بحوزته إلى 73.83 مليون أونصة تروي نقية. حققت أسعار السبائك ارتفاعاً قياسياً خلال أبريل، مدفوعة بموجة شراء منسقة من البنوك المركزية وسط سعي السلطات لتنويع حيازاتها بعيداً عن الدولار الأميركي. وتُعد هذه المشتريات، ومن بينها تلك التي يجريها بنك الشعب الصيني، عاملاً جوهرياً في استمرار ارتفاع الأسعار. على الصعيد العالمي، تُضيف الجهات السيادية نحو 80 طناً مترياً من الذهب شهرياً، قيمتها تعادل نحو 8.5 مليار دولار وفقاً للأسعار الحالية، بحسب تقديرات محللي "غولدمان ساكس". استفاد صعود الذهب أيضاً من توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة، مع تزايد اضطرابات الأسواق المالية نتيجة الحرب التجارية، وارتفاع المخاوف بشأن الأصول الأميركية. ورغم أن وتيرة الصعود هدأت قليلاً بفعل بعض الانفراج في التوترات التجارية العالمية، إلا أن سبائك الذهب لا تزال تحوم قرب أعلى مستوياتها التاريخية. في سياق موازٍ، ارتفع احتياطي النقد الأجنبي لدى الصين إلى 3.285 تريليون دولار في مايو، مقارنة بـ3.282 تريليون دولار في نهاية أبريل. بلومبرغ

همسة وطنية للحكومة الأردنية
همسة وطنية للحكومة الأردنية

صراحة نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • صراحة نيوز

همسة وطنية للحكومة الأردنية

صراحة نيوز -كتب ماجد القرعان استوقفني قرار بإمضاء رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان يقضي بوقف تنفيذ مشاريع ممولة من موازنات مجالس المحافظات، كانت مخصصة للتدريب والتشغيل ومساعدة الأسر الفقيرة والطلبة المحتاجين والتي بلغ مجموع مخصصاتها نحو 5.247 مليون دينار رغم أهمية ذلك لتأهيل العاطلين عن العمل في مهن تُمكنهم من شق طريقهم نحو حياة فضلى والذين تزيد نسبتهم عن 21.3% ويبدوا ان اتخاذ مثل هذا القرار جاء بناء على توصية لوزير الإدارة المحلية وفق ما جاء في الخبر الذي تناقلته وسائل اعلام محلية دون توضيح أو تفصيلات كافية ومقنعة . كبرى المشكلات التي يعاني منها الأردن الأرتفاع المضطرد والمتنامي في حجم البطالة بكافة القطاعات والمجالات والتي وصلت على سبيل المثال الى اكثر 60 الف عاطل عن العمل بين فئة المهندسين المدنيين الذين استنزفت كلف تدريسهم وأفقرت أهاليهم جراء بيع اراضيهم أو مواشيهم أو رهن رواتبهم لمؤسسات الإقراض . اتخاذ مثل هذا القرار له دلالات عدة قد يكون من ابرزها لتمكين الحكومة من تحقيق وفورات مالية من أجل تخفيض عجز الموازنة المتنامي في الأرتفاع منذ عدة سنوات لكن يبقى السؤال ماذا بشأن المخصصات الأخرى ومنها على سبيل المثال ايضا تلك التي تعود للمؤسسات والهيئات المستقلة التابعة للحكومية والتي تُسجل سنة بعد سنة فشلا بعد فشل وتُحقق عجوزات تستنزف الخزينة العامة ؟ اليس من الأجدى تقييم عملها ليتم شطب وتصفية غير المجدية منها والذي من شأنه توفير مخصصاتها لما هو انفع وأجدى . الأردن قد يكون من الدول القليلة جدا في العالم التي ينطبق عليها المثل القائل ( كالعير في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول ) نظرا للثروات الطبيعية العديدة التي حباها الله بها وغائبة عن المخططين وصناع القرارت والتي في حسن استثمارها قد يضعنا في صدارة الدول الغنية لكن المؤسف والمؤلم في آن واحد ان تعامل الحكومات المتعاقبة معها كان ما بين الخجول جدا والمتردد أو عن قصر نظر وعدم وضع الشخص المناسب في المنصب المناسب أو جراء اقصاء اصحاب الكفاءات . ومن الأمثلة على هذه الثروات ( الصخر الزيتي ) حيث تصل احتياطيات الأردن منه حسب تقديرات مجلس الطاقة العالمي إلى ما يقارب 40 مليار طن مما يضعها كثاني أغنى دولة باحتياطيات الزيت الصخري بعد كندا والأولى على مستوى العالم بالاكتشافات المؤكدة بنسبة استخراج بترول تصل ما بين 8٪ – 12٪ من المحتوى ويمكن إنتاج 4 مليارات طن بترول من الاحتياطي الحالي. أما ( اليورانيوم ) فالإحتياطي المقدر يصل الى حوالي 65 ألف طن بحسب هيئة الطاقة الذرية الأردنية ويضع الأردن في المرتبة الحادية عشر بين دول العالم واما خام ( السيلكا ) فيقدر احتياطي الأردن منه بنحو 13 مليار طن ويتميز بمواصفات عالمية حيث يستخدم في صناعة الزجاج وزجاج الكريستال والألياف الزجاجية وزجاج البصريات وقوالب السباكة اضافة الى انه يُستخدم كعامل مخفض لدرجة الإذابة للأكاسيد القاعدية وفي عمليات الإذابة وكمادة صقل وفي صناعة الخزف والطوب ويستخدم أيضا في فلاتر تنقية المياه ويدخل في صناعة البلاستيك والمطاط والدهانات والورق وفي الصناعات الكيماوية المختلفة. وأما خام ( النحاس ) حلم الأردنيين الذي تشتهر بها محافظة الطفيلة والتي تعد افقر محافظات المملكة وبحاجة لمشاريع تنموية مولدة لفرص العمل فان احتياطي المنطقة منه يزيد عن 27.8 مليون طن وقدرت قيمته بنحو 11 مليار دولار أمريكي . كذلك اشارت دراسات رسمية الى وجود العديد من العناصر النادرة غير المستغلة الموجودة في خام الفوسفات ومنها على سبيل المثال السيريوم، اللانثانيوم، والإيتريوم التي تدخل في صناعة الإلكترونيات، البطاريات، وتقنيات الدفاع . كذلك اشارت الى وجود ( الليثيوم ) في محاليل البحر الميت الذي لم توليه أي من الحكومات المتعاقبة ادنى اهتمام لاستكشافه والذي يُعد من العناصر الأساسية في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة المتجددة. كذلك كشفت العديد من الدراسات الى وجود ( الكوبالت ) وهو عنصر حيوي لصناعة البطاريات القابلة للشحن و ( النيكل والكروم ) اللذان يدخلان في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ والتقنيات النظيفة وكذلك مجموعة معادن الزيوليت والطين الصناعي اضافة الى ( المغنيسيوم ) من محاليل البحر الميت الذي يُستخدم في صناعة السبائك خفيفة الوزن والطيران والبطاريات. والحديث يطول حيال الكثير من المعادن والثروات الطبيعية والتي يتركز اغلبها في جنوب المملكة التي تتصف بانها اشد المناطق طردا لسكانها جراء الفقر والبطالة وقلة المشاريع التنموية المستدامة وبعدها عن العاصمة. لكن ما سر هذا التجاهل من قبل تلك الحكومات هل هو التمويل أم انعدام الإرادة أم هي تشريعات استقطاب المستثمرين ؟ . شخصيا لا اعتقد ان التمويل هو السبب كون العالم اصبح قرية صغيرة واصحاب المال على اهبة الإستعداد للاستثمار اينما كان ذلك ناجعا ومفيدا لتحقيق الأرباح وبالتالي يبقى الخلل في أمرين ( التشريعات والأيادي المرتعشة ) وللدلالة على أهمية التشريعات في استقطاب الإستثمارات الأجنبية اتوقف هنا عند حجم الإستثمارات المتنامي في عدد من الدول منها قطر والإمارات ومصر وتركيا وغيرها من دول العالم التي باتت تستهوي اصحاب رؤوس الأموال فهل فكر صناع القرارات والمخططين في بلدي للحظة للوقوف على تشريعات تلك الدول وهل سعت حكومة ما الى التشبيك مع الدول الصناعية الكبرى كالصين على سبيل المثال للدخول معها في اتفاقيات لاستكشاف ما لدينا من ثروات واستثمار المجدي اقتصاديا بنفع عام يعود على البلدين . أما الأيادي المرتعشة في بلدي من بين صناع القرارات والمخططين ( وما اكثرهم ) فانني لا اجامل ان قلت انهم اشد مصائبنا وبتقديري ان اجتثاثهم واقصائهم تُعد الخطوة الأولى لنمضي قدما . لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيّاً… وَلَكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي .

3.2853 تريليون دولار احتياطيات النقد الأجنبي في الصين
3.2853 تريليون دولار احتياطيات النقد الأجنبي في الصين

هلا اخبار

timeمنذ 4 ساعات

  • هلا اخبار

3.2853 تريليون دولار احتياطيات النقد الأجنبي في الصين

هلا أخبار – أظهرت بيانات رسمية أصدرتها الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي بالصين اليوم السبت، أن إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي الصينية بلغ 3.2853 تريليون دولار أميركي بنهاية شهر أيار الماضي، بزيادة 0.11 بالمئة مقارنة بنهاية نيسان الماضي. وأضافت الهيئة في بيان لها نقلته وكالة شينخوا الصينية، أن التأثيرات المُجمّعة لصرف العملات والتغيرات في أسعار الأصول أدت إلى زيادة احتياطيات النقد الأجنبي للصين في أيار المنصرم. وجاء في البيان أن الاقتصاد الصيني يواصل التعافي والتحسن، وأن جودة التنمية الاقتصادية شهدت تحسنا مطردا ما يوفر دعما للحفاظ على استقرار احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store