
القبضة الحديدية في إب.. الحوثيون يحولون المحافظة إلى سجن مفتوح
ففي محافظة إب، التي تُعرف بتاريخها الوطني والجمهوري، تُمارس الجماعة الحوثية حملة اختطافات وإخفاء قسري طالت العشرات من الأكاديميين والتربويين والأطباء ورجال الدين والوجهاء والمشايخ، بهدف إسكات كل صوت معارض، وترويض المجتمع بقوة الحديد والنار.
ويعكس تصريح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بوضوح خطورة ما يجري في إب، حين أشار إلى أن مليشيا الحوثي تواصل حملة هستيرية من الاختطافات والإخفاءات القسرية منذ مايو الماضي، طالت أكثر من 65 مواطنًا بينهم نخبة من الشخصيات العامة في المحافظة، واعتبر الإرياني أن هذه الحملة تأتي في سياق حالة من الارتباك والهلع تعيشها الجماعة، في ظل ما وصفه بتساقط الأذرع الإيرانية في المنطقة، وخشية الحوثيين من أن يلقوا مصير نظام الأسد الذي انهار أمام إرادة السوريين.
كما أكد الوزير اليمني على أن محافظة إب، التي أنجبت رموز الثورة كعلي عبدالمغني والدكتور عبدالعزيز المقالح، لن تكون إلا مع الجمهورية، ولن تنكسر أمام أدوات المشروع الإيراني، ودعا الإرياني مشايخ ووجهاء إب وكل القوى السياسية والمجتمعية إلى تحمل مسؤولياتهم والوقوف في وجه هذه الحملة القمعية، محذرًا من أن التاريخ لن يرحم المتخاذلين، ومطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حاسمة تجاه هذه الانتهاكات، ودعم الحكومة اليمنية في بسط سلطتها على كامل الأراضي اليمنية.
تطابق هذا التصريح الرسمي مع ما وثقه ميدانيًا تقرير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، الذي أكد أن المليشيات الحوثية اختطفت واعتقلت 83 مدنيًا في إب منذ مطلع مارس وحتى 20 يوليو الجاري، بينهم 9 حالات إخفاء قسري، و22 تربويًا، و12 طالبًا، و3 أطفال، و14 بائعًا متجولًا، و4 تجار ورجال أعمال، و6 خطباء ووعاظ، و5 شخصيات اجتماعية، و17 من الكوادر المهنية.
وأشار التقرير إلى أن هذه الحملة تأتي في سياق تصعيد واضح ضد المجتمع المدني، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تكميم الأفواه وبث الرعب في الأوساط المجتمعية، دون أي مسوغات قانونية، كما وثق التقرير تنفيذ 342 عملية مداهمة لمنازل المواطنين، و18 حالة نهب، فضلًا عن استحداث 12 سجنًا سريًا تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، حيث تُنتزع الاعترافات من المختطفين تحت وطأة التهديد والتعذيب، ووصفت الشبكة هذه السجون بأنها "مصانع للرعب" لا تخضع لأي رقابة، وتشكل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية.
ما يجري في إب اليوم يُظهر أن المليشيا لا تكتفي بسياسة الإقصاء بل تتجه إلى عسكرة المجتمع بالكامل، وضرب كل مقومات الحياة المدنية عبر تحييد المعلمين، وإرهاب الأطباء، وتصفية الشخصيات الاجتماعية، وتفريغ المجتمع من نخبته، ليتحول إلى فضاء خانع خالٍ من المقاومة الفكرية أو المجتمعية.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يعود إلى إدراك الحوثيين لطبيعة محافظة إب التي تُعد من أكثر المحافظات وعيًا سياسيًا وثقافيًا، ومن أقلها خضوعًا للفكر الطائفي الحوثي، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا لحملات الإرهاب المنظم التي تهدف إلى إعادة تشكيل المجتمع بقوالب خاضعة للفكر السلالي.
ويذهب بعض المراقبين إلى أن استمرار هذا النمط من القمع دون ردة فعل فاعلة من المجتمع الدولي سيُفضي إلى كارثة إنسانية ومجتمعية، حيث تُنتهك يوميًا كرامة المواطنين وتُداس القوانين، وتُدار مناطق بأكملها بقوة الأجهزة الأمنية الخارجة عن كل الأطر الدستورية، فالصمت الدولي لا يُفسر سوى كتشجيع غير مباشر للجماعة على المضي في مشروعها القمعي، ويُفاقم من عزلة المدنيين ويدفع باتجاه تفكيك النسيج المجتمعي بما لا يمكن ترميمه لاحقًا، كما أن غياب الضغط الجاد على الجماعة للكشف عن مصير المخفيين قسرًا، ووقف حملات الاعتقال العشوائي، يؤكد أن المجتمع الدولي لم يضع حتى الآن حجم المعاناة الإنسانية في اليمن ضمن أولوياته.
إن ما تتعرض له محافظة إب ليس شأنًا محليًا يمكن تسويته بحوارات داخلية، بل هو امتداد لمشروع إقليمي يقوده النظام الإيراني بأدوات يمنية، ويرتكز على الترويع والتهميش والإقصاء، ويستهدف روح الجمهورية والثقافة الوطنية التي لا تقبل بالكهنوت والعبودية.
ومن هذا المنطلق، فإن حماية إب هي حماية لليمن، وصمودها في وجه هذه الحملات هو صمود لكل المناطق الحرة التي تقاوم المشروع الحوثي، وعلى القوى الوطنية أن تدرك أن معركة إب اليوم هي معركة الجميع، وأن الوقوف إلى جانب أهلها واجب لا يحتمل التأجيل، كما أن على المجتمع الدولي أن ينتقل من مرحلة البيانات إلى مرحلة الفعل، فالكارثة التي تتسع كل يوم لا يمكن احتواؤها بالصمت أو الانتظار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 7 دقائق
- شفق نيوز
الإطار التنسيقي يدين "أحداث الدورة" ويطالب بمحاسبة المتورطين بها
شفق نيوز- بغداد أدان الإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الشيعية الحاكمة في العراق، مساء اليوم الأحد، الاعتداء الذي حصل على إحدى مديريات الزراعة في منطقة الدورة جنوبي العاصمة بغداد، عاداً الفعل خروجاً عن القانون وسياقات الدولة. جاء ذلك في اجتماع طارئ عقده الإطار لمناقشة التطورات الأمنية في بغداد. وبحسب بيان للإطار ورد لوكالة شفق نيوز، فقد أعلن دعمه لكل الإجراءات القضائية والحكومية لبسط الأمن وإنفاذ القانون وحفظ هيبة الدولة. وأكد الاطار التنسيقي رفضه لاستخدام السلاح خارج الإطار الرسمي، مطالباً الجهات المعنية بإجراء تحقيق شفاف ومفصل وفق الأطر القانونية ومعاقبة كل من يثبت تورطه. وكان مصدر مطلع في الإطار التنسيقي أفاد، مساء اليوم الأحد، بأن قادة الإطار وبحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عقدوا في مكتب زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، اجتماعاً طارئاً لمناقشة الأوضاع الأمنية التي شهدتها العاصمة بغداد اليوم، إلى جانب طرح قضايا مهمة ومن بينها حصر السلاح بيد الدولة. وصباح اليوم اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للحشد الشعبي، وقوات الأمن في دائرة تابعة لوزارة الزراعة، في منطقة الدورة جنوبي العاصمة بغداد، وأسفرت عن قتيلين، أحدهما مدني صادف مروره لحظة الحادثة، بالإضافة إلى 12 جريحاً. وحددت قيادة العمليات المشتركة، بوقت سابق من اليوم، اللواءين التابعين للحشد الشعبي (45 و46) وهما فصيل (كتائب حزب الله)، قالت إنها الجهة التي هاجمت دائرة حكومية في بغداد، واشتبكت مع قوات الأمن المكلفة بحماية دوائر الدولة فيما أكدت إلقاء القبض على 14 متهماً. وتزامن هذا الحادث الخطير مع مباشرة مدير جديد لمهامه في الدائرة، حيث أقدمت مجموعة مسلحة على اقتحام مبنى الدائرة أثناء انعقاد اجتماع إداري، مما تسبب بحالة من الذعر بين الموظفين الذين استنجدوا على الفور بالقوات الأمنية.


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 37 دقائق
- حزب الإتحاد الديمقراطي
استقبال حافل لرمضان فورال بعد 31 عامًا في السجن
استُقبل السجين المريض رمضان فورال، المفرج عنه من سجن بولو بعد 31 عامًا من الاعتقال، بحفاوة كبيرة في مسقط رأسه أرديس، حيث احتشد العشرات من أبناء المنطقة وأفراد عائلته عند مدخل القضاء لاستقباله. وفور خروجه، رافق موكب كبير فورال إلى منزله في أرديس، في أجواء غلبت عليها مشاعر الفرح والتأثر. وخلال كلمة مقتضبة ألقاها في حفل الاستقبال، قال فورال: 'نأمل أن يُطلق سراح جميع رفاقنا قريبًا، وأن نكون معًا من جديد. كما يعلم الجميع، نحن في خضم عملية سلام، وسنحقق هدفنا. وحدة الشعب الكردي باتت وشيكة، وكلما توحد الكرد والأتراك، تقدّمت العملية بوتيرة أسرع'. من جانبه، قال شاهين أياز، المتحدث باسم جمعية دعم عوائل السجناء والمفقودين: 'سنواصل نضالنا حتى يتم الإفراج عن آخر رفيق لنا لا يزال خلف القضبان'.


اذاعة طهران العربية
منذ ساعة واحدة
- اذاعة طهران العربية
طهران تشجب بشدة العدوان الصهيوني على سفينة "حنظلة"
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية هذا العمل مثالاً واضحاً على القرصنة البحرية وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، يأتي في إطار تعزيز سياسة الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة، ومواصلة الحصار الجائر واللاإنساني، وتشديد سياسة فرض المجاعة و التجويع على الشعب الأعزل في هذا القطاع. وأضاف بقائي: إن الهجوم على سفينة "حنظلة" للمساعدات، وقبلها سفينة "مادلين"، يُعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ وقواعد القانون الدولي، ويجب إدانته من قبل جميع الحكومات والمنظمات الدولية.