فوائد وأضرار تناول المحليات الصناعية على صحتك.. وهل هناك بدائل آمنة؟

رغم تحذير منظمة الصحة العالمية عام 2023 من استخدام المحليات الصناعية للتحكم في وزن الجسم، فإنّ كثيرًا من الناس يميلون إلى استخدامها بديلًا للسكر، منعًا لزيادة الوزن، إذ يرون أنها قليلة أو معدومة السعرات الحرارية، ولا تزيد نسبة السكر في الدم فجأة، والأهم أنّها تحافظ على حلاوة الأطعمة والمشروبات، بل ربما تفوق السكر في هذه الوظيفة!
ومع ذلك فإنّ المحليات الصناعية قد لا تكون آمنة على المدى الطويل، بل قد تتسبّب في زيادة الوزن لاحقًا، خاصةً مع استخدامها لفترات طويلة أو بكميات كبيرة، كما قد تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب، فما فوائد وأضرار المحليات الصناعية؟ وما البدائل الطبيعية لها؟
ما المحليات الصناعية؟
بدائل السكر، وهي مواد كيميائية تُضاف إلى بعض الأطعمة والمشروبات لجعل مذاقها حلوًا، إذ تشبِه مذاق السكر، لكنّها أحلى من السكر بمئات أو آلاف المرات، وتنقسم المحليات الصناعية إلى ثلاثة أقسام رئيسة:
المحليات غير الغذائية: مثل الأسبارتام، الأسيسولفام، السكرالوز، النيوتام، وغيرها، وهي محليات مطوّرة في المختبرات.
المحليات النباتية: مثل ستيفيا والألولوز، وهي مشتقة من النباتات عمومًا.
كحول السكر،:
مثل الإريثريتول والمانيتول والسوربيتول، وهي كربوهيدرات خالية من السعرات الحرارية، مُصمّمة كي تكون مطابقة كيميائيًا لتلك الموجودة بصورة طبيعية في بعض الفواكه.
هل للمحليات الصناعية فوائد صحية؟
نعم، قد تكون المحليات الصناعية مفيدة في بعض الجوانب، مقارنةً بالسكر، وفيما يلي بعض هذه الفوائد، حسب "Verywellhealth":
1. الحلاوة الشديدة:
المحليات الصناعية أحلى بمئات أو آلاف المرات من سكر المائدة، ومع ذلك فالمحليات الصناعية قليلة السعرات الحرارية أو خالية منها، مما يجعلها خيارًا مُفضّلًا لتحلية الأطعمة والمشروبات بدلًا من السكر.
2. أفضل لصحة الأسنان:
ثمّة علاقة وثيقة بين تناول السكر والتجاويف (تسوس الأسنان)، لذا فقد يساعد الاعتماد على المحليات الصناعية بدلًا من السكر في تقليل المخاطر على صحة الأسنان.
3. أفضل لمرضى السكري:
بخلاف السكر، لا تُسبِّب المحليات الصناعية ارتفاعًا مفاجئًا في نسبة السكر في الدم، مما يدلّ على أنّها قد تكون أكثر صحة لمرضى السكري، مقارنةً بسكر المائدة.
4. قد تساعد على خسارة الوزن:
المحليات الصناعية قليلة السعرات الحرارية أو معدومة تقريبًا، لذا فقد تكون الخيار الأمثل للراغبين في إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزنٍ صحي، دون فقدان حلاوة مذاق الأطعمة والمشروبات.
أمراض تسببها المحليات الصناعية
رغم فوائد المحليات الصناعية، إلا أن الباحثين يؤكدون أن فوائدها قصيرة المدى، وقد لا تفوق المخاطر طويلة المدى المتوقّعة مع الاستمرار في تناولها، ومن المشكلات الصحية المرتبطة بها:
1. زيادة الوزن:
قراءة مؤشر ميزان تعبيرية عن زيادة الوزن أحد المشكلات الصحية التي تسببها المحليات الصناعية - المصدر: Shutterstock
حذّرت "منظمة الصحة العالمية WHO" عام 2023 من استخدام المحليات الصناعية لخسارة الوزن، وذلك بعد إظهار عديد امن لدراسات أنّ المحليات الصناعية لا تُساعِد في الحفاظ على الوزن على المدى الطويل.
كما بيّنت دراسة نشرت عام 2023 في "مجلة السمنة الدولية International Journal of Obesity"، أنَّ الاستهلاك المعتاد طويل الأجل للأسبارتام والسكارين (محليات صناعية) ومشروبات النظام الغذائي، يزيد دهون الجسم، بغض النظر عن مقدار ما يأكله المرء أو جودة نظامه الغذائي.
2. مرض السكري:
ربّما تكون المحليات الصناعية بديلًا مُفضّلًا لمرضى السكري عن السكر، ومع ذلك فإنَّ الإفراط في تناول المحليات الصناعية كان مرتبطًا بزيادة الوزن ومرض السكري من النوع الثاني.
صحيحٌ أنّ المحليات الصناعية مُصمّمة كي لا تُحدِث زيادة مفاجئة في نسبة السكر في الدم، كما هو الحال مع سكر المائدة، لكن هناك أدلة متزايدة على أنّها تزيد مقاومة الإنسولين مباشرةً، ما يجعل من الصعب على الجسم التحكّم في مستويات السكر في الدم، حسب دراسة نشرت عام 2020 في مجلة "Journal of Family Medicine and Primary Care"، ومقاومة الإنسولين هي القاطرة التي تقود الجسم إلى مرض السكري من النوع الثاني في نهاية المطاف.
3. اضطرابات الجهاز الهضمي:
يتألّف ميكروبيوم الأمعاء من بكتيريا صحية نافعة وأخرى ضارة، والحفاظ على توازن الميكروبيوم ضروري لصحة الجسم عمومًا وليس الأمعاء فقط، فهي تُسهِم في:
تعزيز المناعة.
الحماية من العدوى.
تحويل العناصر الغذائية في الطعام إلى طاقة.
ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، بدت صلة واضحة بين تناول المحليات الصناعية وتغيّرات ميكروبيوم الأمعاء، فيما يؤدي اختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء إلى اضطرابات هضمية، مثل داء الأمعاء الالتهابي، الانتفاخ، بالإضافة إلى تقلبات المزاج، مثل القلق.
وتفترض إحدى النظريات أنَّ المحليات الصناعية تُضعِف البكتيريا النافعة، مما يسهّل ازدهار ونموّ البكتيريا الضارة في الأمعاء، ومع ذلك فهُناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث لمعرفة الأثر الدقيق للمحليات الصناعية على ميكربيوم الأمعاء.
4. اضطرابات المزاج:
رجل مكتئب تعبيرية عن اضطرابات المزاج إحدى المشكلات الصحية التي تسببها المحليات الصناعية - المصدر: Shutterstock
حسب دراسة نشرت عام 2023 في "JAMA Network"، فإنّ تناول 9 حصص يومية من الأطعمة فائقة التصنيع والمشروبات المُحلّاة بالمحليات الصناعية، زاد خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 50%.
والأسبارتام تحديدًا من المحليات الصناعية المرتبطة بكثيرٍ من المشكلات النفسية، مثل القلق والاكتئاب والأرق؛ إذ يُعتقَد أنّ الأسبارتام يزيد مستويات الكورتيزول "هرمون التوتر"، مما قد يجعل الدماغ مُعرّضًا للالتهابات، حسب دراسةٍ نشرت عام 2018 في دورية "Nutritional Neuroscience"، لذا يُوصِي الأطباء بالحد من تناول المحليات الصناعية إذا كان الشخص يُعانِي اكتئابًا بالفعل أو أي اضطرابٍ نفسي آخر.
5. متلازمة الأيض:
قد يؤدي تناول المحليات الصناعية بانتظام إلى زيادة خطر الإصابة بمتلازمة الأيض، التي تُشخَّص بوجود ثلاثة أو أكثر مما يلي:
ارتفاع مستويات السكر في الدم.
انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد.
ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية .
زيادة محيط الخصر.
ارتفاع ضغط الدم.
المحليات الصناعية والسرطان
قد تكون هناك علاقة بين المحليات الصناعية وخطر الإصابة بالسرطان، فحسب دراسة نُشِرت عام 2022 في دورية "European Urology Open Science"، فإنّ تناول المشروبات المحلّاة بالمحليات الصناعية، كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى لدى السيدات اللاتي بلغن سن اليأس.
ومع ذلك لم تجد دراسة أخرى، نشرت عام 2021 في دورية "Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention"، أي صلة بين المحليات الصناعية وسرطان الكلى على الإطلاق، وقد أُجريت على مجموعة أكثر تنوعًا من البالغين الأصحاء.
من ناحية أخرى، أشارت دراسة أُجريت في فرنسا، نُشِرت عام 2022 في "PLoS Medicine"، إلى أنَّ الأشخاص الذين تناولوا أعلى كميات من المحليات الصناعية، خاصةً الأسبارتام والبوتاسيوم والأسيسولفام، هم الأكثر عُرضةً للإصابة بالسرطان.
كما وجدت أيضًا أنّ فرص الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة أعلى لدى من يتناولون المحليات الصناعية، مقارنةً بغيرهم.
لكن في دراسة أخرى مشابهة في أستراليا، نُشِرت عام 2018 في "Public Health Nutrition"، لم تكُن هناك علاقة بين تناول المحليات الصناعية وفرص الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة.
ومن ثم فإنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث، لتأكيد ما إذا كانت المحليات الصناعية تُسبِّب سرطانًا أم لا.
بدائل طبيعية للمحليات الصناعية
السكر ضرره معروف مع الإفراط فيه، والمحليات الصناعية قد لا تكون آمنة تمامًا، خاصةً على المدى الطويل، ومع ذلك فهُناك محليات طبيعية قد تكون أكثر فائدة وأخف ضررًا، مثل:
1. ستيفيا:
يُستخرَج من نبات ستيفيا، وحسب الجزء المستخدَم من النبات، يمكن أن يكون ستيفيا أحلى من 50 - 300 مرة من سكر القصب.
ويتميّز ستيفيا بأنّه:
خالٍ من السعرات الحرارية، ولا يزيد نسبة السكر في الدم بشكلٍ مفاجئ.
مشابِه للسكر المُحبّب، مما يجعله بديلًا جيدًا للسكر، كما يأتي في شكل سائل يذوب بسهولة في المشروبات.
تكفي منه كمية صغيرة، لأنّه أكثر حلاوة.
لكن كثيرًا من منتجات ستيفيا قد تحتوي على محليات صناعية، مثل اريثريتول، لذا يجب التأكّد من مكوّنات المنتَج الذي تستخدمه.
2. فاكهة الراهب:
فاكهة الراهب من المحليات الطبيعية الخالية من السعرات الحرارية، فهي أحلى من السكر بنحو 250 مرة، وتُستخرَج وتجفّف في صورة مسحوق سهل الاستخدام للتحلية.
3. الألولوز:
الألولوز هو سكر طبيعي مشتق من بعض الأطعمة النباتية، مثل الزبيب والتين والكيوي، وهو قليل السعرات الحرارية؛ إذ يحتوي على 10% فقط من السعرات الحرارية في السكر العادي، وبنفس الوقت هو بنفس حلاوة السكر العادي بنسبة 70% تقريبًا.
لكن قد يؤدي تناوله بكمية تصل إلى 30 جرامًا إلى اضطرابات هضمية، مثل الغثيان والإسهال، كما أنّه لم تُجرَ عليه أبحاث كافية.
4. سكر جوز الهند:
سكر غير مُكرّر، يُحصَد من عصارة شجرة جوز الهند، ويتميّز بما يلي:
مشابهته السكر العادي في الملمس.
لا يزيد نسبة السكر في الدم بدرجة كبيرة كالسكر العادي.
يحتوي على كمية ضئيلة من الفيتامينات، مثل فيتامين ج وفيتامينات ب.
لكنّه أعلى قليلًا في السعرات الحرارية من السكر العادي، لذا لا ينبغي تناوله بكميات كبيرة.
اقرأ أيضًا:معدل السكر الطبيعي حسب العمر وأهم 8 نصائح للحفاظ عليه
5. العسل:
العسل أحد المحليات الطبيعية البديلة للمحليات الصناعية - المصدر: Shutterstock
العسل واحد من أقدم المحليات الطبيعية على الإطلاق، إلى جانب استخداماته الطبية المُتعدّدة بالطبع، ومما يميّز العسل أنّه:
لا يزيد نسبة السكر في الدم بدرجةٍ كبيرة كالسكر.
يحتوي على مضادات أكسدة وفيتامينات ومعادن.
لكن قد يكون العسل أعلى في السعرات الحرارية من السكر، كما قد لا يكون مناسبًا لمرضى القولون العصبي، لذا ينبغي أن يكون تناول العسل باعتدال، وبعد استشارة الطبيب، خاصةً لمرضى السكري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

Independent عربية

منذ 2 ساعات

• Independent عربية

بريطانيا ترصد فيروس غرب النيل للمرة الأولى في بعوض

أعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية أمس الأربعاء أنها اكتشفت للمرة الأولى فيروس غرب النيل في بعوض جُمع داخل البلاد. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الفيروس، الذي ينتقل في الغالب إلى البشر عبر لدغات البعوض، قد يسبب حالات مرضية حرجة تهدد الحياة لدى حالة واحدة تقريباً من بين كل 150 إصابة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا دليل حتى الآن يشير إلى انتشار الفيروس بين الطيور أو البعوض في المملكة المتحدة، مضيفة أن الخطر على عامة الناس منخفض للغاية. وأكدت الوكالة أنه حتى الساعة لم تُرصد أية إصابة لدى البشر أو الأحصنة في المملكة المتحدة بفيروس غرب النيل.

حضرموت نت

منذ 12 ساعات

• حضرموت نت

الباكري: هيئة الأدوية شهدت العديد من الأنشطة خلال هذا العام خاصة فيما يتعلق بالتدريب والتأهيل

أفاد المدير العام التنفيذي للهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية بالعاصمة عدن، الدكتور عبدالقادر أحمد الباكري، بأن العام الحالي شهد العديد من الأنشطة للهيئة. وقال الدكتور الباكري، في تصريح له، إن 'هذا العام كان الاهتمام مثلما كان سابقاً بالتدريب والتأهيل، وأيضاً بنظام أتمتة العمليات في الهيئة من خلال تركيب نظام حديث بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تم في شهر فبراير الماضي لنظام التسجيل، وتم التدريب عليه وحالياً يتم إدخال جميع المعلومات كاملة لهذا البرنامج الذي ستستفيد منه جميع الإدارات، ويتم أيضاً ربط الفروع والذي سيقدم خدمات عديدة من ضمنها الخدمات الإلكترونية في الهيئة لجميع الشركات العاملة والمصانع لمتابعة أمورهم عبر البوابة الإلكترونية'. وأردف قائلاً: 'كما تم بداية هذا العام تنفيذ دورة تدريبية حول نظام شهادات المواد الأولية الصيدلانية، وكانت الدورة اونلاين عبر الاتصال المرئي، شارك فيها 16 مشاركاً من الهيئة العليا للأدوية، من الرقابة والتفتيش والمختبر والتسجيل والاستيراد، ومن جميع الإدارات، وكانت على مستوى الإقليم، واستمرت لمدة أسبوع كامل، وكانت مفيدة جداً لتتبع الشهادات الخاصة بالمواد الأولية الداخلة في الصناعات الدوائية.. ودورة أخرى كانت موجودة حول خزن ونقل المواد الخام الخاصة بالصناعات الدوائية'. وأوضح الباكري أن هناك 'توجه حكومي لدعم وتشجيع الصناعة الدوائية المحلية، حيث إننا نستطيع خلال عشر سنوات أن يكون لدينا ما لا يقل عن 50% من احتياجاتنا من الأدوية من الإنتاج المحلي'.. مؤكداً على 'وجود استراتيجية تُعد من قبل الحكومة لإنجاز هذه الخطة والتعجيل بها لدعم الصناعة الدوائية المحلية'.. كما أكد أن هناك 'قرارات ستُصدر قريباً من مجلس الوزراء لدعم الصناعة الدوائية المحلية، من خلال تقديم الكثير من التسهيلات والإعفاءات بما يمكن الصناعة الدوائية المحلية من النمو.. كذلك هناك توجه حكومي لتخصيص مدن صناعية وتشجيع المستثمرين للاستثمار في هذا المجال'.. واستطرد المدير التنفيذي للهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية بالقول: 'تمت أيضاً خلال هذا العام (الشهر الماضي) دورة تدريبية في جمهورية مصر العربية، بالتعاون مع هيئة الدواء المصرية، وكانت مفيدة جداً للمشاركين فيها، لأنها بالأساس تمت بالجانب التيقظ الدوائي، شارك فيها أربعة مشاركين من هيئة الأدوية'. وقال أيضاً: 'نعمل باستمرار في جانب التأهيل والتدريب للعاملين في الهيئة، سواء عبر الاتصال المرئي أو من خلال التواجد خارجياً وداخليا'. وفيما يخص المختبر المركزي التابع للهيئة، أشار الدكتور عبدالقادر الباكري إلى أن المبنى في مراحله النهائية، وقد تم الإعلان عن مناقصة لشراء الأجهزة، ومن المتوقع استكمال الإجراءات خلال شهرين، بحسب قوله، فيما لا تزال أعمال الكهرباء والسور والساحة الخارجية قيد التنفيذ. وأكد في ختام تصريحه أن هيئة الأدوية مستمرة في تطوير أدائها، والارتقاء بمستوى خدماتها وتدريب وتأهيل العاملين فيها، بما يضمن سلامة وجودة الأدوية والمستلزمات الطبية في البلاد.

المدينة

منذ 15 ساعات

• المدينة

العلاج بالفن.. بين العلم والعمل

تتخذ الكثير من المراكز والمشافي حول العالم، الفن والرسم والموسيقى وسيلة علاجية لبعض الحالات المرضية النفسية والعصبية، وقد أثبت العلاج بالفن نجاعته بنسبة عالية، فمثلما يمكن للوحة، أو قطعة موسيقية أن تقول شيئًا بطرق تكاد تتحدى الوصف، يوفر العلاج بالفن للأفراد الذين يواجهون تحديات جسدية وعاطفية ومعرفية مسارات جديدة نحو الفهم والتعبير عن الذات.في عددها الشهري الأخير أكدت هيئة التخصصات الصحية أن العلاج بالفن جزء لا يتجزأ من طرق العلاج المختلفة، وعليه نقتطف هنا بعضًا من المعلومات القيّمة لعل يستفيد منها المختصون والمهتمون بهذا النوع من العلاج..يشير مصطلح العلاج بالفن إلى نهج علاجي يُشجِّع المرضى على التعبير عن مشاعرهم، من خلال تقنيات فنية مختلفة، مثل: الرسم، والتلوين، والتصوير، والنحت، والموسيقى، والكتابة؛ ممَّا يساعد في تعزيز صحتهم النفسية، واكتشاف تجاربهم الداخلية. وقد لاقت فكرة العلاج بالفن قبولًا واسعًا بين مقدِّمي الرعاية الصحية، بعدما لاحظوا في أربعينيات القرن الماضي أن المصابين بأمراض نفسية يميلون إلى التعبير عن أنفسهم من خلال الفن.ففي العصر الحديث، لم تعد رسومات المرضى مجرد لوحات عابرة، بل أصبحت تحمل دلالات تشخيصية دقيقة، فالاستخدام الكثيف للَّون الأسود قد يُشير إلى الاكتئاب، وتكرار الأشكال قد يكون علامة على القلق، وحتى طريقة مسك الفرشاة قد تكشف عن اضطرابات في الحركة. ولهذا، اعترفت منظمة الصحة العالمية بالفن كاحدى أدوات العلاج الفعَّالة.يُحدث الفن تغييرات حقيقية في الدماغ، ويُنشِّط قدرته على التكيّف والنمو من خلال تحفيز المرونة العصبية، إذ تتكوَّن نقاط تشابك جديدة بين الخلايا العصبية، وتنمو التشعُّبات العصبية، ممَّا يُعزِّز من وظائف التعلُّم والذاكرة. كما يُنشِّط الفن مناطق متعددة في الدماغ، مثل القشرة الجبهية، والخلايا العصبية في المناطق الحسية والحركية، ويساهم في تنشيط المشاعر، والخيال، والقدرة على اتخاذ القرار، والتعبير الذاتي. ويحدث ذلك جزئيًّا عبر زيادة إفراز مواد مثل الدوبامين والإندورفين، ممَّا يؤدِّي إلى تقليل التوتر وتحسين المزاج.ختامًا.. أصبح العلاج بالفن أداة فعَّالة تجمع بين التعبير والإبداع لتعزيز الشفاء النفسي. ومع الاعتراف المتزايد به علميًّا، تتأكد قيمته كوسيلة مساندة في الرعاية الصحية، ما يستدعي توسيع نطاق تطبيقه وتأهيل مختصين لدعمه ضمن المنظومة العلاجية.د. صبحي الحدادesobhi2008@