
ذنوب الجيش اخوف عليهم من عدوهم ج1(نظام البديلين)
:
نظام للإجازات تم العمل به منذ (3) سنوات تقريبا يقضي بتقسيم الإجازات للضباط والمراتب الى وجبتين فقط ، اكرر وجبتين فقط .. اي ان جيشنا الآن وفي كل وقت يكون نصفه مع عوائلهم .. هذا في احسن الحالات ، أما الأسوأ فهو أن يكون ثلثه في الوحدات وثلثين مع عوائلهم ، كيف؟؟ الفضائيين.. العشيرة .. المذهب.. ابن الديرة.. مجالس العزاء.. الإجازات المرضية.. مرض او حادث يحصل لعائلة العسكري كحريق الكوت وعبارة الموصل. فلنتفق على الثلث الموجود، ولندرس الموضوع ، مع العرض اني لا اقصد وحدات ومؤسسات المقر العام لأنها لديها خير من الله اذا نزل النصف او حتى الثلاثة ارباع ، بل أن فيها مؤسسات لا معنى لها وسيتم توضيح ذلك في الجزء الثاني.
الذي يهمني هو طائفة الدبابة ، وحضيرة المشاة ، وهذا ما ذكرته في بحث لي بندوة علمية في جامعة البكر برعاية السيد رئيس الجمهورية، عام 1987 أخذ شهرة واسعة كأجرأ بحث وتعجب الكثيرون كيف اني لم اعدم ، قلت عن الحضيرة (( لقد تبجحنا بالخبرة التي اكتسبناها في الحرب ورفعناها على اسنة الرماح لمحاربة العلم العسكري الصحيح والكراسات الرسمية الى الحد الذي نسينا فيه وجود حضيرة المشاة وطائفة الدبابة ، وأصبحنا نقول .. ضع ثلاثة جنود في هذا الموقع وستة عشر جنديا هناك ))
طائفة الدبابة المتطورة فيها ثلاثة اشخاص ( سائق ورامي ومخابر) وأسأل من يهمه الأمر اذا كان ثلثهم موجود اي السائق فقط كيف سيجري الأمر إذا تعرضت الطائفة لهجوم ارهابي او تطلب الأمر ان تهجم الدبابة فكيف ستهجم؟؟ يذكرني ذلك بآمر وحدة طلب منه آمره ان يقوم بهجوم مقابل لاستعادة المواضع فأجابه سيدي انا لي س معي الا المراسل فأجابه الآمر اهجم به فأجاب ان مراسلي اسمه جرجيس وليس القعقاع.
ام الحضيرة فأعتقد ان ملاكها الآن عشرة جنود بضمنهم آمر الحضيرة ومعاونه وهذا قد يجوز في المقر العام ومراكز المحافظات اما في البراري حيث التهديد فيقل عن ذلك حتما وبالتالي يمكن القول انهم ستة افراد يتمتع آمر الحضيرة وجنديين بالإجازة ويبقى المعاون وجنديين – هذا ان وجد آمر ومعاون للحضيرة .. وفي حالة التهديد الإرهابي ينبغي ان تدافع الحضيرة الى جميع الجهات على مدى 24 ساعة ، فهل يتمكن هؤلاء الثلاثة من تنفيذ مهمة عدا دورية استطلاع؟؟
ننتقل الى الفصيل لنجد انه يمثل تسعة اشخاص زائد مقر الفصيل المؤلف من آمر فصيل مجاز وعريف فصيل موجود او العكس ومفرزة الهاون التي لا يمكن لثلثها الرمي بالهاون إلا اذا كان من كتائب عز الدين القسام .. صار الفصيل حضيرة عمليا والسرية فصيل ولذلك لا يمكن اشغال موضع وليكن سيطرة عسكرية يمكن بالان تحمي نفسها ليلا وتدافع الى جميع الجهات الا من لدن سرية مشاة وحسب علمي ان تلك السرية نصف الوقت يكون آمر السرية مجاز ولا يوجد معاون بالعادة فضلا عن انه سيكون البديل احد آمري الفصائل فتبقى الفصائل الثلاثة دون آمر.
في الاعراف الحربية يمكن لمن فقد ثلثي قواته ان ينهي المعركة بأي شكل ، بالانسحاب او الاستسلام فكيف اذا كان الثلثيين غير موجودين اصلا وتحدث خسائر ؟؟؟؟ هذا هو الوضع باختصار شديد وثقوا ان هذا الخلل البنيوي لا يحله لا الواء ولا الفرقة ولا الفيلق ولا القائد العام .. الحل الوحيد هو بإلغاء نظام البديلين والعودة الى نظام الاجازات القديم وهو ان تكون الاجازات ثلاثة وجبات كأقل تقدير او اربعة وجبات في حالة وجود الفضائيين .
الى لقاء في الجزء الثاني عن جيشنا الحبيب .
24/7/2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
الكتابة بنفس ٍ طائفي
(الفساد في الدولة الفاطمية): تيسير محمد محمد شادي (هذا قبرُ حِجر بن عدي (رضي الله عنه) الذي قتله ُ معاوية (رضي الله عنه) لأنهُ من اصحاب علي (رضي الله عنه) كلما تنزهت ُ في سرديات العقل الإسلامي، يسطع في شاشة ذاكرتي هذا النسق الملّفق (*) لا تخلو صفحة من صفحات (الفساد في الدولة الفاطمية)، (455) صفحة، من تكرار كلمة (الفساد) في الأقل مرتين في الصفحة الواحدة!! كتاب الباحثة تيسير محمد محمد علي شادي/مؤسسة شباب الجامعة/ ط1/ 2015 / دمنهور. يتناول فساد الدولة الفاطمية رباعياً (سياسيا – إداريا – اجتماعيا – اقتصادياً) والمتخفي في العنوان هو النسق الخامس من الفساد، وهذا المتخفي هو مهيمنة المبحث بأجمعه أعني المذهب الرسمي للدولة الفاطمية: مذهبها الشيعي. الفساد غير المعلن في العنوان التفسيري للكتاب، هو متن الكتاب وسواه حواشي. لها وظيفة مخفف الصادمة . و الطائفية هي الدافع الرئيس لهذا الكتاب (الصمود الذي تمتع به أهل مصر السنة رغم ما تعرضوا له من ضغوط على مذهبهم السني، وعدم تحولهم للمذهب الشيعي كان سبباً هاماً من أسباب اختيار هذا الموضوع ليكون موضوع الدراسة/ 20) (*) في ص448 تقول الباحثة ( أن تلاعب الفاطميين، بعقيدتهم لتحقيق أغراضهم وأهدافهم أدى إلى الفساد الديني فقد غيّر الفاطميون في قواعد الميراث الشرعي لجعل الميراث للإناث بالكامل حال عدم وجود ذكور عند الأب، وذلك ليثبتوا أحقية فاطمة – رضوان الله عليها– في ميراث الرسول صلى الله عليه وسلّم – وبالتالي هم ورثة السيدة فاطمة وكذلك الأحق بميراث الخلافة والحكم بالعالم الإسلامي../ 448).الدولة الفاطمية ترى في السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) منهاجا لها وهذه مبادرة ريادية عقائدية جريئة في مناصرة المرأة المسلمة، وبفاطمة ينتصرون لكافة النساء اللواتي في حالة غياب الذكور من الورثة. (*) تقول الباحثة أن الفاطميين فشلوا في اجتذاب المصريين(لما أظهره الفاطميون من سياسة معادية للصحابة رضي الله عنهم والمجاهرة بسبهم/ 17) هذا قولها في مقدمة كتابها وبعد ذلك تتوسع في هذا المجال عند تناولها للشخصية الفاطمية الإشكالية (الحاكم بأمر الله). أريد التوقف قليلا عند مفهوم (الصحابة) تبين لي من خلال متابعتي لما يجري في هذا المجال أن كلمة (صحابي) لا حدود لها!! فالصحابي عند المحدثين(هو من لقي النبي مؤمناً به، ومات على الإسلام) وهذا التعريف يورده، د. بكر شيخ أمين في كتابه (أدب الحديث النبوي) ويؤكد شيخ أمين(هو من أصح ما نُقل إلينا عن العلماء الأثبات، فهو يشمل كل فرد توافرت فيه لقيا النبي على الإسلام، وموته على ذلك، دون تفريق بين إنسان وآخر مهما كان جنسه أو لونه أو بلده../ 79/ ) هذه السعة لمفهوم (الصحابي) أو (الصحابة) تجعل حدود المفهوم مشوشة، بل هناك مفهوم أكثر سعة !! حين يقول بعض أصحاب الشافعي(مَن صحب النبي لحظة فهو صحابي/ 80) هنا علينا التميز بين أثنين: أصحاب الرسول / أتباع الرسول وهم الذين عاصروا الرسول. (وكلُ الأصحاب أتباعاً ومعاصرين له، في حين لم يكن كل الأتباع المعاصرين أصحاباً له../ وضّاح صائب/ قتل ُ الإسلام وتقديس الجناة/ الانتشار العربي/ ط1/ 2011/ بيروت) ويقول الرسول عن أصحابه (فو الله لوكان لك أحُد ذهباً ثم أنفقته في سبيل الله، ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته) هكذا خاطب الرسول خالد بن الوليد،(حين قتل من بني جذيمة رغم إسلامهم، بعيد فتح مكة../ سيرة أبن هشام) والعجيب في لحظتنا الراهن نرى في الكتابات الصادرة عن الصحابة هناك مَن يكرّس وقته لتبرير أفعالهم وجعلهم أسطوريين، وباطن هذه الكتابات وموجهاته تستهدف الجيل المعاصر، كأنها تقول له : ليس بمقدوركم أن تكونوا حالة استثنائية مثل أولئك الأسلاف. (*) بعد فاجعة كربلاء، 61 هجرية صار ذكر آل البيت من المحرمات في الدولة الأموية، وكان علي (عليه السلام)، سيد البلاغة وإمام نهجها، يشتم على منابر بني أمية، وكان معاوية (يدفع الأموال والجوائز للشتّامين اللاعنين، ومعاوية شرّد وزلزل الأرض بمن أمتنع عن السب واللعن../ 146/ محمد جواد مغنية/ الشيعة والحاكمون/ دار التيار الجديد/ منشورات الرضا/ ط1/ 2012). أما الدولة العباسية فكانت أشد عتواً من الأمويين مع العترة المحمدية، لم يتنفس المذهب الشيعي بحرية إلا في عهد البويهيين. (*) فاجعة كربلاء 61 هجرية موقعة الحرة في المدينة المنورة 62 الحجاج بالمنجنيق يحرق الكعبة 64 نسق ثلاثي من الوحشية يجرّد بني أميّة من أية صلة بالدين الإسلامي. والسؤال هنا : هل المذهب الإسماعيلي أشد خطورة ً على الدين الإسلامي؟ أم نسق بني أميّة الثلاثي، دع عنك قتل حجر بن عدي، وصلب غيلان الدمشقي وذبح الجعد بن الدرهم كما تذبح أضاحي عيد الأضحى..؟ الأهم في كتابها (الفساد في الدولة الفاطمية) أن يستعيد المذهب السني سيادته وأن تتخلص مصر من كل مؤثرات الإسماعلية.. اليوم تخلصت سورية من جور واستبداد الدولة العلوية، واستلمت مقاليد الحكم دولة سنية………………… (*) موقف الفاطميين في تأنيث الإرث هو الذي حرر المرأة من المذلة الاقتصادية، وهذا الموقف الفاطمي المشرّف ينقض قول الباحثة التالي: (.. أن تلاعب الفاطميين بعقيدتهم لتحقيق أغراضهم وأهدافهم أدى إلى الفساد الديني). أولاً يكتشف القارئ، في ما بين القوسين النسق الخامس من الفساد، غير المثبّت في عنوان الكتاب. أقصد(الفساد الديني) في الدولة الفاطمية، ثانيا أن الباحثة تريد رؤية الإسلام فقط من خلال مذهبها السني فقط، وخلافا لذلك فهو فاسد!! وحين توصم المذهب الشيعي بالفساد، فالباحثة تمارس عنفاً لفظيا، فيه تجني على المذهب الشيعي. ما فعله الفاطميون ينسجم مع مذهبهم الذي يجيز الاجتهاد. بينما (المذهب السني لا يترك موضوعيا حيزاً يذكر للاجتهاد بالمعنى القوي والحركي للكلمة.. لقد نضجت مؤشرات الاغلاق الفعلي لباب الاجتهاد وقد دافع السنيون بمرسوم ضمني في البدء ثم معلن عنه، عن شمولية نظامهم وفرضوا نوعا من الأمر الواقع في مجال الشرع والعقيدة/ 90/ سالم حميش/ التشكلات الأيديولوجية في الإسلام). (*) تقول المؤلفة: (عاشت مصر في كنف الدولة الفاطمية أزهى أيامها، وكذلك أشقاها/ 453)، لكن المؤلفة لم تخبرنا ولو عن يوم ٍ من تلك الأيام الزاهية.. فقط في خاتمة كتابها. (*) بخصوص فيضان النيل، لم تذكر المؤلفة، ولو مرة واحدة، العالم البصري: المولود في البصرة والمتوفى في القاهرة، أعني الحسن ابن الهيثم ، وهي أسهبت في الكلام عن فترة الحاكم بأمر الله، علما أن الروائي يوسف زيدان تناول هذه العلاقة في روايته (جنون أبن الهيثم/ ط1/ 2021/ (*) تقول الباحثة عن فترة خلافة عثمان بن عفان (حيث نمت في عهده البذور الأولى لحركة التطوير والتجديد/ 78).. هل يصح أن نعتبر عثمان بن عفان رياديا لحركة التطوير والتجديد؟ لأنه قام بعزل ولاة الأقاليم الذين ولاّهم الخليفة عمر بن الخطاب؟ أليس ما فعله عثمان هو بداية الفتنة الكبرى في الإسلام؟ وكيف يكون التطوير والتجديد والباحثة تقر وتعترف أن عثمان (اتخذ من أقاربه من بني أمية بدلا منهم، فأبتعد عن مبدأ الشورى الذي اعتادت عليه المدينة) (*) تخبرنا الباحثة أن والي مصر في خلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو (محمد بن أبي حذيفة/ 79) وهذا كلام لا اساس له من الصحة. الصحيح هو إن الأشتر مالك بن الحارث النخعي، ولاّه الإمام علي بن أبي طالب، على مصر في 37 هجري، لكنه مات قبل وصوله إلى مقر ولايته، فولّى الإمام علي (عليه السلام)، محمد أبن أبي بكر وقد قتل بعد خمسة شهور في صفر 38 هجرية. وفي ص113 والباحثة تحدثنا عن السلالة الإسماعلية (يرجع نسبهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقي) الأصح هو محمد الباقر. (*) حين كانت مصر يحكمها الولاة العرب، كان هؤلاء الولاة رياديين بالفساد، فسادهم بلغ القمة، ومقارنة بالولاة العرب الفسادين، يقف أسفل التل، الفساد في الدولة الفاطمية، الخليفة العربي المسلم يفشل إدارياً في السيطرة على الوالي العربي المسلم، والسبب هو استقلال هؤلاء الولاة بمصر بعيداً عن الخلافة (وهذا ما حدث في ولاية السري بن عبد الحكم وأبنائه، وعبد العزيز الجروي وأبنه، الذين استقلوا بمصر ما يقرب من العشر سنوات/ 91/ الفساد في الدولة الفاطمية) تقر وتعترف الباحثة بهذا الأمر، فهؤلاء الولاة العرب (بمثابة اللبنة الأولى لظهور الدولة المستقلة في مصر فكانت الدولة الطولونية ولحقت بها الدولة الإخشيدية، كذلك كان بعض الولاة يهملون في شؤون الولاية ويقفون مكتوفي الأيدي أمام الأزمات التي تتعرض لها مصر، هذا الأمر الذي أدى إلى عدم الاستقرار في نشر الفساد في باقي أعضاء الجهاز الإداري../ 91).. (*) بخصوص أهل الذمة، هناك رسائل متبادلة بين أبن العاص وأبن الخطاب، وابن العاص للتو أصبح والياً على مصر، وفي أحدى الرسائل يطلب أبن العاص من الخليفة عمر بن الخطاب كيفية تدبير أمور الولاية المصرية، هنا الخليفة ينهي فيها أبن العاص(عن استخدام أهل مصر من القبط في جباية الجزية أو العمل في بيت المال نظراً لخبرتهم وقدرتهم على الكتابة قائلاً له (كيف تُعزهم وقد أذلهم الله/ 55/ هشام حتاتة/ محمد ومعاوية/ التاريخ المجهول/ رؤية للنشر والتوزيع/ ط1/ 2017/ القاهرة)!! لا أقول كقارئ نوعي سوى (ليس الله بظلاّم للعبيد /51 الأنفال) إذن المراد من الفتح ليس نشر الإسلام بل مذلة البلدان، فعلا الخلفاء أرادوا محمد جابياً وليس مبشراً، وفي زمن الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز يكتب إلى عامل كتاباً بخصوص أهل الذمة( أما بعد فلا تدعن صليباً ظاهراً ألاّ كسر ومحق ولا يركبن يهودي أو نصراني على سرج وليركب على أكاف، ولا يلبس نصراني قباء ولا ثوب خز ولا عصبة/ ص127/ الخراج/ أبو يوسف .. وكذلك أبو عبيد / الأموال/ ص52) والفقهاء طبعا على دين خلفائهم. (*) تؤكد الباحثة ، أن الفاطميين، استعملوا في مؤسسات الدولة الفاطمية أهل الذمة بشكل واسع جداً، بحيث أصبحوا يتحكمون بمفاصل الدولة، كأن الباحثة بعد ثلاثة قرون هجرية تريد تكرار ما قاله أبن الخطاب إلى أبن العاص(كيف تعزهم وقد أذلهم الله) جاء في ص99 من (الفساد في الدولة الفاطمية): (مما جاء في أن العرب قد مثلوا أقلية بالنسبة لأهل البلاد الأصليين) ( وقد ظل العرب محتفظين لأنفسهم بالسيادة العليا حيث انصرفوا إلى السياسة والحرب، وتنفيذ أحكام الله، فأكتفوا بشغل المناصب الرئيسة، مثل الإمارة على مصر، ورئاسة المالية، والشرطة، والقضاء). سؤالي هنا :في تلك الفترة الإسلامية ماهي مؤهلات العرب الفاتحين؟ وكيف سيديرون شؤون البلاد وهم قطعات عسكرية؟ هنا تجيبنا الباحثة أن هؤلاء العسكر كانوا من المزارعين والحرفيين، لكن بشهوة الفتح (ابتعدوا عن الزراعة وسائر المهن الأخرى تركوها في أيدي أهل مصر من القبط). أما قول الباحثة أن العرب (انصرفوا إلى السياسة والحرب وتنفيذ أحكام الله).وما تقوله الباحثة، اقتبسته من كتاب علي حسني الخربوطلي (مصر العربية الإسلامية) وثبتت ذلك في حاشية الصفحة. ترى قراءتي أن هذا المقتبس لا يمتلك وسائل اقناع، العرب الفاتحون تحاصصوا المناصب فيما بينهم، وعينهم الثانية على فتح جديد، أما (تنفيذ أحكام الله) فسؤالي هنا: العرب الفاتحون محاربون؟ أم إداريون؟ أم فقهاء؟ الفاتحون العرب زجوا أنفسهم في خانق ضيق، وقد شخصّه المؤرخ البلاذري في قوله أن العرب (كونوا طبقة اجتماعية مستقلة، لها شخصيتها التي حتمت عليها عدم الاندماج مع غيرها من الطبقات الاجتماعية الأخرى، وقد انفردت هذه الطبقة بمميزات لم تمنح لطبقات المجتمع الأخرى، ولا سيما في العصر الأموي، مما أدى إلى ظهور الضغينة والشحناء بينها، وبين أهل البلاد/ 99- الفساد في الدولة الفاطمية). هذه الطبقة العربية المتعالية على سكان مصر، تسببت في شطر المكان إلى مستوطنة للعرب الفاتحين فيها بحبوبة من الرفاهية، وشعب مصري أصيل بلا حول ولا قوة، هذه الطبقة المسلمة فاسدة بمهارة عالية، سبقت الفساد في الدولة الفاطمية، وربما استفادت الدولة الفاطمية، من فساد الفاتحين الأمويين، وانتبذت بعيداً عن مصر (الغلابة).. إذن لا سبيل للمصالحة بين الفاتح الأموي والمواطن المصري. سيأتي الاندماج ليس أثناء الدولة الأموية بل في زمن المعتصم العباسي، الذي أمر بأسقاط العرب من ديوان الجند، وقطع أعطياتهم، وهكذا سيظهر عنصر جديد مصري عربي مسلم. لكن بقاء الحال من المحال، والسبب هو الضرائب الباهظة التي يصعب على الأقباط تسديدها. (*) تخبرنا المؤلفة أن الفاطميين عاشوا ما يقرب من قرنين في مصر، لم تتحدث المصادر عن زواج أحد الخلفاء الفاطميين من مصرية، بل كان أغلب زيجاتهم من السيدات النصارى فجاء العديد منهم من أبٍ مسلم وأم نصرانية، مثل الحاكم بأمر الله، والمستعلي، والآمر بأحكام الله.. وتستنتج من هذه الزيجات الكلام التالي (ولعل هذا كان سبباً في عدم بقائهم في مصر، وربما كان الأمر قد تغير كلية إذا كان خليفة فاطمي من أم مصرية/ 452) لا يعرف القارئ بماذا يرد على هذا المنطق العائلي، إلاّ بسؤال عن مصير كل الولاة العرب الذين جاؤوا بعد عمرو بن العاص، وكلهم عُربٌ أقحاح تزوجوا عربيات المنبت. فهل انسجم المصريون مع ابن العاص أو مع الذين جاؤوا بعده ؟ (*) نتوقف عند هذا الكلام في 452: (شهدت الدولة الفاطمية بمصر الفساد بأنواعه الذي تعددت أشكاله، وأنماطه، قام المعز لدين الله الفاطمي بالقتل والتعذيب والسلخ لمن خالفه، أو اعترض عليه فقد أهدر آدمية البشر. وكذلك سكن القصور الفخمة وأنفق الذهب والجوهر ببذخ وبعض شعبه جائع..) علماً أن الباحثة نفسها تحدثنا عما هو أشنع من ذلك أثناء الدولة الطولونية التي أسسها أحمد بن طولون، والتي سرعان ما أصيبت بلعنة السلطة وعبث الثراء، وتمرد العباس على أبيه أحمد بن طولون، واستولى على المال والسلاح، ونصب نفسه ملكا على إفريقية، وانتهت المباراة بفوز الأب على ولده المتهور وزجه في السجن، وضربه بالسياط ، وحين جاء للحكم خمارويه بدأها بقتل أخيه، وأسرف في الانفاق من خزائن الدولة على جهاز ابنته قطر الندى لزواجها من الخليفة العباسي المعتضد../ ص82- 83.. إذن كل ما فعله الفاطميون هو السير على نهج ما كانت الدول تفعله في مصر، فالدولة الفاطمية توارثت الفساد بكل تنويعاته ممن حكموا مصر، وليس الفساد بدعة الدولة الفاطمية. وهل أصلحت الدولة الإخشيدية فساد الدولة الطولونية، والدولة الأيوبية هل عالجت فساد الدولة الفاطمية؟ وكذا الحال مع الدول المملوكية والعثمانية..؟ (*) حين فتح العرب مصر، ظل أهل مصر هم الذين يقومون بإدارتها (أما العرب فقد أكتفوا بشغل بعض المناصب الرئيسة التي تؤهلهم بالأشراف على الإدارة بوجه عام، على أن هذه المناصب لم تكن طيلة الوقت في يد العرب، بل تغير متولوها طبقا لسياسة الدولة، فشغلها الفرس حينا، والترك حينا آخر، على أن هذا التغيير لم يكن بمؤثر ملحوظ على مصر, وإن كان النظام على ما يبدو من الوهلة الأولى محكما في شكله، إلا أنه لم يكن طيلة الوقت محكمّا في عمله فقد انتشرت بعض مظاهرة الفساد بين أهم أعضائه/ 90) واستمر هذا الفساد الإداري واستفادت منه الدولة الفاطمية، واستعملت المهرة في الإداريات وأغلبهم من أهل الذمة. واستمر الفساد الإداري منذ الفتح العربي فقد حكم مصر مائة وأثنا عشر أميراً . (*) في ص306 نتوقف عند هذا القول: (فقد كان من الأسباب الثانوية التي حفزت الفاطميين على فتح مصر علمهم بأن أحدى أميرات البيت الإخشيدي قد خرجت بنفسها لتشتري جارية تتمتع بها، فعد الخليفة المعز لدين الله أن ذلك دليل على مدى الترف، والضعف الذي حلّ بالدولة الإخشيدية، وأمرهم بالذهاب لمصر، وبشرهم بالنصر).. ترى المؤلفة أن التدهور الأخلاقي في المجتمع (من الأسباب الثانوية)!! بينما قبل ألف وخمسين عاما أعتبر المعز لدين الله (931- 975) أن التدهور الأخلاقي من الأسباب الرئيسة في تفكك جهاز الدولة الإخشيدية. فالتدهور الأخلاقي مرتبط جدليا بتدهور البنية الاقتصادية.. والبينة على ذلك، عندما دخل الفاطميون مصر وعدوا بتجويد السكة وصرفها على المعيار المعمول به في خلافتهم بالمغرب، لمنع الغش فيها وهذا الحال تقر به الباحثة وهي تقترض من (عطية مصطفى مشرفة) قوله التالي: (هذا الأمر الذي يدل على سوء الأحوال الاقتصادية في نهاية العصر الإخشيدي/ 339/ الفساد في الدولة الفاطمية). (*) وإذا كانت مؤلفة كتاب (الفساد في الدولة الفاطمية)، تقر وتعترف بذلك في خاتمة كتابها، أن الفساد ظاهرة عامة فلماذا خصت الدولة الفاطمية وحدها بذلك؟ (*) بخصوص الضرائب القاسية، التي اثقلت كاهل المصريين، لم تكن بدعة الدولة الفاطمية، فهي معمول بها قبل الفاطميين كل ما في الأمر (أن الفاطميين بعد استيلائهم على مصر قد أبقوا على ما وجدوه فيها، ولم يحاولوا إلغاءها../ 511ص أيمن فؤاد سيد/ الدولة الفاطمية) هذا المصدر اقترضته المؤلفة في ص349 من كتابها.. إذن آليات الفساد كانت متوفرة قبل مجيء الدولة الفاطمية، وكل ما في الأمر وظفته الدولة الفاطمية لها في أزمنة المجاعات. (*) المؤلفة تتهم الفاطميين في تقريب الذميين واستعمالهم في دواوين الدولة، وتعطيل القوة المصرية، وهذا الاتهام يتكرر في كتابها (الفساد في الدولة الفاطمية) تقول في 329 عن تأزم العلاقة بين الحاكم بأمر الله والذميين (أنه كان من الصعب عليه، بل من المستحيل الاستغناء نهائيا عن أهل الذمة في دولته، وذلك لتميزهم ببعض الأعمال الهامة التي لا يجيدها غيرهم، بخاصة وظائف الدواوين، والمالية، والطب، لذلك فإننا نجد وصول البعض منهم إلى مناصب كبيرة في الدولة في عهده كان شيئاً بديهيا..) (*) في ص429 نتوقف عند الكلام التالي (وقد استطاع صلاح الدين القضاء على الدولة الفاطمية..) وهذا الكلام غير دقيق، أن الدولة الفاطمية تآكلت بسبب الحروب الأهلية ومحاصصة الحكام والولاة فيما بينهم والمجاعات.. وحين أقرت صلاح الدين وزيرا للدولة الفاطمية، فأن هذه الدولة كانت تحتضر مثل الدول في كل مكان، ثم تعلن المؤلفة تشفيها في قولها ( فعاد المذهب السني وعادت الخطبة للعباسيين) وكأن المذهب السني سيقيم العدل الإلهي بين الكافة والخاصة، هل المذهب الشيعي هو الذي أودع ابن تيمية الحبس؟ فقد حبسوه في القاهرة، ثم نقلوه إلى حبس في الإسكندرية ثم قضى بقية سنوات في قلعة مرارا في دمشق. وقد احتمل ابن القيّم وهو شيخ ابن تيمية كثيرا من الأذى ودخل الحبس مرة ً. (*) نعود لصلاح الدين، بعد موته توزع ميراث السلطة بين أولاده الثلاثة : مصر حصة ابنه (العزيز).. دمشق حصة ابنه (الأفضل).. حلب من حصة ابنه (الظاهر)، وما تبقى من مُلك صلاح الدين صار من حصة أخيه الملك (العادل) وسيدب الشقاق والفساد بين الأخوة وثعلب الحكم عمهم الأعوج (العادل) وفي حصة (العزيز) سيدب الشقاق بين الفرقتين العسكريتين العظيمتين: (الصلاحية) نسبة لصلاح الدين وفرقة (الأسدية) نسبة إلى أسد الدين شيركو، عم صلاح الدين… ثم يسيطر على أملاك أولاد أخيه الثلاثة عمهم (العادل) هل هذا الفساد الأيوبي له دخل بالمذهب الشيعي؟ أن الفساد موجود في كل حين وعند كل الملل والنحل، وبالتساوي أعني لم تختص به الدولة الفاطمية. (*) في ص 442 نقرأ الكلام التالي لاريب أن سقوط الخلافة الفاطمية، لم يكن مجرد انقلاب عادي، وإنما كان حدثا خطيراً في تاريخ العالم الإسلامي بوجه عام، وفي تاريخ مصر بوجه خاص.. ثم تعلن المؤلفة (فها هي دولة الفاطميين تنهار بعد قرنين من الزمان تقريبا، لتعود للعالم الإسلامي وحدته المذهبية) هذا الكلام الصادر من الباحثة، ينقضه تاريخ الإسلام ذاته لقد شهد الإسلام تعددية في الاتجاهات والتيارات والاجتهادات في فهم النصوص، أما الإصرار على وجود إسلام واحد فهو يؤدي(إلى نتيجتين أن للإسلام معنى واحداً ثابتاً لا تؤثر فيه حركة التاريخ ولا يتأثر باختلاف المجتمعات، فضلاً عن تعدد الجماعات بسبب اختلاف المصالح داخل المجتمع الواحد/ 79/ د. حامد نصر أبو زيد/ نقد الخطاب الديني/ ط4/ مكتبة مدبولي/ القاهرة).. ونعود للباحثة وقولها في ص115(.. ظل انتشار المذهب الشيعي في كثير من أرجاء العالم الإسلامي، حتى وصل إلى بغداد (عاصمة العباسيين).. وما تقوله الباحثة عن انهيار دولة الفاطميين وعودة العالم الإسلامي إلى وحدته المذهبية: تفنّده الحركات الثورية في الإسلام ويفنّده المذهب الشيعي الجعفري/ أئمة آل بيت الرسول (ص) الأئمة الاثني عشر، والمذهب الإسماعيلي، والمذهب الزيدي ومعتزلة البصرة ومعتزلة بغداد. وتأثير المذهب الشيعي لحد الآن ساطع في البنية الاجتماعية المصرية، ولا يمكن أن تنكره المؤلفة وهي تقول (أما المصريون في مصر، فقد عاشوا على المذهب السني/ 455 ) ثم تستدرك قائلة (غير أن التأثير الشيعي قد غلب على احتفالاتهم وأعيادهم، الذي تفاعل معها المصريون، فعاش المصريون على المذهب السني ولكن بتأثير شيعي) يبدو أن المؤلفة لا تحسب للمسيحين المصريين ولغيرهم حساباً، في قولها (فعاش المصريون على المذهب السني).. تستأنف قولها (ويظهر هذا في احتفالات الفاطميين التي تفاعل معها المصريون وأحبوها لما كانت تمثله لهم من أهمية معنوية وترفيهيه، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية، حيث كانت توزع فيها العطايا من أموال وكسوة وطعام، وقد بقي من هذه الاحتفالات الكثير، وما زال المصريون يحتفلون بها ونذكر منها المولد النبوي الذي بدأ بدخول الفاطميين ومع الخليفة المعز. فأفرطوا في صنع الحلوى بأشكالها المختلفة كالطيور والخيول والعرائس (عروسة المولود) التي توجد حتى الآن . السؤال هنا : ماذا تركت الدول التي سبقت الدولة الفاطمية، والتي تلت الفاطميين؟ ذهب الفساد السياسي والإداري والاجتماعي والاقتصادي التي كرست المؤلفة كتابا عنه وبقيت شامخة ً بهيجة صناعة الفرح الاجتماعي للكافة والخاصة التي بادرت بها الدولة الفاطمية الشيعية الإسماعيلية وما زال مفعولها حيويا في مصر إلى ما بعد الآن.


اذاعة طهران العربية
منذ 5 ساعات
- اذاعة طهران العربية
الجيش الإيراني: واقفون في طليعة الدفاع عن أرض الوطن
أصدر جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية بياناً بمناسبة ذكرى عملية مرصاد المنتصرة وهجوم العدو البعثي على موقع "سوباشي" غرب البلاد، جاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الله جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِى جَهَنّمَ جَمِيعاً منذ انتصار الثورة الإسلامية، تعرضت الأمة الإيرانية العظيمة لمؤامرات وفتن وأهداف خبيثة من أعداء الداخل والخارج، وتشعر بطعنة غدر من زمرة المنافقين المكروهين في خاصرتها. إن تاريخ الدفاع المقدس القوي عن الأمة الإيرانية دليل على أن الاستكبار العالمي قد مُني بهزيمة نكراء في حرب السنوات الثماني المفروضة، أمام تضحيات مجاهدي الإسلام، وشهد على تحقق وعد الله الصريح بانتصار الحق على الباطل. وكان آخر فصول مؤامرة العدو في الأيام الأخيرة من الدفاع المقدس هو استخدام عناصره المكروهة والوكيلة، منظمة المنافقين الإرهابية، ضد الأمة الإيرانية. ففي 26 يوليو 1988، صوّب أولئك الذين أداروا ظهورهم لشعبهم، رغم قبول إيران للقرار الاممي بوقف اطلاق النار مع العراق، صوبوا بمساعدة صدام حسين اللعين والاستكبار العالمي، أسلحتهم النارية نحو الأمة الإيرانية، كاشفين عن ذروة شرورهم وعدائهم تجاه الأمة الإسلامية الشامخة. لكن هذه المؤامرة أدت أيضًا، بفضل الله، وبفضل يقظة وإيثار القوات المسلحة للبلاد، بما فيها الجيش وحرس الثورة والباسيج، إلى هزيمة ساحقة لمنظمة المنافقين. بفضل حضور القوات الشعبية الوافرة، والدعم الحاسم والفريد من مروحيات سلاح الجو ومقاتلي الجيش، ضاق الخناق على الغزاة الحائرين، وبفضل القيادة الحكيمة والحاسمة للشهيد الفريق علي صياد شيرازي، دحر جيش مرتزقة العدو. أشعل هذا القائد العبقري في معركة مرصاد المنتصرة نيران غضب الشعب الإيراني والقوات المسلحة للبلاد ضد منظمة المنافقين لوضع حد لشر هؤلاء القتلة الأعداء. في هذه الأيام أيضًا، نهض شهداء موقع "سوباشي" الراداري التسعة عشر المجيدين، في مهمتهم الأخيرة، باذلين أرواحهم في امام الهجوم الجوي الجبان للعدو البعثي، وبتضحيتهم بأرواحهم للشعب البطل، أثبتوا خبث صدام حسين، ناقض المعاهدات، وزيف وعد الغرب الكاذب بوقف إطلاق النار المزعوم. خلال الحرب العدوانية الاخيرة التي شنها الكيان الصهيوني البغيض ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أصبح جدار المقاومة الشامخ هذا، والعين الثاقبة لإيران الفخورة في غرب البلاد، هدفًا للغزو الوحشي للنظام الصهيوني الغاشم، ليشهد التاريخ على ملحمة الأمة الإيرانية العظيمة والثورية، وليُسمّي سوباشي بوابة الصمود حتى الشهادة. لقد أثبت صمود أبطال سوباشي في وجه هجوم الكيان الصهيوني البغيض، وشهداء الدفاع المقدس الأخير، أن محاربي إيران الإسلامية لن يستسلموا أبدًا للدفاع عن وحدة أراضيها وأمن وراحة مواطنيها الأعزاء. إن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ يُخلّد ذكرى شهداء الثورة والدفاع المقدس، ومدافعي الحرم، وشهداء الوطن، وخاصة شهداء عمليتي مرصاد وسوباشي، يُعلن أنه، بقيادة قائد الثورة الإسلامية الحكيم، الإمام الخامنئي (حفظه الله)، يقف بثبات في الخطوط الأمامية للدفاع عن الوطن، ومستعد للتضحية بحياته من أجل رفع راية إيران الإسلامية ورفعة الأمة الإيرانية، وسيحمي مجد وسلامة هذا الحرم الشريف بتضحياته.


الزمان
منذ 5 ساعات
- الزمان
السلطة الرقمية والرأي العام
السلطة الرقمية والرأي العام – مهند عماد عبدالستار الحكومات عامةً ترتكز في إدارتها للدولة على ثلاث سُلطات وهي: السلطة التشريعية المُختصة بتشريع القوانين والرقابة على عمل الجهات التنفيذية، وتليها السلطة التنفيذية التي تُطبيق القانون وترعى مصالح أفراد المجتمع وإدارة شؤونهم وآخرها السلطة القضائية المعنية بإحقاق الحق والوقوف أمام الظلم والأذى الذي يضر بالمصلحة العامة أو بمصلحة الأفراد وأحوالهم والحُكم بينهم. عادةً يكون للدولة أجهزة رقابية واستخباراتية ومخابراتية وأمنية وصحية وإدارية وقضائية، ولكل جهة رقابية مما ذُكر اختصاصها في المتابعة والرقابة وكتابة التقارير ورفعها للجهات العُليا المسؤولة في البلاد للوقوف عند مَواطن الخرق والخلل بغية معالجته ووضع حلول قد تكون آنية وقد تكون مستقبلية تفاديًا لتكرار تلك الخروقات التي قد تُصيب الأمن الغذائي أو الأمن الصحي أو الأمن عن الحياة… وهلمَّ جرَّا. قبل اِنتشار منصات التواصل الاجتماعي كانت الحكومات معتمدة في الوقوف عند المشاكل التي تعيق عملها على الجهات الرقابية اعتمادًا كُليًّا في أداء مهامها وذلك عن طريق الرقابة والمتابعة وتصحيح اعوجاجها وتعديل مسارها وتقويم انكسارها ليظهر لنا بأن الشعَب راضٍ على حكوماته كونها متابعة لشؤونهم وإدارة أحوالهم، لكن ونحنُ اليوم في عصر العولمة قد تغيرت الثوابت ولا غرابة في ذلك التحول بسبب الرقمنة والتكنولوجيا. باتت الحكومات اليوم مُتأثرة بالرأي العام الذي يتم نشرهُ على منصات التواصل الاجتماعي لتصحيح مسار عملها، فبات الرأي العام الرقمي هو الذي حلَّ محل تلك الجهات الرقابية، فاليوم لو أردنا إزالة بناية آيلة للسقوط في أحد الأزقة فلا حاجة للشكوى عند الجهات الحكومية وبالطرق التقليدية وإنما تصوير تلك البناية ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي وتداولها بين الصفحات الأكثر شُهرةً، فترى البلدية تتحرك طواعيًا وتلبي متطلبات الرأي العام!. بعد فاجعة مدينة الكوت إحدى المُدن العراقية واحتراق سوبر ماركت خاص للتسوق الذي كان خالٍ من وسائل الصحة والسلامة واستشهاد قُرابة المائة شخص أو أقل'رحمهم الله تعالى'، وبسبب ضغط الرأي العام على الحكومة المحلية لمحافظة واسط تحركت وزارة الداخلية العراقية وشرعت بشراء طائرات خاصة بإطفاء الحرائق وطلبت من المواطنين وعلى مستوى العراق تصوير أي مبنى لا تتوافر فيه متطلبات الصحة والسلامة كي يتم إغلاقه فورًا واتخاذ الإجراءات القانونية بحق صاحب المشروع، فأين دور الجهات الرقابية التابعة للدفاع المدني من شراء طائرات خاصة بإطفاء الحرائق كإجراء وقائي؟ وهل كانت تلك الجهات الرقابية تنتظر ضغط الرأي العام لكي تُلبي واجبها وعملها؟ لا بل حل الرأي العام الرقمي محل الجهات الرقابية في التفتيش والتبليغ؟ إذن بات الرأي العام الرقمي ذا دور فعّال وتأثير، يلجأ له أفراد المجتمع لتحقيق متطلباتهم وحماية مصالحهم وإدارة شؤونها ومواكبة التطورات في الحياة، لا بل حتى توسع دور الرأي العام الرقمي وبدا تأثيره على القضاء وأحكامه والبرلمان وتشريعه للقوانين، مما ينم عن حدوث شلل يُصيب دور الجهات الرقابية وتعطلها عن أداء وظيفتها التي أُسست من أجلها.