
السباق الصيني نحو الهيمنة على عصر الروبوتات البشرية
بحسب ما نشرته وكالة "بلومبرغ"، فقد شهدت الصين مؤخراً طفرة تقنية متسارعة في مجال تطوير الروبوتات البشرية، وسط تنافس حادّ بين عشرات الشركات الناشئة التي تسعى لتكون في طليعة هذا القطاع الواعد.
في عرض غير تقليديّ، قدّمت شركة "EngineAI" الناشئة عرضاً لكيفية تعلّم الروبوتات في العصر الحديث، حيث قامت مدرّبة شقراء بتعليم الروبوت التابع للشركة إحدى الرقصات، ثم طالبته بتقليد خطواتها، مستخدمة عبارات تشجيعية مثل: "خمسة، ستة، سبعة، ثمانية... هيا، تابع الإيقاع". وباستخدام تقنيات الرؤية الحاسوبية وخوارزميات التعلم الآلي، تمكن الروبوت خلال أيام من إتقان رقصة "Axe Gang" المستوحاة من فيلم "Kung Fu Hustle" الصادر عام 2004.
ورغم الطابع الترفيهي للعرض، فإن ما يجري يُعد خطوة جادة في مسيرة الصناعة الصينية. فبعد هيمنة شركات أميركية مثل Boston Dynamics على تطوير الروبوتات البشرية، دخلت الشركات الصينية في سباق تقني محتدم. ففي نيسان/أبريل، استضافت بكين أول نصف ماراثون للروبوتات في العالم، ففاز به روبوت "X-Humanoid" بعد منافسة مع 20 روبوتاً آخر. وفي أيار/مايو، نظّمت شركة "Unitree Robotics" أول بطولة ملاكمة للروبوتات. وعلى الرغم من أن 15 من أصل 21 روبوتًا فشلوا في إكمال السباق، فإن التركيز كان على التقدم لا الكمال.
الصين، التي تمتلك أعلى كثافة روبوتات في مصانعها مقارنة بالولايات المتحدة واليابان، تعمل على إدماج الروبوتات البشرية في أدوار متقدمة، تشمل فرز النفايات، توصيل الأدوية في دور المسنين، الدوريات الأمنية، وإرشاد الزوار في المتاحف. وتشير تقارير إعلامية محلية إلى اختبار هذه الروبوتات لأغراض عسكرية.
يقول تشاو تونغيانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة EngineAI، إن هناك ما بين 50 إلى 60 شركة صينية تعمل حالياً في ميدان تطوير الروبوتات البشرية، مدعومة بخبرة صناعية محليّة ودعم حكومي. وأوضح بأن الشركة لديها طلبات لشراء مئات الروبوتات. وأضاف: "الصين تضمّ العديد من الجهات الفاعلة، وهناك بعض المواهب الجيّدة بينها. آمل أن تكون الصين في الطليعة في مجال الروبوتات".
هذا التقدم جذب اهتمام إيلون ماسك، مؤسس "تسلا"، الذي صرّح في مكالمة هاتفية في أبريل أن روبوتات "Optimus" التابعة لشركته تتصدر من حيث الأداء، لكنه عبّر عن قلقه قائلاً: "أخشى أن تكون المراتب من الثانية إلى العاشرة كلها من نصيب شركات صينية".
أهمية هذا القطاع تتجاوز الجوانب التجارية. فقد توقعت شركة Citigroup أن يصل حجم سوق الروبوتات البشرية والخدمات المرتبطة بها إلى 7 تريليونات دولار بحلول عام 2050، مع وجود ما يقرب من 648 مليون روبوت بشري عالمياً. واعتبر ماسك أن إدخال هذه الروبوتات يمكن أن يزيد من حجم الاقتصاد العالمي ليصبح عشرة أضعاف حجمه الحالي، مشيرًا إلى أنها تفتح إمكانيات اقتصادية ضخمة.
يعكس تقدم الصين في هذا المجال استراتيجية طويلة الأمد. فقد رسم الرئيس الصيني شي جين بينغ والحزب الشيوعي ملامح خطط لتطوير التكنولوجيا الاستراتيجية، بما فيها الروبوتات، قبل أكثر من عقد. وقدمت الحكومات المحلية حوافز مالية وخدمات دعم للشركات الناشئة. وفي حالة EngineAI، ساعدت حكومة شينزن في ربط الشركة بالممولين والمصادر. وقال تشاو: "رغم أن الحكومة لا تستثمر مباشرة، فإن أموالها تُستخدم لتوجيه الاستثمارات نحو هذا القطاع".
في وقت سابق من هذا العام، أعلنت الصين عن خطط لاستثمار تريليون يوان (138 مليار دولار) في الروبوتات والتكنولوجيا المتقدمة خلال العقدين المقبلين، متفوقة على كلّ من الولايات المتحدة وأوروبا من حيث حجم الاستثمارات المعلنة.
ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك شركات رائدة مثل Boston Dynamics وAgility Robotics وFigure AI وTesla، فإن بعض الخبراء يرون أن النموذج الصيني في "الرأسمالية الموجّهة من الدولة" يمنحها ميزة في تطوير القطاعات الاستراتيجية كثيفة رأس المال، كما حدث في قطاعي السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية.
في هذا السياق، قال جوليان مولر-كالر، مدير مركز "Strategic Foresight Hub" في معهد Stimson Center في واشنطن: "النموذج الصيني في الرأسمالية المدارة من الدولة قد يكون أكثر ملاءمة لتطوير التقنيات الرقمية والاستراتيجية، والتي تُعدّ قضايا جيوسياسية من الطراز الأول".
ورغم أن مستقبل السوق لا يزال غير مضمون، فإن الصين تراهن بقوة على الروبوتات البشرية. ووفقاً لدراسة صادرة في نيسان/أبريل عن مركز "Leaderobot" الصيني ومؤسسات أخرى، فإن الصين في طريقها لإنتاج أكثر من 10,000 روبوت بشريّ هذا العام، أي ما يتجاوز نصف الإنتاج العالمي.
وأضاف هنريك كريستنسن، مدير معهد الروبوتات السياقية في جامعة كاليفورنيا سان دييغو: "الصين تفوز في سباق الروبوتات البشرية، وليس لديّ أدنى شك في ذلك".
يتتبع مسار تشاو تونغيانغ هذا التحول. فبعد تخرجه بتخصص الأتمتة، انطلق في هذا المجال قبل ثماني سنوات بدافع شخصي للابتكار، وليس بدوافع سياسية. وقال: "كنت أؤمن أن الروبوتات البشرية ستغير طريقة حياة البشر". وقد صادف توقيت إطلاق برنامج "صُنع في الصين 2025"، الذي وضع أهدافاً تكنولوجية لعقد كامل، لمواجهة أزمة متوقعة في سوق العمل، حيث يُتوقع أن تنخفض نسبة السكان في سن العمل بنسبة 22% بحلول عام 2050. وتشير تقارير حكومية إلى وجود نقص متوقّع يبلغ 30 مليون عامل في عشرة قطاعات صناعية بنهاية هذا العام.
وقد أدى هذا النقص، بالإضافة إلى عزوف الجيل الجديد عن الأعمال اليدوية، إلى دفع الصين لتكثيف استخدام الروبوتات. ووفقًا للاتحاد الدولي للروبوتات، ارتفعت كثافة الروبوتات في الصين إلى 470 روبوتًا لكل 10,000 موظف عام 2023، مقارنة بـ 295 روبوتًا في الولايات المتحدة.
وتساعد نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، كالتي تشغّل "تشات جي بي تي" و"ديبسيك"، على منح الروبوتات البشرية القدرة على التعلم والتكيّف. وقال تشانغ لين، الرئيس التنفيذي لشركة "Leju Robotics"، إن روبوتات شركته "Kuavo" يمكنها تعلّم المهام ببساطة من خلال تكوين مجموعات بيانات، مثل طريقة تنظيف الأرض أو ريّ النباتات.
وقد بدأت روبوتات "UBTech" بمساعدة شركة "فوكسكون" بتجميع أجهزة iPhone، كما تعمل أكثر من 500 وحدة منها في مصانع شركات مثل "BYD"، و"جيلي"، و"FAW-Volkswagen"، في مهام تشمل رفع الصناديق، فرز المكونات، واختبار المعدات. وفي مصنع FAW-Volkswagen، تستخدم الروبوتات لاكتشاف تسرّبات الغازات المؤذية التي قد تؤثر سلبًا على صحّة العمال.
أما "Leju Robotics"، فقد سلمت ما لا يقلّ عن 100 روبوت لمصانع سيارات مثل "BAIC" و"Nio"، ودور رعاية في سوتشو، وقاعات عرض، وجامعات، لاستخدامها في البحث العلمي أو تقديم خدمات لوجستية.
وترى سوزان بييلر من الاتحاد الدولي للروبوتات أن تعاون الشركات الناشئة مع المصنعين في الصين يسهم في خفض التكاليف وزيادة الانتشار خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.
وقد أنفقت EngineAI سنوات لتقليل تكلفة مكوناتها، مثل تطوير مفصل طاقة داخلي بتكلفة تعادل عُشر سعر القطعة المستوردة. كذلك عمل تشاو مع فريقه على تحسين طريقة مشي الروبوتات لتكون أكثر طبيعية، واستعانوا ببيانات بشرية لتدريب الروبوتات عبر الشبكات العصبية.
ورغم كل هذا التقدم، فإن أمام الروبوتات البشرية تحديات ما تزال قائمة. ففي نصف ماراثون بكين، تعثّر أحد الروبوتات عند خط البداية، وسقط رأس آخر على الأرض. أما في بطولة الملاكمة، فكان بعض الروبوتات يضرب في الهواء أو يسقط رغم التحكم البشري المباشر. وقال رومان مولان، الرئيس التنفيذي لشركة "Exotec" الفرنسية، إن هذه الروبوتات "لا تزال غير مجدية اقتصاديًا بالنسبة لمعظم الناس والشركات".
لكن الإيمان بالمستقبل الرقمي يزداد. فقد وصفت "Citigroup" هذه الروبوتات بـ"الذكاء الاصطناعي الفيزيائي"، وتوقعت أنها ستكون الأكثر نموًا في سوق الروبوتات، بفضل مرونتها في العمل في مجالات الصحة، التنظيف، التوصيل، التجزئة، والضيافة.
ويؤمن ماسك بأن آلاف روبوتات "أوبتيموس" ستعمل في مصانع "تسلا" بحلول نهاية العام الجاري، وأنه سيتم إنتاج مليون وحدة سنويًا خلال أقل من خمس سنوات. وتتوقع Citigroup أن تتراوح تكلفة الروبوت الواحد بين 20,000 إلى 30,000 دولار بحلول 2027، وأن يُعوّض هذا الاستثمار خلال 36 أسبوعًا فقط في الولايات ذات الحد الأدنى المنخفض للأجور.
واختتم تقرير Citigroup بالقول: "الحجة لصالح الروبوتات البشرية لا تتعلق فقط بالاقتصاد. فبعض الوظائف خطيرة أو غير مرغوبة من البشر، ويمكن للروبوتات أن تؤديها بكفاءة. كما أنها لا تأخذ إجازات أو تترك العمل".
أما تشانغ لين، من "Leju Robotics"، فقال: "كلما دخل عدد أكبر من الشركات إلى هذا القطاع، تحسّن مستوى الصناعة. علينا فقط أن نُبقي أنفسنا في الصدارة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
"القوات" تمدّ يدها على "التحوّل الرقمي"... وأمواله
قبل أيام، أقرّ مجلس الوزراء قرضاً بقيمة 150 مليون دولار من «البنك الدولي»، لتوظيفه في التحوّل الرقمي للمعاملات الرسمية. الخبر قد يُفسِّر خلفية الصراع على هذا الملف تحديداً، ومحاولات وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي كمال شحادة «مدّ يده» عليه. فمن المعلوم أن التحوّل الرقمي مُوكل إلى مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية، والعمل عليه بدأ منذ عهد الوزير السابق محمد فنيش، وبقي الحال على هذا النحو مع الوزراء المتعاقبين كافة، إلى أن ثُبِّتت صلاحية «التّنمية الإدارية» بالملف مع إقرار استراتيجية التحوّل الرقمي عام 2022. مع تشكيل نواف سلام لحكومته، كان لافتاً استحداث ما سُمِّي مكتب وزير دولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فيما الإدارات والمؤسسات العامة بغالبيتها لا تزال تعتمد على الورقة والقلم في معاملاتها. فمن يفتقد المكننة، ويبتعد عن التحوّل الرقمي مسافاتٍ بعيدة، كان مستغرباً أن يهتم بالذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، حدَّدت الحكومة بوضوح مهامّ وحدود مكتب وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بالتالي: «تَضع وتنفّذ استراتيجية مستقبلية تهدف إلى جذب الطاقات اللبنانية، وتحفيز الاستثمار في القطاعات المتقدّمة، وتُسرِّع تَبنّي التقنيات الحديثة، وتشجيع الشركات الناشئة وتطوير الابتكار». وهو عمل لا يدخل في صلب التحوّل الرقمي، أي تحويل إنجاز المعاملات رقمياً، الذي يُفترض بالدولة أن تقوم به ضمن سلّة الإصلاحات الإدارية المطلوبة، مع الإشارة إلى أن إنجاز الرقمنة، وتحصين الفضاء السيبراني من عمليات الخرق - وهما مهمتان متلازمتان - يُعتبران عامليْن مشجّعيْن لجذب الاستثمارات في القطاعات المُتقدّمة. ورغم ذلك، افتتح شحادة نشاطه الوزاري بتوقيع مذكّرة تفاهم مع «جمعية المعلوماتية المهنية» (PCA) التي تضمّ شركات تجارية تبيع برامج كمبيوتر، وجمعية «ISOC» التي يرأسها مستشاره لشؤون المعلوماتية القانونية، شربل شبير، وتهدف إلى إنشاء شراكة بين القطاعيْن العام والخاص لـ«إنعاش المشهد البيئي الرقمي، وإنشاء قاعدة راسخة للاقتصاد المعرفي...»، كما هو وارد في نص المذكّرة. لكنّ خارطة الطريق التي وضعتها الأطراف الثلاثة، من أجل تحقيق الأهداف، فيها بند يتعلّق بتطوير استراتيجية شاملة للتحوّل الرقمي. وعدا أن شحادة قفز فوق استراتيجية التحوّل الرقمي (2020 - 2030) التي أقرّتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2022، فإن تطرّقه إلى مسألة التحوّل الرقمي، أثار حفيظة وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية فادي مكي الذي اعتبر أن شحادة يحاول استبعاده، وسحب الملف منه. ترافق الأمر، مع حضور شحادة لجلسات لجان نيابية مرتبطة بالتحوّل الرقمي، إضافة إلى أنه طلب تخصيصه بـ 50 مليون دولار من قرض «البنك الدولي»، الذي يُفترض أن يذهب لأجل مشاريع ينفّذها مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية. وعلمت «الأخبار» أن شحادة كلّف شبير العمل على اقتراح قانون لتحويل مكتب وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي إلى وزارة. ويرى متابعون في ذلك سعياً لـ«الاستحواذ على كل ما يتّصل بالتحوّل الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي بشكل عام»، معتبرين أن في ذلك «سيطرة على الداتا والأموال». وقد يكون شحادة تشجّع على المبادرة، بعد أن وعد رئيس الحكومة كتلة «الجمهورية القوية» التي زارته في إطار الاستشارات النيابية قبيل منح الحكومة الثقة، بتحويل «تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي» إلى وزارة أصيلة. وقد ضمّن سلام البيان الوزاري ما معناه أن الحكومة ستسعى إلى إنشاء وزارة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، محدّداً مهامها بتشجيع الاستثمارات وتطوير الابتكار. ومن غير المعلوم إن كان شحادة سيلتفّ في اقتراح قانونه على تلك المهام، ويُوسّع صلاحيات وزارته. ومثل شحادة، حاول وزراء في الحكومة السابقة «نتش» ما يمكن من المشاريع تحت عنوان التحوّل الرقمي. فوزير العدل السابق هنري خوري على سبيل المثال، كان يستاء عندما كانت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية السابقة، نجلا رياشي، تقدّم مشاريع قوانين متعلقة بمأسسة التحوّل الرقمي، رغبةً منه في سحب الملف من رياشي، وجعل وزارة العدل هي المعنية بمأسسة التحوّل الرقمي وتنظيمه، لا وزارة التنمية الإدارية. وهو ما حصل في ملف الأسناد الإلكترونية، ومن ضمنه التوقيع الإلكتروني الذي نظّمته وزارة العدل. على ضفّة مكي، برز امتعاض كبير من سلوك شحادة، تُرجم في إشاعته أجواء أنّه سيستقيل في حال لم يضع سلام حداً لزميله. ويستند مكي إلى أن استراتيجية التحوّل الرقمي أسندت الملف إلى مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية، لا بل نصّت على إنشاء هيئة وطنية تتولى تنفيذ الاستراتيجية، وتكون تابعة لـ«التنمية الإدارية»، الموكل إليها مُتابعة التنفيذ على المستوى المركزي، ومستوى وحدات التحوّل الرقمي في الإدارات والمؤسسات العامة، وإدارة مراكز البيانات... بهدف توحيد جهود ومشاريع الإدارات العامة، لتحقيق تكامل يضمن توافقها مع رؤية موحّدة للتحوّل الرقمي. في المحصّلة، وإن كان من تصحيح مُفترض للمسار، فهو يكمن في تطبيق استراتيجية التحوّل الرقمي المُقرّة منذ ثلاث سنوات، بدلاً من العودة إلى المربّع الأول، وتطوير استراتيجيات جديدة، أو اختراع وزارات غير معنية بالملف، ولم تواكبه يوماً، من باب خلط الأمور بعضها ببعض كما جرت العادة. وأولى الخطوات باتجاه تنفيذ الاستراتيجية، إنشاء الهيئة الوطنية تحت إشراف «التنمية الإدارية»، التي يمكن تحصين موقعها القانوني بتحويلها إلى وزارة، كما يرى قانونيون مُختصّون. وبذلك، «يُسند ملف سيادي وضخم كالتحوّل الرقمي إلى وزارة لديها صلاحيات، ويمكنها ممارسة سلطة على بقية الوزارات، وتتمتّع بجهاز تنفيذي». وما الصراع البارز اليوم، إلّا انعكاس لتعامل الحكومات المتعاقبة بخفّة مع مسألتَي التحوّل الرقمي والأمن السيبراني، حيث لم تبذل جهداً جدّياً لتطبيق الاستراتيجيات، وتركتهما عرضة لاجتهاد هذا الوزير وذاك، كلٌّ على هوى مصالحه مع الجهات المانحة... فالمهم أن تأتي الأموال! ندى أيوب - الاخبار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 11 ساعات
- الديار
فيصل الخوري يحفر اسم لبنان في البرلمان الكندي بعد فوزه بولاية رابعة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تمكّن ابن عكار البار، النائب في الحزب الليبرالي الكندي فيصل الخوري، من الفوز بولايةٍ رابعة في مجلس العموم الكندي، بعد أن نال ثقة الناخبين مجددًا وتفوق على منافسيه من الأحزاب الفدرالية الأخرى، محققًا رغبة أبناء دائرته الذين قدّروا جهوده وإنجازاته خلال السنوات السابقة. من المعروف أن الفوز المتتالي في البرلمان الكندي ليس بالأمر السهل، ولكن محبة الناخبين ودعمهم حملت الخوري إلى قبة البرلمان للمرة الرابعة، تأكيدًا على مكانته وثقتهم الراسخة به. من بدايات متواضعة إلى نجاح برلماني في العودة إلى البدايات، يبرز طموح شاب لبناني أنهى المرحلة الثانوية وكان حلمه أن يصبح طيّارًا في سلاح الجو، غير أن اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية دفعه مجبرًا إلى الهجرة، ليرسم بعدها قصة نجاح في وطنه الثاني: كندا. وبسبب إقفال السفارة الكندية في بيروت ودمشق آنذاك، اختار التوجه إلى مصر، بحجة حضور الألعاب الأولمبية، برفقة شقيقته. وهناك بدأت رحلته الجديدة. في تلك المرحلة، كان يعيش قصة حب مع جورجيت إلياس، التي أصبحت لاحقًا زوجته ورفيقة دربه، وطبيبة أسنان بارزة. وقد رزقا بثلاث فتيات جميلات في الخلق والخلق. وصية الجد… وبداية الطريق وصل إلى 'الشمال الأبيض العظيم'، 'أرض ورقة القيقب' كندا حاملاً في جيبه 500 دولار أمريكي فقط، ووصية جدّه، خوري الرعية، الذي قال له: 'اعتبر نفسك سفيرًا للبنان، وإذا وُفّقت ووصلت إلى منصب رفيع، لا تردّ أحدًا خائبًا.حاجة الناس اليك من دلائل رضى الله عنك.' وقد حمل هذه الكلمات في قلبه وعقله طوال مسيرته. من المصادفات الجميلة أن يلتقي، في طريقه من حمص إلى مصر، نجل المرحوم صبري حمادة، الذي ساعده في تقديم طلب الفيزا إلى كندا عبر وساطة من السفير أسعد الأسعد، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية آنذاك، وابنه وائل الذي كان يعمل حينها في سفارة ليبيا في مصر. وبهذا الدعم، ومع كتاب توصية، بدأت رحلة التحديات التي لم تخلُ من صعوبات ومخاوف الترحيل، خاصة أن تأشيرته كانت لمدة أسبوعين فقط. عمل الخوري في مطعم بيروتي لتأمين تكاليف دراسته، حيث التحق بجامعة كونكورديا لدراسة الهندسة المدنية، رغم عدم إلمامه الكافي باللغة الإنجليزية في البداية. لكنّه ثابر، وتخرج، وأسس لاحقًا شركته الخاصة في مجال الهندسة، التي تعاملت مع السوق السعودي وأسواق عربية أخرى، ونجح في أن يصبح مستشارًا عالميًا في مجاله. ورغم نجاحه المهني، لم ينسَ تجربته الصعبة مع الهجرة واللجوء، مما دفعه دائمًا لمساندة كل من يواجه خطر الترحيل، لأنه مرّ بنفس المعاناة. السياسة في خدمة الناس يستذكر فيصل الخوري كيف دخل عالم السياسة، وكيف تعلّق الناس بشخصه وبأسلوبه الإنساني. فكل قضية ترحيل ساعد في حلّها كانت بالنسبة له مكافأة معنوية لا تُقدّر بثمن. من القصص التي أثّرت فيه بشدة، كانت عائلة من أصل بنغلادشي صدر بحقها قرار ترحيل مع طفلين. تلقّى طلبهم عبر الخط الساخن في مكتبه، وساهم في إيقاف القرار. تلك العائلة عادت لاحقًا للمشاركة في التصويت له في الانتخابات الاخيرة ، وهو موقف ترك أثرًا كبيرًا في نفسه. رؤية سياسية للمستقبل وعن رأيه بالحكومة الفدرالية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء مارك كارني، يقول الخوري: 'أنا متفائل، فكارني يملك عقلية اقتصادية فذّة، وهو من أهم الشخصيات العالمية، إذ قاد بنك إنكلترا الدولي وبنك كندا الدولي لسنوات.' ويضيف أن أبرز التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة تشمل: • الأزمة الاقتصادية، • أزمة السكن وغلاء المعيشة، • العلاقات مع الولايات المتحدة، • الدور الكندي في السياسة الدولية والمساعدات الإنسانية. ويؤكد أن الجهود مستمرة لتأمين مساعدات للبنان، وقد تخطّت حتى الآن 60 مليون دولار كندي. حفل القسم… ومشهد وفاء أقسم النائب فيصل الخوري اليمين لولايته الجديدة، بحضور حشد من أبناء الجاليات العربية والكندية، وزملائه البرلمانيين، من بينهم النائبة الأرمينية Kristine Vardanyan التي حضرت خصيصًا من ارمينيا لتقديم التهنئة. في كلمته بعد القسم، شكر كل من صوّت له، وحتى من لم يصوّت، وخصّ بالشكر زوجته جورجيت على دعمها وتفانيها. وقد تلا حفل القسم مأدبة غداء على شرف الحضور، في أجواء مفعمة بالامتنان والتقدير النائب فيصل الخوري متمسك بجذوره وثقافته العربية الواسعة وهو متبحر في كتابة القصائد بلغة فصيحة وإتقان لافت وله العديد من القصائد هنيئًا للحكومة الكندية بوجود النائب فيصل خوري في صفوفها، ذلك الزوج والأب المُحب، البرلماني المتميّز، القريب من نبض الناس، والأديب الذي صاغ الحرف بإنسانيته. اما رسالة فيصل الخوري في نهاية حديثه كانت واضحة: 'الهجرة ليست نهاية، بل بداية. والنجاح لا يأتي صدفة، بل ثمرة جهد وإيمان بالنفس. لا تنسوا جذوركم، وابقوا أوفياء لمجتمعكم الجديد دون أن تنسوا أوطانكم الأصلية".


ليبانون 24
منذ 13 ساعات
- ليبانون 24
بدت متأثرة جداً... نجمة عالمية تحتفل برفقة فنانة مشهورة جداً بهذا الحدث (صورة)
والتقطت صور للنجمتين في مطعم "مونكي بار" الشهير، المعروف بتقديم الأطباق الأميركية الكلاسيكية منذ عام 1936. وأظهرت الصور سويفت، البالغة من العمر 35 عامًا، وغوميز، 32 عامًا، وهما في حديث عميق، حيث بدت تايلور متأثرة جدًا. وأغلق المطعم أبوابه مبكرًا مساء ذلك اليوم من أجل "حدث خاص"، مما أثار التكهنات بأن وجود النجمتين كان السبب. وجاء هذا الاحتفال بعد يوم واحد فقط من إعلان سويفت على موقعها الرسمي أنها استعادت حقوق ألبوماتها الستة الأولى التي تشمل: تايلور سويفت، فيرلس، سبيك ناو، ريد، 1989، وريبوتيشن. وفي رسالة مكتوبة بخط يدها، عبّرت النجمة الحاصلة على 14 جائزةعن مشاعرها أثناء رحلتها الطويلة لاستعادة ملكية أعمالها، قائلة "كل الموسيقى التي صنعتها... أصبحت الآن لي". وكانت حقوق الألبومات مع سكوتير براون في عام 2019 عندما استحوذت شركته "إيثيكا هولدينجز" على شركة بيغ مشين ريكوردز، التي كانت تعمل معها سويفت سابقًا. وبعد ذلك، باع براون الحقوق لشركة "شامروك كابيتال"، ما أثار خلافًا علنيًا حيث اتهمت سويفت براون بسرقة "عمل حياتها" ومنعها من شرائها. ووفقًا لمجلة بيلبورد ، فقد دفعت سويفت حوالي 360 مليون دولار لاستعادة حقوق ألبوماتها من "شامروك كابيتال". وعبّر العديد من المعجبين والمشاهير، من بينهم سيلينا غوميز ، عن دعمهم الكبير لهذه الخطوة، حيث كتبت جوميز على حسابها في إنستغرام أنها "فخورة جدًا" بصديقتها. كما أبدى حبيب سويفت، نجم كرة القدم الأمريكية ترافيس كيلسي ، دعمه من خلال الإعجاب بمنشورها الذي أعلن الخبر. ويمثّل هذا الإنجاز لحظة مهمة في حياة تايلور سويفت، حيث استعادت السيطرة على إرثها الموسيقي الأيقوني، بحسب ما أكده نقاد. (آرم نيوز)