logo
هويّتنا المسافرة

هويّتنا المسافرة

الرياض١٧-٠٧-٢٠٢٥
يربط حزام حقيبته بمتعة، ويبتسم للجوازات، ويمشي مبتهجاً إلى بوابة المغادرة، حتى يلتقط صورة للذكرى عند بوابة الطائرة. نعم تبدو الرحلة موعودة بأيام من الفرح.
لكن هل سافر وحده؟ أم حمل معه ثقافته التي تمثل وطنه؟
تلك الثقافة ليست زخرفاً يُحمل في جوازه بل هي جوازه الحقيقي حين يسافر خارج وطنه. ولأن الناس لا يرونه كما يرى نفسه بل كما يتصرف.
حقيقة البعض تبدأ عند أول لحظة يخجل فيها من لغته البعض يخجل حتى من اسمه والبعض ينسى الكثير من قيمه وعاداته.. كُل مواطن يجهل ثقافته لا يمكنه أن يعكسها.. ومن لا يشعر بالانتماء لجذوره لا ينال الوفاء في غربته، البعض منا لا يعلم أن ثقافته لا تُحمل في الجواز فقط بل في الموقف واللغة والسلوك، سافرت إلى الكثير من البلدان ورأيت الحقيقة الأعمق في أن الوطن يُرى في الاحترام لا في الإنفاق وفي الابتسامة الصادقة لا في صخب الحضور، يجب أن نُدرك أن كل مواطن حين يسافر إلى أي مكان في هذا العالم هو نافذة وطنه وأن ثقافته لا يُعبر عنها بالتصريحات بل بالسلوك اليومي البسيط في قيم تُترجم (كيف تصطف، كيف تسأل، كيف تبتسم، وكيف تعتذر.. إلى آخره من أخلاقيات المواطن الحقيقي) أن تكون مواطناً سعودياً لا يعني أن تتحدث فقط عن النفط أو الخيل أو التمر، بل أن تُظهر أن هذا الوطن أنبت أبناءً يحسنون التصرف في كل شيء يحترمون، يفهمون، يتميزون بوعي، ويتحدثون بثقه وهدوء..
احفظ في جوالك بعضاً من صور وطنك الغالي لأرضها وجمالها اجعلهم يرون بلدك كما تراها أنت سماء ونخل وناطحات ومآذن ومشاريع عالمية تُبهر وتُذهل كل من يراها لا كما ينقلها الإعلام لديهم.. نعم سافر وأنت تحمل معك في حقيبتك شغف أن يعرفوا من نحنُ حقاً، سافر وليكن حضورك في الخارج امتداداً لنُبل الداخل.
كل من سافر لم يحمل جوازه فقط بل البعض منّا يحمل وطناً بأكمله في أدبه ولغته ووقاره من سفير دبلوماسي إلى طالب مبتعث وسائح عابر، كلهم سفراء دون أوراق اعتماد.. سلوكهم هو وثيقتهم وتصرفهم هو خطابهم، فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم كان خير ممثل لوطنه لا فقط بالمظهر بل بحلمه وصبره وأمانته ورحمته ووقاره، لم يرسله الله بلباس لقبيلته بل بأخلاقه.. فمن أراد أن يُمثل وطنه فليحمل قيماً لا لافتات.. وليجعل من نفسه مرآة لوطن عظيم ويصبح الجميع يتكلمون عن وطنه من خلاله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خماس.. سحــر السحـاب
خماس.. سحــر السحـاب

الرياض

timeمنذ 10 ساعات

  • الرياض

خماس.. سحــر السحـاب

يعد وادي خماس بمركز الشفا في محافظة الطائف متنفسًا طبيعيًا، يجمع الجمال الريفي والبعد الثقافي والسياحي والترفيهي للأسر والعائلات، الباحثة عن الأجواء المعتدلة والباردة صيفًا. وتحدثت من دولة الكويت روان الشمري، التي أكدت أن وادي خماس هو محل جذب عن غيره من الأودية في الطائف، بسبب ما ينتشر في محيطه من مقاه وألعاب أطفال ومواقع للجلوس، التي مزجت الطابع الريفي مع الحديث، ومستوحاة من المزارع الجبلية وما كان عليه أهل المنطقة سابقًا، حيث يعد الوادي مناسبًا لجميع الأسر والعائلات بصحبة أطفالهم. وأوضح المرشد السياحي رداد الطلحي أن وادي خماس يعد أيضًا من أهم وجهات المصايف في المملكة، التي يقصدها آلاف الزوار من الداخل والخليج، ويُعد نقطة جذب ضمن مسار سياحي يشمل وادي ذي غزال "جبل دكا" متنزه الشفا الوطني، حيث يمزج السياحة الريفية والطبيعية لما يضمه من مناطق بكر قابلة للاستثمار السياحي وذات مقومات طبيعية مذهلة لم تُستغل بعد، مشيرًا إلى أن الوادي يحظى بعمق بيئي وتاريخي، وهو من أودية الطائف القديمة، وكان عبر التاريخ ممرًا للمزارعين والرعاة من أهل الشفا والمنطقة، إذ يُعرف بغناه بالمياه الموسمية ويتمتع بتربة خصبة جعلته موقعًا مثاليًا للزراعة التقليدية.

سياحة أغسطس
سياحة أغسطس

الرياض

timeمنذ 10 ساعات

  • الرياض

سياحة أغسطس

مع ارتفاع حرارة الصيف العالمية، تبرز جنوب غرب المملكة العربية السعودية كواحةٍ منعشة تجمع بين سحر الطبيعة والثقافة العريقة، في وقتٍ تسعى فيه الوجهات التقليدية لجذب السائحين بعروض مُكلفة وزحامٍ لافت. ففي أغسطس، بينما تُعاني مدن أوروبا من اكتظاظ السياح، تُقدّم أبها والباحة والطائف تجربةً فريدة تُناسب العائلات والشباب، مع مناخٍ لطيفٍ لا يتجاوز 25°م، وبنية تحتية سياحية متطورة، وأهم من ذلك: أجواء آمنة تُشعر الزائر وكأنه في بيته. حيث تُحافظ جنوب المملكة على انخفاض نسبي في الحرارة بفضل ارتفاعها الجبلي. ففي أبها، ينساب النسيم البارد من جبال "السراة" ليرسم لوحةً من الهدوء، بينما تُضفي غابات الباحة الكثيفة رونقاً استوائياً نادراً، والطائف تُحيط بزوارها برائحة الورود العطرة التي تذوب مع نسمات الجبل. هذه الميزات تجعلها خياراً مثالياً لمن يبحث عن ملاذٍ بعيداً عن ضغوط المدن، مع ضمانٍ أمنيٍ لا يُضاهى. يقول الشاعر: "في أبها، الجبل يُغنّي والرياح تحمل ذكريات القرون"، هذه المدينة التي تُلقب بـ"لؤلؤة الجنوب"، تجمع بين قلعة "الشدا" الأثرية وأسواق "النقش الحضري" المليئة بالألوان، لتُقدّم رحلةً عبر الزمن. في أغسطس، تزدهر رحلات التسلق في جبل "سلاسل" بمرافقة مرشدين معتمدين من هيئة السياحة، والتي وضعت إجراءات وقائية صارمة لضمان سلامة الزوار، مثل توزيع خرائط مُعَدّة مسبقاً وتركيب كاميرات مراقبة في الممرات الصخرية. كما تُنظّم وزارة السياحة جولاتٍ يوميةً مجانيةً لاستكشاف المواقع التاريخية، التي رفعت من معايير الأمان عبر تطبيق "مرشد" لتوفير دعم فوري في حالات الطوارئ. الباحة ليست مكاناً تراه؛ بل تشعر به بين جذور الأشجار ورائحة البن. هذه المنطقة، تتميز بمناخٍ أكثر اعتدالاً وتركيزٍ على السياحة الآمنة. ففي مزارع البن التاريخية بـ"القريع"، تُنظم جولاتٌ مُراقبة برفقة خبراء، بينما تُزوّد مسارات المشي في وادي "رنان" بعلامات إرشادية واضحة ودوريات أمنية دورية. وبدعمٍ من هيئة السياحة، أُطلقت حملة "سياحة آمنة" التي تدرّب العاملين على التعامل مع الإصابات البسيطة، وتُوفّر عربات إسعاف متنقلة في المناطق النائية، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للعائلات الباحثة عن الهدوء دون قلق. الطائف.. حيث تُروى الورود حكايات الأمان مع كل شروق. هذه المدينة، التي تبعد 160 كم عن مكة، تجمع بين جمال زهورها الخلابة وأمان شوارعها المضاءة ليلاً. في أغسطس، تزدهر أسواقها التقليدية بروائح العسل والروبيان، مع كاميرات مراقبة تُحافظ على الجو التقليدي دون إخلالٍ بالخصوصية. وتنفيذاً لرؤية وزارة السياحة، أُعيد تأهيل مرتفعات "الهدا" بمعايير عالمية، مع تدشين مراكز استقبال للزوار تُقدّم معلومات حول مسارات آمنة لاستكشاف الشلالات، إلى جانب تدريب العاملين على مبادئ السلامة الثقافية، مثل احترام خصوصية الزوار من الجنسيات المختلفة. لا تقتصر مميزات هذه الوجهات على جمالها الطبيعي، بل تمتد إلى جهودٍ حكومية استثنائية؛ فالأمان كأولوية وطنية بفضل حملة "سياحة آمنة" التي أطلقتها هيئة السياحة، تُزوّد المواقع السياحية بدورية أمنية متخصصة، وتطبيقات ذكية مثل "Safe Saudi" التي تربط الزائر بغرفة عمليات مُخصصة على مدار الساعة. وتُترجم رؤية 2030 عبر مبادرات مثل "الريادة السياحية"، التي تهدف إلى تأهيل 100 ألف شاب في القطاع بحلول 2030، مما يضمن تجربة سلسة وآمنة للزوار. في المقابل، تفتقر الوجهات العالمية إلى البُعد الإنساني الذي تقدمه المملكة، حيث يتحول تذوق القهوة مع السكان المحليين إلى جسرٍ لفهم الثقافة العربية الأصيلة. من يبحث عن الراحة دون تنازلات، تنجح أبها والباحة والطائف في تقديم تجربةٍ لا تُضاهى: جبالٌ تُحيطك بالهدوء، وثقافةٌ تُشعرك بالانتماء، وأمانٌ يُصبح جزءاً من رحلتك. بفضل جهود وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة التي حوّلت التحديات إلى فرص، أصبح الجنوب السعودي ليس مجرد وجهة، بل رسالةٌ عالمية: السياحة هنا ليست استهلاكاً للمناظر، بل احتفاءً بالإنسان والأرض. لهذا، فإن أغسطس في هذه البقعة من الجزيرة العربية ليس مجرد رحلة... إنه وَعْدٌ بالاستثناء.

5 محاذير عند قيادة السيارة في السفر
5 محاذير عند قيادة السيارة في السفر

عكاظ

timeمنذ 17 ساعات

  • عكاظ

5 محاذير عند قيادة السيارة في السفر

القيادة في السفر تختلف عن التنقل اليومي، وتتطلب تركيزاً إضافياً واستعداداً مسبقاً. وينصح المهتمون بعدم تجاهل بعض الأمور حتى لا تتعرض للمخاطر، ومنها: لا تنطلق دون فحص السيارة تجنّب القيادة أثناء الإرهاق لا تستخدم الهاتف أثناء الطريق لا تنشغل بالمناظر أو اللوحات التزم بالسرعة وخرائط المسار أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store