logo
مصر والسعودية .. ضد الوقيعة

مصر والسعودية .. ضد الوقيعة

بوابة الأهراممنذ 4 أيام
إذا أردت أن تعرف من وراء محاولة الوقيعة بين شعبي مصر والسعودية، فَتِّش عن المستفيد. في هذا المكان، وبالحرف الواحد، وتحديدا في مقال بعنوان «الهم الكبير» بتاريخ 16 أبريل الماضي، قلت إن أي «طفل» يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام، يدرك سريعا، أن هناك حملة ممنهجة للوقيعة بين مصر والسعودية، قيادة وحكومة وشعبا. نعم، الخطة يتم تنفيذها منذ أبريل، وليست وليدة هذه الأيام، ولكنها ربما تصاعدت حديثا بصورة أشد وأعنف و«أوقح». خطة أدواتها وأسلحتها ما يلي: صفحات مجهولة الهوية انتشرت فجأة على «فيسبوك». صفحات أخرى عن الطبيخ والكورة والنكات، تحولت «بقدرة قادر» إلى الحديث عن أي شيء يخص مصر والسعودية. حسابات مزيفة ظهرت على «إكس» تحمل أسماء مصرية وسعودية تتبادل الإهانات والسجالات العقيمة. مصريون يتهكمون ويتطاولون. وسعوديون يسخرون من مصر ومواقفها وشعبها. ومناقشات تكبر وتتضخم دون مبرر. أخبار كاذبة أو سلبية عن البلدين تنتشر. مقارنات في غير محلها. وإذا بحثت في الأمر، فتفاجأ بكل بساطة، أن هؤلاء، ليسوا مصريين، ولا سعوديين، وإنما مجرد شخصيات وهمية، وأعضاء كتائب إلكترونية مجندة تضم عشرات الآلاف من «محترفي الحروب السيبرانية» ممن يقيمون في دول أخرى مختلفة، معروف عنها أنها «المعاقل العالمية» للكتائب الإلكترونية المكلفة بالعمل في المنطقة العربية، وبالأخص ضد مصر، ويتم تجنيدهم بالأجر، وهدفهم الآن توصيل رسالة مفتعلة ومزيفة للجمهور العادي على وسائل التواصل الاجتماعي بأن هناك أزمة كبيرة بين مصر والسعودية. وينضم إليهم للأسف، «سذج» غير افتراضيين، وينقل عنهم أيضا أشخاص عاديون، وتتبنى شخصيات عامة ومشاهير ونخب وأبواق إعلامية «درجة تالتة» خطابهم، ويصفق لهؤلاء جميعا من نصبوا أنفسهم على الفضاء الإلكتروني خبراء ونجوما وجهابذة. فن «الإيهام» بالأزمة، أو الإيهام بالثورة، لعبة يتقنها هؤلاء. «جربناهم» في مصر كثيرا، وحفظناهم، وحفظنا أسلوبهم. فكثرة عدد الحسابات المزيفة، وانتشارها بشكل مكثف على المنصات الإعلامية، والتركيز «مرة واحدة» على توجه معين، أو قضية محددة، كل هذا يمنحك إحساسا بأن «ثورة» ستشتعل غدا، أو أن الملايين ستنزل إلى الشارع هنا أو هناك في بلد ما، أو أن حربا شعواء ستندلع «الآن»، بين بلدين. ولكن، في حقيقة الأمر، وعلى أرض الواقع، لا يحدث شيء! هم إرهابيون إلكترونيون «تحت الطلب». ودائما يكون استهداف مصر هو «الطلب»! والحق يقال، إنه لا توجد دولة في المنطقة، ولا في العالم، مستهدفة بهذه الخطط، إلا مصر. وهذا هو العجيب حقا! لم نسمع من قبل عن حملات تخريب أو تحريض أو وقيعة تتعلق ببريطانيا مثلا، أو فرنسا، أو العلاقات بين روسيا والصين. ولكن، فتش عن الصهيونية العالمية، وتنظيم الإخوان. هما السبب في هذه الفتن «المتفردة» التي تواجهها مصر منذ سنوات. المطلوب ضرب العلاقات بين مصر، والشقيق الأقرب لها، وجدانيا، وتاريخيا، وسياسيا، واقتصاديا. والسبب واضح. فقوة ومتانة العلاقات المصرية السعودية ليست في مصلحة العدو الأول لشعوب المنطقة. مصر والسعودية قويتان، متقاربتان، غير مطلوب. تنسيقهما وتكاتفهما تجاه القضايا الإقليمية والدولية لا يعجب هؤلاء وهؤلاء. قالها أحد رموز إعلام الإخوان السابقين مؤخرا بوضوح: فالتخطيط والتكليف يبدآن من «الموساد»، والتمويل يأتي من طرف آخر، والتنفيذ من خلال منصات الإخوان وأبواقهم الإعلامية وكتائبهم الإعلامية، لأنهم «الأرخص»، سعرا وكرامة. هل يمكن أن تتوحد مواقف مصر والسعودية هكذا تجاه القضية الفلسطينية، ومخطط التهجير، وملفات إقليمية ودولية أخرى، ولا يغضب هذا إسرائيل، مندوب أمريكا السامي في المنطقة؟ هل يمكن أن تكون السعودية هي أكبر داعم سياسي واقتصادي لمصر منذ ثورة 30 يونيو، وتطلق مصر شعار «مسافة السكة»، ولا يقلق هذا رعاة الإرهاب ورسم خرائط الشرق الأوسط الجديدة؟ لقد كان وزيرا خارجية مصر والسعودية موفقين تماما في البيان الصادر عقب لقائهما الأخير في العلمين، عندما أكدا قوة ومتانة العلاقات بين البلدين على جميع المستويات. كما كان الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية واضحا وقاطعا في حديثه المباشر، وللمرة الأولى، عن الرفض الكامل والاستهجان لـ«أي محاولات يائسة من بعض المنصات الإلكترونية غير المسئولة للمساس بالعلاقات التاريخية المصرية - السعودية، أو الإساءة للبلدين الشقيقين والتشكيك في صلابتها». وهذا معناه بوضوح أن الوقيعة فشلت، وأن البلدين الشقيقين، لن تجدهما إلا معا، دائما وأبدا. ولن تستطيع قوة على وجه الأرض العبث في هذا الملف، طالما بقي «الوعي» هو السياج الحامي والسلاح المشترك، الذي يلتحف به شعبا البلدين، في مواجهة مخططات من لا يسعده أبدا أن يبقى البلدان «يدا واحدة».. العبوا غيرها!.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مفوض «الأونروا»: عمليات إسقاط المساعدات من الجو في غزة «غير فاعلة»
مفوض «الأونروا»: عمليات إسقاط المساعدات من الجو في غزة «غير فاعلة»

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

مفوض «الأونروا»: عمليات إسقاط المساعدات من الجو في غزة «غير فاعلة»

وصف فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم السبت 26 يوليو، استئناف إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو في غزة بأنه خطوة "غير فاعلة" في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع الفلسطيني. وكتب لازاريني على منصة إكس "لن تنهي عمليات الإسقاط من الجو خطر المجاعة المتفاقم. إنها مكلفة وغير فاعلة ويمكن حتى أن تقتل مدنيين يتضورون جوعًا".الجمعة، أفاد مسؤول إسرائيلي وكالة فرانس برس بأن عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو ستستأنف سريعا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الإمارات والأردن سيتوليان قيادة هذه العمليات.وتدهورت الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث حذّرت منظمات دولية من تفاقم سوء التغذية لدى الأطفال.واعتبر لازاريني أن "مجاعة سببها الإنسان لا يمكن إيجاد حل لها إلا بالإرادة السياسية".من دون توجيه انتقادات مباشرة لإسرائيل، دعا لازاريني إلى تمكين الأمم المتحدة من التدخل "على نطاق واسع ومن دون عراقيل" في غزة.وتواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.في نهاية مايو/ أيار خفّفت إسرائيل جزئيا حصارا مطبقا كانت تفرضه منذ آذار/مارس، أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السع الأساسية.وفي بيان صدر الجمعة، شدّد الجيش الإسرائيلي على أن "إسرائيل لا تحد من عدد الشاحنات التي تدخل غزة" وأن "المنظمات الإنسانية الدولية ووكالات الأمم المتحدة" لا تجمع المساعدات بمجرد دخولها القطاع.تعمل منظمات إنسانية عدة في غزة، وتؤكد منذ أشهر أنها تواجه قيودا تحول دون استجابتها للأزمة الإنسانية، تشمل تحديد أنواع السلع وقيودا إدارية مشددة.والاحتياجات في غزة هائلة، وفق منظمات غير حكومية وشهادات ميدانية جمعتها فرانس برس.وأفادت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) التابعة لوزارة الدفاع السبت بأن حمولات 600 شاحنة تنتظر تفريغها بواسطة المنظمات الدولية.وكانت الإمارات والأردن وفرنسا وبلدان أخرى قد شاركت في إسقاط مساعدات إنسانية من الجو في غزة في عام 2024.هذه العمليات تعرّضت لانتقادات، خصوصًا بسبب مقتل أشخاص سقطت عليهم حمولات، وأيضا بسبب تطلّبها لتدابير لوجستية معقدة لكمية محدودة من المساعدات.

الإمارات: الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت مرحلة حرجة وغير مسبوقة
الإمارات: الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت مرحلة حرجة وغير مسبوقة

النبأ

timeمنذ ساعة واحدة

  • النبأ

الإمارات: الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت مرحلة حرجة وغير مسبوقة

قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، مساء السبت، إن "الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت مرحلة حرجة وغير مسبوقة". الإمارات: الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت مرحلة حرجة وغير مسبوقة وكتب ابن زايد، في منشور على منصة إكس: "لقد بلغت الأوضاع الإنسانية في غزة مرحلة حرجة وغير مسبوقة، وتواصل الإمارات تصدُّر الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى الشعب الفلسطيني". وأشار إلى أن الإمارات ستستأنف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات على قطاع غزة. جدير بالذكر أن الإمارات ودول عربية أخرى شاركت في عمليات إسقاط مساعدات إنسانية من الجو نهاية 2024، لكنها توقفت قبل أكثر من 6 أشهر. وأضاف ابن زايد: "يبقى التزامنا بالتخفيف من المعاناة وتقديم الدعم راسخًا لا يتزعزع". وتأتي هذه التصريحات في وقتٍ تشتد فيه المجاعة التي تضرب القطاع، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى وفاة عشرات الأطفال والرضّع بسبب الجوع وسوء التغذية. وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الصحة في غزة إن 5 فلسطينيين بينهم طفلان توفوا خلال 24 ساعة الماضية جراء سياسة التجويع الإسرائيلية، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 127 فلسطينيا، بينهم 85 طفلا. ومنذ 2 مارس الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود. وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

الإمارات تعلن استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات على غزة
الإمارات تعلن استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات على غزة

مصراوي

timeمنذ 2 ساعات

  • مصراوي

الإمارات تعلن استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات على غزة

وكالات أعلنت دولة الإمارات، يوم السبت، أنها ستقوم باستئناف إسقاط المساعدات الإنسانية جوا على غزة، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، حيث تسبب الجوع بوفاة أكثر من 1100 فلسطيني. وأكد الشيخ عبد الله بن زايد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإماراتي، أن الوضع الإنساني في غزة "وصل إلى نقطة حرجة لم يسبق لها مثيل". وكتب على منصة "إكس": "سنواصل تقديم المساعدات لمن هم في أشد الحاجة إليها، سواء عبر البر أو الجو أو البحر، وسنستأنف عمليات الإسقاط الجوي على الفور"، مجددا التأكيد على أن التزام بلاده بتخفيف معاناة الفلسطينيين "ثابت لا يتزعزع". ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة بسبب الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، والتي تفاقمت بعد إغلاق المعابر في مايو، ما أدى إلى انهيار منظومة إمدادات الغذاء. وتُحذر جهات دولية وعربية من أن الكارثة قد تتفاقم بشكل أكبر في حال لم يتم السماح بدخول المساعدات بشكل آمن ومنتظم. ووفقاً لتقرير صادر عن التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، فإن عددا كبيرا من سكان غزة يواجهون مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي، وأدانت 25 دولة غربية، بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، ما وصفته بـ"تقطير" المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن استشهاد أكثر من 1000 مدني أثناء محاولتهم الحصول على الطعام هو أمر "صادم". وبحسب الأمم المتحدة، استشهد ما يزيد عن 1000 فلسطيني أثناء سعيهم للحصول على الغذاء، بينهم 201 شخصا على طرق المساعدات، فيما استشهد الآخرون في نقاط التوزيع، كما أُصيب آلاف المدنيين الآخرين خلال تلك المحاولات. وناشدت أكثر من 100 منظمة إنسانية عالمية الحكومات بفتح المعابر البرية فورا، واستعادة تدفق الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية إلى غزة، إلى جانب الدعوة لوقف إطلاق نار فوري. وقدمت الإمارات منذ بداية الحرب أكثر من 40% من إجمالي المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة، بما في ذلك أكثر من 65 ألف طن من الإمدادات الغذائية والطبية. ويوم الإثنين الماضي، أرسلت الإمارات سفينة "خليفة 8"، التي نقلت 7166 طنا من المساعدات إلى القطاع. وفي إطار الجهود الإغاثية، أقامت الإمارات خمسة مخابز أوتوماتيكية في مدينة العريش المصرية لتوفير الخبز لأكثر من 420 ألف شخص، كما أنشأت ست محطات لتحلية المياه تنتج 1.2 مليون لتر يوميا، لتغطية احتياجات نحو 600 ألف نسمة، إضافة إلى إرسال صهاريج مياه عبر أكثر من عشر سفن مساعدات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store