logo
رونو تُسحب ديزل داسيا من أوروبا وتغرق السوق المغربية بمحركات ملوثة

رونو تُسحب ديزل داسيا من أوروبا وتغرق السوق المغربية بمحركات ملوثة

عبّر٢٧-٠٤-٢٠٢٥

في مفارقة لافتة تكشف ازدواجية المعايير بين الأسواق المتقدمة والناشئة، قررت مجموعة 'رونو' الفرنسية، المالكة لعلامة 'داسيا'، وقف تسويق سياراتها العاملة بمحركات الديزل في أوروبا، امتثالًا للتشريعات البيئية الصارمة، بينما تواصل طرح الطرازات نفسها بمحركات ملوثة في السوق المغربية.
سيارات ديزل تتراجع في أوروبا وتنتعش في المغرب
في وقت تتجه فيه أوروبا إلى فرض قيود بيئية غير مسبوقة على انبعاثات الكربون، تدفع شركات السيارات نحو تبني المحركات الهجينة والكهربائية لتفادي العقوبات المالية، تسير 'رونو' في اتجاه مغاير في الأسواق الناشئة.
ففي المغرب، ما تزال طرازات ' داسيا داستر ' و'جوغر' تُسوَّق بمحركات ديزل تقليدية، مثل محرك 1.5 dCi بقوة 115 حصانًا ومحرك آخر بقوة 102 حصان، رغم أن الشركة نفسها اعتمدت محركات هجينة أكثر صداقة للبيئة في أوروبا.
قلق بيئي وتساؤلات عن المعايير المطبقة
أثار هذا التباين البيئي غضب نشطاء البيئة في المغرب، الذين حذروا من أن المملكة قد تتحول إلى 'سوق خلفي' لتصريف السيارات الملوثة، في وقت تعاني فيه البلاد من تداعيات التغير المناخي وتفاقم مستويات تلوث الهواء، خصوصًا في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط.
النشطاء طالبوا بضرورة توحيد المعايير البيئية وعدم التمييز بين الأسواق المتقدمة والنامية، معتبرين أن حق المغاربة في بيئة نظيفة لا يقل عن حق الأوروبيين.
أسعار مرتفعة رغم التصنيع المحلي
من جهة أخرى، يواجه المستهلكون المغاربة تحديًا إضافيًا يتمثل في ارتفاع أسعار سيارات 'داسيا'، رغم تصنيعها محليًا في مصانع الشركة بطنجة والقنيطرة.
ورغم التوقعات بأن يؤدي التصنيع المحلي إلى خفض الأسعار، إلا أن اقتناء هذه السيارات لا يزال يُشكّل عبئًا ماليًا كبيرًا على القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة.
تساؤلات حول سياسات 'رونو' التسويقية
تطرح هذه المعطيات تساؤلات حادة حول سياسات 'رونو' في السوق المغربية: لماذا تستمر في تسويق محركات الديزل القديمة محليًا بينما تتجه إلى الطاقة النظيفة في أوروبا؟ ولماذا لم تنعكس كلفة الإنتاج المنخفضة في المغرب على أسعار البيع النهائية؟
في ظل هذه المفارقات، يبدو أن المغرب مطالب بمراجعة سياساته البيئية والتجارية لضمان معاملة عادلة في سوق السيارات العالمية، بما يحمي صحة المواطن وحقوقه البيئية والاقتصادية معًا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالقنيطرة.. تفاصيل تشييد أول مصنع عملاق لبطاريات السيارات الكهربائية في إفريقيا
بالقنيطرة.. تفاصيل تشييد أول مصنع عملاق لبطاريات السيارات الكهربائية في إفريقيا

هبة بريس

timeمنذ يوم واحد

  • هبة بريس

بالقنيطرة.. تفاصيل تشييد أول مصنع عملاق لبطاريات السيارات الكهربائية في إفريقيا

هبة بريس ـ الدار البيضاء تستعد شركة 'غوشن باور المغرب'، التابعة للمجموعة الصينية الأوروبية 'غوشن هاي-تيك'، لإطلاق أشغال بناء مصنعها العملاق المتخصص في بطاريات السيارات الكهربائية بمدينة القنيطرة خلال الأيام القليلة المقبلة. و يعد هذا المشروع الأول من نوعه في إفريقيا، ويأتي في إطار اتفاقية استثمارية تم توقيعها مع الحكومة المغربية قبل أشهر، بقيمة إجمالية تصل إلى 6.5 مليار دولار، موزعة على خمس مراحل. في مرحلته الأولى، سيشهد المشروع استثمارا بقيمة 1.3 مليار دولار، بهدف إنشاء قدرة إنتاجية تصل إلى 20 جيغاواط/ساعة سنويا، ومن المتوقع أن تبدأ أولى عمليات الإنتاج في الربع الثالث من عام 2026. كما تخطط الشركة لزيادة القدرة الإنتاجية إلى 40 جيغاواط/ساعة في المرحلة الثانية، مع إمكانية الوصول إلى 100 جيغاواط/ساعة عند اكتمال جميع المراحل. و سيشمل المصنع أيضا إنتاج مكونات أساسية مثل الكاثود والأنود، مع توجيه الجزء الأكبر من الإنتاج نحو التصدير إلى الأسواق الأوروبية، حيث أفادت الشركة بتلقيها طلبات من عدة شركات تصنيع سيارات أوروبية. و يعزى اختيار المغرب لتشييد هذا المشروع الاستراتيجي إلى موقعه الجغرافي القريب من أوروبا، واتفاقيات التجارة الحرة التي تربطه بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالإضافة إلى بنية تحتية صناعية متطورة في مجال السيارات، حيث يحتضن مصانع لشركات كبرى مثل 'رونو' و'ستيلانتيس'. و قد سجل قطاع السيارات المغربي صادرات قياسية بلغت 157 مليار درهم في عام 2024، بزيادة قدرها 6.3% مقارنة بالعام السابق، و يتوقع أن يسهم هذا الاستثمار في تعزيز مكانة المغرب كمركز إقليمي لصناعة السيارات الكهربائية، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم الانتقال نحو الطاقة النظيفة.

أزمة في قطاع السيارات بالمغرب.. تراجع مقلق في الصادرات وخلافات دولية تهدد الاستثمارات!
أزمة في قطاع السيارات بالمغرب.. تراجع مقلق في الصادرات وخلافات دولية تهدد الاستثمارات!

أخبارنا

timeمنذ 5 أيام

  • أخبارنا

أزمة في قطاع السيارات بالمغرب.. تراجع مقلق في الصادرات وخلافات دولية تهدد الاستثمارات!

يعيش قطاع السيارات المغربي واحدة من أصعب فتراته منذ سنوات، بعدما كشفت بيانات رسمية حديثة عن تراجع مقلق في وتيرة التصدير خلال الربع الأول من سنة 2025، ما تسبب في خسائر مالية تتجاوز 3 مليارات درهم. ووفقًا لأرقام حديثة صادرة عن مكتب الصرف، فقد انخفضت صادرات السيارات المصنعة محليًا بنسبة 7.8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. هذا التراجع ألقى بظلاله على كبريات المصانع، وعلى رأسها رونو وستيلانتيس، العملاقين اللذين يشكلان حجر الأساس في النسيج الصناعي لهذا القطاع الحيوي. ففي الوقت الذي حافظت مصانع رونو في طنجة والدار البيضاء على أداء شبه مستقر، بصادرات بلغت 132 ألف سيارة بانخفاض طفيف قدره 3.6%، عاشت شركة ستيلانتيس المغرب أزمة حقيقية، بعد أن اضطرت إلى تقليص صادراتها بسبب مشاكل تقنية في محركات بعض الطرازات، ما أدى إلى عمليات سحب واسعة في الأسواق الأوروبية. كما أثرت برمجة الصيانة على وتيرة الإنتاج داخل وحداتها الصناعية. ومع كل هذه التحديات، يعوّل الفاعلون الصناعيون على انتعاشة محتملة مع نهاية السنة، في حال استقرار الأسواق الأوروبية وتجاوز العقبات التقنية واللوجستية. لكن الأزمة لم تقف عند هذا الحد، إذ تفجّرت قضية دولية جديدة تتعلق بالشركة الصينية Citic Dicastal المتخصصة في صناعة الجنوط الألومنيومية، والتي تخضع حاليًا لتحقيق أوروبي بشأن شبهات إغراق السوق. ورغم ذلك، أعلنت الشركة الصينية عن افتتاح مصنع رابع لها بالمغرب، في خطوة تعكس استمرار ثقة المستثمرين الآسيويين في مناخ الأعمال داخل المملكة. ويرى مراقبون أن السلطات المغربية مطالبة بموازنة دقيقة بين احتواء تدفق الاستثمارات الصينية في قطاع السيارات، وبين الحفاظ على علاقات الشراكة الاستراتيجية مع المصنعين الأوروبيين، الذين طالما اعتبروا المغرب منصة صناعية موثوقة ومؤهلة للتصدير نحو أوروبا وإفريقيا. وفي ظل هذه المعطيات، يبقى التحدي الأكبر أمام المغرب هو تعزيز مكانته كمنصة صناعية تنافسية، دون التفريط في التوازنات الجيوصناعية التي صنعت نجاح التجربة المغربية في قطاع السيارات خلال العقد الأخير.

كشف أسرار التفوق الكاسح: كيف ابتلع المغرب مصانع السيارات الجديدة في الجزائر!
كشف أسرار التفوق الكاسح: كيف ابتلع المغرب مصانع السيارات الجديدة في الجزائر!

أريفينو.نت

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • أريفينو.نت

كشف أسرار التفوق الكاسح: كيف ابتلع المغرب مصانع السيارات الجديدة في الجزائر!

أريفينو.نت/خاص في الوقت الذي يواصل فيه المغرب تقدمه الملحوظ في قطاع صناعة السيارات ويستقطب المزيد من كبار المصنعين الفرنسيين، تجد الجزائر نفسها بصناعة تكاد تكون منعدمة، مما يرسم صورة متباينة لمستقبل هذا القطاع الحيوي في البلدين الجارين. عمالقة السيارات الفرنسيون يراهنون على المغرب: قصة نجاح متنامية شهدت السنوات الأخيرة توطين العديد من مصنعي السيارات الفرنسيين لأنشطتهم في المغرب. فمنذ عام 2012، تدير مجموعة رونو مصنعاً ضخماً في طنجة، حيث تم تجميع 312,000 مركبة في العام الماضي وحده. ويُعد هذا المصنع، الذي يوظف 7,000 عامل، الأكبر ضمن مجموعة رونو عالمياً، وهو مخصص بالكامل لعلامتها التجارية منخفضة التكلفة 'داسيا'. ويخطط المصنع الفرنسي لبدء إنتاج سيارة 'جوغر' العائلية متعددة الاستخدامات اعتباراً من يونيو القادم، كما بدأ بالفعل في تصنيع الدراجات الرباعية الكهربائية 'بنتو' و'ديو' لعلامة 'موبيلايز'. وتُعتبر سيارة 'داسيا سانديرو'، الأقل سعراً في السوق (12,990 يورو)، السيارة الأكثر مبيعاً في أوروبا حالياً. إلى جانب طنجة، رسخت رونو وجودها أيضاً في الدار البيضاء بموقع أصغر حجماً ينتج 100,000 وحدة. كما يعتزم المصنع الفرنسي إنشاء مركز هندسي في تطوان، بدأ عملياته الأولية بفريق يضم حوالي مئة شخص، مع طموح لزيادة قدراته بشكل كبير. ويوضح كريستوف دريدي، المدير الصناعي لـ 'داسيا': 'يتم تصدير 80% من إنتاجنا في المغرب إلى أوروبا، وبشكل أساسي إلى فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا.' مجموعة ستيلانتيس هي الأخرى وجدت في المغرب وجهة استثمارية واعدة. ففي عام 2019، افتتحت المجموعة مصنعها في القنيطرة. وخلال العام الماضي، أنتج المصنع 175,000 مركبة، أبرزها سيارات بيجو 208 الموجهة للسوق الأوروبية، بالإضافة إلى سيارات كهربائية صغيرة مثل سيتروين Ami. وتطمح المجموعة الفرنسية الإيطالية الأمريكية للمزيد، حيث تعتزم استثمار 300 مليون يورو لرفع طاقتها الإنتاجية إلى 400,000 مركبة سنوياً. ويؤكد كريستوف دريدي: 'المغرب يمثل منظومة متكاملة مع موردين متواجدين محلياً.' لماذا المغرب؟ أسرار الجاذبية الصناعية الكبرى يتساءل الكثيرون عن أسباب هذا الإقبال من المصنعين على المغرب. ووفقاً لما نقله موقع 'شالنج'، فإن 'قيمة الأجزاء المصنعة محلياً في المغرب، سواء من قبل المصنعين أو موردي التجهيزات، تمثل حوالي 65% من تكلفة التصنيع لكل من رونو وستيلانتيس.' كما أن تكاليف الأجور المنخفضة نسبياً، والتي تتراوح بين 5 و6 يورو للساعة في المغرب مقارنة بأكثر من 45 يورو في فرنسا، تشكل عامل جذب إضافي هام. إقرأ ايضاً الجزائر: طموحات متعثرة وصناعة تكافح للبقاء لم يحظ المصنعون الفرنسيون بنفس الفرص في الجزائر. فقد انتهى مشروع رونو لإنشاء مصنع صغير بالفشل، حيث تبددت آمال المصنع الفرنسي مع وصول عبد المجيد تبون إلى السلطة، الذي اتهم المصنعين بالاكتفاء 'بنفخ الإطارات' في مصانعهم المحلية. وبعد استئناف متقطع للإنتاج، اضطرت رونو لإغلاق أبوابها في عام 2023 بسبب العراقيل الحكومية. ويفيد كريستوف دريدي بأن الشركة الفرنسية 'قدمت ملفاً للتمكن من إعادة التشغيل، لكننا لم نتلق أي أخبار.' في المقابل، تبدو مجموعة ستيلانتيس وكأنها تحقق نجاحاً أفضل نسبياً في الجزائر عبر استراتيجية محسوبة. ووفقاً لنفس المصدر 'شالنج'، فإن 'المجموعة ركزت على علامتها التجارية فيات، التي تعتبر مقبولة سياسياً أكثر من بيجو وسيتروين، اللتين يتم إنتاج بعض طرازاتهما في المغرب المجاور، الذي يُنظر إليه بشكل سلبي.' وفي فبراير الماضي، نجحت العلامة الإيطالية في إطلاق سيارة فيات دوبلو بانوراما، التي يتم تجميعها في مصنع طفراوي بالقرب من وهران. وفي غضون أقل من 48 ساعة، تلقت فيات الجزائر عشرات الآلاف من طلبات شراء هذا الطراز، حسبما أفاد موقع 'TSA' الإخباري الناطق بالفرنسية. ومع ذلك، تواجه المجموعة الفرنسية الإيطالية الأمريكية صعوبة في تلبية هذا الطلب، نظراً لأن الصناعة في الجزائر شبه منعدمة. فلم تتمكن سوى من تجميع 18,000 سيارة فيات العام الماضي في هذا الموقع الذي افتتح أواخر عام 2023 ويوظف 1,650 شخصاً. وتشير المجلة إلى أن 'معدل الإدماج المحلي ضعيف جداً – حيث تمثل المشتريات المحلية 10% فقط من التكلفة – بسبب نقص موردي التجهيزات، على عكس المغرب'، لتخلص إلى أن 'الهوة في صناعة السيارات بين الرباط والجزائر العاصمة لا تزال سحيقة.'

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store