logo
عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (1 - 2)

عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (1 - 2)

كتب عبدالوهاب محمد أغاني فيلمين للمطرب محرم فؤاد، الأول «من غير ميعاد» (1962)، بطولة سعاد حسني، وإخراج أحمد ضياء الدين. وفي العام ذاته كتب أغاني فيلم «سلاسل من حرير»، بطولة زيزي البدراوي، وعماد حمدي، وإخراج هنري بركات. وفي عام 1964، تغنت بأشعاره المطربة شادية في فيلم «ألف ليلة وليلة»، بطولة: فريد شوقي، وليلى فوزي، ومحمود المليجي، وإخراج حسن الإمام. وغنَّى فؤاد المهندس وشويكار من أشعاره في فيلم «انت اللي قتلت بابايا» (1970)، إخراج نيازي مصطفى. وفي «زهور برية» 1972، للمخرج يوسف فرنسيس وبطولة حسين فهمي ونادية لطفي، قدَّم أغنية «الحلم» بصوت المطربة سناء الباروني (من أعضاء فرقة الثلاثي المرح وفاء وصفاء وسناء)، وأغنية «الغريب» أداء المطربة سهير حشمت.
عاشق الشعر يتتلمذ على يد عميد الأدب العربي طه حسين
«جفت الدموع»
وتوالت رحلة عبدالوهاب محمد في عالم السينما، وغنَّت له المطربة ليلى نظمي في فيلم «آنسات وسيدات» (1974)، بطولة نور الشريف، وسهير رمزي، وإخراج كمال صلاح الدين. وفي العام نفسه ألَّف استعراضات «بمبة كشّر» للمخرج حسن الإمام، وسيناريو جليل البنداري، وبطولة: نادية الجندي، وسمير صبري، وسعيد صالح، وصفاء أبوالسعود، ووضع الألحان الموسيقار حلمي بكر والموسيقار إبراهيم رجب.
وفي العام ذاته، التقى المطربة نجاة الصغيرة، وكتب لها بعض أغنيات فيلم «جفت الدموع»، قصة يوسف السباعي، وإخراج حلمي رفلة، وشارك في البطولة: محمود ياسين، ومحمود المليجي، ويوسف شعبان، وعبدالمنعم إبراهيم، ووضع الألحان: محمد عبدالوهاب، ومحمد الموجي، وكمال الطويل، وحلمي بكر، وهاني مهنا، وشارك في كتابة الأغاني: نزار قباني، وعبدالرحمن الأبنودي، ومرسي جميل عزيز.
عبدالوهاب محمد بين نجاة وسعاد حسني
وفي السنة التالية، كتب أغنيات فيلمين، الأول «بديعة مصابني» للمخرج حسن الإمام، من بطولة: نادية لطفي، ونبيلة عبيد، وكمال الشناوي، وفؤاد المهندس، وثانيهما «آلو أنا القطة» للمخرج الإيراني منوحهر نوذري، وبطولة: نور الشريف، وبوسي، وعادل إمام.
وكتب محمد الأغنية الشهيرة «مصر هي أمي»، ولحَّنها كمال الطويل، وقام بأدائها نجم الكوميديا فؤاد المهندس ضمن السياق الدرامي لفيلم «فيفا زلاطا» (1976)، إخراج حسن حافظ، وشارك في البطولة: شويكار، وسمير غانم، وتوفيق الدقن، وحسن مصطفى، ولاحقاً غنتها المطربة عفاف راضي.
«النغم الحزين» يشهد أول أغانيه للسينما بصوت ماهر العطار
«الشك يا حبيبي»
وتجدَّد لقاء الشاعر عبدالوهاب محمد مع المطربة شادية، وغنت من تأليفه ضمن السياق الدرامي لفيلم «الشك يا حبيبي» (1979) للمخرج هنري بركات، وسيناريو سمير عبدالعظيم، وشارك في البطولة: يحيى شاهين، ومحمود ياسين، وسناء جميل، وناهد شريف، وعمر الحريري، ووضع الألحان الموسيقار عمار الشريعي.
ساحر الشعر الغنائي كتب أيضاً كلمات الاستعراضات للفيلم الكوميدي «رجل فقد عقله» (1980) سيناريو علي الزرقاني، وإخراج محمد عبدالعزيز، وبطولة: فريد شوقي، وعادل إمام، وسهير رمزي، وكريمة مختار، ووضع الألحان الموسيقار حلمي بكر. وفي العام التالي غنَّى له الفنان سمير صبري أغنية «سُكّر» في فيلم «اليتيم والحب»، إخراج محمود فريد، وشارك في البطولة: نجوى فؤاد، ونجاح الموجي، وسحر رامي، ووضع الألحان الموسيقار بليغ حمدي.
واصطدم عبدالوهاب محمد بالرقابة، عندما كتب أغاني واستعراضات فيلم «خمسة باب» (1983)، سيناريو شريف المنباوي، وإخراج نادر جلال، وبطولة: نادية الجندي، وعادل إمام، وفؤاد المهندس، ووضع الألحان الموسيقار حسن أبوالسعود، ومُنع الفيلم بعد أسبوع واحد من عرضه بدور السينما، بأوامر من وزير الثقافة المصري وقتها عبدالحميد رضوان، بدعوى أنه مُخل بالآداب، رغم أنه حصل على موافقة الرقابة، وهو ما دفع منتج الفيلم إلى رفع قضية في المحاكم كسبها بعد ثماني سنوات.
مؤلف أغاني «خمسة باب» يصطدم بالرقابة مع نادية الجندي
طريق الإبداع
وُلِد عبدالوهاب محمد في 7 نوفمبر 1930 بحي الأزهر في القاهرة، وتفتح وعيه على أصوات المنشدين، وتعلَّم في الأزهر، وكان من تلاميذ «عميد الأدب العربي» د. طه حسين، وكان يحرص على حضور ندواته بقاعة الإمام محمد عبده، وعشق الشعر والأدب العربي، وحفظ الكثير من قصائد الشعراء الأوائل، مثل: أبي فراس الحمداني، وأبي الطيب المتنبي، وعنترة بن شداد، وامرئ القيس، والنابغة الذبياني، ومن المعاصرين: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، ومصطفى صادق الرافعي.
وفي تلك الفترة، قرأ الصبي أشعار خطيب الثورة العرابية عبدالله النديم، وتعرَّف على أشعار فرسان العامية في بداية القرن الماضي، منهم: الشيخ يونس القاضي، وبيرم التونسي، وبديع خيري، وأحمد رامي، واستمع إلى منيرة المهدية، وأم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وزاد شغفه بالفنون، وبدأ باكتشاف موهبته الحقيقية في الكتابة، من دون أن يعرف وجهته الإبداعية القادمة.
وحكى عبدالوهاب محمد عن تلك الفترة، فقال: «كنت أصطحب والدي الشيخ الضرير من رجال الأزهر الشريف ابن العائلة المتصوفة لزيارة المشايخ وحلقات الذكر، فعشقت الغناء والموسيقى، وإرضاءً لوالدي عملت وأنا طالب بمدرسة مصطفى كامل الثانوية في شركة شل للبوتاجاز، وكان والدي يرى في كتابة الأغاني رجساً من عمل الشيطان، فكتبت أول أغنية عن الحج ومطلعها (يا قاصد رسول الله)، وغناها عبدالمنعم عوض الله، ولحَّنها فهمي فرج عام 1950».
«حكم علينا الهوى» تسدل الستار على مشوار كوكب الشرق
كوكب الشرق
عندما تعرَّف المبدع الشاب على كوكب الشرق أم كلثوم للمرة الأولى سقط مغشياً عليه من الفرحة والسعادة، ووقتها كان يعمل في شركة بترول موظفاً بسيطاً. وعن طريق الموسيقار محمد فوزي عرف الموسيقار بليغ حمدي، وأعطاه أغنية «حب إيه»، ولحَّن جزءاً كبيراً منها سمعه فوزي ورشح بليغ ليعمل مع أم كلثوم. وفي اليوم التالي ذهب بليغ في موعد كوكب الشرق، فسألته: «مَنْ صاحب الكلام؟»، فأجاب: «شاب صغير اسمه عبدالوهاب محمد»، فقالت له: «فوراً يا بليغ اتصل به وهاته هنا»، وفعلاً طلب عبدالوهاب محمد في التلفون، وقال له: «يا عبدالوهاب أنا أخوك بليغ حمدي، خُذ تاكسي وتعال إلى فيلا أم كلثوم في الزمالك؟»، لكنه لم يصدِّق، فأردف بليغ: «ولو مش مصدقني الست حتكلمك»، ورد عبدالوهاب: «أم كلثوم حتة واحدة؟»، وسمع بليغ يقول: «يا ست الواد مش مصدق؟»، فقالت له: «هات التلفون»، وقالت: «آلو، أيوه يا عبدالوهاب أنا أم كلثوم».
وتأكد الشاعر الشاب من الصوت، وسقط مغشياً عليه من الفرحة، فذهب له بليغ حمدي، وأحضره إلى منزل أم كلثوم، وفور رؤيتها بكى ثم قبَّل يدها، وكانت لحظة اكتشاف فارقة في حياة الشاعر عبدالوهاب محمد على يد كوكب الشرق وبليغ حمدي.
«التلميذة» تجربة استثنائية مع شادية في أفلامها السينمائية
وحكى عبدالوهاب أنه كان كان يُراسل أم كلثوم وهو طفل، ويرسل لها قصائده، وفي إحدى المرات ردَّت عليه، وأخبرها بهذا حينما قابلها، وقال لها: «إشمعنى هذه المرة؟»، فقالت له مبتسمة: «أكيد الشعر عجبني». وكانت كوكب الشرق تحب الشعر بشكل غير عادي، ولديها حس فني وملاحظات دقيقة على كل قصيدة تغنت بها، وفي بعض الأحيان كانت تطلب من المؤلف تعديل بعض الكلمات، وتقترح إضافة أو حذف بعض الكلمات التي لا تتناسب مع السياق الدرامي للأغنية.
وشدت كوكب الشرق من كلمات عبدالوهاب محمد «حب إيه» (1960) تلحين بليغ حمدي، و«هسيبك للزمن» (1962) تلحين رياض السنباطي، و«ظلمنا الحب» (1963) تلحين بليغ حمدي، و«للصبر حدود» (1964) تلحين محمد الموجي، و«فكروني» (1966) تلحين محمد عبدالوهاب، والأغنية الوطنية «قوم بإيمان» (1967) تلحين رياض السنباطي، و«اسأل روحك» (1970) تلحين محمد الموجي، و«حكم علينا الهوى» (1973) تلحين بليغ حمدي، وكانت آخر أغنية لسيدة الغناء العربي قبل رحيلها في 3 فبراير 1975.
«أوقاتي بتحلو» أغنية لم تكتمل مع كوكب الشرق
ترك الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد إرثاً فنياً كبيراً من الأغنيات الناجحة، وخلال مشواره الإبداعي تعاون مع كوكب الشرق أم كلثوم، بعدما رأت فيه موهبة جديدة ومختلفة عن شعراء ذلك الجيل، بسبب اختلاف كلماته عن اللون السائد وقتها. وغنت له نحو سبع أغنيات، وضعته مع كبار شعراء الأغنية في مصر، وارتكزت قصائده على السهل الممتنع، والعمق الإنساني، ومواكبة العصر الحديث، ولاقت أغانيه تجاوباً كبيراً من فئات الجمهور المختلفة.
وفي لقاء تلفزيوني قديم، ذكر عبدالوهاب محمد أن أولى أغنياته في مسيرته الفنية كانت مع المطربة فايزة أحمد، وكانت تحمل اسم «ماتحبنيش بالشكل دا»، التي تعاون فيها مع الملحن بليغ حمدي، وكانت بمنزلة شرارة النجاح التي جعلت أم كلثوم تلتفت له وتقرر الغناء من كلماته.
كتب «مصر هي أمي» وتنافس في غنائها فؤاد المهندس وعفاف راضي
وكانت «حب إيه» أولى أغنياته مع أم كلثوم، وتعاون فيها أيضاً مع الموسيقار بليغ حمدي، لكنه لم يكتبها خصوصاً لكوكب الشرق أو أي مطرب آخر، بل كتبها من خلال تجربة عاطفية مر بها، ورغم ذلك أُعجبت بها أم كلثوم، وتحمَّست لغنائها، وكانت أول تجربة لها مع مؤلف وملحن شابين.
وفي التوقيت نفسه اختارت أغنية أخرى بعنوان «ظلمنا الحب»، وطلبت من بليغ حمدي تلحينهما، وبعدها عرفت أغنياته طريقها إلى ملحنين آخرين، منهم: الموسيقار محمد عبدالوهاب، ومحمد الموجي، ورياض السنباطي.
وكتب الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد أغنية «أوقاتي بتحلو معاك» لسيدة الغناء أم كلثوم، لكنها توقفت قبل تسجيل الأغنية، وغناها ملحنها الموسيقار سيد مكاوي، وقامت المطربة وردة الجزائرية بغنائها في حفلاتها الغنائية، وحققت نجاحاً كبيراً.
التقى الشاعر عبدالوهاب محمد المطربة فايزة أحمد في عدد قليل من الأغنيات، ورغم ذلك، فإنها كانت أول مَنْ فتح له أبواب الشهرة، وكلاهما كان في بداية مشواره الفني، وغنت له «متحبنيش بالشكل دا» تلحين الموسيقار بليغ حمدي.
ويرجع الفضل في تعاونهما الفني إلى الموسيقار محمد فوزي، حين طلب منه الأخير أن يكتب أغنية لفايزة أحمد، فقال له: «عاوز أشوفها وأسمعها قبل أن أكتب لها»، وكان شديد الاهتمام بأي موهوب أو موهوبة، والتقى بها في معهد الموسيقى، وظلت تغني حتى أغلق المعهد أبوابه، وتحمَّس للكتابة لها، وأدرك أنها تمتلك موهبة متفردة، ولا تقلد أحداً.
ورغم نجاح «متحبنيش بالشكل كدا» تباعد تعاونهما الفني لفترة طويلة، حتى غنت له «نقطة ضعف» تلحين الموسيقار محمد سلطان، وكان عبدالوهاب محمد يرى أن فايزة أحمد من المطربات اللاتي لديهن قناعة أن «الغناء ليس له جنسية أو وطن».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (الأخيرة)
عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (الأخيرة)

الجريدة

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • الجريدة

عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (الأخيرة)

تتابعت إسهامات عبدالوهاب محمد في المسرح الكوميدي، وكتب أغاني «أولاد علي بمبة» (1975)، تأليف عبدالله فرغلي وإخراج سمير العصفوري، وبطولة عبدالمنعم مدبولي وسيد زيان ونبيلة السيد، ووضع الألحان الموسيقار حلمي بكر، وتعاون مع الموسيقار بليغ حمدي في مسرحية «ريا وسكينة» (1982) تأليف بهجت قمر وإخراج حسين كمال، وبطولة شادية وسهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير وسميحة توفيق، وحققت إيرادات عالية، واستمر عرضها عدة سنوات. وكتب أغاني واستعراضات «حضرات السادة العيال» (1982)، تأليف مجدي الابياري وإخراج حسن عبدالسلام، وبطولة النجم يحيى الفخراني وليلى علوي وسماح أنور وتيسير فهمي والمنتصر بالله وممدوح وافي وعبدالله محمود، ووضع الألحان الموسيقار عمار الشريعي. وفي عام 1983، التقى النجمين محمود ياسين وشويكار في «الزيارة انتهت»، إعداد سمير خفاجي وبهجت قمر عن مسرحية «زيارة السيدة العجوز» للكاتب السويسري فريدريش دورينمات، وإخراج سمير العصفوري، وشارك في البطولة أحمد راتب ومحمود شكوكو وعبدالله فرغلي. .related-article-inside-body{min-width: 300px;float: right;padding: 10px 0px 20px 20px;margin-top: 20px;} . .related-article-inside-body .widgetTitle{margin-bottom: 15px;} .related-article-inside-body .widgetTitle .title{font-size: 16px;} .related-article-inside-body .flexDiv{display:flex;align-items:flex-start;justify-content:space-between;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{position: relative;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:31%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:48%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:300px} .related-article-inside-body .layout-ratio{ padding-bottom: 60%;} .related-article-inside-body .layout-ratio img{ height: 100%;} .related-article-inside-body 700;font-size: 17px;line-height: 25px;padding: 10px 0px;display: block;text-decoration: none;color: #000;} .related-article-inside-body .date{font-weight: 400;font-size: 13px;line-height: 18px;color: #9E9E9E;} .related-article-inside-body .defaultView{margin-top: 20px;width: 100%;text-align: center;min-height: 250px;background-color: #D8D8D8;color: #919191;font-size: 18px;font-weight: 800;line-height: 250px;} @media screen and (max-width: 992px) { .related-article-inside-body{width: 100%;float: none;padding: 10px 0px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body 14px;line-height: 22px;} .related-article-inside-body .date{font-size: 12px;} } @media screen and (max-width: 768px) { .related-article-inside-body .flexDiv{flex-direction: column;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{margin-bottom:20px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} } الشاعر المبدع يمنح عادل إمام فرصة الغناء في «مدرسة المشاغبين» وساهم عبدالوهاب محمد في مجال الدراما التلفزيونية، وكتب أغاني مسلسل «أوراق الورد» (1979)، تأليف وحيد حامد وإخراج محمد شاكر، وبطولة المطربة وردة الجزائرية وعمر الحريري، ووضع الألحان الموسيقار بليغ حمدي، وحقق المسلسل نسبة مشاهدة عالية، ومن أشهر أغانيه «البغبغان، وعيد الأم، وآه ياني من الهنا، وعجايب وسلامتك، وتعيش وتفتكرني، وعلى شط بحرنا». وكتب أغنيتي المقدمة والنهاية للمسلسل التلفزيوني الشهير «ألف ليلة وليلة» (1984)، غناء المطربة سميرة سعيد، وألحان الموسيقار جمال سلامة، وتأليف أحمد بهجت، وإخراج عبدالعزيز السكري، وشارك في البطولة النجمة نجلاء فتحي، وحسين فهمي، وعبدالمنعم إبراهيم، وتوفيق الدقن، ومحسن سرحان. والتقى النجمة فاتن حمامة في الإذاعة المصرية، وكتب أغنيات مسلسل «أفواه وأرانب» (1976)، و«كفر نعمت» (1978)، تأليف وإخراج سمير عبدالعظيم، وبطولة النجوم فريد شوقي، ومحمود ياسين، وماجدة الخطيب، وحسن مصطفى، وضيف الشرف نجم الكوميديا سمير غانم، وقامت بالغناء المطربة وردة الجزائرية، ووضع الألحان محمد الموجي وبليغ حمدي. حكم علينا الهوى وكون الشاعر عبدالوهاب محمد ثنائيًا فنيًا مع الملحن بليغ حمدي، الذي كان يقول عنه إنه ينطبق عليه المثل القائل «الكتكوت الفصيح»، لأنه بدأ حياته بعلامة مميزة، ولم يقلد أحدًا، وقبل أن يلتقيا السيدة أم كلثوم كان له لحن مشهور لأغنية «ليه لأ» للمطربة فايدة كامل، وحقق نجاحًا كبيرًا، وفي الوقت ذاته نجحت أغنيتهما «ماتحبنيش بالشكل دا» بصوت المطربة فايزة أحمد. ووجدت السيدة أم كلثوم نغمة جديدة غير السائدة، وتعرفت عليهما، وغنت لهما «حب إيه»، والمفارقة أن تكون آخر أغنياتها «حكم علينا الهوى» لهما، وسجلتها على أسطوانة، ولم يمهلها القدر أن تغنيها في حفلاتها. وظل التعاون الفني بين بليغ وعبدالوهاب لسنوات طويلة، تخللتها مشروعات فنية أخرى للثنائي، ولحن بليغ لشعراء آخرين، منهم حسين السيد وأحمد شفيق كامل ومرسي جميل عزيز ومأمون الشناوي، وبالمثل وجدت أشعار عبدالوهاب محمد طريقها إلى ملحنين آخرين، منهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي ومحمد الموجي وعمار الشريعي. الدراما الإذاعية تجمعه بسيدة الشاشة فاتن حمامة في «كفر نعمت» وكان عبدالوهاب محمد من المجددين في الشعر الغنائي، ويواكب تغيرات الحياة الاجتماعية، ويلامس وجدان المستمع من جيل لآخر، وامتلك القدرة على ابتكار صياغات عصرية، وابتعد بتجربته الشعرية عن البكائيات والرومانسية البليدة، وانتصر للأمل والتفاؤل، وتناغمت قصائده المتوهجة مع مدارس التلحين المختلفة. وتفرّد محمد بين شعراء عصره بدراسته في معهد الموسيقى، وإلمامه بعناصر اللحن الغنائي، وأجاد العزف على آلة العود، وكان يحرص على حضور بروفات الأغنية، ويرفض تعديل قصائده من دون الرجوع إليه، ورغم ذلك كرّس موهبته للشعر فقط، ودائمًا ما كان ينصح المؤلفين الشباب بالثقافة الموسيقية. في المقابل، كان يرى أن الملحن يجب أن يكون لديه حس أدبي، أي يقرأ الشعر ويتذوقه، وضرب مثلًا بالأخوين رحباني «منصور وعاصي»، اللذين قدما الكثير للغناء، دون أن يعرف المستمع من فيهما الملحن ومن الشاعر، لأن أحدهما يملك الحس الأدبي، والآخر يملك الحس الموسيقي، فاكتمل إبداعهما مع صوت جارة القمر فيروز. وقدم محمد العديد من الألبومات الغنائية لأجيال من المطربين والمطربات، وغنت له المطربة وردة الجزائرية «عايزة معجزة» و«حنين»، تلحين بليغ حمدي، و«قال إيه بيسألوني» و«قلبي سعيد» و«أوقاتي بتحلو» تلحين سيد مكاوي، وكتب هذه الأغنية في الأصل لأم كلثوم، ولم يُقدر لها أن تغنيها. وتتابعت رحلة ساحر الشعر الغنائي في الثمانينيات والتسعينيات، وتبني عددًا كبيرًا من الأصوات الشابة ـ آنذاك ـ وكتب للمطربة المغربية سميرة سعيد «علمناه الحب» تلحين بليغ حمدي، و«احكي يا شهرزاد» و«قال جاني بعد يومين» و«وحشني بصحيح» و«روح يا زمان» تلحين جمال سلامة، و«إيش جاب لجاب» تلحين حلمي بكر. وغنت له المطربة السورية أصالة نصري «إحنا بنستناك» و«مش معقول» و«بالأصول» و«لا تصدق» و«إلا أنت» و«زي الحلم» ألحان محمد سلطان، و«لو تعرفوا» ألحان سيد مكاوي، و«يكلموك» ألحان حلمي بكر. «الزيارة انتهت» مغامرة كوميدية مع شويكار ومحمود ياسين ويعتبر عبدالوهاب محمد الأب الروحي للمطربة لطيفة، وتعرف عليها في بداية مسيرتها الفنية، وتتلمذت على يديه، وكتب معظم أغانيها منذ انطلاقتها، وبلغت 12 ألبومًا من ألبوماتها الغنائية كاملة، وقبل وفاته أوصى لها بكل كلماته، وظلت لطيفة مرتبطة بصداقة أسرية مع زوجته السيدة خديجة النصيري. وبعد رحيل أرملة الشاعر عبدالوهاب محمد في مارس 2022، نعتها لطيفة بقولها: «كانت دائمًا من يهوّن عليّ قسوة الحياة ومن يحتضنني في غربتي، بيتها كان هو الحضن الذي كبرت فيه، تدافع عني في كل المواقف، تساندني وتقويني في اللحظات الصعبة، تختار معي الأغاني ومتحيزة إلى كل ما يكتبه الراحل الغالي عبدالوهاب محمد». ولا تزال لطيفة تحرص على أن تضمن ألبوماتها الغنائية عملًا من أعماله، ومن أشهر الألبومات التي كتب عبدالوهاب محمد جميع كلماتها للمطربة التونسية «عندك شك» 1986، و«يا حياتي أنا» 1987، و«ما لقتش مثالك» 1988، و«أكثر من روحي بحبك» و«عشان بحبك» 1989، و«بالعقل كده» 1990، و«الدنيا بتضحك ليا» 1991، و«حبك هادي» 1993، و«أنا ماتنسيش» 1994، و«ماوحشتكش» 1996، و«الغنوة» 1997. وظل ساحر الشعر الغنائي عبدالوهاب في عطاء أدبي متفرد، ومساندة أهل الطرب طوال حياته حتى رحيله في 15 يناير 1996 عن عمر ناهز الخامسة والستين، وما زالت أغنياته تثري وجدان محبي فنه الراقي في أرجاء عالمنا العربي.

عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (1 - 2)
عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (1 - 2)

الجريدة

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • الجريدة

عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (1 - 2)

كتب عبدالوهاب محمد أغاني فيلمين للمطرب محرم فؤاد، الأول «من غير ميعاد» (1962)، بطولة سعاد حسني، وإخراج أحمد ضياء الدين. وفي العام ذاته كتب أغاني فيلم «سلاسل من حرير»، بطولة زيزي البدراوي، وعماد حمدي، وإخراج هنري بركات. وفي عام 1964، تغنت بأشعاره المطربة شادية في فيلم «ألف ليلة وليلة»، بطولة: فريد شوقي، وليلى فوزي، ومحمود المليجي، وإخراج حسن الإمام. وغنَّى فؤاد المهندس وشويكار من أشعاره في فيلم «انت اللي قتلت بابايا» (1970)، إخراج نيازي مصطفى. وفي «زهور برية» 1972، للمخرج يوسف فرنسيس وبطولة حسين فهمي ونادية لطفي، قدَّم أغنية «الحلم» بصوت المطربة سناء الباروني (من أعضاء فرقة الثلاثي المرح وفاء وصفاء وسناء)، وأغنية «الغريب» أداء المطربة سهير حشمت. عاشق الشعر يتتلمذ على يد عميد الأدب العربي طه حسين «جفت الدموع» وتوالت رحلة عبدالوهاب محمد في عالم السينما، وغنَّت له المطربة ليلى نظمي في فيلم «آنسات وسيدات» (1974)، بطولة نور الشريف، وسهير رمزي، وإخراج كمال صلاح الدين. وفي العام نفسه ألَّف استعراضات «بمبة كشّر» للمخرج حسن الإمام، وسيناريو جليل البنداري، وبطولة: نادية الجندي، وسمير صبري، وسعيد صالح، وصفاء أبوالسعود، ووضع الألحان الموسيقار حلمي بكر والموسيقار إبراهيم رجب. وفي العام ذاته، التقى المطربة نجاة الصغيرة، وكتب لها بعض أغنيات فيلم «جفت الدموع»، قصة يوسف السباعي، وإخراج حلمي رفلة، وشارك في البطولة: محمود ياسين، ومحمود المليجي، ويوسف شعبان، وعبدالمنعم إبراهيم، ووضع الألحان: محمد عبدالوهاب، ومحمد الموجي، وكمال الطويل، وحلمي بكر، وهاني مهنا، وشارك في كتابة الأغاني: نزار قباني، وعبدالرحمن الأبنودي، ومرسي جميل عزيز. عبدالوهاب محمد بين نجاة وسعاد حسني وفي السنة التالية، كتب أغنيات فيلمين، الأول «بديعة مصابني» للمخرج حسن الإمام، من بطولة: نادية لطفي، ونبيلة عبيد، وكمال الشناوي، وفؤاد المهندس، وثانيهما «آلو أنا القطة» للمخرج الإيراني منوحهر نوذري، وبطولة: نور الشريف، وبوسي، وعادل إمام. وكتب محمد الأغنية الشهيرة «مصر هي أمي»، ولحَّنها كمال الطويل، وقام بأدائها نجم الكوميديا فؤاد المهندس ضمن السياق الدرامي لفيلم «فيفا زلاطا» (1976)، إخراج حسن حافظ، وشارك في البطولة: شويكار، وسمير غانم، وتوفيق الدقن، وحسن مصطفى، ولاحقاً غنتها المطربة عفاف راضي. «النغم الحزين» يشهد أول أغانيه للسينما بصوت ماهر العطار «الشك يا حبيبي» وتجدَّد لقاء الشاعر عبدالوهاب محمد مع المطربة شادية، وغنت من تأليفه ضمن السياق الدرامي لفيلم «الشك يا حبيبي» (1979) للمخرج هنري بركات، وسيناريو سمير عبدالعظيم، وشارك في البطولة: يحيى شاهين، ومحمود ياسين، وسناء جميل، وناهد شريف، وعمر الحريري، ووضع الألحان الموسيقار عمار الشريعي. ساحر الشعر الغنائي كتب أيضاً كلمات الاستعراضات للفيلم الكوميدي «رجل فقد عقله» (1980) سيناريو علي الزرقاني، وإخراج محمد عبدالعزيز، وبطولة: فريد شوقي، وعادل إمام، وسهير رمزي، وكريمة مختار، ووضع الألحان الموسيقار حلمي بكر. وفي العام التالي غنَّى له الفنان سمير صبري أغنية «سُكّر» في فيلم «اليتيم والحب»، إخراج محمود فريد، وشارك في البطولة: نجوى فؤاد، ونجاح الموجي، وسحر رامي، ووضع الألحان الموسيقار بليغ حمدي. واصطدم عبدالوهاب محمد بالرقابة، عندما كتب أغاني واستعراضات فيلم «خمسة باب» (1983)، سيناريو شريف المنباوي، وإخراج نادر جلال، وبطولة: نادية الجندي، وعادل إمام، وفؤاد المهندس، ووضع الألحان الموسيقار حسن أبوالسعود، ومُنع الفيلم بعد أسبوع واحد من عرضه بدور السينما، بأوامر من وزير الثقافة المصري وقتها عبدالحميد رضوان، بدعوى أنه مُخل بالآداب، رغم أنه حصل على موافقة الرقابة، وهو ما دفع منتج الفيلم إلى رفع قضية في المحاكم كسبها بعد ثماني سنوات. مؤلف أغاني «خمسة باب» يصطدم بالرقابة مع نادية الجندي طريق الإبداع وُلِد عبدالوهاب محمد في 7 نوفمبر 1930 بحي الأزهر في القاهرة، وتفتح وعيه على أصوات المنشدين، وتعلَّم في الأزهر، وكان من تلاميذ «عميد الأدب العربي» د. طه حسين، وكان يحرص على حضور ندواته بقاعة الإمام محمد عبده، وعشق الشعر والأدب العربي، وحفظ الكثير من قصائد الشعراء الأوائل، مثل: أبي فراس الحمداني، وأبي الطيب المتنبي، وعنترة بن شداد، وامرئ القيس، والنابغة الذبياني، ومن المعاصرين: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، ومصطفى صادق الرافعي. وفي تلك الفترة، قرأ الصبي أشعار خطيب الثورة العرابية عبدالله النديم، وتعرَّف على أشعار فرسان العامية في بداية القرن الماضي، منهم: الشيخ يونس القاضي، وبيرم التونسي، وبديع خيري، وأحمد رامي، واستمع إلى منيرة المهدية، وأم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وزاد شغفه بالفنون، وبدأ باكتشاف موهبته الحقيقية في الكتابة، من دون أن يعرف وجهته الإبداعية القادمة. وحكى عبدالوهاب محمد عن تلك الفترة، فقال: «كنت أصطحب والدي الشيخ الضرير من رجال الأزهر الشريف ابن العائلة المتصوفة لزيارة المشايخ وحلقات الذكر، فعشقت الغناء والموسيقى، وإرضاءً لوالدي عملت وأنا طالب بمدرسة مصطفى كامل الثانوية في شركة شل للبوتاجاز، وكان والدي يرى في كتابة الأغاني رجساً من عمل الشيطان، فكتبت أول أغنية عن الحج ومطلعها (يا قاصد رسول الله)، وغناها عبدالمنعم عوض الله، ولحَّنها فهمي فرج عام 1950». «حكم علينا الهوى» تسدل الستار على مشوار كوكب الشرق كوكب الشرق عندما تعرَّف المبدع الشاب على كوكب الشرق أم كلثوم للمرة الأولى سقط مغشياً عليه من الفرحة والسعادة، ووقتها كان يعمل في شركة بترول موظفاً بسيطاً. وعن طريق الموسيقار محمد فوزي عرف الموسيقار بليغ حمدي، وأعطاه أغنية «حب إيه»، ولحَّن جزءاً كبيراً منها سمعه فوزي ورشح بليغ ليعمل مع أم كلثوم. وفي اليوم التالي ذهب بليغ في موعد كوكب الشرق، فسألته: «مَنْ صاحب الكلام؟»، فأجاب: «شاب صغير اسمه عبدالوهاب محمد»، فقالت له: «فوراً يا بليغ اتصل به وهاته هنا»، وفعلاً طلب عبدالوهاب محمد في التلفون، وقال له: «يا عبدالوهاب أنا أخوك بليغ حمدي، خُذ تاكسي وتعال إلى فيلا أم كلثوم في الزمالك؟»، لكنه لم يصدِّق، فأردف بليغ: «ولو مش مصدقني الست حتكلمك»، ورد عبدالوهاب: «أم كلثوم حتة واحدة؟»، وسمع بليغ يقول: «يا ست الواد مش مصدق؟»، فقالت له: «هات التلفون»، وقالت: «آلو، أيوه يا عبدالوهاب أنا أم كلثوم». وتأكد الشاعر الشاب من الصوت، وسقط مغشياً عليه من الفرحة، فذهب له بليغ حمدي، وأحضره إلى منزل أم كلثوم، وفور رؤيتها بكى ثم قبَّل يدها، وكانت لحظة اكتشاف فارقة في حياة الشاعر عبدالوهاب محمد على يد كوكب الشرق وبليغ حمدي. «التلميذة» تجربة استثنائية مع شادية في أفلامها السينمائية وحكى عبدالوهاب أنه كان كان يُراسل أم كلثوم وهو طفل، ويرسل لها قصائده، وفي إحدى المرات ردَّت عليه، وأخبرها بهذا حينما قابلها، وقال لها: «إشمعنى هذه المرة؟»، فقالت له مبتسمة: «أكيد الشعر عجبني». وكانت كوكب الشرق تحب الشعر بشكل غير عادي، ولديها حس فني وملاحظات دقيقة على كل قصيدة تغنت بها، وفي بعض الأحيان كانت تطلب من المؤلف تعديل بعض الكلمات، وتقترح إضافة أو حذف بعض الكلمات التي لا تتناسب مع السياق الدرامي للأغنية. وشدت كوكب الشرق من كلمات عبدالوهاب محمد «حب إيه» (1960) تلحين بليغ حمدي، و«هسيبك للزمن» (1962) تلحين رياض السنباطي، و«ظلمنا الحب» (1963) تلحين بليغ حمدي، و«للصبر حدود» (1964) تلحين محمد الموجي، و«فكروني» (1966) تلحين محمد عبدالوهاب، والأغنية الوطنية «قوم بإيمان» (1967) تلحين رياض السنباطي، و«اسأل روحك» (1970) تلحين محمد الموجي، و«حكم علينا الهوى» (1973) تلحين بليغ حمدي، وكانت آخر أغنية لسيدة الغناء العربي قبل رحيلها في 3 فبراير 1975. «أوقاتي بتحلو» أغنية لم تكتمل مع كوكب الشرق ترك الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد إرثاً فنياً كبيراً من الأغنيات الناجحة، وخلال مشواره الإبداعي تعاون مع كوكب الشرق أم كلثوم، بعدما رأت فيه موهبة جديدة ومختلفة عن شعراء ذلك الجيل، بسبب اختلاف كلماته عن اللون السائد وقتها. وغنت له نحو سبع أغنيات، وضعته مع كبار شعراء الأغنية في مصر، وارتكزت قصائده على السهل الممتنع، والعمق الإنساني، ومواكبة العصر الحديث، ولاقت أغانيه تجاوباً كبيراً من فئات الجمهور المختلفة. وفي لقاء تلفزيوني قديم، ذكر عبدالوهاب محمد أن أولى أغنياته في مسيرته الفنية كانت مع المطربة فايزة أحمد، وكانت تحمل اسم «ماتحبنيش بالشكل دا»، التي تعاون فيها مع الملحن بليغ حمدي، وكانت بمنزلة شرارة النجاح التي جعلت أم كلثوم تلتفت له وتقرر الغناء من كلماته. كتب «مصر هي أمي» وتنافس في غنائها فؤاد المهندس وعفاف راضي وكانت «حب إيه» أولى أغنياته مع أم كلثوم، وتعاون فيها أيضاً مع الموسيقار بليغ حمدي، لكنه لم يكتبها خصوصاً لكوكب الشرق أو أي مطرب آخر، بل كتبها من خلال تجربة عاطفية مر بها، ورغم ذلك أُعجبت بها أم كلثوم، وتحمَّست لغنائها، وكانت أول تجربة لها مع مؤلف وملحن شابين. وفي التوقيت نفسه اختارت أغنية أخرى بعنوان «ظلمنا الحب»، وطلبت من بليغ حمدي تلحينهما، وبعدها عرفت أغنياته طريقها إلى ملحنين آخرين، منهم: الموسيقار محمد عبدالوهاب، ومحمد الموجي، ورياض السنباطي. وكتب الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد أغنية «أوقاتي بتحلو معاك» لسيدة الغناء أم كلثوم، لكنها توقفت قبل تسجيل الأغنية، وغناها ملحنها الموسيقار سيد مكاوي، وقامت المطربة وردة الجزائرية بغنائها في حفلاتها الغنائية، وحققت نجاحاً كبيراً. التقى الشاعر عبدالوهاب محمد المطربة فايزة أحمد في عدد قليل من الأغنيات، ورغم ذلك، فإنها كانت أول مَنْ فتح له أبواب الشهرة، وكلاهما كان في بداية مشواره الفني، وغنت له «متحبنيش بالشكل دا» تلحين الموسيقار بليغ حمدي. ويرجع الفضل في تعاونهما الفني إلى الموسيقار محمد فوزي، حين طلب منه الأخير أن يكتب أغنية لفايزة أحمد، فقال له: «عاوز أشوفها وأسمعها قبل أن أكتب لها»، وكان شديد الاهتمام بأي موهوب أو موهوبة، والتقى بها في معهد الموسيقى، وظلت تغني حتى أغلق المعهد أبوابه، وتحمَّس للكتابة لها، وأدرك أنها تمتلك موهبة متفردة، ولا تقلد أحداً. ورغم نجاح «متحبنيش بالشكل كدا» تباعد تعاونهما الفني لفترة طويلة، حتى غنت له «نقطة ضعف» تلحين الموسيقار محمد سلطان، وكان عبدالوهاب محمد يرى أن فايزة أحمد من المطربات اللاتي لديهن قناعة أن «الغناء ليس له جنسية أو وطن».

فريد شوقي لـ«الراي»: أطمح للمشاركة في الدراما المصرية
فريد شوقي لـ«الراي»: أطمح للمشاركة في الدراما المصرية

الرأي

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • الرأي

فريد شوقي لـ«الراي»: أطمح للمشاركة في الدراما المصرية

فريد شوقي ممثل لبناني لم يأخذ من النجم المصري الكبير اسمه فقط، بل الموهبة... أثبت حضوره في عدد من الأعمال آخِرها مسلسل «العميل» الذي لعب فيه دور «شادي» ابن «العميد خليل» الذي جسده الممثل طلال الجردي وقريباً سيطلّ كبطل في مسلسل جديد تم تصويره تحت إدارة المخرجة رندة علم، ولم يتم تحديد اسمه حتى الآن. تخرّج شوقي، في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية وشارك في برنامج الهواة «آراب كاستينغ» وحظي بإعجاب كبير من لجنة التحكيم المؤلفة من قصي خولي وغادة عبد الرازق وكارمن لبس، باستثناء باسل خياط الذي أشاد بإحساسه وانتقد حركة جسده. شوقي تحدث إلى «الراي» عن تطلعاته الفنية وأعماله وجديده في هذا الحوار: • فريد شوقي هل هو اسمك الفني أم الحقيقي؟ - بل هو اسمي الحقيقي. والدي رحمه الله كان يحب فريد الأطرش، ولذلك اختار لي اسم فريد، وبما أن كنيتي هي شوقي، لذلك أنا أحمل اسم فريد شوقي. • أي أنك فريد شوقي اللبناني؟ - نعم. •... وكيف خدمك هذا الاسم؟ - لم يخدمني فنياً ولا حتى في صغري، لأن الأساتذة كانوا «ينكّتون» ويسألونني عن رشدي أباظة. ولأنني كنت صغيراً في السن، كان هذا الأمر غريباً عليّ ولم أكن أفهم قصدهم. هم كانوا يمازحونني ورفاقي في الصف كانوا يضحكون، واليوم أنا أضحك عندما أتذكّر ما كان يحصل معي. • أنت متخصص في مجال التمثيل؟ - صحيح، تخرّجتُ قبل سبعة أعوام في معهد الفنون - الجامعة اللبنانية وشاركتُ في مجموعة من المسرحيات قبل أن أتجه نحو التلفزيون. • كم عدد المسرحيات التي شاركتَ فيها؟ - فضلاً عن مشاريع التخرج في الجامعة، شاركتُ في أربعة أعمال، مع غبريال يمين ورولا حمادة والراحل مروان نجار. • وما أول مسلسل تلفزيوني لك؟ - البداية كانت مع مسلسل «ثواني» من إنتاج شركة «إيغل فيلمز»، ثم في مسلسل «الزيارة» مع تقلا شمعون ودينا الشربيني، كما شاركتُ في خماسية «شهر عسل» مع المخرج فيليب أسمر وايميه صياح، وأخيراً في مسلسل «العميل» الذي أضاء على تجربتي أكثر ونشر اسمي بين الناس وجسدتُ فيه شخصية «شادي» ابن «العميد خليل» الذي لعبه الممثل طلال الجردي. • هل أعجبك العمل في تركيا أكثر من لبنان؟ - تجاربي في لبنان كانت احترافية ومع شركات مهمة وبأعمال ذات مستوى عالٍ، كـ «الصبّاح» التي شاركتُ معها في مسلسل «العين بالعين» وسواها من الأعمال، كما مع شركة «إيغل فيلمز»، ولكن الإنتاجات في تركيا أضخم والتجربة مختلفة والعمل أسهل بوجود كاميرات عدة في مواقع التصوير. • هل ترى أن الفرص متاحة أكثر لأصحاب الأشكال الجميلة وملكات وملوك الجمال؟ - حتى هذه الفئة لا يَقبل بها الناس إذا لم يتم الشغل عليها تمثيلياً. ومع انتشار المنصات لم يعد الناس يكتفون بالشكل، بل هم يملكون الوعي الكافي للتمييز بين السيئ والجيد. ولا شك في أن الشكل والكاريزما والحضور عناصر مهمة جداً بالنسبة إلى الممثل وربما تساعده إلى حد ما إذا لم يكن صاحب موهبة كبيرة، ولكن الوضع لم يَعُدْ كما كان عليه في السابق. • مَن المخرج الذي آمن بموهبتك أكثر من غيره؟ - المخرجة رندة علم التي تشيد دائماً بموهبتي، وقد انتهيتُ أخيراً من تصوير مشروع معها سيُعرض على إحدى المنصات، وهو عمل جديد بفكرته وتنفيذه وطريقة عرْضه. هي تعرفني من خلال مسلسل «العين بالعين» وأشادت بموهبتي واختارتْني لهذا العمل الذي تنتجه مي أبي رعد، ولكن لم يتم اختيار اسم له حتى الآن. • وهل أنت بطل هذا العمل؟ - نعم وتقاسمني البطولة الممثلة جوان زيبق التي شاركتْ في مسلسل «كريستال». • وهل ترى أن هذا العمل هو الفرصة التي يمكن أن تضيء على تجربتك أكثر بعد مسلسل «العميل»؟ - آمل ذلك. العمل «لايت كوميدي» مهضوم وكانت أجواؤه جميلة جداً، وكذلك هو العمل مع المخرجة رندة علم. • هل تفضّل الكوميديا أم التراجيديا؟ - أحب النوعين، ولكن أتمنى أن أخوض تجربة كوميدية لأن التحدي فيها أكبر بسبب الصعوبة في إضحاك الناس. • هل تراهن على فرصة من مصر، خصوصاً أن اسمك يعني الكثير للمصريين؟ - أحب مصر وشعبها وكل نجومها، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة للمشاركة في الدراما المصرية، خصوصاً أنني أجيد اللهجة المصرية. • هل انت راض عن خطواتك الفنية؟ - ما زلتُ في بداية الطريق وأحاول أن أتقدم في المهنة بهدوء وتروٍ وأن أكتسب الخبرة من عمل إلى آخَر. كما أحرص دائماً على تطوير أدائي من خلال المشاركة في ورش تمثيلية. • بالعودة إلى الوراء، هل أزعجك رأي باسل خياط بأدائك عندما قال إن إحساسك أعلى من حركة جسدك، مقابل تشجيع كبير من غادة عبدالرازق وكارمن لبس وقصي خولي في برنامج «آراب كاستينغ»؟ - كلا، لم أنزعج، فهذا رأيه وهو عبّر عما رآه في أدائي. وفي المقابل، حظيتُ بدعم كبير من أعضاء لجنة التحكيم الآخَرين. قصي خولي إنسان محترَم جداً وكذلك كارمن لبس وغادة عبدالرازق. • ألم تحظ بدعم من كارمن لبس عندما احترفتَ التمثيل؟ - أنا أحبّها وأحترمها وهي قالت لي يومها إنها ستتصل بي عندما ترتبط بعمل جديد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store