
مصلحة سوريا... مع أميركا أم مع إيران؟
سؤال لا بدّ من أن يسأله كل سوري وكل لبناني بل كل عربي، وهو: أين مصلحة سوريا والشعب السوري؟ هل هي في علاقتها مع إيران أم مع أميركا؟
وللإجابة على هذا السؤال، لا بدّ من العودة الى التاريخ:
بداية تاريخ سوريا الحديثة أن الرئيس الوحيد في تاريخ سوريا الذي عاش فيها السوريون في حالة استقرار ونموّ كانت خلال 30 سنة من حكمه، أعني الرئيس حافظ الأسد، أي منذ عام 1970 الى 10 حزيران 2000. هذه الثلاثون سنة لم يحدث فيها مشاكل أو انقلابات سوى مشكلة «حماه» التي كانت محاولة من الإخوان المسلمين للسيطرة على الحكم في سوريا، وقد فشلت المحاولة وانتهى الامر.
الرئيس حافظ الأسد كان حريصاً على أفضل العلاقات مع أميركا... وللتأكيد على ذلك لا بدّ من العودة الى أيام بشار الأسد، كما أنه لا بدّ من التوقف عند الزيارة التي قام بها ريتشارد أرميتاج، المبعوث الاميركي الذي كان نائباً لوزير الخارجية الأميركية يومذاك كولن باول، الى دمشق، وكان الهدف منها الاتفاق بين الأميركيين وبين بشار على انتخاب رئيس جديد للبنان... وكان ذلك عند انتهاء عهد الرئيس إميل لحود.
اجتمع المبعوث الاميركي أرميتاج بالرئيس بشار الأسد وعرض عليه أن يقدّم الرئيس بشار ثلاثة أسماء يختار الأميركيون منها واحداً. وهكذا تم الاتفاق على أن يعطي أرميتاج الوقت لبشار كي يقدّم له الأسماء الثلاثة.
الرئيس بشار استدعى نائب الرئيس يومذاك عبد الحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع في لقاء عرض الرئيس بشار ما يطلبه منه الأميركيون. وكان ردّ نائب الرئيس عبد الحليم خدام وبشكل فوري: «إنها فكرة ممتازة وعرض أكثر من جيّد». أضاف خدام قائلاً لبشار:
«والدك حكم 30 سنة تميّزت بالاستقرار بسبب علاقاته المميّزة بالأميركيين، وأنا مع ما يعرضه الأميركيون، لأنه أكثر من جيّد، وعليك أن تختار 3 أسماء، وعندنا الكثير من الأسماء في لبنان يمكن أن نثق بهم ونرشحهم».
أما وزير الخارجية فكان رأيه مختلفاً، مع العلم أن فاروق الشرع كان في السبعينيات من القرن الماضي موظفاً في الطيران السوري ومسؤول عن علاقات الشركة... فأرسلته الشركة الى مكتبها في لندن ليتعلم اللغة الإنكليزية.
ثم عُيّـن مساعداً لوزير الخارجية عبد الحليم خدام، وذلك لأنّ الرئيس حافظ شعر بضغط العمل على الوزير خدام لاهتمامه بالملف اللبناني الذي كان يأخذ حيّزاً كبيراً من وقته، لذلك عُيـّن فاروق الشرع من أجل الاستقبالات والبروتوكول فقط لا غير...
بالعودة الى الاجتماع الليلي الذي دُعي إليه خدام والشرع:
كان رأي الشرع التمسّك بـ «إميل لحود» الذي يعتبر ضمانة للوجود السوري في لبنان وضمانة للمقاومة اللبنانية. فكان جواب خدام: «إنّ هذا الكلام غير مقبول، ولنفترض أن الرئيس إميل لحود مات، فماذا نفعل؟ هل معقول أن لا يكون هناك لنا موثوق به إلاّ إميل لحود؟». وأضاف خدام: «يا جماعة، أكثرية اللبنانيين هم معنا، وعندنا الكثير من الرجال الأكفاء من الطائفة المارونية، ويمكن الاعتماد عليهم والوثوق بهم... لذلك أقترح، أضاف خدام، أن نقدّم للمسؤول الأميركي Richard Armitage ثلاثة أسماء لنحافظ على علاقتنا بالولايات المتحدة، وإذا لم نفعل فسندفع الثمن غالياً»...
طبعاً، الرئيس العبقري بشار الأسد أجاب المبعوث الأميركي بالرفض. فقال له المبعوث: «سيدي الرئيس، قرارك خاطئ وستدفع الثمن غالياً، وسترى ذلك عما قريب».
هذه القصة عشتها، وأرويها كي أؤكد أن الاستقرار في سوريا بحاجة الى علاقات جيّدة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وبالفعل، فقد نفّذت الولايات المتحدة الأميركية تهديد مبعوثها ريتشارد أرميتاج. فقد اتخذ مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1559 في تاريخ الثاني من سبتمبر (أيلول) عام 2004، بتأييد تسعة أعضاء وامتناع ستة عن التصويت في إطار مع يُعرف بالفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، بعد تدخل الرئيس الشهيد رفيق الحريري لدى الرئيس الفرنسي جاك شيراك لمنع مجلس الأمن من اتخاذ القرار في إطار الفصل السابع الذي يسمح للمجلس باستعمال القوة لتطبيق القرار.
إشارة الى أن الرئيس الشهيد، كان قد زار بشار في دمشق قبل صدور القرار وأعلمه بأنّ هناك قراراً سيصدر. لكنّ بشار أهان الرئيس الشهيد بكلمات نمتنع عن تكرارها. ولم يجد الرئيس الشهيد مجالاً رغم الإهانة، إلاّ أن يلجأ للرئيس شيراك كما ذكرنا.
ومن بين البنود، دعا القرار 1559 الى تفكيك ونزع سلاح كافّة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية في إشارة الى حزب الله.
وعلى الرغم من تهديد المبعوث الأميركي لبشار الأسد عدّل البرلمان اللبناني الدستور، مما سمح للرئيس لحود بالبقاء في الحكم ثلاث سنوات إضافية.
ومن تداعيات الرفض الذي اتخذه بشار ومتابعة لموقفه المتعنّت والعنيد، وفي الأول من تشرين الاول 2004 أصيب الوزير مروان حماده في محاولة اغتيال فاشلة. وفي 14 شباط 2005 اغتيل الرئيس رفيق الحريري قرب «السان جورج». وحدث انقسام حاد في البلد بين محوري 8 آذار و14 آذار.
وهنا أذكّر أنّ فاروق الشرع صرّح بعد صدور القرار 1559 بأنّ سوريا لن تنفّذ هذا القرار، وحجته أن إسرائيل لا تنفّذ القرارات الدولية. لكن الشرع نفسه عاد وأطلق تصريحاً ثانياً قال فيه: «نحن ذهبنا الى لبنان بطلب من الحكومة اللبنانية ولن نخرج إلاّ بطلب منها». ثمّ بدأ مسلسل تراجعاته حين هُدّدت سوريا بوجوب الخروج من لبنان وحدّد لها الوقت الأقصى في شهر أيار (مايو). ولكن الرئيس السوري بشار الأسد ألقى خطاباً أمام مجلس الشعب، أعلن فيه قرار سحب القوات السورية من لبنان.. وكان خروج آخر جندي سوري قبل شهر من المهلة المعطاة، ففي 27 نيسان (إبريل) 2005 أُعلن أن آخر القوات السورية وعناصر مخابراتها عبروا الحدود انسحاباً من لبنان مع استقالة حكومة عمر كرامي في 19 نيسان، وإجراء انتخابات عامة عام 2005 وإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان.
وقد نفّذت سوريا انسحابها من لبنان راضخة لقرار مجلس الأمن قبل الموعد المحدّد لها من قبل الهيئة الدولية.
أما بالنسبة للعلاقات مع إيران، فإنّ علينا أن نعود الى ما كان يفعله الرئيس حافظ الأسد بالتعامل مع الإيراني، وأعطي مثالاً: عندما عُرض عليه موضوع بناء مفاعل نووي، رفض الرئيس حافظ قائلاً: «إنّ نظامي لا يتحمّل مسؤولية الحفاظ على هذا المفاعل». الفرق أن بشار قبل ما رفضه والده، فكانت النتيجة إقدام إسرائيل على تدمير المفاعل النووي السوري بتاريخ 6 أيلول 2007 في محافظة دير الزور شرقي سوريا بغارة جوية (عملية البستان)، والذي كلف 6 مليارات دولار دفعتها إيران من المال العراقي.
أكتفي بتقديم بعض الأحداث التي أدّت الى تدمير سوريا، وعلى رأسها تسليم سوريا لإيران.. وأذكّر بالصورة التي جمعت محمود أحمدي نجاد وحسن نصرالله وبينهما الرئيس بشار وهم يرفعون أياديهم علامة النصر.
وهنا أسأل: لو كان الرئيس حافظ الأسد موجوداً... فهل يمكن لهذه الصورة أن تحدث؟.. طبعاً، لا. لأنّ الرئيس حافظ يعرف معنى ذلك، بينما الرئيس بشار، كما أقول دائماً، هو رئيس غبي لا يستحق أن يكون رئيساً... لقد أضاع سوريا، وأضاع معها الشعب السوري. ويكفي أنه تسلم سوريا من غير ديون، وفي البنك المركزي 50 ملياراً سلمها صافية لخلفه بشار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 10 ساعات
- بيروت نيوز
القطاع الغربي لـاليونيفيل يدعم السلطات اللبنانية في تفقد وقطاف بستان أفوكادو
نفذ القطاع الغربي التابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، من 20 إلى 23 أيار 2025 نشاطًا عمليًا مهمًا، دعمًا للجيش اللبناني والسكان المحليين في محيط بلدة رامية وصلحا. وبحسب بيان لليونيفيل، هدف هذا النشاط إلى تأمين بيئة آمنة ومستقرة للمزارعين المحليين، مما أتاح لهم تفقد أراضيهم وقطاف ثمار الأفوكادو من بساتين تقع قرب الخط الأزرق. هذه الأراضي كانت قد تُركت مهجورة خلال فترة النزاع ولم تُزرع بسبب التوترات والمخاطر الأمنية المستمرة، وهي اليوم تحظى باهتمام متجدد بفضل الجهود المشتركة بين القطاع الغربي لليونيفيل والجيش اللبناني. وخلال النشاط في 22 أيار، اكتشف عدد من المزارعين ذخيرة غير منفجرة (UXO). قام عناصر القطاع الغربي فورًا بتوثيق الحادث وإبلاغ السلطات اللبنانية. في اليوم التالي، في 23 أيار، وفّر حفظة السلام من القطاع الغربي الأمن والمساعدة المباشرة للجيش اللبناني، ما سهل إزالة الذخيرة بأمان' . اضاف البيان: 'قدّم جنود كتيبة غانا مرافقة زراعية، لضمان حماية المدنيين المشاركين في الأعمال الزراعية، وساهموا بشكل فاعل في خلق بيئة آمنة. أعربت العديد من العائلات الزراعية عن امتنانها لعناصر القطاع الغربي في اليونيفيل لدعمهم وإتاحة الفرصة لهم لاستعادة أراضيهم وزراعتها. من خلال هذه المبادرات، تؤكد البعثة دورها كضامن للأمن ومساهم في تعزيز الاستقرار على طول الخط الأزرق. هذا النشاط، الذي أصبح أكثر شيوعًا في القطاع الغربي، يعكس التزام اليونيفيل المستمر بتعزيز التعاون المدني-العسكري، وبناء الثقة مع المجتمعات المحلية، وترسيخ دورها كعامل استقرار على طول الخط الأزرق'. وتابع: 'بين شباط وأيار 2025، كثّف القطاع الغربي لليونيفيل دعمه للجيش اللبناني وللسكان المدنيين في جنوب لبنان من خلال العديد من العمليات التي نفذتها القوات الميدانية التابعة له. تم تنفيذ ما مجموعه 120 عملية: 12 في شباط، 44 في آذار، 52 في نيسان، و12 في أيار (الذي شهد تراجعًا بسبب فترة الانتخابات). شملت هذه الأنشطة إزالة الحواجز، إعادة فتح طرقات الوصول، إزالة الذخائر غير المنفجرة والمواد العسكرية التالفة. تم التركيز بشكل خاص على 13 عملية مشتركة مع الجيش اللبناني، كان لها أثر مباشر على سلامة ورفاه السكان المحليين. شملت هذه العمليات استعادة مركبات وأشخاص، نقل ماشية، تفقد ذخائر غير منفجرة، تفجيرات تحت السيطرة، تدخلات زراعية (مثل قطاف الفاكهة، نقل خلايا النحل، ومساعدة المزارعين)، بالإضافة إلى بناء وتأمين البنى التحتية المدنية'. وأكد قائد القطاع الغربي العميد نيكولا ماندوليسي أن هذه العمليات 'تعكس التزام اليونيفيل الثابت بالاستقرار والأمن والتعاون المدني-العسكري، وذلك تماشيًا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701' .

القناة الثالثة والعشرون
منذ 11 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
"الخوذات الزرقاء" تحمي المزارعين لقطاف الأفوكادو
نفّذ القطاع الغربي التابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بين 20 و23 أيار 2025 نشاطًا ميدانيًا واسعًا في محيط بلدتي رامية وصلحا، دعمًا للجيش اللبناني والسكان المحليين. ووفق بيان صادر عن اليونيفيل، هدف النشاط إلى تأمين بيئة مستقرة وآمنة للمزارعين، ما أتاح لهم الوصول إلى أراضيهم القريبة من الخط الأزرق وقطاف محصول الأفوكادو، في منطقة كانت قد تُركت مهجورة خلال السنوات الماضية نتيجة التوترات الأمنية. خلال عمليات التفقد في 22 أيار، عثر عدد من المزارعين على ذخيرة غير منفجرة. وعلى الفور، قام عناصر القطاع الغربي بتوثيق الحادث وإبلاغ السلطات اللبنانية، فيما وفّر حفظة السلام في اليوم التالي الأمن والدعم المباشر لتسهيل تدخل الجيش اللبناني وإزالة الذخيرة بأمان. كما قدّمت كتيبة غانا العاملة ضمن القطاع مرافقة زراعية لحماية المدنيين أثناء قيامهم بالأعمال الزراعية، وسط امتنان واسع من العائلات الزراعية التي عبّرت عن تقديرها للدعم الميداني الذي أتاح لها استعادة أراضيها وزراعتها مجددًا. البيان أشار إلى أن هذا النشاط بات جزءًا متكررًا من العمل اليومي في القطاع الغربي، ويعكس التزام اليونيفيل بتعزيز التعاون المدني-العسكري، وبناء الثقة مع المجتمعات المحلية، وترسيخ دورها كعامل استقرار على طول الخط الأزرق. في السياق نفسه، أكدت اليونيفيل أن عمليات الدعم للجيش اللبناني والمدنيين تكثفت بين شباط وأيار 2025، حيث نفذت القوات الميدانية التابعة للقطاع الغربي 120 عملية توزعت بين إزالة حواجز وفتح طرقات وإزالة ذخائر ومواد عسكرية، إضافة إلى عمليات تدخل زراعي ومساعدة مدنية مباشرة. وتم التركيز بشكل خاص على العمليات المشتركة مع الجيش اللبناني والتي ساهمت بتحسين شروط الأمان في عدد من المناطق الجنوبية. قائد القطاع الغربي العميد نيكولا ماندوليسي شدّد على أن هذه الأنشطة تعكس التزام اليونيفيل بالاستقرار والتعاون المدني والعسكري، انسجامًا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ 11 ساعات
- ليبانون 24
القطاع الغربي لـ"اليونيفيل" يدعم السلطات اللبنانية في تفقد وقطاف بستان أفوكادو
نفذ القطاع الغربي التابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، من 20 إلى 23 أيار 2025 نشاطًا عمليًا مهمًا، دعمًا للجيش اللبناني والسكان المحليين في محيط بلدة رامية وصلحا. وبحسب بيان لليونيفيل، هدف هذا النشاط إلى تأمين بيئة آمنة ومستقرة للمزارعين المحليين، مما أتاح لهم تفقد أراضيهم وقطاف ثمار الأفوكادو من بساتين تقع قرب الخط الأزرق. هذه الأراضي كانت قد تُركت مهجورة خلال فترة النزاع ولم تُزرع بسبب التوترات والمخاطر الأمنية المستمرة، وهي اليوم تحظى باهتمام متجدد بفضل الجهود المشتركة بين القطاع الغربي لليونيفيل والجيش اللبناني. وخلال النشاط في 22 أيار، اكتشف عدد من المزارعين ذخيرة غير منفجرة (UXO). قام عناصر القطاع الغربي فورًا بتوثيق الحادث وإبلاغ السلطات اللبنانية. في اليوم التالي، في 23 أيار، وفّر حفظة السلام من القطاع الغربي الأمن والمساعدة المباشرة للجيش اللبناني، ما سهل إزالة الذخيرة بأمان" . اضاف البيان: "قدّم جنود كتيبة غانا مرافقة زراعية، لضمان حماية المدنيين المشاركين في الأعمال الزراعية، وساهموا بشكل فاعل في خلق بيئة آمنة. أعربت العديد من العائلات الزراعية عن امتنانها لعناصر القطاع الغربي في اليونيفيل لدعمهم وإتاحة الفرصة لهم لاستعادة أراضيهم وزراعتها. من خلال هذه المبادرات، تؤكد البعثة دورها كضامن للأمن ومساهم في تعزيز الاستقرار على طول الخط الأزرق. هذا النشاط، الذي أصبح أكثر شيوعًا في القطاع الغربي، يعكس التزام اليونيفيل المستمر بتعزيز التعاون المدني-العسكري، وبناء الثقة مع المجتمعات المحلية، وترسيخ دورها كعامل استقرار على طول الخط الأزرق". وتابع: "بين شباط وأيار 2025، كثّف القطاع الغربي لليونيفيل دعمه للجيش اللبناني وللسكان المدنيين في جنوب لبنان من خلال العديد من العمليات التي نفذتها القوات الميدانية التابعة له. تم تنفيذ ما مجموعه 120 عملية: 12 في شباط، 44 في آذار، 52 في نيسان، و12 في أيار (الذي شهد تراجعًا بسبب فترة الانتخابات). شملت هذه الأنشطة إزالة الحواجز، إعادة فتح طرقات الوصول، إزالة الذخائر غير المنفجرة والمواد العسكرية التالفة. تم التركيز بشكل خاص على 13 عملية مشتركة مع الجيش اللبناني، كان لها أثر مباشر على سلامة ورفاه السكان المحليين. شملت هذه العمليات استعادة مركبات وأشخاص، نقل ماشية، تفقد ذخائر غير منفجرة، تفجيرات تحت السيطرة، تدخلات زراعية (مثل قطاف الفاكهة، نقل خلايا النحل، ومساعدة المزارعين)، بالإضافة إلى بناء وتأمين البنى التحتية المدنية". وأكد قائد القطاع الغربي العميد نيكولا ماندوليسي أن هذه العمليات "تعكس التزام اليونيفيل الثابت بالاستقرار والأمن والتعاون المدني-العسكري، وذلك تماشيًا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701" .