logo
لطفى لبيب.. المقاتل المبهج تأثيرات كبيرة لأدوار صغيرة

لطفى لبيب.. المقاتل المبهج تأثيرات كبيرة لأدوار صغيرة

بوابة الأهراممنذ 2 أيام
«لطفى لبيب»، الذى رحل عن دنيانا قبل أيام؛ ممثل استطاع أن يترك أثرا لا ينمحى من ذاكرة المشاهد عن أى دور له فى أى عمل - مهما كان حجمه - فما بالنا لو كان عدد هذه الأعمال هو 408 أعمال فنية، وهو رقم كبير، منها 147 فيلما سينمائيا!
تنوع ظهور الفنان الراحل فى هذه الأعمال ما بين الظهور فى مشهد واحد كما فى بداياته عام 1984 من خلال فيلم «المشاغبون فى الجيش» مع سعيد صالح وسمير غانم ويونس شلبى وإخراج نيازى مصطفي، ثم توالت الأدوار. فهو من الممثلين الذين بدأت حياتهم العملية بعد التخرج فى كلية الآداب ثم التحاقه بمعهد الفنون المسرحية، لكنه بعد التخرج ظل فى الخدمة العسكرية لمدة ست سنوات مثله مثل كل دفعته آنذاك، فقد بدأ خدمته عام 1967، فهو أحد أبطال حرب الاستنزاف، وحتى العبور فى حرب أكتوبر عام 1973. فى هذا الصدد يروى المنتج صفى الدين محمود أنه حينما كان قادما من مهرجان الأقصر، ذات مرة، ومعه ممثلون كثيرون منهم لبيب.. وبمجرد أن وصلوا إلى المطار لاحظوا ترحابا كبيرا به من العاملين فى المطار، وكان جميعهم يتحدثون عن أنه لو علم رئيس المطار بأن لطفى لبيب موجود فى المطار سيفرح جدا.
وأضاف: «فقلت فى نفسي: لعله معجب به .. لكننى كنت مندهشا من أنه كان معنا نجمات ونجوم كثيرون.. لكن بعد دقائق قليلة رأيت رئيس المطار وهو يجرى بزى ملكى على عم لطفى لبيب، ويوجه له التحية العسكرية.. وتبين أن رئيس المطار واحد من أعضاء الكتيبة 26 سابقا قبل أن يُصاب فى إحدى المناورات، ويُكلف بإدارة المطار».
وتابع : «سألته عن ذلك، فقال لى إن الحواديت لا تنقطع عبر الأجيال، عن بطولات لطفى لبيب فى الكتيبة 26، وأى واحد فى الكتيبة عارف عبر الأجيال دور عم لطفى فى الحرب فى الفترة من 1967 الى 1974. وباختصار فإن ما رأيته فى عين الضابط من تقدير وفى عين عم لطفى من امتنان.. كان درسا كبيرا للجميع».
بدأ لطفى لبيب حياته الفنية من خلال مسرحية «المغنية الصلعاء» وهى الأولى من 13 مسرحية مثل فيها على مدى تاريخه الفني، و232 مسلسلا، وواكب فى خلال تاريخه الفنى العديد من المحطات المهمة، وأيضا الانكسارات، سواء بسبب المرض الذى أقعده فى أواخر سنوات عمره أو بعدم طلبه للتمثيل، لكنه استطاع استغلال هذه السنوات فى كتابة القصص خصوصا عن فترة الخدمة العسكرية وبطولاتها، بدأ ظهوره المحدود فى السينما من خلال أدواره الصغيرة. وفى الأفلام السينمائية بدأ لبيب يظهر فى أدوار أكبر بالتوازى مع ظهوره التليفزيونى من خلال فيلم «كراكيب» مع صلاح السعدنى وآثار الحكيم.. إخراج عمر عبد العزيز عام 1989 ثم «صف عساكر» مع أحمد بدير وعايدة رياض إخراج إسماعيل جمال ثم «تحت الصفر» لنجلاء فتحي، والحب القاتل لفاروق الفيشاوى وإسعاد يونس، وغرام وانتقام بالساطور إخراج محمد شبل 1992 ، وفارس المدينة لمحمد خان.
ثم بدأ ظهوره السينمائى يصبح أكبر وضوحا بعد تألقه فى مسلسل أرابيسك فى شخصية زقزوقة الشرير.. صبى رمضان «المنتصر بالله» مع صلاح السعدنى والمخرج جمال عبد الحميد، ومسلسل الزينى بركات فى دور بائع الجواري، ليؤدى بعده شخصية الدكتور أحمد الأيوبى فى فيلم النوم فى العسل مع عادل إمام إخراج شريف عرفة عام 1996، وكذلك ظهر فى فيلم «أرض أرض» مع فاروق الفيشاوى وإلهام شاهين والمخرج إسماعيل مراد. ثم كانت النقلة الكبيرة الأولى فى مشواره الفنى من خلال فيلم جاءنا البيان التالى مع محمد هنيدى فى شخصية فخرى كامل رئيس القناة التى يعمل بها نادر سيف الدين «هنيدي» وعفت الشرببينى «حنان ترك» إخراج سعيد حامد 2001 ، ثم اللمبى مع محمد سعد فى شخصية «أبو نوسة» التى يحبها اللمبي، وفى عام 2002 شارك فى فيلم صاحب صاحبه مع هنيدى وأشرف عبد الباقى وإخراج سعيد حامد. وفى عام 2003 ظهرت له أربعة أفلام دفعة واحدة هي: عايز حقى مع هانى رمزى إخراج أحمد نادر، وأول مرة تحب يا قلبى مع جالا فهمى وتامر عبد المنعم إخراج علاء كريم فى دور المنتج فكرى الوحش، وفيلم بحبك وأنا كمان مع مصطفى قمر وسمية الخشاب إخراج محمد النجار.. أيضا فى شخصية المنتج بكري، وفيلم حرامية فى تايلاند مع كريم عبد العزيز وماجد الكدوانى إخراج ساندرا.
وفى 2004 شارك فى فيلم صايع بحر مع أحمد حلمى وياسمين عبد العزيز إخراج على رجب، وفيلم الباشا تلميذ مع كريم عبد العزيز وياسمين عبد العزير فى دور والد إنجى إخراج وائل إحسان، وفيه كان أداء الكوميديا للطفى من منطقة صعبة إذ تجمع كل مشاهده بين العصبية والكوميديا. كما شارك فى فيلم أشتاتا أشتوت مع مدحت صالح وعلا غانم إخراج عمر عبد العزير فى دور الملك مرجان. وفى 2005، جاءت السنة التى انتقل بها إلى النجومية ففيها ظهرت له سبعة أفلام دفعة واحدة هي: شباب تيك اواي، وعلى سبايسي، وليلة سقوط بغداد، وواحد كابتشينو، وبحبك وبموت فيك، وسيد العاطفي، وأخيرا السفارة فى العمارة مع عادل إمام فى دور السفير الإسرائيلى إيلى كوهين الذى جعل من لبيب البطل الثانى نظرا لنجاحه فى أداء هذه الشخصية. وهكذا توالت الأعمال والأفلام بعد ذلك، ومنها شخصية أبو رضا فى فيلم كده رضا عام 2007 مع أحمد حلمى والد التوائم الثلاثة، وكركر مع محمد سعد وعندليب الدقى مع هنيدى وكشف حساب، وعصابة الدكتور عمر مع مصطفى قمر إخراج على إدريس، وخليك فى حالك مع أحمد عيد وشيكامارا والتوربينى وأسد وأربع قطط مع هانى رمزى بأدائه البسيط الخفيف مع الفور كاتس إخراج سامح عبدالعزيز. وفى 2008 كان فيلمه الكبير طباخ الرئيس فى شخصية حازم الذى يتصل به الرئيس ويسأله «وديت الشعب فين يا حازم؟ وفى العام نفسه شارك فى فيلم مبروك أبو العلمين حمودة مع هنيدي، وأشرف حرامى واتش دبور مع أحمد مكى وفى 2009 كان طير أنت مع مكى أيضا وميكانو وواحد صفر وبوبوس مع عادل إمام، وفى 2010 شارك فى زهايمر أيضا مع عادل أمام والثلاثة يشتغلونها والفيلم الأيقونى عسل أسود مع أحمد حلمى فى شخصية السائق راضى التى أضفى عليها من الأداء الخاص به. وشارك لبيب أيضا فى العديد من الأفلام مع النجوم أنفسهم إذ أصبح بالنسبة لهم الشريك الأساسى فكل أفلامهم مع نجوم الجيل السابق والجيل الحالى فهو شريك أساسى فى نجاح الأفلام فى السينما المصرية فى آخر عشرين عاما. لطفى لبيب المقاتل الحربى لم يهتم على الإطلاق بحجم الدور الذى يُعرض عليه حتى إنه فى مكالمة هاتفية مع أحد المؤلفين الذى عمل معه العديد من الأفلام اعتذر بأنه لم يرسل له الفيلم الذى بيده نظرا لصغر دوره فيه.
ويقول: «فما كان من لبيب إلا أنه سمّعنى كلمتين بايخين كنت أستحقهم لأنى نسيت أن دى مهنته التى يحترفها ويحبها وإن أى دور هو رزق لازم الفنان يتعامل معه بجدية، ويحاول يطلع منه حاجة كويسة حتى لو ما كانش فرحان به، فلم يكن فى مشهد من الأدوار التى عملها إلا وضع فيه روحه وخبرته بأمانة ومسئولية».
بل قدّم فى بعضها أدوارا تدخل فى قائمة الأدوار التى «لا تشتعل ولكن تساعد على الاشتعال»، بحسب تعبيره الساخر العبقري، فى وصفه لأهمية الأدوار الصغيرة التى جسدها من حيث المساحة.. هكذا فارقنا لطفى لبيب الممثل صانع البهجة بألف وجه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في ذكرى رحيله، مصطفى متولي الفنان الذي تميز بقسوة الملامح وعمق الأداء
في ذكرى رحيله، مصطفى متولي الفنان الذي تميز بقسوة الملامح وعمق الأداء

خبر صح

timeمنذ 2 ساعات

  • خبر صح

في ذكرى رحيله، مصطفى متولي الفنان الذي تميز بقسوة الملامح وعمق الأداء

تحل اليوم الثلاثاء ذكرى رحيل الفنان القدير مصطفى متولي، الذي يُعتبر من أبرز وجوه السينما والمسرح والدراما المصرية، حيث استطاع أن يترك بصمة واضحة في ذاكرة الجمهور من خلال أدواره المتنوعة، وخاصة تلك التي اتسمت بالشر المعقد والملامح الحادة، الأمر الذي لم يمنع الجمهور من التعلق به بل زاد من حضوره وتأثيره. في ذكرى رحيله، مصطفى متولي الفنان الذي تميز بقسوة الملامح وعمق الأداء ممكن يعجبك: اليوم عرض مسلسل حالة خاصة مع طه دسوقي وغادة عادل على قناة dmc من هو مصطفى متولي؟ وُلد مصطفى متولي عام 1949 في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وبدأت موهبته الفنية في وقت مبكر من حياته، حيث شارك في المسرح المدرسي قبل أن يقرر صقل موهبته بالدراسة الأكاديمية، فالتحق بمعهد الفنون المسرحية بالقاهرة، ليبدأ بعدها رحلة فنية طويلة ومتميزة امتدت لعدة عقود. بعد تخرجه، انطلق متولي في عالم المسرح، حيث شارك في عدد من المسرحيات، منها 'يا سلام سلم.. الحيطة بتتكلم'، ثم بدأ خطواته الأولى في السينما من خلال أدوار بسيطة في أفلام مثل: 'خلي بالك من زوزو'، و'دائرة الانتقام'، و'ضربة شمس'، كما شارك في عدد كبير من المسلسلات في بداياته، مثل 'لا يا ابنتي العزيزة'، و'الشوارع الخلفية'، و'ابتسامة بين الدموع'، و'دماء على الثوب الوردي'، و'مارد الجبل'، وغيرها من الأعمال التي وضعت اسمه على خريطة النجوم الصاعدين. شهدت فترة الثمانينيات انطلاقة حقيقية لمصطفى متولي، خاصة بعد تعاونه المتكرر مع الزعيم عادل إمام، الذي كان صهره أيضًا بعد أن تزوج مصطفى من شقيقة الزعيم، ورغم ما أُثير من انتقادات حول اقتصار أعماله على التعاون مع عادل إمام، إلا أن مصطفى متولي دافع عن ذلك في لقاء نادر على شاشة التليفزيون المصري، مؤكدًا أنه عمل مع العديد من الفنانين الآخرين، لكنه كان يتمنى دومًا العمل مع عادل إمام نظرًا للجماهيرية الكبيرة التي كان يحظى بها، والتي كانت تضمن له أن يُشاهد دوره على نطاق واسع ويحقق انتشارًا أكبر، مضيفًا أن هناك الكثير من النجوم الذين استفادوا من العمل مع الزعيم، ليس فقط فنيًا بل جماهيريًا أيضًا. من أبرز الأعمال التي جمعت بين مصطفى متولي وعادل إمام مسرحية 'الواد سيد الشغال'، وأفلام مثل 'سلام يا صاحبي'، و'جزيرة الشيطان'، و'بخيت وعديلة'، و'شمس الزناتي'، و'الإرهاب والكباب'، وغيرها من الأعمال التي شكلت محطات هامة في تاريخهما الفني معًا. مقال له علاقة: زوجة عصام صاصا تنفي شائعة الطلاق وتؤكد: 'مش محتاجين تريند' لكن مصطفى متولي لم يكن مجرد تابع لنجومية الزعيم، فقد قدم العديد من الأعمال الناجحة بعيدًا عنه، أظهر فيها قدراته التمثيلية العالية وموهبته الفذة، ومن أبرزها: 'لن أعيش في جلباب أبي'، 'أوبرا عايدة'، 'جمهورية زفتى'، 'أم كلثوم'، 'التوأم'، 'بابا في المشمش'، 'حلم الجنوبي'، 'بكيزة وزغلول'، و'سامحوني مكنش قصدي'، وغيرها من الأعمال التي أثبتت قدرته على أداء أدوار الشر والطيبة والكوميديا على حد سواء. ما ميز مصطفى متولي حقًا هو تمكنه من أداء الشخصيات الشريرة بطريقة جعلته محبوبًا لدى الجمهور، فقد كان يمنح تلك الشخصيات بعدًا إنسانيًا ونفسيًا عميقًا، ولم يكن يقدم الشر ككاريكاتير أو صورة نمطية، بل كحالة إنسانية تحمل تناقضات وتعقيدات داخلية، مما أضفى على أدائه مصداقية وتأثيرًا بالغًا. رحل مصطفى متولي عن عالمنا في مثل هذا اليوم، لكن بقيت أعماله خالدة في ذاكرة الفن المصري، تشهد على موهبة نادرة وقدرة تمثيلية استثنائية، ومشوار فني لا يزال محل تقدير من جمهور واسع لا ينسى حضور ذلك الفنان الذي أجاد التنقل بين الرعب والضحك، وبين القسوة والدفء، في تناغم قلّ أن يتكرر.

وداعًا الفيلسوف الضاحك .. بقلم عبد اللطيف المناوي
وداعًا الفيلسوف الضاحك .. بقلم عبد اللطيف المناوي

الاقباط اليوم

timeمنذ يوم واحد

  • الاقباط اليوم

وداعًا الفيلسوف الضاحك .. بقلم عبد اللطيف المناوي

بقلم عبد اللطيف المناوي هناك وجوه تألفها، تحبها، تتحوّل إلى صديق أو إنسان قريب حتى دون أن تلتقيه وجهًا لوجه. محظوظ من يكون هذا الإنسان، ومن هؤلاء المحظوظين الإنسان الراقى القريب إلى القلب الفنان لطفى لبيب، رحمه الله. بينى وبينه لقاء لم يتم أبدًا، لكن بينى وبينه مودة حاضرة وتقدير مستمر. كنت أشعر به على الشاشة قريبًا، أيًا ما كانت الشخصية التى يقوم بها، وعندما نلتقى فى المناسبات العامة نتبادل أطراف الحديث الودود وكأننا التقينا بالأمس، وأظن أنّه كان يحمل لى نفس مشاعر الاعتزاز والتقدير. وفى كل مرة ينتهى اللقاء، يؤكد كلٌّ منا للآخر أننا لازم نلتقى. لطفى لبيب كان الفيلسوف الضاحك، الإنسان المتعالى على صراعات الحياة الصغيرة، الباحث فى عمق الأشياء عما يطبطب على النفوس. مع رحيله، نشعر أن جزءًا من دفء الشاشة وحلاوة الأداء قد غاب.. كنتُ أخرج دائمًا بإحساسٍ واحد: هذا رجلٌ رقيق الروح، متعالٍ على صغائر الحياة، وفيلسوفٌ يفتّش فى عمق الأشياء عمّا يربّت على النفوس. لذلك بدا خبر رحيله موجعًا وقريبًا، كأننى فقدتُ صديقًا قديمًا. فى الكوميديا كما فى الدراما كان من يضبط إيقاع المشهد. شاهدناه فى أدوارٍ علِقت بالذاكرة من السفارة فى العمارة حيث أدّى شخصية ديفيد كوهين، إلى نصوصٍ معاصرة وضع فيها لمساته الخاصة، مرورًا بأدوارٍ أحبّها الجمهور فى السينما والتلفزيون على السواء. السرّ لم يكن فى مساحة الدور، بل فى مرونته على الشاشة وقدرته على استخراج الحقائق الصغيرة من بين السطور. سنواته الأخيرة شهدت أزمةً صحيةً ثقيلة فقلّ حضوره وهو الذى كان لا يرضى أن يظهر إلا بكامل طاقته. وحين لاح فى الأفق احتمالُ أن يخذله صوته، اختار أن يعلن ابتعاده تدريجيًا، مُصرّحًا بأن الفنان لا ينبغى أن يُرهق ذاكرة الناس بصورةٍ لا تُشبهه. ذلك قرار يحتاج إلى شجاعةٍ وكرامة؛ أن تحافظ على ما بنيته من احترام، حتى لو كان الثمن صمتًا طويلًا. لطفى لبيب لم يكن نجمًا بالمعنى الاستعراضى للكلمة. كان وجهًا مصريًا يعرف الناس كيف يبتسم، وكيف يعبّر عن ضيقٍ عابرٍ بنظرة، وكيف ينقل حنان الأب أو مكر الصغير أو دهشة البسيط بصدقٍ يسبق الكلمات. كان من القلائل الذين يتعاملون مع الكوميديا بوصفها ذكاءً وجدانيًا: تُضحك لأنك تفهم الإنسان، لا لأنك تُلقى نكتة. لذلك صار حضوره فى بيوتنا قرينَ الطمأنينة، تدخل المشهد فتطمئن أن فى العمل عينًا ترى وقلبًا يلتقط. لأن لطفى لبيب كان يُجيد ما هو أصعب من الإضحاك والإبكاء: كان يُذكّرنا بأن الفن خدمةٌ عامة للروح. بين ساحات المسرح وكواليس الاستوديو ومعارك الحياة، ظلّ وفيًّا لفكرة أن الصدق هو البطل الحقيقى. وحين وصل فى الحياة إلى لحظاته الأخيرة، خرج منها كما كان يدخل المشهد: هادئًا، مهذبًا، مهيبًا بلا ادّعاء. رحم الله لطفى لبيب.

في ذكرى رحيلها.. فتحية طنطاوي 'أم الدراما المصرية' التي منحت الحنان للشاشة بصوتها وملامحها الصادقة
في ذكرى رحيلها.. فتحية طنطاوي 'أم الدراما المصرية' التي منحت الحنان للشاشة بصوتها وملامحها الصادقة

عالم النجوم

timeمنذ يوم واحد

  • عالم النجوم

في ذكرى رحيلها.. فتحية طنطاوي 'أم الدراما المصرية' التي منحت الحنان للشاشة بصوتها وملامحها الصادقة

كتبت / نهى مرسي تحل اليوم، 4 أغسطس، الذكرى الثالثة لرحيل الفنانة القديرة فتحية طنطاوي ، التي غادرت عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2021 عن عمر ناهز 79 عامًا، تاركة بصمة فنية نادرة في عالم التمثيل، خاصة في تجسيدها لدور 'الأم المصرية' الذي قدمته بإحساس فطري ولمسة إنسانية جعلت منها واحدة من أكثر الفنانات قربًا من قلوب الجمهور. ولدت فتحية طنطاوي في محافظة الجيزة عام 1942، وبدأت مشوارها الفني في أوائل الستينيات من خلال المسرح القومي، حيث قدمت أدوارًا مسرحية متنوعة أبرزت قدراتها التمثيلية، قبل أن تنطلق بقوة في عالم الدراما التليفزيونية والسينما، وتصبح أحد أعمدة الأدوار المساندة التي لا غنى عنها في أي عمل فني جاد. عرفها المشاهد المصري والعربي من خلال ملامحها الهادئة وصوتها الدافئ، الذي كان يحمل دومًا طمأنينة الأم وصدق التعبير، فشاركت في عدد كبير من المسلسلات التي أصبحت من علامات الدراما المصرية، أبرزها: المال والبنون، ليالي الحلمية، بوابة الحلواني، أرابيسك، حديث الصباح والمساء، والوتد، إلى جانب مشاركاتها اللافتة في أعمال حديثة مثل الحصان الأسود، الذي كان من آخر ظهورها على الشاشة قبل اعتزالها الفني لظروف صحية. كما قدمت للسينما أدوارًا مميزة في أفلام خالدة مثل: البعض يذهب للمأذون مرتين، أفواه وأرانب، السيد قشطة، كشف المستور، حكاية بنت اسمها مرمر، وغيرها من الأفلام التي وثّقت مكانتها كفنانة من طراز خاص. ورغم أن أدوارها غالبًا ما كانت ثانوية أو مساندة، إلا أنها كانت تسرق الأضواء بحضورها الآسر، وتُجبر المشاهد على الالتفات لأدائها، الذي جمع بين البساطة والعمق، حتى أصبحت رمزًا للأم المصرية على الشاشة. لم تكن فتحية طنطاوي مجرد ممثلة، بل كانت صوتًا نسائيًا حقيقيًا لحكايات البيوت المصرية، وهموم الطبقة المتوسطة، وتفاصيل الحياة اليومية، وهو ما منح أعمالها روحًا حقيقية وصدقًا نادرًا. في الرابع من أغسطس عام 2021، رحلت الفنانة القديرة بعد تعرضها لأزمة قلبية مفاجئة، نُقلت على إثرها إلى المستشفى، لتفارق الحياة بهدوء يشبه شخصيتها وأدوارها، تاركة إرثًا فنيًا عميقًا ومكانة خاصة في قلوب محبيها. واليوم، في ذكرى رحيلها، لا تزال الشاشة الصغيرة تتذكر ملامحها الطيبة، وكلماتها المليئة بالحنان، وصوتها الذي كان يحمل رسائل محبة وأمومة بلا تكلف، لتبقى فتحية طنطاوي واحدة من نجمات الدراما المصرية اللاتي لا يُنسين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store