logo
رياح وأوتاد: وزارة الإعلام وملحمة كفاح الكويتيين في «طبعة 1871»

رياح وأوتاد: وزارة الإعلام وملحمة كفاح الكويتيين في «طبعة 1871»

جميع الكويتيين سمعوا بسنة «الطبعة»، ولكن الأغلبية لم يعايشوا أحداثها في وسائل الإعلام ولا يعرفون تفاصيلها، إنها ملحمة تجلّت فيها روح الكفاح والعمل الجاد المنتج والتعاون والتضحية في أحسن صورها بين جميع أهل الكويت.
الكاتب الإسلامي والباحث في التراث الكويتي مشاري حمود العميري وثّق هذه الملحمة في مسلسل تلفزيوني رائع وبتكلفة كبيرة، ليعيش شبابنا من جديد مرحلة مهمة من تاريخنا فقدت فيها الكويت الكثير من سفنها وأبنائها أثناء سفرهم لطلب الرزق وجلب المؤن لعائلاتهم من أقاصي بحار العالم، حيث هبّت على سفنهم العائدة إلى البلاد عاصفة عاتية بين الهند وعُمان، كافحوا في مواجهتها كفاح الأبطال، وفي النهاية أودت هذه العاصفة بالعديد من السفن والنواخذة والمجدمية والسكونية والبحارة الشجعان، ولم تبق دار من دور الكويت إلّا وقد فقدت ابناً من أبنائها أو عمّاً أو خالاً أو نسيباً أو قريباً، حتى أن إحدى العائلات فقدت كل رجالها، ولم يتبقّ إلا النساء والأطفال، كما عانى مالياً من هذه الكارثة جميع التجار والطواويش ومُلّاك السفن والكويت بأسرها.
ولكن كل هذه الخسائر لم تفتّ في عضُد الكويتيين، وبدأوا على الفور بالعمل بروح الفريق لإعادة بناء أسطولهم واستعادة تجارتهم والتعاون على تعويض خسارتهم وحَمل من فقد منهم ماله وأسرته، وعادوا من جديد يخوضون عباب البحار رجالاً أقوياء أبناء رجال جبارين، حتى أن الرحّالة الروس والإنكليز الذين مرّوا بالكويت انبهروا من عدد السفن الكويتية في ذلك التاريخ، والفن المتقن الذي يمارسه الكويتيون في صناعتها قبل هذه المحنة وبعدها.
ورغم الأهمية الكبيرة لهذا العمل التاريخي الوثائقي الجاد، فإنه لن يُعرَض بتلفزيون الكويت في رمضان، حسب ما كنّا نأمل.
سنة الطبعة لا يجوز أن يطويها التوثيق التمثيلي التلفزيوني وتُنسى إعلامياً، وجميع الدول المتقدمة تسجل تاريخها في أفلام وثائقية ومسلسلات تلفزيونية تمثيلية تعايش تلك الأحداث وتبقي دروسها حيّة في نفوس الأجيال تستلهم منها الدروس والعِبَر، وفي بداية الستينيات خصص الإنكليز ميزانية ضخمة لإنتاج فيلم «لورنس العرب»، فأصبح أكبر فيلم تاريخي يسجل أوضاع الجزيرة العربية أثناء الحرب العالمية الأولى، فحصل على عدة جوائز أوسكار وما زال يجذب المشاهدين إلى اليوم.
مسلسل «الطبعة 1871» يحكي قصة شعب رفض مأساة الانكسار أمام العاصفة وأصر على النهوض من جديد، فهل يسعدنا تلفزيون الكويت بعرضه في رمضان قبل فوات الأوان؟... هذا ما نأمله، والله الموفق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مفاجأة دينزل واشنطن بـ«السعفة الذهبية الفخرية» في «كان»
مفاجأة دينزل واشنطن بـ«السعفة الذهبية الفخرية» في «كان»

الرأي

timeمنذ 4 أيام

  • الرأي

مفاجأة دينزل واشنطن بـ«السعفة الذهبية الفخرية» في «كان»

فوجئ الممثل الأميركي دينزل واشنطن بحصوله على جائزة السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان السينمائي مساء الإثنين، وهو ما قال منظمو المهرجان إنه تقدير لمسيرته الفنية المتميزة. وكان واشنطن (70 عاماً) في جنوب فرنسا لحضور العرض الأول لفيلم «Highest 2 Lowest» للمخرج الأميركي سبايك لي، وهو مقتبس من فيلم «High and Low» للمخرج الياباني أكيرا كوروساوا. ويلعب واشنطن، الذي انضم إليه على السجادة الحمراء النجمان المشاركان آيساب روكي وجيفري رايت، دور ديفيد كينغ في فيلم الجريمة والإثارة، وهو العمل الخامس الذي يجمعه مع سبايك لي. وتراوحت أدوار واشنطن السينمائية، والذي فاز بجائزتي أوسكار، بين دور الناشط الأسود مالكوم إكس، ودور الطيار السكير البطل في فيلم «Flight». ونال واشنطن جائزة الأوسكار الثانية له في 2002 عن دوره في فيلم «Training Day»، بعد فوزه الأول عام 1990 عن فيلم «Glory». وأخرج وقام ببطولة فيلم «The Great Debaters» في 2007، كما أنتج وقام ببطولة الفيلم الدرامي «Antwone Fisher». ومن المقرر عرض فيلم «Highest 2 Lowest» في دور العرض السينمائية بالولايات المتحدة في يوم 22 أغسطس المقبل. (رويترز)

نيكول كيدمان تأسف!
نيكول كيدمان تأسف!

الرأي

timeمنذ 5 أيام

  • الرأي

نيكول كيدمان تأسف!

أعربت النجمة الأسترالية نيكول كيدمان، عن أسفها لانخفاض عدد الأفلام الناجحة التي تحمل توقيع مخرجات، مشيرة إلى أنها غالباً ما تستيقظ عند الثالثة فجراً للكتابة. وقالت كيدمان، خلال تسلّمها جائزة «كيرينغ وومن إن موشن» في مهرجان كان السينمائي إنّ عدد الأفلام التي أخرجتها نساء من بين الأعمال الأعلى ربحاً لا يزال «منخفضاً جداً» رغم جهود الممثلة في دعم وتوجيه المشاريع التي تقودها نساء. وتعهدت كيدمان، عام 2017 بالعمل مع مخرجة مرة واحدة على الأقل كل 18 شهراً، مشيرة آنذاك إلى وجود «تفاوت كبير في الخيارات». وقالت «قد يتساءل المرء: هل يمكن لامرأة إخراج هذا الفيلم؟ لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأسماء التي يمكن التفكير فيها». وأكدت الممثلة الحائزة جوائز أوسكار أنها عملت مع 27 مخرجة منذ أن قطعت هذا العهد قبل ثماني سنوات. ومن بين 22 فيلماً في المسابقة الرئيسية لمهرجان كان هذا العام، ثمة سبعة أفلام فقط من إخراج نساء. وأشادت كيدمان بفيلم «ذي ساوند اوف فالينغ» للمخرجة ماشا شيلينسكي، وهو أحد الأفلام المفضلة لدى النقاد ويشكل دراما باللغة الألمانية تتمحور على صدمات تعرضت لها نساء عبر أجيال في مزرعة. وقالت «إنّ عرض ذي ساوند اوف فالينغ على المسرح العالمي أمر رائع». ومع أنّها استبعدت كتابة نصّها الخاص، أوضحت أنها تستيقظ كثيراً في الليل للكتابة. وقالت «إنه وقت مثاليّ جداً لأنك تكون في حالة من الانفصال عن الواقع»، مضيفة «أستيقظ وأكتب شيئاً ما، سواء كان حلماً، أو أمراً يدور في ذهني».

... وعلينا السلام فقد أُصبنا بالخدر المميت *
... وعلينا السلام فقد أُصبنا بالخدر المميت *

الجريدة

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الجريدة

... وعلينا السلام فقد أُصبنا بالخدر المميت *

تحلّقوا حول تلك المائدة الدسمة، كلٌّ يمسك هاتفه النقال ربما لمتابعة «فاشنيستا» أو «إنفلونسر»، أو ربما فقط لتصوير تلك المائدة ووضعها على «إنستغرام» أو بعض مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. يفيض الطعام فوق الموائد حتى يتحول إلى مواد ربما للمشاركة أو «التفاخر»، أو فقط تعبير آخر من تعابير الملل الدائم لدى بعض الشعوب التي أدمنت ذاك المرض حتى تصورت أنه هو الواقع الأجمل أو الأكثر «تحضّراً»، أو هو النموذج الذي يحتذى. آخرون ينتقلون من مكان لآخر، بل يعبرون البحار والمحيطات وأينما يحطون يكون المشوار الأول هو لذاك المطعم أو المقهى لمزيد من الطعام الذي تزدحم به الموائد حتى تلفظ الكثير منه، فيسقط هنا أو يتبقى كثير منه عندما تنتهي الوليمة، فيجد طريقه إلى سلال المهملات! يسافر البعض متحملاً تكاليف متنوعة، جسدية ومالية، فقط ليزور ذاك المطعم أو المقهى، ويسجل حضوراً كما يفعل الآخرون، ويستطيع بكل ثقة أن يجيب عند سؤاله «هل زرت.....؟؟» فتكون إجابته «طبعاً طبعاً». لا تسألوهم عن آخر الأدوية التي اكتشفها العلماء في ذاك البلد أو أي اختراع أو اكتشاف آخر مفيد للبشرية. ولا تتعبوا أنفسكم طبعاً بتوجيه دفة الحديث إلى الطبيعة هناك أو الثروات الطبيعية في ذاك البلد، والتي تتلون مع الفصول، فتتحول الشوارع إلى لوحات فنية حسب الفصول الأربعة التي تغنّى بها كثير من الشعراء، وربما قصيدة «الفصول الأربعة» لجبران خليل جبران هي الأكثر تعبيراً في وصف جمال تلاوين الشجر وأزهاره وثمراته. هذا لأننا قد عرفنا على مرّ السنين أنهم، أي الباحثين عن الموائد والطعام، لا رغبة لهم في الثقافات الأخرى غير ذلك، ولا حتى فهم أن المطبخ ثقافة وحضارة أيضاً. تمتلئ مكبّات النفايات لإعادة تدوير آلاف الأطنان من الطعام المتبقي، وهناك ليس بعيداً عن صراخ لطفل يبحث عن كسرة خبز تحت أنقاض خيمة. وهو ليس وحده، بل يجتمع من يعرّفون أنفسهم بأنهم نشطاء من أجل فلسطين في مفهوم مخالف للنشطاء عندنا! ليعلنوا أنه في غزة مَن لا يموت بالقذيفة والرصاصة والشظية، يموت جوعاً، ويجمعوا ما استطاعوا من طعام وعدّة ويرحلوا في قوارب تقترب من شواطئ غزة، ليعلنوا للغزاويين ولكل العالم أنهم ليسوا وحدهم، بل هناك في رومانيا وبريطانيا وفرنسا والمدن البعيدة كثيرون يشعرون بجوعهم، حتى أنهم حرموا على أنفسهم الكثير ووقفوا في كثير من «السوبر ماركت» ليعلنوا أن هذه بضائع معجونة بلحم وجلد أطفال فلسطين، أو ذاك الشراب «المنعش» هو أيضاً مجرّد دم فلسطيني. وعلى مر التاريخ، كان التجويع أو الجوع سلاح حرب استُخدم في الحرب العالمية الأولى، ثم أبدع فيه النازيون فحاصروا مُدنا كثيرة وأشهرها حصار «لينينغراد» (1941 - 1944) حتى قتل الجوع الملايين، وبعدها وقف العالم ليحاكم المجرمين في محكمة نورمبيرغ. حينها لم تكن هناك كاميرات تنقل صور البشر الذين تحولوا إلى هياكل عظمية، ولم يكن هناك صحافيون شجعان مستمرون في نقل الصورة كما هو حادث الآن في غزة، ولم يكن هناك مؤثرون ومواطنون غزاويون عاديون جداً استمروا في فعل مقاومة الموت بنشر صور الحياة أو ما تبقّى منها، فاضحين كل جرائم النازيين الجدد وحرب الإبادة المستمرة عليهم وعلى كل جيران ذلك الكيان المزروع عنوة في قلب الوطن الواسع. حينها أيضاً، أي أثناء مجاعات وحصارات الحرب العالمية وغيرها من الحروب، لم يكن هناك بشر يتقنون فنّ نشر صور لأصناف من الطعام المرصوص فوق موائد فقط لتصويرها ونشرها، ولم يكن هناك في أوروبا كلها من يتصور أن شبعه غير موجع في مقابل كل ذاك الجوع والوجع القريب منه حتى الوريد. لم يكن أهل غزة يصرخون وأقرباؤهم هنا وهناك مستمرون في عقد المهرجانات والمسابقات الشديدة البذخ، ولم يكن المواطن البسيط الذي يردّد دوما «ما باليد حيلة» قد تحوّل الى مراقب للإبادة والحرب، ملتزماً الصمت، لأنّ صوته أو رسالته القصيرة هنا أو هناك أو إعادة نشر صورة يزن الذي قالت أمه «طفلي يذبل من الجوع»، قد تؤدي الى فقدانه وظيفته، أو حتى معاقبته بالسجن، وذاك ليس في سجون تلك المسماة دولاً «مستقلة»! بل وأيضاً في الدول الأكثر تبجّحاً باحترامها لحقوق الإنسان والديموقراطيات العريقة. بعضنا يعيش ليأكل أو يتجمل بموائد في مطاعم فاخرة، وآخرون قريبون جداً يتضورون جوعاً، وكأنهم أو كأننا قد أصبنا بالخدر في الضمير والإنسانية، وهو أكثر أنواع الخدر قتلاً. * «ينشر بالتزامن مع صحيفة الشروق المصرية»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store