
سرطان الجلد... مرض يمكن درؤه
قد يكون خلف أشعة الشمس الدافئة والحنونة خطر كامن صامت، لا يُرى بالعين المجردة: إنها الأشعة فوق البنفسجية (UV)، التي تتسلل إلى الجلد مع كل وهج نهاري، وتترك أثرها عاماً بعد عام... حتى يظهر ما لم يكن في الحسبان: سرطان الجلد الذي يُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم. ومع ذلك فهو من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بدرجة كبيرة، إذا ما التزمنا بتغييرات بسيطة في نمط الحياة، وحرصنا على الكشف المبكر.
شهر التوعية بسرطان الجلد
في المملكة العربية السعودية، حيث الشمس ساطعة على مدار العام، يتعرض كثير من السكان لأشعتها بشكل مباشر، سواء أثناء القيادة، أو العمل، أو الأنشطة الخارجية، دون حماية كافية. ورغم ذلك، لا يزال الوعي بسرطان الجلد محدوداً، سواء من حيث الفحص المبكر، أو ممارسات الوقاية اليومية.
هنا تكمن أهمية التوعية: فسرطان الجلد ليس مصيراً حتمياً، بل مرض يمكن التغلّب عليه بسهولة إذا عُرف مبكراً، أو تُجنّبت مسبباته قبل أن يبدأ.
ونسلط الضوء هنا على الأنواع المختلفة لسرطان الجلد، والعلامات المبكرة التي لا يجب تجاهلها، وأحدث طرق التشخيص والعلاج، والتحديات المحلية في السعودية، وكيف يمكننا، ببساطة، أن نجعل الشمس صديقة لا عدواً.
ومع بداية شهر مايو (أيار) من كل عام، يتجدد النداء العالمي للتوعية بأحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، وهو سرطان الجلد. هذا المرض، الذي قد يبدو بسيطاً مقارنةً بأنواع السرطان الأخرى، يُخفي خلف بساطته خطراً حقيقياً إن لم يُكتشف مبكراً.
وطوال هذا الشهر، «شهر التوعية العالمي بسرطان الجلد»، تتضاعف أهمية تسليط الضوء على هذا المرض، ووسائل تجنبه، وتتكاتف الجهود الصحية حول العالم لرفع الوعي بعوامل الخطورة، وأهمية الحماية من أشعة الشمس، وتشجيع الكشف المبكر، لأن الوقاية من سرطان الجلد، وفقاً للجمعية الأميركية لطب الأمراض الجلدية (AAD.2023)، لا تتطلب معجزة... بل تبدأ بواقي شمس، وقبعة، ونظرة فاحصة على البشرة.
سرطان الجلد
سرطان الجلد، هو نمو غير طبيعي لخلايا الجلد، غالباً ما يحدث بسبب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UV) من الشمس، أو من مصادر صناعية، مثل أجهزة التسمير، وفقاً للمرصد الدولي للسرطان، (Global Cancer Observatory.2023). ويظهر غالباً في المناطق المعرضة للشمس، مثل الوجه، والرقبة، واليدين، والذراعين. وينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسة:
-سرطان الخلايا القاعدية (Basal Cell Carcinoma – BCC): هو الأكثر شيوعاً، ينمو ببطء، ونادراً ما ينتشر، يظهر غالباً كبقعة لؤلؤية، أو جرح لا يلتئم.
-سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma – SCC): ثاني أكثر الأنواع شيوعاً، وأكثر عدوانية من BCC، قد ينتشر إذا لم يُعالج، يظهر على هيئة بقعة حمراء خشنة، أو نتوء مرتفع.
-الورم الميلانيني (Melanoma): هو الأخطر رغم كونه أقل شيوعاً، ويمكن أن ينتشر بسرعة إلى أعضاء الجسم، ويبدأ غالباً بشامة موجودة مسبقاً تتغير في الشكل، أو الحجم، أو اللون.
يعدّ سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطان انتشاراً على مستوى العالم، إذ يتم سنوياً تشخيص أكثر من 3 ملايين حالة جديدة، بحسب تقديرات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية، ويُصنّف بأنه أكثر السرطانات شيوعاً بين الرجال والنساء على حد سواء. ويتميّز هذا النوع من السرطان بارتفاع معدل الإصابة به مقارنة ببقية الأنواع، إلا أن الجانب الإيجابي يكمن في كونه من أكثر السرطانات التي يمكن الوقاية منها، لا سيما إذا تم الالتزام بإجراءات الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، والكشف المبكر المنتظم.
عوامل الخطورة
في المملكة العربية السعودية، ورغم ندرة الدراسات الشاملة حول معدلات الإصابة بسرطان الجلد، تشير البيانات الجزئية والتقارير السريرية إلى أن العوامل البيئية والمناخية تلعب دوراً كبيراً في رفع احتمالية الإصابة، خاصةً في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وتعرض السكان لأشعة الشمس القوية على مدار العام. ويُعد الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة، والوافدون من الدول ذات المناخ المعتدل، والعاملون في مواقع مكشوفة، كالبناء والزراعة، وسائقو المركبات المكشوفة من الفئات الأكثر عرضة. كما يُحتمل أن تكون معدلات الإصابة الفعلية أعلى من المعلَن عنها، نتيجة نقص حملات التوعية، وضعف ثقافة الفحص الذاتي.
لماذا يعتبر سرطان الجلد خطيراً رغم سهولة الوقاية منه؟ تجيب الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية في تقاريرها لعام 2024 بأن السبب يكمن في أن كثيراً من الناس:
-لا ينتبهون للتغيرات الجلدية الصغيرة.
-لا يستخدمون واقي الشمس بانتظام.
-يعتقدون أن البشرة الداكنة محمية تماماً (وهذا غير دقيق).
-يتعرضون للشمس دون حماية أثناء القيادة، أو التنزه، أو العمل.
ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية بعنوان «سرطانات الجلد: معلومات أساسية - 2023»، هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الجلد، أهمها:
-التعرض الطويل والمكثف لأشعة الشمس.
- البشرة الفاتحة، أو وجود نمش، أو حروق شمس متكررة.
- التاريخ العائلي أو الشخصي للإصابة.
- كثرة الشامات، أو التغيرات الجلدية الغريبة.
- ضعف الجهاز المناعي، مثل مرضى زراعة الأعضاء، أو مرضى الإيدز.
الكشف والتشخيص المبكر
• علامات تحذيرية. إذا تم اكتشاف سرطان الجلد مبكراً، فإن معدل الشفاء يتجاوز 90 في المائة، خصوصاً في حالة الورم الميلانيني. وبحسب مؤسسة سرطان الجلد «الاكتشاف المبكر، 2023»، فهناك علامات تحذيرية، وطريقة معروفة تسمى القاعدة الذهبية للفحص الذاتي هي قاعدة ABCDE، وهي:
(A) عدم التناسق بين جانبي الشامة (Asymmetry).
(B) حدود غير واضحة، أو خشنة (Border).
(C) تدرجات لونية متعددة في نفس البقعة (Color).
(D) قطر أكبر من 6 ملم (Diameter).
(E) التطور أو التغير في الحجم، أو الشكل، أو اللون بمرور الوقت (Evolution).
• كيف يُشخّص سرطان الجلد؟ وفقاً لأطباء مايوكلينك في (نظرة عامة على سرطان الجلد - 2024)، يبدأ التشخيص غالباً على النحو التالي:
-الفحص السريري من قبل طبيب الجلدية.
- تصوير الجلد بتقنيات متقدمة بالدرموسكوب (Dermoscopy).
- أخذ عينة خزعة (Biopsy) لتحليل الخلايا تحت المجهر.
- فحوصات تصويرية عند الشك في الانتشار، مثل الأشعة المقطعية أو الرنين.
العلاجات المتاحة
يعتمد اختيار العلاج المناسب لسرطان الجلد على عدة عوامل، أهمها نوع الورم (سرطان الخلايا القاعدية، أو الحرشفية، أو الورم الميلانيني)، بالإضافة إلى مرحلة المرض، وحجم الورم، ومكانه، والحالة الصحية العامة للمريض. ومن أبرز الخيارات العلاجية المتوفرة:
-الاستئصال الجراحي البسيط: يُعد العلاج الأكثر شيوعاً وفعالية للعديد من حالات سرطان الجلد، خاصة في مراحله المبكرة. يتم خلاله إزالة الورم مع جزء بسيط من الأنسجة السليمة المحيطة، لضمان عدم ترك أي خلايا سرطانية.
-جراحة موس (Mohs Surgery): تقنية دقيقة وموجهة، تُستخدم غالباً في المناطق الحساسة من الجسم، مثل الوجه، والأنف، والأذنين، أو اليدين. تُجرى على مراحل، حيث يُزال الورم طبقة طبقة، وتُفحص كل طبقة تحت المجهر، حتى يتم التأكد من إزالة جميع الخلايا السرطانية، مما يقلل من فقدان الأنسجة السليمة، ويحافظ على الجانب الجمالي.
-العلاج بالتبريد (Cryotherapy): يُستخدم لتجميد الخلايا السرطانية باستخدام النيتروجين السائل، وهو خيار فعال للحالات السطحية، أو الموضعية، خاصة في سرطانات الجلد غير الميلانينية.
-العلاج بالأشعة (Radiotherapy) أو الليزر: يُستخدم في بعض الحالات التي لا يمكن فيها اللجوء للجراحة، أو عندما يكون الورم في موضع يصعب استئصاله، أو لدى كبار السن الذين لا يتحملون التخدير. كما يُستخدم الليزر أحياناً في الأورام السطحية.
-العلاج المناعي والبيولوجي: يُعد من أحدث الأساليب العلاجية، ويُستخدم بشكل خاص في الورم الميلانيني المتقدم، أو المنتشر. ويعمل هذا النوع من العلاج على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية، وقد حقق نتائج واعدة في تقليل حجم الورم، وإطالة البقاء على قيد الحياة.
-العلاج الكيميائي الموضعي أو الجهازي: يُستخدم في بعض الحالات المتقدمة، أو المقاومة للعلاجات الأخرى، خاصةً عند انتشار الورم إلى العقد اللمفاوية، أو أعضاء الجسم الأخرى.
إن تحديد الخيار العلاجي الأنسب يتطلب تقييماً دقيقاً من قبل طبيب الجلدية، أو أخصائي الأورام، كما أن المتابعة المنتظمة بعد العلاج ضرورية، لرصد أي علامات انتكاس مبكراً.
- التوصيات بعد العلاج: المتابعة الدورية، والفحص الذاتي الشهري للجلد، والوقاية من الشمس، وتغيير نمط الحياة، والدعم النفسي، والتثقيف.
عوامل بيئية ومناخية تلعب دوراً كبيراً في رفع احتمالية الإصابة به
نسبة الشفاء ونصائح الوقاية
تعتمد نسبة الشفاء من سرطان الجلد بشكل كبير على نوع الورم، ومرحلته عند التشخيص. ولحسن الحظ، فإن معظم سرطانات الجلد -خاصة سرطان الخلايا القاعدية والحرشفية- تُعد من الأنواع ذات نسب الشفاء العالية جداً عند اكتشافها مبكراً، وقد تتجاوز نسبة الشفاء في هذه الحالات 95 في المائة بعد الاستئصال الكامل.
أما في حالة الورم الميلانيني، فإن التشخيص المبكر يظل العامل الحاسم، حيث تصل نسبة الشفاء في المراحل المبكرة إلى 90 في المائة، أو أكثر، بينما تنخفض هذه النسبة بشكل كبير إذا تم اكتشاف الورم في مرحلة متقدمة، وانتقل إلى أعضاء أخرى.
أهم نصائح الوقاية:
-استخدام واقٍ شمسي بدرجة حماية +30 أو أعلى قبل الخروج بـ15 دقيقة.
- تجنّب التعرض المباشر للشمس من 10 صباحاً حتى 4 مساءً.
- ارتداء قبعة واسعة، ونظارات شمسية.
- إجراء فحص ذاتي شهري للجلد أمام المرآة.
- مراجعة طبيب الجلدية سنوياً حتى لو لم تكن هناك أعراض.
إن النجاح في مواجهة سرطان الجلد لا يتوقف عند العلاج، بل يشمل الوقاية، والوعي، والمراقبة المستمرة، للحفاظ على صحة الجلد، وسلامة الجسم.
ختاماً، لنجعل من شهر مايو فرصة لتثقيف أنفسنا ومن نحب، ولننشر ثقافة العناية بالبشرة، لا من أجل الجمال فقط، بل من أجل الحياة. إذ إن سرطان الجلد لا يطرق الأبواب بصخب، بل يتسلل بهدوء. ومع ذلك، فإنه مرض يمكن الحد من انتشاره بالتوعية، والوقاية، والكشف المبكر. وعي الإنسان بجسده، وحرصه على الحماية، والفحص المبكر يمكن أن يمنحه فرصة كاملة للشفاء.
فقط تذكّر: قد تكون شامة صغيرة... بداية قصة كبيرة، أو ربما تكون سبباً في إنقاذ حياتك.
*استشاري طب المجتمع
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 7 ساعات
- أرقام
تمهيد الطريق أمام إقرار الاتفاق التاريخي لمكافحة الجوائح
صوّتت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية الإثنين على الاتفاق التاريخي للوقاية من الجوائح والسيطرة عليها، في خطوة تمهّد الطريق أمام إقراره نهائيا في جمعية الصحة العالمية الثلاثاء. وقالت رئيسة اللجنة، وزيرة الصحة الناميبية إسبيرانس لوفينداو، بعد التصويت الذي تمّ برفع الأيدي بطلب من سلوفاكيا، إنّ مشروع القرار "اعتُمد بأغلبية 124 صوتا مقابل لا شيء وامتناع 11 عضوا عن التصويت". وتشير موافقة اللجنة إلى أنّ عملية التصويت على القرار في جمعية الصحة العالمية الثلاثاء ستكون مجرد إجراء شكلي. ومن بين الدول التي امتنعت عن التصويت مساء الإثنين إيران وروسيا وإيطاليا وسلوفاكيا وبولندا. وجمعية الصحة العالمية هي أعلى هيئة لصنع القرار في منظمة الصحة العالمية وهي المسؤولة عن وضع سياسات المنظمة.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
الأطباء السعوديون يكتبون فصول ملحمة طبية تنبض بالإنسانيةإنجازات سعودية تُعيد الحياة "لتوائم" وُلدوا بأمل واحد
في غرف العمليات، حيث يُقاس الزمن بالنبضات ويُوزن الألم بالأمل، يكتب أطباء المملكة ملحمة طبية وإنسانية تتجاوز حدود التخصصات، وتحكي عن قلوب نابضة بالعطاء قبل أن تكون أيدٍ ماهرة بالمشرط. منذ انطلاق برنامج فصل التوائم السيامية السعودي عام 1990 بتوجيه من الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، وحتى اليوم، ما تزال السعودية تبرهن للعالم أن الطب رسالة، وأن الإنسانية لا جنسية لها أكثر من 130 حالة من 23 دولة حول العالم، استقبلها الفريق الطبي بقيادة د. عبدالله الربيعة، ليعيدوا رسم حياة جديدة لأطفال وُلدوا بأجسادٍ مشتركة. جراحة تتجاوز الطب ليست مجرد عملية جراحية.. بل رحلة شاقة قد تستغرق أحياناً أكثر من 15 ساعة، يُشارك فيها فريق مكوّن من عشرات الأطباء والممرضين والفنيين، يتناوبون بين مراحل دقيقة تبدأ من التخطيط وتنتهي برسم ابتسامة على وجه أم كانت تبكي ألماً، وتحولت دمعتها إلى فرحٍ غامر. ويُروى أن واحدة من أطول العمليات استغرقت نحو 23 ساعة متواصلة، بقي خلالها الفريق الطبي واقفاً على قدم واحدة، منتبهاً لكل خيط ووريد وعضو، إنها ليست فقط معركة ضد تعقيد الجسم البشري، بل ضد الإرهاق والضغط النفسي، وضد احتمالات الفشل. وفي كل مرة يُفصل فيها توأم سيامي، يُفتح بابٌ جديد للحياة، وتُسطر صفحة جديدة من صفحات العطاء السعودي، بعض هذه التوائم قدمت من دول تعاني من الفقر، أو من مناطق صراع، لكن المملكة استقبلتهم بلا مقابل، مُعلنةً أن الإنسانية تسبق السياسة، وأن الطب حين يقترن بالإيمان يصبح أداة للرحمة لا مجرد مهنة. إمكانات سعودية بمهارة الأطباء جراحة تتجاوز الطب.. وتُخاطب الضمير ورغم أن فصل التوائم السيامية، خصوصًا المرتبطين في الجمجمة أو الأعضاء الحيوية، يُعد من أعقد العمليات عالميًا، استطاعت المملكة، بفضل من الله ثم بالكفاءات الطبية المتخصصة والإمكانات المتقدمة، أن تُقلل من خطورة هذه العمليات إلى أدنى مستوياتها. ما كان يومًا يُصنف في خانة "المستحيل" أصبح ممكناً في العاصمة الرياض، حيث يُجري الأطباء السعوديون، وعلى رأسهم د. عبدالله الربيعة، هذه العمليات بدقة متناهية، معتمدين على أحدث التقنيات، وفرق طبية مدرّبة على أعلى مستوى، وخبرة تراكمت عبر عشرات الحالات الناجحة. الأمر لا يتوقف عند المهارة الجراحية فقط، بل يشمل تحليلًا دقيقًا قبل الجراحة باستخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد، ومحاكاة افتراضية للعملية، وخطط طبية متعددة السيناريوهات، تضمن بإذن الله أعلى فرص النجاح. هذه المنظومة المتكاملة -من العقول والخبرات والتجهيزات- جعلت من المملكة نموذجًا عالميًا يُحتذى به في الجراحة الإنسانية، ورفعت من سقف التوقعات الطبية في حالات كان يُنظر إليها سابقًا كأحكام مُسبقة بالموت أو الإعاقة. من غرف العمليات إلى الرؤية إن هذه الإنجازات الطبية، التي لا تزال تُبهر العالم من قلب الرياض، ليست مجرد نجاحات عابرة، بل هي امتداد لرؤية المملكة 2030، التي وضعت الإنسان أولًا، وجعلت من الصحة والبحث والتطوير ركيزة للتقدم الحضاري. فما يقدمه الفريق السعودي من جهود، هو تجسيد حي للقدرة السعودية على الجمع بين التقدم العلمي والقيم الإنسانية، في صورة مشرقة تعكس جوهر الرؤية الوطنية: أن يكون المواطن السعودي مصدر فخر عالمي، وصاحب أثر يتجاوز الحدود. فصل التوائم في المملكة مرجع عالمي في الجراحات المعقدة واليوم، لم يعد برنامج فصل التوائم مجرد إنجاز سعودي، بل بات مرجعًا عالميًا في الجراحات المعقدة، ومصدر فخر لكل عربي ومسلم، فالمملكة لا تكتفي بالنجاح، بل تصدره، وتنقله إلى العالم كرسالة محبة وسلام.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
«طبية الملك عبدالله» تدشّن «منصة المتدرب» الذكية
دشّنت مدينة الملك عبدالله الطبية عضو تجمع مكة المكرمة الصحي "منصة المتدرب" أول منصة تدريبية ذكية من نوعها على مستوى مستشفيات وزارة الصحة، إيذانًا بانطلاق مرحلة جديدة من التميز في تقديم الخدمات التدريبية المؤسسية في إنجاز نوعي يعزز مسيرة التحول الرقمي في القطاع الصحي. وجاءت المنصة نتاجاً لرؤية إستراتيجية تهدف إلى بناء بيئة تدريبية رقمية متكاملة ومحوكمة ترتقي بجاهزية الكوادر البشرية وتواكب معايير الاعتماد الأكاديمي المحلي والدولي، وتسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى والمراجعين. وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن فكرة المبادرة انطلقت واستجابت لحاجة ملحة لتطوير منظومة التدريب المؤسسي عبر أدوات ذكية تسرّع الإجراءات وترفع مستوى الكفاءة والأداء بالبيئة التعليمية والتدريبية بقيادة الإدارة التنفيذية للشؤون الأكاديمية والتدريب بالتعاون مع الإدارة التنفيذية للاتصالات وتقنية المعلومات. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تحقق المنصة مؤشرات أداء مميزة، وأنها ستتمكن في المرحلة الحالية من التعاطي مع أكثر من (45) برنامجًا تدريبيًا يغطي مجالات طبية وإدارية وفنية، وتدير المنصة بفاعلية أكثر من (300) مقعد تدريبي يتم تدويرها بكفاءة عالية طوال العام، وتقدم أكثر من (30) خدمة وإجراء تدريبيًا وإدارياً تشمل إدارة عمليات البرامج وتقييم الأداء وإصدار الخطابات وجدولة الدورات التدريبية بذكاء، وأسهمت في تقليص الزمن التشغيلي للإجراءات التدريبية بأكثر من (70 %)، إضافة إلى رفع جاهزية الكوادر التدريبية بنسبة تفوق (40 %) خلال أقل من عام. وأبان التجمع الصحي أن "منصة المتدرب" تشمل عددًا من الميزات التنافسية البارزة، وقامت بتقليص زمن إصدار الخطابات التدريبية من يومين إلى أقل من 30 ثانية بفضل أتمتة العمليات، وتوفر نظام متابعة ذكياً يتيح مراقبة الطلبات لحظيًا مع إشعارات فورية للمستجدات، فضلًا عن تحقيق تكامل شامل مع مختلف الإدارات لدعم انسيابية العمليات التدريبية دون عوائق، وانتشار جغرافي يغطي مراكز ومقرات التدريب داخل وخارج المنشأة، مما يعزز من الاستفادة القصوى من الموارد البشرية الوطنية. وتُعد "منصة المتدرب" رؤية إستراتيجية شاملة تهدف إلى تسريع جاهزية الكوادر الوظيفية الجديدة وتقليص فترة التأهيل، ورفع مهنية وكفاءة الكادر الصحي والإداري عبر فرص تدريبية نوعية ذات جودة عالية، وتسهم المنصة في تعزيز تنافسية المنشأة على المستويين الوطني والدولي في مجالات التدريب والاعتماد وجودة الأداء المؤسسي، وترسيخ سمعتها مؤسسة ذكية رائدة في تبني أفضل ممارسات التحول الرقمي وبناء مستقبل مستدام للموارد البشرية.