كيف نجحت أوكرانيا بتنفيذ عملية "سبايدر ويب" في روسيا؟

تحدثت مذيعة شبكة CNN، بيانا غولودريغا، مع المحلل العسكري في CNN والعقيد المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية، سيدريك ليتون، حول عملية "سبايدر ويب" التي نفذتها أوكرانيا على القواعد الجوية الروسية في عمق البلاد.
نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:
بيانا غولودريغا: استغرق التخطيط حوالي 18 شهرًا، وصرح الفريق أول، رئيس جهاز الأمن والمخابرات الرئيسي في أوكرانيا (SBU)، بأن هذه الطائرات طلبها خصيصًا الرئيس زيلينسكي، وبالإضافة إلى مهمة تهريب الطائرات المسيرة إلى البلاد، أعقبتها لاحقًا كبائن خشبية صغيرة متنقلة، وفقًا لأشخاص مطلعين على التخطيط، ثم أُخفيت الطائرات المسيرة تحت هذه الكبائن حيث انكمشت أسقفها في النهاية بعد أشهر من بقائها هناك.وقد شاهدنا بعض مقاطع الفيديو لهذه الطائرات المسيرة وهي تحلق وتضرب هذه المنشآت الجوية في أنحاء روسيا. ومن المهم تسليط الضوء على حجم روسيا ونطاقها ومواقع تمركز هذه الطائرات، وتأثير ذلك الآن على مدى أمان القوات الجوية الروسية والجيش الروسي بشكل عام فيما يتعلق بأماكن تخزين معداتهم العسكرية.
سيدريك ليتون: نعم، هذه نقطة ضعف كبيرة. من الواضح أن الروس اعتقدوا أنهم سيكونون آمنين، وخاصة في سيبيريا، رغم وجود بعض المؤشرات على أن القواعد الجوية الأخرى التي يمتلكها الروس، تلك الأكثر قربا إلى أوكرانيا، كانت أكثر عرضة للهجمات الأوكرانية، وهذا واضح نوعًا ما من الناحية الجغرافية. لكن ما فعله الأوكرانيون هو أنهم فتحوا أجواء روسيا أمام ما تسمى بالطائرات المسيرة التي تُسمى "مسيرات منظور الشخص الواحد" (FPV). وهذه الطائرات ليس لها مدى طويل جدًا، ولكن حقيقة أنهم تمكنوا من تقويض نظام التتبع الروسي لإدخال هذه الطائرات المسيرة إلى تلك المنازل الخشبية ثم القيام بنظام يشبه طريقة "جيمس بوند" لسحب السقف، حيث قاموا بالفعل بتحريك الأسقف للخلف عندما كانوا جاهزين للإطلاق، وهذا يدل حقًا على درجة عالية جدًا من التخطيط، وجهد تخطيطي متطور للغاية.وكما تعلمون، كانت تلك الأشهر الـ18 أو نحو ذلك التي استغرقها التخطيط لهذا الأمر، 18 شهرًا مستغلة بشكل جيد للغاية لأنهم لم ينظروا فقط إلى الهدف من الجانب الأوكراني، بل قاموا أيضًا بتقييم ما سيتطلبه الأمر بالضبط لملاحقة كل هذه الأهداف المختلفة، وكل هذه القواعد الجوية المختلفة التي ضربوها. وشملت هذه القواعد الجوية أماكن في سيبيريا كما نراها هنا، ثم أماكن في أقصى الشمال حتى منطقة مورمانسك، وفي شبه جزيرة كولو في شمال روسيا فوق الدائرة القطبية الشمالية. لذا، هذه هي أنواع الأعمال التي قام بها الأوكرانيون، وكان التخطيط متقنًا.يشبه الأمر في جوهره ما كنتم سترونه في الحرب العالمية الثانية عندما قال ونستون تشرشل، لوحدة العمليات الخاصة في عام 1940: "أشعلوا أوروبا". حسنًا، لقد أشعل الأوكرانيون النار في جزء من روسيا، وهذا تطور بالغ الأهمية.
بيانا غولودريغا: أجل، لا يسعني إلا أن أفكر بالرئيس زيلينسكي الآن في المكتب البيضاوي، وهو يتذكر ذلك الاجتماع الكارثي في فبراير عندما قال له الرئيس ترامب وجي دي فانس: "ليس لديك أوراق القوة"، وهو يعلم أنه كان يملك هذه الورقة على الأقل، وأنه كان يُدبّرها منذ شهور.هل كان من الممكن أن يحدث أيٌّ من هذا برأيك دون مساعدة الاستخبارات الأمريكية؟
سيدريك ليتون: نعم، كان من الممكن. أعني أن هناك أمورًا معينة استفاد منها الأوكرانيون بالتأكيد فيما يتعلق بالاستخبارات الأمريكية، ولكن الحقيقة هي أن صور الأقمار الصناعية متاحة من خلال مصادر مفتوحة خاصة مثل تقنيات ماكسار، لذا فهم لا يحتاجون بالضرورة إلى الولايات المتحدة للقيام بذلك. كان بإمكانهم أيضًا الحصول على بعض المعلومات الاستخباراتية من الأوروبيين، لكن الأوكرانيين لديهم شبكة استخبارات واسعة جدًا داخل روسيا. لقد أثبتوا ذلك نوعًا ما من خلال تنفيذ عمليات كهذه. وأحد الأمور التي يجب ملاحظتها هو ما قاله الرئيس زيلينسكي عندما قال إن "المكتب"، أي المقر التشغيلي لجزء من هذه العملية على الأقل ، كان بجوار أحد المقرات الإقليمية لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB).إذًا، كانوا يفعلون ذلك تحت أنظار الروس، وهذا بالتأكيد تطور بالغ الأهمية من منظور استخباراتي وعملياتي.الآن، سيعتمد الأمر بالطبع على مدة الآثار، قد لا تكون طويلة الأمد كما يرغب الأوكرانيون، لكنني أعتقد أن الآثار موجودة بالتأكيد، من الناحية النفسية، مثل غارة دوليتل، كما في الحرب العالمية الثانية، حيث هاجمنا اليابانيين من على حاملات طائرات، ولم يكن اليابانيون يتوقعون ذلك في تلك اللحظة تحديدًا. لذا، من الواضح أن الروس لم يتوقعوا هذا، وهذه هي النتيجة التي نراها الآن.
بيانا غولودريغا: أتخيل أن كتّاب السيناريو مشغولون بالفعل بالعمل على عملية "سبايدر ويب" (الأوكرانية) وكيفية تحويلها إلى فيلم أيضًا. سيدريك لايتون، شكرًا جزيلاً لك.
سيدريك ليتون: بالتأكيد بيانا، يسعدني دائمًا أن أكون معك.
قد يهمك أيضًا.. ما مدى تأثر روسيا بعد عملية "سبايدر ويب" الأوكرانية على قواعدها الجوية؟ محلل عسكري يعلق
قراءة المزيد
أوكرانيا
روسيا
أسلحة
الجيش الأوكراني
الجيش الروسي
طائرات مقاتلة
كييف
مقاتلات
موسكو

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

CNN عربية

منذ 3 ساعات

• CNN عربية

تفاصيل يكشفها تحقيق CNN عمّن أطلق النار خلال توزيع مساعدات في غزة

ظهرت تفاصيل جديدة حول حادث إطلاق النار وقتل فلسطينيين كانوا يحاولون الحصول على المساعدات في موقع إغاثة بقطاع غزة، وفي هذا الصدد أجرى مراسل شبكة CNN، جيريمي دايموند تحليلاً متخصصاً جديداً لمقاطع الصوت والفيديو وروايات شهود العيان عن الحادث الدامي في القطاع. قراءة المزيد أمريكا إسرائيل تحقيقات حصريا على CNN حماس غزة قطاع غزة

CNN عربية

منذ 16 ساعات

• CNN عربية

ترامب يكشف ما قاله بوتين عن الهجوم الأوكراني على روسيا

(CNN) -- قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه تحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، لكن المحادثة لن تسفر عن نهاية فورية للحرب في أوكرانيا. وجاءت هذه المكالمة بعد هجوم أوكراني جريء بطائرات مسيرة على مواقع للقوات الجوية الروسية نهاية الأسبوع. وصرح ترامب بأنه ناقش الأمر مع بوتين في مكالمة هاتفية استمرت 75 دقيقة. ترامب يوضح موقفه من مشروع قرار بالكونغرس لفرض عقوبات إضافية على روسياوكتب ترامب على موقع "تروث سوشيال": "ناقشنا الهجوم على الطائرات الروسية من قبل أوكرانيا، بالإضافة إلى العديد من الهجمات الأخرى التي وقعت من قبل الجانبين"، وتابع: " لقد كانت محادثة جيدة، ولكنها ليست محادثة من شأنها أن تؤدي إلى السلام الفوري". وأضاف ترامب قائلا: "الرئيس بوتين قال، وبقوة شديدة، إنه سيضطر إلى الرد على الهجوم الأخير على القواعد الجوية". وقال ترامب إنه ناقش أيضا قضية إيران مع بوتين في إطار عمله على التوصل لاتفاق نووي مع طهران. وكتب الرئيس الأمريكي: "ناقشنا أيضا قضية إيران، وحقيقة أن الوقت ينفد أمام إيران لاتخاذ قرار بشأن الأسلحة النووية، وهو قرار يجب أن يتم بسرعة!"، وتابع: "لقد قلت للرئيس بوتين إن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا، وأعتقد أننا متفقان على هذا"، وقال إن الرئيس الروسي عرض الانضمام إلى المحادثات مع طهران. وأكد الكرملين الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسبما ذكرت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية، الأربعاء، نقلا عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.

CNN عربية

منذ 19 ساعات

• CNN عربية

دراسة جديدة تكشف تقديرات لخسائر الجيش الروسي خلال الحرب في أوكرانيا

(CNN)-- كشفت دراسة جديدة أن ما يقرب من مليون جندي روسي سقطوا ما بين قتيل وجريح خلال الحرب في أوكرانيا، وهو معدل مروع للتكلفة البشرية لهجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير المبرر الذي استمر ثلاث سنوات على جارته. وذكرت الدراسة، التي نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، وهو مركز أبحاث في واشنطن العاصمة، الثلاثاء، أن روسيا ستصل على الأرجح إلى مليون ضحية هذا الصيف. وقالت إن هذا المستوى "المذهل" كان "دليلًا على استخفاف بوتين الصارخ بجنوده". وفقًا للدراسة، من بين الضحايا الروس الذين يُقدر عددهم بـ 950 ألفًا حتى الآن، لقي ما يصل إلى 250 ألفًا حتفهم. وأضافت: "لم تقترب أي حرب سوفيتية أو روسية منذ الحرب العالمية الثانية حتى من أوكرانيا من حيث معدل الوفيات". وأضافت أن أوكرانيا تكبدت ما يقرب من 400 ألف ضحية، مع ما بين 60 ألفًا و100 ألف حالة وفاة. على الرغم من أن كييف لا تكشف عن خسائرها القتالية بأي تفاصيل، ويُعتقد أن موسكو تُقلل بشكل كبير من تقدير خسائرها، إلا أن أرقام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تتوافق مع تقييمات الاستخبارات البريطانية والأمريكية. في مارس/آذار، قدّرت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تكبدت حوالي 900 ألف إصابة منذ عام 2022. ولعدة أشهر، قدّرت الوزارة أن روسيا تخسر حوالي 1000 جندي يوميًا، سواءً قتلى أو جرحى. وبناءً على هذا التوجه، من المتوقع أن تتجاوز روسيا عتبة المليون جندي في الأسابيع المقبلة. ودحضًا لادعاءات بعض المشرعين الغربيين بأن روسيا تُمسك "بكل الأوراق" في الحرب في أوكرانيا، استخدمت دراسة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أرقام الخسائر الروسية - بالإضافة إلى تقديرات خسائرها في المعدات الثقيلة ومكاسبها الإقليمية البطيئة - كدليل على أن الجيش الروسي "كان أداؤه ضعيفًا نسبيًا في ساحة المعركة" وفشل في تحقيق أهدافه الحربية الرئيسية. بعد أن صدت أوكرانيا الهجوم الروسي الأوّلي "الخاطف" عام 2022، أصبحت الحرب منذ ذلك الحين استنزافية. فبينما عززت كييف صفوفها بالخنادق والألغام، ضخت موسكو المزيد والمزيد من القوات فيما أصبح يُعرف بهجمات "مفرمة اللحم"، مُزجّت بالجنود في حملات لتحقيق مكاسب إقليمية هامشية فقط، وفقًا للدراسة. في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، تقدمت القوات الروسية بمعدل 50 مترًا فقط يوميًا، وفقًا للدراسة. وهذا أبطأ من التقدم البريطاني والفرنسي في معركة السوم خلال حرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى. أدى بطء وتيرة التقدم إلى استيلاء روسيا على 1٪ فقط من الأراضي الأوكرانية منذ يناير/كانون الثاني 2024، وهو ما وصفه المؤلفون بأنه "مساحة ضئيلة". تحتل روسيا الآن حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. لكن تراجع مكاسب روسيا الإقليمية لم يُحدث تغييرًا في استراتيجيتها. وللحفاظ على معدل الخسائر المذهل في صفوف روسيا، جنّد الكرملين مدانين من سجونه، واستقبل أكثر من 10,000 جندي من حليفته كوريا الشمالية، لكنه ترك أبناء النخبة في موسكو وسانت بطرسبرغ دون مساس إلى حد كبير. بدلاً من ذلك، جنّدت موسكو في أقصى شمال وأقصى شرق البلاد، حيث اجتذبت الرجال بعروض رواتب تُغيّر حياة المجتمعات الأفقر في تلك المناطق. وأشارت الدراسة إلى أن "بوتين يعتبر على الأرجح هؤلاء الجنود أكثر قابلية للتضحية وأقل عرضة لتقويض قاعدة دعمه المحلية". في حين واجهت أوكرانيا، وهي دولة ديمقراطية يقل عدد سكانها عن ربع عدد سكان روسيا، بعض الرفض في محاولاتها لتعبئة المزيد من القوات، لم تواجه روسيا، حيث حُظر انتقاد الحرب، أي معارضة تُذكر. ولكن مع دخول الحرب عامها الرابع، حذّر المؤلفون من أن "الثمن الباهظ" لحملتها المطولة يُمثل نقطة ضعف محتملة لبوتين. على الرغم من أن روسيا كانت صاحبة "المبادرة" في الصراع منذ أوائل عام 2024، إلا أن مؤلفي الدراسة قالوا إن الطبيعة الاستنزافية للحرب لم تترك "فرصًا تُذكر لتحقيق اختراقات حاسمة". ولكن بدلاً من ذلك، فإن الأمل الرئيسي لروسيا في الفوز "هو أن تقطع الولايات المتحدة المساعدات عن أوكرانيا" - كما فعل الرئيس دونالد ترامب لفترة وجيزة في وقت سابق من هذا العام - و"الانسحاب من الصراع" - كما هدد المسؤولون في إدارته.